الصحافة اليوم 23-07-2016: الإرهاب يضرب ألمانيا: أوروبا «أرض حرب» – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 23-07-2016: الإرهاب يضرب ألمانيا: أوروبا «أرض حرب»

الصحف المحلية

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 23-07-2016 في بيروت الاعتداء المسلح الذي ضرب ميونيخ الألمانية مساء امس الجمعة وموضوع مواصلة السعودية سياسة الارتقاء بالعلاقات مع تل أبيب والتدرج في تظهيرها وتطويرها باتجاه التحالف مع زيارة لوفد سعودي للكيان الصهيوني.

السفير
اعتداء مسلّح يوقع 9 قتلى على مركز تجاري
ميونيخ مشلولة وهلع في الشوارع وفرار المهاجمين!

جريدة السفيروتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “لم يمض اسبوع بعد على الهجوم الذي نفّذه طالب لجوء أفغانيّ على قطارٍ في مقاطعة بافاريا الألمانية، وتبنّاه تنظيم «داعش»، الاثنين الماضي، حتى شنّ مسلحون مجهولون، أمس، هجوماً على مركز تجاري مزدحم في مدينة ميونيخ، قتل فيه تسعة أشخاص، من دون أن تتمكن السلطات من توقيف المنفذين، أو تحديد الدافع وراء الهجوم حتى وقت متأخر من ليل أمس”.

ودانت دول عدة الهجوم على رأسها الولايات المتحدة، معلنة تضامنها مع المانيا، في وقت دعت فيه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى عقد جلسة لمجلس الامن الفدرالي اليوم. وعلى الرغم من ان اي تنظيم ارهابي لم يتبن الهجوم حتى ساعة متأخرة من الليل، الا ان مواقع التواصل الاجتماعي المقرّبة من تنظيم «داعش» احتفلت على طريقتها بالاعتداء المسلح على المدنيين في ميونيخ، وذلك غداة تحذير من وزارة الداخلية الالمانية من احتمال تعرض البلاد الى هجوم ارهابي.

وأكدت شرطة ميونيخ أن تسعة أشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء إطلاق نار عشوائي في مركز «اولمبيا» التجاري، مشيرة إلى أنها تشتبه في كون إحدى الجثث تعود لأحد المنفذين. وكانت صحيفة «تي زد» أفادت عن مقتل أحد منفذي الهجوم، فيما ذكرت مجلة «فوكوس» أن أحد المهاجمين أطلق النار على رأسه وفارق الحياة.
وأعلنت السلطات الألمانية حال الطوارئ في ميونيخ، ثالث أكبر مدينة في البلاد، وتم إيقاف المواصلات العامة وإغلاق الطرقات السريعة مع انتشار كثيف للقوات الأمنية في نواحي المدينة كافة، بينما طلب من المواطنين إخلاء الشوارع وملازمة منازلهم، وسط تحذيرات من وجود مسلحين طلقاء في الشوارع.

وقالت متحدثة باسم الشرطة «نعتقد أن هناك أكثر من مهاجم، تلقينا أول تقارير عن إطلاق نار الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي وبدأ إطلاق النار في ما يبدو في ماكدونالدز الموجود بمركز التسوق»، وقد أظهر مقطع فيديو تم بثه عبر الإنترنت رجلاً باللباس الأسود يطلق نيران مسدسه على الناس خارج المطعم.

وفي حين أكدت الشرطة عدم وجود أي مؤشرات لارتباط العملية بجماعات إسلامية، أعلن مدير مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بيتر ألتماير، عدم إمكانية حسم ما إذا كان حادث إطلاق النار يمثل «عملا إرهابيا»!
وقال للتلفزيون الألماني «لا يمكننا تأكيد وجود صلة لما حدث بالإرهاب ولا يمكننا تأكيد عكس ذلك أيضا.. لكننا أيضا نحقق في هذا الاتجاه»، لافتاً إلى أن مجلس الوزراء الخاص بالشؤون الأمنية سيعقد اجتماعا لتقييم الموقف.
وتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بـ «تقديم كل الدعم الذي تحتاج اليه المانيا، احد اقرب حلفائنا، للتعامل مع الهجوم»، كما وجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، من جانبه «رسالة دعم شخصية» للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل.
وجاء هجوم الأمس بعد أيام على إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء يبلغ من العمر 17 عاماً بفأس، وهو أول هجوم يتبناه «داعش» في ألمانيا. وأطلقت الشرطة النار على المراهق بعدما أصاب أربعة أشخاص من هونغ كونغ كانوا على متن القطار بالإضافة إلى امرأة من سكان المنطقة أثناء هروبه.

وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره حذر الأربعاء من أن بلاده ستتعرض على الأرجح لمزيد من هجمات الإسلاميين المتطرفين، لكنه هوّن من قدر أي صلة بين سياسة «الباب المفتوح» التي تتبعها حكومته مع اللاجئين والهجوم الذي نفذه اللاجئ الأفغاني في ولاية بافاريا الاثنين.

النهار
11 قتيلاً في هجوم على مركز تجاري بميونيخ والحكومة الالمانية لا تستبعد أياً من الفرضيات

صحيفة النهاروكتبت النهار “في ثالث هجوم كبير على أهداف مدنية في دول غرب أوروبا خلال ثمانية أيام، اقتحم مسلحون مركز “أوليمبياً” للتسوق المزدحم في مدينة ميونيخ الألمانية ليل أمس وأطلقوا الرصاص عشوائياً على الناس الذين هربوا مذعورين للاختباء مما وصفته الشرطة بأنه هجوم إرهابي”.

وأعلنت الشرطة مقتل 11 شخصاً على الاقل وقالت إن المهاجمين لا يزالون طلقاء. وطلبت من المواطنين إخلاء الشوارع وملازمة منازلهم، فيما بدأت اقفال ثالثة كبرى مدن البلاد مع وقف المواصلات وقطع الطرق السريعة.

وصرح مدير مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن الحكومة الالمانية لا تستبعد أي فرضيات في الهجوم.
وبثت شبكة “إن تي في” الألمانية للتلفزيون ان مقاطعة بافاريا اعلنت حال الطوارئ في مدينة ميونيخ.

وأفادت وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” أن وزير الداخلية توماس دو ميزير الذي كان على متن طائرة في طريقه الى الولايات المتحدة لتمضية عطلة قطع رحلته ليعود إلى المانيا بعد الهجوم. وأضافت أن طاقم العمل في المستشارية اجتمع لتقويم الموقف لكن ميركل لم تكن بين الحضور.
ومع وصول القوات الخاصة إلى المكان، كان عدد من الأشخاص لا يزالون يختبئون داخل مركز التسوق.

وقالت عاملة في المركز وهي مختبئة في غرفة للتخزين: “أطلق الكثير من العيارات النازية… لا يمكن أن أحصي عددها… لكنها كثيرة”. واضافت أنها شاهدت مصاباً بطلق ناري على الأرض بدا أنه قتل أو يحتضر متأثراً بإصابته.
وقال عامل في متجر آخر: “لا نزال عالقين داخل مركز التسوق دونما معلومات. نحن في انتظار الشرطة لإنقاذنا”.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أعلن مسؤوليته عن هجومين حصلا اخيراً في فرنسا وألمانيا.

وصرحت ناطقة باسم شرطة ميونيخ بأن 11 شخصاً قتلوا وأصيب عدداً غير محدد اصيب في الهجوم ولم يعتقل أي شخص بعد. وتحدثت صحف المانية عن مقتل أحد المهاجمين. وقالت: “نعتقد أن هناك أكثر من مهاجم. تلقينا تقارير أولى عن إطلاق نار السادسة مساء بالتوقيت المحلي وبدأ إطلاق النار كما يبدو في (مطعم) ماكدونالدز داخل مركز التسوق. لا يزال هناك أشخاص في مركز التسوق. نحاول إخراج الناس من هناك والاهتمام بهم”.
وأوردت شرطة ميونيخ في موقعي “فايسبوك” و”تويتر” للتواصل الاجتماعي أن المسلحين كانوا ثلاثة يحملون بنادق.

