اعتداءات صهيونية متواصلة جنوباً.. قصف على شيحين وطيرحرفا ووادي الحجير – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

اعتداءات صهيونية متواصلة جنوباً.. قصف على شيحين وطيرحرفا ووادي الحجير

جنوب لبنان

يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، عبر غاراته اليومية والمستمرة على مختلف المناطق، في ظل استمرار التحليق المكثف للطائرات الاستطلاعية المسيّرة والحربية في أجواء الجنوب وبيروت.

ونفّذ العدو الإسرائيلي اعتداءين مباشرين باتجاه بلدة عيتا الشعب. الاعتداء الأول تمثل في عملية تجريف نفّذها العدو بين موقعي حدب عيتا، وهو الموقع الذي كان قبل الحرب الحالية مقسومًا بين الجيش اللبناني وجيش الاحتلال. وكان العدو قد أقام جدارًا إسمنتيًا يفصل بين منطقتي حدب عيتا وخلّة وردي، ونفذ اليوم أعمال تجريف في تلك المنطقة، في إطار سلسلة من عمليات التجريف المستمرة التي ينفذها على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، من الناقورة جنوبًا حتى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

ويجري الحديث تباعًا عن خمس نقاط، بالإضافة إلى ثلاث عشرة نقطة كانت موضع نزاع سابق. ويواصل العدو بناء جدران إسمنتية مزدوجة، وإقامة سواتر ترابية، كما يعمل على إزالة الغطاء النباتي بشكل كامل على طول الحافة الحدودية. وقد أنشأ في تلك المناطق نقاط تموضع واستقرار عسكرية.

أما الاعتداء الثاني، فقد تم عبر دبابة “ميركافا” إسرائيلية، إذ استهدفت أحد المنازل الجاهزة في بلدة عيتا الشعب، في سلوك عدواني متكرر يعتمده العدو ضد المنازل الجاهزة في القرى الحدودية الواقعة في الخط الأول.

وخلال ساعات الفجر من اليوم، وسّع العدو اعتداءاته لتطال قرى من النطاق الثاني الحدودي، لا سيما بلدتي شيحين وطيرحرفا، حيث استهدفت الطائرات المسيّرة والمدفعية الإسرائيلية منزلين في شيحين، ومركزًا لجمعية الرسالة الصحية في طيرحرفا، بالإضافة إلى منزل جاهز آخر هناك.

كما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن “مسيّرة اسرائيلية استهدفت مساء الاربعاء غرفا جاهزة في محيط الحسينية في بلدة شيحين”.

ولم تُسجّل إصابات في الأرواح، إلا أن الاعتداءات ألحقت دمارًا واسعًا بالمنازل، في مؤشر على تصعيد العدوان باتجاه عمق القرى الحدودية.  هذه الاعتداءات تتزامن مع تصعيد عمليات الرصد والتجسس الجوي، إذ تنفذ الطائرات المسيّرة المعادية طلعات متواصلة على مختلف المستويات، تقوم خلالها بجمع معلومات استخباراتية، واعتراض الاتصالات، إضافة إلى عمليات الاستهداف المباشر.

ويسير العدو محلقات تكتيكية فوق قرى الخطوط الأمامية والثانية والثالثة، خصوصًا في القطاع الغربي، حيث يكثّف وجوده الجوي في محاولة لمراقبة أي حركة على الأرض. كما يُضاف إلى ذلك استمرار تشغيل أجهزة التنصت والتجسس المثبتة في المواقع الحدودية الإسرائيلية، والتي تُوجّه نحو الداخل اللبناني، ما يشكّل خرقًا فاضحًا للسيادة اللبنانية.

وقد تجاوز عدد الخروقات الإسرائيلية منذ وقف إطلاق النار أكثر من 3200 خرق.

في سياق الاعتداءات، أطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية صواريخ استهدفت سيارة من نوع “ربيت” كانت تمر في منطقة وادي الحجير باتجاه قعقعية الجسر ومن ثم إلى منطقة النبطية، ما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين. وتكرر هذا المشهد العدواني بشكل شبه يومي، متنقلاً من قرية إلى أخرى، في ظل غياب أي ردع حقيقي.

 يتكرر هذا المشهد الدموي يوميًا، حيث يُضاف إلى سجل الاعتداءات ما حصل يوم أمس في بلدة عيترون، عندما استُهدفت سيارة “ربيت” أخرى، ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين.

كما سُمع مساء الاربعاء صوت دوي قوي في مناطق بيروت وضواحيها، تبين انه خرق لجدار الصوت من قبل طيران العدو الاسرائيلي.

وهذا التصعيد المتواصل يستدعي تدخلاً عاجلًا وفوريًا، وتصعيدًا في الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. إنها مسؤولية الدولة اللبنانية، والحكومة، وجميع الجهات المعنية التي يفترض أن تدافع عن مواطنيها.

وما نشهده حاليًا من صمت وتقاعس يُعد تقصيرًا واضحًا، إذ لم تفضِ أي من الاتصالات الرسمية أو المبادرات الدولية إلى وقف هذه الاعتداءات، بل نشهد تصاعدًا مستمرًا في وتيرتها.

المصدر: موقع المنار