بكلِّ حكمةٍ ومسؤوليةٍ زمنَ ارتجالِ المواقفِ والانفعال، كانَ لقاءُ الرئيسينِ جوزاف عون ونبيه بري في قصرِ بعبدا على وقعِ تسارعِ الاحداثِ وزحمةِ الاستحقاقات، وفوقَ كلِّ الملفاتِ تَصدّرَ صدى الغاراتِ الصهيونيةِ مساءَ امسِ التي اَثخنت جراحاً بالسيادةِ اللبنانيةِ وامنِ اللبنانيين، وامتدت من الجنوبِ الى البقاع..
فكانَ اللقاءُ الممتازُ كما وصفَه الرئيسُ نبيه بري على امتدادِ الملفات، من ترتيبِ الموقفِ اللبنانيِّ على ابوابِ زيارةِ الموفدةِ الاميركيةِ مورغان اورتيغوس بعيداً عن كلِّ التهويلِ والتطبيلِ السياسيِّ والاعلامي، الى ملفِ قواتِ اليونيفل وتطوراتِه الميدانيةِ والتجديدِ لها، فالتعيينات، واعادةِ الاعمارِ وما يُفْتَرَضُ على الحكومةِ القيامُ به من خطواتٍ عمليةٍ وعدمِ انتظارِ الامزجةِ الخارجية. وما لم يَخرُجْ عن اللقاء، اَخرَجَهُ الرئيسُ نبيه بري قبلاً على صفحاتِ الجمهورية، بابتسامةٍ تحملُ مئةَ كلمة، رادّاً على سؤالٍ حولَ العلاقةِ معَ الرئيس نواف سلام بالقول : “بسَخّن منسَخّن، وببَرّد منبَرّد”.
السخونةُ بفعلِ النيرانِ الصهيونيةِ المتدحرجةِ بحثَها اجتماعٌ امنيٌ ايضاً في بعبدا برئاسةِ الرئيس عون وحضورِ وزيرِ الدفاعِ وقائدِ الجيشِ ومديرِ المخابرات، كما اتى اللقاءُ على ملفِ السلاحِ الفلسطينيِّ في المخيمات .
وفيما كانَ مسؤولُ وِحدةِ الارتباطِ والتنسيقِ في حزبِ الله الحاج وفيق صفا يبحثُ مع المنسقةِ الخاصةِ للاممِ المتحدةِ في لبنانَ جينين بلاسخارت تطوراتِ الجنوبِ في ظلِّ الاعتداءاتِ الصهيونيةِ المتكررة، ومخاطرَ التصعيدِ الذي قد يَنجُمُ عنها، كانَ رئيسُ الحكومةِ نواف سلام يريدُ التطبيعَ اليومَ قبلَ الغدِ في اطارِ سلامٍ يقومُ على حلِّ الدولتينِ كما قالَ لشبكة الـ”سي ان ان” الاميركية.
في فلسطينَ المحتلةِ لا اقوالَ تصفُ حالَ اهلِ قطاعِ غزةَ العالقينَ بينضَ مجاعةٍ تَفتِكُ بهم، ونيرانٍ صهيونيةٍ تلاحقُهم بينَ المخيماتِ وما تبقَّى من مستشفيات، والحصيلةُ اليوميةُ عشراتُ الشهداء..
اما حصيلةُ النقاشاتِ بشأنِ مقترحِ ويتكوف لوقفِ اطلاقِ النارِ فلا تزالُ مُعمَّقةً لفكفكةِ الالغامِ الصهيونيةِ التي سمحَ الموفدُ الاميركيُ لها بتفخيخِ مقترحه..
المصدر: قناة المنار