20-04-2024 12:51 PM بتوقيت القدس المحتلة

الاقصى في خطر.. "اسرائيل" تعيث فسادا والامة في انشغال..

الاقصى في خطر..

تصاعدت في الآونة الاخيرة العدوانية الصهيونية اتجاه المقدسات في الاراضي المحتلة، ورغم ان الصهاينة لم يتوقفوا في يوم من الايام عن عدوانتيهم في فلسطين المحتلة، إلا انها ارتفعت حدتها مؤخرا بشكل استفزازي.

تصاعدت في الآونة الاخيرة العدوانية الصهيونية تجاه المقدسات في الاراضي المحتلة، ورغم ان الصهاينة لم يتوقفوا في يوم من الايام عن عدوانتيهم هذه في فلسطين المحتلة، إلا ان الممارسات الاسرائيلية ارتفعت حدتها مؤخرا بشكل استفزازي حيث يتم انتهاك حرمات المقدسات لا سيما تدنيس وزير في حكومة العدو مع قطعان من المستوطين للمسجد الاقصى المبارك.

وقد تلا ذلك اقتحام قوات الاحتلال، المسجد الاقصى حيث أخلته بالقوة من المعتصمين فيه من الفلسطينيين، مفسحة المجال لمستوطنين بالدخول إلى باحة الأقصى لتأدية طقوسهم التلمودية في إطار مخطط لتقسيم الأقصى وشرعنة الاقتحامات الاستفزازية للصهاينة، بعد ذلك قامت عصابات المستوطنين بحرق مسجد في الخليل في الضفة الغربية المحتلة، مع ما يحمل ذلك من اعتداء على المسجد ومحتوياته وما يتضمنه من نسخ من القرآن الكريم.

وتأتي الممارسات الاجرامية للعدو مع وجود دعوات صهيونية لاقتحام المسجد الاقصى بمناسبة ما يسمى بـ"عيد العُرش" اليهودي، ذلك بالتزامن مع إعلان الشرطة الاسرائيلية أنها لن تسمح للرجال دون سن الخمسين عاما بالدخول للأقصى، هذا الموقف جاء بعد الدعوة الى النفير العام الى القدس والمسجد الاقصى المبارك وجهتها "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" بهدف حماية القدس والاقصى.

العدو الاسرائيلي يقوم بجرائمه الاستفزازية في ظل صمت عربي ودولي

والملاحظ ان هذه الاستفزازات الاجرامية للعدو الاسرائيلي تأتي في ظل صمت عربي واسلامي ودولي مطبق فلا دول المنطقة عربية ام اسلامية ولا حتى ما يسمى المجتمع الدولي، أبدى المواقف الرنانة والخطب المستنكرة، وغابت بالطبع "جامعة الدول العربية" عن المشهد وشاركتها في جولة التخفي هذه "منظمة التعاون الاسلامي"، كما لم نسمع عن الفاتيكان بيان عبّر عن قلق او استغراب، وبالطبع لن نسأل عن اوروبا او اميركا لانه لولاهما لما كانت "اسرائيل"  تحظى بالحماية والدعم.

الا ان اللافت ان لا "داعش" ولا اي من اخواتها في سوريا والعراق، من "جبهة النصرة" الى "أحرار الشام"، الى ما يسمى بـ"الجيش الحر"، أبدى رأيا في هذا المجال وكأن القدس والاقصى ليس لهما علاقة بالدين الاسلامي الحنيف الذي يدعي هؤلاء الانتساب اليه، ولعل غياب هذه الجماعات الارهابية التكفيرية عن هذه الاجواء يشير الى ان لا علاقة لها بالاسلام انما هي تعمل وفق حسابات ومعتقدات لا تتصل بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد.

ناهيك عن غياب الدول الداعمة لهذه المجموعات، فلم نسمع بيانا تركيا او سعوديا او قطريا او غيرها من الدول المحسوبة على الاسلام، فكل منها له في هذه الاوقات روزنامة وأجندة خاصة به، فتركيا همها كوباني او عين العرب وكيفية الاستفادة من جرائم داعش للانقضاض على سوريا واكرادها وتحصيل مكاسب عدة بضربة واحدة، فالأقصى ليس السفينة "مرمرة" التركية التي حركت نخوة اردوغان العثمانية لينتفض بوجه الصهاينة تحصيلا لمكاسب وشعبية انتخابية.

أما السعودية التي فيها يوجد البيت الحرام لا بدَّ من تذكيرها ان المسجد الاقصى كان قبلة للمسلمين في يوم من الايام وان القدس كانت مسرى الرسول محمد بن عبد الله(ص) يوم عرج به الى السماء، وهذا التذكير يوجه ايضا الى قطر وغيرها من دول الخليج والعالم الاسلامي، فلا يكفي فقط القول او الاشهار بالاسلام قولا انما لا بدَّ من تصديقه فعلا وعملا.

وحول كل تلك الممارسات الصهيونية في الاراضي المحتلة والمواقف المتواطئة مع العدو من قبل العالم والعرب، يلفت "إمام مسجد القدس" الشيخ ماهر حمود الى ان "الاسرائيلي والاميركي والمؤامرة الدولية مهّدت لهذا الموقف طويلا ولاشغال العرب بما يسمى الربيع العربي"، ويرى ان "الفتن المستمرة من سوريا الى العراق الى مصر الى غيرها من الدول تشغل الناس وتقلق بال الكثيرين وتشعر المواطن ان اولوياته ان يدافع عن نفسه قبل ان يدافع عن المسجد الاقصى".

