الصحافة اليوم 25-8-2023 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 25-8-2023

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 25-8-2023 سلسلة من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.

البناء:

بوتين ينعى بريغوجين بلغة حزينة وواقعية تتجاهل اتهامات الغرب وتحليلاته لكنها تظهر سخافتها بريكس توافق على عضوية 6 دول فتتقدّم بـ 5 % عن مجموعة السبعة وتمثل 76 % من سوق الطاقة لبنان بانتظار الخيبات مع عودة لودريان… وأبوحبيب… وسلامة يتوارى… ومنصوري ينجز

البناءوتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “البناء” اللبنانية ” قدّمت الصيغة الواقعية والمؤثرة لنعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، ما يكفي لتظهير سخافة الاتهامات والتحليلات الغربية التي أرادت توجيه أصابع الاتهام لبوتين في قضية وفاة أو مقتل بريغوجين، فقد قال بوتين إن بريغوجين كان رجلاً ذا مصير صعب ولكنه كان موهوباً، واعتبر أن «فاغنر» ساهمت بشكل فعال في مكافحة النازية بأوكرانيا ولن ننسى هذا أبداً، معلناً أن لجنة التحقيق بدأت تحقيقها في حادث تحطّم الطائرة، وسنكمل التحقيق حتى النهاية، ثم تحدّث بوتين عن علاقته الشخصية مع بريغوجين فقال: عرفته منذ فترة طويلة جداً، منذ بداية التسعينيات، لقد ارتكب أخطاء، لكنه حقق نتائج ملموسة لنفسه وللقضية المشتركة، وكان رجل أعمال موهوباً ولم يعمل فقط في بلدنا، بل عمل خارج حدود بلدنا، وفي أفريقيا بشكل خاص وحقق نتائج.
في جنوب أفريقيا توصّل الحدث العالمي الكبير المتمثل بانعقاد قمة بريكس، حيث البحث بإطلاق عملة دولية منافسة للدولار الأميركي، تكون العملة البنكية لتجارة أكثر من نصف سكان العالم، من مواطني الدول الأعضاء في بريكس، إلى إعلان عن الموافقة على ضم دفعة أولى من الدول التي طلبت عضوية كاملة في مجموعة بريكس، والدول التي ستصبح الى جانب الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا كاملة العضوية في بريكس منذ أول العام المقبل، هي إيران والسعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا والأرجنتين. ومع انضمام هذه الدول يرتفع حجم بريكس في الاقتصاد العالمي بقيمة 4 تريليونات دولار، هي 1 تريليون تقريباً لكل من إيران والسعودية والأرجنتين و1 تريليون لمجموع إثيوبيا والإمارات ومصر، ما يعني انتقال بريكس إلى موقع تمثيل 36% من الاقتصاد العالمي مقابل 31% حجم مجموعة السبعة الكبار، أي بتقدّم 5% لصالح بريكس، وبالتوازي يزداد حجم بريكس في سوق الطاقة العالمي من 41 % إلى 76 %، وهذه مؤشرات هامة على حجم التوازنات الجديدة عالمياً.
لبنانياً، انتظار من باب الأمل غير الواقعي لما سينتج عن عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان تحت عنوان إطلاق الحوار الرئاسي الذي لا يبدو أنه سينعقد، وبالتوازي عودة وزير الخارجية عبد الله أبوحبيب من نيويورك، ومصير الطلب اللبناني بالتراجع عن التعديلات التي أدخلت على عمل اليونيفيل لجهة إلغاء إلزامية شراكة الجيش اللبناني معها في تحركاتها، ما تسبّب بصدامات وإشكالات مع الأهالي، حيث الإشارات المتوافرة لا تبشّر بالخير من ناحية الأخذ بالتمنيات اللبنانية، ومع انتظارات الخيبات، خبر صادم عن عجز الأجهزة الأمنية عن تبليغ الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة بمواعيد جلسات الاستجواب لعدم العثور عليه، وسط أسئلة عن المفارز الأمنية التي تتولى توفير الحراسة لسلامة، بينما الحاكم بالوكالة وسيم منصوري يواصل إنجازاته لجهة التمسك بالوضوح والشفافية في إصدار التقارير عن أموال واحتياطات مصرف لبنان، حيث كان أمس دور الذهب وجردة الموجودات.
