الأسد: لا يمكن التوصل الى حل في سورية دون محاربة الارهاب والتوقف عن دعمه – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الأسد: لا يمكن التوصل الى حل في سورية دون محاربة الارهاب والتوقف عن دعمه

الأسد: لا يمكن التوصل الى حل في سورية دون محاربة الارهاب والتوقف عن دعمه
الأسد: لا يمكن التوصل الى حل في سورية دون محاربة الارهاب والتوقف عن دعمه

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يمكن التوصل إلى حل حقيقي للأزمة في سورية دون محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن الدول التي تدعم الإرهابيين “مثل تركيا وقطر والسعودية لا تريد التوقف عن إرسال جميع أنواع الدعم لأولئك الإرهابيين”. وقال الرئيس الأسد، في مقابلة مع قناة “اس بي اس” الاسترالية “إن سورية ترحب بأي جهد لمحاربة الإرهاب لكن ينبغي لهذا الجهد أن يكون حقيقياً وليس شكلياً أو استعراضياً، وينبغي أن يكون من خلال الحكومة الشرعية في سورية”.

كما أوضح الرئيس الأسد أنه عندما تدعم روسيا وإيران الشعب السوري فإنهما تدافعان عن الاستقرار، “لأن الفوضى في سورية ستؤدي إلى إحداث أثر الدومينو في منطقتنا وهذا سيؤثر في البلدان المجاورة وإيران وروسيا وفي أوروبا”. هذا وأكد الأسد دعمه أي حوار مع كل الأطراف في سورية، “لكن في الواقع فإن هذه المحادثات لم تبدأ بعد وليست هناك محادثات سورية سورية حتى الآن، لأن ما قمنا به حتى الآن هو مفاوضات مع السيد دي مستورا، إذا نحن ندعم المبدأ لكن من الناحية العملية ينبغي أن تكون هناك منهجية معينة لم تتشكل حتى الآن، وبالتالي ينبغي أن نبدأ لكن ينبغي أن تكون لدينا المبادئ الأساسية كي تكون هذه المفاوضات مثمرة”.

وفي السياق، نفى الأسد وجود أي حوار مع الولايات المتحدة، موضحاً إنه “يمكن القول إن هناك حوارا غير مباشر من خلال قنوات مختلفة، لكن إذا سألتهم سينكرون ونحن سننكر”، ومشيراً الى أن هذه القنوات تتمثل بـ “رجال أعمال يسافرون ويتنقلون حول العالم ويلتقون مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا ويحاولون نقل رسائل معينة”. هذا ولفت الأسد الى أن اتفاق وقف إطلاق النار “لا يزال فعالاً، لكن لا ينبغي أن ننسى أن المجموعات الإرهابية تنتهك هذا الاتفاق بشكل يومي وفي الوقت نفسه، وطبقا للاتفاق فإن من حقنا الرد عندما يهاجم الإرهابيون القوات الحكومية”.

ورداً على سؤال حول صحة التقارير الغربية التي تتحدث عن نهاية وشيكة لداعش، وعن المدة الزمنية التي تفصل السوريين عن استعادة الرقة، قال الأسد إن “الرقة بأهمية حلب ودمشق وأي مدينة أخرى، خطر تلك المجموعات الإرهابية لا يتمثل بالأرض التي يحتلونها لأن هذه ليست حرباً تقليدية، الأمر يتعلق بمدى تمكنهم من زرع أيديولوجيتهم في عقول سكان المنطقة التي يوجدون فيها”، مضيفاً أن “الوصول إلى الرقة ليس صعباً جداً من الناحية العسكرية، المسألة مسألة وقت، ونحن ماضون في ذلك الاتجاه، لكن عندما تتحدث عن الحرب فإن السؤال هو ما يستطيع الطرف الآخر أو لنقل العدو فعله وذلك يرتبط مباشرة بما تقوم به تركيا وخصوصا أردوغان في دعم تلك المجموعات”.

وعن التقارير التي تحدثت عن دعوة أكثر من خمسين دبلوماسيا إلى ما وصفوه ضربات عسكرية حقيقية وفعالة ضد سورية، أكد الرئيس السوري أن “دعاة الحرب موجودون في كل إدارة أمريكية، هذا ليس بشيء جديد، لكننا لا نكترث بهذا البيان لأن الأمر لا يتعلق بهذا البيان بل بالسياسة والأفعال، الفرق بين هذه الإدارة والإدارات التي سبقتها، إدارة بوش مثلا أرسلت القوات الأميركية، أما هذه الإدارة فترسل المرتزقة وتتغاضى عما فعلته السعودية وتركيا وقطر منذ بداية الأزمة، إذا فالسياسة هي نفسها”، موضحا أن “هذا البيان لا يختلف عن الواقع القائم على الأرض، إنه يطالب بالحرب والواقع الموجود على الأرض هو حرب فعلية”.

ولفت الرئيس الأسد إلى أن “الإدارات الأمريكية اشتهرت منذ خمسينيات القرن العشرين بخلق المشاكل، بينما لم تحل أي مشكلة”، قائلاً “نحن لسنا ضد التعاون مع الولايات المتحدة لكن هذا التعاون يعني التحدث عن المصالح المشتركة ومناقشتها والعمل لتحقيقها وليس عن مصالحهم على حساب مصالحنا”.

