26-04-2024 12:39 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 3-3-2015: الحكومة تعاود جلساتها وتطور في ملف العسكريين

الصحافة اليوم 3-3-2015: الحكومة تعاود جلساتها وتطور في ملف العسكريين

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 3-3-2015 الحديث محليا في ملف الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل والية العمل الحكومي

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 3-3-2015 الحديث محليا  في ملف الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل والية العمل الحكومي حيث بات واضحا من اكثر من مصدر بأن الحكومة ستعاود استثناف عملها خلال ايام، كما تناولت الصحف التطورات الاخيرة في ملف العسكريين المخطوفين.

اقليميا، تناولت الصحف الحديث عن التطورات العسكرية المتسارعة في العراق، وخاصة بعد الحديث عن قيادة قائد لواء القدس الجنرال قاسم سليماني للعمليات العسكرية في محافظة تكريت، كما خصصت صحيفة "السفير" افتتاحيتها للحديث عن المل النووي الايراني.

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

السفير


إسرائيل ضاغطة والسعودية خائفة ومصر لا تساوم.. وكلام أوروبي جديد

«فرصة نووية» بين أميركا وإيران.. و«وصفة فدرالية» للبنان!


بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والثمانين بعد المئتين على التوالي.

جولة سابعة من الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري، حفلت، كما هو متوقع، بفذلكات لغوية ـ سياسية، إن دلت على شيء إنما على رغبة الطرفين بالمضي في الحوار «حتى إشعار آخر».

هذا الحوار ميزته أنه يعكس بمضمونه وتوقيته توازنات لبنان والإقليم.. وعلى الأرجح، فإن ما يجري في المنطقة من تطورات متسارعة، يساعد هذا الطرف أو ذاك، في تقديم تنازل من هنا أو من هناك، من دون الإخلال ببعض القواعد المتصلة بلعبة «الكبار» في المنطقة.

وضع المتحاورون في عين التينة مشهد المنطقة على طاولتهم: قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» الجنرال قاسم سليماني يقود المعارك ضد «داعش» في مدينة تكريت. رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يقارع في الكونغرس الأميركي باراك أوباما لمنعه من التفاهم مع إيران. بين «تل ابيض» الشمالي و «تل الحارة» الجنوبي و «التلة الحمراء» الشرقية، تحتدم المعارك على أرض سوريا. فجأة يفرج تنظيم «القاعدة» في اليمن عن القنصل السعودي عبدالله الخالدي.

في خضم هذه المشاهد، ينتقل الحوار الأميركي ـ الإيراني من مدينة جنيف إلى مدينة مونترو السويسرية. ليس مفاجئاً أن يحضر المفاوضات وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وإيران محمد جواد ظريف. الجديد هو حضور وزير الطاقة الأميركي أرنست مونيز وتلميذه الإيراني (في سبعينيات القرن الماضي) رئيس وكالة الطاقة الإيرانية (ونائب الرئيس الإيراني) علي أكبر صالحي. أيضا يشارك في المفاوضات المستشار الخاص للرئيس الإيراني حسين فريدون (روحاني) وهو شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني.

هذه المشاركة إلى جانب مساعدي وزيري الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي والمساعدة الأميركية وندي شيرمان ومساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي هيلغا اشميت، تشكل عنصرا لافتا للانتباه في دينامية التفاوض على مسافة ثلاثة أسابيع من موعد الرابع والعشرين من آذار.

الاجتماعات التي تقرر تكثيفها، يدل وجود خبراء من ذوي القدرة على اتخاذ القرارات فيها، وخصوصا وزير الطاقة الأميركي والمفاوض الإيراني علي أكبر صالحي، على نية الطرفين اتخاذ قرارات بعيدة المدى، وفق إعلاميين إيرانيين يشاركون في تغطية المفاوضات. وثمة مواجهة علمية تدور بين «الأستاذ» و «تلميذه» حول حجم البرنامج النووي الإيراني.

