الصحافة اليوم 3-5-2023 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 3-5-2023

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 3-5-2023 سلسلة من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.

البناء:

رئيسي يصل اليوم دمشق: علاقاتنا مع سورية في محور المقاومة قبل الاتفاق مع السعودية وبعده، تداعيات استشهاد خضر عدنان: المقاومة تقصف من غزة بالصواريخ وفشل القبة الحديدية، بوصعب يلتقي الراعي ومعوض وجعجع… لا مبادرة بل استكشاف… والمواقف على حالها

البناءوتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية “حدثان متقابلان في المنطقة بالتزامن، واحد يستكمل مناخات التعافي السوري، بزيارة تاريخية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى دمشق، تؤكد أن لا تنافس بين مسارات العودة العربية إلى سورية والعلاقة الاستراتيجية التي تربط دمشق وطهران، وتقول إن الوجهة باتت وحيدة لتطور الأوضاع السورية، وهي وجهة المزيد من عناصر القوة لمشروع الدولة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. وهذه المجالات ستكون مواضيع اتفاقيات يتم توقيعها بين الحكومتين الإيرانية والسورية خلال زيارة الرئيس الإيراني برعايته ورعاية نظيره الرئيس السوري بشار الأسد، وتوقعت مصادر مواكبة للزيارة التي ستستمر ليومين، أن الشقّ الاقتصادي يتناول قطاع الطاقة بصورة رئيسية، بينما ستكون هناك اتفاقيات عسكرية مهمة، وكان الرئيس الإيراني قد تحدث عشية الزيارة الى قناة الميادين فأكد أن العلاقة ثابتة وتتطوّر وتترسخ مع سورية، وهذا حدث قبل الاتفاق السعودي الإيراني الذي يشكل فاتحة مرحلة إيجابية جديدة في المنطقة، وسيستمر بالحدوث بعد الاتفاق.
بالتوازي كانت المواجهة في فلسطين بين قوى المقاومة وكيان الاحتلال تدخل مرحلة جديدة من التصعيد، وتستعيد مكانتها كخبر أول في وسائل الإعلام، بعدما بدا أن الحرب في السودان كانت مصمّمة في أحد أهدافها لحجب الأضواء عن فلسطين، سواء للتغطية على جرائم الاحتلال التي كان استشهاد خضر عدنان الأسير المضرب عن الطعام حتى الموت، آخرها وأكثرها توحشاً، أو للتغطية على البطولات الفلسطينية التي كان صمود الشيخ خضر عدنان حتى الاستشهاد آخرها ومن أعظمها بطولة، وليلاً تصاعد القصف الصاروخي من غزة نحو مستوطنات الاحتلال تجاوز الغلاف التقليدي حول غزة ووصل بعضها إلى النقب، وسقط بنتيجتها جرحى بعضهم جراحه خطيرة، وتواصل القصف الصاروخي رغم الغارات الإسرائيلية على غزة، وسجلت وسائل إعلام الاحتلال تراجعاً في قدرة القبة الحديدية على صدّ الصواريخ حيث تحدث جيش الاحتلال عن تصدّيه لأربعة من أصل عشرين صاروخاً استهدفت مناطق انتشار جيش الاحتلال.
لبنانياً، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولاته التي وصفها بـ الاستكشافية نافياً أن يكون حاملاً أي مبادرة، والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، والمرشح ميشال معوض ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بينما قالت مصادر نيابية متابعة للملف الرئاسي إن الأمور لا تزال على حالها، وإن التوازنات النيابية لا تزال تراوح مكانها لجهة عدم تحقيق أي تقدم يتيح توقع الذهاب الى جلسة نيابية ينتخب خلالها رئيس جديد للجمهورية.
