الصحافة اليوم 4-4-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 4-4-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 4-4-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

جريدة الاخبارإسرائيل مستنفرة: مراوحة «العاجز»

ترقّب إسرائيلي للردّ الإيراني |

غانتس يبدأ «انقلابه»: لانتخابات في أيلول

تترقّب إسرائيل، بقيادتيها السياسية والأمنية، الردّ الإيراني، الذي يبدو أن هنالك إجماعاً في إسرائيل، وفي دول المنطقة والعالم، على أنه واقع لا محالة، مع اختلافات في تقدير شكله ومداه، وما سيؤدّي إليه.

وعلى أي حال، فإن إسرائيل تتجهّز لتلقّي الردّ؛ إذ إنها تدرك – بحسب الخبير العسكري ألون بن دافيد – أن «الإيرانيين أكثر إصراراً هذه المرة مما كانوا عليه في المرات السابقة على الردّ بشكل كبير على عملية الاغتيال في دمشق». وأشار بن دافيد إلى «استعدادات في سلاح الجو لإطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية».

وبناءً على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه قد «تقرّر استدعاء جنود الاحتياط في سلاح الدفاع الجوي في إطار تقييم للوضع الأمني». كما كشف موقع «واللا» العبري أن «السلطات المحلّية في غوش دان (الوسط) تدرس فتح الملاجئ العامة».

وفي السياق نفسه، نقلت قناة «كان» العبرية عن مصادر سياسية، قولها إن «الأيّام المقبلة ستكون متوتّرة للغاية، مع اقتراب نهاية شهر رمضان وعملية الاغتيال في دمشق المنسوبة إلى إسرائيل»، مضيفة أن هنالك «استعدادات عالية في إسرائيل والعالم لاحتمالية قيام إيران بشن ردّ انتقامي».

وفي المقابل، أكّد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، خلال لقاء رمضاني في طهران أمس، أن «الكيان الصهيوني سيتلقّى صفعة بشأن هجومه على قنصليتنا بسوريا»، مضيفاً أن «هزائمه في غزة سوف تتواصل». واعتبر خامنئي أن «الكيان الصهيوني وقع في مصيدة لا نجاة منها في غزة، وهو يصبح يومياً أضعف وأقرب إلى الزوال».

في هذا الوقت، تحتدم الخلافات السياسية داخل الكيان، وبين أطراف حكومة الحرب نفسها، بالتوازي مع تظاهرات عارمة يوميّاً تجتاح مراكز المدن الأساسية في الأراضي المحتلة، رافعة شعارات تطالب برحيل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وبإتمام صفقة تبادل للأسرى مع حركة «حماس».

وفي حين لا يبدو أن الأميركيين بعيدون عن الدفع قُدماً بهذا الحراك في وجه نتنياهو الذي يعارض توجّهات إدارة الرئيس جو بايدن، بخصوص طريقة إدارة الحرب على غزة، واحتمالات التصعيد في المنطقة، خرج الوزير في حكومة الحرب، و«المفضّل» أميركياً، بني غانتس، مساء أمس، ليطلق مجموعة من التصريحات التي ستكون لها آثارها الأكيدة على المشهد السياسي الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة. واعتبر غانتس، في مؤتمر صحافي أمس، أنه «يجب أن لا نضرّ بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة»، مشدّداً على ضرورة استمرار «الحوار مع الأميركيين بخصوص العملية في رفح»، مذكّراً بأنه أوضح للأميركيين سابقاً أن «العملية في رفح مهمة وتمنع حماس من تنظيم نفسها». وتطرّق غانتس إلى الخلافات السياسية الداخلية، والتظاهرات المستمرة، وقال: «علينا أن نعالج المواضيع الخلافية لكي ننجح في القتال بشكل موحّد (…) ولا يمكن تحقيق أي إنجاز سياسي أو عسكري مهم إذا كان شعبنا يعاني من الانقسام».

وأشار إلى أننا «ندير حرباً معقّدة ولدينا تحدّيات كبيرة حالياً ويجب أن تكون لدينا القدرة على القضاء على حماس بشكل استراتيجي والحدّ من قوة إيران».

ورأى أن «أمامنا فرصة تحقيق انقلاب استراتيجي أمام حماس، وكل من يطلب الشرّ لنا، وعلى رأسهم إيران»، و«من يريد أن يجلب علينا حرباً إقليميّة، يجب أن يجد نفسه أمام تحالف إقليمي – «التحالف الإبراهيمي»، واتفاق تطبيع مع السعودية، سيشمل تحرّكاً سياسياً عبر تشكيل إدارة من دول عربية لقطاع غزة»، متابعاً أن «اتفاقاً كهذا سيكون جزءاً مركزياً في جهود استبدال نظام حماس».

ويروّج غانتس، بهذا الحديث، للرؤية الأميركية لمسار الحرب وطريقة إنهائها عبر اتفاق تطبيع إسرائيلي – سعودي، يشكّل وقف إطلاق النار بدايةً له، ويحقّق مكسباً كبيراً لإدارة بايدن ولإسرائيل على حدّ سواء، بنظر الأميركيين. لكن تصريحات غانتس الأكثر إثارة للجدل، كانت دعوته إلى «التوافق على موعد جديد للانتخابات بحلول شهر سبتمبر».

كذلك، كان حديثه عن ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، حيث اعتبر أن «على عائلات المختطفين أن تدرك أننا نقوم بكل ما يلزم من أجل إعادة أبنائها إلى ديارهم قبل عيد الفصح (24 نيسان الجاري)». وتابع موجّهاً رسالة إلى نتنياهو من دون تسميته: «إذا كانت هناك فرصة – ونحن نحتاج باستمرار إلى الدفع نحوها – فلن نفوّتها. أنا وأصدقائي لن نجلس في حكومة لا تعمل حقاً على إعادة المخطوفين».

ومباشرة، علّق زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، الذي هاجم نتنياهو سابقاً، على اقتراح غانتس، قائلاً: «عندما يدعو عضو بارز في حكومة الحرب إلى إجراء انتخابات ويوافق عليها أكثر من 70% من الإسرائيليين، فأنت تعلم أنه الشيء الصواب لفعله».

وفي المقابل، هاجم حزب «الليكود» الذي يرأسه نتنياهو، غانتس، معتبراً أنه «في لحظة مصيرية للكيان وفي خضمّ الحرب، يجب على بيني غانتس التوقف عن الانخراط في السياسة التافهة، فقط بسبب تفكك حزبه».

وأضاف حزب نتنياهو أن «الانتخابات الآن ستؤدي حتماً إلى الشلل والانقسام والإضرار بالقتال في رفح والإضرار القاتل بفرص التوصل إلى صفقة للأسرى… ستستمر الحكومة حتى تحقيق كلّ أهداف الحرب». وكانت «هيئة البث» الإسرائيلية كشفت أن «المحادثات بين نتنياهو وغانتس شهدت خلافات بشأن تحديد موعد الانتخابات»، وأشارت إلى أن «نتنياهو رفض بشكل قاطع مقترح غانتس إجراء انتخابات في أيلول المقبل».

تداعيات اقتصادية واستراتيجية واجتماعية لـ«جبهة الشمال»: إسرائيل وتحدي الهروب الكبير

منذ أشعلت المقاومة في لبنان الجبهة الشمالية لإسرائيل إسناداً لغزة، في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى»، يتكتم العدو على خسائره البشرية والمادية على هذه الجبهة.
فيما تحوّل الفرار الجماعي للمستوطنين إلى مادة سجال أساسية في الداخل الإسرائيلي، وعنصر الضغط الأساسي على المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل، وسُخّر لإيجاد حل لهذه المعضلة موفدون دوليون حملوا إلى لبنان رسائل ترهيب وترغيب، لإقناع المقاومة بفصل الجبهات. وهو ما يشير إلى التأثير الكبير لفتح هذه الجبهة على كيان العدو، استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
تداعيات «جبهة الشمال» وما تسببت فيه لا تقتصر على المدى اللحظوي الذي ينتهي بانتهاء الحرب، ولا على الخسائر الاقتصادية على أهميتها. إذ تمكّن النزوح من اختراق الوعي الجمعي لمستوطني الشمال، ولسكان الكيان.
بالتالي، فإن تغيّرات استراتيجية على صعيد الديموغرافيا والقوة الاقتصادية والمناعة الوطنية والتركيبة المجتمعية بدأت بالتشكّل، سواء لجهة نظرة الصهيوني إلى قيمته الذاتية والوطنية أو ارتباطه بالأرض، أو حتى في جدوى التصدي والتضحية للدفاع عن «حدود إسرائيل»
الضغط الكبير الذي يولّده عمل المقاومة انطلاقاً من الحدود اللبنانية الجنوبية باتجاه الجليل في شمال فلسطين المحتلة، ليس ناجماً عن اعتبارات عسكرية فحسب، بل لأن الجليل في حدّ ذاته أشبه بدولة متكاملة المزايا تقريباً تُعتبر رافداً اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً كبيراً لإسرائيل.

يلعب الشمال عموماً دوراً مهماً في تحصين «حدود إسرائيل» عبر إنشاء سياج بشري يدخل في المعادلات العسكرية و«الوطنية» وعدم تعريض الحدود لمساحات رخوة وضعيفة استراتيجياً.
كما أنه من ضمن الاعتبارات الأساسية لضمان الامتداد الجغرافي لإسرائيل، بالحفاظ على التسلسل الجغرافي لمساحات التوطين، وتثبيت هوية الأراضي. فضلاً عن أن طبيعته الطبوغرافية تضفي عليه أهمية عسكرية استراتيجية، إذ يتضمن مرتفعات وجبالاً عالية تعطي أفضلية في السيطرة الميدانية والتكتيكية، وتسمح بإنشاء قواعد عسكرية ومراكز اتصالات ومراقبة على القمم، كما تقدّم أفضلية في السيطرة الميدانية والاستخباراتية والتكتيكية.

أضف إلى ذلك أن مجاورة الجليل للبنان وسوريا، أعطته أهمية عسكرية عالية، تضاف إلى أهميته في التراث الصهيوني والوعي القومي، من حيث المكانة الدينية ومركزية الدور الذي لعبه في تأسيس إسرائيل، باعتباره موطن قدامى المحاربين والكيبوتسات القديمة ولاحتوائه على مستوطنات تهريب المهاجرين اليهود من سوريا ولبنان. كل ذلك، يجعل خسارة الجليل بمثابة خسارة كل إسرائيل، ويحوّله إلى جبهة دفاعية وهجومية استراتيجية.

بحسب قاعدة بيانات أعدّها «مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير» (يوفيد)، يُعد الشمال خزاناً مائياً وأرض المياه والينابيع والأنهار، ويضم أراضيَ خصبة وتنوعاً طبوغرافياً يسمح بتنوع المحاصيل ووفرتها. ومع استخدام التقنيات المتقدمة وطرق الري المتطورة، تحوّل الشمال إلى مركز زراعي وصناعي، وصار الجليل مصدراً رئيسياً للأمن الغذائي في إسرائيل. فمن مستوطنات الشمال، يأتي 80% من إنتاج الدواجن و40% من محاصيل الحمضيات، و95% من التفاح. وفيها أكثر من 30 مصنعاً تنتج أفخر وأجود أنواع النبيذ للاستهلاك المحلي والتصدير. وتبلغ قيمة الإنتاج السنوي لمزارع النحل في الشمال 1.1 مليار دولار.

وللجليل (خصوصاً الأعلى) أهمية سياحية كبيرة، إذ يقصده سنوياً حوالي 1,5 مليون سائح، ويتميز باجتذابه للسياحة الداخلية كمقصد للبيئة الريفية في الإجازات والمناسبات. وهو يشتمل على 211 موقعاً للسياحة الزراعية (جولات في مصانع النبيذ ومصانع التقطير والجعة ومتاحفها – القطف الذاتي في البساتين)، و557 موقعاً للسياحة الطبيعية (محميات طبيعية – غابات – جداول وأنهار وشلالات – ينابيع معدنية ساخنة – كهوف طبيعية – منتجعات صحية وشعبية – معالجة روحية – الغابات والحدائق الوطنية)، و527 موقعاً للأنشطة السياحية (مسارات تسلق طبيعية – مراكز تزلج – تخييم – أنشطة مائية – مسارات للمشي والدراجات)، و243 موقعاً للسياحة الثقافية (متاحف تاريخية – متاحف تاريخ المستوطنات في الشمال – مهرجانات موسيقية – مهرجانات فنية – مواقع أثرية).

منذ الثامن من تشرين الأول 2023 انقلب كل ذلك رأساً على عقب. أُخليت عشرات المستوطنات وأُغلقت المصانع وسُرِّح العمّال وهُجرت البساتين والسهول. حتى كانون الأول الماضي، وصلت أضرار الأمن الغذائي إلى 60%، في حين كانت محاصيل زراعية بقيمة 20 مليون شيكل لا تزال على الأشجار في الجليل الأعلى (القطاع الأوسط وجزء من القطاع الشرقي)، بسبب نقص الأيدي العاملة الزراعية الذي وصل إلى 80% حتى كانون الأول، وزاد إلى أكثر من 90% في الأشهر الأخيرة.
ودُمّر بشكل كامل أكثر من ثماني مزارع دواجن في مستوطنات شلومي وشتولا ومرغليوت ودوفيف وغيرها، ولحق تدمير جزئي بـ 30 مزرعة أخرى، ما أدى إلى نفوق مئات آلاف الطيور. وأُغلق أكثر من 24 مرعى لأسباب أمنية، وتُركت أعداد كبيرة من الأبقار والماشية من دون رعاية أو عمال لحلبها، في حين لم يتمكن الجنود من التعامل معها، أو الوصول إليها.