وبحسب هؤلاء، فإن النقطة الحاسمة هي قضية رفع العقوبات التي جعلها المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي، عنصر اختبار للأميركيين، في مقابل تقديم «تنازلات مؤلمة» في ملف التخصيب. حتى الآن، لا تشي معطيات جنيف، ومن ثم مونترو، بوجود فرصة نهائية للاتفاق ولا عدمه. ثمة معادلة جديدة يتحدث عنها المتابعون عنوانها: لا فشل ولا نجاح. معادلة تقود إلى تجاوز تاريخ الرابع والعشرين من آذار إلى نهاية حزيران المقبل. هذا الوقت يريد استثماره كثيرون، وخصوصا المتضررين من الاتفاق، وفي المقابل، يريد الإيرانيون تحسين مواقعهم التفاوضية، ولذلك، قرروا أن يخوضوا هم الحرب البرية على الأرض في العراق، بعدما أدت طائرات «التحالف» قسطها للعلى في الجو.

أُسقط الامر من يد السعوديين. لا «الصحوات» ولا ما أسموها «الائتلافات النيابية العابرة للطوائف» ولا «القوة العربية المشتركة» يمكن أن تأتيهم بـ «الترياق». أما الإسرائيليون، فلا يراهنون على الوقت، بل على ضغط الكونغرس على أوباما عبر تكبيله وإلزامه بموافقتهم على أي اتفاق قبل إبرامه. رد البيت الأبيض جاهز: العقوبات الرئاسية قابلة للرفع. لا عقوبات جديدة، سواء أكانت رئاسية أو غيرها. العقدة هي في نوع العقوبات التي يملك الكونغرس قرار تحريرها. هذه النقطة تحجج بها كيري أمام نظيره الإيراني، فردّ الأخير عليه في إحدى جولات جنيف: «ماذا لو قلت لكم إن طرفاً في إيران لا يوافق على هذا الرقم أو ذاك في الملف النووي. نحن نتعامل معكم من دولة الى دولة»، لكن مع الوقت، أدرك الإيرانيون أن ما يقوله المفاوضون الأميركيون ليس ترفاً بل حقيقة. نعم إنها أميركا.

الإيرانيون يعملون تحت سقف «المرشد»: القرار الإستراتيجي بالتوصل الى تفاهم متخذ. لن يقبلوا باتفاق إلا على مرحلة واحدة سواء في آذار أو في حزيران. عنصر الوقت مهم بالنسبة إليهم لأن ضرر العقوبات يؤلمهم ولو أنه لن يكسرهم وهم الذين اعتادوا على محاولات لي ذراعهم منذ انتصار ثورتهم قبل 36 عاما. الرئيس روحاني يدرك أنه من دون اتفاق ـ فرصة ورفع عقوبات سيزداد مناخ التشدد ولن يتمكن من الفوز بولاية رئاسية جديدة، وسيكون للمتشددين أن يستعيدوا الظاهرة النجادية بمسمى جديد.

التقييم الغربي، وخصوصاً الأوروبي لمواقف خامنئي وروحاني، أنها ايجابية وتدل على رغبة إيرانية بالتوصل إلى اتفاق. دينامية التفاوض الحالية تصب في الاتجاه نفســه.

ماذا بعد؟

«الايرانيون أصحاب مصلحة في اتفاق محدد وليس أي اتفاق»، ولكن ماذا عن الأميركيين؟

هنا، لا يستطيع الأميركي أن يغمض عينيه عن حقيقة أن الايراني صار لاعباً في الكثير من الساحات الاقليمية من أفغانستان الى فلسطين، مروراً بالعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وحتى السعودية نفسها. اذا كان المطلوب ارساء نظام اقليمي جديد، فإن ايران جزء لا يتجزأ منه، حسب النظرة الأوبامية، وهذه هي النقطة التي تستفز الخليجيين أكثر مما يستفزهم الملف النووي.

هم يقولون بلسان واحد: لن نقبل بإيران نووية. روسيا تشاركهم النظرة، بفارق أن الروسي «لا يمزح مع أحد» في الملف النووي عندما يعرّض أمنه القومي للخطر، لكن دول الخليج تنظر الى ايران نظرة الخائف. قالها مسؤول أوروبي زار بيروت مؤخراً: «مشكلتنا مع السعودية وجاراتها الخليجية أنها دول خائفة وقلقة... وهذا النوع من الدول قد يؤذي غيره».

تغيير في المقاربة السعودية

ثمة تغيير واضح في المقاربة السعودية للملف الإقليمي مع الملك سلمان بن عبد العزيز. يمضي الرجل في خيار اقامة حلف سني اقليمي يضمه وقطر وتركيا والامارات والكويت ومصر وكل دولة أو تنظيم (تحديداً «الإخوان») يمكن أن ينضوي تحت عنوان «احتواء الاسلام السني المعتدل».

