26-04-2024 12:19 AM بتوقيت القدس المحتلة

المثلث الروسي السوري الإيراني الصاعد بعد جنيف 2

المثلث الروسي السوري الإيراني الصاعد بعد جنيف 2

تشهد منطقة الشرق الأوسط حراكا أساسه الملف السوري على أعتاب مؤتمر جنيف 2 ضمن خطي السياسة والميدان ، وجميع الأطراف المتآمرة على مستوى الإقليم ترفع من حدة خطابها وسقوفها ضمن مبدأ تحسين الشروط .

 

إبراهيم عبدالله

تشهد منطقة الشرق الأوسط حراكا أساسه الملف السوري على أعتاب مؤتمر جنيف 2 ضمن خطي السياسة والميدان ، وجميع الأطراف المتآمرة على مستوى الإقليم ترفع من حدة خطابها وسقوفها ضمن مبدأ تحسين الشروط وحجز مكان في الخارطة السياسية الإقليمية الصاعدة.

و يبدو ان تفلت الإرهاب من عقاله، بعد ان كان المراد منه تدمير الدولة السورية وشطبها من المعادلة الإقليمية والدولية، اثار لدى داعميه وصانعيه التخوف من فقدان القدرة على السيطرة عليه، وفيما الاميركي كان يتجه الى التحضير لجنيف -2 كان الارهاب يصل الى العمق الروسي ليضرب فولغوغراد . ذلك حفّز الروسي على العمل لإعلان الحرب على الإرهاب وداعميه وصولاً الى تجفيف منابعه . وتردد خبر في وسائل الإعلام عن رسالة، بعثها الرئيس فلادمير بوتين الى العاهل السعودي فيها إتهام روسي للسعودية بتفجيرات فولغوغراد واشارات الى رد معين يكون رادعا.  

رسالة بوتين للعاهل السعودي أصبحت واقعاً حقيقياً

وعلى ضوء ذلك يرى عضو مجلس شعب السوري خالد العبود في حديث الى موقع المنار أن هذه الرسالة أصبحت واقعاً ضرورياً حقيقياً ، بمعنى أن كل الدلائل هي بيد الروسي ، وهو المشرف الرئيسي على خارطة إقليمية صاعدة لجهة المنطقة، هذا الصعود سوف يضعف السعودي كثيراً، وخصوصاً بعد التثبت بشكل يقيني وقطعي من تورط السعودي في تفجيرات روسيا .

واعتبر ان هذا التورط سوف يعطي للروسي دفعاً جديداً للمساهمة في إعادة إنتاج خريطة سياسية جديدة للمنطقة ، وراى عبود ان العائلة المالكة في المملكة السعودية وفق التوقع الحالي لن تكون موجودة عليها ، لأن الناشئ الأساسي والرئيسي في المشهد الذي يحصل الآن باتجاه إتنيات معينة على مستوى الإقليم هي المملكة العربية السعودية، حتى تركيا رضخت، أما قطر التي تشكل خروقات من حين الى آخر تراجعت فبقيت المملكة السعودية وحدها، لهذا السبب إنخرط الروسي في هذه المعركة المديدة، ليس فقط كرمى لعيون السوري  بل من أجل مصالحه .

وراى ان هذا ما سيحتم على السعودي الوقوف في وجه الروسي من خلال السمسرة والمقايضة والحرتقات ليس إلا في العنف وفي الإرهاب، من أجل أن يكون موجوداً وحاضراً على هذه الخارطة.

هذه الحرتقات السعودية يحاول الأميركي الإستفادة منها ضمن هامش زمني واضح لجهة تمرير ملفين أساسيين:
الملف الأول هو ملف القضية الفلسطينية الذي يحاول الأميركي تمريره لجهة تسوية ما، في ظل غياب وإشغال السوري بوضعه الداخلي، والإيراني بملفه النووي، لهذا السبب زار كيري المملكة وطلب مثل هذه الأمور من الملك ، ما إستدعى من السعودي إستغلال الفرصة والإستثمار في الزمن الذي فيه الأميركي بحاجة لمشروعية السعودي.

لهذا فإن  الأميركي حسب عبود حتى اللحظة لا يضغط على السعودي من اجل الإستفادة منه لشرعنة التصفية ، وباعتقاد عبود أن الذي أعطى الشرعية لقيام الكيان هوالذي يعطيه المشروعية النهائية لتكريس الدولة اليهودية.
ولفت عبود الى أن السعودي في هذا المجال يظن أن الزمن مفتوح في حين أن الأمر ليس كذالك أي أن صبر الروسي لن يستمر حتى المطلق ، لهذا سيأتي الحسم لجهة دور المملكة من خلال الرسالة الروسية من قبل بوتين للعاهل السعودي وعندها ستتحول الى واقع حقيقي .

من هذا المنطلق يعتبر عبود أن السعودي من هذه الزاوية سوف يخطئ بحساباته لعنصر الزمن ولا يستطيع ان يجمع هذه الملفات خاصة وأن السوري نبيه لهذه الجهة،،أما الإيراني لا يريد أن يذهب مع السعودي بصدام لجهة عناوين طائفية ومذهبية. ويرى ان السعودي سيصبح أكثر عزلة على مستوى المنطقة .