لم تحمل المعلومات الآتية من باريس موعداً محدداً لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت، لكن تقاطعت عدة مصادر سياسية على أن لودريان سيؤجل زيارته من الأول من أيلول كما كان مقرراً إلى منتصف أيلول وربما أكثر، ولن يعود الى لبنان قبل تسلّمه إجابات النواب على رسالته وإجراء مروحة مشاورات مع اللجنة الخماسية وفق ما علمت «البناء».
وإذ كانت كتلة التنمية والتحرير أولى الكتل التي سلمت الإجابات للموفد الفرنسي، أشار مصدر نيابي في الكتلة لـ»البناء» الى أن «مواصفاتنا لرئيس الجمهورية معروفة وسبق أن حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع برنامج عمله الذي لا يمكن تنفيذه من دون حكومة متعاونة مع الرئيس ومجلس نيابي يواكب عمل الحكومة على الصعيد التشريعي». ومن المواصفات وفق المصدر أن يكون رئيساً وطنياً يملك القدرة على محاورة جميع القوى الداخلية والتواصل مع الخارج ويحافظ على السيادة الوطنية والثروة الغازية والنفطية ويحكم بموجب الدستور واتفاق الطائف ويعمل على تطبيق بنوده، ويحمي الإنجازات التي حققتها المقاومة ويعيد تصويب العلاقات مع سورية وكل الدول العربية والخليجية ويعمل على تنفيذ برنامج عمل إنقاذي للبنان من الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية وأن يبتعد عن المصالح الشخصية والسياسية ويعمل للمصلحة الوطنية ولكل اللبنانيين».
ولفت المصدر الى أننا «بانتظار ما سيحمله لودريان ومنفتحون على كافة الخيارات وسنلبي أي دعوة للحوار الوطني الثنائي أو الجماعي»، موضحاً أن «الرئيس بري كان سباقاً في الدعوة الى الحوار خلال كلمته في إحياء ذكرى الإمام موسى الصدر ورفيقيه في 31 آب الماضي لكن بصيغة مختلفة، وذلك لتفادي الشغور الرئاسي ووقف نزيف الانهيار».
وعن دعوة قوى المعارضة لرئيس المجلس بفتح جلسات ودورات متتالية للمجلس النيابي لانتخاب رئيس، أوضح المصدر أن الرئيس بري دعا إلى 13 جلسة على مدى 10 أشهر وآخر جلسة كان مقرراً أن تتبعها دورات متتالية لكن فقد النصاب، وحتى لو دعا الى أكثر من جلسة فلن يتم انتخاب رئيس من دون الحوار».
وفيما تكرر مصادر التيار عبر «البناء» بأن حزب الله لم يبد أي معارضة للامركزية المالية الموسعة لكن العقدة عند الرئيس نبيه بري، نفا المصدر في كتلة التنمية والتحرير هذا الأمر، مشيراً الى أن إقرار مثل هذه القوانين الحسّاسة لا يمكن قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
بدوره أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى اننا «نعمل بكلِّ جدٍّ وبكلِّ أولوية من أجل إنقاذ البلد وانتخاب الرئيس لتنتظم المؤسسات وننتقل من هذه الحالة المرّة التي نعيش فيها، لكنَّ بعضهم حاضرٌ لأن يحرق البلد بالفتنة والتعطيل والكذب والتضليل والإعاقة من أجل أن يحكم وليست له قدرة لأن يحكم بحسب القواعد الموجودة في البلد، لأنَّ المجلس النيابي هو مَن يختار الرئيس وليس لديهم العدد الكافي ليختاروا الرئيس ومع ذلك يعملون من أجل التشويش والتعطيل بكل الوسائل».
