19-04-2024 03:55 PM بتوقيت القدس المحتلة

حدّث... أنا حمزة

حدّث... أنا حمزة

فلا تنسوني يا احبة... لا تنسوا حمزة في دفاتركم واقلامكم الحية واجعلوا دمي حبراً لمعادلات الانتصار ومن ترابي تبراً غالياً في زمن الانكسار

الشهيد حمزة الشغوف بالصورأنا من طويت في يميني النصر وفي يساري العزة

ورحلت تاركاً فيكم الحبر والقلم والبزة

أطلقت عيناي ذاك الصباح ومضيت

ففجر المنى قد دنى وخيل المنية امتطيت

كنت فرحاً كشعاع الشمس فقد قُرعت الاجراس المسبية

قصدت معلولة العذراء لأُعرج على بعض من حقيقة منسية

 

حدّث انا حمزة...

انا من غدرتني رصاصات الفلول

فترجمت بعض حروفي وما كنت أقول

انظروا دمي وتابعوا الطريق...

طريق ذات الشوكة والعروج الى الرفيق

طريق الحق الذي ابداً ما ضاق

فلا تحزنوا يا رفاق ...


فدمي لم يسقط دمي قام حقاً قام

ففي حضرة العذراء قام دمي وتلقته البتول الزهراء

حين أديت قسم العهد والولاء

وارسلت رسالة الحق من أهل الارض الى رب السماء


الشهيد الإعلامي حمزة الحاج حسنأنا أصغر رفاقي وأكبرهم في سرعة اللقاء

أنا من عاش الانتصار في قلمي وصوتي وحتى في الرثاء

أنا عابر سبيل هذه الدنيا الى دار البقاء

أنا من نادتني شعث ليكتمل ربيعها الاخضر

فبات قبري كزيتون القدس أو اقحوانٍ مرصع بدمي الاحمر

أنا من سلم لمشيئة ربه...ونعم القدر

أنا لحن القوافي والسنابل وقفير العسل

أنا من احببت الحياة حتى اكتمل الامل


فلا تقولوا يا رفاق إن حمزة قد رحل

كأني سمعت وشوشاتكم الحزينة كأني سمعتك يا حسن ...

كأنك همستني كوكباً طيفه ما غاب

مع أن جسدي أضحى تحت التراب

غمرتني دموعك المقهورة وأنت تقول أينك يا حمزة!!!


فلا تحزن يا حبيب ...لا تحزنوا يا رفاق

نظرت من نعشي الى اعينكم يوم الرحيل

وكان جسدي باردا من جراء انهمار المطر

دفأني جمر شوقكم الذي اختزنته ايام العمر القصير

دموعكم...ورودكم ...زغاريد...ورياحين


ابتسامتك لن تغيبسمعتكم وحفظت كل ما قيل

وانتم تزفون شهادتي وسط الاضاليل

وتضعون على لحدي الاكاليل

لو تعلمون يا رفاق كم اعددت لهذا العرس الطويل

لا تحزنوا يا رفاق ...

ما رأيت الا جميلاً...

 

فعشقي للتراب ارجعني اليه بعد طول سفر

وبسمتي هي هي...فرح ممزوج بالعطاء

عشتكم بفرح

عملت معكم بمحبة

قاومت واستشهدت بعشق اخلص البشر

واضأت شعلة الدرب في زمن قل الرجال الا ما ندر

 

فعذراً على الرحيل

تفتقدونني...اعرف...

انا معكم يا رفاق ...انا هنا

انا في كل فكرة تنطق بصوت الحق

انا في القلوب البيضاء التي ما ضلت الطريق

انا في وفاءكم عندما تصونون الامانة والوصية

وتمهدون بعطاءكم وعلمكم ودمكم للبقية

انا في عقول الشرفاء على امتداد درب الحرية

انا في لياليكم المقاومة وفجر ايامكم الابية


حيّاك الله حيث أنت يا حمزةفلا تنسوني يا احبة...

لا تنسوا حمزة في دفاتركم واقلامكم الحية

واجعلوا دمي حبراً لمعادلات الانتصار

ومن ترابي تبراً غالياً في زمن الانكسار

بذلك روحي من الاعلى كما ثغري تبتسم

بارادة تلامس حدود الكون وتطوي في الزمن المسافة

وصمت حنجرتي اصبح افعل


فمعكم في الفريق ما زلت اعمل

اردد واقول

هنا معلولا...هنا شعث...هنا الضاحية وهنا وهنا

هنا سقطنا شهداء ولم نركع

فحدّث...انا حمزة

مراسلكم الى الجنة...فتابعوا الطريق

بقلم زينب عواضة/ قناة المنار