26-04-2024 01:07 AM بتوقيت القدس المحتلة

الخبير وزني لموقع المنار: تهديد إيران بإغلاق هرمز برهن فعاليته والعقوبات فشلت

الخبير وزني لموقع المنار: تهديد إيران بإغلاق هرمز برهن فعاليته والعقوبات فشلت

لم تنفذ إيران تهديداتها لأنها ما زالت قادرة على الاستيعاب والأحتواء ولأن الاكتفاء بتهديد إغلاق المضيق يفيدها موفرا ايرادات اضافية تفوق 17 مليار دولار.

مضيق هرمزأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في كانون الأول من العام 2011، أنهما بصدد فرض عقوبات  قاسية على صادرات إيران النفطية بسبب برنامجها النووي. فما كان من إيران إلا أن هددت بإغلاق مضيق هرمز ، حيث أعلن التهديد محمد رضا رحيمي، نائب الرئيس الإيراني، بـ«إغلاق مضيق هرمز»، الذي يمر عبره 40% من النفط العالمي المنقول بحرًا، «إذا تم فرض عقوبات على الصادرات النفطية الإيرانية»، وووضح «رحيمي» أنه ليس لدى إيران أي رغبة في العداء أو العنف، "لكن الأعداء لن يتخلوا عن مؤامراتهم إلا عندما نعيدهم إلى أماكنهم».


اليوم نشهد هذه "العودة إلى أماكنهم" بإعلان كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إعفاءات لبعض الدول الأسيوية والأوروبية من الحظر النفطي على إيران، فهل التهديد الإيراني هو الذي نجح في إعادة الأمور إلى نصابها أم أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها هذه الدول، والتي لم تتحمل الاستغناء عن النفط الإيراني، هي السبب المباشر لهذا التراجع؟. حول أهمية التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، ونتائج العقوبات النفطية على إيران، هما محور لقاء أجراه موقع المنار مع الخبير الاقتصادي اللبناني غازي وزني.

أهمية المضيق "شريان أساسي" :


مضيق هرمزموقع المنار: يكتسب مضيق هرمز أهميته من كونه يعد بمنزلة عنق الزجاجة في مدخل الخليج الواصل بين مياه الخليج شبه المغلقة والبحار الكبرى على المحيط الهندي ، ولكن كان لا بد من السؤال حول الحجم الحقيقي والفعلي لمضيق هرمز بين دول العالم، وما هي مميزات موقعه الجغرافي؟.
الخبير وزني : تــقع اهمية مضيق هرمز ( طوله 63 كم، عرضه 40 كم)  في موقعها الاستراتيجي على صعيد الملاحة العالمية و الاقتصاد العالمي اذ يمـّر عبره يوميا 20 % من النفط العالمي اي حوالي17 مليون برميل، و ثلث الناقلات النفطية العالمية سنويا اي حوالي 2400 ناقلة فضلا عن انه يعتبر الممر الرئيسي لاكثر من 40 % من التجارة العالمية.
تظهر أهمية المضيق في أنه يعتبر الشريان الحيوي للملاحة العالمية ويقع في منطقة استراتيجية ومحورية تختزن ثلثي المخزون النفطي العالمي، قادرة على التأثير بشكل سريع ايجابا أو سلبا على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية العالمية عبر الامدادات النفطية والسلع الغذائية.

سياسة إيران الذكية: التهديدات أنفع من الإغلاق مع القدرة على الاستيعاب

 
موقع المنار: ما دام لمضيق هرمز هذه الأهمية الاستراتيجية الفائقة بالنسبة لدول العالم، عمليا هل بإمكان إيران فعلا إغلاق المضيق؟.. وهي التي تقول إنه بالنسبة لها "أسهل من شربة ماء"، بينما يقول محللون أميركيون إن البحرية الإيرانية ليست بالحجم الذي يسمح بالإغلاق المادي المستمر للمضيق، لكن لديها القدرة على زرع الألغام والقدرة الصاروخية لإحداث بعض الأضرار.
الخبير وزني: يـعرف غالبية الخبراء العسكريون في الغرب ان ايران تستطيع اغلاق مضيق هرمز لفترة اشهر بقدراتها العسكرية ( زرع الغام البحرية، اطلاق الصواريخ، استعمال المراكب البحرية السريعة...) كما تستطيع التسبب بأضرار جسيمة في المضيق لسنوات طويلة. يسبب الاغلاق بدخول الاقتصاد العالمي في ركود وبإرتفاع اسعار النفط والسلع الرئيسية بشكل جنوني وقياسي.


سلطة إيران على مضيق هرمزموقع المنار: لماذا لم تنفذ إيران تهديدها وتغلق مضيق هرمز، فهل كان مجرد توجيه تهديد لتحقيق فوائد اقتصادية على إيران من خلال رفع أسعار النفط، وإثارة القلق في أسواقه، ام أن لإيران سياسة أخرى؟.
الخبير وزني: لم تنفذ إيران تهديداتها لأنها ما زالت تؤمن بالتفاوض مع الغرب في شأن ملفها النووي وليس بالقيام بعمليات عدوانية، ولان تبعات العقوبات الاقتصادية والمالية الغربية عليها ما زالت ضمن السيطرة والاستيعاب والاحتواء، ولأن الاكتفاء بتهديد إغلاق المضيق يفيدها إذ  سبّب بإرتفاع أسعار النفط العالمية منذ بداية السنة حوالي 17 دولار موفرا ايرادات اضافية لها تفوق 17 مليار دولار. إن تهديد ايران بإغلاق المضيق يدخل في سياق الاشتباك و الكباش مع الغرب في ما يتعلق بالملف النووي، ويدخل في إطار الحرب على النفط عالميا وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي وعلى استقرار الاسواق خصوصا في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا. كما ان التهديد بإلاغلاق يخدم المصالح الايرانية ولا يخسّرها ايراداتها ولا يضر بمصالح اصدقائها ( الصين، الهند، اليابان، كوريا...) . أخيرا يمكن القول إن ايران ليس لديها النية العدوانية فعليا بإغلاق المضيق طالما أنها تجد في التهديدات منفعة أكثر من الاغلاق.

