البطريرك الراعي في رسالة “الفصح”: لا يستطيع السياسيون عندنا مواصلة تقاسم مقدرات البلاد والمناصب وتعطيل كل شيء تحت ذريعة التوافق – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

البطريرك الراعي في رسالة “الفصح”: لا يستطيع السياسيون عندنا مواصلة تقاسم مقدرات البلاد والمناصب وتعطيل كل شيء تحت ذريعة التوافق

البطريرك الراعي

دان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “كل أنواع الحروب والاضطهادات والإعتداءات”، مشيراً الى أن “لا مبرر لها، ولا من منطق يؤيدها، بل إنها وصمة عار على جبين الأسرة الدولية، من دول كبرى ودول تابعة لها ولسياساتها”. وفي السياق، لفت البطريرك الماروني، في رسالة الفصح بعنوان “دحرجة الحجر” الى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، الى أن “العار يلحق حكام الدول، أصحاب النفوذ المالي والعسكري، الذين جعلوا من أرضنا المشرقية أرض حرب وقتل وتدمير، ومرتعاً للمنظمات الإرهابية والحركات الأصولية”، مضيفاً “لقد أشعلوا ناراً يظنون أنها تحرق في مكانها، لكنها امتدت إليهم وإلى سواهم، ومن المؤسف أن ضحاياها من الأبرياء، فيما هم يتباكون بدموع التماسيح على نتائج ما فعلوا، من دون إزالة أسبابها”.

هذا وأعلن البطريرك الراعي أن “رسالتنا الفصحية هذه موجهة أيضاً إلى الجماعة السياسية عندنا في لبنان، لكي يمكنوا المواطن اللبناني من “العبور” إلى حالة وطنية واقتصادية واجتماعية ومعيشية أفضل. لكن باب عبورهم هو الخروج من أسر ذواتهم وحساباتهم الصغيرة ومصالحهم الضيقة، المؤمنة على حساب الذات اللبنانية والصالح العام للدولة ومؤسساتها وشعبها”. كما تابع البطريرك أنه “لا تستطيع الجماعة السياسية عندنا مواصلة تقاسم مقدرات البلاد والمناصب والمال العام في ما بين مكوِنات هذه الجماعة، وفقا لقدرات النافذين فيها، وتعطيل كل شيء عند خلافاتهم التقاسمية، تحت ذريعة قاعدة التوافق، غير آبهين بالأضرار الجسيمة التي تلحق بالمؤسسات العامة وبالشعب”.

الى ذلك، أكد الراعي أن “عيد الفصح، الذي يعني العبور، يدعوالطبقة السياسية للعبور إلى حقيقة مفهوم الميثاق الوطني، وأبعاد العيش المشترك، وروح الدستور ونصه؛ وإلى حماية هذه الأركان الوطنية الثلاثة التي تميز لبنان. ويدعوهم للعبور إلى ممارسة العمل السياسي واستعمال السلطة الشرعية، بالشكل الفني الجميل، القائم على تنظيم الحياة العامة في مقتضياتها اليومية ومتفرعاتها؛ وتنظيم الدولة في نشاطها الداخلي، إدارة وأجهزة وتخطيطاً وتحقيق مشاريع تنمي ميادين الاقتصاد والاجتماع والتشريع والثقافة، وفي نشاطها الخارجي بعلاقاتها البناءة مع الدول وإبرام الاتفاقيات العمرانية معها؛ وتعزيز محبة الوطن، بقيمه وتراثه وحضارته ودوره في الأسرتين العربية والدولية، في نفوس أبنائه وشبابه، وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم وإزالة هواجسهم، ودرء ما يتهددهم من أخطار اليوم وغداً”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام