الصحافة اليوم 07-05-2018: لبنان انتخب.. – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 07-05-2018: لبنان انتخب..

صحف محلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 07-05-2018 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها اليوم الانتخابي الطويل والنتائج غير النهائية التي أظهرتها عمليات الفرز الاولية..

اللواء
الطوائف تنتخب نوابها .. وبيروت الثانية لغز 6 أيار
26 نائباً شيعياً «للثنائي» وكتلة المستقبل تتقلص .. والحصة الدرزية لجنبلاط وباسيل وجعجع يتقاسمان المقاعد المسيحية

اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “لبنان يختبر نظام الانتخاب النسبي: نجاح نسبي، إشكاليات نسبية، قتيل وجرحى، مسيرات، وتريُّث وانتظار.. والثابت ان الانتخابات جرت، وفقاً للقانون 44/2017، وهي المرة الأولى، وتمكنت الماكينات الانتخابية من إعلان نواب المجلس الجديد، الذي وصف بأنه استنساخ للمجلس الذي تنتهي ولايته في 20 أيّار.

وإذا كان الثنائي «أمل» و«حزب الله» باكر في إعلان النتائج في دائرة الجنوب الثانية والثالثة بإعلان فوز المرشحين كافة، شيعة ومسيحيين ودروز وسنة، لدرجة حسم نجاح كل المرشحين الشيعة 27، حيث تراجع العدد إلى 26 بانتظار بت وضع مرشّح حزب الله في جبيل، الشيخ حسين زعيتر، فإن النائب وليد جنبلاط تريث بانتظار إعلانه النتائج الرسمية، مع إعلان عن فوز اربعة أو أكثر من المرشحين الدروز، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مع ان حزبه حصد عدداً من المقاعد، جعله يتقاسم المقاعد المسيحية مع التيار الوطني الحر، على الرغم من نجاح تيار المردة بثلاثة مقاعد، وفوز كل من النائب ميشال المرّ والنائب سامي الجميل في المتن، من دون ان يتمكن النائب بطرس حرب من الفوز على لاذحة المردة في الشمال.

ومع ان المجتمع المدني تمكن من انتزاع مقعدين في بيروت الأولى لكل من الزميلة بولا يعقوبيان، والكاتبة جمانة حداد، فإن التكتم حول وضعية بيروت الثانية، رفع من الشكوك حول ما جرى ليلاً في هذه الدائرة، باستثناء ما تردّد عن فوز القس ادغار طرابلسي ومرشح حزب الله امين الشري.

وتحدثت معلومات عن تأخير متعمد مع وصول مظاريف مفتوحة وغير مختومة إلى لجان القيد والفرز. وساهمت هذه الضبابية بطرح مخاوف جديّة، لجهة النتائج التي قيل انها تتعرض ربما لتلاعب أو خلاف ذلك من شأنه ان يؤثر على صدقيتها، ويطرح بالتالي حجم النزاهة في العملية الانتخابية.

ومن التعداد الأوّلي للفائزين حسب الماكينات الانتخابية للوائح الكبرى، فإن 75 نائباً جديداً سيدخلون إلى البرلمان، فيما حافظ 53 نائباً على عضويتهم في المجلس النيابي.

وتنصرف الكتل الجديدة إلى الاحتفالات بالنتائج، ومنها احتفال التيار الوطني الحر على الطريق إلى قصر بعبدا مساءً، كما يطل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الخامسة والنصف عبر شاشة المنار، كما تتجه الأنظار إلى ترتيب ولاية المجلس الجديد، وما سيترتب عليها من تجديد للتسوية السياسية أو تعديلها في ضوء إعلان النتائج الرسمية في بيروت وطرابلس والبقاع وسائر المحافظات والدوائر.

وكانت الانتخابات التي انطلقت صباحاً، واجهت نسبة إقبال ضعيفة، ما لبثت ان أخذت بالارتفاع تدريجياً، حيث أعلن وزير الداخلية والبلديات انها وصلت إلى 49.2٪.

وأظهرت النتائج الأوّلية شبه الرسمية للانتخابات التي جرت أمس، صورة التشكيلة النهائية للمجلس النيابي الجديد، استناداً إلى حجم الكتل السياسية التي ستتمثل في المجلس، وقوامها ثلاث كتل كبيرة، هي كتل «التيار الوطني الحر» الذي أعلن رئيسه الوزير جبران باسيل قبيل منتصف الليل انتصاره على النائب بطرس حرب في البترون، وكتلة تيّار «المستقبل» الذي لم تشاء مصادره الكشف عن أي نتائج ولو كانت اولية، لكنها اوحت بأنها تفوز بكتلة قد لا تتجاوز الـ20 نائباً، اضافة إلى كتلة الثنائي الشيعي الذي حقق فوزاً كاسحاً في الدوائر التي خاض الانتخابات فيها، سواء في دوائر الجنوب الثلاث أو في بعلبك – الهرمل وبعبدا وزحلة والبقاع الغربي، فضلاً عن بيروت الثانية التي حصد فيها 4 مقاعد (مقعدان للشيعة هما أمين شري ومحمّد خواجة) مع حليفيه عدنان طرابلسي (عن جمعية المشاريع) وادغار طرابلسي (مرشّح التيار الوطني الحر)، وبذلك قد تكون كتلة الثنائي الشيعي مع حلفائه من اكبر الكتل النيابية في المجلس الجديد، وهو الأمر الذي كان متوقعاً وربما محسوباً أيضاً، مع العلم هنا ان الرئيس نبيه برّي في دائرة الجنوب الثانية (صور – الزهراني) تصدر نتائج الصوت التفضيلي بحصوله على 39949 صوتاً.

