20-04-2024 03:03 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 07-07-2015: عون غاضب على بري والحريري وجنبلاط: احذروا الانفجار!

الصحافة اليوم 07-07-2015: عون غاضب على بري والحريري وجنبلاط: احذروا الانفجار!

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 07-07-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الوضع الحكومي والسياسي المأزوم في لبنان..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 07-07-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الوضع الحكومي والسياسي المأزوم في لبنان..

السفير
الخارج مشغول والداخل منقسم والفراغ أزمة وطنية
عون غاضب على بري والحريري وجنبلاط: احذروا الانفجار!

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "الجو المسيحي في لبنان «مهزوم» و «مأزوم» ويتجه نحو «الانفجار» وربما إلى «إحباط جديد».

ندر أن اتفق المسيحيون على رئيس لجمهوريتهم، وهم لن يتفقوا اليوم أو غداً على هوية الرئيس المسيحي الوحيد في محيطهم العربي والإسلامي الكبير.

وإذا كان البعض يستشهد بفارق الصوت الواحد الذي أمَّن فوز سليمان فرنجية على الياس سركيس في انتخابات العام 1970 الرئاسية، فإن الضغط الذي مارسه الاتحاد السوفياتي السابق ممثلاً بسفيره عظيموف في بيروت آنذاك، هو الذي جعل كمال جنبلاط يحرم سركيس من أصواته ويدعم فرنجية، على خلفية فضيحة طائرات «الميراج»!

بهذا المعنى، للمرة الأولى تكون العوامل الداخلية أكثر تحكماً بانتخاب رئيس الجمهورية من العوامل الخارجية، خصوصاً أن معظم الدول الكبرى لم تعط أية اشارة على تقدم مرشح على آخر، كما حصل مع كل الانتخابات من بشارة الخوري حتى ميشال سليمان.

كما أن القوى الإقليمية المؤثرة، وخصوصاً السعودية وإيران، تنفض أيديها وتحيل الأمر على اللبنانيين، ولسان حال سوريا المأزومة التي تخوض معركة وجودية ومصيرية، أنها لا تملك ترف تحديد هوية رئيس لبنان، بل جلّ همها أن يكون قريباً من «خطها».

ومن خصائص الانتخابات الرئاسية، أن أبرز المرشحين الموارنة، أي العماد ميشال عون، يتكئ الى شارع مسيحي يعطيه الأرجحية على غيره، بالإذن من كل الاستطلاعات التي جرت أو ستجري، والأهم أنه يتحالف مع «حزب الله» بوصفه القوة المحلية الأبرز، لا بل يتحالف مع قوة لبنانية غير مسبوقة في تاريخ لبنان، بفيضان حضورها عن بلدها وتحولها الى قوة إقليمية شريكة في صياغة معادلات من فلسطين إلى صنعاء مروراً بدمشق وبغداد.

وفي غياب التسويات الإقليمية والداخلية، يستمر الفراغ وتستمر معضلة انتخاب الرئيس، ولا يجد الشريك المسلم حرجاً في إحالة الأمر على شريكه المسيحي، عبر معادلة «اتفقوا على الرئيس ونحن نقبل بخياراتكم»، وهي معادلة نظرية تستند الى استحالة التوافق الماروني، فماذا لو قبل سمير جعجع بميشال عون رئيساً وقرر أن يسحب ترشيحه بعد صدور نتائج الاستطلاع المزمع القيام به ونزل الى مجلس النواب وقرر توفير النصاب الدستوري، هل يقبل سعد الحريري وحلفاؤه بـ «الجنرال» رئيساً للجمهورية، وهم الذين لم يقبلوا بقائد «القوات» متمايزاً عنهم، عندما وقع «نياته» مع ميشال عون، فتمت «فبركة» المجلس الوطني الآذاري.. الفارغ من مضمونه حتى من قبل أن يولد!

وما يسري على الحريري، يسري على «حزب الله» وحلفائه: هل يمكن أن يقبلوا بجعجع رئيساً للجمهورية، إذا قرر ميشال عون، الانسحاب لمصلحة خصمه الماروني الأبرز؟

صار التذرع بالواقع المسيحي مجرد لافتة، بينما يدرك الجميع أن سقف الخارج، في هذه اللحظة الإقليمية والدولية، لا يسمح بالمس باستقرار لبنان، ولهذا الحرص تفسيرات كثيرة، من النفط الى أمن إسرائيل إلى «اليونيفيل».. إلى تحول لبنان إلى أهم منصة تجسس في المنطقة!

في هذا السياق، لا ينكر أحد أن ميشال عون تمكن من حصد عطف شعبي. يكفي أن بعض المتعاطفين معه من «14 آذار» بدأوا بالتجرؤ على قادة معسكرهم ورعاتهم الإقليميين، خصوصاً أن وثائق «ويكيليكس» السعودية أعطت أدلة إضافية على «ثمن» خيارات فريق معين، إلى درجة صار السؤال مطروحاً عند بعض «14 آذار»: هل انتهينا من الوصاية السورية حتى تأتينا الوصاية السعودية؟

لقد قبل ميشال عون بالوزارة في سياق حوار مفتوح مع سعد الحريري، ولكن من يراقب إعلام الأخير في الأيام الماضية، يلاحظ أن هناك من يتعمد نبش كل ملفات الماضي، وأن كل الغزل والوصال صار من الماضي، فإذا كان «الجنرال» يخوض معركته الأخيرة وهو مقتنع بأنه ليس لديه ما يخسره، وإذا كان «الجنرال» الذي ربما أخطأ في جس نبض «الشارع»، برغم تعاطفه معه، ليس متحمساً لأية مغامرة من نوع النزول الى الشارع، هل يمكن أن يبرر ذلك كله منطق الإقصاء والتهميش وعدم الالتفات الى مكون مسيحي أساسي، تتضامن معه باقي المكونات ولو أنها تختلف مع خياراته وأساليبه؟

وإذا كان سعد الحريري لم يتحمل أن يكون نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة ليوم واحد، والذي ما يزال عرضة للجلد بسبب قبوله أن يكون رئيس حكومة ما يسمونها «القمصان السود»...

وإذا كان الحريري لا يتحمل الإتيان إلا بمن يريده من طائفته في أي إدارة وموقع من إدارات الدولة ومواقعها الإدارية والقضائية والمصرفية والعسكرية والأمنية...

وإذا كان الحريري لا يتحمل تمايز حليف ولا تنوعاً ضمن بيئته، هل يعيب على عون أن يطالب باعتماد «القوانين المرعية الإجراء»، بعدما أقفلت الأبواب أمام خياراته الرئاسية والعسكرية؟

ماذا يضير أن يصوت مجلس الوزراء، عندما يحين أوان استحقاق رئاسة الأركان، في مطلع الشهر المقبل، على الأسماء المقترحة لهذا المنصب ولقيادة الجيش في آن معاً، فإذا لم يتوافر الثلثان، كان البديل هو التمديد، لكن وفق الأصول الدستورية، ومن دون أن يختصر وزير بتوقيعه صلاحيات السلطة التنفيذية؟

ميشال عون غاضب في هذه الأيام وعاد «ثائراً» كما في البدايات. غاضب على نبيه بري ويتهمه بالطعن في الظهر وبارتكاب «الكبائر». غاضب على الحريري ويتهمه بـ «المخادعة» والمناورة في أكثر من استحقاق. غاضب على وليد جنبلاط ويتهمه بـ «الغدر».

من أين تأتي المخارج قبل أن تتدحرج الأمور وتؤدي الى غير الهدف الذي ينشده ميشال عون؟

حتماً يرفض شامل روكز الاقتراح الذي روّج له غطاس خوري بترقيته الى رتبة لواء، وبالتالي تمديد ولايته لسنة في المؤسسة العسكرية.

وحتماً لن يقبل عون بأن يستمر مسلسل الإقصاء حتى لو صار وحيداً وقرر «حزب الله» أن يشارك في مجلس الوزراء.

لتمام سلام وحده أن يسحب الأزمة من الشارع، عبر الاستجابة الى صوت العقل، فيبادر الى تأجيل جلسة مجلس الوزراء، ويبادر الى القيام بجولة على القيادات السياسية والروحية، على طريقة رفيق الحريري الذي كان يرفض دائماً استخدام كلمة «التعايش» ويعيب على قائلها أن التعايش أمر مفروض في حين أن العيش المشترك هو فعل إرادة.

ولميشال عون أن يتجاوب مع أية مبادرة من هذا النوع، وعندها يحفظ جمهوره ورصيده وحرصه على الشراكة، خصوصاً أن لا شيء يضمن عدم ارتداد أي تحرك شعبي.. سلباً على الحقوق المسيحية التي ينادي بها.

وللرئيس نبيه بري بعد أن فاز بمرسوم الدورة الاستثنائية باكتمال التواقيع المطلوبة، أن يحاول ابتداع مخارج للأزمة الراهنة، طالما أن أبواب المجلس لن تفتح بغياب ثلاثة مكونات مسيحية وازنة، وحتماً لن يكون سهلاً على سليمان فرنجية أن يغرد وحده خارج السرب.

.. أما البديل، فلن يكون سوى الانفجار. معه يذهب البلد الى حكومة تصريف أعمال تنام في أحضان الفراغين الرئاسي.. والتشريعي، الى أن يأتي أوان التسويات الكبرى، ولعل البداية تكون من فيينا في الساعات أو الأيام المقبلة، فهل يكون لبنان الملف الأول والأسهل كما يردد الرئيس بري أم يكون الملف الأخير؟


النهار
مرسوم الدورة الاستثنائية يخرق جبهة المعترضين
عون يمسك بـ"الساعة الصفر" لتحريك أنصاره

وتناولت النهار الشأن المحلي وكتبت تقول "لم تتبدّل صورة المأزق الحكومي والسياسي مطلع الاسبوع إذ بدا واضحاً ان جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل ستكون عرضة لكباش متجدد بين اتجاهين، أحدهما يتكوكب حوله معظم مكونات الحكومة ويقضي بطرح جدول الاعمال العادي ومناقشته واقرار ما يمكن اقراره من بنوده، والآخر يتولاه وزراء "التيار الوطني الحر" ويتمسّك بإثارة موضوع آلية عمل الوزراء انطلاقاً من رفض "التيار" الاعتراف بقانونية بند دعم الصادرات الزراعية في الجلسة السابقة.

غير ان تطوراً مهماً برز مساء امس على صعيد تجميع التواقيع الوزارية لمرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، إذ انضم وزير الثقافة روني عريجي الى الوزراء الموقعين للمرسوم وهم من كتل الرئيس نبيه بري و"تيار المستقبل" والنائب وليد جنبلاط. وعلم ان المرسوم لا يزال في حاجة الى توقيعي وزيري "حزب الله" اللذين التزما سابقاً توقيعه، وان سريان المرسوم بات محسوماً على رغم اعتراضات القوى المسيحية الاساسية و"اللقاء التشاوري" عليه، علماً ان المرسوم اقترن بتوقيعي وزيرين مسيحيين هما عريجي ونبيل دو فريج.