ويقول الشيخ حمود في حديث لموقع قناة المنار إن "الانسان اليوم أينما وجد مهدد برزقه واهله ودينه ونفسه وعقله طالما تخيل ان المستقبل ستملكه داعش او امثالها"، ويتابع "بغض النظر عن صحة هذا الشعور فالكثيرين يشعرون ان اولويتهم ان يدافعوا عن انفسهم"، ويعتبر ان "هناك ما يبرر هذا الشعور لدى البعض وان كان خطأ"، ويرى ان "هذا التفكير قد يكون مقبولا بالنسبة للمواطن العادي لكن لا يمكن قبول الاعذار او تقديمها ممن يشاركون بطريقة او بأخرى في المؤامرة حيث يعرفون ماذا يفعلون فهؤلاء جعلوا في اعلامهم واولوياتهم وقراراتهم فلسطين رقما عاشرا وليس ثانيا او ثالثا".

ويعتبر الشيخ حمود ان "الشعب الفلسطيني والحمدلله يقوم بواجبه على صعيد الحفاظ على المقدسات ومواجهة العدو الصهيوني والجميع يعترف بذلك حيث يواجه الممارسات الصهيونية في كل فلسطين"، ويضيف ان "حضور الشعب الفلسطيني ضد الممارسات الصهيونية يعطي الانطباع ان كل شعب عربي او اسلامي مشغول بمنطقته وببلده ويعطي كذلك الانطباع ان القضية الفلسطينية باتت اقليمية او محلية في بعض الاحيان"، ويتابع "رغم ان هذا ليس صحيحا انما يجب ان نعترف بوجوده في مكان ما".

ويدعو إمام مسجد القدس الى "رفع الصوت عاليا في الاعلام ومن قبل رجال الدين وان تقام الفعاليات والمؤتمرات لاعلان ان المقدسات في فلسطين في خطر وان العدو الصهيوني يتمادى في ممارساته"، ويحث "البعض بعدم التخلي عن واجباتهم التاريخية والدينية في نصرة فلسطين ومقدساتها".

وحول موقف الجماعات الارهابية في سوريا والعراق من الممارسات الاسرائيلية، يقول الشيخ حمود "هؤلاء استطاعوا ان يقنعوا انفسهم وجمهورهم ان ما يقومون به من جرائم هو مقدمة لتحرير فلسطين"، ليجزم ان "هذا الامر غير صحيح على الاطلاق لان ضرب مرتكزات الدول والانظمة لا توصل الى تحرير فلسطين"، ويسأل "ماذا يفيد مثلا الاطاحة بالنظام في سوريا او في العراق وماذا يخدم ذلك القضية الفلسطينية؟".

"هنا يبرز الفارق بين هذه الجماعات وبين مفجر الثورة الاسلامية في ايران الامام الخميني (قده)"، يشير الشيخ حمود، ويتابع "يُنقل عن الامام الخميني انه عندما كان مهتما بقضايا ايران، قبل انتصار الثورة كان يحضر استراتيجية معينة لفلسطين لذلك قال بعد انتصار الثورة الايرانية اليوم ايران وغدا فلسطين"، ويؤكد امام مسجد القدس ان "الامام الخميني كان لديه نظرة ثاقبة نحو القدس وجهّز ورسم برنامجه بشكل حقيقي وصادق باتجاه فلسطين وهذا ما هو غائب عن هذه الجماعات".

ويشير الشيخ حمود الى ان "هؤلاء يسعون بحسب اعتقادهم الى تحرير فلسطين من باب مقاتلة المحيط القريب منهم من أنظمة واحزاب واشخاص قبل مقاتلة العدو الحقيقي للامة اي اسرائيل"، ويؤكد ان "الكثير من الشباب أشبعوا بالكثير من الاكاذيب والاضاليل وغرر بعقولهم وهم يمارسون حياتهم على اساس ان ما تلقوه من تعاليم وافكار صحيحة"، ويأسف ان "هذه الافكار غير صحيحة تماما وبذلك يودي الشاب بنفسه الى الهلاك كما يضر ضررا بالغا بجزء كبير من الامة من خلال ممارساته الخاطئة".

يبدو ان العدو الصهيوني يقوم بممارساته مطمئنا ان احدا من الدول او المنظمات عربية او اجنبية، اقليمية او دولية لن يعارضه او يسائله، فالعدو يعيث بأرض فلسطين فسادا ويعبث بمقدساتها دون رقيب او حسيب، ويسير بخطى هادئة لتنفيذ مخططاته الهادفة إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكله المزعوم مكانه.

وهنا لا بدَّ من توجيه الدعوات لكل الاحرار في هذه الامة وفي العالم من أحزاب وتيارات وفصائل وطنية الى رأي عام عربي ودولي، لتوحيد كل الطاقات والقدرات لحماية المقدسات في فلسطين، لان هناك تاريخا ينتهك في فلسطين وثقافة وحضارة عمرها آلاف السنين تُهدم ويُعمل لازالتها، وهي حضارة تعني الانسانية كلها ولا تختص بدين او مذهب او فئة بعينها، ويا حكام السلطة ويا طلاب المناصب في عالمنا العربي اولا، وتاليا في باقي الدول، صوّبوا البوصلة ولو لمرة واحدة بالاتجاه الصحيح ولا تشاركوا بجريمة قتل الانسانية بعد قتل الانسان في بلدانكم بعد فلسطين...