وكان البارز في النتائج غير الرسمية، تمكن النائب المرّ من تحقيق اختراق كبير بفوزه بحاصل واحد في انتخابات المتن، رغم انه خاض المعركة في لائحة من دون تحالف مع أي قوة سياسية، إضافة إلى تقدّم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الأصوات التفضيلية، بحسب ما أعلنت الماكينة الكتائبية فيما كان اللافت سقوط النائب نقولا فتوش في زحلة رغم تحالفه مع حزب الله، وكذلك السيّدة ميريام سكاف.

وفي دائرة الشمال الثالثة التي تضم دوائر زغرتا وبشري والكورة والبترون، حققت «القوات اللبنانية» فوزاً بأربعة مقاعد، وتيار «المردة» بثلاثة مقاعد هم: طوني فرنجية واسطفان دويهي وسليم سعادة (عن الحزب القومي) بالإضافة إلى باسيل في البترون وميشال معوض في زغرتا، فيما بقي المقعد العاشر يتأرجح بين المرشحين فايز غصن (من المردة) أو نقولا غصن (من المستقبل).

اما في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والضنية والمنية) فالظاهر ان اللوائح الرئيسية الثلاثة تقاسمت مقاعدها الـ11، حيث فاز كل من الرئيس نجيب ميقاتي (من لائحة العزم ومعه المرشحين جان عبيد ونقولا نحاس وعلي درويش) والنائبين محمّد كبارة وسمير الجسر من لائحة «المستقبل»، ومعهما المرشح عن دائرة الضنية عثمان علم الدين، فيما فاز من لائحة الكرامة الوزير السابق فيصل كرامي وجهاد الصمد.

ولم تظهر بعد نتائج انتخابات دائرة عكار، لكن المعلومات لفتت إلى فوز لائحة المستقبل بعدد من الحواصل، والأمر نفسه يسري عن نتائج بيروت الأولى، حيث تحدثت معلومات عن إمكان حدوث اختراق للائحة «كلنا وطني» للمجتمع المدني، نتيجة اقتراب المرشحة جومانا حداد من الحاصل، ومعها المرشحة بولا يعقوبيان.

ودعا «التيار الوطني الحر» إلى احتفال مركزي سيقام مساء اليوم على طريق القصر الجمهوري، احتفالا بفوز مرشحيه، من صدور أي معلومات من ماكينته عن أسماء الفائزين لديه، باستثناء الوزير باسيل الذي أعلن فوزه بنفسه، من ان يكشف عن حجم كتلته الفائزة، وهو الأمر نفسه الذي يسري على تيّار «المستقبل» الذي التزام الصمت التام من ايراد أي احتمال لأي نتائج.

المرشحون الفائزون في دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان – جبيل) منهم:
زياد حواط – قوات اللبنانية، نعمة افرام – التيار الوطني الحر، فريد هيكل الخازن – مستقل، سيمون أبي رميا، شامل روكز – التيار الحر، وبقيت نتيجة المرشح عن المقعد الشيعي غير محسوبة بعد.

المرشحون الفائزون في دائرة جبل لبنان الثانية (المتن):
سامي الجميل، ميشال المرّ، ابراهيم كنعان – التيار الوطني الحر، الياس بو صعب – التيار الوطني الحر، ادي ابي اللمع - قوات، هاغوب بقرادونيان – الطاشيناق.

المرشحون الفائزون عن دائرة جبل لبنان الثالثة: (بعبدا): علي عمار – حزب الله، الان عون، حكمت ديب – تيّار عوني، هادي ابوالحسن – الحزب الاشتراكي، بيار بوعاصي – قوات لبنانية.

المشرحون الفائزون في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف وعاليه): تيمور جنبلاط، مروان حمادة، طلال ارسلان - من اللائحة المنافسة، جورج عدوان - قوات، محمد الحجار - مستقبل.

المرشحون الفائزون في دائرة الشمال الثانية (طرابلس المنية والضنية): نجيب ميقاتي، نقولا نحاس، جان عبيد – العزم،
فيصل كرامي، سمير الجسر، محمد كبارة – المستقبل).
ولم تظهر نتائج الضنية والمنية والمقعد العلوي.

المرشحون الفائزون عن دائرة الشمال الثالثة (الكورة البترون زغرتا بشري): جبران باسيل (تيار)، ستريدا جعجع – قوات، طوني فرنجية، اسطفهان الدويهي، سليم سعادة - – تيّار المردة، فادي كرم - قوات، جوزيف اسحاق – قوات، ميشال معوض – مستقبل.

المرشحون الفائزون في دائرة الجنوب الأولى (جزين وصيدا): بهية الحريري - المستقبل، أسامة سعد – مستقبل، زياد أسود – التيار العوني، ابراهيم عازار- برّي، سليم خوري.

المرشحون الفائزون في دائرة الجنوب الثانية (صور وقرى صيدا) نبيه بري، علي عسيران، ميشال موسى، نواف الموسوي – حزب الله، عناية عز الدين – برّي، علي خريس – برّي، حسين جشي (حزب الله).

المرشحون الفائزون في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية – بنت جبيل – مرجعيون – حاصبيا):
علي بزي – برّي، ايوب حميد - برّي، – حسن فضل الله
اسعد حردان – الحزب القومي، علي فياض – قاسم هاشم – برّي،
انور الخليل – اشتراكي، محمد رعد - حزب الله، علي حسن خليل – برّي، ياسين جابر - برّي، هاني قبيسي – برّي.

المرشحون الفائزون عن دائرة البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل)
البير منصور - حزب الله، الوليد سكرية، ابراهيم الموسوي، ايهاب حمادة ، جميل السيد، حسين الحاج حسن، علي المقداد، غازي زعيتر – برّي، انطوان حبشة – قوات.
ويبقى المقعدان السنيان غير محسوبين.