الهدف السعودي المضمر هو تشكيل سد اقليمي سني بوجه الزحف الايراني. انخرط القطريون في التوجه الاقليمي السعودي. ظن الملك سلمان أن مصر التي تحتاجه اقتصاديا ستكون مطواعة، لكنه اكتشف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يريد أن يفاوض في موضوع احتواء «الإخوان» ومحاولة عقد تسويات معهم. زيارة رئيس مصر للرياض حملت بشكلها (تمضية ساعات في مطار العاصمة السعودية) مؤشراً لما يمكن أن يبلغه الموقف الوطني المصري الرافض للانخراط في أحلاف اقليمية في مواجهة النظام السوري و «حزب الله».. ولو أنه يسايرهم في اليمن ومطارح أخرى.

المفاجأة الثانية التي لم ينتظرها السعوديون آتية من الامارات. هذه الدولة الصغيرة يكاد يتجاوز موقفها الرافض للتسوية مع «الإخوان المسلمين» موقف الدولة المصرية نفسها. الموقف الأكثر غرابة هو ما كشفه مسؤول أمني اماراتي كبير أمام مسؤول أمني عربي زار أبو ظبي مؤخرا بأنه على تواصل شبه يومي مع القيادة السورية. قال أكثر من ذلك: «إننا نتفهم حقيقة انخراط الايرانيين و «حزب الله» في المعركة ضد «داعش» والارهاب».

وعندما سئل عن مقاربته لكيفية تحرر المصريين من المليارات الخليجية أجاب المسؤول الاماراتي: «اذا قام المصريون بتسوية الملف العقاري على كل الأراضي المصرية، يستطيعون أن يؤمنوا حوالي 4 مليارات دولار أميركي، فكيف اذا نظموا مرافقهم الجوية والبرية والبحرية وغيرها»؟

كلام اوروبي جديد

في بعض العواصم الاوروبية كلام هو الأول من نوعه. الايطاليون قالوا لباقي حلفائهم الأوروبيين بالحرف الواحد: «حزب الله وإيران والنظام السوري هم حلفاء موضوعيون لنا في الحرب ضد الارهاب».

استشعرت الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة الخطر يهدد أمنها القومي فقررت ارسال طائراتها الى الأجواء السورية والعراقية، فكيف بإيران و «حزب الله»؟

المعادلة نفسها عبَّر عنها جواب أحد قادة «14 آذار» أمام مسؤولة دولية في بيروت. سألت الأخيرة ضيفها: اذا انسحب «حزب الله» من سوريا وسلم الحدود كلها للجيش اللبناني، هل يشكل ذلك عنصرا كافيا لتنفيس الاحتقان السياسي والمذهبي وبالتالي تحصين الاستقرار اللبناني، فجاءها الجواب من ضيفها: «ومن قال لك إننا نقبل بأن ينسحب «حزب الله» من الحدود ويترك الجيش اللبناني وحده هناك»؟

هذا هو المشهد الإقليمي، وللحوار بين «حزب الله» و»المستقبل» أن يمضي، وهو على موعد مع ملفين: الأمن الذي يفترض أن «يشهد اختبارا جديا ومفاجئا وصادما للوسط السياسي اللبناني قبل نهاية الشهر الحالي»، حسب أوساط «مستقبلية»، أما الملف الثاني، فهو رئاسة الجمهورية التي جرت مقاربتها في جلسة الأمس للمرة الأولى «بشكل تفصيلي ولو من زاوية أنها الطبقة الأولى في عمارة إستراتيجية مكافحة الارهاب».

خاض الطرفان في الملف الرئاسي «وقدم كل منهما مقاربته في ظل مناخ ايجابي وصريح وواضح وجدي. تمسك «المستقبل» بمعادلة انتخاب الرئيس يشكل مفتاح الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب. رد الحزب بالتمسك بالمعادلة نفسها!