ولا تقتصر الخسائر الزراعية على المحاصيل فقط، بل تشمل ضرب القدرة على الإنتاج بالجودة والكمية في الموسم المقبل، وقد تمتد الأضرار لسنوات عدة، نتيجة عدم تأهيل التربة وتسميدها، وتجهيز البساتين، وتقليم الأشجار، ورعايتها من الحشرات والأمراض، وكلما طالت مدة الحرب ارتفع حجم الأضرار واتسع تأثيرها الزمني على الزراعة، وفي حال لم يتم تدارك الأزمة الزراعية قد يكون قطاع الحمضيات أمام خسائر تُقدّر بـ 4 مليارات شيكل.

على صعيد الخسائر الصناعية والسياحية، تراجع متوسط إنتاج 85 مصنعاً كبيراً في الشمال والجليل الأعلى إلى نحو 70%. وأقفل مصنع «عدسات حانيتا» أبوابه وقرر الانتقال إلى حيفا أو نهاريا، ما سيؤدي إلى خسارة كيبوتس حانيتا مليون شيكل سنوياً وفقدان سكانه إلى فرص العمل. وتجمّد القطاع السياحي كلياً، فخسر منتجع حرمون موسم التزلج، علماً أنه منتجع التزلج الوحيد في إسرائيل، ويستقبل بين 300 و400 ألف زائر سنوياً، ما تسبب بخسارة عشرات الملايين من الشواكل، وفقدان 400 من الموظفين أعمالهم وتحولهم إلى عاطلين عن العمل. كما تسببت الأضرار البالغة في شلومي في انخفاض النشاط التجاري إلى 75% في تشرين الأول الماضي. وانتقلت شركة «Yamoja» التي تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية من كريات شمونة إلى البرتغال.

وفي ما يتعلق بأضرار المنازل والبنى التحتية، فقد تقدّمت المنارة بأكثر من 7000 طلب أضرار حتى كانون الأول 2023 (130 منزلاً من أصل 155 تضررت، منها 30 دُمّرت تماماً). وتسببت ناقلات الجنود المدرعة بضرر في الطرق وأنابيب المياه والصرف الصحي والغاز، والبساتين. وتعرّض نحو 140 منزلاً لأضرار جزئية، ودُمر حوالي 10 منازل (حتى بداية شباط) في المطلة. سُجّلت أضرار بمليارات الشواكل في المنازل والبنية التحتية والمحال التجارية في أكثر من 20 مستوطنة حتى كانون الأول 2023. فيما تعرّضت المؤسسات التعليمية والمنشآت الترفيهية داخل المستوطنات لأضرار جسيمة. وأصيبت كابلات الكهرباء الرئيسية، ولحقت أضرار جسيمة بخطوط تزويد الكهرباء للجنود، في ظل عدم قدرة العمال على صيانة الأضرار إلا ليلاً أو تحت الضباب. وفيما تقدّمت حانيتا بأكثر من 800 طلب عن حالات ضرر حتى كانون الأول 2023، تضرّر حوالي 520 موقعاً في كريات شمونة حتى كانون الثاني 2024.

تتعدّى الخسائر الاقتصادية على الجبهة الشمالية في تأثيراتها الحدود المادية، إلى قدرتها على إضعاف وتفكيك الرابط المقدس بالأرض، إذ يُصنف مؤسسو ومزارعو المستوطنات والكيبوتسات الشمالية بشكل خاص؛ كسلالة متفرّدة في المجتمع الصهيوني ساهمت في تحديد «حدود البلاد» وثبّتت جذور الصهيونية، لذا فإن أي ضعف أو أذى قد يصيب العلاقة بين المزارع و«أرضه» هو مسّ بحدود الدولة.
كما أن طبيعة المجتمعات التعاونية تفرض ضرراً شاملاً على كلّ مستوطني الكيبوتس في حال تعرض منشأة أو مزرعة للضرر. على أن ما يجعل الأضرار الاقتصادية في الشمال تفوق في خطورتها الأضرار في غلاف غزة، ليس الخسائر المادية فقط رغم ضخامتها، بل طبيعة الأضرار التراكمية في مسار تصاعدي يضرب مباشرة قدرة أصحاب المصالح والمزارع على الصبر والتعويض والتفاؤل… ومجدداً استهداف عنصر الصمود والتمسك بالأرض.

والمعضلة الحالية بالنسبة إلى إسرائيل، هي دخول الاقتصاد في الجنوب دائرة التعافي مقابل توسع الخسائر والتداعيات الاستراتيجية الاقتصادية في الشمال. وبالرجوع إلى الأرقام التي قدّمتها دراسة لمعهد «أهارون» للسياسة الاقتصادية، فإن خسارة الناتج المحلي الإجمالي السنوي بلغ 20 مليار شيكل حتى أواخر عام 2023، وسُجّل انخفاض بنحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي للفرد، ونمو سلبي للاقتصاد بنسبة 2%، وعجز بنحو 5%. ومع استمرار السيناريو العسكري الحالي على الجبهة الشمالية، فإن التقدير يشير إلى الزيادة في نفقات الحرب بقيمة 111 مليار شيكل حتى نهاية عام 2024، وعجز بنسبة 6.8%، لتكون نسبة الدين حوالي 71.6% في نهاية 2024.

كلفة الإخلاء

أُخليت بأمر رسمي 43 مستوطنة حدودية بشكل كلي (باستثناء كريات شمونة إخلاء شبه كلّي)، و14 مستوطنة أُخليت بغالبيتها رغم عدم صدور أمر رسمي، وتمّ إخلاء 20 مستوطنة جزئياً لم يصدر في حقها أمر رسمي. وشكا المستوطنون من غياب خطة إجلاء منظّمة وواضحة، فضلاً عن غياب موازنة واضحة، ما عكس غياباً شبه كلّي للدولة في الاستجابة السريعة لهم ولمشاكلهم، علماً أنه كلما طالت مدة النزوح، وجد النازحون مكاناً آخر للاستقرار، وأصبحوا أكثر قدرة على الانتقال والتكيف في مجتمع جديد، ما يرفع احتمالية عدم عودتهم إلى الجليل مجدداً.

وتعززت هذه الفرضية مع عدم قدرة حكومة الاحتلال وأجهزتها على متابعة وتنسيق إقامات النازحين في الفنادق، ما عرّض كثيرين منهم لمشاكل مالية ونفسية واجتماعية، وللطرد من الفنادق التي خُصّصت لاستقبال نازحي الشمال.