دائرة البقاع الأولى (زحلة): عاصم عراجي – المستقبل، سليم عون - التيار، جورج عقيس - القوات، قيصر معلوف، ميشال ضاهر، انور جمعة – حزب الله.

المشنوق
وفي مؤتمر صحافي عقده قرابة منتصف الليل، توقع وزير الداخلية نهاد المشنوق، إعلان النتائج رسميا بعد ثلاث ساعات، موضحا ان تأخر إعلانها إلى الفرز الحاصل من قبل لجان القيد الابتدائية لصناديق المنتشرين والموظفين، والذين يبلغ عددهم نحو 70 ألف ناخب، لافتا إلى ان النتائج المعلنة من قبل الماكينات هي اولية لكن ليست رسمية.

ووصف المشنوق اليوم الانتخابي الطويل بأنه كان «يوما ابيض؛ رغم كل المخالفات، إذا لم يسجل أي اصابات أو أي حادث جدي، باستثناء إطلاق الرصاص ابتهاجاً بفوز المرشحين.

وأكّد انه «كان هناك بطء بالعملية الانتخابية وهذا أمر بديهي إذ ان القانون يطبق للمرة الاولى»، كاشفا ان «نسبة الاقتراع بلغت في لبنان 49،3 في المئة»، فيما بلغت 54 في المائة في انتخابات 2008، مشيرا إلى ان النسبة الأعلى كانت في المنية، الضنية، فيما كانت أقل نسبة اقتراع في دائرة بيروت الأولى التي كانت 31،5 في المائة، موضحا ان غرفة العمليات تلقت أكثر من 7335 اتصالا كان معظمها عبارة عن استفسارات من الناخبين، والباقي عن نواقص في الأقلام، لافتا إلى ان الشكاوي كانت عبارة عن تجاوزات لانصار المرشحين واتصالات أمنية بإطلاق نار، لكن كل هذه الحوادث كانت في الهواء، وانه تمّ حفظ عملية مخالفة واحدة للقانون.

وأعلن المشنوق انه يتحمل مسؤولية شكاوي ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحا ان هذا التقصير جاء نتيجة خطأ إداري اتحمل مسؤوليته، لكن الاستعانة بعناصر الدفاع المدني، خفّف بعض الشيء ما كان يشكو منه هؤلاء، ووعد انه في أوّل جلسة لمجلس الوزراء سيؤكد على ادراج بند في الموازنة يتعلق بتأمين ذوي الاحتياات الخاصة في مراكز الاقتراع.

جنبلاط
وبعده بدقائق ظهر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في بعقلين وإلى جانبه ابنه تيمور المرشح الفائز عن دائرة الشوف- عاليه، بحسب النتائج الأوّلية غير الرسمية، معتبرا ان هناك عدم توازن في التعاطي في أمور البلاد، وثمة سلطة فعلية وسلطة ملحقة، ودعا الى عدم التعبير عن الفرح بإطلاق النار، الا انه لم يشأ إعلان فوز اللائحة بكاملها، لأنه لم يعط الانطباع النهائي بشأنها، غير انه قال ان النتائج مقبولة وجيدة، لافتا بشكل غير رسمي إلى فوز فيصل الصايغ في بيروت الثانية، ووائل أبو فاعور في البقاع الغربي، وانور الخليل في حاصبيا، مشيرا إلى ان تيمور سيعلن بنفسه النتائج الرسمية بعد إعلان من قبل وزارة الداخلية، موضحا انه سيحتفل بالفوز بعد أسبوع في المختارة، حيث نفرش ضريح كمال جنبلاط بالزهور الحمراء، وهذا أفضل تكريم للائحة المصالحة والديموقراطية.

ورداً على سؤال، أوضح جنبلاط ان المصالحة انتصرت منذ العام 2001 مع البطريرك نصر الله صفير، ومصيبة هي الأصوات التي تشكّك دائما بهذه المصالحة. واستمهل الكشف عن علاقته مع «المستقبل» إلى ما بعد تقييم التحالفات «ونشوف لوين رايحين».
البناء
الانتخابات النيابية ترسم وجه لبنان الجديد ومعادلاته: المقاومة محصّنة ومنتصرة
بيروت وطرابلس تفاجئان تيار المستقبل بالعزوف والبقاع والجنوب يلبّيان نداء الاستفتاء
8 آذار بـ 50 مقعداً و 14 آذار بـ 35 والتيار الحرّ بـ 20 والاشتراكي بـ 10 و4 لميقاتي

البناءصحيفة البناء كتبت تقول “حسمت الانتخابات النيابية التي جرت وفقاً للقانون القائم على نظام النسبية للمرة الأولى، النتيجة التي كانت الدوائر الدولية والإقليمية تنتظرها حول نتائج الحرب الإعلامية والسياسية والقانونية والمالية والدبلوماسية التي استهدفت المقاومة وبيئتها الشعبية الحاضنة. وقالت إنّ المقاومة خرجت محصّنة ومنتصرة بما يفوق التوقعات، سواء لجهة حجم الاقتراع الكثيف الذي لبّى فيه جمهور المقاومة نداء الاستفتاء الذي أطلقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أو لجهة عدد المقاعد الذي حصدته لوائح الأمل والوفاء والحلفاء، وخصوصاً الحزب السوري القومي الاجتماعي والوزير السابق فيصل كرامي والوزير السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق عبد الكريم مراد وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية. وفي المقابل جاءت نتائج المشاركة الانتخابية في العاصمة بيروت والعاصمة اللبنانية الثانية طرابلس، مخيّبة لآمال تيار المستقبل، الذي خسر فوق حصرية التمثيل، الكثير من المقاعد التي لم يكن متوقعاً أن يخسرها. ففي بيروت لم ينل تسعة من أحد عشر مقعداً، بل حسم خمسة وبقي مصير المقعد السادس غامضاً، وفي طرابلس نال ثلاثة مقاعد مقابل أربعة للرئيس نجيب ميقاتي وثلاثة للوزير السابق فيصل كرامي، وفي البقاع الغربي وصيدا حصل على مقعد واحد في صيدا، وثلاثة مقاعد في البقاع الغربي مقابل ثلاثة في البقاع الغربي للائحة التي يترأسها الوزير السابق عبد الرحيم مراد ومقعدين للائحة التي يترأسها النائب السابق أسامة سعد.

حافظ تقريباً على حجمه التمثيلي مع فوارق طفيفة صعوداً أو هبوطاً كلّ من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. وجاءت الحصيلة في التوزيع السياسي التقليدي منذ انتخابات 2005، بين قوى الثامن من آذار وقوى الرابع عشر من آذار باستثناء مقاعد كلّ من التيار الوطني الحر في رصيد الثامن من آذار ومقاعد الحزب التقدمي الاشتراكي من رصيد الرابع عشر من آذار، لتقول إنّ النسب التي كانت راجحة لصالح الرابع عشر من آذار قد تحوّلت عكساً، بـ 50 مقعداً للثامن من آذار و35 مقعداً للرابع عشر من آذار، مع الأخذ بالاعتبار أن موقع النائب وليد جنبلاط وكتلته بات أقرب إلى ائتلاف نيابي يقوده رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بينما التيار الوطني الحرّ في اصطفاف لا فكاك فيه مع حزب الله في ملفات كبرى كمستقبل المقاومة وسلاحها، وملف النازحين السوريين والعلاقة بسورية، بينما تيار المستقبل محكوم بسعيه لنيل رئاسة الحكومة لرئيسه سعد الحريري سيجد مكانه في نسيان الرابع عشر من آذار وتحالفاتها، وهذا يعني أنّ معادلة المجلس النيابي المقبل سترسمها توازنات جديدة، تلقي بظلالها على تسمية رئيس الحكومة الجديدة، وتشكيلة هذه الحكومة ومهماتها، بوجود كتلة وازنة من نواب الطائفة السنية خارج نطاق تيار المستقبل، تقدّر بعشرة نواب تملك الشرعية الشعبية لتسمية مرشح لرئاسة الحكومة غير الرئيس الحريري، ووجود توازنات نيابية محيطة بالمقاومة وخياراتها، تفرض منطقها وحساباتها على مَن سيشكل الحكومة الجديدة.

لبنان جديد يولد من رحم الانتخابات النيابية، بخيارات أشدّ وضوحاً، وتوازنات غير قابلة للتلاعب، حيث رئاسة المجلس النيابي خارج النقاش، وحيث العهد يبدأ مع هذه الصورة الجديدة، فرصة إدارة العلاقات مع الكتل النيابية من موقع إجماع يحيط به من الفائزين بتنوّع مشاربهم السياسية وخلافاتهم.

بيئة المقاومة قالت كلمتها: استفتاء على الخيار
قالت بيئة المقاومة كلمتها وحوّلت الاستحقاق الانتخابي استفتاء على خيار المقاومة ولبّت نداء رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنّا الناشف والقوى الحليفة في جميع المناطق اللبنانية، حيث ارتفعت نسب الاقتراع للوائح الأمل والوفاء في مختلف الدوائر بشكل ملحوظ عما كانت عليه في استحقاق العام 2009 ما يدلّ بشكلٍ لا يرقى اليه شك على حجم التصاق المقاومة بقاعدتها الشعبية، ويشكّل رسالة واضحة الى القوى الإقليمية والدولية التي أرادت تحويل هذه المحطة الانتخابية هزيمة للمقاومة وخياراتها وكسر العزوة الصلبة مع جمهورها، وجاءت النتائج معاكسة وخيب أهل المقاومة آمال أعدائها لا سيما في بعلبك الهرمل، حيث فاقت نسبة الاقتراع الخمسين في المئة ما رفع الحاصل الانتخابي إلى 20000. وتحدّثت قناة المنار عن أن 8000 ناخب ظلوا داخل أقلام الاقتراع للتصويت حتى وقت متأخر من ليل أمس. في مقابل تدنّي نسب الاقتراع في بعض معاقل تيار المستقبل لا سيما في بيروت الثانية ما يعكس تدني شعبية تيار المستقبل ورفض خياراته السياسية، رغم زيارات وجولات رئيس التيار الأزرق إليها وحملات التحريض الطائفي والمذهبي واستنهاض القواعد، كما سجلت لوائح المقاومة وحلفاؤها تقدماً هاماً في دوائر الجنوب والبقاع الغربي وبيروت وبعبدا وزحلة وجبيل بانتظار النتائج النهائية الرسمية التي تصدر صباح اليوم رسمياً من وزارة الداخلية. وفي الحساب الأولي للنتائج الأولية في كل لبنان، فإن فريق 8 آذار من دون التيار الحر حقق فوزاً كبيراً مقابل 14 آذار. ما يخالف قول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأن نتيجة الانتخابات والأرضية ما زالتا لصالح 14 آذار.