هل يمكن للحوار أن ينتج رئيساً للجمهورية؟

لا وهمَ عند هذا الطرف أو ذاك بأن ظروف انتخاب الرئيس اللبناني قد نضجت. لا بد من انتظار ما يجري من حراك في كل الساحات. لا يجب أن يغمض أحد عينيه عن «الوصفة الفدرالية» التي تزحف الى معظم دول المنطقة، وهذه المرة بارادة «اهلها». هل هناك من قرأ جيدا في لبنان معنى طرح «القانون الأرثوذكسي» وسؤال أكثر من جهة أوروبية عن القانون الأفضل لـ «اللامركزية الادارية الموسعة في لبنان» حالياً؟


سليماني يسبق الأميركيين.. إلى تكريت
ليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها الجنرال قاسم سليماني في الميدان العراقي. إلا أن تفاصيل قدوم قائد «فيلق القدس» الى جبهة القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» كانت مختلفة هذه المرّة، سواء في الطابع العلني لهذه الزيارة الميدانية، او في توقيتها، حيث تزامنت مع اطلاق رئيس الوزراء العراقي معركة «لبيك يا رسول الله» لتحرير تكريت من «داعش»، وكذلك مع وصول المفاوضات النووية بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة الى نقطة مفصلية، دفعت التشويش الاسرائيلي الى اعلى ذبذباته، مع وصول بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة، حيث يتوقع ان يتطرق الى هذا الملف في كلمته المرتقبة اليوم امام الكونغرس الاميركي.

وبحسب ما نشرت وسائل الإعلام الايرانية، فإن سليماني متواجد في الميدان العراقي منذ يومين، وقد نشرت له بالأمس صور مع قيادات «معركة تكريت»، التي انطلقت رسمياً يوم امس، بعد حشد ما يقرب من 30 ألفاً من جنود الجيش العراقي و «الحشد الشعبي».

وتأتي زيارة سليماني لتسجل نقطة اضافية في السباق الاميركي ـ الايراني على الجبهة العراقية لصالح الجمهورية الإسلامية، بعد الخصب الإعلامي الذي رافق إطلاق الولايات المتحدة لـ «التحالف الدولي» في الصيف الماضي.

وطوال الاشهر الماضية، لم تخف ايران توجسها من التدخل الاميركي الجديد في بلاد الرافدين ومصداقيته، خصوصاً ان مئات الضربات الجوية التي تنفذها مقاتلات «التحالف الدولي» لم تفلح حتى الآن في ضرب منظومة القيادة والتحكم لـ «داعش»، في مقابل نجاح من يوصفون بـ «حلفاء سليماني»، وهي التسمية التي يطلقها الإعلام الغربي على قوات «الحشد الشعبي»، في تحقيق مكاسب ميدانية مهمة، كان اهمها تحرير محافظة ديالى من التنظيم المتشدد، والاستعداد بفعالية لـ «معركة تكريت»، التي طال انتظارها، ومن ثم «معركة الموصل» التي ما زالت موضع تجاذب بين الولايات المتحدة والعراق.

وبعد «معركة ديالى»، تأتي معركة «لبيك يا رسول الله» لتحرير تكريت، لتظهر الصراع الخفي بين الولايات المتحدة وايران في الميدان العراقي، مع تقدم وحدات «الحشد الشعبي» على أكثر من جبهة في قتال «داعش»، تزامناً مع اتهام طائرات «التحالف» بتقديم دعم ميداني لمسلحي التنظيم التكفيري، الذي يتهم البعض واشنطن بأنها باتت تستخدمه كأداة للحد من النفوذ الإيراني في العراق.

معركة «لبيك يا رسول الله» التي انطلقت في تكريت في منتصف ليل امس الاول، ترافقت مع حملة إعلامية ضخمة، وحضور سياسي عراقي غير مسبوق، تمثل خصوصاً بزيارة قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى تكريت، في خطوة رمزية كبيرة، تكللت بإعلان وكالة «فارس» الإيرانية عن وصول سليماني بدوره إلى الجبهة العراقية.

وبحسب الوكالة الإيرانية فإن الجنرال الايراني وصل الى الجبهة العراقية في نهاية الأسبوع الماضي، «لتقديم الاستشارات للقادة العراقيين»، وفقاً لما نقلته عن مصادر ميدانية.

ولفتت «فارس»، التي نشرت صوراً لسليماني، الى ان قائد «فيلق القدس» استقبل لدى وصوله إلى تكريت من قبل قادة الجيش العراقي و «الحشد الشعبي» والمقاتلين العراقيين، بينما ذكر أحد المصادر أن «عمليات تحرير تكريت بدأت برمز (لبيك يا رسول الله) من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي»، مشيراً إلى أن «قائد عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي يشارك أيضاً في العمليات».