الوسائل البديلة للعرب غير متوفرة رغم الادعاء وتعويض السعودية عن نفط إيران مؤقت :

موقع المنار: هناك خبراء يقولون إن للدول العربية وسائل أخرى بديلة لنقل نفطها مستغنية عن المضيق، عبر ممرات، أحدها جاهز، وأخرى يعمل على بنائها، هل فعلا للدول العربية هذه المقدرة، خصوصا أن أمير الكويت صرح منذ أيام أنه حصل على تطمين إيراني بعدم إغلاق المضيق. بينما العراق يجري تحضيرات كبيرة يسهل له نقل نفطه كإجراء استباقي بحال تم إغلاق المضيق؟.

وزني:  إن طلب أمير الكويت تطمينات إيرانية بعدم إغلاق المضيق له دلالة واضحة على أن الوسائل البديلة غير متوفرة وغير قادرة على تأمين عبور النفط العربي، و عبور 17 مليون برميل يوميا لتلبية الطلب العالمي والحفاظ على استقرار الاسعار عالميا، فالوسائل البديلة تستطيع تأمين عبور بضعة ملايين من البراميل فحسب لا تكفي تطلبات الدول. ومحاولة العراق اجراء تحضيرات استباقية للاغلاق يعود إلى ماضي العراق المنفتح نفطيا على تركيا وسوريا ولبنان فضلا عن أن الاجراءات العراقية تتطلب الوقت. في السياق نفسه لا يمكن طمأنة العالم على أن وقف الامدادات النفطية الايرانية ( 2.6 مليون برميل يوميا ) يمكن استبدالها بسهولة بزيادة إنتاج السعودية من خلال رفعهـــــا من 9.8 مليون برميل يوميا الى 12.5 مليون برميل، لأن المملكة لديها القدرة في زيادة انتاجها خلال ستة اشهر بنحو 1.5 مليون برميل بينما الطلب العالمي يزداد سنويا مليون برميل. فضلا أنه توقفت إيران فعليا عن الامدادات النفطية يعني أن المنطقة ستدخل في المجهول واللاستقرار الأمني والسياسي.

رسالة تحذير سرية للإمام الخامنئي دليل ضعف وإرباك أميركي :

الإمام الخامنئيموقع المنار: نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الحكومة الأميركية أن إدارة اوباما وجهت رسالة إلى الإمام الخامنئي عبر قناة اتصال سرية، تحذره من إغلاق مضيق هرمز، وأنه "خط أحمر"، لماذا هو مضطر لارسالها بطريقة سرية ولم يقلها علنا على الإعلام؟.

وزني:  توجيه أوباما برسالة سرية إلى الإمام الخامنئي هي علامة ضعف وارباك لدى الادارة الاميركية، الغير مستعدة في الوقت الراهن في خوض معارك عسكرية مع ايران. وتفضيلها الحلول السياسية والتفاوضية، هي علامة قلق عميق للرئيس الاميركي، في سنة الانتخابات الرئاسية ، من تداعيات اغلاق المضيق على اسعار النفط العالمية وعلى الاقتصاد الاميركي الذي يشهد تعافيا وانتعاشا بطيئا مسجلا تحسنا من ناحية ارتفاع معدل النمو الاقتصادي من 1.7 % الى 2.5 % وتزايد ثقة المستهلكين اكثر من 15 % وانخفاض معدل البطالة من 9.1 % الى 8.3 %...

تهديدات إيران برهنت فعاليتها والعقوبات النفطية عليها أثبتت فشلها :

موقع المنار: أشار محللون إلى أن السبب الرئيسي لعدم ثبات أسواق النفط العالمية، وسعر البرميل، تستند إلى ارتفاع المخاوف من أن أي توتر مع إيران، قد يوقف الإمدادات النفطية عبر مضيق "هرمز"، الأمر الذي سيشكل نقصا حادا للإمدادات العالمية. هل يمكن أن نعدّ ذلك بأن التهديد الإيراني بدأت مفاعيله، خصوصا بعد إعادة النظر من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالسماح بإعفاء بعض الدول من الحظر النفطي الإيراني، فهل هذا بداية التراجع؟.
وزني:  إن ارتفاع أسعار النفط عالميا منذ بداية السنة أكثر من 18 % ، يعود الى اسباب جيوسياسية والى القلق والتوتر في المنطقة. اما العقوبات الاميركية والاوروبية على ايران أظهرت اخفاقها في تقييد وخنق الاقتصاد الايراني او في اخضاع السلطات الايرانية للتفاوض حسب شروطها في شأن الملف النووي، ويعود ذلك الى عدم قدرة عدد كبير من الدول الالتزام بها ( اليابان، اليونان ...) والى وجود تباينات في الاتحاد الاوروبي والى رفض دول أخرى ( الصين، الهند، برازيل، روسيا...) مما دفع بالادارة  الاميركية الى قرار اعفاء بعض الدول بالتقيد بالعقوبات ( اليابان، ودول اوروبية) ، والى الاعتراف بوجود تحديات جدية بشأن الامدادات البديلة ( النفط الليبي، السعودي...).