السيد الحوثي: لا خيار إلا المقاومة والعدو الإسرائيلي يسعى لحسم الصراع وإفشال كل تسوية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

السيد الحوثي: لا خيار إلا المقاومة والعدو الإسرائيلي يسعى لحسم الصراع وإفشال كل تسوية

السيد عبدالملك الحوثي

شدّد قائد أنصار الله، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على أن العدو الإسرائيلي لا يرغب بأي سلام حقيقي، ولا ينوي تسليم الشعب الفلسطيني أي جزء من أرضه، بل يمضي عمليًا نحو حسم القضية الفلسطينية بالكامل لصالح مشروعه الاستعماري، وهو ما يُسقط كل رهانات التسوية.

وأكد السيد الحوثي في كلمته حول تطورات العدوان على غزة والساحة الإقليمية، أن الخيار الصحيح والفاعل والوحيد هو خيار المقاومة، لافتًا إلى أن ما عداه ليس إلا طريقًا إلى الاستسلام والضياع وخسارة كل الحقوق.

ودعا إلى الجهاد في سبيل الله والتحرك العملي لردع العدو الإسرائيلي، والعمل على إسقاط أهدافه، مثمنًا بسالة المجاهدين في قطاع غزة الذين يواصلون تصديهم ببسالة ويُكبّدون قوات الاحتلال خسائر مباشرة ومؤلمة.

وأشار إلى أن كتائب القسام نفّذت أكثر من 16 عملية نوعية خلال الأسبوع، من بينها استهداف آليات عسكرية وقنص لجنود الاحتلال، إلى جانب كمائن محكمة وفعّالة، انعكست في حصيلة مهمة من الخسائر تؤكد فاعلية الميدان وثبات المجاهدين.

كما نوّه بعمليات سرايا القدس التي شملت رشقات صاروخية نحو عسقلان المحتلة، مشيرًا إلى مشاركة مختلف فصائل المقاومة في التصدي للعدو داخل القطاع.

وفي معرض حديثه عن طبيعة الحرب البرية، كشف السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي لجأ للاستعانة بمجموعات خائنة وإجرامية لدعم عملياته في غزة، معتبرًا ذلك مؤشرًا على فشله الذريع في تحقيق أهدافه رغم كل وسائل البطش.

وعلى الصعيد الإقليمي، دان السيد الحوثي العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة عيد الأضحى، واعتبره تصعيدًا خطيرًا في مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان. كما أكد أن جرائم الاحتلال في لبنان تُثبت مجددًا أنه لا يمكن الوثوق به، ولا حتى بمن يقدّمون له الضمانات الدولية، مما يجعل التمسك بخيار المقاومة في لبنان، والالتفاف حول حزب الله ضرورة وطنية وأمنية ملحّة.

وفي السياق السوري، أوضح السيد الحوثي أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفًا مدفعيًا استهدف مناطق متعددة، إضافة إلى عمليات توغل وإنشاء حواجز وتجريف أراضٍ زراعية، ما يكشف استمرار العدوان الإسرائيلي المتعدد الجبهات.

وشدد السيد الحوثي على أن شراكة واشنطن مع الاحتلال الإسرائيلي تمثل محفّزًا رئيسيًا لكل أشكال التصعيد والتجاوزات، إذ تمنح الغطاء السياسي والدولي للعدو للتنصل من القوانين الدولية وعرقلة كل مساعي التسوية.

الكيان الإسرائيلي يرتكب مجازر ممنهجة في غزة ويحوّل المساعدات إلى مصائد موت

وأكد قائد أنصار الله، أنّ العدوان الهمجي والممنهج الذي يشنّه الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مستمر منذ عشرين شهراً، مشيرًا إلى أنّ الأسبوع الأخير وحده شهد أكثر من 2400 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

وأشار السيد الحوثي إلى أنّ نسبة الإبادة في القطاع بلغت نحو 9% من السكان، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الحروب المعاصرة، في ظلّ تنسيق واضح بين الكيان الإسرائيلي والإدارة الأميركية، التي وصفها بأنها “تُهندس عملية الإبادة” عبر التجويع والقنص المباشر في ما وصفه بـ”مصائد الموت ومراكز الإعدام”.

وفي هذا السياق، أوضح أنّ الاحتلال الإسرائيلي، بمساندة أميركية، عمد إلى تحويل عملية توزيع المساعدات الإنسانية إلى وسيلة قتل جماعي، حيث يُستهدف المدنيون المنتظرون لتلك المساعدات بالنيران المباشرة، ما أدى إلى مشاهد مروعة تعكس عمق الجريمة.

وأضاف السيد الحوثي أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة منذ أكثر من مئة يوم، في محاولة لإجبار السكان على التوجه نحو مراكزه التي تحولت إلى كمائن للإعدام الجماعي، معتبرًا أن ذلك يمثل “جريمة أخلاقية وإنسانية فادحة لا نظير لها”.

وفي سياق متصل، تطرّق السيد الحوثي إلى تصاعد الانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك، حيث يواصل المستوطنون الصهاينة اقتحاماتهم شبه اليومية، وينفذون طقوسًا تلمودية واستفزازات دينية تهدف إلى فرض وقائع تهويدية بالقوة.

وأشار إلى أنّ هذه الممارسات تترافق مع توسّع استيطاني في مدينة القدس، عبر إنشاء مغتصبات جديدة، وعمليات هدم وإخلاء ممنهجة في أحياء الشيخ جراح، وسلوان، والعيساوية، وجبل المكبر، بهدف طرد السكان الفلسطينيين وتغيير الطابع الديمغرافي للمدينة.

وأكد أن الاحتلال يسعى كذلك إلى السيطرة الكاملة على المسجد الإبراهيمي وتحويله إلى كنيس يهودي، في استهداف مباشر لقدسية هذا المعلم الإسلامي التاريخي.

أما في الضفة الغربية المحتلة، فأوضح السيد الحوثي أنّ الكيان الإسرائيلي يواصل ارتكاب جرائم القتل والخطف والتجريف ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من مخيماتهم، في سياسة استيطانية توسعية تقوم على القمع والتطهير العرقي.

كما أكد على أن “العدو الإسرائيلي لم يعد يكتفي بقتل الفلسطينيين في المعارك، بل أصبح يستهدفهم في لقمة عيشهم، وفي أماكن عبادتهم، وفي منازلهم وممتلكاتهم”، داعيًا الشعوب الحرة إلى الوقوف بوجه هذا المشروع التدميري الذي يستهدف الأمة بأسرها.

جبهة اليمن تواصل القصف النوعي لعمق الكيان الإسرائيلي… وعملياتنا تهدف لفرض حصار جوي

وأكد قائد أنصار الله، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن جبهة الإسناد من اليمن، أرض الإيمان والجهاد، مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، مشيرًا إلى أن القصف بات يمتد بعمق إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي استعراضه للعمليات الأخيرة خلال الأسبوع الجاري، أعلن السيد الحوثي أن القوات اليمنية نفذت 11 عملية استهدفت مواقع تابعة للكيان الإسرائيلي في مدن حيفا، ويافا، وأسدود، باستخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة.

وأوضح أن خمسًا من هذه الضربات الصاروخية استهدفت مطار اللد، الذي يسميه الاحتلال “بن غوريون” في يافا المحتلة، مؤكدًا أن إحدى أبرز الضربات نُفذت مساء الثلاثاء، وكانت عملية “قوية ومؤثرة وناجحة بفضل الله”، بحسب تعبيره.