وخلال الأشهر الماضية، اشرف سليماني على عدد من العمليات العسكرية التي انتهت بفك الطوق عن بغداد شمالا، وتشكيل منطلق تكتيكي ملائم لتقدم القوات العراقية باتجاه تكريت، لتبدو العملية الجارية في مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين، وأحد أبرز معاقل تنظيم «داعش»، ثمرة سلسلة معارك خاضها «الحشد الشعبي» في عدد من المناطق، ومن بينها الضلوعية والمقدادية وجلولاء، وجرف الصخر، وآمرلي.

وتكتسب تكريت أهمية كبرى لناحية موقعها الإستراتيجي كعقدة وسط البلاد، وهي كانت تشكل عقبة في وجه تقدم القوات العراقية و «الحشد الشعبي» نحو الموصل، كما أن رمزيتها كمسقط رأس صدام حسين لطالما وضعتها في خانة التصنيفات السياسية الداخلية، إلا أن مشاركة العشائر العراقية في المعركة بعدد يقارب ثلاثة آلاف مقاتل قد يساهم في رفع الغطاء المذهبي والسياسي عمّن التحق من أبنائها بتنظيم «داعش»، وهو ما أشار إليه رئيس الحكومة، أمس الأول، في كلمته من سامراء لدى دعوته الـ «المغرر بهم» إلى العودة لحضن الدولة.

وبدا أن العبادي قد سعى، من خلال تشديده على اهمية الدور الذي يقوم به ابناء العشائر في القتال ضد «داعش»، الى الرد على التحذيرات الغربية من الارتدادات المذهبية لـ «معركة تكريت».

واعتبر العبادي، في كلمة وجهها أمام مجلس النواب يوم امس، أن «المعركة مع تنظيم داعش الإرهابي ليس فيها حياد»، وتابع قائلاً «من يكون محايداً يقف في الصف الآخر»، وشدد على أن «المعركة فاصلة، ويجب أن نتحد مع شعبنا ونحقق طموحاته في الأمن والأمان، للقضاء على داعش».

وحققت القوات المشاركة في العملية تقدما لافتاً خلال اليومين الماضيين.

وذكرت تقارير إعلامية أن التقدم باتجاه المدينة تم عبر خمسة محاور منها الدور والعلم وتكريت، مع النجاح في تطهير أكاديمية شرطة صلاح الدين، التي تبعد مسافة كيلومترين إلى الجنوب من المدينة، في وقت أكد الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري أن العشائر العراقية ساندت قوات الجيش و «الحشد الشعبي» في العمليات.

وذكرت مصادر ميدانية أن «طائرات بدون طيار حلقت في سماء تكريت منذ عدة أيام وأنجزت مهمات استطلاعية وقتالية، حيث قامت باستهداف منطقة القادسية في شرق تكريت، كما استهدفت بعض مواضع الارهابيين ودمرتها».

ويعد الهجوم الأكبر الذي تنفذه القوات العراقية منذ استولى مقاتلو «داعش» على مساحات كبيرة شمال البلاد وغربها في حزيران العام 2014.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن عدد القوات المشاركة فيه يقدر بثلاثين ألفاً، ولم يرافقه على عكس المناطق الأخرى أي تصريح أو إشارة أميركية إليه، بينما غابت أخبار مشاركة طيران «التحالف الدولي» في العملية، وهو ما ما عزاه المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية ستيف وارن بعدم تلقي الولايات المتحدة وحلفائها اي طلب من العراق لشن غارات دعماً للقوات الحكومية في معركة تحرير تكريت.

وستكون التطورات الميدانية في «معركة تكريت» الفيصل في إمكانية اطلاق «معركة الموصل»، علماً بأن الحساسية الطائفية التي تشكل الذريعة الأساسية لعدم مشاركة «الحشد الشعبي» في عمليات الموصل قد تسقط عند ما تحمله تكريت من رمزية لطالما تم التصويب عليها في هذا المجال.

وتسعى واشنطن إلى الانفراد بـ «معركة الموصل» عبر ضخ الدعاية حول موعدها ومشاركة قواتها فيها، في ما يشبه محاولة لعقد مقايضة ميدانية مناطقية مع فصائل «الحشد الشعبي»."

 

النهار


"سباق الغموض" على كل المسارات !