واستكمل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على المرجعيات والقوى السياسية، في محاولة للتوفيق بين الآراء ووجهات النظر في الملف الرئاسي، وبعد زيارته الضاحية ولقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، زار بوصعب بكركي أمس، واجتمع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وقال بعد اللقاء: «نحاول إيجاد قواسم مشتركة والحوار مهم لإيجاد مخارج داخلية للأزمة التي نحن فيها».
وإذ أشار الى أن «الزيارة استكشافية»، أسف «لأن المسؤولين الذين يتعاطون في الملف الرئاسيّ غير مهتمين بعامل الوقت»، معتبراً أننا «لم نصل بعد الى مرحلة الأسماء لأن الأفرقاء وانطلاقاً من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يطرح للرئاسة»، وأكد أن «الأمور يجب أن تبدأ بالحوار». وأشار الى ان «أزمتنا أكبر وأعمق من اسم رئيس إنما عدم استعداد أي من الأفرقاء للتحاور مع الآخر».
وعقب زيارة بوصعب، نقلت وسائل إعلام عن مصادر بكركي إشارتها الى أنّ الحوار بين الأفرقاء السياسيين يكون داخل البرلمان بالذهاب لجلسات متتالية ومفتوحة حتى انتخاب رئيس. وقالت: «ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس». ولفتت المصادر إلى «أن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية»، مضيفةً «عندما تحدث الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب، قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرّف كرئيس لجميع اللبنانيّين».
كما زار بوصعب معراب والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بحضور عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ملحم رياشي، ولفت بوصعب الى أن «اللقاء كان جيّدا»، ولفت الى أنه «لمس انفتاحاً من «رئيس القوات» وحرصاً على القواسم المشتركة بين اللبنانيين ولو ان لديه مواقف ووجهة نظر مختلفة في امور معينة».
وأشار بوصعب الى انه «يبقى الاهم الانفتاح على النقاش والتواصل مع جميع الأفرقاء، واتفقنا مع جعجع على متابعة النقاش بعد الانتهاء من الجولة التي نقوم بها، اذ عندها ستتوسّع القواسم المشتركة اكثر، آملاً أن ننجح في البناء عليها».
اما عن لمسه قواسم مشتركة لدى زيارته النائب محمد رعد، أعرب بو صعب عن اطمئنانه أكثر بعد زيارته معراب، مشيراً الى ان «القواسم ما زالت مشتركة ويمكن البناء عليها في محاولة لتطويرها، وقد لمستها بعد لقائي رعد أيضاً، رغم الاختلاف الكبير في وجهات النظر، في بعض الأمور».
كما التقى بوصعب كتلة «تجدد» حيث التقى النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي.
وعلمت «البناء» أن الاتصالات تكثفت الأسبوع الماضي على خطوط القوات والكتائب وتجدد وبعض قوى التغيير والمستقلين في محاولة للتوصل الى مرشح موحّد في مواجهة مرشح ثنائي أمل وحزب الله. وتوقع النائب غسان سكاف «التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الحالي، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات». واعتبر أنّه «باقتراح فريق المعارضة مرشحاً واحداً يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتنافس ديمقراطي»، مشدداً على أن مبادرته «ليست ضد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل هي فقط للإسراع في إنجاز الاستحقاق».