الموقف العوني
أما في ما يتعلق باستعدادات "التيار" لتحركات اعتراضية، أعطى رئيسه العماد ميشال عون الاشارة لانطلاقها ويجري العمل بكتمان على انجازها في اللحظة التي يقرر هو وضعها موضع التنفيذ، فعلم ان اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" اليوم سيناقش هذه الخطوة ولا يبدو ان ثمة امكانا للتراجع عنها. لكن العماد عون ناط بنفسه التصرف في كل ما يعود اليها وإن يكن يمضي في تعبئة قواعده استعداداً لـ"الساعة الصفر". وتشير المعطيات المتوافرة في هذا المجال الى ان أي معلومات تفصيلية عن موعد التحركات المحتملة وطبيعتها وأماكن تنفيذها لم تتسرب الا الى دائرة ضيقة جداً من المسؤولين التنظيميين في "التيار" وان العماد عون يحرص على ترك هذا الامر في يده في ظل تقديره للمعطيات السياسية التي ستحملها التطورات في الايام المقبلة، وخصوصاً في ظل مجريات جلسة مجلس الوزراء. واذا كان هذا المناخ يؤشر لترجيح التريث في اطلاق التحرك الاحتجاجي الى ما بعد الجلسة فان الامر لا يبدو محسوماً لهذه الجهة وخصوصاً وسط كلام لاوساط عونية عن توقع مفاجآت يراد لها ان تحدث صدمة واسعة اثباتاً لجدية التهديد بالنزول الى الشارع.

وقالت مصادر عونية لـ"النهار" أمس ان موقف العماد عون يتماهى في شكل أساسي مع مواقف الأحزاب المسيحية أي "القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية من حيث صلاحيات الرئاسة وموضوع فتح الدورة الاستثنائية اذ أتى هذا الالتقاء بين الأحزاب المسيحية ليتجاوز اختباراً جديداً بإمكاناتها وقدرتها على توحيد الموقف من استحقاقات أساسية تتعلق بالصيغة والحضور المسيحي على المستوى الميثاقي، خصوصا بعد اعلان النيات بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" واللقاءات التي تمت مع الكتائب أكان لقاء رئيس "القوات" سمير جعجع مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أم لقاء النائب ابرهيم كنعان مع النائب الجميل في الأيام الاخيرة.

14 آذار
في المقابل، علمت "النهار"أن أطراف قوى 14 آذار لن يسعوا لا حكومياً ولا سياسياً الى حوار مع العماد عون في شأن الازمة الحكومية الناشبة وان هذه القوى تتعامل مع احتمال بلوغ هذه الازمة حد شل العمل الحكومي من زاوية أن التعطيل سيلحق الضرر بالطرف المعطّل نفسه مثلما يلحق الضرر بكل مكونات الحكومة. وأشارت مصادر متابعة الى أن عون الذي يصوّب إتهاماته الى "تيار المستقبل" يعلم أن مشكلته ليست مع "المستقبل" سواء في ملف الانتخابات الرئاسية أم في ملف الادارة. ففيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، قالت المصادر إن موقف "المستقبل" منذ عام 2005 لم يتغيّر وهو أن من يأتي برئيس الجمهورية هو التوافق الوطني، كما أن حصول عون على مكاسب في الادارة هو عند حلفاء عون وتحديداً عند "حزب الله" الذي رفض ولا يزال يرفض التنازل عن منصب المدير العام للامن العام للموارنة على رغم أن واقع المديرية لن يتغيّر من خلال شخص المدير. وتخوفت من أن تستغل الازمة الحكومية لإحداث إرباكات أمنية وهذا ما تأخذه الاجهزة الامنية في الاعتبار.

أما ما رشح عن موقف "حزب الله" من الحركة التصعيدية للعماد عون وفق معلومات "النهار"، فيتمثل في أن الحزب يدعم الموقف العوني سياسياً وحكومياً لجهة حصر الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء بدرس آلية عمل الحكومة كما يطالب الوزراء العونيون، كما ان الحزب يعتبر ان القرار المتعلق بدعم الصادرات الزراعية لا يزال عالقا ما دامت الموافقة عليه اصطدمت باعتراض ثلاثة مكونات حكومية ولذا لن يوقع وزيرا الحزب مرسوم هذا القرار الى ان يعاد البحث فيه.

الأمن والمشنوق
أما في السياق الامني والتخوف من حصول ارباكات، فعلم ان احتمالات حصول تحركات احتجاجية في الشارع أو في مناطق معينة وضعت على طاولة الاهتمامات لدى الجهات الامنية المعنية حيث تجري تقويمات للواقع الذي يحيط بالاستعدادات لهذه التحركات بأطرها المختلفة. وصرح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ"النهار" بأن القانون "يحمي العمل السياسي، وأي تعبير سلمي لا مشكلة معه، أي أن لا مشكلة أمنية في التعبير السلمي". وأكد "أن الوضع الامني تحت السيطرة".

وأفادت أوساط المشنوق من جهة أخرى ان وزير الداخلية وفى بوعده في أسرع وقت من خلال انجاز تحقيق شفاف ونزيه في موضوع التعذيب في سجن رومية وذلك للمرة الاولى اذ يعاقب عسكريون بالسجن. وتبين من التحقيق ان عدة الضرب التي استخدمت ضد السجناء ليست من معدات قوى الامن الداخلي، بل ان أحدهم احضر قطعة بلاستيكية من ساحة العبد وآخر قطعة خشبية من ساحة السجن.

الحريري
على صعيد آخر، علمت "النهار"أن زيارة وفد "المستقبل" لجدة للقاء الرئيس سعد الحريري كان مخصصاً في جانب منه لمتابعة شؤون شمالية ومنها إنفاق هبة الـ 20 مليون دولار أميركي التي تبرّع بها الحريري العام الماضي لإعادة إعمار ما تهدّم في أحداث طرابلس السابقة. وقد أظهرت المعطيات ان إنفاق الهبة بلغ مراحل متقدمة لجهة إعادة تأهيل أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية في المناطق المتضررة وفي مقدمها باب التبانة على أن يشمل التأهيل الوحدات من الداخل وليس خارجها فقط، بالاستعانة بعناصر محلية وحتى من الاسر المستفيدة لتطوير مهارات أبنائها في عالم البناء. وقد ضم الوفد وزير العدل أشرف ريفي والنواب سمير الجسر ومحمد كبارة وأحمد فتفت والنواب السابقين باسم السبع وغطاس خوري ومصطفى علوش، ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره الاعلامي هاني حمود ومستشار الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة.


الأخبار
«المستقبل» مستاء من القوات والكتائب!

كما تناولت الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول "تيار المستقبل خرج عن صمته، وبدأت ماكينته الإعلامية بمهاجمة العماد ميشال عون، من خلال اتهامه بافتعال مشكلة في البلد وتعطيل المؤسسات على خلفية «شخصية». أما من الرياض، حيث يجتمع الرئيس سعد الحريري بعدد من معاونيه ومسؤولي تياره، فلم يصدر بعد ما يوحي بأن التيار الأزرق في صدد التراجع أمام هجمة الجنرال ميشال عون.

ولا يزال الحريري يرفض إرجاء جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها الرئيس تمام سلام يوم الخميس المقبل، لإفساح المجال امام إمكان طرح حلول لم يظهر أي منها في الأفق. في المقابل، يصر عون على موقفه: «استعادة حقوق المسيحيين». وبات خصومه وحلفاؤه يقرّون بأن حملته على تيار المستقبل تلقى آذاناً صاغية «في الشارع المسيحي»، حيث يتردد كلام عالي النبرة عن «استئثار تيار المستقبل بالسلطة ورفضه التعامل مع المسيحيين بصفتهم شركاء». لهذه الأسباب، يعبّر المستقبل عن استيائه من حليفيه الرئيسيين، حزبي القوات والكتائب. ينتقد نواب مستقبليون صمت الحليفين تجاه طروحات عون، الذي «يبدو ناطقاً باسم جميع المسيحيين بسبب صمت حلفائنا». وتضاعف استياء المستقبليين أمس بعد الكلام الذي أصدره رئيس حزب القوات سمير جعجع، رافضاً فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، ومطالبته بحصر التشريع بـ»الضروري».

وقال نواب من كتلة «المستقبل» لـ»الأخبار» إن جعجع تبنى أمس شعارات عون، وخاصة لناحية مطالبته بوضع جدول أعمال واضح لمجلس النواب في الدورة الاستثنائية، وأن يكون بندا استعادة الجنسية وقانون الانتخاب على رأس الجدول. وفي السياق نفسه، تصل إلى مسامع المستقبليين تأكيدات من محيط جعجع بأن القوات لن تتدخل في حال قرر الجنرال ميشال عون قطع الطرقات للضغط على تيار المستقبل ورئيس الحكومة. وتؤكد مصادر القوات أن جعجع لن يدعو مناصريه إلى تكرار ما فعلوه يوم 23 كانون الثاني 2007، عندما أجهضوا تحرك المعارضة حينذاك، من خلال فتح الطرقات ــ التي أقفلها العونيون ــ بالقوة. وفيما لا يزال الرئيس تمام سلام مصراً على عقد جلسة لمجلس الوزراء، تؤكد مصادر تكتل التغيير والإصلاح المضي في التحركات المعترضة على «التهميش، وخطواتنا العملية هي في انتظار ما ستكون عليه ردة الفعل تجاه الموقف الموحد للمسيحيين». وسيرأس عون اليوم، بعد اجتماع التكتل، جلسة تضم إليه نواب التيار ومنسقي المناطق، لوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لأي تحرك شعبي يمكن أن تتطلبه المعركة. ويبدو العونيون مرتاحين لمواقف القوات والكتائب، التي على «سلام والمستقبل أن يعيا بعدها أن القضية لم تعد استفراداً بعون، بل استفراداً بالأحزاب المسيحية الأساسية، لأن القاسم المشترك بينها هو المسألة الميثاقية والموقف من صلاحيات رئيس الجمهورية والدورة الاستثنائية لمجلس النواب. وهذا كله يجب أن يعطي صورة حقيقية عن موقف المسيحيين الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار. وصحيح أنه لا تماهي كلياً بين الكتل الثلاث، لكن ما حصل في الساعات الأخيرة عزز مناخاً موحداً». ورغم تفاؤل التيار الوطني الحر بموقف الكتائب، فإن مسؤولي الصيفي يؤكدون أنهم يؤيدون شعار عون، «استعادة حقوق المسيحيين، لكننا نرفض أن يؤسس هذا الشعار لخلاف إضافي في البلد». وتؤكد مصادر الكتائب أن موقفها مطابق لموقف «الجنرال» بضرورة الالتزام بآلية العمل الحكومي التي جرى التوافق عليها في بداية عمل حكومة الرئيس تمام سلام بعد الشغور الرئاسي. أما بالنسبة إلى التحرك العوني في الشارع، فيؤكد الكتائبيون أنهم سيعلنون موقفهم منه فور صدور كلام رسمي من الرابية.

على صعيد آخر، تبدو الأزمة مستفحلة بين الرابية وعين التينة. لا يغفر عون للرئيس نبيه بري «تصديه لاقتراح النائب وليد جنبلاط تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش». ولا يسامح بري عون على «عرقلته انعقاد مجلس النواب». كذلك يطفو على السطح خلاف يبدو عميقاً بين عون والنائب سليمان فرنجية، بعدما أكّد الاخير أن وزير تيار المردة روني عريجي سيوقع مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، وهو التوقيع الذي رأى فيه بري «غطاءً ميثاقياً من جهة مسيحية وازنة للمرسوم». حليف عون الرئيسي، حزب الله، لم يقل كلمته علناً بعد. مصادر قريبة منه تؤكد أن بعض مسؤوليه سيبدأون بإجراء مشاورات مع الحلفاء، لفحص إمكان القيام بمبادرة تخفف من الاحتقان، سواء بين مكونات فريقه، أو بين عون والمستقبل.