وأضاف أن العملية تسببت في حالة من الإرباك والتخبط في المنظومة الدفاعية الجوية للاحتلال، حيث أُطلقت عدة صواريخ اعتراض في اللحظة نفسها التي كانت تُقلع فيها إحدى الطائرات من المطار، ما أدى إلى مشاهد دخان كثيف في محيط المطار، وأكد وصول الصواريخ إلى أهدافها.

ونتيجة لهذه الضربات، أُجبر ملايين المغتصبين الصهاينة على اللجوء إلى الملاجئ، كما تم تفعيل صافرات الإنذار في مئات المدن والبلدات المحتلة.

وأشار السيد الحوثي إلى أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى فرض حصار جوي على كيان الاحتلال، ردًا على تصعيده الوحشي وارتكابه مجازر الإبادة الجماعية في غزة.

كما أكد أن الحصار البحري المفروض على الاحتلال الإسرائيلي مستمر أيضًا، من البحر الأحمر إلى خليج عدن وباب المندب، حيث توقفت الملاحة الإسرائيلية بالكامل في مسرح العمليات.

وفي سياق متصل، عبّر السيد الحوثي عن أسفه من وجود أنظمة عربية وإسلامية تسمح بمرور سفن تنقل البضائع إلى كيان الاحتلال عبر البحر الأبيض المتوسط، معتبرًا ذلك موقفًا مخزيًا وتواطؤًا مع العدو على حساب دماء الشعب الفلسطيني.

نكسة حزيران درس لم يُستوعب… والمقاومة الفلسطينية نموذج يجب دعمه بلا تردد

ودعا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى الاستفادة من دروس التاريخ، لا سيما في ذكرى نكسة حزيران 1967، مشيرًا إلى أن تلك الهزيمة التي مُنيت بها الجيوش العربية آنذاك ما تزال تلقي بظلالها السلبية على العقل العربي الرسمي الذي لم يتجاوزها حتى اليوم.

وأوضح السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي تمكّن خلال ستة أيام فقط من إلحاق الهزيمة بثلاثة جيوش عربية، واحتلال ما تبقى من فلسطين، وأجزاء من دول عربية أخرى، رغم أن تلك الجيوش كانت في وضع ميداني مريح، وغير محاصرة كما هو حال المقاومة في قطاع غزة اليوم.

واعتبر أن هزيمة حزيران كان لها وقع نفسي ومعنوي قاسٍ على الأنظمة العربية، لكنها لم تُقابل بتشخيص حقيقي ولا معالجة جدّية، بل على العكس، اتجهت معظم الأنظمة إلى الانخراط في مسارات تصب في خدمة العدو الإسرائيلي، وتخلت تدريجيًا عن لاءاتها الثلاث (لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف) التي أُعلنت في قمة الخرطوم عقب الهزيمة.

وانتقد السيد الحوثي فشل الأنظمة العربية في تبنّي خيار دعم المقاومة الفلسطينية بجدية، وتسليحها وتأهيلها، رغم أن هذا المسار وحده كان كفيلًا بتغيير معادلة الصراع، على غرار ما حققته المقاومة اللبنانية من إنجازات كبرى في مواجهة الاحتلال.

وأضاف أن معظم الأنظمة العربية لم تكتفِ بالتقاعس، بل اتخذت مواقف عدائية تجاه فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان، وصنّفتها في نهاية المطاف كحركات إرهابية، في وقت تُثبت فيه الوقائع الميدانية اليوم أن هذه الفصائل تُحقق ما عجزت عنه الجيوش.

وفي هذا السياق، قارن السيد الحوثي بين هزيمة الجيوش العربية في ستة أيام، وبين صمود المقاومة الفلسطينية لأكثر من 600 يوم من العدوان المستمر في غزة، دون أن تنكسر أو تُهزم رغم الحصار الخانق والتفوق العسكري الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة في قطاع غزة، رغم فارق الإمكانات الهائل، ما يثبت أن خيار المقاومة هو الخيار المجدي والفاعل، وأنه لا بد من دعمه دعمًا صادقًا وكاملًا من قبل الأنظمة والشعوب العربية.

