“هوبرات” نزع السلاح.. ووضع النقاط على الحروف – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

“هوبرات” نزع السلاح.. ووضع النقاط على الحروف

المقاومة الاسلامية - حزب الله - طوفان الأقصى - نصر 1 (5)
ذوالفقار ضاهر

ظهرت “هوبرات” نزع سلاح المقاومة خلال الأيام الماضية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنابر السياسية والإعلامية اللبنانية المعروفة التوجهات، والغايات، والأمنيات. وهذه الأمنيات، التي يحملها البعض منذ عشرات السنين، تتمثل في رفض أي قوة تواجه العدو الإسرائيلي وتدافع عن الحقوق العربية المسلوبة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمقدسات في الأراضي المحتلة.

لكن هذه “الهوبرات” الصاخبة، التي تفتقر إلى الفعالية الحقيقية أو الوجود الموضوعي في مراكز اتخاذ القرار – على الأقل في الداخل اللبناني – تم تقويضها عبر مواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ثم قائد الجيش العماد رودولف هيكل، قبل أن تضع مواقف قيادات حزب الله، وعلى رأسهم الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، النقاط على الحروف، وقد أوضح الشيخ قاسم أن المطروح ليس “نزع السلاح” كما تروج له بعض الأبواق التي تحاول خداع الرأي العام المحلي والدولي، وتمارس ضغطًا نفسيًا على الشارع اللبناني، بل أكد أن المطروح هو “استراتيجية دفاعية” يجري البحث فيها في الوقت المناسب، وفق شروط تضمن فهم دور المقاومة في هذه الاستراتيجية، وشدد الشيخ قاسم في كلمته يوم الجمعة 18-4-2025 على ان “فكرة ‏نزع السلاح يجب أن تُزال من القاموس، لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة… سنواجه من يعتدي على المقاومة ومن يعمل من أجل نزع السلاح كما ‏واجهنا إسرائيل..”.

وقد رسم الشيخ قاسم خارطة الطريق إلى ذلك بقوله:

“…الطريق الوحيد لمساهمتنا في تطبيق القرار 1701 بعد تنفيذ الاتفاق، هو الحوار والاتفاق ضمن قواعد وطنية ثابتة، تتضمن ثلاث ركائز أساسية لا بد أن تحكم أي حوار وأي نتيجة:
أولًا: حماية سيادة لبنان وتحرير أرضه، ووقف كل أشكال العدوان الإسرائيلي عليه.
ثانيًا: استثمار قوة المقاومة وسلاحها ضمن استراتيجية دفاعية تحقق التحرير والحماية.
ثالثًا: رفض أي خطوة تُضعف لبنان أو تؤدي إلى استسلامه للعدو الإسرائيلي.
هذه القواعد الثلاث يجب أن تكون حاكمة في أي نقاش حول الاستراتيجية الدفاعية، في الوقت المناسب لذلك”.

وبالتالي، فإن المسألة واضحة: لا وجود لما يسمى “نزع سلاح حزب الله” أو “نزع سلاح المقاومة”. وإنما يمكن، في الوقت المناسب، الخوض في نقاش حول الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان، والتي لا يمكن البدء بها إلا بخروج العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتوقف الاعتداءات على السيادة اللبنانية، وتحرير الأسرى، والالتزام بإعادة الإعمار.

والحقيقة أن الإصرار على عدم تسليم سلاح المقاومة يستند إلى منطق عقلاني وطبيعي: فمن يمتلك القوة التي تردع العدو وتحمي الوطن والشعب، لا يُعقل أن يفرّط بها، ويترك بلاده مسرحًا مفتوحًا للاعتداءات اليومية من عدو لا يتوقف عن القتل والتدمير والتهجير وارتكاب المجازر، كما تؤكد الأحداث اليومية في غزة ولبنان وسوريا، والمجازر التي ارتكبت خلال العقود الماضية في مختلف دول المنطقة. كل هذه شواهد تؤكد على ضرورة التمسك بكل عنصر من عناصر القوة، بل والسعي إلى تعزيزها وزيادتها ورفع منسوبها أكثر فأكثر.

وانطلاقًا من ذلك، فإن المطلوب هو الاستفادة من المقاومة وسلاحها لحماية لبنان، وبعدها يمكن مناقشة الشكل والأسلوب والتفاصيل الأخرى، وذلك في إطار الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية. وللتذكير، فإن حزب الله لطالما أبدى استعداده لهذا النقاش، وليس الأمر مستحدثًا. ففي خطابٍ ألقاه سيد شهداء الامة السيد الشهيد حسن نصر الله في 9 أيار 2022، قال: “… من عام 2006 إلى اليوم لم يقدموا أي ملاحظات على الاستراتيجية الدفاعية التي قدمناها، ونحن حتى اليوم جاهزون لمناقشتها، ولدينا الحجة والمنطق، ومن يهرب من النقاش هو الضعيف”، وتابع “نحن اليوم، وغدًا، وأمس، ومثلما كنا في عام 2006 وحتى آخر نفس: جاهزون لنناقش استراتيجية دفاعية وطنية، لماذا؟ لأن لدينا المنطق والحجة والدليل والتجربة والوقائع، ومن يهرب من النقاش هو من لا يملك الحجة ولا البديل”.

ويبقى أن نقول إن على أهل المقاومة وشعبها وكل المحبين والمؤيدين أن يثقوا بهذه المقاومة وقيادتها، التي تتخذ دائمًا – بفضل الله – القرارات المناسبة والصائبة، سواء في المبادرة والفعل، أو في الصبر والتحمل، والابتعاد عن ردود الفعل المتسرعة أو غير المحسوبة، كما يريدها ويسعى إليها العدو الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، من المفيد التذكير بما قاله مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا في حديث له يوم الجمعة 18 نيسان 2025: “كل ما تسمعونه هوبرات، لا تتأثروا بها… ثقوا بحزب الله وقيادته كما كنتم تثقون بسماحة السيد ‎الشهيد حسن نصر الله”.

المصدر: موقع المنار