تصعيد صهيوني متواصل جنوب لبنان.. 9 جرحى في المنصوري واعتداءات متعددة برًا وبحرًا وجوًا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

تصعيد صهيوني متواصل جنوب لبنان.. 9 جرحى في المنصوري واعتداءات متعددة برًا وبحرًا وجوًا

جنوب لبنان

شهدت الأراضي اللبنانية، سلسلة من الخروقات والاعتداءات الصهيونية المتواصلة، تنوّعت بين غارات نفذتها طائرات مسيّرة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار مباشر باتجاه مناطق مدنية، في تصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني.

وكان أبرز هذه الاعتداءات قد وقع صباحًا، حين استهدفت طائرة مسيّرة مسلّحة دراجة نارية في بلدة المنصوري – قضاء صور، ما أسفر عن إصابة تسعة مدنيين، بينهم طفلان. وتسبّب الانفجار بحالة من الهلع في صفوف طلاب إحدى المدارس القريبة من موقع الاستهداف، نظرًا لقرب الانفجار من حرم المدرسة.

وعلى الفور، تابعت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي التطورات، وأصدرت قرارًا بإغلاق المدرسة حفاظًا على سلامة التلامذة، كما أشرفت على عملية تسليم الطلاب إلى ذويهم بالتنسيق مع الإدارة المدرسية والمعنيين في المنطقة التربوية.

وفي السياق نفسه، سُجّل اعتداء بحري في بلدة الناقورة، تمثّل بقيام طائرة استطلاع صهيونية بإلقاء قنبلتين باتجاه عدد من الصيادين في البحر، دون أن تسفر عن إصابات بشرية، فيما ألحق أحد الانفجارين أضرارًا مادية بسيارة كانت متوقفة قرب الساحل.

وفي تطور ميداني لاحق، وعند الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، أطلقت مدفعية الاحتلال الصهيوني عددًا من القذائف على واقعة عند أطراف بلدة كفرشوبا. كما أطلق جنود الاحتلال، في التوقيت نفسه، رشقات نارية من موقع “السماقة” العسكري باتجاه المنطقة ذاتها، ما أدى إلى اشتعال النيران في الأحراج المجاورة.

وفي إطار مواصلة الاعتداءات، شهدت بلدة كفركلا حادثين منفصلين؛ إذ ألقت طائرة مسيّرة صهيونية قنبلة داخل البلدة خلال الساعة الأخيرة، فيما أقدم جنود الاحتلال على إطلاق النار من دشمة مستحدثة بالقرب من الجدار الحدودي داخل الأراضي اللبنانية، مستهدفين أحياءً سكنية، من دون تسجيل إصابات حتى الآن.

وتأتي هذه الاعتداءات في إطار العدوان الصهيوني المستمر على الأراضي اللبنانية، والذي يترافق مع خروقات جوية مكثفة لطائرات الاستطلاع والمسيّرات المسلحة. وقد لوحظ، اليوم، تراجع نسبي في تحليق المسيّرات فوق قرى القطاع الأوسط، في مقابل ازدياد واضح في وتيرة تحليقها فوق القطاع الغربي.

ويُجمع مراقبون ميدانيون على أن الطائرة التي نفذت الغارة على بلدة المنصوري في وقت مبكر من الصباح، والتي تسببت بإصابة تسعة مدنيين، كانت جزءًا من هذا التحليق الكثيف، ما يشكل خرقًا صارخًا للسيادة اللبنانية، وانتهاكًا فاضحًا للقرارات الدولية، ويُنذر بإمكانية توسّع التصعيد الصهيوني على طول الحدود الجنوبية.

وفي متابعة لتداعيات الغارة على بلدة المنصوري، عبّرت وزيرة التربية والتعليم العالي، ريما كرامي، عن استنكارها الشديد للاعتداء الصهيوني الذي استهدف الدراجة النارية قرب المدرسة الرسمية في البلدة، وتسبب بإصابات في صفوف المدنيين، مؤكدة أنّ استهداف محيط المؤسسات التعليمية يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.

وفي بيان صادر عنها، دعت كرامي الأمم المتحدة والدول المؤثرة إلى تحمّل مسؤولياتها، والضغط على العدو الصهيوني لوقف اعتداءاته الوحشية على المدنيين العزّل، وتحييد المدارس والمؤسسات التعليمية عن دائرة الاستهداف. وأشار البيان إلى أن الوزيرة تواصلت مع مدير المدرسة واطمأنت إلى سلامة التلامذة والهيئتين التعليمية والإدارية، بعد أن كانت مديرية التعليم الأساسي قد نسّقت مع المنطقة التربوية لإغلاق المدرسة ومتابعة إجراءات تسليم التلامذة إلى ذويهم بأمان.

وفي حصيلة رسمية للخروقات والاعتداءات الإسرائيلية منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وحتى صباح اليوم، بلغ عدد الخروقات البرية 1567 خرقًا، والخروقات الجوية 1575 خرقًا، والخروقات البحرية 81 خرقًا، ليصل مجموع الانتهاكات المسجلة إلى 3223 خرقًا وعدوانًا. كما ارتفع عدد الشهداء إلى 160 شهيدًا، في حين بلغ عدد الجرحى 381 جريحًا، وفق ما أفادت به الجهات الرسمية المختصة.

الخروقات الاسرائيلية لجنوب لبنان

وتُضاف هذه الاعتداءات إلى سلسلة من الانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية، والتي تتنوع بين الطلعات الجوية المكثفة للطائرات المسيّرة، والقصف المدفعي، وإطلاق النار المباشر باتجاه المناطق السكنية، لا سيما في قرى الجنوب. وقد لوحظ اليوم تراجع نسبي في حركة الطائرات المسيّرة فوق قرى القطاع الأوسط، مقابل تصعيد واضح في القطاع الغربي، في مؤشر على استمرار سياسة التصعيد العسكري من قبل الاحتلال.

ويُحذر مراقبون من أنّ هذا التصعيد، الذي تُعدّ غارة المنصوري جزءًا منه، يحمل مؤشرات خطيرة لاحتمال توسيع دائرة المواجهة، في ظل عجز المجتمع الدولي عن لجم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية.

المصدر: موقع المنار