14 آذار قرّرت إطلاق "المجلس الوطني"


ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "بدا المشهد السياسي الداخلي امس عرضة "لسباق الغموض" بين مختلف المسارات الحوارية السياسية من جهة، والمسار الاكثر تعقيدا لاخراج أزمة الآلية الحكومية من تعثرها الآخذ بالتمدد. فبينما تتصاعد الشكوك والتكهنات السلبية حول الحوار التمهيدي الغارق في مد وجزر بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، رسم بيان شديد الاقتضاب صدر عن الجلسة السابعة من الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" مزيداً من الغموض، وان يكن تحدث عن "تقدم جدي في الملفات الامنية والسياسية" . أما في العقدة الحكومية فلم تخرج المعالجات الجارية عن وتيرة باتت أشبه بالأحجية لجهة تحديد موعد لمعاودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء.

هذه الصورة الضبابية رفعت منسوب القلق من الانسداد السياسي الذي يخشى ان يرخي بانعكاساته على الحكومة تحديدا، ولو امكن عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع. اذ تقول أوساط وزارية معنية بالاتصالات الجارية لمعاودة جلسات مجلس الوزراء لـ"النهار" ان الحكومة بعد أزمة الآلية لن تعود كما كانت قبل هذه الازمة بعدما ظهرت على هامش الازمة معالم تفكك واسعة حتى ضمن الفريقين العريضين لقوى 14 و8 آذار وقام محور ثالث بينهما يمثله "اللقاء التشاوري" الذي لا يخفى دعم بكركي له ولو أنكر أركان هذا اللقاء انهم يشكلون جبهة جديدة. وأعربت عن تخوفها تاليا من ان تكون التنافسات المسيحية الرئاسية وسط الانطباعات التي تترقب تطورات اقليمية كبيرة في الشهرين المقبلين قد اندفعت بقوة يصعب معها اعادة الوضع الحكومي على اساس معادلة توفق بين إبقاء آلية الاجماع في اتخاذ القرارات كما كانت قبل تعليق جلسات مجلس الوزراء والاحتكام الى التصويت وفق ما تمليه المادة 65 من الدستور كما يطالب بذلك رئيس الوزراء تمام سلام يدعمه أفرقاء آخرون تجنباً لشل الانتاجية الحكومية.

وسط هذا المناخ انعقدت الجلسة الحوارية السابعة بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" مساء امس في عين التينة، وضمت مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن "المستقبل" والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب والوزير علي حسن خليل. وصدر بعد الجلسة البيان الاتي: "استكمل النقاش وسجل تقدم جدي في الملفات الامنية والسياسية".


متى الجلسة؟

أما على الصعيد الحكومي، فرجحت أوساط واكبت اتصالات رئيس الوزراء امس لـ"النهار" ان يحدد موعدا لجلسة مجلس الوزراء هذا الاسبوع في غضون الساعات الـ48 المقبلة، علما ان الرئيس سلام سيستقبل غدا في السرايا الرئيس أمين الجميّل للوقوف منه على وجهة نظر "اللقاء التشاوري" الذي انطلق بوزراء الكتائب والرئيس ميشال سليمان والوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون.

وصرح وزير البيئة محمد المشنوق لـ"النهار" بأن الرئيس سلام سيدعو الى جلسة الخميس المقبل معتبرا ان "لا شيء اسمه التعطيل والتعطيل لا يؤدي الى التعجيل"، وذلك في رد على مواقف بعض الوزراء. واضاف: "طبعا الوضع استثنائي وليس طبيعيا، ولن يعود كذلك الا بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت". واشار الى انه "من المهم الحفاظ على الجو التوافقي وان ليس مئة في المئة مع تسجيل تحفظ في بعض الحالات لمن يريد ان يعبر عن موقفه، وان مؤسسة مجلس الوزراء يجب ان تبقى توافقية ومن يريد التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية يعمل في هذا الاتجاه".


خلوة 14 آذار

إلى ذلك، انتهت ورشة "ترتيب الذاكرة" التي نظمتها الأمانة العامة لقوى 14 آذار في "البيال" أمس إلى مفاجأة، إذ خلصت إلى إقرار إطلاق "المجلس الوطني لقوى 14 آذار" في مؤتمرها العام المقبل في مناسبة الذكرى العاشرة لانطلاقتها. وكان لافتاً أن أبرز من طرح فكرة وضع أطر تنظيمية، من أجل استيعاب الأحزاب والمستقلين وقادة الرأي من نواب ووزراء حاليين وسابقين وعموم الناشطين، هم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان والنائب مروان حمادة وآخرون، وقد أيدهم المشاركون في الورشة الذين فاق عددهم مئة شخصية سياسية وحزبية وأكاديمية وإعلامية.

