حفل توقيع كتاب “أيام مئات في إيران قبل الثورة” وتكريم للدكتورة دلال عبّاس – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

حفل توقيع كتاب “أيام مئات في إيران قبل الثورة” وتكريم للدكتورة دلال عبّاس

IMG-20230109-WA0037

شهد مسرح ثانوية حسن كامل الصبّاح يوم السبت الواقع فيه 7/1/2023  حفل توقيع كتاب “أيام مئات في إيران قبل الثورة” الصادر عن دار الأمير في بيروت لمؤلفة الكتاب الدكتورة دلال عبّاس برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى. وقد حضر الحفل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد وممثلين عن النائبين ناصر جابر وهاني قبيسي ومحافظ النبطية الدكتور حسن فقيه ورئيس مراكز الأونيسكو الدكتور مصطفى بدر الدين وحشد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية والنقابية والتربوية، والفعاليات الثقافية والإعلامية والفنية والأدبية، ورؤساء وأعضاء جمعيات المجتمع المدني.
الاحتفال الذي دعت إليه وزارة الثقافة ودار الأمير وثانوية حسن كامل الصبّاح والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية تقدم المرأة وهيئة العطاء المميز بدأ بالنشيد الوطني اللبناني، وقد أدار الحفل الأستاذ عبد المنعم عطوي.
الكلمة الأولى كانت لوزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، وممّا جاء فيها: “أيام مئات في إيران قبل الثورة، كتاب جديد يُضافُ إلى المكتبة العربية بتوقيع الدكتورة دلال عبّاس التي صرَفَت قلمَها إلى شأنٍ جليلِ المسارِ والتأثير يتمثل في بناء الجسور بين الثقافات وبخاصة العربيةِ والفارسية. وكما يُفْصِحُ العنوان تحاولُ الكاتبة أن تُقدّم للقراء صورةً كاملةَ الأجزاءِ عن أوضاعِ إيران قبل الثورةِ الإسلامية التي أطلقها الإمامُ الخميني وخضَّ بها تاريخَ بلادِه والتاريخَ العامَّ للإنسانية، بقوةٍ لا تزال ارتداداتُها تفعلُ فعلَها إلى اليوم”.
وأضاف: “إذا كانت الدكتورة عبّاس قد تعلّقت باللغةِ الفارسيةِ منذ أواخرِ الستينيات من القرن العشرين إبّانَ دراستها الجامعيةِ في الجامعةِ اللبنانيةِ الوطنية، فإنه شغفٌ لم يقتصرْ على الاكتسابِ الذاتيّ فحسبْ بل تعدّاهُ ليصيرَ عمليةَ تعريبٍ وتعليمٍ جامعي ونقدٍ ودراسةٍ مقارَنة، كانت الدكتورة عبّاس فيها صلة الوصلِ بين التراثين الفارسي والعربي، وكشفَت من خلالِها للأجيال العربية مقدار الترابط العضوي بين ثقافتين متجاورتين نمتا في حضن الإسلام يتجلياته المعرفية كافةً، وأخذت هذه من تلك وتلك من هذه عاداتٍ ومعتقداتٍ إيمانيةً ومفرداتٍ ومعانيَ ورسمَ حروفٍ وأساليبَ بيان، وبخاصة أبعادًا عرفانيةً وصوفيةً حتى امتزج التاريخان في سياقات متقاربةٍ إن لم نقل واحدة. وهذه حقيقةٌ يعرفُها جميعُ دارسي الحضارات أنَّ الحضارة العربية الإسلامية اشتركَ في صناعتِها أقوامٌ من غير العرب، وشعوبٌ غيرُ مسلمةْ، ذلك أن اتّساع رقعةِ هذه الحضارة من الأندلس حتى حدود الصين، ما كان لانتماءٍ واحدٍ أن يملأه، ولهذا تعدّدت إنجازاتُه وعَظُمَت بتعددِ مصادرها المعرفية وعظمتِها. أما الكلامُ السياسيُّ الذي يدور عندنا في بعض المجالس اللبنانية عن استتباعٍ وانقيادٍ وتنفيذ مشاريع، وما إلى ذلك من مفرداتٍ وتعابيرَ زائفة، فإنه كلامٌ ينطلقُ من هوًى وينطقُ عن هوًى، وينهارُ انهيارَ الرملِ أمام معطيات التاريخ التي تمليها قواعد العمران البشري. ولعلّ التفاتَ الدكتورة عبّاس بشكلٍ أساسيٍّ إلى الثقافة الإيرانية الحديثة، في كتابِها الذي ننتدي له اليوم كما في سائرِ كتبِها، ينمُّ عن مدى تأثّرها الشخصي بمفردات هذه الثقافة الإسلامية الإنسانية التي ترتبط أولًا وأخيرًا بمنظومة القيمِ التي من أهمِّ مبادئها العدالةُ ورفعُ المظلوميةِ والإخلاصُ للحقِّ حتى التضحية. وهذه مبادئٌ إيمانيةٌ وإنسانيةٌ ليس لها جنسية ولا انتماءٌ مذهبيٌّ أو مناطقي؛ ويحسنُ في هذا المجال أن أردِّدَ ما كنتُ قلتُه قبل مدة في الخطاب الذي ألقيتُه في المكتبة الوطنية أثناء الاحتفال بتكريم الدكتورة دلال عبّاس من أنها “مدّتْ يمناها إلى مجاني الفارسية، ويُسراها إلى شجرِ العربية، وطعَّمَتْ هذه بطعومِ تلك، وتلكَ بطعومِ هذه، واستخرجت من الثمار أحمالًا جديدةً يانعة، فأبطلَتْ بما فعَلَتْ قولَ المتنبي في مغاني شِعْبِ بَوّان عن أنَّ “الفتى العربيَّ فيها غريبُ الوجهِ واليدِ واللّسانِ”. لقد ألغى قلمُها الغربةَ التي يريدُ بعضُ الناسِ أن يبسطَها بين الثقافتين، وهتف بأعلى حبرِه: لا غريب بينهما سوى الشيطان… وتعرفون حتمًا من هو شيطانُ هذا العصرِ المزروعةُ قرونُه الاحتلاليةُ والتدميريةُ في أرضِنا”.
والقى الأستاذ محمد حسين معلم كلمة بالنيابة عن مدير ثانوية حسن كامل الصبّاح الأستاذ عبّاس شميساني، ثم كانت كلمة رئيس هيئة العطاء المميز الدكتور كاظم نور الدين ورئيسة جمعية تقدم المرأة الأستاذة زهرة صادق،  والكلمة الأخيرة كانت لـ مدير عام دار الأمير الدكتور محمد حسين بزي.

وكانت كلمة شكر للمحتفى بها الدكتورة دلال عبّاس، جاء فيها: “أقف هنا في هذا الصرح التربويّ لأشكر من صميم قلبي كلّ الّذين اقترحوا ورعَوا وأقاموا هذا الاحتفال فردًا فردًا.”
وأضافت: “أواخر العام 1976، قضتِ المشيئةُ الإلهيّةُ أنْ أرافقَ زوجي المرحوم عبد الأمير صبّاح إلى إيران قُبَيل انتصار الثورة الإسلاميّة المباركة بسنتين، لعملٍ هناك نَدَبته إليه الشركة الألمانيّة التي كان يعمل فيها مهندسًا، وأنا بنيّة التسجيل للدكتوراه. لأسمعَ هنالك [صدفةً] اسمَ بهاء الدين العامليّ وأجعلَه موضوعًا لأطروحتي الدكتوريّة، ولأتابعَ [من دون سابق تصوّرٍ وتصميم] ما كان يجري في إيران في تلك المرحلة المَفْصِلِيَّة في تاريخ إيران والعالم الإسلاميّ.

وختم الحفل بتقدّيم الدكتور محمد حسين بزي الدرع الذهبي لـ دار الأمير لكلٍ من وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وللدكتورة دلال عبّاس ولمدير ثانوية حسن كامل الصبّاح الأستاذ عبّاس شميساني.

IMG-20230109-WA0041

 

المصدر: دار الامير