وخلال كلمة له في احتفال تكريم المتفوّقين الأوائل على لبنان في الشهادة الثانوية العامة من مدارس المصطفى (ص)، قال: «أمامنا اليوم إنجازٌ كبير بأنَّ الحفَّارة بدأت باستخراج النفط، لكن تذكرون منذ اللحظة الأولى عندما بدأ مشروع تثبيت الترسيم بحسب الحدود التي قالت عنها الدولة اللبنانية، بدأوا يصرخون لا ترسِّموا فحدُدونا تصلُ إلى الآفاق، من أجل أن يعطِّلوا هذا الإنجاز ولكنَّه حصل، حصلَ ببركة تعاون الدولة مع المقاومة والتلاحم الذي حصل بينهما وبسبب خوف «إسرائيل» من خوضِ حربٍ كان يمكن أن تكون لو أرادت استخراج النفط من حقل كاريش دون أن ترسِّم الحدود البحرية اللبنانية ودون أن تسمح للبنان أن يستخرج نفطه وغازه. هذا إنجاز عظيم حاولوا تشويهه بعناوين مختلفة، فقالوا أولاً إنَّ الحفارة لن تبدأ بالحفر وها هي بدأت، اليوم يقولون بأنَّ المال الذي سينتج سيسرقونه، فهل أنتم عرَّافون؟ كم مرَّة قلتم إنَّ هذا لن يحصل وحصل؟ قلتم لن يحصل الترسيم وحصل، قلتم لن يحصل الحفر وحصل. من الذي امتنع عن إقرار الصندوق السياديّ الذي يُحدد وينظِّم كيفية استثمار هذه الأموال للأجيال القادمة وللتنمية، ألستم أنتم؟ هؤلاء يتحدّثون بتشاؤم ونحن نتحدّث دائماً بأمل وثقة».
وأضاف قاسم: يسأل البعض هل من الممكن أن يستمر التنقيب؟ ومن يتجرأ على منع التنقيب سواء من «إسرائيل» أو غيرها؟ اطمأنوا ما دامت المقاومة في لُحْمة حقيقية في ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة وحاضرة وجاهزة، فالردُّ قادم والنفط سيخرج وسيتثمره لبنان بإذن الله تعالى».
واستدعت مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل درود أفعال من قوى سياسية، وإذ أبدت مصادر التنمية والتحرير عبر «البناء» استغرابها الشديد لمواقف باسيل الهجوميّة ضد ما يسميها المنظومة، وهو يحاول التنصل والتبرؤ من هذه المنظومة التي كان شريكاً فيها في العهد الماضي وفي الحكومات السابقة.
كما اندلع سجال بين القوات اللبنانية والتيار، إذ ردّ نائب القوات بيار بو عاصي، على باسيل بالقول: «صرّح جبران باسيل قائلاً: اتركونا نبني معمل الكهرباء، ومحطّة الغاز وسد المياه. جبران، كنّا في الحكومة نفسها، وجُلّ ما حاولت القيام به هو استئجار بواخر جديدة. أتحدّاك أن تعود لمحاضر الجلسات، كفى كذباً». وردّ عضو تكتل «لبنان القوي النائب سيزار أبي خليل، على حسابه عبر منصة «إكس» فقال: «كنا سوا في حكومة عملت مراسيم النفط، وقّعت عقود يتم الاحتفال بنتائجها اليوم أناس كانوا ضدها، دشّنت معملين كهرباء و3 سدود وعملت قانون انتخاب رجّع صحة التمثيل». وأضاف «بعرف ما بتعصى عليك، لكن من الممكن أن تركيزك كان يصبّ على تخريب خطة عودة النازحين السوريين وكانت أولويتك تنفيذ إرادة المفوضية العليا للاجئين، كرمال هيك ما بتتذكر!».
وعشية المؤتمر الصحافي الذي يعقده حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري اليوم، نشر مصرف لبنان في بيان، خلاصة تقرير التدقيق بمخزون الذهب لديه و»التي تؤكد أنه مطابق للكميّات الموثّقة في بيانات المالية». وأعلن أنه بناءً على تواصل حاكم مصرف لبنان بالإنابة مع شركة التدقيق العالمية ALS Inspection UK Ltd التي تم تكليفها من قبل شركة KPMG بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، حصل مصرف لبنان بتاريخ 24 آب، على الموافقة بنشر خلاصة تقرير التدقيق بمخزون الذهب لديه. وعليه، نشر المصرف المركزي الخلاصة المذكورة مع ترجمتها إلى اللغة العربية والتي تؤكد أن مخزون الذهب الموجود في خزائن المصرف المركزي هو مطابق للكميات الموثقة في بيانات المالية.