في المقابل يتمسّك ثنائي أمل والحزب والحلفاء بموقفهم الداعم لترشيح فرنجية. وتشدد أوساط الثنائي لـ»البناء» على أن «كل المعلومات التي تصدر عبر الاعلام عن تغير في موقف حزب الله بعد زيارة وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان الى لبنان مجرد إشاعات ومن نسج الخيال وذر الرماد في العيون وتشويه لموقف الحزب وإظهاره على أنه يتلقى التعليمات من إيران»، موضحة أن كلام النائب محمد رعد بالاستعداد للحوار، لا يعني التخلي عن فرنجية بل التمسك به والانفتاح على الحوار على خيارات أخرى إذا كانت تلبي متطلبات المرحلة على مستويات أمن المقاومة والسلم الأهلي في لبنان والنهوض الاقتصادي وإعادة الانفتاح على سورية ووضع أزمة النازحين السوريين على سكة التنفيذ والمعالجة.
وأضافت الأوساط أننا «لا نرى حتى الآن بغير فرنجية شخصاً قادراً على التصدي لهذه المشكلات والملفات الاستراتيجية»، وأبدت استغرابها «كيف ينكرون على الثنائي دعم ترشيح فرنجية فيما هم لم يتفقوا على مرشح موحد يقنعوننا ويقنعون اللبنانيين به».
ودعا تكتل لبنان القوي في بيان اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «القوى البرلمانية الى القيام بكل ما يلزم لانتخاب رئيس للجمهورية والتوقّف عن المكابرة وإجراء الحوار الجدّي للوصول الى اتفاقٍ على البرنامج الإنقاذي وعلى رئيسٍ يرعى تنفيذه، وبالتالي عدم إنتظار الخارج الذي عبر بأشكال مختلفة عن ان الاستحقاق الرئاسي لبنانيٌ وعلى اللبنانيين أن يتحمّلوا المسؤولية بخصوصه، وفقاً لما صدر عن عدد من وزارات الخارجية في العالم».
ونبّه التكتل الى أنه «كلما تأخر الاتفاق بين اللبنانيين على إنتخاب الرئيس المؤهل تعمّق الانهيار وتفككت مفاصل الدولة، وارتفع منسوب المخالفات الدستورية والقانونية التي تقوم بها حكومة تصريف الأعمال».
ورأى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب أن «الانتخابات الرئاسية ستجري في حزيران المقبل»، ناصحاً البعض «بالنزول عن السلم». واعتبر أن «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية وقد حرم مرتين في السابق من قبل حلفائه».
واشار وهاب في حوار مع برنامج «بديبلوماسية» على قناة «أو تي في» الى أن «الاتفاق بين إيران والسعودية عميق وليس سطحياً كما يعتقده البعض»، وأشار الى أن «وصول التسوية إلى لبنان يمكن أن يتأخر». واعتبر بأن «على رئيس حزب القوات سمير جعجع أن يكون مدركاً لحقيقة سياسية مفادها عندما تهب الرياح الكبرى يجب التعاطي معها بجدية». وأوضح بأن «التسوية لا يمكن أن تنجح في لبنان من دون عمليات الفرض». وأفاد بأن «هناك كربجة مسيحية واضحة، واليوم لا يوجد شيء مخفي في الملف الرئاسي».
على خط الحزب الاشتراكي لا يزال على موقفه بالاتفاق على مرشح وسطي بين فرنجية ومعوض طالما لم يستطع أي من الأطراف تأمين الأغلبية لمرشحه، وأوضح مصدر نيابي في الحزب الاشتراكي أن «القوى السياسية تعيش حالة إنكار للواقع المزري الذي وصلنا إليه على كافة الصعد لا سيما من المتطرفين من الجهتين 14 و8 آذار وما بينهما التيار الوطني الحر وقوى التغيير والمستقلين»، مشيراً الى أن «هذه الأطراف تخشى أن تأتي التسوية على حسابها».
وشدّد المصدر لـ»البناء» على أن رئيس الحزب وليد جنبلاط أعلن لائحة مرشحين متنوعة وفق العنوان الذي تقتضيه المرحلة وقال للجميع: تريدون شخصية تمتلك قدرة على ضبط الوضع الأمني هناك قائد الجيش العماد جوزاف عون، أو لديه رؤية اقتصادية فهناك جهاد أزعو، ورؤية دستورية صلاح حنين». ولفت الى أن «انتخاب رئيس بلا تغطية مسيحية وتغطية سعودية سنستعيد تجربة الرئيس ميشال عون وتمدّد سياسة المقاطعة والحصار والعقوبات والفشل والانهيار».
وعن إمكانية تغير موقف اللقاء الديمقراطي من ترشيح فرنجية، قال المصدر: «نقدر ونحترم موقع فرنجية العروبي والوطني وتشاركنا معه بالجبهة اللبنانية، لكن نقارب مسألة الرئاسة من منطلق وطني لا شخصي».