وأظهر شريط فيديو عبر الإنترنت لم يتم التحقق من صحته، رجلاً يرتدي ملابس سود خارج مطعم “ماكدونالدز” على جانب الطريق وهو يشهر مسدساً ويطلق النار على الناس.
ونقلت الشرطة عن شهود انهم رأوا إطلاق نار داخل مركز التسوق وفي الشوارع المجاورة له.
ويقع مركز التسوق في محيط ملعب ميونيخ الأولمبي. وشهدت الألعاب الأولمبية عام 1972 احتجاز جماعة منظمة “ايلول الاسود” الفلسطينية 11 رياضياً إسرائيلياً رهائن في هذا الملعب وانتهى الأمر في حينه بقتلهم جميعاً.
وأخليت أيضاً محطة السكك الحديد الرئيسية في ميونيخ. وقالت محطة “بي آر” إن الشرطة اقفلت العديد من الطرق السريعة شمال ميونيخ وطلبت من المواطنين مغادرتها.

مؤيدو “داعش” يحتفلون
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن مؤيدين لـ”داعش” احتفلوا في مواقع التواصل الاجتماعي بعملية إطلاق النار العشوائي. وقال أحدهم في موقع “تويتر”: “الحمد لله… اللهم وفق رجال الدولة الإسلامية”.
وقال آخر: “الدولة الإسلامية تتمدد في أوروبا”.

وجاء الهجوم الذي حصل الجمعة بعد أسبوع من إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء يبلغ من العمر 17 سنة بفأس وهو هجوم أعلن “داعش” مسؤوليته عنه. وأطلقت الشرطة النار على المراهق بعدما أصاب أربعة أشخاص من هونغ كونغ على متن القطار وامرأة من سكان المنطقة لدى هروبه.
وصرح وزير العدل الألماني هيكو ماس لصحيفة “بيلد” الألمانية :”ليس هناك سبب للذعر ولكن من الواضح أن ألمانيا لا تزال هدفا محتملا”.

وسجل هذا الهجوم في ألمانيا بعد الهجوم الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في العيد الوطني في 14 تموز عندما قاد تونسي شاحنة مبردة ودهس متنزهين فقتل 84 شخصا. وأعلن “داعش” أيضا مسؤوليته عن ذلك الهجوم.
ووافق أمس ذكرى مرور خمس سنوات على مذبحة نفذها أندرس بهرنغ بريفيك في نروج. ويعد بريفيك بطلاً لدى اليمين المتطرف في أوروبا وأميركا.
كما يذكر هجوم ميونيخ بهجمات لإسلاميين متشددين على مركز للتسوق في نيروبي بكينيا في أيلول 2013 وعلى فندق في مومباي بالهند في تشرين الثاني 2008.
ووجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “رسالة دعم شخصية” الى المستشارة الألمانية كما أعلن مكتبه.

وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما دعم ألمانيا. وقال في البيت الأبيض “لا نعرف حتى الآن ما الذي يحصل هناك بالضبط… لكن قلوبنا بالتأكيد مع المصابين”. وأضاف: “نتعهد تقديم كل أوجه الدعم التي قد يحتاجون اليها”. وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش إيرنست في بيان: “لا نعرف كل الحقائق حتى الآن لكننا نعرف أن هذا عمل شنيع تسبب بمقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قلب واحدة من أكثر مدن أوروبا حيوية”. وأشار الى أن المسؤولين الأميركيين سيعملون عن كثب مع نظرائهم الألمان وسيقدمون أي مساعدة قد يحتاج اليها التحقيق.
وقالت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون إنها تتابع “الموقف المروع” في ميونيخ . وكتبت في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي: “نساند أصدقاءنا في ألمانيا وهم يسعون الى تقديم المسؤولين عن ذلك الى العدالة”.

أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيراً للبريطانيين الموجودين في ميونيخ جاء فيه: “هناك تقارير عن حادث في مركز أوليمبيا للتسوق في ميونيخ. عليكم تجنب الموقع واتباع إرشادات السلطات المحلية”.
وفي موسكو، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن “الوزارة على تواصل دائم مع الزملاء في ألمانيا بعد أعمال إطلاق النار في ميونيخ… تجري حاليا هناك عملية أمنية، ولكن لا معلومات أخرى بعد. نحن على اتصال دائم، الزملاء الألمان أكدوا لنا أولا أنهم سيبلغوننا بما يحدث هناك، وثانيا، أنهم يتابعون مسألة مواطني روسيا الموجودين في ميونيخ ويبلغون الجانب الروسي ذلك”. وأوصت المواطنين الروس الموجودين في ميونيخ بالابتعاد عن الاماكن العامة والامتثال لتعليمات الشرطة.