وتقدّم عدد من نواب القوات اللبنانية بـ»إخبار الى النيابة العامة التمييزية حول تقرير شركة «الفاريز ومارسال» بشأن التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان». كما قدموا إخباراً الى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمنشأة بالقانون رقم 175/2020 حول تقرير شركة «الفاريز ومارسال».
على صعيد موازٍ، «الهيئة الاتهاميّة في بيروت تسلّمت جوابًا من القوى الأمنية، بتعذُّر تبليغ الحاكم السّابق لمصرف لبنان رياض سلامة، لعدم العثور عليه في ثلاثة عناوين هي الصفرا والرابية ومنتجع «البورتيميليو»؛ والهيئة ستعقد جلسةً الثّلثاء المقبل».
وتساءلت مصادر سياسية عن حقيقة اختفاء سلامة في ظروف غامضة أم هناك ضغوط سياسيّة على الأجهزة الأمنية لعدم تبليغ سلامة بالحضور الى جلسات التحقيق؟ مشيرة لـ»البناء» الى أن «عدم حضور سلامة الى التحقيقات سيعيق المسار القضائي بملف التدقيق الجنائي لكون سلامة هو المتهم الأول بقضايا الفساد وتهريب الأموال التي ذكرها التقرير».
على صعيد آخر يتحضّر لبنان لمعركة ديبلوماسية في نيويورك للتجديد لقوات اليونفيل مع إلغاء التعديل الذي دسّ العام الماضي يتعلق بتوسيع صلاحيات اليونفيل، وسط غموض يلفّ سفر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الى الأمم المتحدة للمشاركة في المفاوضات، في ظل الحديث عن ضغوط أميركية أثنته عن القيام بهذه الزيارة.
وأكدت أوساط سياسيّة في فريق المقاومة «التمسك بوجود قوات اليونفيل ودورها في حفظ الأمن والاستقرار الجنوب بالتعاون مع الجيش اللبناني»، مشيرة الى ضرورة إلغاء الفقرة المتعلقة بتوسيع صلاحيات القوات الدولية كي لا نزجّ اليونفيل في أي اشكالات مع الأهالي بما يصبّ بصالح العدو الاسرائيلي»، موضحة أن «دور اليونفيل في الجنوب لا يعني إلغاء دور سلاح المقاومة الذي فرض توازن الردع مع العدو وبالتالي أي استراتيجية دفاعية يجب أن تنطلق من وظيفة ودور المقاومة والسلاح ليتكامل مع الجيش وليس إلغاء دور هذا السلاح».
على صعيد آخر، توالت المواقف والتغريدات المعزية باستشهاد طيارين في الجيش اللبناني بسقوط مروحيتهما أمس الأول، فأجرى الرئيس بري اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جوزيف عون معزياً بالطيارين الشهيدين، ومتمنياً للرتيب الجريح الشفاء العاجل. كما زار وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، قائد الجيش في مكتبه في اليرزة، حيث قدّم له التعازي بالضابطين الشهيدين. وأجرى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش معزياً.
كما أجرى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا اتّصالاً بقائد الجيش العماد جوزف عون مقدّمًا باسم حزب الله التعازي الى قيادة الجيش وذوي الشهيدين الضابطين اللذين استشهدا إثر تحطّم طوّافتهما العسكريّة. كما تمنّى للعسكري الجريح الشفاء العاجل.
وعمّ الحزن لبنان على شهيدي الجيش النقيب الطيار جوزف حنا والملازم أول الطيار ريشار صعب، اللذين قضيا في حادث تحطّم طوافة عسكرية خلال تنفيذ طيران تدريبي في منطقة حمانا، وما زالت أسباب سقوطها غير مؤكدة تتراوح بين عطل تقنيّ أو سوء رؤية أدّى الى اصطدامها بالأشجار”.