وأكد السيد الحوثي على أن التخاذل العربي اليوم، والتجاهل المتكرر لحقائق التاريخ والمعركة، يمثل خطيئة كبرى، داعيًا إلى النظر بوعي إلى نموذج المقاومة في غزة، باعتباره درسًا حيًا ونموذجًا ناجحًا وجديرًا بكل أشكال الدعم والاحتضان.

التخاذل العربي والإسلامي فضيحة كبرى وساهم في تشجيع الكيان الإسرائيلي على المضي في جرائمه

وحمّل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية التواطؤ والتقاعس حيال المجازر التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن التخاذل الرسمي العربي والإسلامي يُعد من أبرز العوامل التي شجّعت العدو على مواصلة جرائمه الوحشية في قطاع غزة.

وأشار السيد الحوثي في كلمته إلى أن معظم الأنظمة العربية لا تقدم الحد الأدنى من الدعم للفلسطينيين، بل وصل بها الحال إلى تصنيف فصائل المقاومة كمنظمات إرهابية، في الوقت الذي تتجاهل فيه جرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق شعب أعزل يُواجه حربًا إبادة منذ أشهر طويلة.

وأضاف أن الأمة الإسلامية بواقعها الحالي تُفرّط في مسؤولياتها الإنسانية والدينية والأخلاقية، وهو تفريط ستكون له عواقبه، لا سيما وأنه يُشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن الأمة ودينها ومصالحها، ويزيد من خطورة المشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة.

ولفت إلى أن التجاهل العربي للمخاطر غير مبرر، خاصة أن العديد من الدول غير الإسلامية اتخذت مواقف عملية تفوق مواقف الأنظمة الإسلامية التي تُسخّر تريليونات الدولارات لصالح الولايات المتحدة، بدلًا من دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

واعتبر السيد الحوثي أن حالة الإفلاس الأخلاقي والإنساني التي تعيشها الأمة الإسلامية هي من أخطر ما يواجهها، مشددًا على ضرورة مراجعة العلاقة مع الله والعودة إلى هُدى القرآن الكريم لتصحيح المسار وتحمّل المسؤولية.

وفي السياق التربوي والديني، شدّد السيد الحوثي على أن الأمة الإسلامية تحتاج إلى تربية إيمانية حقيقية تعزز الثقة بالله وتعيد الاعتبار لفرائض الدين، مشيرًا إلى أن مناسك الحج، رغم عظمتها، باتت تؤدى اليوم بشكل منفصل عن أهدافها التربوية والوحدوية والنهضوية، وهو ما يفرغها من مضمونها الروحي والسياسي العميق.

وأوضح أن عيد الأضحى هو مناسبة عظيمة لتجديد التسليم لأوامر الله وتأكيد روح التضحية والفداء، وهو الدرس الذي يجب أن تتلقاه الأمة اليوم لتخرج من حالة التبعية والانقسام والتراجع.

وحذّر السيد الحوثي من أن الفجوة الكبيرة في الالتزام بتوجيهات الله تُنتج آثارًا كارثية على واقع الأمة، معتبرًا أن كل تفريط أو مخالفة للهدي الإلهي يُنتج ظلمات تُغرق الأمة وتُحول ساحاتها إلى ميادين للمنكرات والظلم، بدلًا من أن تكون منارات لنشر الخير ومواجهة قوى الشر والطغيان.

ودعا إلى تحويل المناسبات الدينية إلى محطات إيمانية وتربوية حقيقية، تعيد الأمة إلى نهجها الرسالي، مؤكدًا على أهمية دور الدعاة والمبلغين في إحياء هذه الروح من خلال العودة إلى القرآن الكريم، والتفاعل الحي مع توجيهات الله، لا سيما في ظل ما تشهده الأمة من تهديدات واستهدافات.

المصدر: موقع المنار