تنطلق اليوم السبت في العاصمة الإيطالية روما جولة محادثات ثانية غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد مضي أسبوع على الجولة الأولى التي عُقدت في العاصمة العمانية مسقط ووصفها الطرفان بـ”البناءة. في حين قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن “المحادثات بين طهران وواشنطن في روما ستناقش جدولاً زمنياً للمفاوضات وربما إطاراً عاماً لاتفاق جديد”، حسب تعبيرها، في حين ذكرت صحيفة “طهران تايمز” أن “الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة قد تستمر لعدة أيام”.
ويشارك في محادثات اليوم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وتتوسط فيها سلطنة عمان.
من جهته، قال عراقجي، وهو أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، أمس الجمعة إن إيران “لاحظت قدراً من الجدية” لدى الأميركيين خلال الجولة الأولى، لكنه شكك في نواياهم. وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، “رغم أن لدينا شكوكاً جدية بشأن نيات الجانب الأميركي ودوافعه، سنشارك في مفاوضات الغد على أي حال”.
وقال عراقجي إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة “مرجح” إذا امتنعت واشنطن عن “طرح مطالب غير معقولة وغير واقعية”. وأكد عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”، وذلك بعد أن دعا ويتكوف إلى وقف التخصيب الكامل.
واستبق أول أمس الخميس ترامب محادثات اليوم بقوله “لست في عجلة من أمري للجوء إلى الخيار العسكري”، مضيفاً “أعتقد أن إيران ترغب في الحوار”. أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو فحث الدول الأوروبية أمس الجمعة على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستفعّل “آلية الزناد” التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائياً على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي، حسب زعمه. وحذرت إيران في وقت سابق من أنها قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تم تفعيل “آلية الزناد”.
يُذكر أن محادثات اليوم هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض بعض القيود على برنامجها النووي.
شمخاني: نفاوض من أجل اتفاق متوازن لا من أجل الاستسلام
بدوره، أعلن مستشار الامام السيد علي الخامنئي علي شمخاني أن “المفاوضين الإيرانيين يتوجهون إلى روما وهم يتمتعون بكامل الصلاحيات”، موضحاً أن “الفريق المفاوض يسعى للتوصل إلى اتفاق شامل يستند إلى عدة مبادئ: الجدية في تقديم الضمانات، رفع العقوبات، رفض نموذج ليبيا إمارات، تجنب التهديدات، السرعة في التفاوض، كبح مثيري الاضطرابات (ككيان العدو الاسرائيلي) وتسهيل الاستثمار”.
وأكد شمخاني أن “إيران جاءت من أجل التوصل إلى اتفاق متوازن لا من أجل الاستسلام”.
بقائي: نتخذ الخطى بعيون مفتوحة وسجل حافل بخبرات الماضي
وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي قد أعلن مساء الجمعة أن وزير الخارجية عباس عراقجي، قد توجه إلى العاصمة الايطالية روما للمشاركة في الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، “هذه الجولة من المفاوضات، كما الجولة الأولى، ستكون غير مباشرة، برعاية بدر البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان”.
وعن سبب اختيار روما مكاناً للمفاوضات، قال “تم اختيار روما بناء على اقتراح وزير الخارجية العماني وموافقة إيران واميركا، وتم اتخاذ الترتيبات اللازمة من قبل الحكومة العمانية بالتنسيق مع الحكومة الإيطالية”.
وفيما يتعلق بمحتوى المفاوضات، لفت المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن “البرنامج النووي السلمي الإيراني يتوافق تماماً مع المعايير والوثائق الدولية ذات الصلة، بما في ذلك معاهدة منع الانتشار النووي، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، في الإطار المقبول دولياً، مع الوفاء بالتزاماتها، عازمة على الحفاظ على حقوقها المشروعة والقانونية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وممارستها”.
وأضاف بقائي “إن إطار مواقف ومطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن رفع العقوبات غير القانونية والقضية النووية واضح تماماً وتم اطلاع الجانب الآخر به في الجولة الأولى من المفاوضات. وفي الوقت نفسه، ونظراً للمواقف المتناقضة التي سمعناها من مختلف المسؤولين الأميركيين خلال الأيام القليلة الماضية، فإننا نتوقع من الجانب الأميركي أن يقدم أولاً توضيحاً في هذا الصدد، وأن يزيل نقاط الغموض الجادة التي نشأت حول نواياه وجديته”.
هذا واستذكر تاريخ أميركا في التنصل من الالتزامات وطرح المطالب الزائدة، مؤكداً أن “تكرار الأساليب الماضية لن يكون مفيداً بالتأكيد، ولا يمكن تحقيق “خطوة إلى الأمام” إلا إذا امتنع الجانب الآخر، بواقعية ودون التأثر بالمحافل المتطرفة المحرضة على الحروب، بما في ذلك الكيان الصهيوني، عن طرح مطالب غير واقعية وغير معقولة، والتي تتعارض أيضاً مع القواعد والأعراف الدولية المقبولة، واعتمد نهجاً بناء ومعقولاً”.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أميركي أن “”إسرائيل” ستحتاج إلى دعم عسكري أميركي كبير إذا ضربت إيران وهذا ما يرفضه ترامب حالياً”.
المصدر: مواقع إخبارية