خاص | بايدن نتنياهو.. لقاء بارد بعد طول انتظار – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خاص | بايدن نتنياهو.. لقاء بارد بعد طول انتظار

بايدن نتنياهو لقاء
علي علاء الدين

في سياق قراءة دلالات وأجواء لقاء نتنياهو – بايدن، في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، توقّف الإعلام العبري عند حيثيات وشكليات هذا اللقاء الذي طال انتظاره من الجانب الصهيوني، حيث شدّدت وسائل إعلام عبرية، بأنّ الاجتماع أتى بعد تسعة أشهر، للمرّة الأولى، منذ عودة نتنياهو إلى السلطة.

ورأى إعلاميون أنّ من الدلالات السلبية التي تمخّضت عن شكليات اللقاء، أنّه عُقد في فندق، وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وليس في “البيت الأبيض” كما هو مألوف، هذا فضلاً عن أنّ الاجتماع تأخر لمدة 20 دقيقة، انتظر فيها نتنياهو وفريقه في الفندق، كما أنّ أمد الاجتماع كان محدوداً (ساعة).

وبحسب مُعطيات عرضها الاعلام العبري فقد تبيّن أنّ هذه أطول فترة زمنية بين تولّي رئيس وزراء صهيوني منصبه، ولقائه مع رئيس الولايات المتحدة، منذ اللقاء بين رئيس الوزراء ليفي أشكول والرئيس ريتشارد نيكسون في عام 1964، حيث انتظر أشكول 341 يوماً للقاء نيكسون، بينما انتظر نتنياهو 265 يوماً للقاء بايدن. كلّ هذه الأمور دفعت مُعلّقين إلى الحديث عن “لقاء بارد، ذلك خلافاً لما أشار إليه مصدر عبري كبير، بأنّ الاجتماع كان “حاراً وودياً”، وهو الأمر الذي ظهر نقيضه في اللقاء المُغطّى إعلامياً، بحسب مُعلّقين. يذكر أنّ الاجتماع العلني المُغطى إعلامياً، مع حضور الفريقين المرافقين، تلاه اجتماع مُغلق بين نتنياهو وبايدن.

وبالنسبة لنتنياهو، لم يكن ما جرى خارج الفندق على نحو أفضل ممّا حصل في داخله، حيث استُقبِل أمام الفندق- كما وُدِع في الكيان الصهيوني بهتافات مندّدة بخطته القضائية وسياساته الحكومية، من جانب متظاهرين معارضين للخطة القضائية.

لقاء بايدن نتنياهو

ايران والسعودية
في نظرة إجمالية إلى مضمون اللقاء يمكن تلمُّس وجود مواضيع مركزية وأُخرى هامشية، حيث تركّزت الأولى على ملفي النووي الإيراني، والتطبيع مع السعودية في إطار الصفقة الثلاثية الشاملة (أميركية – صهيونية – سعودية)، فيما أُقصي الملف الفلسطيني وملف التحفّظات الأميركية على الخطة القضائية لحكومة نتنياهو إلى الهامش.

وأشار نتنياهو في تصريحاته أمام الرئيس بايدن إلى أنّه يُقدّر التزام الأخير “بمنع إيران من الحصول على قدرات الأسلحة النووية”، مؤكّداً في الوقت عينه على استراتيجيته المعهودة لمواجهة إيران نووية، والمتمثلة بـ “تهديد عسكري حقيقي، وعقوبات شالّة، ودعم الإيرانيين الشجعان الذين يمقتون النظام الإيراني”.

وعلى الرغم من إعادة تأكيد نتنياهو على استراتيجيته لمواجهة النووي الإيراني، إلا أن مُعلّقين لاحظوا أنّ الأخير كبح انتقاداته للإدارة الأميركية في هذا الشأن، من أجل تخفيف حدّة التوتّر معها والتركيز على ملف التطبيع مع السعودية، الذي يمثّل مصلحة سياسية وشخصية لكِلا الطرفين. وفي الشأن النووي الإيراني، أشار مُعلّقون إلى أنّ الخلافات بين نتنياهو وبايدن، بقيت على حالها، حيث أنّ نتنياهو “غير مرتاح” من السياسة الأميركية في هذا الملف.