ودعت وزارة الخارجية الإيطالية مواطنيها الموجودين في ألمانيا إلى تجنب التجمعات والأماكن العامة والتجول في المدينة بعد حوادث إطلاق النار في ميونيخ. وقالت إنه تم تفعيل عمل مركز الأزمات، وإن القنصلية العامة تعمل على اتخاذ الاجراءات اللازمة للتحقق من عدم وجود إيطاليين بين الضحايا.

الأخبار

الإرهاب يضرب ألمانيا: أوروبا «أرض حرب»

جريدة الأخبار
جريدة الأخبار

وكتبت الأخبار “باتت مظاهر الضعف تنخر في صورة أوروبا. فشرقاً، حليف الأوروبيين الوثيق، أردوغان، يقيم دولته «القمعية» غير آبه لانتقادات أحد، فيما غرباً يطلّ شبح ترامب كنموذج للجنون السياسي، في وقت يتصاعد فيه داخلياً العنف والإرهاب (أنّى كانت هويته)، لتبدو القارة وكأنها «أرض حرب»”.

المشهد نفسه بات يتكرر خلال الأشهر الأخيرة في غرب أوروبا، متنقلاً بين فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا حيث حصد هجوم إرهابي، أمس، ثمانية قتلى، على الأقل، وعدداً مماثلاً من الجرحى، جراء إطلاق نار بدأ في مطعم ماكدونالد للوجبات السريعة في مركز تجاري في مدينة ميونيخ، قبل أن يتواصل في ما بعد، كما ذكر شهود، قرب الملعب الأولمبي.

وفي الوقت الذي كانت فيه الشرطة المحلية تطارد «ثلاثة مسلحين» قالت إنهم مسؤولون عن الهجوم، بدت ثالث أكبر مدينة في ألمانيا كأنها «أرض حرب» عقب فرض «الطوارئ» وطلب الشرطة إلى المواطنين إخلاء الشوارع، بالتوازي مع وقف المواصلات وإغلاق الطرق السريعة، وذلك فيما أعلن وزير الداخلية، توماس دي ميزيير، الذي كان على متن طائرة في طريقه لقضاء عطلة بالولايات المتحدة، قطع رحلته ليعود إلى البلاد.

وبينما كانت التصريحات تتابع من أعلى هرم السلطات الألمانية لتعبّر عن «الصدمة الكبيرة» إثر الاعتداء «الإجرامي»، بدت لافتة سرعة صدور التصريحات الغربية المنددة بالهجوم، في مؤشر عكس بوضوح ربما تنامي القلق الغربي إثر تتابع الهجمات الإرهابية التي تحصد عشرات الضحايا، خاصة أنّ ما شهدته ميونيخ يعدّ الحدث الثالث الذي يقع في غضون ثمانية أيام، أي بعد هجوم نيس في فرنسا، ومن بعده الاعتداء على ركاب قطار ألماني، وهما هجومان أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنهما.

وفي السياق، تعهد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، «تقديم كل الدعم الذي تحتاج إليه ألمانيا… أحد أقرب حلفائنا»، مضيفاً: «نحن لا نعرف حتى الآن ما يحدث هناك بالضبط»، في وقت وجه فيه الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، «رسالة دعم شخصية» للمستشارة، انجيلا ميركل.

وحتى وقت متأخر من الليل، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، بينما أعلن مدير مكتب المستشارة الألمانية عدم استبعاده أي فرضيات. وقال بيتر ألتماير للتلفزيون الألماني: «لا يمكننا تأكيد وجود صلة لما حدث بالإرهاب، ولا يمكننا تأكيد عكس ذلك أيضاً… لكننا أيضاً نحقق في هذا الاتجاه». وأضاف أن مجلس الوزراء الخاص بالشؤون الأمنية سيعقد اجتماعاً اليوم لتقويم الموقف.
من جهتها، ذكّرت وسائل إعلام ألمانية (كما وكالة رويترز) بأنّ الحدث يوافق ذكرى مرور خمس سنوات على المذبحة التي نفذها أندرس بريفيك في النروج، موقعاً في حينه 77 قتيلاً وعشرات الجرحى، ويعدّ بريفيك بطلاً لدى أطراف يمينية متطرفة في أوروبا وأميركا. وفي الوقت نفسه، فإنّ «طريقة الهجوم ذكّرت بهجمات تبناها متشددون إسلاميون على مركز للتسوق في نيروبي بكينيا في أيلول 2013، وعلى فندق في مومباي بالهند في تشرين الثاني 2008».

