29-03-2024 10:28 AM بتوقيت القدس المحتلة

"14 آذار" في "ويكيليكس".. مبادئ للبيع وجمهور مضلل

كشفت وثائق "ويكيليس" التي سربت مؤخرا ان هناك العديد من اطراف فريق "14 آذار" يحصل على اموال مقابل تنفيذ سياسات معينة تطلب منه.

ذوالفقار ضاهر


"... قد أنفق مئات ملايين الدولارات من أجل تشويه صورتنا في العالم العربي والإسلامي.. من وسائل إعلام من فضائيات من صحف من كتّاب من رجال دين..."، هذا الكلام الذي صدر عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له بتاريخ 8-5-2008، والذي طالما ذكّر به سماحته للتدليل ان هناك من يحاول ضرب المقاومة وتشويه صورتها أمام الناس.

واليوم ظهر دليل جديد يؤكد هذا الكلام، بعد فضيحة "ويكيليكس" التي سربت قبل ايام برقيات وصفتها بالسرية لمراسلات بين وزارة الخارجية السعودية وسفاراتها في الخارج، فقد ظهر ضمن هذه الوثائق المسربة ما له علاقة بالعديد من السياسيين اللبنانيين لا سيما من فريق "14 آذار" ولاعلاميين ووسائل اعلام تابعة له او تدور في فلكه، علما ان هذا الفريق الذي طالما نادى بشعارات رنانة تتعلق بالسيادة والحرية والاستقلال يبدو انه تنازل عنها كرمى لعين الريال حينا والدولار احيانا.

ويبدو ان معظم "التسول" الذي مارسه اصحب "السيادة والاستقلال"، بحسب "وثائق ويكيليكس" المسربة، حجته او مبرره بحسب من يقوم به انهم يواجهون سياسة حزب الله ويقفون حجر عثرة بوجه محور المقاومة ويخدمون سياسات السعودية في لبنان، فهل هذا هو الاستقلال والحرية والسيادة؟ وهل هناك ما يبرر بيع المبادئ والشعارات التي ساهمت برفع هؤلاء بعيون جمهورهم؟ 

كيف تتصرف "14 آذار" اذا تعارضت سياسات السعودية مع مصلحة لبنان؟

وماذا يعني ان هؤلاء يقفون بوجه حزب الله الذي يعبر عن المقاومة ويعادي اسرائيل؟ وماذا يعني ان تقف جهة او حزب بوجه سياسات من يعادي اسرائيل وينفذ سياسات السعودية في لبنان؟ علما ان سياسات السعودية بوجه حزب الله والمقاومة عموما وبيئته وجمهوره واضحة ولا تحتاج الى كثير من التعليق والتدقيق، وكيف يمكن لهؤلاء تنفيذ سياسات السعودية في لبنان وما هي السياسات؟ وهل هم احرار في تنفيذها ام انهم عمال وتابعون في ذلك باعتبار انهم ياخذون اجورهم لقاء ذلك؟ فهؤلاء ليسوا بحلفاء للسعودية بل يعملون لديها وياخذون بدلات ورواتب مقابل المهام التي يكلفون بها.

وماذا لو تعارضت سياسات السعودية مع مصلحة لبنان؟ هل سينفذها هؤلاء مقابل ما يحصلون عليه من اموال ام انهم سيستحضرون شعارات السيادة ولبنان اولا ويتخلون عن الريالات والدولارات؟

حول كل ذلك قال "مسؤول العلاقات مع الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية في التيار الوطني الحر" ومنسق "لقاء الاحزاب" الدكتور بسام الهاشم "في السابق كنا نصل بالتحليل المنطقي ان فريق 14 آذار تابع لجهات خارجية وبالاخص للسعودية ويقبض الاموال منها مقابل ذلك إلا ان وثائق ويكيليكس المسربة جاءت لتشكل الدليل الحسي ولتثبت ما ذهب اليه الشك ولتفضح افعال هذا الفريق والى اي مدى وصلوا في بيع اراداتهم وارتهانهم للخارج لقاء حفنة من الدولارات"، واضاف ان "كل ما تسرب في ويكيليكس عن هذا الفريق غير مبرر فلا يوجد اي سبب يدفعهم الى فعل ذلك تحت اي عنوان او سبب".

واكد الهاشم في حديث لموقع "قناة المنار" ان "الزعيم او السياسي الوطني الحقيقي هو الذي يعمل لتحقيق مصلحة بلده بإرادته المستقلة دون الحاجة الى امر خارجي للقيام بفعل من عدمه"، ورأى ان "فريق 14 آذار يعمل لتحقيق مصلحة وسياسة السعودية وليس مصلحة لبنان"، وتابع "هذا الفريق جاهز لتنفيذ ما يُطلب منه من قبل أسياده في الخارج حتى ولو تعارض مع مصلحة لبنان"، مذكرا "كيف ان هذا الفريق كان يطلب من الاميركي والاسرائيلي عدم ايقاف العدوان على لبنان في العام 2006 للقضاء على فريق لبناني"، سائلا "هل هذا من مصلحة لبنان؟".

وقال الهاشم إن "بعض وسائل الاعلام التابعة لفريق 14 آذار والتي تتغذى بالمال السعودي كما أظهرت ويكيليكس تحاول إلغاء الرأي الآخر في لبنان تنفيذا لسياسات داعميها ومصالحهم"، واعتبر ان "فريق 14 آذار يمارس نوع من السياسة الداعشية لالغاء الاخر بينما تحول وسائل اعلامه تضليل الرأي العام تحت تأثير المال غير النظيف"، وتابع "هؤلاء يرتكبون الجريمة وينسبوها للفريق الآخر وبعد ذلك لا يهمهم مصلحة بلد او استقرار او امن انما فقط ما يهمهم هو مصالحهم الخاصة والحصول على النقود من هنا او هناك".

من جهة ثانية، لفت الهاشم الى ان "ما ظهر من تسريبات في ويكيليكس يثبت كيف ولماذا فريق 14 آذار كان يتنصل من الالتزامات والاتفاقات التي كان يعقدها مع الافرقاء في الداخل اللبناني"، وذكّر "كيف ان الرئيس سعد الحريري تنصل من الاتفاق الذي عقده مع العماد عون حول التعيينات الامنية والاستحقاق الرئاسي"، واضاف "السعودية وتجربتها في اللادستور واللاقانون هي التي تنعكس على اداء وتصرفات فريق 14 آذار". 

الهاشم: مرجعية فريق "14 آذار" هي نفسها مرجعية الفكر التكفيري الارهابي

واستغرب الهاشم "هذه القدرة لدى فريق 14 آذار على فك الارتباط بين الاسماء والمسميات وبين ما يعلنون وما يفعلونه"، واوضح ان "هذا الفريق الذي يرفع شعارات حول السيادة والحرية والاستقلال يراهن ويبيع كل هذه الشعارات للحصول على الاموال"، واشار الى ان "فريق السيادة يتصرف بعكس ما يقول لجمهوره من شعارات ويفعل عكس ما يعلنه فأفعاله لا تدل على الحرية والاستقلال والسيادة بل على التبعية والارتهان للخارج والانصياع لارادة من يدفع له".

واعتبر الهاشم ان "مرجعية فريق 14 آذار كما اكدتها وثائق ويكيليكس هي نفس مرجعية الفكر التكفيري الارهابي فالمشغل والداعم واحد في الحالتين"، ولفت الى ان "نفس المرتكزات التي يعمل على اساسها الفكر التكفيري يعمل ايضا عليها فريق 14 آذار في لبنان وهدفه الاساس إلغاء الآخر وعدم الاعتراف بأية حقوق لبقية المكونات"، واضاف "بعد كل ذلك يحاول هذا الفريق بالظهور بمظهر المعتدل الذي يحرص على القانون والدستور والعيش المشترك بينما أفعاله تناقض كل ما يعلنه".  

في الحقيقة مهما حاول المتابع تلطيف او قبول المعلومات الواردة في تسريبات ويكيليس الجديدة، حول علاقة البعض من فريق "14 آذار" بالسعودية، لن يكون بالامكان الهروب من الواقع كثيرا، فكما يقول المثل "الشمس طالعة والناس شايفة"، فالوثائق المسربة أعطت الدليل أين انتماء هذا الفريق واين قراره، فكل الخطابات والشعارات الرنانة لم تعد تنفع ولم تعد تنطلي على احد، والسؤال: كيف سيخرج هؤلاء الى العلن ليعودوا برفع نفس الشعارات بعدما تبين للكون كله عدم صدقهم وعدم ايمانهم بها وخيانتهم لها؟، والاهم كيف سيواجهون جمهورهم الذي سار خلفهم على اساس هذه الشعارات التي باعوها بريالات معدودة؟ وهل هناك من سيسأل هؤلاء عن أفعالهم لا سيما من جمهورهم المضلل؟؟