ويبدو أنّ الملف الأكثر سخونة على جدول الأعمال كان ملف التطبيع، وهو الأمر الذي يحتاج الطرفان إليه، حيث توجد لكِلا الزعيمين مصلحة سياسية وحزبية للوصول إلى اتفاق مع السعودية، ولذلك حاول الرئيس بايدن داخل الغرفة المُغلقة بأن يحصل من نتنياهو على الحدود التي يستطيع السير بها في الموضوع الفلسطيني من الناحية السياسية والائتلافية.

ويخشى نتنياهو من مستلزمات وتبعات التطبيع مع السعودية، الذي سيفرض على “إسرائيل” دفع أثمان في أكثر من ساحة ومجال: أهمّها الساحة الفلسطينية حيث يَتوقع نتنياهو أزمة مع الأحزاب القومية والدينية المتطرّفة في الائتلاف التي ترفض تقديم أيّ “تنازلات” أو “بوادر حسن نيّة” تجاه الجانب الفلسطيني.

وفيما خصّ موضوع “الخطة القضائية”، فقد أشار مُعلّقون إلى أنّ نتنياهو قال لبايدن إنّه يحاول التوصّل إلى إجماع مع المعارضة في هذا الشأن. ووفقاً لمصدر سياسي إسرائيلي كبير فإنّ موضوع التعديلات القضائية كان هامشياً في الاجتماع، وأنّ غالبيته تناولت طرق دفع التطبيع مع السعودية وأنّ كِلا الزعيمين اتفقا على مواصلة عمل فريقهما في هذا الموضوع.

نتنياهو

تحفظات عسكرية داخلية
ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر عبرية مطّلعة أنّ القلق العميق في المؤسّسة الأمنية والعسكرية ينبع من حقيقة أنّه حتى الآن لم يتمّ عرض، على المؤسّسة الأمنية، التقدُّم في المحادثات بشأن الصفقة الثلاثية، التي تتضمّن مطلب بإقامة برنامج نووي مدني، يشتمل على دورة تخصيب يورانيوم كاملة على الأراضي السعودية.

وتخشى المؤسّسة الأمنية من أن يتحوّل هذا البرنامج النووي المدني إلى برنامج نووي عسكري في المستقبل، ممّا يشجّع الدول الأخرى في المنطقة على إنشاء برامجها النووية الخاصّة.

وذكر مُعلّقون أنّ وزير الحرب الصهيوني، يوآف غالانت، اجتمع، قبل نحو أسبوعين في نيويورك، مع كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، وقدّم له قائمة من الأسئلة التي أعدّها الجيش الصهيوني ووزارة الحرب، فيما يتعلّق بالبرنامج النووي السعودي. وأضاف المُعلّقون أنّه حتى الآن لم تتلقَ المؤسّسة الأمنية أجوبة على هذه الأسئلة، لا من الجانب الأميركي، ولا من المسؤولين في الجانب الإسرائيلي. وذكرت تقارير عبرية مختلفة أنّ نتنياهو ضمّ لاحقاً رئيس الموساد دافيد برنياع إلى اللقاء مع الرئيس بايدن.

وقال مسؤول صهيوني أمني “تقديرنا هو أنّه سيكون هناك اتفاق تطبيع مع السعودية في غضون ستّة أشهر. فلا يمكنك أن تأتي إلى الناس، في بلد مثل السعودية، وتقول لهم فجأة: هناك سلام مع إسرائيل”.

وفي أعقاب لقاء رئيس نتنياهو بايدن، وتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن التقدُّم في اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبعد تقارير أميركية تحدّثت عن أنّ نتنياهو يدرس السماح ببرنامج نووي سعودي مقابل التطبيع معها، أعرب أعضاء كنيست من المعارضة عن قلقهم من ذلك، وطالبوا بانعقاد لجنة الخارجية والأمن لبحث الاتفاق.

المصدر: موقع المنار