الأخبار:

جنبلاط: لا بدّ من التسوية | علينا الجلوس مع السيد نصر الله من أجل انتخاب الرئيس.. ومستقبل لبنان  

جريدة الاخباروتحت هذا العنوان صحيفة الاخبار اللبنانية “وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً، والوزير سابقاً، والنائب سابقاً، مراقب ومتفرج. ذلك ما يريده الآن ويفعل. كل ما كان عنده صار عند وارثه في زعامة المختارة والطائفة والسياسة نجله تيمور. مؤدى ذلك أنه في ما يشبه تقاعداً سياسياً في بيت لم يعرف مرة التقاعد، ولم يُعرَف مرة أن أحداً فيه كان متفرّجاً او مراقباً. في السلم كما في الحرب

أكثر من مرة جُرِّبت الثنائية في المختارة في المئة سنة الأخيرة. كانت قد جُرِّبت أيضاً قبلاً في القرن التاسع في تاريخ البيت والقصر. الأمّ نظيرة في الزعامة والصهر حكمت في النيابة، ثم من بعد نظيرة والابن كمال. لم يعرف في أيّ منهما أحد بينهما متفرج. بل دَوران مختلفان. ثالثة المرات الآن بين وليد جنبلاط ونجله تيمور، الذي صار يجمع كل المواقع والأدوار، بينما يكتفي الأب بدور المراقب. ما حصل تدريجاً بين عامَي 2018 و2023، في النيابة وترؤس الكتلة النيابية وترؤس الحزب، كان ثمّة نظير قديم له: الجدّ كمال تدرّج بدوره نائباً، ثم وزيراً ،ثم مؤسس الحزب فرئيس الكتلة النيابية لاحقاً، وأخيراً زعيم الدار والعائلة والطائفة. آخر الصفات هي الأصل الذي يعلو ما عداه. ثمّة شبه آخر مهم بين الجدّ والحفيد، هو انتقال زعامة المختارة والطائفة على الحياة، ما لم يخبره وليد جنبلاط ولم تخبره من قبل جدّته التي فاجأها مقتل زوجها فؤاد عام 1921، فيما ابنها كمال في الرابعة من عمره فقط. اليوم، شؤون المختارة كلها كما الطائفة والحزب تدور من حول تيمور: «لا أعرف ماذا أخذ مني؟ فيه جوانب تختلف. لكن عليه أن يكمل. الآن يشق طريقه. مع التسوية والحوار، ويتواصل مع الأطراف وخصوصاً مع الرئيس نبيه برّي».

ليست وحدها حقائق الزمن والعمر والأجيال يسلّم بها جنبلاط الأب، بل أيضاً «التغيير الذي يدقّ الأبواب. يحاول تيمور أن يستقطب بنَفَس جديد. وصلنا جميعاً الى أفق مسدود. آن أوان جيل آخر سوانا. في الانتخابات النيابية الأخيرة، كانت الدلالات واضحة ومعبّرة. هناك مَن لم يقترع لنا. حصل تمرّد عليّ من بعض القاعدة، إضافة الى تذاكي بعض مسؤولي الحزب. طالبوا بالتغيير. رفضت تغيير أكرم شهيب ومروان حمادة الذي نجح بصعوبة في الشوف. كان لدينا في عاليه فائض في الأصوات، إلا أن بضعة آلاف صوّتوا لمارك ضو. أنا لم أعطه أيّ صوت. أخذ أصوات التمرّد».
عندما يتحدث وليد جنبلاط عن كتاب سيرته بالفرنسية، يصدر الصيف المقبل عن دار «Stock»، أعدّه صحافي فرنسي يتناول فيه محاور ومحطات سياسية في حياته، تشبه كتاب والده الراحل «Pour le Liban»، فذلك يعني أنه باشر مرحلة الابتعاد عن السياسة المباشرة. أخيراً كان في رحلة الى صقلية لبضعة أيام، زار في خلالها صديقة قديمة لوالدته مي، تملك قصراً عمره 400 سنة ذكّره بعمر قصر المختارة. في أثناء سفره، وقعت حادثة الكحالة. من هناك اتّصل بالرئيس نبيه بري وبوفيق صفا للتهدئة وتفادي الأسوأ. حادثة الكحالة أرجعت إليه ما عايشه عام 1970 عندما كان والده وزيراً للداخلية ووقع الاصطدام آنذاك بين المقاومة الفلسطينية ومسلّحين «اكتشف كمال جنبلاط بحسب ما كشفه في مجلس النواب بالصور أن الشعبة الثانية وراءه بتشغيلها مسلحين افتعلوا الحادث». على أنه أطرى «أداء الجيش في الكحالة. لم نكن في حاجة الى ما حدث، ولم نكن في حاجة الى الذريعة التي هي شاحنة السلاح».

عندما يتحدث عن مأزق الاستحقاق الرئاسي، يتمسك بوجهة نظر ينقسم الأفرقاء من حولها، هي التسوية التي يقرأها كلٌّ على طريقته. يلاحظ أن «أحداً لا يريد اليوم التسوية، لكنها أكثر ما نحتاج إليه. تسوية لمصلحة البلد وليس لمصلحة أيّ من الأطراف في هذا الفريق أو ذاك. يُفترض أن يعرف هؤلاء أن المعادلات الخارجية لا تنفع. نعوّل على الدعم الخارجي لا على انتظار القرار من الخارج. التباين واضح لدى الدول الخمس التي تتولى الاهتمام بالانتخابات الرئاسية. الواضح أنهم الآن غير مستعجلين. عندما وجّه جان إيف لودريان سؤالَيْه الى النواب، فلأنه متيقّن من أن تفاهمات الدول الخمس لم تنضج بعد. في المقابل، ردود فعل السلبية لبعض الأفرقاء على السؤالين تشير الى لامبالاتهم. كأن لا أحد يستعجل انتخاب الرئيس».