وكشفت المصدر أن «جنبلاط قال للفرنسيين: شكلوا لفرنجية كتلة نيابية مسيحية لكي تتأمن تغطية مسيحية واقنعوا السعودية به عبر ضمانات سياسية وأمنية على الصعيد الإقليمي ومن ثم ندير هذا الخيار في الداخل»، لكن لا ترى المصادر أن التفاهم الإيراني – السعودي بدأ بالانعكاس حتى الآن على لبنان، ولا زال التصعيد سيد الموقف بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان الى مارون الراس وتوجيه رسائل الى «إسرائيل» والولايات المتحدة».
وعلمت «البناء» أن الأميركيين يسعون عبر حلفاء لهم في لبنان على تسويق اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، لكن وصوله الى بعبدا يواجه العقدة الدستورية ورفض أطراف مسيحية لا سيما التيار الوطني الحر وكذلك القوات اللبنانية التي ربطت موافقتها على ترشيح قائد الجيش ببرنامج عمله وسياساته في عدد من الملفات. كما يلقى قائد الجيش دعم قطر ومصر.
وحضت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان «الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته». وأضاف «على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصيّة فوق مصالح بلدهم وشعبهم». وأعرب ميلر عن «اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرّر من الفساد وقادر على توحيد البلاد وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي». وأكد ميلر أن «الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي».
وزارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا رئيسَ مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «الولايات المتحدة تراقب ماذا سيفعل الفرنسيون في الملف الرئاسي، لكنهم غير مرتاحين للتفاهم الإيراني – السعودي».
الى ذلك عاد السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان عائداً من السعودية، حيث قصدها لقضاء عطلة عيد الفطر. ووفق معلومات «البناء» فإن السفير السعودي لم يطلب أي موعد من المرجعيات السياسية حتى الساعة»، مشيرة الى أن «السعودية تتحفظ على دعم تسوية برئيس للجمهورية محسوب على حزب الله لكن قد تذهب الى تسوية بعد تبلور التفاهمات الاقليمية». ولفتت الى أن «الموفد القطري لن يتحرك على خط الملف الرئاسي قبل تلقي الإشارة السعودية وتبلور ظروف التفاهمات في المنطقة».
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وتمّ خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
الى ذلك وفي ما يشهد الشارع هدوءاً حذراً بسبب استقرار سعر صرف الدولار، نفذ السائقون العموميون تحركاً احتجاجياً، حيث قطعوا عدداً من الطرق في بيروت، مطالبين الحكومة بتسعيرة موحّدة جديدة لهم وبوقف المنافسة غير الشرعية. وتسبب قطع اوتوستراد شارل الحلو أمام تمثال المغترب بزحمة سير خانقة في المحلة.
على صعيد آخر، أعلنت «توتال إنيرجيز» في بيان أنها «وقّعت بالتوافق مع شريكتيْها «إيني» «وقطر للطاقة» عقدًا ثابتاً مع Transocean لاستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر استكشافيّة في الرّقعة رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023». وقالت «مع وصول الفرق، هذه خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات. سوف تبحر منصّة الحفر «Transocean Barents» نحو لبنان، عند إنتهاء عمليّاتها الحاليّة في بحر الشمال البريطاني»”.

الأخبار:

الرئاسة: جمود بسبب صمت الرياض
الصمت السعودي مستمر وإرباك لدى حلفاء فرنجية وخصومه

جريدة الاخباروتحت هذا العنوان كتبت الأخبار “الصمت السعودي المتواصل بشأن الملف الرئاسي، بات ينطبق أيضاً على الأميركيين. فيما فرنسا تصر على مبادرتها القائمة على تسوية تأتي بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام رئيساً للحكومة. وقد جدد المستشار الأول في قصر الإليزية باتريك دوريل هذا الموقف أمام عدد من الشخصيات اللبنانية وجهات معنية بالملف، فيما كان لافتاً إلغاء الاجتماع الذي كان متوقعاً للجنة الخماسية الخاصة بلبنان، وسط تقديرات تتراوح بين وقوف السعودية وراء ذلك لرفضها إعطاء القطريين والمصريين دوراً في الملف، وبين رفض باريس عقد اجتماع تعرف مسبقاً أنه سيصار خلاله إلى التشويش على مبادرتها، مفضّلة حصر البحث مع الجانب السعودي، بعلم الأميركيين.

وفيما كان كثيرون في لبنان ينتظرون عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت للاستماع إلى جديد السعودية، لم يُسجّل أي لقاء خاص للسفير البخاري ولم يصدر عنه أي موقف، وقال بعض النواب الذين تربطهم علاقات جيدة مع السفارة السعودية في بيروت إنهم لم يتلقوا أي إشارة إلى موقف الرياض في ضوء الحراك الفرنسي الأخير.
وبحسب مصادر معنية بالمفاوضات، فإن السعودية أبلغت الجانب الفرنسي أنها لا تضع فيتو على فرنجية، لكنها لن تخوض معركة إيصاله إلى القصر الجمهوري، وبالتالي لا ينبغي توقّع أن تبادر الرياض إلى الضغط على حلفائها في لبنان للسير في التسوية. وأضافت المصادر نفسها أن الموقفين السعودي والأميركي متطابقان لجهة عدم الدخول في لعبة الأسماء ولا حتى لعبة المواقف النهائية. وفسر متابعون هذه السياسة بأنها إشارة إلى عدم اكتمال عناصر التسوية. وأن ردود الفعل العنيفة من حلفاء الرياض ضد التسوية تشير إلى رغبتهم في أن تستخدم السعودية لإبلاغ فرنسا استحالة التسوية.

وتؤكد المصادر أن النقاش بين الفرنسي – السعودي – الأميركي حول التسوية لم يتوقف، وأن هناك الكثير من البنود التي يطرحها الطرفان الأميركي والسعودي تتعلق بمستقبل الحكم في لبنان، خصوصاً لجهة البرامج والسياسات المفترض اعتمادها من قبل الحكومة، وبما خص منح الحكومة وضعية تمنع تعطيلها من أي فريق غير راغب بالإصلاحات. وأشارت إلى أن كلام فرنجية الأخير عن أن الثلث الضامن سيظل موجوداً في الحكومة، وأن ملفات أمنية وعسكرية ومالية ونقدية لا يمكن البت بها إلا بعد تشكيل حكومة جديدة، يحمل في طياته نوعاً من الرد على المطالبات الغربية له بإعطاء ضمانات بما خص هذه الملفات منذ الآن.
وسط هذه المناخات، كانت مبادرة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لفتح قنوات حوار بين القوى السياسية المختلفة على الملف الرئاسي. وهو التقى لهذه الغاية البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس نبيه بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وسيلتقي شخصيات أخرى في الأيام القليلة المقبلة.
وقال بو صعب إنه لم يحمل مقترحاً مباشراً يتعلق بالرئاسة لمعرفته بمواقف هذه الجهات من الترشيحات، لكنه ركز على أنه في ظل التغييرات الكبيرة التي تحصل في المنطقة والتي تتجه صوب تحقيق مصالحات وتسويات بين الأطراف الكبيرة، يتوجب على اللبنانيين إيجاد طريقة لكسر القطيعة القائمة الآن بين مختلف القوى السياسية. وأثار بو صعب الأمر من زاوية أنه يتوجب على القوى السياسية كافة كسر القطيعة والبحث عن إطار للتواصل والحوار حتى ولو لم يكن هناك اتفاق على اسم رئيس الجمهورية، وقد ثبت له استمرار الرفض الكامل من جعجع وباسيل لترشيح فرنجية، مقابل تمسك ثنائي أمل وحزب الله به.

وتزامنت حركة بو صعب مع مواقف أتت بداية على لسان رعد الذي أكد أن «الحزب منفتح على التوافق ويريد الحوار للاتفاق على رئيس»، وموقف آخر لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أعلن فيه أنه «لن يتدخل بعد الآن في طرح الأسماء أو ترشيح أحد».
وقالت مصادر مواكبة إن الحراك الذي يقوم به بو صعب يأخذ في الاعتبار بعض العناصر، منها:
– زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، وتأكيده عدم حصول أي تبدل في موقف طهران بشأن الملف الرئاسي لجهة اعتباره ملفاً لبنانياً، وأن حزب الله هو الموكل اتخاذ القرار الذي يناسبه.
– زيارة الوفد القطري الذي وصل قبلَ أيام إلى بيروت للقيام بجولة على القوى السياسية. وهي الزيارة الثانية في غضون أقل من شهر، علماً أنها «لم تحمِل جديداً أو أي طرح استثنائي بشأن الملف الرئاسي»، بل هي «استكمال للزيارة الأولى الاستطلاعية»، كما قالت مصادر مطلعة، أشارت إلى أنه «ليس في جعبة الدوحة ما هو منفصل عن الموقف السعودي، أو على الأقل لم تكشف عنه بعد، لكنها تحاول تهيئة الأرضية لشيء ما، مستغلة علاقاتها المفتوحة مع كل الأطراف السياسية»، مع إشارة لافتة إلى لقاءات خاصة يعقدها الوفد القطري مع قيادة حزب الله.
– تأكيد المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل أمام من تواصل معهم الموقف الفرنسي من التسوية وفرنجية باعتباره المرشح الجدي الوحيد حتى الآن والخيار المتاح في ظل عدم قدرة الأطراف الأخرى، وتحديداً القوى المسيحية، على التوحد خلف مرشح، لكن باريس ما زالت في انتظار الموقف السعودي”.

