الصحافة اليوم 15-04-2016 : تهريب سلاح لداعش والسعودية تواصل حملتها ضد حزب الله – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 15-04-2016 : تهريب سلاح لداعش والسعودية تواصل حملتها ضد حزب الله

الصحف المحلية

تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الجمعة في 15-4-2016 تطورات القمة الإسلامية في اسطنبول ومشاركة لبنان فيها، إضافة إلى مساعي المملكة السعودية لتشويه صورة حزب الله.

جريدة السفير
جريدة السفير

السفير

فضيحة الإنترنت: رؤوس كبيرة ستقع.. إلا إذا!
مجلس الأمن يحبط محاولة سعودية لتصنيف «حزب الله» إرهابياً

فلسطين لم تعد قضية العرب والمسلمين. لم يبق منها عند الحكام العرب سوى فقرة إنشائية تتكرر في البيانات الصادرة عن اجتماعات فلكلورية. اختفت إسرائيل وصار «حزب الله» هو العدو، كما صار نجاح العمل العربي المشترك مرتبطاً بقدرة هذا المحور أو ذاك على رفع سقف التنديد بإرهابه.

من «الجامعة العربية» إلى «مجلس التعاون الخليجي» فـ«منظمة التعاون الإسلامي»، تكمل السعودية «حربها» على «حزب الله». وتشاء الصدف أن تتزامن حربها هذه مع سعيها إلى الالتزام بالترتيبات التي نصت عليها معاهدة كامب ديفيد بشأن جزيرتي تيران وصنافير.

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر خليجية لـ«السفير» عن محاولة سعودية لتسويق مشروع قرار بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن يصنف «حزب الله» إرهابياً. لكن المحاولة سرعان ما أحبطت في مهدها، بعد تصدي روسيا والصين لها، واستخفاف الولايات المتحدة بها.. من خلال تجاهلها.

باختصار، يقول مصدر متابع إنه تبين أن السعودية لا قدرة لها على اللعب في غير الساحات التي تمولها، ومنها «منظمة التعاون الإسلامي»، التي من المرجح أن تعلن اليوم إدانة أعمال «حزب الله» الإرهابية.

لبنان ليس معنياً بما يجري. حكومته تحولت إلى «شاهد ما شفش حاجة». تكفي تحية «على الواقف»، قبل أن يغادر الملك السعودي سلمان المؤتمر مباشرة بعد افتتاحه.

ذهب رئيس الحكومة تمام سلام متسلحاً بوفد يمثل مختلف أطياف الحكومة، فلم يسعفه التشدد السعودي. وهكذا اكتفى لبنان بالتحفظ على فقرة تدين الأعمال الإرهابية لـ«حزب الله»، مثله مثل أندونيسيا، التي تعاني ما تعانيه من خطر الوهابية على نموذجها الإسلامي المعتدل! في المقابل، لا يبدو «حزب الله» منزعجاً من هذا «الحصار»، فهو يعتبر أن من يُحاصَر فعلياً هو الحكومة اللبنانية. و«كتلة الوفاء للمقاومة» وجهت أمس انتقاداً واضحاً لطريقة تعاطي الحكومة مع الملف، مشيرةً إلى أنه لا يجوز للحكومة اللبنانية أن تقبل بإسقاط هذا الحق، عبر السكوت أو مجرد التحفظ على أية إساءة للمقاومة يحاول البعض تمريرها في أي محفل أو مؤتمر من المؤتمرات، خصوصاً تلك التي يكون لبنان مشاركاً فيها. كما أكدت أن «التسامح او المجاملة في هذا المجال يجب ان يوضع لهما حد منعاً للتمادي وحرصاً على مصلحة بلادنا العليا».

وبالرغم من الانتقاد المباشر لرئيس الحكومة، إلا أن «حزب الله» ما يزال يبدي حرصه على الاستقرار السياسي والأمني وتفعيل المؤسسات، لا بل أكثر من ذلك، ثمة تأكيد بأنه لن يسمح للسعودية بافتعال أزمة حكومية. وفيما لوحظ خلال الفترة الماضية هدوء نبرة «حزب الله» تجاه السعودية، وهو ما فسر على أنه تعبير عن اتفاق ضمني على التهدئة، أعادت «الوفاء للمقاومة» التأكيد أن «المقاومة بعزمها وصوابية نهجها وإرادة جماهيرها.. ماضية بإصرار وثبات في الدفاع عن لبنان وحماية سيادته والتعبير عن قناعتها وموقفها الجريء من السياسات الظالمة والعدوانية، ولن يثنيها عن ذلك تآمر أو توعد أو وعيد».

بدا ذلك بمثابة رد سلبي على مساعي بعض الجهات الخليجية لتسويق اتفاق يقضي بتوقف «حزب الله» عن انتقاد السعودية على خلفية عدوانها على اليمن، مقابل وقف الحملة السعودية على الحزب.

فضيحة الانترنت: لا أحد فوق القانون

من جهة أخرى، أكدت وزارة الاتصالات، في بيان أمس، ما كانت توصلت إليه فرق «أوجيرو» من أن الكابل البحري الذي اكتشف بين نهري الكلب وابراهيم هو كابل ألياف ضوئية بتقنية عالية ومخصص لنقل كل أنواع الاتصالات.

وفي رد غير مباشر على الجيش، أشارت الوزارة إلى أن ما كشفته معلومات موثقة عن وجود كابلات ألياف ضوئية، تم التأكد من صحته من خلال الكشف المشترك الذي أجرته الوحدات التقنية المعنية في الجيش اللبناني وجهاز مكافحة الجرائم المالية في قوى الأمن الداخلي ومديرية خدمة المشتركين في «هيئة أوجيرو» بتاريخ 12/04/2016.

وأوضح بيان الوزارة أن الفترة الطويلة بين شيوع خبر وجود الكابل وبين الكشف عليه (40 يوماً) هي فترة طويلة جدا وكافية لقيام المخالفين بقطع هذا الكابل. وأكدت الوزارة أنها لن تسمح بتبسيط أو تسطيح أية مخالفة للقوانين والأنظمة.

وأشار وزير الاتصالات بطرس حرب لـ «السفير» الى أنه لا يريد استباق عمل القضاء، لكن معلوماته تفيد أن هناك أسماء لم تخضع للتحقيق وسيتم الاستماع إليها ويمكن ان تكون متورطة. واوضح أن التحقيقات الجارية حالياً قد تؤدي إلى فتح نافذة جديدة أمام حقائق جديدة، مشيراً إلى أنه لن تكون هنالك مسايرة أو مراعاة لأحد. كما أبدى ثقته بأن التحقيق القضائي سيصل حتى النهاية، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى ان يكون ملف الانترنت نموذجاً لكيفية تعاطي الدولة مع كل ملفات الفساد المطروحة على قاعدة «لا أحد فوق القانون».

والثقة نفسها تسلح بها رئيس لجنة الاتصالات والاعلام النيابية النائب حسن فضل الله، فأشار إلى أن حقائق ملف الانترنت غير الشرعي أصبحت أكبر من قدرة بعض الجهات السياسية على طمسها. وكشف لـ «السفير» أن هناك من يمارس ضغوطا لحرف القضية عن مسارها، والقضاء مدعو إلى استكمال عمله بعيدا عن تلك الضغوط التي بات الكثيرون يشعرون بها. أضاف: السرعة والجدية ستؤديان إلى كشف الرؤوس الكبيرة التي يضيق الخناق حولها ويراد حمايتها بذرائع واهية. وتابع: نحن سنتابع عملنا في اللجنة وسنجمع المعطيات والمستندات الجديدة ولا يتوقع احد أي تراخ من قبل اللجنة المصرة على كشف كل خيوط هذه الاستباحة لقطاع حيوي على المستويين الأمني والمالي.

تهريب سلاح إلى «داعش»

في سياق آخر، علمت «السفير» ان الجيش أوقف مجموعة من أربعة أشخاص بتهمة تجارة السلاح. وبعد التحقيق معهم تبين أنهم كانوا يقومون بتهريب الاسلحة إلى سوريا وبيعها إلى مجموعات مسلحة، من بينها مجموعات تنتمي إلى «داعش». وتبين أن هؤلاء يؤلفون مع آخرين من التابعيتين اللبنانية والسورية شبكة تنشط في مجال تجارة وتهريب السلاح بين البلدين.

كما أعلنت مديرية التوجيه ان قوة من الجيش أوقفت، في منطقة وادي حميد – عرسال، المواطن حسين محمد الحجيري، المطلوب لمشاركته في تواريخ سابقة بتنفيذ أعمال إرهابية ضد الجيش وقوى الأمن الداخلي في بلدة عرسال، أثناء محاولته تهريب حوالى 75 كيلوغراماً من مادة كيميائية، وحوالى 100 ليتر من مادة المازوت من بلدة عرسال باتجاه الجرد.

جريدة النهارالنهار

مرور “آمن” للبنان في القمة الإسلامية

هولاند غداً في زيارة “التعبئة” والدعم

خفضت وقائع القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي التي انعقدت أمس في اسطنبول المخاوف من محاذير جديدة قد تترتب على الموقف اللبناني في “معاناته” حيال التجاذبات الاقليمية الحادة التي تحاصره والتي تتناول تحديداً واقع الموقف الخليجي والعربي عموماً من “حزب الله”، إذ برزت في القمة ملامح “تلطيف” للمواجهة الاقليمية أفاد منها لبنان بما يؤمل معها دفع الجهود المبذولة بقوة لاعادة علاقاته الطبيعية مع الدول الخليجية.

وفي ظل نجاح مساعي تركيا كما بدا امس للخروج بتوصيات للقمة تعزز موقعها في معالجة أزمات العالم الاسلامي وخصوصاً مع حضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الايراني حسن روحاني وجهاً لوجه في القمة، انسحبت دلالات المرونة على الجانب اللبناني اذ افادت موفدة “النهار” الى اسطنبول سابين عويس ان رئيس الوزراء تمام سلام جمعته مناسبة أولى منذ صدور القرار الملكي السعودي في شباط الماضي بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.

وعلى رغم ان اللقاء الخاطف للملك سلمان والرئيس سلام لم يتجاوز دقائق قليلة وقوفاً على هامش القمة وسبق مغادرة العاهل السعودي اسطنبول عقب القائه كلمته في القمة، فان أجواء الود التي أظهرها العاهل السعودي حيال رئيس الوزراء كسرت شيئاً من البرودة السائدة في العلاقات بين البلدين، الامر الذي شجع الرئيس سلام على المضي في مساعيه الرامية الى اعادة لبنان الى الحضن العربي. وبدا سلام مدركاً مستلزمات رفع الحظر العربي عن لبنان، فلجأ الى خطوتين : الاولى التزام البند المتعلق بادانة التدخل الايراني في دول المنطقة أسوة بالدول الاسلامية والعربية الاخرى مع اقتصار تحفظ لبنان عن الفقرة المتعلقة بادانة أعمال “حزب الله الارهابية”.

والخطوة الثانية برزت في مضمون كلمة سلام أمام القمة والتي كانت موضع رصد وقد تمسك فيها بالتزام التضامن العربي وعدم الخروج منه. وأكد في هذا السياق “رفض لبنان محاولة فرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة بما يؤدي الى تعريض الاستقرار في المنطقة للخطر”، معرباً عن تضامن لبنان “الكامل مع العرب في كل ما يمس امنهم واستقرارهم وسيادة أوطانهم ووحدة مجتمعاتهم”، ومشدداً على “وقوفنا الدائم الى جانب الاجماع العربي”.

في أي حال، لم تقف محاولات اعادة العلاقات الطبيعية مع الدول الخليجية على الجانب الحكومي الرسمي اذ سجلت خطوة بارزة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في هذا السياق باجتماعه أمس مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في بكركي والقائه كلمة اتسمت بمواقف متقدمة مما وصفه “بحماية الكنز المشترك الذي نحمله معاً بمسؤولية تاريخية مسلمين ومسيحيين وهو العيش معاً”. واذ أبدى الراعي “أسفه لغيمة صيف مرت وعكرت الأجواء مع بعض أوطانكم”، عبر عن “امتنان شعبنا اللبناني الذي يعمل في بلدانكم وقد وجد فيها مجالاً لتحقيق ذاته ويعتز بانه اسهم في نموها الاقتصادي والتجاري “. ولقيت مبادرة البطريرك ترحيباً من السفراء عكسه السفير الكويتي عبد العال المناع متحدثاً باسمهم ومشيداً بجهود البطريرك لجمع كلمة اللبنانيين ودعواته المتكررة الى انتخاب رئيس للجمهورية. وقال إن السفراء أكدوا للراعي “ان دولهم كانت ولا تزال تحتضن المواطنين اللبنانيين وتحيطهم برعاية خاصة”.