لا يوافق جنبلاط على رهان البعض أن صدمة ما أو حادثاً كبيراً سيرغم الأفرقاء على الذهاب الى التسوية أو الى انتخاب الرئيس: «لا أريد أن أستنتج أن من المتعذّر انتخاب الرئيس على البارد. ليس ضرورياً من أجل الوصول إليه اندلاع حرب أو إهدار دم. محطات كثيرة بعد اتفاق الطائف أمكن انتخاب الرئيس بتسويات. إلياس الهراوي ثم إميل لحود انتخبا بتسوية مغطاة بتفويض لسوريا حينذاك. ميشال عون انتخب بتسوية داخلية، وكذلك قبله ميشال سليمان. لا نحتاج الى أمر عمليات دموي لانتخاب الرئيس، يمكن أن يحصل سلمياً. بعض الأفرقاء في الداخل لا يريدون استيعاب هذه الحقيقة أو تصديقها. لا أفهم مبررات بعض الأفرقاء المسيحيين في رفض الحوار. لا بديل من الجلوس الى طاولة الحوار. نجلس ونتحدث، ونرى بعد ذلك ماذا يحصل. صحيح أن حزب الله رشّح سليمان فرنجية ويتمسك به، لكن في الإمكان الوصول معه الى حلّ وسط إذا جلسنا وتحاورنا، لا الرفض المسبق الذي يضاعف في المأزق ولا يحلّه. يمكن محاورته على اسم آخر. يجب أن نجلس مع السيد حسن نصر الله ليس من أجل انتخاب الرئيس فقط، بل أيضاً من أجل مستقبل لبنان».

يُعرب عن قلقه من «المجهول الذي تساق إليه انتخابات الرئاسة. قد لا نعرف كيف نخرج منه. لا أحد في الخارج جاهز لأن يفرض الحل كما حدث في الماضي. لا وجود لسوريا كي تفرض الحل بمفردها كعام 1990 أو بمؤازرة العرب كعام 1976. مع أنني لا أفهم سبب تخلّي العرب عن لبنان وانكفائهم عنه، لكن ما يصعب تقبّله الاستنتاج أن لا قدرة للبنانيين على الإمساك ببلدهم. هذا المنطق يعيدنا الى الماضي، الى مرحلة المتصرّفية. حينذاك فرض العثمانيون والدول الأوروبية الست تسوية تجسّدت بمجلس الإدارة قبل أن ينهار كل شيء في ما بعد منذ عام 1909 مع صعود تركيا الفتاة وجمعية الاتحاد والترقّي وسقوط عبد الحميد الثاني وإعلان الدستور العثماني. الضمانات الخارجية غير كافية ولا ديمومة لها. العودة الى حلول كتلك صارت في الماضي»”.

لبنان يبدأ رحلة كأس العالم: العين على بطاقة أولمبيّة

وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “تنطلق اليوم رحلة كأس العالم لكرة السلة. ثلاثة منتخبات تحمل آمال العرب في التظاهرة السلّوية الأبرز هي لبنان والأردن ومصر. منتخبات هدفها واحد وهو محاولة خطف البطاقة الأولمبية للظهور في باريس 2024. المواجهة مختلفة في المونديال في ظل وجود منتخب «السحرة» الأميركي ولو بنجوم الصف الثاني، إضافة إلى إسبانيا القوية، وغيرها من منتخبات المدرسة الأوروبية التكتيكية. تنطلق المنافسات اليوم، والجماهير تترقب مشاهدة مباريات مميزة، فيما عشاق اللعبة في لبنان سعداء بعودة منتخبهم إلى مكانه الصحيح

بعد 12 عاماً على الغياب، يعود منتخب لبنان لكرة السلة اليوم إلى نهائيات كأس العالم للعبة التي تستضيفها اليابان والفليبين وإندونيسيا. عودة انتظرها عشاق اللعبة طويلاً، بعد أن كانت أندية ومنتخبات لبنان رقماً صعباً في آسيا لفترة طويلة، بتحقيقها ألقاباً عدّة على مستوى الرجال والسيدات.

