معرفة درجة الحرارة هذه الأيام هي عملية بسيطة، حيث يمكننا معرفة توقعات درجات الحرارة والطقس بكل سهولة من خلال نظرة عابرة على الهاتف الذكي. مع ذلك، فإن معرفة درجة الحرارة قبل قرنين من الزمان ليست بالعملية السهلة على الإطلاق. لكن كيف تمكن العلماء من معرفة الحالة المناخية على الأرض قبل آلاف أو حتى ملايين السنين.
في الواقع، يمكن لأداة قياس درجات الحرارة الحديثة أن تخبرنا باتجاهات درجات الحرارة على كوكب الأرض على مدى السنوات الـ 150 الماضية.
الجواب باختصار: يُقدر الباحثون درجات الحرارة القديمة باستخدام بيانات من وسائل غير مباشرة لقياس درجة الحرارة من خلال أشياء طبيعية مثل هياكل الشعاب المرجانية، وحلقات الأشجار، ونوى الجليد.
الخصائص الفيزيائية المحفوظة منذ الماضي القديم لهذه الأشياء الطبيعية تساعد العلماء على تقدير الظروف الجوية في حقبة معينة. بعض الأمثلة الشائعة من وكلاء المناخ هي الصخور، والكتل الجليدية، وحلقات الأشجار، والرواسب البحرية. وهذه الأشياء تُعرف باسم “المحفوظات المناخية الطبيعية”، لأنها تحتوي على بصمات درجات الحرارة المحيطة بها.
على سبيل المثال، فإن الصفائح الجليدية في المناطق القطبية تساعدنا على تحديد درجات الحرارة التاريخية. مع سقوط الثلوج كل عام، فإن طبقة جديدة تتراكم من الجليد فوق سابقتها، وكل واحدة من هذه الطبقات المرئية تشكلت في درجات حرارة مختلفة، وبالتالي يكون لها خصائص كيميائية متميزة، وهكذا فكل طبقة تُعلمنا بظروف الحرارة في ذلك الوقت.
أما حلقات الأشجار فتكون إما أوسع أو أضيق تبعاً للظروف المناخية الحالية خلال فترة نمو الشجرة.
كما أن حبوب اللقاح التي تنتجها النباتات هي شديدة المقاومة للتحلل. منذ إنتاج حبوب اللقاح فإنها تعتمد إلى حد كبير على الظروف الجوية الحالية، إذ إن وفرتها أو انعدامها في مناطق جغرافية معينة يمكنها أن تساعدنا على تحديد كمية دفء أو برودة تلك المناطق في الماضي.
المصدر: مواقع