وعن وجود مرشح مفضل في الانتخابات الأمريكية، قال الأسد “في الواقع لا، نحن لا نراهن على أي رئيس أمريكي لأن ما يقولونه عادة في حملاتهم الانتخابية يختلف عما يفعلونه بعد أن يصبحوا رؤساء”. وعن المعارضة السورية، قال الأسد إنه لا يمكن أن تكون معارضة تعمل بالوكالة وبالنيابة عن دول أخرى مثل السعودية أو أي بلد آخر، متوجها إلى مراسل المحطة الأسترالية “ينبغي أن تكون معارضة سورية ذات جذور سورية كما هو الحال في بلادكم، اعتقد أن الأمر هو نفسه في جميع البلدان”. وفي السياق، أوضح الأسد أنه “إذا تحدثت عن سورية كميدان عسكري منعزل فإنه يمكن الوصول إلى تلك المنطقة خلال أسابيع أو أشهر قليلة، لكن دون أخذ الجهد التركي في دعم الإرهابيين بعين الاعتبار، فإن أي جواب سيكون بعيداً عن الواقع وغير حقيقي”.

وأكد الرئيس السوري أن التناقض بين تصريحات المسؤولين الأستراليين والموقف الرسمي الأسترالي تجاه ‏سورية تعبير عن المعايير المزدوجة للغرب بشكل عام. وقال الرئيس الأسد “إنهم يهاجموننا سياسياً ومن ثم يرسلون لنا مسؤوليهم للتعامل معنا من تحت الطاولة وخاصة مسؤوليهم الأمنيين بما في ذلك حكومتكم”. وأضاف الرئيس الأسد “جميعهم يفعل هذا، فهم لا يريدون إزعاج الولايات المتحدة وفي الواقع فإن معظم المسؤولين الغربيين يكررون فقط ما تريد الولايات المتحدة منهم قوله”.

وعن التقارير التي تحدثت عن قتال بين الجيش السوري وحزب الله، أكد الأسد أن “حزب الله يدعم الجيش السوري، ولا يحارب ضده بل إلى جانبه، الجيش السوري وحزب الله وبدعم من القوات الجوية الروسية نحارب ضد جميع المجموعات المسلحة سواء كانت “داعش” أو “النصرة” أو المجموعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة”. كما أوضح الأسد، رداً على سؤال حول الأحداث التي سبقت بداية الأزمة في ظل الروايات المختلفة التي تم تداولها، أن بعض الناس تظاهروا وقتها “لأنهم كانوا يريدون الإصلاح، لا نستطيع إنكار هذا، ولا نستطيع القول إن الجميع كانوا إرهابيين أو ان الجميع كانوا مرتزقة، لكن أغلبية أولئك المتظاهرين كانوا يتلقون أموالا من قطر من أجل التظاهر، وفي مرحلة لاحقة أصبحوا يتلقون أموالا من قطر ليتحولوا إلى الأعمال المسلحة، هكذا بدأت في الواقع”، متابعاً “أما حكاية الأطفال الذين تم اعتقالهم فإن هذه قصة وهمية لم تحدث، بالطبع هناك دائما أخطاء تحدث خلال الممارسة على الأرض كما حدث في الولايات المتحدة مؤخرا خلال العام الماضي، لكن هذا ليس مبررا لقيام الناس بحمل الرشاشات وقتل رجال الشرطة والجنود وما إلى ذلك”.

وعن انشقاق بعض الوزراء، قال الأسد إنهم “انشقوا لأنه طلب منهم القيام بذلك من قبل السعودية في بعض الحالات وفرنسا في حالات أخرى، حسب البلد الذي ينتمون إليه، والآن باتوا ينتمون إلى ما تسمى المعارضة التي تنتمي بدورها إلى تلك البلدان وليس إلى السوريين”.

وعن رؤيته لسورية بعد سنتين أو ثلاث سنوات، صرّح الأسد أنه “الأمر الأول الذي نريد أن نراه هو عودة سورية مستقرة كما كانت من قبل لأنها كانت أحد أكثر البلدان استقراراً وأمناً في العالم وليس في منطقتنا وحسب، إذا تحقق ذلك يمكن أن تكون لك طموحات أخرى أما بدونه فلا تستطيع”، متسائلاً عن كيفية التعامل “مع الجيل الجديد الذي عاش القتل والذي رأى التطرف أو تعلم التطرف أو تمت تعبئته عقائديا من قبل المجموعات المرتبطة بالقاعدة وما إلى ذلك”، وأن التحدي الثالث “يكمن في استعادة تلك الموارد البشرية التي غادرت وتحولت إلى لاجئين من أجل إعادة بناء سورية، إن إعادة إعمار البلد كبناء وكبنية تحتية أمر سهل جداً ونحن قادرون على ذلك كسوريين، أما التحدي فيتعلق بالجيل الجديد”.

المصدر: وكالة سانا - سوريا

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك