ملف ساخن | الحرس الوطني الصهيوني عودة حكم العصابات – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ملف ساخن | الحرس الوطني الصهيوني عودة حكم العصابات

israel-shou-makan
علي علاء الدين

 

بعد نقاش محتدم في الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، صوت الوزراء الأحد لصالح تشكيل حرس وطني تحت قيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى جانب تقليصات كبيرة في ميزانيات جميع الوزارات لتمويله   فما هو هذا التشكيل الجديد

 

مقابلة خاصة لموقع المنار مع الكاتب والمحلل السياسي اليف صباغ

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد وعد بن غفير الأسبوع الماضي بأنه سيطرح القضية للتصويت عليها في جلسة الحكومة التالية، مقابل بقاءه في الحكومة على الرغم من معارضته الشديدة لقيام نتنياهو بتجميد تشريعات الإصلاح القضائي لفسح المجال أمام حوار مع المعارضة.

مقال ذات صلة 

بن غفير يبتز نتنياهو مجددا ” الحرس الوطني أو الاستقالة “

 

من المتوقع أن تضم القوة المثيرة للجدل 2000 عنصر سيكونون مسؤولين بشكل مباشر أمام الوزير اليميني المتطرف ايتمار بن غفير  حيث ينص القرار  على أنه “سيتم استخدام الحرس الوطني الإسرائيلي كقوة خاصة للتعامل مع حالات الطوارئ المختلفة والجرائم القومية ومكافحة الإرهاب وتعزيز الحكم في المناطق التي تتطلب ذلك”.

ينص القرار على أن القوة الجديدة ( الحرس الوطني )  “ستسمح للشرطة بالتركيز على مهامها التقليدية والجوهرية و الروتينية، التي تضررت إدارتها من جراء حوادث الاضطرابات المتكررة وحالات الطوارئ” ، والتي كان على الشرطة التعامل معها.

كما يقول القرار على أن قوة الحرس الوطني الجديدة ستتألف من “قوات نظامية وألوية تكتيكية متخصصة” منتشرة في جميع أنحاء البلاد.

وذكرت صحيفة هآرتس أن  أحد المرشحين لقيادة الحرس الوطني هو العقيد المتقاعد مؤخرا من الجيش الصهيوني  أفينوعام إموناه .

وبعد الموافقة على القرار ، سيشكل بن غفير لجنة تضم ممثلين من مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع ووزارة العدل ووزارة المالية والشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي لتنفيذ إنشاء القوة.

في الملاحظات التفسيرية لقرار بن غفير، يُشار إلى أن الحكومة الأخيرة قد أنشأت حرسا وطنيا كجزء من الرد على المواجهات  التي شهدتها المدن المختلطة بين اليهود والفلسطينيين في ايار 2021 ، من أجل السماح للحكومة للاستجابة بسرعة أكبر لاندلاع أعمال عنف من هذا القبيل حيث شكك البعض في الحاجة إلى قوة بن غفير، بالنظر إلى الحرس الذي أنشأته الحكومة الأخيرة والوحدات الأخرى الموجودة التي تؤدي نفس المهام، مثل الشرطة وحرس الحدود.

 

مقابلة خاصة لموقع المنار مع الكاتب والمحلل السياسي اليف صباغ ” الحرس الوطني القديم هو قوة بارئيل “

 

معارضو القرار ” الحرس الوطني هو مقدمة لانقلاب “

 

بحسب تقارير إعلامية عبرية، أعرب عدد من الوزراء في المجلس الوزاري عن معارضتهم لاقتطاع 1.5٪ من ميزانيات جميع الوزارات، وهو ما سيمنح وزارة بن غفير نحو مليار شيكل (278 مليون دولار)، وقالوا إن الخطوة غير مسؤولة وستثير انتقادات عامة، لكنهم صوتوا مع ذلك لصالحها.

شجب زعيم المعارضة يائير لبيد أولويات الحكومة ووصفها بأنها “سخيفة وبغيضة” وانتقد الوزراء لتصويتهم لصالح ” تمويل جيش خاص من البلطجية لمهرج تيك توك ” ، وقال لبيد إن الحكومة  ” قائمة منذ ثلاثة أشهر والشيء الوحيد الذي يهمها هو سحق الديمقراطية والدفع بنزوات وهمية لأشخاص متوهمين” .

مقابلة خاصة لموقع المنار مع الكاتب والمحلل السياسي اليف صباغ ” ما هي مهمة الحرس الوطني “

 

ولقد حذرت مجموعة كبيرة من القادة السابقين للشرطة من الخطة، من ضمنهم المفوض العام للشرطة سابقا موشيه كرادي، الذي قال إن بن غفير قد يستخدم القوة لشن “إنقلاب”. كما أعربت منظمات حقوق مدنية وشخصيات من المعارضة عن قلقها العميق بشأن اقتراح وضع مثل هذه القوة تحت سيطرة وزير في الحكومة، بدعوى أن من شأن ذلك تسييس عمل الشرطة وتقويض مبدأ المساواة في إنفاذ القانون.

 

مقابلة خاصة لموقع المنار مع الكاتب والمحلل السياسي اليف صباغ ” الحرس الوطني حلم دولة ايهودا

وكان المفوض العام للشرطة يعكوف شبتاي قد حذر في رسالة وجهها إلى بن غفير من أن فصل القوة الجديدة عن الشرطة سيضر بشدة بالأمن العام ويسبب فوضى في تطبيق القانون، محذرا من “عواقب وخيمة”.

المفوض العام للشرطة الصهيونية يعكوف شبتاي
المفوض العام للشرطة الصهيونية يعكوف شبتاي

وقال شبتاي  إنه لا يوجد هناك سبب لتشكيل هيئة جديدة لها صلاحيات ومجالات مماثلة لتلك التي تتمتع بها شرطة الكيان المؤقت ، محذرا من أن الوضع الجديد قد يؤدي إلى عدم وضوح فيما يتعلق بتقسيم السلطة بين الجهازين، كما قال إن الخطوة “ليست إلا مضيعة للموارد، ومضاعفة لعدد المقرات، ورهان على نموذج غير مثبت ولا فائدة منه”.

 كما ذكرت القناة 12 أنه في صفوف الشرطة، يُنظر إلى الخطط لإنشاء حرس وطني باعتبارها “كارثة”.

و أعربت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف-ميارا عن قلقها من تشكيل القوة ، وقالت للحكومة إن هناك “عائقا قانونيا” للنسخة الحالية من الاقتراح وأن الشرطة يمكنها التعامل مع التحديات التي تواجهها دون الحاجة إلى هيئة منافسة.

 

في الخلاصة فان تشكيل الحرس الوطني الصهيوني هو مؤشر لدخول الصراع في الكيان الصهيوني الى مرحلة متقدمة ولعله الانتقال من التظاهرات والمواجهات بخراطيم المياه الى صراع مسلح وهذا ما ظهر مع اعتقال صهاينة متطرفين مسلحين متجهين نحو تظاهرات المعارضة الرافضة لتعديلات الحكومة ، قد لا تطول الازمة الصهيونية للتحول الى حرب اهلية يحاول اليمين من خلالها تحقيق حلمه بدولة ايهودا .

المصدر: قناة المنار