وبانتظار معرفة هوية منفذي هجوم ميونيخ، من الجدير ذكره أنّ الخلفية التي يبدو أنها متقاربة لمنفذَي هجوم نيس والهجوم على ركاب القطار بفعل تأكيد الاستخبارات في البلدين أنها لم تكن تعلم بهما، قد أبرزت طبيعة جديدة من المهاجمين لا يمكن مراقبتها في محاولة لمنع وقوع هجمات. وبالتالي، فربما على صورة فرنسا التي باتت تعيش تحت «حالة طوارئ» منذ أشهر، قد تكون ألمانيا على أبواب مناقشات وجدالات من شأنها أن تقود إلى ارتفاع مستويات هيمنة الأسئلة والمسائل الأمنية على المجتمع، خصوصاً أنّ نقاشاً جدياً كان يطغى في ألمانيا في المدة الأخيرة على علاقة بـ»موجة المهاجرين».

و(من الصدف) كان وزير الداخلية الألماني قد أعلن في مقابلة نشرتها أمس مجلة «دير شبيغل» (قبل ساعات من وقوع هجوم ميونيخ) أنه «لا يمكن أي دولة تحترم الدستور في العالم، تجنب جميع الجرائم أو الأعمال الإرهابية… ومن الملحّ أن تقوم الأجهزة الأمنية بجمع المعلومات عن الأشخاص الذين قد يشكّلون تهديداً محتملاً». وفي رد دي ميزيير على سؤال عن المعلومات المتوافرة حول خلفية منفذ هجوم القطار قبل أيام، قال إن «المعلومات المجمّعة من حسابه على فايسبوك تشير إلى دلائل على التطرف»، مضيفاً في الوقت نفسه أن «البعض سيعترض لعدم ملاحظتنا مسبقاً مثل تلك المعلومات، لكننا كبلد ديموقراطي دستوري، لا نستطيع إجراء مراقبة واسعة على جميع معطيات حسابات فايسبوك لجميع المواطنين… وأعتقد أن لا أحد من المنتقدين قد يفضل ذلك».

وفي موضوع زيارة وفد سعودي للكيان الصهيوني كتبت الأخبار :

آل سعود في تل أبيب: الخيانة المنتظرة!

علي حيدر

على قاعدة المصالح المشتركة ومواجهة “العدو المشترك”، تواصل السعودية سياسة الارتقاء بالعلاقات مع تل أبيب والتدرج في تظهيرها وتطويرها باتجاه التحالف، بعدما بات الطرفان يتقاطعان على مستوى الموقف والخيار في أكثر من ملف وقضية إقليمية. وعلى هذه الخلفية، تأتي زيارة وفد سعودي رفيع المستوى يضم أكاديميين ورجال أعمال، ويترأسه اللواء المتقاعد في المخابرات السعودية، أنور عشقي، المعروف بنشاطه في تظهير مسار التقاراب السعودي ــ الإسرائيلي ودفعه بنحو تدرجي.

ولأن اللقاء يأتي هذه المرة في إسرائيل، بعد أكثر من لقاء خارجها، فإنه ينطوي على أكثر من رسالة سياسية، إقليمية، وأخرى داخلية إسرائيلية. ومن بين تلك الرسائل أن السعودية باتت أكثر نضجاً للانتقال إلى مرحلة العلاقات العلنية، واستعدادها للقيام بقفزة نوعية إلى مرتبة التحالف في ضوء المتغيرات الإقليمية، من دون أي التزام إسرائيلي رسمي بأي “تنازل” يتصل بالمفاوضات مع السلطة الفلسطينية. أما على مستوى “الداخل”، فمن الواضح أن بنيامين نتنياهو استطاع أن يسجل إنجازاً سياسياً عبر هذه الزيارة، لكونها تشكل تأكيداً أمام الجمهور الإسرائيلي بأن سياساته الفلسطينية لا تشكل عقبة جدية أمام تقارب أغلب النظام العربي الرسمي، وتحديداً السعودية، من إسرائيل. ومما يعزز منطق نتنياهو ورؤيته، أن الخطوات السعودية التصاعدية في الارتقاء بالعلاقات مع تل أبيب، تأتي رغم تكراره الدائم بشأن تمسكه بثوابته المتصلة بالتسوية النهائية مع السلطة الفلسطينية.

تنطوي زيارة الوفد السعودي على أكثر من رسالة سياسية إقليمية

وقد التقى الوفد مع شخصيتين رسميتين، كما نقلت صحيفة “هآرتس”، لكل منهما موقعه ذات الدلالة السياسية. الأول هو المدير العام لوزارة الخارجية، دوري غولد، والثاني منسق شؤون الاحتلال للمناطق الفلسطينية المحتلة، اللواء يوآف مردخاي. والتقى الوفد أيضاً بعدد من أعضاء الكنيست ينتمون إلى العديد من كتل المعارضة الإسرائيلية.
وبعد العديد من التقارير الإسرائيلية والأجنبية عن وجود علاقات سرية بين تل أبيب والرياض، إضافة إلى العديد من اللقاءات بين شخصيات سعودية وأخرى إسرائيلية، خارج إسرائيل، لم يعد مفاجئاً حصول مثل هذه الزيارة العلنية. وبملاحظة العديد من المزايا التي تتصل بالأشخاص ومكان اللقاء وتوقيته، يبدو أن الزيارة جمعت بين مسألتين: الأولى، مبادرة سعودية في مسار الارتقاء بالعلاقات العلنية بين الطرفين، والثانية أن الوفد لا يحمل صفة رسمية. لكن هذه الصفة لا تنفي حقيقة أن “الزيارة استثنائية، خاصة أنها لا يمكن أن تحصل من دون مصادقة من الحكومة السعودية”، كما أكدت صحيفة “هآرتس”.

وكما هو متوقع، كان لا بد للزيارة من عنوان معلن، وهو ما لفتت إليه “هآرتس” بالقول إنها هدفت إلى تشجيع الحديث في إسرائيل حول “مبادرة السلام العربية”. لكن نتنياهو سبق أن أكد في أكثر من مناسبة أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بالمبادرة كما هي، ولا بد من إدخال تعديلات عليها كي تصبح ملائمة “للثوابت الإسرائيلية”.
هذا وكان عشقي قد وصل إلى إسرائيل، في بداية الأسبوع الجاري، والتقى في رام الله مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وآخرين في القيادة الفلسطينية، قبل أن يتوجه للقاء غولد ومردخاي. والتقى أمس أيضاً مجموعةً من أعضاء الكنيست من المعارضة. ولفتت “هآرتس” إلى أن من بين الذين نظموا اللقاء عضو الكنيست عن حزب “ميرتس”، عيساوي فيرجى، وشارك أيضاً أعضاء كنيست من كتلة المعسكر الصهيوني الذي يرأسه، يتسحاق هرتسوغ، وميخال روزين، عن كتلة “ميرتس”. ونقلت “هآرتس” أن عشقي والوفد المرافق له التقوا يوم الثلاثاء الماضي رئيس كتلة “يوجد مستقبل”، يائير لابيد. وكان من المفترض أن يضم اللقاء أيضاً عضو الكنيست عوفر شيلح، ويعقوب بيري، لكن ترتيب جدول الأعمال لم يسمح بذلك.

وأكد فيرجى منسق اللقاء، أن “السعوديين يريدون الانفتاح على إسرائيل، وهذا مسار استراتيجي من ناحيتهم”. ونقل عن المسؤولين السعوديين، وفق “هآرتس”، قولهم إنهم يريدون إكمال ما بدأه الرئيس المصري السابق، أنور السادات، وأنهم يريدون الاقتراب من إسرائيل، وهذا ما يشعرون به بشكل بارز. وأضافت الصحيفة نقلاً عن أعضاء كنيست شاركوا في اللقاء، أن أعضاء الكنيست اقترحوا على عشقي دعوة أعضاء كنيست يؤيدون “المبادرة العربية للسلام” للقاء به في السعودية.