فولغوغراد... 11 أيلول الروسي سيترتب عليه تغيير وجه الشرق الأوسط

وفيما يتعلق بما نُقل عن كلام الرئيس بوتين عقب تفجيرات روسيا بإجراءات يمكن ان تغيير وجه الشرق الأوسط، أشار عبود الى أنه من الخطأ الذهاب في مقارنة بين الروسي والأميركي على مستوى عناوين لا أخلاقية،  كون الأميركي يمثل الإمبريالية العالمية في أساس نظام الحكم لديه، أما الروسي تاريخياً ليس كذلك، و الإيراني لن يسمح له أن يتعامل بنفس العقلية التي تعامل بها الأميركي.

المثلث الصاعد يؤسس لمنظومة أخلاقية على مستوى المنطقة

وبشأن حقيقة الحرب على الإرهاب إعتبر عبود أن الأميركي صحيح انه رفع هذا الشعار ولكنه لم يحارب الإرهاب بل على العكس تصرف من خلال إقدامه على خلق الإرهاب وتسييره وفقاً لخططه ومصالحه وعندما كان يستدعي الأمر أن يدوّر زاوية ما من أجل أن يتقدم نحو مفصل معين كان يفعلها فيظهر حالة إرهابية ويكبرها ثم ينقض عليها كما حصل مع "ظاهرة الزرقاوي" ، أما الروسي والإيراني والى حد بعيد السوري يحاولون من خلال إنكفائة أميركية خجولة في مفصل أو عنوان أساسي أن يوجدوا خارطة في المنطقة، فالإيرانيون يحاولون أن يؤسسوا منظومة أخلاقية على مستوى المنطقة على سبيل المثال لا يتعاملون بردات الفعل ولا يتعاملون بعقول ساخنة أو مصالح شخصانية، إنهم يفكرون بعقل جمعي ويقدمون مصالح الشعوب ، خطهم الأحمر الوحيد أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأن لا تكون الحكومات أداة ومطية لحكومة الكيان الصهيوني .

تغييرات في السعودية على مستوى الوجوه والأدوار عرابها الروسي

وأشار عبود الى أن الروسي سوف ينقض على السعودي ليس على الدولة والكيان والشعب بل سيطالب بتغيير في العائلة المالكة ( تغيير على مستوى أشخاص وتغيير مواقع )، وفي ظل تصاعد خارطة على مستوى المنطقة نحن بحاجة لوجوه جديدة تقدم ضمانات حول استقرار المنطقة وتتراجع عن جملة عناوين كانت قد إشتغلت عليها وجوه سابقة، فلذلك لا نستبعد حركة على مستوى العائلة المالكة يؤثر عليها الروسي ويكون عرابها. بينما الأمريكي في هذه اللحظة لا يعنيه الأمر من قريب او بعيد طالما مصالحه لم تمس او تتعرض للخطر  وعلى ضوء ما تقدم سوف يتذرع الروسي من خلال الدور الذي لعبته الوجوه القديمة باستثمارها للعنف والإرهاب، من هذا المنطلق جاء تصريح بوتين بأن الرد على تفجيرات فولغوغراد سوف يغير وجه الشرق الأوسط.

إيران ليست بحاجة لحضور جنيف 2 فطيفها موجود في أدق التفاصيل...

أما بالنسبة لتصريح وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في مؤتمره الصحفي في لبنان حول ندم بعض الجهات التي بذلت جهوداً مضنية لتحول دون مشاركة إيران في جنيف 2 من أجل إيجاد حل ومخرج للأزمة السورية اعتبر عبود أن هذا الكلام هو للإعلام السياسي لأن إيران إن حضرت أم لم تحضر فإن طيفها سيكون حاضراً في أدق التفاصيل ، فالأميركي والروسي بحاجة للإيراني أكثر من حاجة السوري لوجود الإيراني ، لأننا عندما نتحدث عن تسويات كبرى منصتها الأساسية تسوية ظاهرية للصراع السياسي العسكري السوري هناك خرائط سوف تصعد سوف تؤسس لها الدول التي إنتصرت والأميركي في هذا الظرف يفتقد للمقدرة على تدوير بعض الزوايا مثلما يفعل الإيراني الآن. وما العرقلة التي نشهدها من قبل السعودي والإسرائيلي الا دليلا على تقدم الإيراني وحلفائه  ضمن التسوية على مستوى المنطقة.

مؤتمر جنيف2 حاصل وإجتماع الثلاثي في روسيا تظهير لحالة الإنتصار

أما الإشارة المرسلة من قبل حلف المقاومة وتمثلت بسفر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ونظيره السوري وليد المعلم على متن طائرة واحدة الى روسيا فاعتبره عبود تظهيرا لحالة الإنتصار التي من خلالها يلتقي فيها الثلاثي المنتصر والتي تمثل الخارطة الإقليمية الصاعدة على مستوى المنطقة عبر هذا المثلث الصاعد، بعكس الصورة  السائدة على المقلب الآخر من الحلف المناهض حيث الخلافات والإنتقادات والتصفيات تطفو على السطح بين مجمل مكوناته ، وبالتالي هناك حالة معنوية من نشوة الإنتصار في هذا المثلث الصاعد في حين يشهد الحلف الآخر حالة من الإنكسار المعنوي والمادي .