23-04-2024 10:16 AM بتوقيت القدس المحتلة

النصر الاستراتيجي والهزيمة المدوية

النصر الاستراتيجي والهزيمة المدوية

وانتهت عاصفة الرمال باعلان السعودية هزيمتها مهما حاولت تجميلها وتزيينها ... هزيمة مدوية اثبت من خلالها انصار الله والجيش والشعب اليمني بأكمله صلابة وقدرة على المواجهة والمحافظة على القيادة والسيطرة

وانتهت عاصفة الرمال باعلان السعودية هزيمتها مهما حاولت تجميلها وتزيينها ... هزيمة مدوية اثبت من خلالها انصار الله والجيش والشعب اليمني بأكمله صلابة وقدرة على المواجهة والمحافظة على القيادة والسيطرة.

منذ اليوم الأول للعدوان حمل الاعلان عنه بذور هزيمته. فمن يسعى الى استئجار جيوش واستدراج عروض لشن حرب على شعب فقير، لكنه معروف بشهامته وغيرته ودفاعه عن ارضه، من يسعى لذلك لن ينجح ابداً. فضلا عن اثبات القوات السعودية عجزها عن التقدم البري، فقد تكرست صورة السعودية كمملكة اجرام وعدوان وسفك لدماء الأبرياء ناهيك عن عجزها وضعفها.

لقد قال الامام الخامنئي منذ ايام "لو كان أولئك قد استطاعوا الانتصار في غزة، فإن هؤلاء أيضاً سيستطيعون الانتصار هنا، هؤلاء سوف يخسرون بالتأكيد، وسوف يتمرّغ أنف السعوديين في التراب قطعا". هذا الكلام تبعه ايضا كلام استراتيجي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والذي وعد فيه اليمنيين بالنصر.

هزيمة سعودية بالشكل ايضا

يبقى السر في ما قبل الاعلان عن الهزيمة السعودية: ماذا جرى خلال الأيام القليلة الماضية حتى اضطرت السعودية مرغمة على وقف عدوانها، من دون تحقيق هدف واحد معلن؟

يبقى ما حصل محصوراً في اطار التكهنات والأخبار المتداولة اعلامياً، لكن المؤكد والواضح وهو ما يحمل دلالات كبرى،  الإعلان الذي صدر من طهران قبل ساعات على لسان مساعد وزير الخارجية الايرانية حسين اميرعبد اللهيان الذي اشار، في بداية اجتماع مساعدي وزراء خارجية ايران وسوريا وسويسرا، الى أن "الدبلوماسية الايرانية تتابع بدقة تطورات الأوضاع في اليمن، واننا متفائلون بوقف الهجمات العسكرية السعودية على اليمن خلال الساعات القادمة في ظل الجهود المبذولة بهذا الاتجاه".

هذا الأمر سجل ايضاً هزيمة السعودية في الشكل.

الأهداف المعلنة للعدوان

لا بد من استحضار السقف العالي للأهداف التي وضعها التحالف السعودي الأميركي لعدوانه على اليمن، وكيف هبط الى مستوى حماية السعودية من الخطر "الحوثي" وهو امر لم يكن في بال أنصار الله اصلاً.

اما ابرز الأهداف  فكانت على الشكل التالي:

1- انسحاب الحوثيين من صنعاء وجميع المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من دون قيد
2- عودة الرئيس هادي والحكومة الى صنعاء وممارسة مهامها
3- العودة الى نتائج الحوار وتنفيذها تحت اشراف حكومة هادي
4- الغاء جميع التعيينات التي قام بها انصار الله

هذه الأهداف التي تم اعلانها من قبل تحالف العدوان السعودي الأميركي، فماذا تحقق منها؟ أين اعادة ما يسمونها بالشرعية الى اليمن؟ وأين الرئيس المستقيل والفار هادي؟ وهل عاد الحوثيون الى صعدة؟

نتائج العدوان:

- فشل الرياض في السيطرة على اليمن وبالتالي خروجها وادواتها بالكامل من هذا البلد
- توحيد الشعب اليمني وراء قيادة جديدة وشابة اثبتت قدرتها على ادارة الأزمات والمعارك.
- استكمال الجيش واللجان الشعبية وانصار الله تطهير البلاد من القاعدة وجماعة هادي
-اثبات صلابة وقدرة انصار الله على مواجهة قوة متفوقة جوياً، والمحافظة على القيادة والسيطرة.
-اخفاق العائلة السعودية في استدراج جيوش أو اسئجارها، حيث بقيت وحيدة في عدوانها.
-اثبات عجز القوات السعودية عن التقدم البري.
-تكريس صورة السعودية كمملكة اجرام وعدوان وسفك لدماء الأبرياء .

اللطيف في الأمر الى حد النكتة أن الناطق باسم عملية "عاصفة الحزم" أحمد العسيري والذي تحول لاحقا الى مستشار مكتب وزارة الدفاع، كما عرّفته قناة العربية في مؤتمره الأخير امس، قال إن العاصفة بدأت بطلب من الحكومة اليمنية وانتهت بطلب منها!
لقد انتصر الصبر الاستراتيجي على الحقد الاستراتيجي، وانتصرت اشلاء الأطفال اليمنيين على صواريخ الغدر. لم تستطع السعودية السيطرة على متر واحد داخل اليمن تنزل فيه عبد ربه منصور هادي، الذي لن يجد ربما متراً يدفن فيه غداً.