وخلال اجتماعه بأعضاء الكنيست تحدث عشقي عن علاقته بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، كما نقلت “هآرتس”، وذكَّرهم بأن الأخير أصدر كتاباً قبل عقد من الزمن يهاجم فيه السعودية تحت عنوان “مملكة الشر”، وأشار عشقي إلى أن المسؤول في الخارجية الإسرائيلية اعتذر منه في خلال اللقاءات، وقال إنه كان مخطئاً في بعض ما كتبه، وشدد على أنه يريد تعزيز العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
يُذكر أن عشقي سبق له أن التقى علناً المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، في حزيران العام الماضي في معهد بحوث في واشنطن. ومن المعروف أنه شغل مناصب مختلفة في الجيش السعودي، وعمل في وزارة الخارجية، فيما يرأس حالياً المعهد السعودي للدراسات الاستراتيجية.

ويشار إلى أنه عُقد أكثر من لقاء علني بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين إسرائيليين، من ضمنها لقاء بين رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل، ووزير الأمن في حينه، موشيه يعلون، في شباط العام الماضي، ولقاء آخر مع مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، اللواء يعقوب عميدرور، في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في أيار الماضي.

اللواء

الإرهاب يطارد أوروبا: 11 قتيلاً وذعر في ميونيخ

صحيفة اللواء
صحيفة اللواء

وكتبت اللواء “تواصل أمس مسلسل الارهاب الذي يطارد القارة الأوروبية حيث عاشت ألمانيا وتحديدا مدينة ميونخ «يوما إرهابيا» بامتياز حيث مشاهد القتل والذعر بعدما هاجم مسلحون مركزا للتسوق في المدينة وفتحوا نار رشاشاتهم عشوائيا داخله ما أسفر عن مقتل أكثر من ١١ شخصا وإصابة عدد آخر بجروح بالغة في آخر احصائية للشرطة الألمانية التي أعلنت الاشتباه «بعمل إرهابي» مشيرة الى «أن هناك مسلحين طلقاء وهم يشكلون خطراً» و «أنها تبحث عن ثلاثة أشخاص مشتبه بهم» فيما أشارت صحف ألمانية الى مقتل أحد المهاجمين باطلاق النار على نفسه، قبل أن تؤكد الشرطة في وقت لاحق العثور على جثة على بعد كيلومتر من موقع الهجوم”.
وقالت شرطة ميونيخ على تويتر «خبر محزن لقد ارتفع عدد القتلى الى ١١»، في وقت لا يزال الاشخاص الثلاثة الذين يشتبه في انهم اطلقوا النار فارين.
كما دعت السكان للبقاء في منازلهم أو الاختباء في المباني القريبة، بعدما أفاد شهود بإطلاق نار في 3 أماكن متفرقة في المدينة، وهي: منطقة بشارع هاناور وفي شارع ريس وفي مركز أولمبيا للتسوق.

وقال متحدث باسم شرطة ميونيخ «نشتبه بانه ارهاب»، وذلك بعد وقت قصير على نقل وكالة انباء «دي بي ايه» عن متحدث باسم الشرطة قوله ان «هناك وضعا ارهابيا» مع ثلاثة معتدين يحملون اسلحة.
وعبر الرئيس الالماني يواخيم غاوك عن «صدمته الكبيرة» بعد الاعتداء «الاجرامي».
وقال غاوك في بيان «ان الاعتداء الاجرامي في ميونيخ أشعرني بالصدمة الى اقصى حد»، مؤكدا تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم.
من جهته اعلن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير انه قطع زيارته الى الولايات المتحدة من اجل ان يعود الى المانيا.
وفي وقت لاحق دعت  المستشارة انجيلا ميركل إلى اجتماع طارىء لمجلس الأمن الألماني اليوم، فيما أعلن وزير الخارجية فرانك شتاينماير أن أسباب الهجوم لا تزال غير واضحة.
واعلنت الشرطة على صفحتها على فيسبوك ان «شهودا افادوا عن رؤية ثلاثة اشخاص يحملون اسلحة نارية»، مشيرة الى انها لا تعرف مكان وجودهم. وبدأ اطلاق النار في مطعم ماكدونالد للوجبات السريعة داخل المركز التجاري، وتسبب بمقتل «ستة قتلى على الاقل».
واستمر اطلاق النار خارج المركز التجاري قرب الملعب الاولمبي في ميونيخ، لدى مطاردة الشرطة لمطلقي النار على ما يبدو.
وقالت الشرطة على حسابها على موقع «تويتر» ان «هناك عملية امنية كبيرة جارية حاليا في مركز تجاري» ودعت الناس «الى عدم التوجه الى المكان».