غير أن اللافت هو تراجع نسبة الاقتراع العامة في كل لبنان من 63 عام 2009 الى 49,20 في 2018 رغم اعتماد قانون الانتخاب النسبي الذي من المفترض أن يشجّع المواطنين على المشاركة وممارسة حقهم الديموقراطي. وهذا ليس له تفسير سوى تراجع ثقة المواطن بالسلطة وقواها السياسية وبالنظام السياسي القائم، لكن الإيجابية الأساسية هي إجراء الانتخابات وعلى قانون جديد يؤمن العدالة نسبة الى القانون الأكثري وإنهاء عهد التمديد للمجلس النيابي الحالي.

ورسمت نتائج انتخابات 2018 لـ128 نائباً في 15 دائرة انتخابية مرحلة سياسية جديدة تحمل عناوين عدة أهمها تثبيت الحضور الوطني للمقاومة مع دخول قوى وشخصيات سنية وازنة مؤيدة للمقاومة، ومن خارج الحظيرة الحريرية. وبالتالي كسر احتكار المستقبل لتمثيل الطائفة السنية، ونجاح جديد لثنائية أمل وحزب الله وحسم رئاسة المجلس النيابي للرئيس نبيه بري مقابل عدم حسم تسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة لتعدد الكتل النيابية التي لم يحسم معظمها خياره بتسمية الحريري في الاستشارات النيابية المقبلة، ما يعني أن استحقاق تسمية رئيس الحكومة ربما سيطول أمده وأيضاً عملية تشكيل الحكومة التي يجب أن تتمثل فيها جميع الكتل النيابية إن كان شكلها حكومة وحدة وطنية. كما أفرزت الانتخابات كتلة نيابية وازنة داعمة لعهد الرئيس ميشال عون يمثلها التيار الوطني الحر ممثلاً بتكتل التغيير والإصلاح.

وكشف الوزير نهاد المشنوق في مؤتمر صحافي عقده منتصف ليل أمس، أن «هناك 800 ألف ناخب جديد في لوائح الاقتراع منذ 2009 حتى اليوم»، لافتاً الى أن من لم يقترع فليتحمّل مسؤولية بأن لا يعترض في المستقبل، لأن أتيحت له فرصة الاقتراع.

وأشار المشنوق الى أن «عملية الانتخاب بطيئة جداً وهذه مسؤوليتنا»، لافتاً إلى أنه «كان يوم انتخابي أبيض إذ لم يسجّل أي إصابات او حادث جدي خلال العملية الانتخابية، رغم حصول بعض الإشكالات»، كاشفاً عن أن «نسبة الاقتراع بلغت في لبنان 49.20 في المئة». وأكد المشنوق أن «النتائج ستأخذ وقتاً وبالتالي لجان القيد الابتدائية كانت بدأت فرز صناديق المتنشرين في الخارج والموظفين»، مؤكداً أن نتائج الانتخابات ستصدر بشكل نهائي فجر الإثنين».

فوز كاسح للوائح الأمل والوفاء والحلفاء
وقد سجلت لوائح الامل والوفاء والحلفاء فوزاً كاسحاً في مختلف الدوائر، وأعلنت ماكينة حركة أمل في المصيلح، عن فوز كامل لوائح الامل والوفاء في كل لبنان وفازت لائحة الأمل والوفاء في الجنوب الثالثة بكامل أعضائها الـ11 منها مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان. وأشار وزير المال علي حسن خليل الى أن «الانتخابات تحوّلت استفتاء حقيقياً». وأضاف في حديث تلفزيوني: «نحن حريصون على بقاء الاختلاف تحت سقف المصلحة الوطنية، وعلى الفريق الآخر مدّ يده انطلاقاً من تشكيل الحكومة وتستكمل في عملية الإصلاح الحقيقية».

كما فازت لائحة الأمل والوفاء بكامل أعضائها في دائرة الجنوب الثانية وحصدت 125624 صوتاً وتصدّر الرئيس بري الصوت التفضيلي بـ 39949.

وفي دائرة الشمال الثالثة حصد تحالف «الحزب القومي» وتيار المردة 4 مقاعد بينها مقعد المرشح القومي سليم سعادة.

وأعلنت ماكينة حزب الله عن فوز إبراهيم عازار وبهية الحريري واسامه سعد وزياد اسود وسليم خوري في دائرة صيدا جزين.

4 مقاعد لـ«الأوباش» في بيروت الثانية
وقد شكّلت نتائج دائرة بيروت الثانية صدمة لتيار المستقبل ولرئيس الحكومة ووزير الداخلية نهاد المشنوق تحديداً، حيث سجلت النتائج 6 مقاعد للمستقبل وهم 4 سنة وتوزعت بين الحريري والمشنوق والرئيس تمام سلام ورابع لم يُحسم بعد ونزيه نجم كاثوليكي ومرشح الحزب الاشتراكي فيصل الصايغ. في مقابل 4 مقاعد للائحة وحدة بيروت من بينهم مقعد لجمعية المشاريع الخيرية الذي وصفهم المشنوق بالأوباش وهم مرشح حزب الله أمين شري ومرشح أمل محمد خواجة ومرشح جمعية المشاريع عدنان طرابلسي ومرشح التيار الوطني الحر ادغار طرابلسي ونالت لائحة لبنان حرزان مقعداً لفؤاد مخزومي.

وإذ فرضت ماكينة المستقبل المركزية في البيال تعتيماً إعلامياً عن نتائج الفرز في الساعات الأولى، نقلت مصادر إعلامية عن المشنوق إرباكه الشديد منذ فترة بعد ظهر أمس، حيث غادر مكتبه في وزارة الداخلية مساءً وهو يستشيط غضباً ويقول «خذلونا». وقد وصلت نسبة الاقتراع في بيروت الثانية الى 37,15 .

وفي دائرة بيروت الأولى أظهرت النتائج فوز الوزير السابق نقولا الصحناوي و3 حواصل للائحة المدعومة من القوات و الكتائب و ميشال فرعون .