وكانت فكرة إنشاء "المجلس الوطني" طُرحت عام 2011 ولم تبصر النور، والغاية منه أن يضم عدداً كبيراً من السياسيين الحزبيين والمستقلين ونخبة من القوى الفاعلة في المجتمع وقادة الرأي في لبنان ودول الإنتشار، على أن تتوزع العضوية بين الحزبيين والمستقلين، وتكون ولاية المجلس سنتين وينتخب له خارج القيد الطائفي رئيس ونائب للرئيس وستة أمناء سر، ويكون متمتعاً بصفة معنوية تتيح له مراقبة سياسات قوى 14 آذار عبر آلية عمل تتضمن إعلان "مانيفست" وإصدار بيان سياسي كل ثلاثة أو أربعة أشهر وبلورة برامج مشتركة وتنظيم ورش عمل ونشاطات متنوعة في موازاة استمرار الأمانة العامة لقوى 14 آذار في القيام بعملها.


انتكاسة في عكار

على الصعيد الامني، توفي ليل امس بدر عيد شقيق النائب السابق علي عيد متأثرا بجروح أصيب بها لدى تعرضه لاطلاق نار بين بلدتي الحيصة والكويخات ونقل الى مستشفى عكار - رحال.

وأعرب رئيس بلدية الكويخات عمر الحايك بعد اجتماع انعقد في دارته، وضم مختلف فاعليات البلدة، عن أسفه واسف أهالي الكويخات عموما للحادث الامني الذي تعرض له بدر عيد في الكويخات. وقال إن "أهالي الكويخات جميعا يرفضون كل ما يجري تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنسوب الى "شباب الكويخات" ولا علاقة لهم بهذا الموضوع من قريب او بعيد". وطالب الحايك الاجهزة الامنية بالاسراع في كشف هذه الجريمة ومروجي بيانات الفتنة.

على صعيد آخر، طلب وزير الصحة وائل ابو فاعور امس فتح تحقيق فوري في وفاة الطفل عبد الرؤوف منير الحولي مع مستشفيين في عكار رفضا استقباله، استنادا الى افادة والد الطفل الذي شيع امس في بلدة مجدلا العكارية.


إيران على الجبهات من العراق إلى سوريا

قاسم سليماني يُشرف على عملية تكريت

 

على كل الجبهات الساخنة من الجنوب السوري الى وسط العراق، بدا ان ايران تضطلع بدور رئيسي في المعارك الدائرة. ونقلت وكالة "فارس" الايرانية شبه الرسمية عن مصادر مطلعة ان "قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني وصل الى تكريت السبت لتقديم الاستشارات للقادة العراقيين" الذين يقاتلون تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). وقالت انه "لدى وصوله الى تكريت استقبل سليماني قادة الجيش والحشد الشعبي والمقاتلون العراقيون". واضافت ان سليماني "شارك استشارياً في الكثير من عمليات تحرير المدن والمناطق المهمة في العراق ومنها تحرير جرف النصر (جرف الصخر سابقا)".

وكانت القوات العراقية يدعمها "الحشد الشعبي" وابناء العشائر مع غطاء جوي بدأت هجوماً واسعاً لاستعادة مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين من ايدي "داعش" في خطوة اولى لاستعادة كامل المحافظة.

وتتقدم القوات نحو تكريت الواقعة على ضفاف نهر دجلة، جنوبا من سامراء، وشمالا من قاعدة سبايكر وجامعة تكريت، وشرقا من محافظة ديالى التي كان العراق اعلن الشهر الماضي "تطهيرها" من الجهاديين. وتتم العملية بغطاء ناري مكثف من المدفعية الثقيلة وطيران الجيش. ولم يتضح ما اذا كان طيران الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شارك في الغارات.

وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة له امام مجلس النواب العراقي من أن المعركة مع تنظيم "داعش " ليس فيها حياد . وقال ان "من يكون محايدا يقف في الصف الآخر، انها معركة فاصلة، يجب أن نتحد مع شعبنا ونحقق طموحاته في الأمن والأمان ونتوحد بالقضاء على داعش".

ولفت الى ان قوات الحشد الشعبي تشمل أبناء محافظة صلاح الدين والمحافظات الأخرى، ولا ينبغي لأحد ان يسيء اليهم ويشكك فيهم أو يتهمهم". وافاد"اننا نت?