خاص | صفقة التطبيع السعودية الصهيونية.. فرصة تاريخية أم طوق على عنق الكيان؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خاص | صفقة التطبيع السعودية الصهيونية.. فرصة تاريخية أم طوق على عنق الكيان؟

التطبيع
علي علاء الدين

لطالما اعتبر الكيان الصهيوني ان الحصول على توقيع السعودية لتكون جزءا من اتفاقات التطبيع، هو “درة تاج ابراهام”، وسيفتح آفاق جديدة وسيجلب تواقيع تجعل القضية الفلسطينية في طي النسيان، على الرغم من ان مسار “اتفاق ابراهام” الاستسلامي اظهر انها بالنسبة للشعوب لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه ولا الورق التي كتبت عليه وان فلسطين لا تزال هي بوصلة الشعوب العربية وان قضيتها لا تموت.

توقيع اتفاقية التطبيع بين البحرين والامارات والعدو الاسرائيلي
توقيع اتفاقية التطبيع بين البحرين والامارات والعدو الاسرائيلي

بعد صدور تقارير تتحدّث عن “وجود اتفاقات أوّلية حول إمكانية وضع مخطّط لاتفاقية تطبيع وسلام بين الكيان الصهيوني والسعودية”، ورغم صدور نفي رسمي اميركي واضح إلا أنّ باب النقاش حول أهمية هذا الأمر وخطورته فُتِح في الكيان، من قبل المستويات كافة.

الموقف السياسي والامني
رغم الحديث الكثير الذي يدور في اروقة السياسيين والامنيين في الكيان الصهيوني حول التقدم في ملف التطبيع مع السعودية الا ان ما يقال انه شروط سعودية لا تزال محل نقاش جدي.

التمنيات الصهيونية عبّر عنها وزير الخارجية، إيلي كوهِن (الليكود)، بقوله، “لا يوجد دخان من دون نار، أنا اعتقد أنّنا موجودون في نقطة زمنية يظهر فيها أنّ السلام بين إسرائيل والسعودية هو في متناول اليد”.

وعلّق مصدر عبري على التقارير الأميركية، وقال إنّ “إسرائيل تعمل على هذه القضية؛ ويعمل رئيس الحكومة ورئيس مجلس الأمن القومي ووزير الشؤون الاستراتيجية في هذه القضية عن كثب… لكن الأمر لم ينضج بعد”. ولفت المصدر الكبير إلى أنّه لم يُتّخذ قرار حتى الآن، بخصوص التنازلات للفلسطينيّين، مضيفاً أنّ قضية النووي المدني الذي تطالب به السعودية، يرونها في الكيان أمراً معقداً جداً، تجري حوله مداولات.

نووي سعودي 1

وأضاف مسؤولون في الكيان المحتل أنّ المطلب السعودي بالحصول على برنامج نووي مدني، يُناقش في الكيان، إلا أنّ “التفوّق النوعي لإسرائيل يجب أن يبقى”. وكشف مسؤول من الكيان المؤقت أنّ “المدى الزمني للتوصّل إلى الاتفاق الذي عرضته الإدارة الأميركية على الإسرائيليين، هو بين شهري كانون الأول وآذار (المقبلين)”.

أما من جهة المعارضة الصهيونية، أعلن زعيمها، رئيس حزب “يوجد مستقبل”، يائير لابيد، الخميس، بعد لقائه وفداً من أعضاء من الحزب الديمقراطي الأميركي في الكونغرس، معارضته أيّ اتفاق “يتضمّن تخصيب اليورانيوم في السعودية”، لأنّه يُهدّد أمن الكيان والمنطقة، وأضاف لابيد أنّه “يحظر منح السعودية كامل دائرة تخصيب اليورانيوم”.

الاعتراض العلني الذي أبداه لابيد على منح السعودية برنامجاً نووياً مدنياً، ترافق أيضاً مع اعتراض جيش الاحتلال ومسؤولين أمنيين، بسبب الخشية من سباق تسلّح نووي في المنطقة.

تقارير عبرية أشارت إلى أنّ “المؤسّسة الأمنية والعسكرية والجيش أُبعدوا في الفترة السابقة من النقاش حول الاتفاق المتبلور، وباتوا شركاء في النقاش فقط في الفترة الأخيرة”. وأضافت التقارير أنّ الموضوع النووي السعودي أثار مخاوف لدى المؤسّسة الأمنية والعسكرية، ليس لأنّ السعودية تريد مفاعلاً نووياً مدنياً، بل بسبب “دائرة الوقود الذاتي الذي تريد السعودية أن تنتجه بنفسها… وهي قدرات ذاتية يمكن أن تصبح في المستقبل قاعدة لبرنامج نووي عسكري”. لذلك فإنّ التوجُّه في المؤسّسة الأمنية والعسكرية، بحسب تقارير هو معارضة هذا الجزء في الاتفاق.

ومن الواضح أنّهم في الجيش الصهيوني يعتقدون أنّه يجب الحصول من الأميركيين على منظومات أسلحة متطوّرة من أجل الحفاظ على التفوّق النوعي للجيش الإسرائيلي، في حال تضمّن الاتفاق مع السعودية حصولها على وسائل قتالية ومنظومات أسلحة أميركية متقدّمة.

بنيامين نتنياهو

انقسام الاعلام العبري
الاعلام الصهيوني انقسم بين مؤيد ومعارض لاتفاق تطبيع صهيوني سعودي، الأولى داعمة للاتفاق، وترى فيه “فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها”، لأنّ “قيمة اتفاق السلام مع السعودية تساوي مخاطره”.

وحول الثمن الذي يُطلَب من الكيان دفعه، رأى مُعلّقون أنّه في القضية الفلسطينية، السعوديون لا يرتقبون أكثر من “وعود كاذبة”. أمّا في الجانب الأمني، وموضوع النووي السعودي، أشار مُعلّقون إلى أنّ الكيان سيبذل جهداً كبيراً جداً لمعرفة كم سيستغرق السعودية من وقت لنقل قدرتها النووية إلى قدرة ليست مدنية فقط، بل أكثر من ذلك.

وجهة النظر الثانية بدت أكثر تشاؤماً، حيث اعتبرت إنّ الطريق إلى التطبيع مع السعودية هي صعبة جدا، فبداية، هناك صعوبة إيجاد حل للطلب السعودي – النووي المدني (لأنّ الموافقة عليه ستؤدّي إلى ضرر أمني على الكيان). وثانيا هناك إستحالة تسوية الصراع بين الكيان والفلسطينيين، كما اعتبر البعض ان هناك صعوبة لتمرير الاتفاق في السعودية المحافظة، لأنّ 75 سنة من البغض لا تُمحى بيوم واحد، وأخيرا صعوبة حصول أيّ اتفاق مع السعودية على موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، كما ينص القانون الأميركي.

في الخلاصة فان مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط (حالياً)، لا تصبّ في مصالح الكيان الصهيوني الاستراتيجية، ورغم الحاجة الملحة للكيان الصهيوني للوصول الى اتفاق مع السعودية الا ان الثمن الذي يتوقع الكيان دفعه سيجعله مكبلا. فالرئيس الأميركي، جو بايدن يريد أن يقول لكل من يهمه الامر في الكيان المحتل: “سنجلب لكم السعودية، مقابل اتفاق مع إيران”. وبحسب معلقين صهاينة فان ثمن الصفقة مع السعودية، سيكون تحوُّل إيران لتكون دولة عظمى بكلّ معنى الكلمة، بينما  الطوق سيكون على عنق دولة الاحتلال، والذي سيمنعها من مهاجمة ايران  إذا أرادت.

المصدر: موقع المنار