البقاع
وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية حتى الآن في دائرة بعلبك الهرمل فوز لائحة «نحمي ونبني» بـ 9 مقاعد من أصل 10 كما تأكد فوز اللواء جميل السيد.

وفي دائرة البقاع الغربي راشيا حققت لائحة الغد الأفضل 18965 صوتاً بمعدل 3 مقاعد. وهم الوزير السابق عبد الرحيم مراد ونائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي ومرشح أمل محمد نصرالله، مقابل 3 مقاعد للائحة الأخرى.

وفي زحلة فوز كل من المرشحين ميشال ضاهر، أنور جمعة، قاسم عراجي، سليم عون ، جورج عقيص.

جبل لبنان
وذكرت ماكينة حزب الله في بعبدا حصول لائحة تحالف أمل وحزب الله والتيار الحرّ والحزب الديموقراطي على 4 حواصل انتخابية 2 شيعة لكل من علي عمار و فادي علامة ، و2 موارنة ألان عون و حكمت ديب .

وأكد مسؤول الماكينة الانتخابية لحزب الله في جبيل أن «النتائج مبشرة بالنسبة لمرشحنا في لائحة «التضامن الوطني الشيخ حسين زعيتر «. بينما أفادت معلومات أخرى عن تقدّم للمرشح زياد حواط والنائب سيمون أبي رميا وربيع عواد.

وفي دائرة المتن أظهرت النتائج الأولية فوز سامي الجميل – ميشال المر – ماجد إدي أبي اللمع – إبراهيم كنعان – الياس بو صعب – إدكار معلوف – آغوب بقرادونيان – سركيس سركيس.

وفاز كل من المرشحين طلال ارسلان و سيزار أبي خليل من لائحة ضمانة الجبل وهنري الحلو وأنيس نصار و أكرم شهيب من لائحة المصالحة في عاليه ، فيما تمكّن مرشح التيار الوطني ماريو عون من الفوز في المقعد الماروني.

«التيار الحر» تمدّد شمالاً
وفي البترون أعلنت ماكينة التيار الوطني الحر أن رئيس التيار جبران باسيل سيفوز بسهولة، وأكد باسيل «أننا قررنا أن لا نعطي نتائج من ماكينتنا الانتخابية، هذه عملية فرز. والحواصل والكسور تؤثر في سقوط ونجاح نائب». وفي مؤتمر صحافي، أكد باسيل أن «التيار انتصر بهذه الانتخابات وأنه تمدّد في شمال لبنان بعد انتشاره في الجبل».

وأعلنت ماكينة تيار المردة عن فوز طوني فرنجية واسطفان دويهي وميشال معوّض وسليم سعادة وفايز غصن وجبران باسيل وفادي سعد. بينما أعلنت ماكينة القوات عن تقدّم المرشحين ستريدا جعجع وجوزف اسحاق في بشري.

وذكرت الماكينة الانتخابية للوزير السابق فيصل كرامي أن النتائج النهائية لدائرة الشمال الثانية هي على الشكل التالي:
4 مرشحين للعزم: نجيب ميقاتي ، جان عبيد ، نقولا نحاس ، محمد الفاضل.
3 مرشحين للمستقبل: عثمان علم الدين، محمد كبارة ، سمير الجسر .
3 من لائحة الكرامة: فيصل كرامي، احمد عمران، جهاد الصمد.
ومرشح واحد هو أشرف ريفي .

خروق بالجملة برسم وزير الداخلية
وأُنجز الاستحقاق الانتخابي في ظل صمت مريب من هيئة الإشراف على الانتخابات حيال الخروق التي سجلت بالجملة والتي وضعتها مصادر سياسية برسم وزير الداخلية الذي حجبت وزارته الأموال المخصصة للهيئة ورواتب موظفيها منذ ثلاثة أشهر، كما قُيّدت صلاحياتها وحصرتها بالرقابة على الإعلام من دون المرشحين وأصحاب النفوذ والسلطة الى جانب الخطاب التحريضي والعنصري الذي اتسم به خطاب وزير الداخلية وغيره. أما أبرز الخروق فكان الفيديو المسرّب الذي أظهر مسؤول ماكينة تيار المستقبل في البداوي وهو يقوم بتوزيع المال من فئة الخمسين ألفاً على الناخبين فضلاً عن افتعال المستقبل إشكالات أمنية عدة في بيروت لبث الرعب في صفوف الناخبين لمنعهم من الاقتراع أمام أعين الأجهزة الأمنية المولجة حفظ الأمن وسلامة الناخبين والمارة، إضافة الى عدم تنظيم الداخلية السير حيث ازدحمت الطرقات في معظم المناطق اللبنانية، لا سيما بيروت ما دفع عدداً كبيراً من الناخبين العودة الى منازلهم وعدم إكمال طريقهم الى مراكز الاقتراع. كما التزم آخرون منازلهم بسبب زحمة السير.

وبدأت ووقائع اليوم الانتخابي الطويل صباحاً بإقبال متدنٍ على الاقتراع لتبدأ بالارتفاع التدريجي مع حلول فترة الظهر حتى المساء، حيث غصت حشود الناخبين في محيط مراكز الاقتراع وبينما طالبت بعض الأحزاب من وزير الداخلية تمديد فترة الاقتراع رفضت أحزاب أخرى ذلك داعية للالتزام بالقانون الذي ينص على وقف العملية عند السابعة مساء، غير أن وزارة الداخلية حسمت الموقف وأعلن المكتب الإعلامي للوزارة أنه «بناءً لتعليمات الوزير نهاد المشنوق وبسبب الزحمة الكبيرة أمام مراكز الاقتراع ووجود ناخبين لم يدلوا بأصواتهم بعد، ويتواجدون في محيط المراكز، يُطلب إلى جميع رؤساء المراكز في جميع المناطق إدخال هؤلاء إلى الباحة فوراً قبل الساعة السابعة مساءً».

