تعتزم اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، يوم الأربعاء المقبل، مناقشة خطة إسرائيلية جديدة للتوسع الاستيطاني في منطقة شرقي المدينة المحتلة، تحت مسمى “جنوب شرق غيلو”، وذلك في خطوة أولى ضمن مسار المصادقة على المشروع.
وتهدف الخطة إلى توسيع مستوطنة “غيلو” باتجاه الجنوب الشرقي، على حساب أراضٍ وبيارات زيتون تعود ملكيتها لسكان مدينة بيت جالا الفلسطينية، وتشمل بناء 1900 وحدة استيطانية جديدة على مساحة 176 دونمًا من الأراضي المفتوحة الواقعة بين شارع الأنفاق والمستوطنة.
وتشير المعطيات إلى أن 29% من الأراضي التي تشملها الخطة مصنّفة كأملاك خاصة، و12% مملوكة لبلدية الاحتلال والدولة، و15% تحت إدارة ما يُعرف بـ”الوصي على أملاك الغائبين”، بينما لا تحمل 44% منها تسجيلًا رسميًا في السجلات العقارية.
وقد استولت سلطات الاحتلال على جزء كبير من هذه الأراضي عبر تفعيل قانون “أملاك الغائبين”، الذي يتيح مصادرة أملاك الفلسطينيين الذين هجّروا عام 1948 أو بعده، بحسب ما أفادت به جمعية “عير عميم” الإسرائيلية اليسارية المختصة بشؤون القدس المحتلة.
عدوان متواصل على جنين ومخيمها
وفي هذه الأثناء، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ91 على التوالي، وسط عمليات تجريف، وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية. ويدفع جنود الاحتلال بتعزيزات عسكرية، برفقة صهاريج وقود ومياه، من حاجز الجلمة إلى محيط مخيم جنين.
وقال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، إن آليات الاحتلال تواصل هدم المنازل داخل المخيم، وسط تشديد الحصار عليه، ومنع دخول أي جهة أو شخص إليه. وأشار إلى أن الطواقم الفنية في البلدية تواصل العمل في محيط المخيم وعلى أطرافه، مع استمرار المحاولات للعمل في المنطقة الغربية لإصلاح ما دمره الاحتلال من بنية تحتية، رغم المخاطر المحدقة.
وأكد جرار أن الإحصاءات تشير إلى تدمير 600 وحدة سكنية بشكل كامل في المخيم، إضافة إلى تعرض منازل أخرى لتدمير جزئي جعلها غير صالحة للسكن.
وبحسب وزارة الأشغال، فإن العمل جارٍ لتأمين مأوى مؤقت للنازحين في منطقة وادي برقين، حيث سيضم المخيم المؤقت في بدايته 32 بيتًا متنقلًا، يتسع كل منها لخمسة أفراد.
واستشهد مساء أمس الأحد الشاب سليمان فواز مناصرة (25 عامًا)، بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي عليه عند مدخل مستوطنة “حومش” المقامة على أراضي بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، واحتجز الاحتلال جثمانه.
كما أغلق جنود الاحتلال الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وجنين ومدخل بلدة بزاريا، بحجة تنفيذ عملية إطلاق نار في المنطقة. واعتقلوا شابين من بلدة عرابة جنوب جنين، بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدتي كفر دان واليامون غرب جنين، وانتشرت في أحيائهما، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين، واستهدفت صحفيين أثناء تغطيتهم لعدوان الاحتلال عند أحد مداخل مخيم جنين.
وكانت جرافات الاحتلال قد وضعت سواتر ترابية في محيط مسجد طوالبة عند المدخل الشمالي للمخيم، مع استمرار تحليق الطائرات المسيّرة في سماء المدينة والمخيم.
ويواصل جيش الاحتلال تدريباته العسكرية في محيط حاجز الجلمة شمال جنين، حيث يُطلق الرصاص الحي من وقت لآخر في محيط المخيم. وارتفع عدد الشهداء في محافظة جنين إلى 39 شهيدًا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على المدينة والمخيم قبل 91 يومًا، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات.
الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ85 على التوالي
في موازاة ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ85 على التوالي، ولليوم الـ72 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر من الاقتحامات، والمداهمات، والتخريب، والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم.
وقالت مصادر إعلامية إن آليات الاحتلال انتشرت صباح اليوم في شوارع المدينة، وتمركزت في شارع الحدادين، ونصبت حاجزًا طيارًا، ومنعت المركبات من المرور في الاتجاهين، كما منعت أصحاب المحال التجارية من الوقوف خارج محالهم تحت تهديد السلاح، وسط عمليات تمشيط وتفتيش، دون الإبلاغ عن اعتقالات.
وكانت قوات الاحتلال قد نشرت بعد منتصف الليل فرق مشاة في شوارع المدينة، وتمركزت في الحي الجنوبي، وداهمت مقهى “الشنار”، وأخضعت الشبان الموجودين فيه للاستجواب والتنكيل، قبل أن تعتقل الشاب أحمد نايفة.
كما تمركزت قوة أخرى في الحي الغربي، ونفذت عمليات تمشيط وتفتيش، واعتقلت الشاب أحمد عرفة من منزله قرب مدرسة حلمي حنون.
وتشهد طولكرم يوميًا تصعيدًا في الاقتحامات والاعتقالات، في إطار عدوان مستمر يشمل انتشار آليات الاحتلال الراجلة والمحمولة في الأحياء الرئيسية، ومطاردة الشبان، والاعتداء عليهم بالضرب والاعتقال والاحتجاز لساعات، بعد الاستيلاء على هوياتهم الشخصية وهواتفهم.
وفي السياق، دوى انفجار ضخم الليلة الماضية في حارة المنشية بمخيم نور شمس شرق المدينة، اشتعلت بعده النيران في أحد المنازل، وتصاعد دخان كثيف، بينما يعيش المخيم تحت حصار مشدد، وسط عمليات تجريف، ومداهمة للمنازل، وتهجير قسري للسكان، كان آخرها إخلاء عدد من العائلات من منازلها شرق ضاحية ذنابة، تحديدًا قرب جبل النصر، يوم أمس.
عاجل | انفجار ضخم داخل مخيم نور شمس في طولكرم، مع استمرار عدوان الاحتلال. pic.twitter.com/GmIbkJUgUK
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 20, 2025
ويشهد مخيم طولكرم أيضًا تواجدًا مكثفًا لقوات الاحتلال التي تواصل أعمال التجريف والتخريب في الشوارع، وإغلاق المداخل بالسواتر الترابية والأسلاك الشائكة، ما أدى إلى خلو المخيم من سكانه بعد تهجيرهم قسرًا، وتحويل منازلهم إلى ثكنات عسكرية.
ويستولي الاحتلال على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، ويحولها إلى مواقع عسكرية بعد طرد سكانها، وسط تمركز آلياته وجرافاته في المنطقة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، ومئات من سكان الحي الشمالي في المدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها إلى ثكنات.
وألحق العدوان دمارًا شاملاً بالبنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي أو الجزئي أو الحرق أو التخريب أو النهب، حيث دُمّر 396 منزلًا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية.
المصدر: وفا