استنفار عربي وغربي ومحاولات اختراق من جعجع وخصوم حماس: ممنوع عودة السُّنَّة إلى المقاومة

تشهد الساحة السنية غلياناً سياسياً غير مسبوق منذ سنوات. فإلى الفراغ الذي خلّفه ابتعاد الرئيس سعد الحريري عن العمل السياسي بضغط سعودي، فرض انخراط تنظيم «الجماعة الإسلامية» في المقاومة ضد العدو الإسرائيلي تحديات جديدة على أطراف محلية تشمل قوى وشخصيات سياسية ودينية واقتصادية تعتبر نفسها معنيّة بالساحة السنية، بالتزامن مع اهتمام خارجي، خصوصاً من الأميركيين والبريطانيين والسعوديين والمصريين والإماراتيين.

المفارقة أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يتصرف وكأنه أبرز المعنيين بإحداث اختراقات كبيرة في الساحة السنية. ورغم أنه يتصرف كصاحب نفوذ قوي في الشمال من خلال تحالفه مع النائب أشرف ريفي، إلا أنه وجد في الآونة الأخيرة أن الأمر لا يستقيم من دون بناء علاقات أوسع في الشمال وخارجه.

وقد حاول بالفعل التواصل مع آل كبارة فلم يلقَ تجاوباً، فيما حاول جنوباً توسيع نطاق علاقات فريقه السياسي والنيابي من شرق صيدا وجوارها إلى إقليم الخروب والشوف، وكذلك في الساحة البيروتية حيث التقى شخصيات من بينها نواب ومقرّبون سابقون من فريق الحريري، سعياً إلى دخول العاصمة عبر شخصيات لها حضورها الاجتماعي والأكاديمي والخيري. وهو أجرى لذلك جولة لقاءات انتهت إلى نتيجة واحدة: «لا رغبة لنا بالعمل السياسي الآن، ولا يمكننا التعاون معك في ظل خلافك الحادّ مع الرئيس الحريري»!

وبحسب مصادر متابعة، فقد تعزّزت هذه الجهود بعد الزيارة الأخيرة للحريري إلى بيروت في شباط الماضي، إذ تدرس قوى عملت في فلك 14 آذار الواقع التمثيلي للعاصمة في حال حصلت انتخابات بلدية أو استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة.
وما يقوم به جعجع يصبّ في خانة قيام تحالف سياسي واسع يجمع القواعد السنية مع الزعامة الدرزية والقوى التي تدور في فلك القوات اللبنانية لتشكيل أغلبية نيابية تهدف مسيحياً إلى رفع الغطاء عن التيار الوطني الحر وإخراجه من المشهد السياسي أو تحويله إلى قوة ثانوية على غرار حزب الكتائب، وتهدف «وطنياً» إلى خلق حالة تقول لحزب الله وحلفائه بأنه لا يمكن إدارة البلاد بالصورة التي تجري فيها الأمور اليوم.
وتعمل هذه القوى وراء جعجع على خلفية الخشية من أن يعمد الحريري إلى بناء تحالفات مباشرة مع الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط على قاعدة عدم الصدام مع حزب الله، وأنه في حال حصل ذلك فإن هذا التحالف لن يكون لديه مرشح لرئاسة الجمهورية أفضل من سليمان فرنجية.

وعلمت «الأخبار» أن محاولات معراب اختراق السّاحة السنية لم تنجح سوى في «قطف» بعض الشخصيات التي خفت حضورها السياسي كالنائب السابق عمار حوري (التقى جعجع أخيراً) الذي لم يتمكّن من تشكيل حالة شعبيّة بيروتيّة عندما كان نائباً عن «تيّار المستقبل» في العاصمة، ولا حتّى بعد انقطاعه عن الحريري وابتعاده عن التيّار. كما يواجه انتقادات واتهامات بالفساد باعتباره رئيس مجلس أمناء وقف «البر والإحسان» بعدما تقدّم ناشطون العام الماضي باستدعاء إلى المحكمة السنيّة الشرعيّة للتحقيق في أعمال مجلس أمناء وقف البر والإحسان والمؤسسات التابعة له، خصوصاً جامعة بيروت العربية، رغم محاولات المحكمة ودار الفتوى «ضبضبة» الملف.

كذلك لم يتمكّن جعجع هذه السنة من إنجاح الإفطار الذي يدعو إليه المشايخ سنوياً، إذ غابت حماسة علماء الدين السُّنَّة الذين عادةً ما يحضرون هذه المناسبات. وجاءت الإشارة «الفاقعة» من دار الفتوى بعدما تقصّد مفتي الجمهوريّة اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن يكون ممثله في الإفطار القاضي الشيخ وسيم فلاح الذي لا يُعدّ من الوجوه القياديّة في عائشة بكّار بعدما اعتاد المفتي أن يُمثّل بأقرب مستشاريه.

وإلى هذه المحاولات الداخلية لاختراق الساحة السنية، ثمّة جهد ترعاه السفارة المصرية في بيروت، بدعم من السفارة السعودية، لمواجهة «النمو المتزايد» للجماعة الإسلامية.

واستنفرت عواصم عربية وغربية معنية قوى ناشطة في الساحة السنية، من دار الفتوى إلى جمعيات وبقايا التيارات الناصرية وأطر إسلامية مناهضة للإخوان المسلمين، لإطلاق حملة تهدف إلى احتواء حالة التضامن مع حركة حماس والعمل على عزل الجماعة بوصفها الحليف الأبرز لحركة حماس.
ويجري في هذا الإطار بث شائعات كثيرة، كالحديث عن انقلاب رعته حماس في قيادة الجماعة وعن استقطابها كوادر من شباب الجماعة للعمل في صفوفها، وعن تأمين رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل تمويلاً سنوياً كبيراً للجماعة لتعزيز قدراتها كفصيل مقاوم.
ويحمل المصريون خصوصاً على الأمين العام للجماعة الشيخ محمد طقوش، واتهامه بقيادة مناورة وضعتها حماس لخلق واقع في الساحة السنية تكون مرجعيته الإخوان المسلمين في المنطقة، بمساعدة من قطر.