اللواء
محاولة عونية لاستخدام المسيحيين بوجه وحدة الدولة!
سلام يلتقي وزراء سليمان اليوم.. وصدور القرار الإتهامي بحق عسكريي رومية

بدورها تناولت صحيفة اللواء الشأن المحلي وكتبت تقول "لا غرو من أن جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس ستعقد، وأن لا شيء يحول دون اتخاذ قرارات، ولا ريب في أن القوى السياسية المشكّلة لحكومة المصلحة الوطنية آخذة بالتمايز على ضفتي مكوناتها إسلامياً ومسيحياً.

فالرئيسان نبيه برّي وتمام سلام في ما يمثلّان ومعهما النائب وليد جنبلاط وبما يمثّل أيضاً، امتداداً إلى كتلة الرئيس ميشال سليمان ووزير «المردة» لا يرون بديلاً سوى عقد جلسات مجلس الوزراء وإصدار مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، ليس فقط حرصاً على مصالح النّاس، بل أيضاً من أجل الاحتفاظ بمؤسسة مجلس الوزراء، باعتبارها رمز وحدة الدولة ومؤسساتها.

وسط حالة الانتظار هذه، خرج النائب ميشال عون من لعبة المطالبة بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش إلى السعي لتكتيل المسيحيين وراء مشروع «إلغاء الطائف»، وما نجم عنه من مؤسسات، ودغدغة أحلام التيارات المسيحية بفكرة الفيدرالية واللامركزية وتوجيه ضربة، من وجهة نظره، إلى ما تبقى من رعاية عربية للتفاهمات اللبنانية حول الدولة المركزية.

في هذا المنحى الانحداري، يبدو حزب الله كمن «يبلع الموس»، فهو ليس بقادر على فك تحالفه مع عون، وغير مستعد في الوقت نفسه لترك الحبل على غاربه في ما خص وحدة الدولة ومؤسساتها التي تعبّر عنها الحكومة الحالية.

وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ«اللواء» أن قضية تعيين العميد روكز قائداً للجيش، سواء بعد ثلاثة أشهر، أو بعد انتخاب رئيس للجمهورية، أو عبر ترفيعه بمرسوم أو بمشروع قانون خاص إلى رتبة لواء، كما يجري التداول، لم تعد هي المسألة بعدما بات واضحاً أن هناك سيناريو يُرسم لإعادة النظر بالنظام السياسي، عبر إحياء طروحات قديمة على حساب التجربة السياسية اللبنانية منذ قيام دولة لبنان الكبير عام 1920، إلا أن هذه المصادر حذّرت من أن اللعب في الوقت الضائع الإقليمي والدولي، لا سيما وأن الاستراتيجية الأميركية التي عبّر عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما من «البنتاغون» حيث التقى القيادة العسكرية الأميركية، تفيد أن المعارك القائمة في المنطقة لا سيما في سوريا والعراق ربما تمتد سنوات، في ضوء قرار الإدارة الأميركية بأن محاربة تنظيم «داعش» تكون بأدوات محلية.

سلام: لا تراجع
حكومياً، عاد الرئيس تمام سلام من زيارة خاصة إلى الخارج، حيث يستأنف نشاطه اليوم تمهيداً لجلسة مجلس الوزراء، فيستقبل تباعاً اليوم وزراء «اللقاء التشاوري»، ثم وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.

ونقل زوّار الرئيس سلام عنه أنه لن يتراجع عن تحمّل مسؤولياته في ما خص جلسات مجلس الوزراء وإصدار القرارات المناسبة، وأنه مصرّ على حماية الاستقرار السياسي والأمني، ضمن الصلاحيات التي يمنحه إياها الدستور.

ونفى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ«اللواء» وجود معطيات لديه في ما خص جلسة مجلس الوزراء، مشيراً الى أن ما يهمّه هو السير بمرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب.

وكشف دو فريج عن إجرائه اتصالات بزملاء له من الوزراء لحملهم على تغيير موقفهم الرافض أو المتحفظ لتوقيع المرسوم وحضهم على خطوة التوقيع بهدف المصلحة العليا والدوافع المالية الضرورية والتي باتت معروفة، مؤكداً أن هذه المسألة لا تتصل بـ8 أو 14 آذار.

وسأل في ردّ على سؤال: ماذا سيفعل ميشال عون بنزول جماهيره إلى الشارع؟ لافتاً إلى أن هذه الخطوة ستزيد من تأزيم الوضع أكثر فأكثر.

لا إتصالات مع عون
أما الموقف من الرابية فبدا مثقلاً بالهواجس وانسداد الأفق، لا سيما وأن لا اتصالات جرت أو من الممكن أن تجري بين السراي والرابية في ضوء الحملة العونية على الحكومة وعلى الفريق السياسي الذي يمثّله الرئيس سلام.

في هذا الوقت قال مصدر مقرّب من تكتل «الاصلاح والتغيير» أن التحضيرات الميدانية قائمة، على الرغم من أن أياً من الحلفاء سوف لن يشارك في الحركة على الأرض في ظل مخاوف من مشاغبات أمنية، على الرغم من أن القوى الأمنية ستوفّر الحماية لأي حركة ديموقراطية غير عنفية انطلاقاً من حق التعبير عن الرأي.

وترددت معلومات، أمس، عن عزم التيار تنظيم تظاهرة امام السراي الحكومي الخميس بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء، لكن مصادر التيار أوضحت أن أي قرار لم يتخذ في انتظار اجتماع التكتل اليوم.

وكشف المصدر أن الفريق العوني لم يطلب مباشرة من «القوات اللبنانية» المشاركة في التحرّك، لكنه يحرص على الاستفادة من «إعلان النوايا» الموقع مع «القوات» ومن الاعتراض على توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لصياغة موقف مسيحي شبيه بما حصل عندما طرح «القانون الارثوذكسي» لتنظيم الانتخابات النيابية، كما أن اتصالات تجري مع حزب الكتائب، في ضوء الموقف الذي أعلنه رئيس الحزب سامي الجميل من دعوة للقاء وطني للتباحث بصيغة جديدة للبنان.