سيلعب المنتخب منافسات دور المجموعات في العاصمة الإندونيسيّة جاكارتا، إذ أوقعته القرعة في المجموعة الثامنة الأصعب، إلى جانب كل من كندا وفرنسا المرشحتين بقوّة للفوز باللقب العالمي، كما لاتفيا التي تملك لاعبين مميزين. وسيواجه لبنان المنتخب اللاتفي اليوم الساعة 12:15 بتوقيت بيروت، على أن يلعب مع كندا يوم الأحد الساعة 12:45، قبل أن يواجه فرنسا في آخر مباريات دور المجموعات يوم الثلاثاء الساعة 12:45 بتوقيت بيروت أيضاً.
لاعبو المنتخب وجهازه الفني يدخلون إلى المونديال بمعنويات عالية بعد النتائج المميزة التي حُققت خلال السنوات القريبة الماضية تحت قيادة المدرب جاد الحاج. فمنذ تشرين الثاني عام 2021 حتى شباط 2023 فاز المنتخب في 9 من أصل 12 مباراة ضمن التصفيات الموندياليّة، وخلال هذه الفترة أيضاً حقق نتائج مميزة، بعد رفع لقب البطولة العربيّة للمرة الأولى في تاريخه خلال شباط 2022 على الأراضي الإماراتية. ويمتلك المنتخب ذكريات جميلة في جاكارتا، بحلوله ثانياً في بطولة آسيا الأخيرة للمنتخبات (تموز 2022)، حين فاز على الفليبين ونيوزيلندا والهند، إضافة إلى الصين في ربع النهائي والأردن في المربع الذهبي. قبل أن يخسر النهائي بصعوبة كبيرة أمام العملاق الأسترالي بفارق نقطتين (75 ـ 73).

المعنويات العالية وتراكم الإنجازات يعطي لبنان دفعاً كبيراً في المونديال السلّوي رغم صعوبة المجموعة. والأكيد أن المدرب جاد الحاج سيعتمد على أسلوبه المعتاد وهو الدفاع القوي، إضافة إلى السرعة بالانتقال نحو الهجوم. الاعتماد سيكون على وائل عرقجي الذي أظهر مستوى عالياً جدّاً خلال المباريات التحضيرية التسع التي خاضها المنتخب، إلى جانب القائد ـ لاعب الارتكاز ـ علي حيدر، الذي أثبت حضوره في المناسبات الكبيرة دائماً. وسيدعم حيدر كلّاً من كريم عز الدين وهايك غيوكوجيان، مع حضور اللاعب المجنس أومري سبيلمان الذي من المتوقع أن يكون قد استعاد لياقته البدنية، حيث ظهر بوزن زائد خلال بداية التحضيرات. تشكيلة شبه مكتملة، سيقدم لها الإضافة كل من سيرجيو الدرويش وكريم زينون، كما علي منصور ومارك خوري وجاد خليل وعلي مزهر. وليس واضحاً إذا ما كان المخضرم أمير سعود سيشارك في المباراة الأولى اليوم بعد تعرضه لإصابة خلال التحضيرات.

وحول المواجهات يؤكد مدرب نادي الرياضي ـ بيروت لكرة السلة ـ والفائز ببطولة آسيا للأندية ـ أحمد فران في حديث مع «الأخبار» أن: «المنتخب لديه مواهب مميزة، وهو يضم مجموعة متجانسة، ولكن بطولة العالم شيء مختلف عن بطولة آسيا». ويضيف: «حظوظ لبنان صعبة إذ إن القرعة لم تخدم المنتخب وأوقعته في أصعب مجموعة، لذلك على اللاعبين أن يقدموا كل شيء لديهم من أجل الخروج بأفضل نتيجة ممكنة». ويعتبر فران أن الواقعية يجب أن تكون حاضرة لذلك يجب أن يكون «هدف اللاعبين والجهاز الفني والاتحاد هو خطف بطاقة أولمبية عن آسيا، عبر السعي لتحقيق أفضل مركز بين منتخبات آسيا ضمن كأس العالم».
وانطلاقاً من هنا، فإن المنتخب سيكون مطالباً بلعب كل مباراة على حدة، محاولاً خطف فوز لتحصيل مركز ثالث في المجموعة. وبحسب المدرب أحمد فران فإن حظوظ الصين التي جاءت في المجموعة إلى جانب بورتوريكو وصربيا وجنوب السودان «مقبولة من أجل بلوغ الدور الثاني، وبالتالي خطف البطاقة الأولمبية، مع وجود حظوظ للفليبين أيضاً لإنهاء مجموعتها ثالثة (تضم المجموعة أيضاً أنغولا الدومينيكان وإيطاليا) والاقتراب من خطف البطاقة الأولمبية».
إذا هدف العرب والآسيويين والأفارقة هو حجز بطاقة أولمبية في باريس 2024، في وقت تبقى كرة السلة الأوروبية وفي الأميركيتين متطورة بشكل أكبر نتيجة عوامل عدّة منها طول وحجم اللاعبين، إضافة إلى التأسيس السليم من سن صغيرة.