إشكالات أمنية متفرقة
وسجّل يوم أمس، عدد من الاشكالات الأمنية في مناطق عدة، كان أبرزها اعتداء مناصري القوات اللبنانية على المرشح أسعد نكد أثناء جولته على مركز الاقتراع في حوش الأمراء، حيث أقدم عدد من مناصري القوات على الهجوم على موكب نكد وعمدوا الى تكسير السيارات وفي داخلها أطفاله وزوجته. وعملت دورية أمنية على تفريق المعتدين وقد حوصر نكد في المركز مع عائلته الى حين وصول قوة من امن الدولة أمنت الحماية لإخراجهم. كما وقع إشكال بين مناصري حزب الله وتيار المستقبل في منطقة جسر الكولا قرب ثانوية عمر فروخ الرسمية، كما وقع أكثر من إشكال بين المستقبل وجمعية المشاريع الخيرية في منطقة سليم سلام وزقاق البلاط. وفي الشويفات اندلع إشكال في أحد أقلام الاقتراع تطور الى تضارب في الأيدي ما أدّى الى تكسير صندوق الاقتراع وتطاير الأوراق منه وما إن تمّ ضبط الإشكال حتّى أعيدت اوراق الاقتراع في ظروفها الى الصناديق. وأوقف الجيش سائق سيارة حاول تخطّي الحاجز الأمني أمام مبنى بلدية الشويفات. كما سُجل إشكال في صيدا بين مناصرين من الجماعة الاسلامية وآخرين من التنظيم الشعبي الناصري.

وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد وجّه نداءً الى اللبنانيين دعاهم فيه الى ممارسة حقهم في الاقتراع والإقبال على التصويت، خلال ما تبّقى من وقت قبل إقفال صناديق الاقتراع.

وقد تابع عون مسار العملية الانتخابية من خلال غرفة العمليات التي استحدثت في قصر بعبدا، حيث تم ربطها بغرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية التي ترد اليها تباعاً تفاصيل الانتخابات ونسب المشاركة فيها وآخر التقارير الأمنية.

الجمهورية الجمهورية

المرّ يَهزم الأحزاب والثنائي الشيعي يكتسح… و«القوات» تتقدّم و«التيّاران» يتراجعان

شكراً للمتن.. شكراً للطيّبين والأحباب، شكراً للأوفياء، أثبتّم أنّكم على العهد، ووفيتُم بالوعد. شكراً لأنكم قلبتم سحرَهم عليهم.

وانتصَر الوفاء على الغدر… أرادوا هزيمة ميشال المر، لكنّه انتصر عليهم، وردّ الذهنية اللئيمة إلى مغاورهم المظلمة التي صَدّرت إلى اللبنانيين عموماً، وإلى المتنيين خصوصاً سموماً استعلائية إقصائية إلغائية استئثارية لم يَشهد لبنان لها مثيلاً في تاريخه.

ذهنية حزبية أرادت تصغيرَ المتن على حجمها، ومحوَ تلك الصورةِ الناصعة التي تُميّز هذه المنطقة وأهلها الطيّبين، صورةِ الوفاء التي قدّمها المتنيّون بأبهى تجلّياتها، وكصخرةٍ صلبة كسَرت غدرَهم وطموحاتهم وأحلامهم التي حوّلها المتنيون كوابيس.

قابلَ المتنيّون الوفاء بالوفاء، وقالوا مع «أبو الياس» كلمتَهم بأنّ المتن ليس مشاعاً مستباحاً وليس ملكاً لحالاتٍ حزبية لا همَّ لها سوى إخضاع عروس جبل لبنان لإرادتهم وابتلاعها والتحكّم بحاضرها ومستقبلها.

ظنّوا أنفسَهم أكبر من كلّ المتن لكنّهم ظهروا بأحجامهم المتورّمة أو التي ورَّموها بصراخهم وارتكاباتهم وعنجهيتِهم وتهويلهم، واستخدامهم كلَّ ما يَملكون من قدرة في السياسة والإعلام والإشاعات وصرفِ النفوذ والمال والتهديد والوعيد واستغلال مواقِعهم وكلّ قدرات سلطتهم الحاكمة، فإذا بهم عاجزون عن تجاوزِ ميشال المر وما يُمثله في وجدان المتنيّين وما يمثّله بيتُه السياسي وعلى مستوى المتن ومنه على مستوى كلّ لبنان.

قال المتنيون كلمتهم بأنّ «أبو الياس» أكبرُ من كلّ أحزابهم، أو بالأحرى تلك الجوقة الحزبية الخماسية ومعها السلطة بكلّ أجهزتها وقدراتها، أكبرُ من حزبٍ قدّم ويقدّم نفسَه على أنه «قوي لا يُقهر»، وحزبٍ ثانٍ، سَقط في حسابات خاطئة أو مبالَغٍ فيها، وفي نشوةِ الشعور بصوابية الخروج على العهد والعلاقة التاريخية وإدارةِ الظهر للأوفياء. وحزبٍ ثالث وضَع بيضَه وثِقته في سلّة فارغة، وأكبرُ من حزب رابع اختار أن يعدم التاريخ المشترك والوفاء الذي لطالما بادله به ميشال المر. وأكبرُ من حزب خامس أراد أن يحجزَ له مقعداً على أنقاض البيوتات السياسية التاريخية في المتن.