غير أن الوزير درباس الذي مثل الرئيس سلام في تهنئة القيادة الكتائبية الجديدة، لمس في لقائه القصير مع الرئيس أمين الجميل ومن نجله الرئيس الجديد للحزب ان الكتائب ليست في وارد السير في لعبة تعطيل الحكومة، وإن كانت تتحفظ على مرسوم فتح الدورة الاستثنائية.

تجدر الإشارة إلى أن وفداً من وزراء الرئيس السابق ميشال سليمان سيلتقي اليوم الرئيس سلام في السراي للتشاور معه بما اصطلح على تسميته «الضمانة الشفهية» من رئيس الحكومة للتوقيع على مرسوم فتح الدورة، في حال برز أمر خطير يستدعي رد القانون أو الطعن به.

وأبلغت مصادر كتائبية «اللواء» انه في حال وافق وزراء الرئيس سليمان على توقيع المرسوم بعد حصولهم على هذه الضمانة، فلن يكون وزراء الكتائب حجر عثرة، لكنهم سيتحفظون مبدئياً.

وفد «المستقبل»
في غضون ذلك، عاد وفد تيّار «المستقبل» الشمالي فجر أمس إلى بيروت، بعدما أمضى في ضيافة الرئيس سعد الحريري إلى مائدة افطار في جدّة بضع ساعات، جرى خلالها التشاور في التطورات الراهنة ومسائل تتعلق بتقييم أوضاع التيار تنظيماً والوضع السياسي في الشمال.

ووصفت مصادر الوفد اللقاء بأنه دوري يتم عادة كل سنة في شهر رمضان، لكنه هذه السنة، وبسبب حضور شخصية سعودية رفيعة في الإفطار جرى استعراض المرحلة الراهنة من الناحية الإقليمية وكيفية مواجهتها، خصوصاً وأن التطورات تتسارع بشكل يفترض مواكبتها برؤية واحدة ومتكاملة.

وتوقعت المصادر أن يعقد الرئيس الحريري لقاءات تشاورية أخرى مع منسقيات المستقبل في مناطق لبنانية أخرى، قبيل اطلالته في الإفطار المركزي الذي يقيمه تيّار «المستقبل» يوم الاحد في 12 تموز الحالي في مجمع «البيال» وفي 7 مناطق لبنانية أخرى.

ولفتت المصادر إلى أن ما تردّد عن تنقية أجواء داخل التيار، بفعل تسريب شريط الفيديو عن تعذيب السجناء الإسلاميين في سجن رومية لم يكن اساسياً في اللقاء - الافطار، كما انه لم يتم التطرق إلى تفاصيل داخلية، مثل حركة العماد عون وغيرها من المطالب التصعيدية السياسية.

ولاحظ عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت الذي كان في عداد الوفد أن الموضوع أخذ البعد الذي يجب أن يأخذه، وبالتالي كان هناك تعقل كبير جداً للرأي العام في الشمال، مشيراً إلى أن هناك مناطق لم يحصل فيها شيء من ردود الفعل، وتفهموا أن ما حدث خطأ كبير وسيجري معاقبة المسؤولين عنه.

يُشار هنا، إلى أن قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا أصدر أمس قراره الاتهامي في قضية تعذيب السجناء الذين ظهروا في الفيديو المسرب، وظن بالعسكريين الموقوفين الخمسة سنداً إلى مواد تصل عقوبتها حتى ثلاث سنوات حبساً، وأصدر في حقهم مذكرة إلقاء قبض وأحالهم أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

وادعى أبو غيدا في قراره الاتهامي على اثنين من العسكريين بتهمة الضرب والإيذاء وعلى ثالث بتهمة التصوير وقرّر اخلاء سبيل اثنين بعد تغريمهما.


البناء
تساقط أول حجارة الدومينو في الغرب... اليونان يهز الاتحاد الأوروبي
فيينا: التفاهم للخميس... والزبداني قاب قوسين
عون يتأهّب... والوساطات رفع عتب

صحيفة البناء كتبت تقول "يخيّم الذعر والقلق على الأسواق الأوروبية والعالمية بعد الاستفتاء السلبي على الشروط التي عرضها الدائنون على اليونان لتسوية ديونه العالقة، وفقاً لوصفة البنك الدولي. ومصدر القلق يتخطى البعد المالي لاهتزاز نظام النقد والمال الذي يديره البنك الدولي عالمياً أمام ثورة علنية عليه يقودها نظام أوروبي ليبرالي ديمقراطي هو اليونان، ليطرح على بساط البحث مستقبل منقطة اليورو كإطار مالي مصرفي تقوده عملة اليورو، ومن ورائه مستقبل تماسك الاتحاد الأوروبي، أمام فرص جدية لتكرار نموذج التمرّد اليوناني الذي يستهوي شعوب دول كالبرتغال وأسبانيا وإيطاليا تنتظرها وصفات مشابهة بالإذلال والوعد بالتجويع والإفقار، لتسوية ديونها يقودها البنك الدولي. وفي المقابل دول غنية في الاتحاد تشعر بالانكماش المالي وتتساءل شعوبها عن مبرّر دفع فواتير عجز دول أخرى، وتتداول بعض نخبها مبادرات للتفكير بالخروج من الاتحاد كبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

أوروبا المضروبة على رأسها والتي لم تصحُ بعد من وقع الضربة اليونانية، تعيش في قلب فيينا موسم الملف النووي الإيراني، أضخم ملف دولي خلال القرن الواحد والعشرين، والذي تتقرّر على نتائجه صورة الشرق الأوسط المقبلة، والذي يعني الضفة السياسية والأمنية والاقتصادية لأوروبا، ولا يمكن إنكار تداعياته الكبرى على التوازنات الدولية. وهناك في فيينا حيث بدأت اجتماعات على مستوى وزراء الدول السبع الكبرى، الخمسة زائداً واحداً مع إيران، وتحمل الأنباء الواردة من فيينا معلومات تفيد أن الوزراء طلبوا تمديد إقامتهم في الفنادق لليلة الخميس، صباح الجمعة، ومثلها جرى تمديد عقود شركات الخدمات الأمنية والإعلامية، التي تواكب المفاوضات. بينما أكدت مصادر متصلة بما يجري داخل أروقة التفاوض، أنّ الأمور تسير بقوة نحو الاتفاق، وأنّ بعض النقاشات صار يتصل بما بعد الاتفاق، وكيفية إدارة العلاقات بين أطرافه، وانّ عملية تحضير الرأي العام خصوصاً في الدول الغربية وبصورة أخصّ الرأي العام الأميركي تستدعي إثارة هذا القلق والخوف من الفشل ليصير التفاهم مطلباً لضمان الاستقرار على مستوى النخب والرأي العام. وهذا ما يفسّر السعي الأميركي الحثيث لبلوغ التفاهم من جهة والتلويح بخيار الانسحاب إعلامياً من جهة مقابلة.

في الشرق الأوسط المعني الأول بما يجري في فيينا، تبدو المبادرة الميدانية بيد حلف المقاومة أشدّ يوماً بعد يوم، حيث في المواجهة اليمنية مع العدوان السعودي سجل يوم أمس تساقط سبعة صواريخ سكود في العمق السعودي على مدى ثلاثمئة كيلومتر داخل الحدود مستهدفة مراكز الدفاع الجوي ومطارات سعودية، بينما في سورية يواصل الجيش السوري وقوى المقاومة التقدّم في الزبداني التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الحسم النهائي، في ظلّ انهيار وضع مسلحي «جبهة النصرة» التي أعلنت إعدام ستة منهم بتهمة الفرار من أرض القتال، بينما استسلم المئات منهم خلال الأيام الثلاثة للحرب.

أما لبنان الذي أدمن انتظار التطورات والمتغيّرات، لملاقاتها، يبدو أنه ضاق ذرعاً بالانتظار في الوقت الأخير من الشوط الأخير، ليسير بقدميه نحو مواجهة غير محسوبة النتائج ومهيأة للخروج من تحت السيطرة، ففيما أعلن العماد ميشال عون التأهّب بين صفوف تياره بدت الوساطات الحكومية لحلحلة العقد وبلوغ تسوية تمنع المواجهة مجرّد رفع عتب.

الوضع الحكومي مكبّل
فشلت المبادرات لحلّ الأزمة الحكومية، كما فشل تأمين حضور المكوّن المسيحي لأيّ جلسة تشريعية لا تضع على جدول أعمالها قانون الانتخاب واستعادة الجنسية، حتى لو وقع 13 وزيراً الخميس المقبل على مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب. ويبدو أنّ الوضع الحكومي سيبقى مكبّلاً طالما أنّ مجلس الوزراء لم يبت ملف التعيينات العسكرية، وسينعكس ذلك على مجلس النواب طالما أنّ هناك من يربط بين التعيينات العسكرية وحضور الجلسات العامة.

وأكد وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ«البناء» أن الاتصالات لم تتقدّم في شأن الحكومة بعد، وأنّ كلّ فريق لا يزال على موقفه». وإذ لفت إلى أنّ للعماد ميشال عون مبرّراته للنزول إلى الشارع ، شدّد على أنّ الوضع في لبنان لا يتحمّل تحركات شعبية»، مشيراً إلى «أنّ العماد عون بإمكانه أن يلجأ إلى طرق أخرى سياسية وديبلوماسية، أو من خلال وزرائه ونوابه من خلال التصدّي لأيّ ملف داخل مجلس الوزراء»، لتحقيق مطالبه بدل اللجوء إلى الشارع في ظلّ الأوضاع الراهنة».

من ناحية أخرى لفت حكيم إلى «أنّ بند المنتجات الزراعية سيصدر في الجريدة الرسمية، فهو أقرّ داخل مجلس الوزراء، وورد في المقرّرات التي تلاها وزير الإعلام رمزي جريج».

الشلل سيعمّ بيروت
ويواصل التيار الوطني الحرّ التحضير للتحرك الشعبي الذي دعا إليه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون. وأشار مصدر قيادي في «الوطني الحر» في حديث إلى «البناء» إلى أنه كان على رئيس الحكومة تمام سلام والحكومة احترام الدستور وإجراء التعيينات واحترام المكوّن المسيحي والتعامل معه كشريك وتنفيس الوضع المحتقن بدل التخوّف من اللجوء إلى الشارع ومن الطابور الخامس».

ولفت إلى «أنّ التحرك الشعبي في الشارع يمكن أن يكون مركزياً في شكلٍ موسع أو في شكل متفرّق في عدة مناطق»، كاشفاً أنّ القرار النهائي يدرس خلال اليومين المقبلين ويمكن أن يتخذ القرار خلال اجتماع التكتل اليوم أو بعده بوقتٍ قصير»، مشيراً إلى «شلل سيعمّ مدينة بيروت، وأنّ التيار الوطني الحر قادر على ذلك بعد أن سدّت كلّ الطرق أمامه ولم يجد آذاناً صاغية».

واستغرب المصدر حديث بعض الوزراء عن شارع مقابل شارع، فنحن لا نتحدّى الشارع السني بل كلّ الحكومة وتفسير البعض على أنّ هذا سيضعنا أمام حرب أهلية جديدة تهويل وغير منطقي».

وأضاف المصدر: «لقد أكلوا حقوق المسيحيين واختزلوا رئيس الجمهورية برئيس الحكومة وحصلت تعدّيات على الدستور، ولا نستطيع إسقاط الحكومة بالطرق الدستورية، ولم يبق أمامنا إلا الطرق الاحتجاجية السلمية».