مشاركات تاريخيّة

سبق للمنتخب اللبناني أن تأهل إلى النهائيات العالمية مرتين عبر التصفيات، عامَي 2002 في إنديانابوليس الأميركية، و2006 في اليابان عندما فاز على فرنسا وفنزويلا بعد سفره تحت القصف جراء «عدوان تموز»، كما شارك في مونديال تركيا 2010 ببطاقة دعوة وحقق فوزاً لافتاً على كندا. التاريخ يقول إن كل شيء ممكن، إذ إنهم في المشاركة الأولى، خسر اللبنانيون مبارياتهم الثلاث أمام البرازيل (102 ـ 73)، ثم بورتوريكو (99 ـ 77) وأخيراً أمام تركيا (107 ـ 80). ولكن المشاركة الثانية في اليابان كانت أفضل حين فاز لبنان على فنزويلا (82 ـ 72) وعلى فرنسا (74 ـ 73)، لكنه خسر من صربيا (104 ـ 57) والأرجنتين (107 ـ 72) ثم من نيجيريا (95 ـ 72) ليودع من الدور الأول. وفي تركيا 2010، فاز على كندا بنتيجة (81 ـ 71)، قبل أن يخسر أمام فرنسا (86 ـ 59) وبعدها نيوزيلندا (108 ـ 76) ثم أمام إسبانيا (91 ـ 57) وأخيرا ليتوانيا (84 ـ 66).

الأردن جاهز لإسقاط نيوزيلاندا

وقع المنتخب الأردني في المجموعة الثالثة إلى جانب كل من أميركا واليونان ونيوزيلاندا. مجموعة صعبة على الورق، إلا أن «النشامى» تحضروا بشكل رائع لمشاركتهم الثالثة في كأس العالم، وخاضوا العديد من المباريات خلال معسكرات في اليونان وليتوانيا وكندا والبرتغال. ويعوّل الأردن على لاعب ارتكازه المحترف في تركيا أحمد الدويري، إضافة إلى صاحب الخبرة الكبيرة زيد عباس (لعب مونديالي 2010 و2019)، مع مجنس أكثر من رائع هو رونداي هوليس جيفرسون (يلعب في مركز الجناح) الذي اختاره المدرب وسام الصوص، بعد أن سبق له واحترف في الدوري الأميركي مع أندية بروكلين نتس، وتورنتو رابتورز، وبورتلاند بلايزرز، ولعب معها 305 مباريات بين عامَي 2015 و 2021. ويمكن للمنتخب الأردني أن ينهي دور المجموعات في المركز الثالث ويعزز حظوظه بخطف البطاقة الأولمبية في حال فاز على نيوزيلاندا.

منتخب مصري شاب

المنتخب العربي ـ الأفريقي الوحيد الحاضر في المونديال السلّوي هو مصر. وقع «الفراعنة» في المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً المكسيك وليتوانيا ومونتينيغرو. على الورق يمتلك المنتخب المصري أسماء مميزة، وهم قادرون على تجاوز المكسيك إذا قدموا كل شيء لديهم. المنتخب المصري يعود بعد غياب 9 سنوات عن المونديال (احتل المركز 24 على العالم في نسخة 2014) تحت قيادة المدرب الكندي روي رانا، والأمر الجيد أن التشكيلة شابة وجاهزة بدنياً، وما ينقصها هو قليل من الخبرة. وما يمكن أن يؤثر على «الفراعنة» هو عدم القيام بالتجهيز المطلوب بسبب مشكلات داخل الاتحاد المصري لكرة السلة، وبالتالي على اللاعبين مسؤولية كبيرة للظهور بشكل جيد، ومنافسة جنوب السودان وأنغولا وساحل العاج على البطاقة الأولمبية”.

المصدر: الصحف اللبنانية