هولاند إلى بيروت

في غضون ذلك، يستعد لبنان لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يصل بعد ظهر غد ويتوجه رأسا الى مجلس النواب حيث يلتقي رئيس المجلس نبيه بري وهيئة مكتب المجلس، ثم ينتقل الى السرايا الحكومية حيث يلتقي الرئيس سلام والوزراء. وبعد ذلك يتوجه الى قصر الصنوبر حيث يلتقي الفرنسيين في لبنان، ويقيم عشاء ضيقاً يحضره الرئيسان بري وسلام والوزراء المعنيون مباشرة بالملفات اي اللاجئين والاستقرار والأمن في لبنان وعدد من الشخصيات من المجتمع المدني والفنانين والمبدعين أو المبتكرين والقوى الفاعلة التي رغب الرئيس هولاند في لقاء ممثلين لها. ونهار الأحد يلتقي الرئيس الفرنسي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قصر الصنوبر بالاتفاق مع البطريرك، ثم يلتقي جميع ممثلي الطوائف اللبنانية أيضاً، وينتقل الى نصب الجندي المجهول في موقعه داخل السفارة مع الجنود الفرنسيين في “اليونيفيل”. ويتوجه لاحقاً الى البقاع حيث يلتقي في مكان محدد المنظمات غير الحكومية الفرنسية العاملة الى جانب اللاجئين أو الى جانب المجتمعات المضيفة من اللبنانيين.

وقال مصدر فرنسي مطلع إن الزيارة ليست زيارة دولة ولا تضمن أي مظهر من مظاهر زيارة كهذه، مع الاشارة بقوة الى عدم وجود رئيس للجمهورية. وهذا يعني ان الزيارة من الناحية التقنية كما يلحظ البروتوكول هي زيارة عمل، فلا استقبال ولا عشاء رسمياً. ولأنها زيارة عمل، فان هولاند سيلتقي عددا محدودا من الوزراء من المعنيين بالملفات التي تتمحور عليها الزيارة والرؤساء السابقين للجمهورية ورؤساء الوزراء السابقين. وعن امكان لقاء “حزب الله”، علم ان لا لقاءات ثنائية لهولاند مع رؤساء الاحزاب السياسية، فهو من موقعه كرئيس للجمهورية لا يمكنه ان يقابل رؤساء الأحزاب أو رؤساء الكتل النيابية وتالياً لا لقاءات ثنائية معهم.

وأضاف المصدر ان الزيارة تتضمن مجموعة رسائل تعكس التعبير عن اهتمام فرنسا بلبنان وايجاد حل لأزمته السياسية وبدء مرحلة جديدة من اعادة تعبئة الشركاء الدوليين لدعم لبنان في مواجهة ازمات المنطقة. لكنه شدد على ان زيارة الصداقة هذه لا تدعي انها تحمل حلاً لان الحل يتعين على اللبنانيين ايجاده وفرنسا لا تدعم مرشحا للرئاسة.

مصر

على صعيد آخر، علمت “النهار” ان موضوع لبنان كان حاضراً في محادثات القمة المصرية – السعودية الاخيرة وخصوصاً في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية والهبتيّن للقوى الامنية. وأكدت القاهرة انه يجب عدم أخذ لبنان بجريرة “حزب الله” لئلا يعاني أكثر فأكثر المشاكل التي يعانيها أصلاً. ودعت القاهرة الى مساعدة لبنان في إنتخاب رئيس للجمهورية بما يتيح له الخروج من مأزقه الراهن وكذلك دعم الجيش اللبناني. وتعتزم مصر إجراء إتصالات الاسبوع المقبل مع عدد من الدول الكبرى في شأن لبنان.

صحيفة الاخبار
صحيفة الاخبار

الاخبار

هولاند في بيروت: إنتهزوا الفرصة لأن لا دوحة جديدة

نقولا ناصيف

يبدأ الرئيس فرنسوا هولاند غداً زيارة للبنان أُدرجت في اطار زيارة عمل فحسب. ليست زيارة دولة ولا زيارة خاصة. لا استقبال رسمياً ولا غداء رئاسياً. الا ان جدول اعمالها يحتمل كل المواصفات ما خلا توقيتها في ظل شغور رئاسة الجمهورية.

لا يقلل شغور رئاسة الجمهورية لسنتين خلتا من اهمية المواعيد التي اعدت لزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً. الا ان ما ينقصها ليس قليلاً أيضاً. وهو ما سيحمل هولاند، تبعاً لمسؤولين معنيين، على تأكيد الإصرار في بيروت على انتخاب رئيس للبنان.

اتفق الرئيسان نبيه بري وتمام سلام اللذان يغيبان عن استقبال هولاند على ان يحضر وزير الخارجية جبران باسيل في المطار، ويتولى نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل مرافقته في اثناء زيارته التي تبدأ بعيد وصوله بمقابلة رئيس مجلس النواب في ساحة النجمة حيث يعقدان خلوة، يليها اجتماع موسع تحضره هيئة مكتب المجلس والوفد المرافق لهولاند، قبل أن يجول بري وهولاند في باحة ساحة النجمة لتفقد الكنائس والمساجد بناء على رغبة فرنسية.

اكثر من سبب، بحسب المسؤولين المعنيين، يقيم في الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي بعد اولى خاطفة لثلاث ساعات في 4 تشرين الثاني 2012. على ان المفارقة انه رئيس الدولة الأول يزور لبنان مذ شغرت رئاسة الجمهورية:

1 ــــ يأتي هولاند في مستهل جولة تشمل أيضاً مصر والاردن لتأكيد إلتزام باريس حيال أصدقائها دول المنطقة، ومضيها في حربها ضد التطرف وتنظيم «داعش»، ومن ثم توجيه رسائل بذلك إبانها.

2 ــــ يتوخى هولاند من خلال زيارته فتح كوة في الأزمة اللبنانية تساعد على حلها ومواجهة التحديات التي يواجهها هذا البلد. وهي بذلك زيارة «صداقة ودعم من دون أن يحمل الرئيس معه حلولاً التي هي مسؤولية اللبنانيين أنفسهم». بذلك يرمي الى توجيه رسالة «تضامن وإنفتاح وتأكيد الإلتزامات الفرنسية».

3 ــــ لا مبادرة يحملها هولاند «الذي لا يسعه الحلول مكان اللبنانيين في حلّ مشكلاتهم»، مع معرفته تماماً بتأثير الأزمات الإقليمية عليهم. إلا أن «ما تجتمع عليه فرنسا مع الشركاء الدوليين هو ضمان المحافظة على استقرار هذا البلد».

4 ــــ إلى اجتماعه برئيس البرلمان ثم رئيس الحكومة في السرايا، في جدول اعمال هولاند لقاء مع البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي في خلوة في قصر الصنوبر، ولقاء مع رؤساء الطوائف اللبنانية، الى اجتماعه برؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة السابقين ورؤساء الأحزاب. يعني ذلك أن لا لقاء متوقعاً مع حزب الله كون رأس الحزب الأمين العام السيد حسن نصرالله لا يسعه لأسباب أمنية المشاركة في اللقاء، ولن يحل سواه محله بسبب إصرار الترتيبات البروتوكولية على حصر اللقاءات ــــ وهي لن تكون ثنائية ــــ برؤساء الأحزاب فقط: «نحن نتحدث مع الجميع. مع البعض يكون الحوار سهلاً ومع البعض الآخر أحياناً صعباً. لكن حوارنا معهم جميعاً».

ما يعنيه أيضاً هذا الموقف، بحسب المسؤولين المعنيين، أن الحوار الدائر بين باريس وحزب الله «يقتصر على السفير والسفارة ليس إلا، ولن يرتقي الى حد الإجتماع برئيس الدولة». إلا أن ما هو في عمل الديبلوماسية الفرنسية في بيروت أن حزب الله «حزب لبناني لديه دور يضطلع به وشريك رئيسي في الحياة السياسية، ما يتيح استمرار الحوار معه». أما فحوى ما سيردده هولاند مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، فيقع تحت عناوين الإستقرار والأمن والنازحين السوريين وسبل دعم لبنان على مواجهة تداعيات الحرب السورية إنسانياً ومالياً واجتماعياً. لكن الأساس في الرسائل المتوقعة لهولاند: الإلحاح على إنتخاب رئيس للجمهورية، وإطلاق عمل المؤسسات الدستورية كي تستعيد دورتها الطبيعية. في هذا السياق، ترمي الزيارة إلى «تأكيد الموقف نفسه باسم الشركاء الدوليين الذي يقاسمون باريس هذا الدور، خصوصاً وأنها تبدو كأنها الوحيدة التي تتحرّك من أجل لبنان».

5 ــــ تبعاً لما يقوله المسؤولون المعنيون، فإن باريس تعتقد بأن الهبة السعودية بـ4 مليارات دولار «جُمدت ولم تلغَ. السعوديون هم الذين أرادوا سلاحاً فرنسياً للجيش اللبناني يعكس ثقتهم بهذا السلاح، وهو السلاح التقليدي في الجيش اللبناني لعقود طويلة، ووافقت باريس على إبرام العقد كون هدف الهبة يتطابق مع النظرة الفرنسية الى الجيش اللبناني. السلاح سيظل متوافراً في إنتظار أن يتخذ السعوديون موقفاً مغايراً كونهم المعنيين بالهبة». على أن هذا الموقف وفق ما يقوله هؤلاء يشير الى ان باريس «لن تتوقف عن دعم الجيش، بل تتمسك باستمرار التعاون، وخصوصاً في مواجهة تحديات الإرهاب».

6 ــــ تعتقد باريس بأن ثمة «قلقاً دولياً» حيال لبنان ما ينفي واقع وجود ستاتيكو. مرد هذا القلق الى «تداعيات أزمات المنطقة عليه وتأثره بها، بيد أن الرئيس يعتقد بأن من السهل إيجاد تسوية للأزمة اللبنانية في معزل عما يجري في المنطقة الغارقة في التوتر والنزاعات. لا نريد أن نفاوض عن اللبنانيين، بل أن نساعدهم على إيجاد إطار للحل الذي يريدونه. الزيارة محطة في سياق الجهد الفرنسي، تليه مسارات عدة في اتجاه المنطقة والمجتمع الدولي. تحدثت باريس مع ايران والسعودية، ولا يسعها أن تتكلم مع أحدهما دون الآخر، أو تستثني أياً منهما. تكلمنا أيضاً مع الأميركيين والروس، وعلى مستويات مختلفة. نحن وحدنا مَن يمسك بالمبادرة للتكلم عن لبنان. ما نقوله هو نفسه في العلن. لا كلام سرياً لدينا أو كلاماً في الخفاء. الجميع يعرف موقفنا».

7 ــــ لا يقتصر موقف باريس على دعم النازحين السوريين ومساعدتهم «بل يشمل أيضاً المجتمعات اللبنانية المضيفة من خلال تلك المساعدات، وهي أول من يتلقاها. على النازحين السوريين أن يعودوا الى بلادهم عندما يحين الوقت. نحن الآن في صدد تطوير التسوية السياسية لسوريا من خلال المفاوضات. في المقابل نستمر في إتخاذ إجراءات المساعدة لتمكين السوريين واللبنانيين على إمرار هذه المرحلة الصعبة على كل المستويات والبنى».

8 ــــ ترى باريس أن نموذج اتفاق الدوحة «لا يمكن أن يتكرر. الوضع في المنطقة مختلف اليوم وهي تمر بنزاعاتها، ما يجعل دولها في انشغال مختلف عما رافق اتفاق الدوحة. سيكون من الصعب توقع نموذج اتفاق الدوحة أو ما يماثله لأن حظوظ التسوية في المنطقة أقل بكثير من حظوظ لبنان. بل يبدو لبنان أوفر حظاً للوصول إلى تسوية سياسية. لا نريد الحلول محل اللبنانيين، بل دفعهم الى هذه التسوية. في الإمكان فصل المشكلة اللبنانية عن أزمات المنطقة وإبرام تسوية محلية. لا حظوظ لتسوية سعودية ــ ايرانية في الوقت الحاضر، والحرب السورية تحتاج الى وقت ما يجعل من الضروري فك الترابط بين الداخل والخارج. رهاننا أن من الممكن للبنان حل أزمته بمفرده، وهو بالتأكيد لن يصطدم بأي اعتراض أو تحفظ دولي».

9 ــــ لا فيتو لفرنسا على مرشح، ولا تدعم مرشحاً: «قلنا ذلك للجميع على السواء. عندما نكون في صدد تسوية لا نتحدث عن فرض مرشح. عندما نتحدث عن تسوية لا نتحدث أيضاً عن توافق، لأن من غير الممكن الحصول على موافقة الجميع. عندما نتطرق الى تسوية، على المسيحيين أن يكونوا شركاء أساسيين فيها».

جريدة البناء
جريدة البناء

البناء

قمة اسطنبول: فشل سعودي بإدانة إيران وتجريم حزب الله… وبيان تقليدي
العراق يخرج عن السياق ويخلط الأوراق… وسورية تستعدّ لجولتَيْ حلب وجنيف
سلام صافح سلمان بلا لقاء… ومطالبات بقطع علاقة لبنان بالمحكمة إذا اتَّهمت!

كتب المحرّر السياسي

مع خروج الدخان الأبيض من اجتماع وزراء الخارجية للدول الإسلامية بمسودة البيان الختامي الذي حظي بموافقة الملوك والرؤساء، تمهيداً لإعلانه اليوم مع نهاية أعمال القمة التي راهنت عليها السعودية لتكون ذروة التصعيد ضد إيران والحرب على حزب الله، تمهيداً لتفاوض من موقع القوة، بعد إطفاء بؤرة الاستنزاف التي راهنت عليها في اليمن، وسلوك طريق التسوية فيه، والإمساك بأوراق تعطيل المسار السياسي في سورية عبر حقن وفد المعارضة بمنشطات العرقلة والتأجيل، وتعطيل المسار الرئاسي في لبنان بإمساك تيار المستقبل والحكومة من نقطة الوجع المالي لفرض رهن الاستحقاق الرئاسي بالتوقيت السعودي. وقد جاءت المسودة النهائية للبيان الختامي للقمة معاكسة للرغبات التي حملتها السعودية ووردت في المسودة الأولى، حيث خلا البيان من عبارات التصعيد ضد إيران بتهمة دعم الإرهاب وتصعيد التوترات الطائفية والمذهبية في المنطقة، وكذلك من الفقرة المخصصة لاتهام حزب الله بالإرهاب.

المسودة النهائية دعت إيران والدول الإسلامية المجاورة، كما كل البيانات التقليدية للقمم السابقة، لحل الخلافات بالحوار والحفاظ على علاقات الأخوة وحسن الجوار، وفقاً لمبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بعدما شكلت تركيا وباكستان ثنائياً لوساطة بين إيران والسعودية، خلافاً لتوقعات السعودية بضمّهما إلى خط المواجهة الأمامي مع إيران، حيث لعبت المصالح الأمنية الحدودية والمصالح الاقتصادية الإستراتيجية للبلدين دوراً في تكرار مشروع الوساطة للمرة الثانية في الخلاف السعودي الإيراني، بعد أزمة الحجاج الإيرانيين والبعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

استثمرت السعودية مالاً وفيراً لضمان حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورعاية المصالحة بينه وبين الرئيس التركي رجب أردوغان، وفشل المسعى بمقاطعة الرئيس المصري أعمال القمة أمام موجة غضب شعبية ضد المصالحة، ومزاج سلبي يقابل التعاون مع السعودية، وأزمة ثقة فجّرتها عملية التنازل المصرية عن جزيرتي تيران وصنافير، وما يرتبط بالجسر البري عبرهما من تعاون إسرائيلي سعودي بتحويل حيفا إلى بوابة متوسطية بين الخليج وأوروبا على حساب قناة السويس.

كما استثمرت السعودية مالاً وفيراً مشابهاً لدعم الخزائن الخاوية، لكل من أنقرة وإسلام آباد، لكن المصالح العليا لدولتين مؤسستين لا يملكها الرؤساء، فمواجهة المخاطر الأمنية عبر الحدود تستدعي تعاوناً مع إيران لكلتيهما، والتطلع لأدوار استراتيجية اقتصادية يتطلب من تركيا الرهان على دور جسر الوصل بين أوروبا وإيران ويتطلب من باكستان الحفاظ على أفضل العلاقات بإيران التي تمرر أنابيب النفط والغاز عبر الأراضي الباكستانية إلى الهند والصين.

الفشل السعودي في اسطنبول وتقدّم مساعي التسويات والحرب على الإرهاب، يتوقف في كل من دمشق عند انتظار استحقاقَي معركة حلب ومحادثات جنيف، كما يتوقف في العراق عند محطات الخروج عن السياق التي أوحت أن الأوراق الممسوكة في صراعات المنطقة، بما حملته تطوّرات مجلس النواب من خلط للأوراق التي أشاعت قلقاً من تسرّب الفوضى، وإصابة مساعي الحرب على الإرهاب بالوهن، بينما حملت بشائر معاكسة بما أظهرته من انقسام لا يسير على خطوط طائفية بتبلور معسكرين متقابلين متلوّنين طائفياً، وظهور خلفية عراقية صرفة للحراك الذي انطلق في مجلس النواب.

لبنانياً، توزّع الاهتمام بين فشل مساعي لقاء رئيس الحكومة تمام سلام مع الملك سلمان واقتصر الأمر على مصافحة وقوفاً في رواق على هامش القمة، وبين التسريبات المتصلة بتوجيه المحكمة الدولية الاتهام إلى الأمين العام لحزب الله وسط مطالبات بقطع لبنان علاقته بالمحكمة إذا حدث ذلك.

بين سلمان وسلام مصافحة…

لم يستطع رئيس الحكومة تمام سلام انتزاع أكثر من مصافحة ولقاء جانبي سريع مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في نهاية الجلسة الافتتاحية لأعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت أمس في اسطنبول، حيث اقتصر الحديث على المصافحة والمجاملات، قبل أن يغادر الملك السعودي عائداً إلى الرياض بعد إلقاء كلمته في القمة.

لقاء سلمان – سلام في الشكل والمضمون مؤشر جديد على استمرار تردي العلاقة الخليجية مع لبنان لا سيما السعودية، وإلى عدم وصول مساعي رئيس الحكومة والوسطاء إلى نتيجة في ترميمها، رغم كل ما قدمته الحكومة وحلفاء المملكة في الداخل من تنازلات. وقالت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» إن «تصرف الملك سلمان مع رئيس حكومة لبنان في القمة ليس لائقاً بحقه ولا بحق الحكومة ولا بحق لبنان في الوقت الذي يقضي فيه سلمان 5 أيام في مصر ولا يعطي لبنان بشخص رئيس حكومته بضع دقائق». مشيرة إلى أن «هذا التصرف السعودي يأتي استكمالاً لما نشرته صحيفة الشرق الأوسط بأن لبنان كذبة»، كاشفة أن «الوسطاء الذين عملوا على ترتيب لقاء سلام مع سلمان طلبوا فقط مصافحة بين الملك. وهذا يدلّ على العلاقة الفوقية التي يمارسها الخليجيون تجاه لبنان وقبول لبنان بهذه العلاقة». ولفتت إلى أن «تصرف الملك السعودي مع الرئيس سلام قطع الطريق على زيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى السعودية».

.. ومصادر: لا تعليق ولكن!

ورفضت مصادر وزارية مقرّبة من رئيس الحكومة التعليق على لقاء سلام سلمان لعدم اطلاعها على ما دار من حديث بينهما، لكنها رفضت وصفه بالجاف أو غير المنتج على صعيد ترميم العلاقة بين الخليج ولبنان. وأشارت المصادر إلى لقاءات سلام مع رؤساء دول خليجية أخرى لا سيما مع أمير قطر وأمير الكويت التي تصب في خانة ترطيب الأجواء الخليجية – اللبنانية، ولفتت إلى مواقف سفراء دول الخليج الإيجابية تجاه لبنان خلال زيارتهم بكركي أمس.

وعما ورد في بيان السفراء في بكركي بأنه «طالما هناك هجوم من حزب الله وغيره على دول الخليج فالخلاف قائم»، أجابت المصادر: «لدول الخليج الحرية في علاقتها مع حزب الله، والتصعيد ضده، لكن ليس ضد لبنان».

المواجهة مع حزب الله مستمرة

وقالت مصادر دبلوماسية لـ«البناء» إن «الملك السعودي في الفترة الأخيرة أحجم عن إعطاء مقابلات بسبب تردي أوضاعه الصحية»، وتوقعت المصادر «استمرار المواجهة بين الدول الخليجية وحزب الله بأشكال مختلفة ومتعددة».

ضغوط أميركية أوروبية على السعودية

وأشارت المصادر إلى أن «دول الخليج والسعودية تحديداً كانت ستتجه إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد لبنان أقسى من تلك التي اتخذتها بعد قمتي القاهرة وجدة، إلا أن ضغوطاً أميركية أوروبية، وأبرزها فرنسية مورست على دول الخليج للفصل في التعامل بين حزب الله وبين لبنان، وألا تؤدي هذه الإجراءات ضد حزب الله إلى الإضرار بالمصالح اللبنانية».

وشدّدت المصادر على «تركيز الولايات المتحدة وفرنسا على المساعدات السعودية للبنان لا سيما السلاح المخصص للأجهزة الأمنية اللبنانية الذي يحتاجه لبنان لمكافحة الإرهاب في إطار الحرب الأميركية الدولية على الإرهاب، ما يتطلّب دعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية اللبنانية».

وكشفت المصادر أن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين حذروا السعودية من أن «ما تتخذه من إجراءات ضد حزب الله يمكن أن يؤدي إلى إضعاف المؤسسات اللبنانية لا سيما الأمنية، وهذا يتناقض مع الرؤية والسياسة الأميركية – الأوروبية تجاه لبنان لناحية مواجهة الإرهاب المنتشر على حدوده مع سورية». وقال الرئيس سلام خلال كلمته في القمة: «إنّنا نعلنُ تضامنَنا الكامل مع أشقائنا العرب، في كلّ ما يمَسُّ أمنَهم واستقرارَهم وسيادةَ أوطانهم ووَحدةَ مجتمعاتهم، ونؤكّدُ وقوفَنا الدائمَ إلى جانبِ الإجماعِ العربيّ».

ترقُّب محلّي لقرار المحكمة الدولية…

في غضون ذلك، تترقب الأوساط المحلية بقلق بالغ ما سرّب من معلومات عن قرار سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، يتّهم حزب الله مجدداً بالاغتيال بشخص أمينه العام السيد حسن نصر الله، وبعض الشخصيات في الدولة السورية. وإذ رفضت مصادر وزارية التعليق على هذه المعلومات، قالت لـ«البناء»: «عندما يصدر القرار نعلّق عليه ولن نستبق صدوره، وهذا يفرض مناقشته في الحكومة التي هي المرجع الصالح لتحديد موقف لبنان من أي قرار من المحكمة».

القرار سيقطع علاقة لبنان بالمحكمة

وقالت مصادر عليمة في 8 آذار لـ«البناء» إن «المعلومات المسرّبة عن قرار المحكمة الدولية هو دس إعلامي وتسريبات خليجية في سياق الحرب الخليجية على حزب الله وتلقفها بعض الإعلام اللبناني المعروف الانتماء والولاء للسعودية، لا سيما أن مصدر تمويل صحيفة روز اليوسف سعودي»، وشددت المصادر على أن «لا أحد يجرؤ لا في لبنان ولا في الخارج على المسّ بقدسية وموقع ومقام ومكانة السيد نصرالله على صعيد لبنان والعالمين العربي والإسلامي». وحذّرت من أنه «في حال صحّت المعلومات وصدر قرار من هذا القبيل، فإنه سيولد ميتاً ولا تتعدى مفاعيله ذاته فقط، بل سيرتد على المحكمة نفسها وسيقطع علاقتها بلبنان».

على الحكومة والقضاء التزام الصمت

ودعت المصادر الحكومة والقضاء والأطراف السياسية التي تعادي المقاومة التزام الصمت حيال أي قرار ضد حزب الله وعدم تلقفه أو التجاوب معه تحت حجة مفاعيله القانونية، «بل عليهم تغليب مصالح الدولة العليا واعتبارها فوق كل قرار قضائي داخلي كان أم خارجي»، كما حذرت من أن «قراراً كهذا سينهي المحكمة نفسها ولن يأخذ لبنان حينها بعين الاعتبار الاتفاقية بين لبنان والمحكمة»، معتبرة أن «حزب الله جزء من الفريق المنتصر في الإقليم ولا يجرؤ أحد على المسّ به أو استضعافه، كما حصل في مراحل سابقة ولن يسكت عن أي قرار ضده».

هل ضلّلت المحكمة مجدداً؟

ورجّح سفير لبناني سابق في واشنطن لـ«البناء» أن تكون هذه المعلومات مجرد إشاعات إلا في حال توفرت للمحكمة نتيجة التحقيقات بعض المعلومات تتطلب الاستماع لشهود جدد من حزب الله، وأوضح أن «المحاكم الدولية عادة تتسم بالاستقلالية والحيادية، لكن يمكن أن تعمد بعض الجهات السياسية والإعلامية إلى تسييسها»، ورفض «ربط صدور قرار كهذا بالضغط الخليجي على حزب الله، واعتبر أن المحكمة تضم قضاة عديدين لديهم سمعتهم ومعطياتهم ولا يمكن أن يسكتوا جميعاً عن أية اتهامات عشوائية، لكن من الممكن حدوث اختراقات للمحكمة أو محاولات تضليل قضاتها بشهود أو بمعطيات غير صحيحة، كما حصل في محكمة الحريري».

سفراء الخليج في بكركي

العلاقات اللبنانية الخليجية حضرت في بكركي، حيث أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال اجتماعه مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الذين لبّوا دعوته إلى الصرح، «التأكيد على الصداقة بين لبنان وكل بلد من بلدانكم النبيلة، والإعراب عن أسفنا لغيمة صيف مرّت وعكرت الأجواء مع بعضٍ من أوطانكم».

ومن جهته، جدّد السفير الكويتي عبد العال القناعي، باسم السفراء، الدعوة إلى «انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت لينتظم عمل الدولة اللبنانية ومؤسساتها»، مؤكداً «تنقية علاقات لبنان مع الدول العربية وإنهاء التوتر والمحافظة على أفضل العلاقات مع دول الخليج». وأعلن أنه «لم يتم ترحيل أي لبناني من دول الخليج اعتباطياً»، مشدداً على أن «جميع الحالات جاءت وفق أمور قانونية ودستورية». وقال رداً على سؤال «طالما هناك هجوم من حزب الله وغيره على دول الخليج، فالخلاف قائم».

صيّاح لـ«البناء»: لمسنا نية لترطيب العلاقة

وقال النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح لـ«البناء» إن «أجواء اللقاء كانت إيجابية ولمسنا نية لدى دول الخليج لترطيب الأجواء مع لبنان، وأكدوا لنا ترحيب دولهم باللبنانيين الذين يأتون إلى دول الخليج للعمل بشرط التزامهم القوانين». وشدّد صياح على أن «سفير الكويت طمأن بأن اللبنانيين الذين طلبت السلطات الكويتية منهم مغادرة أراضيها عللت الأسباب، ولم تكن الطلبات عشوائية». وشدّد صياح على أن «اللبناني الذي يذهب للعمل في دول الخليج لا يستجدي أحداً بل يعمل بكد وجهد ويؤمن مصالحه ويساهم في تنمية وتطوير اقتصادات تلك الدول».

وعن وجود نية لدول الخليج للعودة عن قرارها بالطلب من رعاياها مغادرة لبنان ومنع مواطنيها من السفر إليه لا سيما على أبواب موسم السياحة، قال صياح: «لم نتطرّق إلى تفاصيل هذا الموضوع، لكن هناك حرص من السفراء على الاقتصاد اللبناني وعلى قطاع السياحة». وعما إذا كان البطريرك الراعي قد أثار التصعيد الخليجي ضد حزب الله خلال اللقاء مع السفراء، قالت مصادر بكركي لـ«البناء» إن «موقف بكركي معروف بأن حزب الله حزب لبناني ومكوّن أساسي في التركيبة اللبنانية وله موقعه ومقامه وموجود في المجلس النيابي وفي الحكومة وفي إطار المقاومة ودوره أساسي وهام في الدفاع عن لبنان، لكن بكركي لا تتدخل في عمل الحكومة التي تسعى وتعمل على ترطيب العلاقات الخليجية مع لبنان، بشكل عام ومعالجة الشوائب». أما عن الملف الرئاسي، فأضافت المصادر أن السفراء طرحوا هذا الملف، لكن لا جديد لديهم.

«الوفاء للمقاومة»: على الحكومة التصدّي

ودانت كتلة «الوفاء للمقاومة» خلال اجتماعها الدوري «الضغوط التي يمارسها النظام السعودي في الاجتماعات المتصلة بالقمة الإسلامية من أجل الإساءة إلى حزب الله وسمعة مقاومته، وهو ما يوجب على الحكومة اللبنانية الوقوف ضدها بحزم ودون تردّد، باعتبار أن حزب الله المقاوم هو مكوّن أساسي في الحكومة وفي البلاد، وبأن الافتراء عليه بتهمة الإرهاب هو توجّه كيدي وطعن يطالها ويجب الاعتراض عليه والتصدي له». وأشارت إلى أن «مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية قد أقرّ في القاهرة قبل أيام حق المقاومة في تحرير أراضيها من الاحتلال واستعادة حقوقها المشروعة، ولا يجوز للحكومة اللبنانية أن تقبل بإسقاط هذا الحق، عبر السكوت أو مجرد التحفظ على أي إساءة للمقاومة يحاول البعض تمريرها في أي محفل أو مؤتمر من المؤتمرات، خصوصاً تلك التي يكون لبنان مشاركاً فيها».

بري دعا لجلسة انتخاب

رئاسياً، دعا الرئيس بري إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية يوم الاثنين 18 نيسان الحالي.

جريدة اللواء
جريدة اللواء

اللواء

إهتمام أميركي مثير قبل وصول هولاند
وسلام يؤكّد على الإجماع العربي ورفض التوطين

يعود الاهتمام إلى الشؤون الداخلية، بعد الانشغال الرسمي بقمة اسطنبول الإسلامية. ولا يقتصر الاهتمام اللبناني على الاعداد لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً، وبلورة مشروع تفاهم على حل ينهي أزمة جهاز أمن الدولة في جلسة مجلس الوزراء المتفق على انعقادها بعد ظهر الاثنين المقبل، والتي تتزامن مع جلسة تحمل الرقم 38 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تمنى الرئيس تمام سلام لو كان منتخباً ليلقي كلمة لبنان وهو المسيحي الماروني، امام مؤتمر القمة الإسلامية الذي ينهي أعماله اليوم في اسطنبول.

وفي ضوء أجندة الأيام المقبلة، ترتدي جلسة الحوار التي تعقد في عين التينة الأربعاء المقبل والمؤجلة من 30 آذار الماضي بسبب وفاة والدة الرئيس تمام سلام، وتحمل الرقم التسلسلي 17 أهمية استثنائية، نظراً لما ستسفر عنه زيارة الرئيس هولاند من نتائج، واتضاح مسار المناخ الرئاسي في ضوء عداد نصاب جلسة الاثنين، بعدما ترددت معلومات قوية من ان تيّار «المردة» يدرس المشاركة اما بنائبين من كتلته المؤلفة من أربعة نواب، أو بنزول رئيس الكتلة المرشح سليمان فرنجية إلى المجلس، إذا ما كانت الاتصالات قد وصلت إلى مرحلة عقد اجتماع مع الرئيس سعد الحريري، سواء في «بيت الوسط» أو ساحة النجمة.

وعشية الجلسة، كشف مصدر كتائبي رفيع لـ«اللواء» ان حزب الله يدرس إطلاق مبادرة وصفت «بالقوية» تتعلق بالاستحقاق الرئاسي خصوصاً والوضع السياسي عموماً بهدف الخروج من المأزق الراهن. لكن المصدر لم يشأ التأكيد عمّا إذا كانت المبادرة ستعلن قبل جلسة الحوار أو بعدها، علماً ان الحوار سيتطرق في هذه الجلسة إلى قانون الانتخابات وإلى الجدل الحاصل حول عقد جلسات تشريع للمجلس النيابي، تحت عنوان «تشريع الضرورة».

حركة أميركية

في هذا الوقت، كان من المثير للاهتمام الحركة الأميركية النشطة في بيروت والتي تتركز بصورة أساسية على دور الأجهزة الأمنية اللبنانية في مكافحة الإرهاب، وما يمكن القيام به لدعم هذه الأجهزة ولا سيما الجيش اللبناني، سواء بأجهزة المراقبة، أو كشف المتفجرات، أو الأسلحة اللازمة.

فمن جهته، أجرى المبعوث الأميركي الخاص بقضية الرهائن جيم اوبراين الذي وصل ليل أمس الأوّل وغادر ليل أمس، بعد لقاء وزير الداخلية نهاد المشنوق، ومن جهة ثانية كانت السفارة الأميركية في بيروت تنظم مؤتمراً بعنوان «اختراق التطرف» تركز على كيفية استخدام «داعش» والتنظيمات المتطرفة الأخرى لأجهزة الانترنت والتواصل الاجتماعي، حيث شارك، وفقاً لما كشفه المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ناثان تك ان أكثر من مائة خبير لبناني واميركي يشاركون في هذا المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام.

والاهم في الحركة الأميركية هو مواصلة القائم باعمال السفارة الاميركية في بيروت السفير ريتشارد جونز الذي كانت له محطة في «بيت الوسط» أمس، والتقى الرئيس الحريري، بعدما كان زار النائبين ميشال عون ووليد جنبلاط، على ان يواصل لقاءاته في الأيام المقبلة حيث تركزت إتصالاته على موضوعين:

1- الإنتخابات البلدية، حيث أبلغ السفير الذين التقاهم أن بلاده تنظر بعين الارتياح إلى التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات البلدية.
2- استطلاع ما يمكن للإدارة الأميركية أن تقدمه من مساعدة لإنهاء الشغور الرئاسي.
ولم يتردد جونز من الإعلان بعد لقاء الرئيس الحريري أن ما لمسه في اتصالاته أن الانتخابات الرئاسية ما تزال في طريق مسدود.

زيارة هولاند

وربط سفير أوروبي آثر عدم الكشف عن إسمه، تحرك جونز بزيارة الرئيس هولاند، واصفاً هذا التحرّك بأنه محاولة «للقوطبة» على أي دور لفرنسا لإنهاء الشغور الرئاسي.

وعشية وصول هولاند إلى بيروت اتخذت قوى الأمن تدابير سير استثنائية قضت بمنع وقوف السيّارات على الطرقات والتقاطعات المؤدية من مطار رفيق الحريري الدولي وحتى ساحة رياض الصلح، إعتباراً من مساء اليوم الجمعة.

تجدر الإشارة إلى أنه سيكون في استقبال الرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى المطار ظهر غد السبت نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وسيتوجه الرئيس هولاند مباشرة إلى وسط العاصمة، حيث يجول في بعض شوارعها وأسواقها، ثم يجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في المجلس النيابي، وينتقل بعد ذلك إلى السراي الكبير للقاء الرئيس سلام، ويبدأ مساءً استقبالاته في قصر الصنوبر باجتماع مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وبعد ذلك مع القيادات السياسية من كافة الاتجاهات، ويشارك هؤلاء جميعاً في حفل استقبال يقام للمناسبة. وفهم أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد سيمثّل «حزب الله» في هذا الحفل.

سلام في اسطنبول

واليوم يعود إلى بيروت الرئيس تمام سلام بعدما مثّل لبنان في القمة 13 لمنظمة التعاون الاسلامي التي تنهي أعمالها اليوم في اسطنبول، وعقد سلسلة من اللقاءات، كان أبرزها اللقاء الخاطف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي اقتصر على المصافحة وتبادل عبارات الود، بسبب عودة الملك إلى الرياض، إثر انتهاء الجلسة الافتتاحية للقمة. ووصف وزير مرافق للرئيس سلام هذه المصافحة بأنها «كانت جيّدة».

وأفادت مندوبة «اللواء» إلى اسطنبول لينا الحصري زيلع أن الرئيس سلام سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الذي تسلّمت بلاده رئاسة المؤتمر من مصر التي مثّلها وزير الخارجية سامح شكري وغادر المؤتمر بعد إلقاء كلمته، مما أثار تساؤلات حول استمرار التوتر في العلاقات بين القاهرة وأنقرة على خلفية مسألة الإخوان المسلمين.

ولاقت كلمة سلام إرتياحاً في أروقة مركز المؤتمرات حيث انعقدت القمة، إذ أكد أن لبنان «يرفض محاولة لفرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة»، معلناً تضامن لبنان الكامل مع الأشقاء العرب والوقوف الدائم إلى جانب الإجماع العربي، مشيراً إلى تدخلات خارجية تؤجج الصراعات في المنطقة العربية، من دون أن يُشير بالإسم إلى إيران، مؤكداً أن لبنان يرفض بأي شكل من الأشكال توطين النازحين السوريين على أراضيه، مرحّباً بأي جهد لإنهاء أزمة الحرب السورية.

حركة بكركي

وفي سياق متصل، لفت الانتباه تحرك بكركي على خط ترطيب العلاقات اللبنانية – الخليجية، حيث اعرب البطريرك الراعي خلال اجتماعه مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الذين لبوا دعوته إلى بكركي عن أسفه لغيمة الصيف التي مرّت وعكرت الأجواء مع بعض البلدان الخليجية، فيما لفت السفير الكويتي عبد العال القناعي باسم السفراء إلى ان مواقف دول الخليج اتسمت بالدعم للبنان، وأن هذه الدول كانت ولا تزال تحتضن اللبنانيين وتقدم لهم أفضل التسهيلات، معلناً انه لم يتم ترحيل أي لبناني من دول الخليج اعتباطياً، وأن جميع الحالات جاءت وفق أمور قانونية ودستورية، جازماً بأن لا أزمة دبلوماسية مع لبنان، فكل السفراء موجودون على رأس سفاراتهم.

لكن السفير القناعي قال رداً على سؤال: «طالما هناك هجوم من حزب الله وغيره على دول الخليج فالخلاف قائم، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت لينتظم عمل الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

الانتخابات البلدية

وفيما جدد الرئيس سعد الحريري تأكيده من بيت «الوسط» وأمام وفد شعبي من المنية، ان الانتخابات البلدية ستجري في موعدها، داعياً الجميع إلى الاستعداد للمشاركة فيها، علمت «اللواء» ان الاتصالات بالنسبة إلى انتخابات بلدية بيروت أدت إلى ترشيح المهندس جمال عيتاني لخلافة المهندس بلال حمد لرئاسة البلدية. والمهندس عيتاني يشغل حالياً منصب مدير لشركة سوليدير وهو كان رئيساً سابقاً لمجلس الإنماء والإعمار.

وانعقد في طرابلس مساء أمس اجتماع في منزل النائب أحمد كرامي حضره الرئيس نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر ومحمّد كباره، وغاب عنه النائب محمّد الصفدي لوجوده خارج لبنان، وخصص للتداول في العناوين العريضة للانتخابات البلدية في طرابلس، ولكن من دون الدخول بالتفاصيل بانتظار مشاركة الصفدي الذي مثله في الاجتماع شقيقه أحمد.

ولوحظ ان الوزير السابق فيصل كرامي لم يُشارك في الاجتماع، واستعيض عن ذلك باتصال جرى بين الرئيس ميقاتي وكرامي. وأكدت مصادر مطلعة ان التوافق في انتخابات طرابلس يسير بخطى ثابتة، وإن كانت القوى السياسية المعنية لم تدخل بعد في التفاصيل.

المصدر: صحف