غزة تقابل الاغتيال بالصواريخ: العدو يعدّ لرد “موسّع”

وتحت هذا العنوان كتبت الأخبار “ما إن أعلنت سلطات الاحتلال، فجر أمس، ارتقاء الأسير القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي»، خضر عدنان، شهيداً، بعد 86 يوماً من الإضراب عن الطعام، حتى تصاعدت الأحداث في الأراضي الفلسطينية، ما بين إطلاق صواريخ من قطاع غزة، وعمليات إطلاق نار في الضفة الغربية المحتلّة، وتنديد شعبي وفصائلي واسع، فضلاً عن توعُّدٍ من قِبل الحركة الأسيرة بخوض إضراب كبير عن الطعام رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري. وبالتوازي مع ذلك، تلقّت حركتا «الجهاد الإسلامي» و«حماس» اتّصالات مكثّفة من الوسطاء، طالب خلالها هؤلاء الحركتَين بعدم الردّ على جريمة الاغتيال من قطاع غزة، وتجنّب مواجهة عسكرية جديدة مع الاحتلال خلال الفترة الحالية، وفق ما علمته «الأخبار» من مصادر مطّلعة. لكنّ المقاومة ردّت بأن «جريمة اغتيال عدنان لن تمرّ من دون ردّ مناسب عليها، بهدف ردع العدو ومنعه من تكرار جرائمه ضدّ الأسرى». وبالفعل، أجرت «حماس» و«الجهاد» مشاورات حول طبيعة هذا الردّ، شملت أطرافاً في محور المقاومة، فيما علمت «الأخبار» أنه تَقرّر بنتيجة المشاورات أن يكون الردّ الأوّلي من الضفة، التي شهدت، منذ صبيحة أمس، عمليّتَين أدّتا إلى إصابة ثلاثة جنود من جيش الاحتلال، على أن تتبعه ردود من مختلف الساحات بما فيها غزة.

ولم يَطُل الوقت قبل أن يشهد القطاع سلسلة توتّرات، بدأت بإطلاق ثلاثة صواريخ من القطاع تجاه مستوطنات «الغلاف»، توازياً مع تكثيف جيش الاحتلال تحليقه في سماء غزة، وتعزيزه استعداداته لإمكانية إطلاق مزيد من الصواريخ، عبر نشر «القبة الحديدية» في منطقة «الغلاف» وفي منطقة تل أبيب الكبرى. وفي ساعات ما بعد الظهر، استهدفت مدفعية الاحتلال نقطة رصد تابعة للمقاومة شرق مدينة غزة، وذلك ردّاً على إطلاق الصواريخ، كما جاء على لسان الناطق باسم جيش العدو، الذي أوعز أيضاً إلى سكّان المناطق المتاخمة للقطاع بالبقاء في أماكن قريبة من الملاجئ. وعلى إثر هذا التطوّر، دوّت صافرات الإنذار، غير مرّة، في مستوطنات الغلاف، قبل أن تبلغ حصيلة صواريخ الأمس، حتى آخر ساعات المساء، نحو 40 صاروخاً وقذيفة، انطلقت من غزة، وسقطت في مستوطنات الغلاف، وأدّت إلى إصابة أكثر من 10 مستوطِنين، بعضهم في حال الخطر، جرّاء سقوط أحدها في مستوطنة «سديروت». وفي وقت لاحق، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة مسؤوليّتها «عن دكّ مغتصبات غلاف غزة برشقاتٍ صاروخية»، عادّةً ما قامت به «ردّاً أوّلياً على هذه الجريمة النكراء التي ستفجر ردوداً من أبناء شعبنا في كلّ الساحات وأماكن الاشتباك»، كما أكدت أن قضية الأسرى ستبقى «على رأس أولويات قيادة المقاومة في كلّ الظروف»، محذّرةً العدو من أن «تماديه في العدوان وارتكابه لأيّ جريمة أو حماقة لن يبقى من دون ردّ، وستظلّ المقاومة على أتمّ الجاهزية سيفاً ودرعاً لشعبنا في كلّ مكان». وفي المقابل، أجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تقييماً أمنياً استمر لساعات، شارك فيه المسؤولون الأمنيون، ورئيس أركان الجيش، ووزير الدفاع. وعقب انتهاء الاجتماع، تداولت وسائل الإعلام تسريبات تحدّثت حول تبنّي المستوى السياسي توصية الجيش، بتدشين حملة ردّ موسّع على صواريخ الأمس في غزة. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن عدة مصادر أمنية وسياسية تأكيدها، أن الوضع مقبل على «جولة من تبادل النيران، قد تستمرّ ليوم أو يومين». وبحسب قناة «كان»، فإن المنظومة الأمنية أعدّت نفسها لسيناريوات مختلفة، منها «إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، وعمليات إطلاق نار ودهس في الضفة الغربية والداخل». وعلى خطّ الوساطة، دخلت مصر، كما جرت العادة، في محاولة لإيقاف إطلاق الصواريخ، مقابل الإفراج عن جثمان الشهيد خضر عدنان. لكن بحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، فإن تل أبيب «رفضت بشدّة الإفراج عن الجثة».