وإلى جانب ذلك كلّه، كان ميشال المر أكبر من سلطتهم وشراكتها معهم في مؤامرة الإقصاء والإلغاء.

في النتيجة فاز أبو الياس، فطوى بفوزه تلك الصفحة السوداء، وفتحَ صفحةً جديدة مرتكزُها الأساس أرض الوفاء في المتن والاستمرارُ في ما كان وما سيكون حيال هذه المنطقة الوفيّة، ومعها استكماله المسيرة إلى المدى الأوسع على المستوى الوطني، وتقديم الصورة الوطنية كما هي وكذلك الصورة المسيحية والأرثوذكسية بكلّ بهائها ومعنوياتها وهيبتِها التي أريدَ لها أن تخبو وتنطفئ ويُلقى بها ملحقاً بلا أيّ قيمة أو دور أو حضور لبعض أحزاب الزمن السياسي العقيم، لتذويبها في غير مدارِها.

في الجانب الآخر للمشهد، مرَّ الاستحقاق الانتخابي، وطويَت واحدة من أبشعِ الصفحات التي شهدها البلد، تفنَّن فيها الطاقم السياسي الحاكم، أو بالأحرى المُتَحكِّم، في زرعِ بذور الفتنة والانقسام في كلّ البلد، متّكئاً على قانونٍ انتخابيّ خبيث عنوانُه نسبي وتطويري وتغييري وتحديثي للحياة السياسية والديموقراطية وللتمثيل الصحيح للمكوّنات اللبنانية في مجلس النواب، وأمّا جوهرُه، فنسفُ العنوان من أساسه، واجتمعت فيه كلّ الصفات السيئة التي خبرَها اللبنانيون في العملية الانتخابية التي جرت أمس، ووَضعت البلد أمام تداعيات «ملّعَت» النسيج اللبناني، وحده الله يعلم كيف سيتمّ احتواؤها وامتصاص ما زرَعته من توتّرات واحتقان وأورامٍ خبيثة.

بالأمس، صوّت اللبنانيون ضدّ هذا القانون، الغالبيةُ القصوى منهم صوّتت ضده بالإحجام عن المشاركة في الاقتراع، وبهذا الإحجام أيضاً، صوّتوا ضد الطبقة السياسية التي صَنعت هذا القانون، وهذا يفسّر النسبة المتدنّية للاقتراع والتي تراجَعت بنحوٍ ملحوظ عن انتخابات العام 2009، وهي نسبة وجَّهت صفعةً صادمة إلى هذه الطبقة من السياسيين المبتلين بذهنية نرجسية معقّدة أعمت نظرَها عمّا يريده الناس، وعن صلابة البيوتات السياسية التاريخية وعن الواقع اللبناني عموماً، وتركيبتِه التي يَعترف العالم كله بأنّها فريدة في عيشها وتعايشِها وفي التوازن في ما بينها.

وراهنَت من خلال هذا القانون على التربّعِ فوق الأنقاض التي أحدثها في الجسم اللبناني. وبهذا الإحجام انتصَر الناس لكرامتهم، ولإرادتهم، وحرّيتهم، وقالوا لا لِمن أراد أن يفرض عليهم إرادته ويسوقَهم كالأغنام إلى مصلحته وحيث يريد.

وفي النتيجة، سَقط المراهنون في شرّ رهاناتهم، وخابَ أملهم في تحقيق النتائج التي حلموا بها. وهذا ما أكّدته عمليات الفرز التي بوشِر بها بعد إقفال صناديق الاقتراع، والتي أظهرَت نتائجُها غير الرسمية بَعد فوزَ الرئيس ميشال المر في المتن، وفوزاً ساحقاً للثنائي الشيعي في دوائر الجنوب والبقاع وبيروت وبعبدا، وتقدّماً لتيار «المردة»، ولـ«القوات اللبنانية» ولمرشّحين من فريق الثامن من آذار، فيما سجّلت «خيبة» لدى «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، حيث لم يحقّق الأوّل النسبة التي طمحَ إليها، فيما الثاني تراجَع في بيروت ودوائر أخرى.

وتوضيحُ هذه الصورة سيتبدّى خلال الأسبوعين المقبلين، الفاصلَين عن نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي في 20 أيار، حيث سيكون المجلس الجديد في هذا التاريخ على موعد مع انتخاب رئيسِه والذي بات محسوماً أنّ الرئيس نبيه برّي سيعود إلى رئاسة المجلس على حصان أبيض، ثمّ المعركة المرتقبة حول «نائب الرئيس»، ثمّ انتخاب المطبخ التشريعي المتمثّل باللجان النيابية، مع انتخاب سائر أعضاء هيئة المجلس.

ومع بدءِ ولاية المجلس النيابي الجديد، وبَعد اكتمال هيئة مكتبِه تدخلُ حكومة سعد الحريري في تصريف الأعمال.

ويبقى أنّ اليوم، 7 أيار، يفترض أنه يوم آخر، يعود فيه اللبنانيون إلى حياتهم التي لم تكن طبيعية في فترةِ ما قبل الانتخابات، ولكنّ الصورة السياسية لِما بعد الانتخابات، قد يَصعب تظهيرُها بدقة، قبل إعلان النتائج النهائية الرسمية للانتخابات، إنّما المتوقع لهذه الصورة، أنّها رمادية بامتياز.

وسيُدعى فوراً إلى الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية لتسميةِ رئيس الحكومة الجديدة. وهو بالتالي أمرٌ ميسّر مع تكليف الرئيس سعد الحريري، على أنّ مشوار تشكيل الحكومة وتبعاً للخريطة النيابية الجديدة، يضاف إليها التشنّج السياسي الحاد، سيكون طويلاً جداً.

المصدر: صحف