24-04-2024 11:44 PM بتوقيت القدس المحتلة

المنار» تتذكّر أوّل شهداء الجيش اللبناني في الجنوب

المنار» تتذكّر أوّل شهداء الجيش اللبناني في الجنوب

ضمن حلّتها الجديدة، تعرض قناة «المنار» عند 10:30 مساء، الجزء الأوّل من وثائقي «زمان ورجال». تسلّط السلسلة على شخصيّات ساهمت بالمقاومة ضدّ العدّو الإسرائيلي. وعلى مدى ساعة من الوقت، .

Zgheibضمن حلّتها الجديدة، تعرض قناة «المنار» عند العاشرة والنصف من مساء اليوم الجزء الأوّل من وثائقي «زمان ورجال». تسلّط السلسلة على شخصيّات ساهمت بالمقاومة ضدّ العدّو الإسرائيلي. وعلى مدى ساعة من الوقت، يكشف فريق البرنامج في أولى حلقاته، عن تفاصيل معركة المالكيّة الأولى في 15 أيار/ مايو من العام 1948.

زينة برجاوي

قاد تلك المعركة النقيب في الجيش اللبناني الشهيد محمد عقيل زغيب، لكنّه لم يدخل كتب التاريخ، بالرغم من أنّ ما شهدته القرية (إحدى القرى السبع المحتلّة) موثّق في أرشيف الجيش. تعدّ معركة المالكيّة معركةً مفصليّة، إذ نجح الجيش بقيادة فؤاد شهاب حينها، في طرد عصابات الإسرائيليين من القرية في نهاية شهر أيّار من العام ذاته. ربما تقع عند البحث عبر الانترنت على صور للرئيسين بشارة الخوري، رياض الصلح، ووزير الدفاع حينها مجيد أرسلان وقائد جيش الإنقاذ العربي فوزي القاوقجي أثناء زيارة الخوري لبنت جبيل وتقليده أوسمة للمقاتلين اللبنانيين بعد معركة المالكية... لكنّ دور زغيب في المعركة غير معروف بالنسبة لكثيرين.


استغرق العمل على الوثائقي ستّة أشهر، بين تصوير وتوثيق وبحث. ونفّذ جزء من تصويره بتقنية الرسوم الثلاثيّة الأبعاد، إلى جانب لقطات من الأرشيف، والمقابلات الخاصّة. وصوّرت بعض اللقطات بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني من أعلى تلة مشرفة على مكان المعركة، وهو مكان يُمنع على المدنيين دخوله.


الشريط من إنتاج شركة «إبداع»، أعدّه وأخرجه أيمن زغيب، وعاونه في الإعداد محمد عيّاد وزينب سليم، فيما تولّى التصوير بلال جلوان، وقاسم دهيني، وعباس بدير، وإليان عسّاف، إلى جانب محمد زيدان حيدر في المونتاج والغرافكس، وربيع أمهز في إنجاز المقاطع الثلاثيّة الأبعاد.


يسعى الوثائقي إلى تعريف المشاهدين على بطل مجهول تقريباً، يعدّ من أيقونات الجيش اللبناني. يقول مخرج العمل لـ«السفير» إنّ «الهدف منه تقديم الرواية التاريخية لاستراتيجية لبنان الدفاعية في معركة المالكية الأولى، واللحظة المفصلية التي توافق فيها كل من قاد تلك العملية على تشكيل سرية لبنانية مؤلفة من مجاهدين من كل المناطق اللبنانية». ويضيف: «قاد الشهيد زغيب المعركة واستشهد بسريّة تامة، لذلك يظنّ البعض أنّه استقال من صفوف الجيش اللبناني، لكنّ تلك المعلومة غير صحيحة».

يعتمد الشريط على مجموعة من الوثائق والمستندات، مصدرها قيادة الجيش اللبناني، وتحديداً الأرشيف الخاص بالنقيب محمد زغيب، إضافةً إلى أرشيف جيش الإنقاذ وأرشيف الشهيد معروف سعد الذي شارك بدوره في معركة المالكيّة. كما حصل فريق الإعداد عبر شركة خاصّة، على وثائق من أرشيف الجهة الإسرائيلية التي وثقت المعركة، وصوّرت القتلى في صفوف الاحتلال. كما أنّ الشهيد محمد زغيب وثّق بنفسه تفاصيل المعركة، واحتفظ بالوثائق المكتوبة في جيبه، وقد عثر عليها بعد استشهاده، وحفظت في الأرشيف. ومن بين الأوراق التي عثر عليها في جيبه، بطاقة هويّته (الصورة)، وتظهر عليها آثار الرصاصتين اللتين أصابتا صدره خلال المعركة.


تسرد الحلقة الأولى من الوثائقي سيرة الشهيد زغيب، من خلال مقابلات مع أفراد عائلته، وتسلّط الحلقة الثانية الضوء على تفاصيل المعركة التي خاضها. ويشارك في الحلقة الثانية المرتقب عرضها الأربعاء المقبل في التوقيت ذاته، 11 مقاتلاً ممّن شاركوا في المعركة، ليسردوا شهاداتهم، وتتراوح أعمارهم بين 82 و102 عام. يقول مخرج العمل أيمن زغيب إنّ ثلاثة من هؤلاء المقاتلين توفوا بعد إنتاج الوثائقي، كما أنّه تمّ التصوير مع أحدهم وهو على فراش الموت في العناية المركزة، في أحد مستشفيات بيروت. يخبرنا المخرج: «لم يصدِّق أولئك المقاتلون أنَّ هناك من يعرف بقصتهم، فأعربوا لنا عن استغرابهم كيف تمّ الوصول إليهم والتعرّف عليهم». من هذه المفارقة ينطلق الشريط، إذ إنّ شوارع المدن اللبنانيّة تحمل أسماء بعض من احتلّوا لبنان، ولا مكان فيها لأبطال ممّن دافعوا عن أرضهم، مثل الشهيد زغيب ورفاقه.



& «زمان ورجال» 10:30 مساء اليوم على شاشة «المنار» ويعاد الأحد عند الثامنة والنصف مساء