وإلى الحملة المباشرة على الجماعة من زاوية علاقتها بتنظيم الإخوان، تجري إثارة موضوع التسليح من ناحية أنه «لم يعد خياراً واقعياً ومرغوباً لدى السُّنَّة في لبنان».
وهي نغمة سبق أن قادها تيار المستقبل حتى في زمن الحريري الأب، ويتولاها اليوم الفريق الرافض لفكرة انخراط سنّة لبنان من جديد في المعركة المباشرة ضد العدو الإسرائيلي، ويتهم الجماعة الإسلامية بأنها أداة لتوسيع نفوذ القوى الحليفة لإيران مثل حزب الله وحركة حماس.
واستغلّ هؤلاء ظهور مقاومين من الجماعة بسلاحهم خلال تشييع أحد الشهداء في العاصمة لترهيب أبناء بيروت والمدن اللبنانية، علماً أن الجميع يعرف أن هذه الظاهرة لا تعكس نمطاً في سلوك الجماعة ولا نهجاً لديها، وأنها ظاهرة تعبّر عن لحظتها ليس أكثر.

يبدو أن هذا التناتش للساحة السنية في لبنان سيعيدها من جديد إلى الواجهة، لتكون مكاناً لسجال ونشاط اعتقد كثيرون أنهما انتهيا مع إبعاد الحريري عن الحكم وشرذمة التمثيل السياسي البديل.

الخيام بين عدوانين: الردع يمنع التدمير الشامل

قبالة الكنيسة في وسط الخيام، تطوّع شاب لتنظيم السير الذي توقّف تماماً بعدما اختنقت ساحات المدينة وشوارعها بالسيارات. الزحام أمس كان استثنائياً منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وذكّر بأيام العطل والأعياد التي كانت تجمع الخياميين.
جمعهم مجدّداً أمس تشييع الشهيد حسين يوسف الذي قضى في العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين الماضي. خلال الأشهر الماضية، نزحت غالبية أهالي الخيام بعدما بدأت تتوسّع رقعة الغارات والقصف من الأطراف إلى الأحياء الداخلية.
عاد المئات أمس مستفيدين من الهدوء الحذر الذي يرافق مراسم تشييع الشهداء. وبسبب الهدوء الإضافي وغياب المُسيّرات التجسسية، تفقّد البعض للمرة الأولى منازلهم الواقعة في أطراف البلدة.أمام محله للحلاقة الرجالية، وقف علي عواضة يلقي التحية على أقرباء وأصدقاء نزحوا منذ أشهر وعادوا أمس زواراً.
يعلّق على تبادل كثيرين العناق بأن «الناس صرلها زمان مش شايفة بعضا». بعض جيرانه تفقّدوا منازلهم في محلة وادي العصافير التي تشهد استهدافاً يومياً. منزل عائلته المؤلّف من ثلاث طبقات دُمّر بغارة قبل أيام. يحرك يديه في الهواء بلامبالاة ويستكمل قصّ شعر أحد زبائنه الذين عادوا أمس. «في عدوان تموز، سُوّي البيت بطبقاته الثلاث بالأرض. وبعد 18 عاماً، دُمّر مجدداً. لكن كما أعدنا بناءه قبلاً، سنعيد بناءه مجدداً». في عدوان تموز بقي عواضة مع أسرته في الخيام 12 يوماً قبل أن تشتد المعارك على محور مستعمرة المطلة – سهل الخيام – معتقل الخيام. في العدوان الحالي، رفض النزوح على غرار حوالي مئة عائلة اختارت البقاء.

في الساحة المؤدية إلى المعتقل، ازدحم زبائن أمام مطاعم ومحال بيع اللحوم والفروج والخضر. أراد النازحون التزوّد بحاجاتهم من الخيام قبل عودتهم إلى أماكن نزوحهم. يشير علي غريب إلى أنه لم يقفل ملحمته ولو يوماً واحداً رغم إصابة محله بأضرار خلال القصف المتكرر على الساحة بقذائف فوسفورية. لم ينتظر انتهاء العدوان ليرمّم الأبواب «على الماشي» ويستأنف عمله. لم «يقطع» زبائنه من اللحوم التي يحضرها من النبطية وأحياناً من البقاع بعد تدمير مسلخ الخيام جراء الغارات المتكررة. صحيح أن المبيعات تراجعت، «لكنّ الخيام أفضل من غيرها».

لم تفقد الخيام موقعها كسوق مركزي لمحيطها حتى في عز العدوان. يستعرض غريب المحال التي لا تزال مفتوحة لتأمين مختلف الحاجات من الألبسة والأطعمة إلى الحلاقة والصيدلية وتحويل الأموال وورشة لتصليح السيارات. قبل أسبوع، احتفل بزواج ابنته: «الحياة بدها تستمر ونحن تعوّدنا». ملحمته نفسها التي أسّسها جده في الخمسينيات في الساحة القديمة، سُويت بالأرض عام 2006 وأعاد افتتاحها في الساحة الجديدة. يقول: «الخيام دُمرت أربع مرات بسبب إسرائيل. في أوائل السبعينيات، تهجّرنا سبع سنين بسبب مناصرتنا للقضية الفلسطينية ثم ارتكبت إسرائيل المجزرة في عام 1978 واحتلت أرضنا. وفي عام 2006، دمّرتنا كلياً. وبعد كل دمار وقتل، كنا نقوم من جديد».

في الشارع المؤدي إلى المعتقل، جلس حسين صادق أمام محله لبيع الأدوات المنزلية برفقة سيدتين. لم تنقطع السيارات عن المرور في الشارع المصنّف «خط تماس» بسبب الغارات التي تستهدف محيط المعتقل في نهايته. يقيم صادق في منزله في الطبقة العلوية للمحل الذي أقفله خشية تضرر البضاعة، وأعاد افتتاحه قبل أسبوع لشعوره بأن «الفرج اقترب».

على شرفة منزلها، جلست نسرين جعجع تدعو المارة للاستراحة وتناول القهوة. تتعامل مع من نزحوا كضيوف، وتتفاخر بصمودها. «نزحت لمدة شهر إلى النبطية بعد القصف الذي استهدف الساحة ومنازل قريبة منا. لكنّي عدت سريعاً. هناك صوت قصف وهنا صوت قصف». في ساحة الـ«داون تاون» أو «دي تي» كما يطلق عليها شبان الخيام، هناك محل واحد لا يزال يفتح أبوابه. يستغرب العامل في محل الحلاقة سؤالنا عن سبب صموده مع صاحب المحل بعد أن تعرّضت الساحة للقصف، «عادي»، يقول ببساطة.

يقول مختار الخيام أحمد لزيق لـ«الأخبار» إن حوالي 100 عائلة بقيت في الخيام من أصل خمسة آلاف مقيم بشكل دائم. وفي إحصاء أخير، سُجل تدمير 15 منزلاً بشكل كلي وتضرر حوالي مئة منزل بشكل جزئي. أرقام يعتبرها كثر قليلة مقارنة بالدمار الشامل الذي تعرّضت له البلدة في عدوان 2006، لأن «المقاومة حصّنت الخيام في هذا العدوان من التدمير بسبب الردع الذي فرضته بوجه إسرائيل».

إلى ذلك، واصل حزب الله أمس عملياته اليومية ضد مواقع وثكنات وتجمعات جنود العدو الإسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. وفي سلسلة بيانات متلاحقة أعلن الحزب استهداف موقع ‏الراهب وتجمع لجنود العدو في محيطه بالأسلحة الصاروخية. كما استهدف تموضع ‏قيادة سرية مستحدث خلف ثكنة برانيت، وتجمعاً ‏لجنود العدو في خلة وردة، إضافة إلى موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، ومجموعة من جنود ‏العدو أثناء قيامهم بعملية تحصين لموقع المرج بقذائف المدفعية وأوقع ‏فيهم «إصابات مؤكدة».

ونعى حزب الله الشهيد حسن إبراهيم علول من بلدة السكسكية في جنوب لبنان.

وأطلقت مدفعية جيش الاحتلال صباح أمس، نحو 60 قذيفة فوسفورية و20 قذيفة مدفعية ثقيلة، كما أطلقت دباباته نحو 20 قذيفة مباشرة على بلدة عيتا الشعب. وأعقبت كثافة الاعتداءات تلك عملية صباحية نفذها حزب الله ضد مواقع لجيش العدو في القطاع الأوسط، ما فُسّر على أنه رد فعل إسرائيلي متوتر على إصابات مؤكدة في صفوفه.

واستهدفت مدفعية العدو بلدة رامية، والأطراف الجنوبية لبلدة بليدا، والمنطقة الواقعة بين بلدة الوزاني ومنطقة الحمامص، والأطراف الجنوبية لبلدة حولا، والحي الجنوبي لمدينة الخيام. فيما شنّ الطيران الحربي المعادي غارتين بالصواريخ استهدفتا مرتفعات الهبارية وأطراف كفرحمام.

اللواء:

صحيفة اللواءرفض أميركي – فرنسي متجدِّد للتصعيد.. والسيد نصرالله يرسم مسار الرد على قصف القنصلية غداً

ميقاتي يطلق نفير المواجهة مع حملة تستهدفه .. ومطالب أوجيرو أمام مجلس الوزراء

في وقت يعقد فيه اليوم مجلس الوزراء جلسة، ذات طابع مالي واداري روتيني، ما خلا امكانية العودة الى طرح موضوع «الدمج المصرفي»، اتجهت البوصلة الاقليمية والدولية جنوباً، لمعرفة مسار الردّ على استهداف اسرائيل بالاغتيال من الجو والبحر قيادات الصف الاول في فصائل «محور الممانعة» في ضوء مؤشرات غير قاطعة، من ان الرد سيأتي عبر جبهات المساندة، لا سيما جبهة الجنوب، حيث ستبرز إبرة «البوصلة العسكرية» في ضوء استكمال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما اعلنه امس لجهة حتمية النصر، الآتي بعد «طوفان الاقصى»، في كلمته غداً في احتفال يوم القدس العالمي، الذي يصادف في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان.

مع التذكير ان السيد نصر الله سبق له واشار انه سيتحدث عن المجريات العسكرية منذ عملية «طوفان الاقصى» في 7 ت1 2023 الى اليوم، لا سيما بعد الضربة الاسرائيلية ضد السفارة الايرانية في دمشق.
في المشهد المقابل، يتصرف جنرالات الحرب الاسرائيليين وفي مقدمهم وزير الدفاع يؤاف غالانت، الذي نقل عنه في ختام تدريب لفحص جاهزية الجبهة الداخلية في حيفا ان «الحرب على الحدود الشمالية تشكل تحدياً صعباً لنا، لكنها ستكون كارثية على حزب الله ولبنان»، مع الانكار مجدداً من ان «تل ابيب لا تريد حرباً مع لبنان».

وهذا المشهد المكفهر، حدا بالناطق باسم اليونيفيل اندريا تيننتي الى التحذير من ان الوضع في جنوب لبنان خطير للغاية ومقلق، وان اي خطأ في الحساب يمكن ان يشغل نزاعاً اوسع في جنوب لبنان.

وسط ذلك، بقي الموقف الدولي داعياً لاحتواء التصعيد، وعدم الانجرار الى عمليات متوسطة وهذا ما حدث خلال لقاء وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لجهة ضرورة منع توسع الازمة في غزة وتجنب اي تصعيد مع لبنان.

وعليه، ‎رأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية في البلاد والتي لا تزال تحت تأثير العطلة يفترض بها أن تتفاعل في منتصف الشهر الحالي مع عودة النشاط الرئاسي، في حين تبقى تداعيات الغارة الإسرائيلية على القنصلية الأيرانية في دمشق محور متابعة، فضلا عن المواقف التي أطلقت من قبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاسيما تأكيده أن طوفان الأقصى وما جرى في جبهات مساندة وضع الكيان الصهيوني على حافة الهاوية وملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت.
‎وقالت المصادر أن هناك توجسا من المرحلة المقبلة لاسيما بالنسبة إلى توتر الأجواء في الجنوب وعودة التصعيد مع فشل أي مسعى لإنجاز تهدئة محددة.

الحملة على ميقاتي والملاحقات المقبلة

على ان الاخطر محلياً، هو ما كشفه المكتب الاعلامي للرئيس نجيب ميقاتي من ان «حملة اعلامية واسعة النطاق ستنطلق اليوم في وسائل اعلام خارجية ومحلية، بهدف الاساءة الى دولته وافراد عائلته»، حسب بيان المكتب.

ووفقاً للمعلومات، فإن الحملة تنطلق من ان جمعيتين في فرنسا تقدمتاب دعوى قضائية في حق الرئيس ميقاتي وافراد عائلته بـ«تهمة الإثراء غير المشروع وتبييض الاموال».

وحسب المكتب الاعلامي، فإن الرئيس ميقاتي وافراد عائلته «باشروا اجراءات قضائية لدى المحاكم الخارجية واللبنانية للتصدي لهذه الحملة المغرضة، وكشف الضالعين فيها ومموليها»، وهي ستلاحق جميع المتورطين في هذه الحملة قضائياً في لبنان وخارج لبنان.

وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستعقد اليوم وتناقش في قضايا حياتية، اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وجرى عرض للأوضاع الأمنية في البلاد وشؤون تتعلق بوزارة الداخلية. وإجتمع رئيس الحكومة مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وعرض معه الاوضاع المالية والمصرفية.

حياتياً، يعرض اليوم مجلس الوزراء مطالب موظفي اوجيرو وتتعلق بالمراسيم التي أُقرّت في المجلس، وقال الوزير جون القرم نحاول الآن تأمين التمويل لما تم إقرارُه سابقاً، ونتمنى حل هذه المعضلة في الجلسة غداً.ولفت القرم إلى أن «استمرار تحرك موظفي «أوجيرو» مناط بهم لا بنا كوزارة، شرط التحلي بروح المسؤولية لأن الإنترنت هي مسألة مهمة للموظفين وللبلد والقطاع الصحي والاقتصاد الوطني»، مشدداً على «وجوب التمييز بين حقهم في الإضراب، وهو حق دستوري، وبين تعطيل المرفق العام».

الوضع الميداني

ميدانياً، بقيت القرى الامامية الجنوبية في واجهة الاعتداءات، واستخدمت قوات الاحتلال القنابل الفوسفورية في القصف على عيتا الشعب.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف مجموعة من جنود العدو اثناء قيامهم بعملية تحصين موقع المرج بالقذائف المدفعية.

كما أعلن «حزب الله» في بيان أن عناصره استهدفوا موقع الراهب وتجمعًا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيطه بالأسلحة الصاروخية. كما استهدفوا «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في خلة وردة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة». ونعى «حزب الله» حسن إبراهيم علول مواليد عام 2003 من بلدة السكسكية الجنوبية.

البناء:

صحيفة البناءإيران للردّ على غارة القنصلية… والكيان على قدم واحدة مستنفراً يدعو الاحتياط

غانتس: الانتخابات المبكرة في التداول… ومواجهات تل أبيب تحذير من حرب أهلية

قادة محور المقاومة من منبر القدس: الطوفان غيّر المعادلات ولا عودة إلى الوراء

كتب المحرّر السياسيّ

دخلت المنطقة مرحلة حبس الأنفاس مع تتابع المؤشرات على أن قرار إيران بالردّ على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق قد اتخذ وهو في طريق التنفيذ. وقد حملت الساعات الأخيرة من أمس، إشارات جديدة أضيفت الى المواقف الإيرانية التي أكدت العزم على رد يجعل «إسرائيل» تندم على فعلتها، كما قال الإمام السيد علي الخامنئي، كان أبرزها ما نشر عن مداولات مجلس الأمن الدولي في الجلسة التي دعت إليها روسيا والصين لمناقشة الغارة وتداعياتها، حيث نقلت التقارير الإعلامية الأميركية عن المندوب الأميركي تبرُّئه من الشراكة في الغارة وتحذيره إيران من استهداف القواعد الأميركيّة، والجواب الإيراني حول أن المسؤولية الأميركية قائمة بمعزل عن الشراكة في الغارة، بسبب دعمها المتمادي للجرائم الإسرائيلية وتقديم الحماية لـ«إسرائيل» من أي مساءلة، واعتبار ذلك سبباً لتشجيع «إسرائيل» على ارتكاب المزيد من الجرائم ومنها غارة القنصليّة.

في كيان الاحتلال حالة من الذعر والهلع، حيث تحدّثت قنوات التلفزة الإسرائيليّة عن قلق القادة والجيش والرأي العام من مخاطر الرد الإيراني، بينما رأت مصادر متابعة للشأن الإسرائيلي أن الكيان يقف على قدم واحدة، بانتظار تلقي الصفعة الإيرانية، حيث تمّت دعوة الجبهة الداخلية إلى إصدار التعليمات للمستوطنين شمال الكيان وجنوبه ووسطه، بينما تمّ استدعاء ضباط وجنود الاحتياط في سلاحي الجو والدفاع الجوي للالتحاق الفوري بالمراكز المعلن عنها، وتمّ نقل المزيد من بطاريات الدفاع الجوّي الى جبهات الشمال نحو جنوب لبنان والجولان السوريّ المحتل.

من زاوية أخرى، يعيش الكيان حال ذعر آخر، الذعر من خطر الانزلاق إلى حرب أهليّة بضوء المواجهات التي شهدتها تل أبيب لساعات ليل أمس، بين المتظاهرين من أهالي الأسرى الذين اقتحموا صباح أمس، مبنى الكنيست، بينما حققت الدعوة للانتخابات المبكرة اول إنجاز سياسيّ عبر إعلان عضو مجلس الحرب بني غانتس الدعوة لتحديد موعد لهذه الانتخابات مقترحاً شهر أيلول المقبل، وضمان وحدة الموقف وراء الحكومة الحالية حتى ذلك التاريخ، لكن حزب الليكود رفض بصورة مطلقة دعوة بني غانتس، بينما أيّده زعيم المعارضة يائير لبيد داعياً الى تقريب الموعد لأن الوضع لا يحتمل.

في المواجهة مع الكيان، كان محور المقاومة يتقدم خطوة سياسية هامة تمثلت بالإعلان عن قيادة سياسية موحّدة لمحور يضم إيران التي تمثلت برئيسها، وقادة قوى المقاومة، ممثلة بحزب الله عن لبنان وأنصار الله عن اليمن وثنائيّة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي عن فلسطين، وثنائيّة الحاج هادي العامري والشيخ أكرم الكعبي عن العراق، الذين أكدوا جميعاً على المكانة المحورية لطوفان الأقصى في تغيير المعادلات، من جهة، وعزمهم من جهة مقابلة على منع كل محاولات العودة بالمنطقة إلى الوراء لما قبل الطوفان.

وأكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنَّ طوفان الأقصى وما جرى في جبهات المساندة وضع الكيان الصهيوني على حافة الهاوية، مشيرًا إلى أنَّ ملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت، ولافتًا إلى أنَّ تحرير الجنوب عام 2000 وبعدها تحرير غزة قد أنهيا مشروع «إسرائيل الكبرى» وحرب تموز أسقطت مشروع «إسرائيل العظمى».

وخلال كلمته ضمن فعالية «منبر القدس» لفت السيد نصرالله إلى أنَّ يوم القدس هذا العام يأتي مختلفًا كثيرًا عن السنوات الماضية وذلك ببركة طوفان الأقصى، وأن ما يجري في فلسطين والعالم هو حقًا طوفان أحرار، آملًا أن يستمر ويكبر.

وقال السيد نصر الله: «نحتاج إلى الثبات والصمود ومواصلة العمل واليقين بأنَّ النصر من عند الله آتٍ. وهذا يرتبط بغزة وبكل الساحات المساندة، كما أنه يجب أن نعمل لتوفير كل عناصر القوة لتحقيق طوفان الأقصى أهدافها. وهذا واجبنا جيمعًا».

وأضاف أنَّ «واجبنا في يوم القدس تبيين النتائج الاستراتيجية التي حققتها طوفان الأقصى وخاصة بالخسائر الاستراتيجية للمشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة»، لافتًا إلى أنَّ بعض المثبِّطين والمنافقين يركّزون على حجم التضحيات ويتركون حجم الإنجازات.

وتابع الأمين العام لحزب الله أنَّ «كل المنابر ووسائل الإعلام التي تؤيد مسار المقاومة يجب أن تشرح وتوضّح وتبيّن وإلّا فالعدو يسعى لتحويل صورة الإنجازات التاريخيّة للمقاومة إلى صورة هزيمة من خلال تشويه الحقائق». وأكَّد أنَّه «يجب أن نعمل على أن نخرج من هذه المعركة منتصرين شامخين ثابتين وأن يُهزم العدو ومن خلفه وأن يُبنى على التجربة حتى نصل للهدف النهائيّ»، مشددًا على أنَّ العدو الإسرائيلي لا يُصغي لا لقرارات وقف إطلاق نار ولا يهتم لا لرأي عام عالمي بل هو ماضٍ في وحشيته وعدوانه.

وحيّا السيد نصر الله المقاومة في غزة وشعبها لصمودهم وصبرهم وثباتهم أمام جيش الاحتلال الذي ارتكب الجرائم والمجازر، كما وجّه التحية لجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق، حيث تتحمل التهديدات وتستمر بالرغم منها، هذا، وشكر السيد نصرالله الجمهورية الإسلامية في إيران على موقفها الثابت والراسخ في مساعدة الشعب الفلسطيني ومقاومته، كما شكر سورية الحاضنة والداعمة لحركات المقاومة في منطقتنا، والتي تتعرض للتهديدات.

ويطلّ الأمين العام لحزب الله الجمعة المقبل في يوم القدس العالمي ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يرفع نصرالله لهجة التصعيد في الردّ على تهديدات المسؤولين الإسرائيليين ضد لبنان، والإعلان عن معادلات ردع جديدة تعكس استعداد حزب الله ومحور المقاومة لتثبيت قواعد الاشتباك ومعادلات الردّ ولو استدعى ذلك خوض الحرب الشاملة، لأن السماح للعدو الإسرائيلي بفرض قواعد اشتباك جديدة سيؤدي للمسّ بموازين القوى لمصلحة «إسرائيل»، لذلك هذا يُعدّ من الخطوط الحمر.

وإذ يرجح خبراء عسكريون لـ«البناء» أن يقوم محور المقاومة برد جماعيّ كل جبهة بحسب ظروفها على العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، اضافة الى رد إيراني متناسب والعدوان الاسرائيلي، لكون العميد محمد رضا زاده والضباط الشهداء لعبوا دوراً محورياً وكبيراً في دعم جبهات المقاومة لا سيما في فلسطين ولبنان. وتوقع الخبراء أن تنعكس التطورات الميدانية في سورية على الجبهة الجنوبيّة.

وتشير مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» الى أن حزب الله لن يتوانى عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية وسيكون جزءاً من عمليّة الرد على ضربة القنصلية الإيرانية واغتيال الضباط الإيرانيين.

وقال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي إن «على الرغم من تصاعد التوترات، يظل حفظة السلام التابعون لليونيفيل موجودين على الأرض». وأكّد تيننتي أن اليونيفيل «تواصل تنفيذ أنشطتها، بما في ذلك الدوريات، كما تواصل عملها الأساسي مع الأطراف لتهدئة الوضع وتخفيف التوترات في المنطقة».

وكانت المقاومة الإسلامية أعلنت استهداف موقع ‏»الراهب» وتجمعًا لجنود العدو في محيطه بالأسلحة الصاروخية. كما استهدفت تموضع ‏قيادة سرية مستحدثاً خلف ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية.‏ كذلك استهدفت تجمعًا ‏لجنود العدو الإسرائيلي في خلة وردة وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتـلة بقــذائف المدفعية، كما قصفت ‏مجموعة من جنود ‏العدو أثناء قيامهم بعملية تحصين لموقع المرج بقذائف المدفعية وأوقعوا ‏فيهم إصابات مؤكدة. ‏

في المقابل، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أننا «نفضّل طريق التسوية والاتفاق بشأن الجبهة الشمالية، لكننا نتأهب لحرب شاملة، ويبدو أن الحلّ على الجبهة الشمالية سيكون بسيناريو الحرب»، معتبراً أن «الحرب مع لبنان ستكون صعبة على إسرائيل، لكنها ستكون مدمّرة لحزب الله ولبنان». من جهته، شدّد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، أنه «على عائلات المحتجزين أن تدرك أننا نقوم بكل ما يلزم من أجل إعادة أبنائها، وهدفنا يجب أن يكون إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان هذا الصيف».

وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، وأطلق جيش الاحتلال عددًا من قذائف المدفعيّة الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والضهيرة وأودية محيطة ببلدات شحين وطيرحرفا، وترافق القصف مع تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاءَي صور وبنت جبيل. كما استهدف العدو بالقصف المدفعي المتقطّع بلدتي عيتا الشعب ورامية. وأعلن جيش الاحتلال أنه أطلق نحو 60 قذيفة فوسفوريّة و20 قذيفة مدفعيّة ثقيلة و20 قذيفة مباشرة على عيتا الشعب فيما استهدف راميا بـ5 قذائف فوسفوريّة. وشنّ الطيران غارتين بالصواريخ استهدفتا مرتفعات الهبارية وإطراف كفرحمام.

الى ذلك بقي الحادث الأمني الغامض الذي حصل في بلدة رميش، (تفجير بدورية لليونفيل)، محل متابعة عسكرية ورسمية، ورجحت مصادر عسكرية لـ«البناء» أن يكون التفجير ناجما عن عبوة من مخلفات العدو الإسرائيلي لا سيما أن المنطقة التي كان ضباط وعناصر اليونفيل يتجوّلون فيها غير ممسوحة كلياً من الألغام.

على صعيد آخر، ناشد وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس إيوانو الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراء قويّ لوقف تدفق اللاجئين على قبرص الذين يصلون عن طريق البحر عبر لبنان، ومعظمهم من السوريين، مؤكداً أن قدرة الجزيرة على استقبال اللاجئين وصلت إلى نقطة الانهيار. ولفت الى أن «الوضع يزداد سوءاً تدريجياً، وفي الأيام القليلة الماضية شهدنا تدفقاً من قوارب بالية ولاجئين يعرّضون حياتهم للخطر»، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.

وأوضح إيوانو للإذاعة الرسميّة عن زيادة أعداد الوافدين: «كل المؤشرات توحي بأن ذلك سيستمر». وأشار إلى أن الأمر يتفاقم بسبب تراجع تركيز السلطات اللبنانية على وقف الهجرة على سواحلها في الأشهر القليلة الماضية، وسط تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ولفت الى أن «قبرص تريد أيضاً أن تكون مساعدات الاتحاد الأوروبي للبنان مشروطة بوقف تدفق المهاجرين». واعتبر ان «تجار البشر يعطونهم فقط بوصلة مضبوطة على 285 درجة وطعاماً ومياهاً ليوم واحد ثم ينطلقون».

المصدر: صحف