وسبق هذه التطوّرات الميدانية سيلٌ من المواقف المندّدة باغتيال الشيخ عدنان، والمتوعّدة العدو بدفع الثمن، إذ أجرى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، اتّصالاً بالأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، زيادة النخالة، أكد فيه أن «المعركة مع العدو مفتوحة»، مضيفاً أن «الشعب الفلسطيني لا يكلّ ولا يلين ويواصل السير على طريق الجهاد والشهادة والمقاومة». ونعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، بدورها، الشهيد، معتبرةً أن «هذه الجريمة تستدعي وقفة وطنية جادّة ومسؤولة لردع الاحتلال ووقف جرائمه بحقّ الحركة الأسيرة»، داعيةً إلى «إشعال الغضب والتصعيد في وجه الاحتلال ومستوطِنيه، وفتح كلّ ساحات الاشتباك على امتداد الأرض الفلسطينية». كذلك، دعت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» إلى «المشاركة في فعّاليات الغضب في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس وفي قطاع غزة وكلّ أماكن تواجد شعبنا تنديداً بجريمة الاغتيال الجبانة»، مؤكدةً أن «شعبنا لن ينسى أسراه وتضحياتهم». وبينما جزمت حركة «فتح» أن «دماء الشهداء ستكون وقوداً لمزيد من التصدّي»، وأن «عهد الوفاء لتحرير جميع الأسرى من سجون الاحتلال سيبقى على رأس أولويات المقاومة»، نبّهت حركة «الأحرار» إلى أن «مرور الجريمة من دون موقف حازم وردّ يوازيها يشجّع الاحتلال على استهداف وتصفية رموز وقادة الشعب الفلسطيني».
من جهتها، نعت «لجان المقاومة في فلسطين»، الشهيد عدنان، حاضّةً على «تصعيد المقاومة والثورة وضرب العدو في كلّ مكان»، فيما أعلنت «لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية» الحداد العام والإضراب الشامل أمس، مشيرةً إلى أن الشيخ خضر «لم يكن يمثّل فقط حركة الجهاد الإسلامي، بل إنه يمثّل رمزاً وطنياً لكلّ الشعب الفلسطيني». وحمّلت اللجنة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتياله بشكل متعمّد ومع سبق الإصرار والترصّد، كما حمّلت «المجتمع الدولي» عبء الجريمة عبر التزامه الصمت المطبق والغريب، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق في «محكمة الجنايات الدولية» في قضية اغتياله. كذلك، حثّت «أهلنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتلّ على إشعال الأرض تحت أقدام الغزاة، وفتح جميع نقاط الاشتباك مع العدو، وتفعيل جميع أشكال المقاومة»، في حين طالبت «لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة» بـ«خطوات جادّة لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين»”.

المصدر: الصحف اللبنانية