ونفى المصدر حصول أيّ اتصالات رسمية أو عبر قنوات مع التيار الوطني الحر لحلحلة الأزمة قبيل الجلسة الحكومية الخميس، وقال: «لم يعد لدينا ما نقوله، المطلوب من جهة الحكومة ورئيسها إجراء الاتصالات اللازمة لإزالة الإشكال وإيقاف الوضع الشاذ واحترام الدستور ووضع التعيينات الأمنية بنداً أول على جدول الأعمال».

الإقلاع عن سياسة العزل
وشدّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على «أنّ هذه المرحلة تحتاج إلى الإقلاع عن سياسة العزل والتهميش والتهشيم، فإذا كان البعض ما زال معتقداً أنّ بإمكانه من خلال سياسة العزل لجهة أو لفئة أن يحقق مستقبلاً لزعاماته أو لجهته التي يدّعي الانتماء إليها فهو مشتبه ومخطئ»، مشيراً إلى «أنّ هناك مخاطر كثيرة يعيشها البلد والناس، مما يفرض على الجميع أن يتلاقوا ويتحاوروا ويتفاهموا، لا أن يكون هناك استعجال في اتخاذ أيّ قرارات يمكن أن تؤدّي إلى خراب البلد في المستقبل».

رفض فتح مرسوم دورة استثنائية
وأجمع «التيار الوطني الحر» وحزب «الكتائب» على رفض فتح مرسوم الدورة الاستثنائية بالصيغة المطروحة، وانضمّ إليهما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أكد «أنّ فتح الدورة الاستثنائية لا يجب أن يخصص إلا لـ»تشريع الضرورة» وهو في مفهومنا قانون الانتخاب واستعادة الجنسية للمتحدّرين من أصل لبناني وغيرها من المواضيع التي تخضع لمعيار الضرورة».

جولة حوار جديدة بين حزب الله و«المستقبل»
ويعقد حزب الله وتيار المستقبل جولة جديدة من الحوار هي الخامسة عشرة ستعقد في 13 الجاري لاستكمال البحث في المواضيع المدرجة على جدول الأعمال.

إلى ذلك، بحث الرئيس سعد الحريري في جدة مع وفد تيار المستقبل من الشمال الأجواء التي سادت مدينة طرابلس والشمال عامة عقب تسريب أفلام ضرب سجناء في سجن رومية. وأكد الحريري أهمية الاعتدال وترجمة ذلك في الخطاب السياسي.

وتزامن اللقاء مع إصدار قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا قراره الظني في هذا الشأن. وقرّر أبو غيدا في القرار الادّعاء على عسكريين 2 بتهمة الضرب والإيذاء وعلى ثالث بتهمة التصوير، وإخلاء سبيل 2 آخرين بعد تغريمهما.

الزبداني إلى الحسم
أمنياً واصل الجيش السوري والمقاومة العمليات العسكرية في الزبداني، حيث حققا تقدّماً نوعياً وهاماً في وقت قصير جداً وسيطرا على معظم المحاور والمداخل الرئيسية في ظلّ فرار المسلحين إلى جرود عرسال.

وأمس تقدّم مقاتلو الجيش السوري والمقاومة داخلَ مدينة الزبداني بعد السيطرة على كتل سكنية عدة في حي السلطاني جنوباً والوصول إلى مثلث حي جامع الهدى.

وأكد مصدر عسكري مطلع على سير العملية لـ»البناء» أنّ «الوضع العسكري في مدينة الزبداني تحت السيطرة الكاملة ومعنويات المقاومين عالية جداً، وسيتوجهون اليوم من الزبداني شمالاً إلى القلمون لوصله بالزبداني وتنظيف هذه المنطقة الحدودية اللبنانية السورية المحاذية للسلسلة الشرقية بالكامل».

وأضاف المصدر: «بعد وصل القلمون بالزبداني تكون المقاومة قد أمّنت حدود لبنان الشرقية من جهة طريق حمص واستكملت تنظيف جرود رأس بعلبك التي تبعد عن حمص حوالي 25 كلم حيث يتمركز المسلحون، ويكون الجيش السوري بدوره قد أزال خطر الزبداني عن كاهل العاصمة السورية دمشق التي كانت قاعدة للمجموعات المسلحة في القلمون».

ونقل المصدر وجود حشد كبير من المسلحين في الزبداني التي تشهد مواجهات عنيفة والتي تعتبر المعقل الأخير القريب على دمشق حيث خلفية المقاومين محمية من الجرود».

وأوضح المصدر «أنّ المقاومة دخلت والجيش السوري إلى الزبداني من ثلاثة محاور: الجنوب والغرب والشرق، لافتاً إلى «أنّ منطقة الزبداني معروفة بطبيعتها الجغرافية الوعرة حيث يتواجد المسلحون من كلّ الفصائل الذين يقدّر عديدهم بين 5 إلى 7 آلاف مقاتل، فضلاً عن أنها القاعدة الأساسية لإمداد المسلحين شمالاً حتى حدود ريف حمص الشرقي»، مشيراً إلى «أنّ 60 في المئة من الزبداني ومداخلها الأساسية باتت تحت سيطرة الجيش السوري والمقاومة».

وأفاد المصدر «أنّ المسلحين الذين يفرّون من أرض المعركة يتجهون عبر جرود فليطا وعسال الورد إلى جرود عرسال، وشدّد على وجود قرار بحسم المعركة مع جبهة النصرة، وبعدها سيتمّ الحسم النهائي في القلمون ومن ضمنها جرود عرسال التي تعتبر هدفاً أساسياً للمقاومة».

وقال المصدر: «المسلحون داخل بلدة عرسال أصبحوا لاجئين، لأنهم فقدوا كلّ الدعم والامتداد لهم، لا سيما القلمون التي باتت تحت السيطرة، لذلك يحاول البعض حماية المسلحين في السياسة لأنها الورقة الأخيرة إضافة إلى ورقة العسكريين المخطوفين».

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها