يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة، مرتكبًا مجازر متتالية بحق المدنيين، لليوم الثالث والسبعين على التوالي منذ بدء عدوانه في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ووفق ما أفادت به مصادر طبية، ارتقى 50 شهيدًا منذ فجر الخميس، جراء الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق متفرقة من القطاع.
وفي أبرز المجازر، استشهد 23 مواطنًا وأصيب آخرون، جراء قصف استهدف منزل عائلة القريناوي في مخيم البريج وسط القطاع، كما استشهد 6 مواطنين في غارة استهدفت مجموعة من الأهالي قرب مخبز أبو إسكندر نهاية شارع الجلاء شمال مدينة غزة.
وانتشلت الطواقم الطبية جثمان المواطن عبد الله أبو خاطر من تحت أنقاض منزل تعرض للقصف في عبسان الكبيرة شرق خان يونس، كما تم انتشال جثامين 3 شهداء من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وفي ذات السياق، عُثر على جثمان جميل عودة محمد أبو دقة تحت أنقاض منزله شرق خان يونس، بينما استُشهد المواطنان نمر عطية عيد أبو جليدان وأحمد حسني شاهين صباح اليوم برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات التابع للشركة الأميركية في محور موراج جنوب غرب خان يونس.
واستشهد المواطن محمد هشام فيصل جودة جرّاء قصف على منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس، فيما ارتقى مواطنان آخران في قصف استهدف نفس المنطقة، هما محمد عاشور وزوجته وعد الفرا، وكانت حاملًا.
كما أسفر قصف إسرائيلي على منزل عائلة عزام وروضة أطفال في جباليا البلد شمال القطاع عن ارتقاء 7 شهداء بينهم طفلتان، وإصابة 10 آخرين.
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استُشهد الطفل أحمد عواد محمد صرصور (13 عامًا) في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة البركة.
وتم انتشال شهيد ومصاب بجروح خطرة، في حين لا يزال نحو 15 شخصًا في عداد المفقودين تحت أنقاض منزل عائلة أبو الكاس الذي استهدفته طائرات الاحتلال في منطقة الشعف بحي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
كما عُثر على جثمان الشهيد مهند هاني محمد صيام، الذي أصيب قبل يومين خلال محاولته الوصول إلى مركز المساعدات الأميركي غرب رفح، بالإضافة إلى جثمان عبد الله أحمد إسماعيل أبو مصطفى في عبسان الجديدة شرق خان يونس.
وأُصيب عدد من المواطنين بنيران الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات في محور موراج، بينما أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية نيرانها بكثافة صباح اليوم باتجاه المناطق الشرقية من مدينة غزة.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحصار الخانق، وإغلاق الاحتلال لمعابر القطاع، ومنع إدخال المساعدات، ما فاقم الأوضاع الإنسانية، وسط تحذيرات من تفشي المجاعة، التي أودت بالفعل بحياة عدد من الأطفال.
وكان الاحتلال قد استأنف عدوانه في 18 آذار/مارس الجاري، متراجعًا عن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم بوساطة قطرية ومصرية ودعم أميركي، واستمر 58 يومًا منذ 19 كانون الثاني/يناير 2025.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ارتكب الاحتلال جرائم إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ودمار هائل طال البنية التحتية والمنازل والمؤسسات.
حصيلة الشهداء في غزة تتجاوز 54 ألفًا منذ 7 أكتوبر: 67 شهيدًا و179 إصابة خلال 24 ساعة
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، عن استشهاد 67 مواطنًا، بينهم 5 جرى انتشال جثامينهم من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى إصابة 179 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، جراء مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الشامل على القطاع لليوم الـ73 على التوالي.
وأوضحت الوزارة في بيانها اليومي، أن هذه الإحصائية لا تشمل الضحايا في مستشفيات شمال القطاع بسبب انقطاع الاتصال وصعوبة الوصول إليها، مشيرةً إلى أن عددًا من الشهداء والمصابين لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بفعل القصف المستمر وقيود الاحتلال.
وأضافت الوزارة أن الحصيلة الإجمالية لضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 54,249 شهيدًا و123,492 إصابة، بعد إدراج 98 شهيدًا تم اعتماد بياناتهم مؤخرًا من قبل اللجنة القضائية المختصة في وزارة الصحة.
وبيّنت الوزارة أنه منذ 18 آذار/مارس 2025، تاريخ استئناف الاحتلال لحربه بعد توقف دام نحو شهرين، ارتقى 3,986 شهيدًا وسُجلت 11,451 إصابة، ما يعكس التصعيد الحاد في العمليات العسكرية واستمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على قطاع غزة وسط كارثة إنسانية متفاقمة، في ظل الحصار المشدد، وانهيار النظام الصحي، واستمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية، في وقت تحذّر فيه المؤسسات الدولية من تصاعد خطر المجاعة، خاصة في شمال القطاع.
المصدر: مواقع