واوردت صحيفة «بيلد» في نسختها الالكترونية ان رجلا ركض دخل المركز التجاري واطلق النار على عدد من الاشخاص قبل ان يفر في اتجاه محطة مترو.
ونقلت وسائل اعلامية عن شهود ان مترو ميونيخ، عاصمة مقاطعة بافاريا، اغلق وان وحدات من الشرطة انتشرت في وسط المدينة في محاولة لاعتراض مطلق النار.
وقالت مسؤولة في السكك الحديد الالمانية ان السلطات اخلت محطة القطار الرئيسية في ميونيخ بعد اطلاق النار. واكدت ان الحافلات والمترو توقفت عن العمل «بامر من الشرطة».
وطوقت الشرطة المنطقة ودعت المتواجدين فيها الى الابتعاد.

ولم يتضح على الفور من هم منفذو الهجوم الذي وقع امس بعد أسبوع من إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء يبلغ من العمر 17 عاما بفأس وهو هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وقال أحد الموظفين في مركز التسوق لرويترز عبر الهاتف إن موظفين في المركز لا يزالون مختبئين.
وأضاف الموظف الذي طلب عدم ذكر اسمه «أطلقت العديد من طلقات الرصاص.. لا يمكن أن أحصي عددها.. لكنها كثيرة.»
وتابع «كل من كانوا في الخارج اندفعوا إلى الداخل وبوسعي فقط رؤية شخص واحد على الأرض مصاب بإصابات بالغة وبالتأكيد لن ينجو.

وقال وزير العدل الألماني هيكو ماس لطبعة من صحيفة بيلد الألمانية «ليس هناك سبب للذعر لكن من الواضح أن ألمانيا لا تزال هدفا محتملا.»
وذكر مسؤول انه تم اخلاء محطة قطارات رئيسية في ميونيخ وتعليق حركة المترو والحافلات، بحسب ما اوردت وسائل اعلام.
ويأتي هذا الهجوم في ألمانيا بعد الهجوم الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في العيد الوطني (يوم الباستيل) عندما قاد تونسي شاحنة ودهس حشودا مما أسفر عن مقتل 84 شخصا.
احتفى مؤيدون لتنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي بحادث إطلاق النار في مركز التجاري في ميونيخ .
وقال أحدهم على تويتر «الحمد لله.. اللهم وفق رجال الدولة الإسلامية». وأضاف آخر «الدولة الإسلامية تتمدد في أوروبا.. فرنسا وبلجيكا وألمانيا».
ونددت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والكويت بالهجوم الإرهابي.

البناء

ألمانيا تعيش ذعر المسلحين الجوّالين بعد تنفيذ هجوم على مركز تجاري
دي ميستورا: هدنة بين جبهتين ضدّ الإرهاب والعملية السياسية بعد الحرب
جنبلاط يمنح خلوة آب فرصة… وحردان لوفد أوروبي: سورية القوية ضمانة

صحيفة البناءوكتبت البناء “دخلت ألمانيا النفق المظلم الذي سبقتها إليه فرنسا وبلجيكا في مواجهة مفتوحة مع حالة ذعر يفرضها القلق الدائم من عدو مجهول بلا إسم، لا موعد ولا مكان لظهوره ولا قدرة مسبقة على توقع خطواته والأماكن التي سيضرب فيها، ومثلما وقعت فرنسا وبلجيكا، وجرّتا أوروبا وراءهما في وهم الفصل بين استخدام مناصري تنظيم «القاعدة» وتقديم التسهيلات لهم للفوز بالحرب في سورية، وبين ما سيرتبه ذلك من تداعيات على الأمن الداخلي لهما ولسائر الدول الأوروبية، وقعت ألمانيا بوهم الفصل بين التصرف المصلحي سياسياً واقتصادياً وتفاوضياً في قضية النازحين، وبين ما سيجلبه هذا التعامل من أعراض خطيرة على ملف الإرهاب، الذي سيشتدّ عوده ويقوى بالاستناد إلى قدرة التعامل مع مظلة النزوح وتوظيفها”.

ليل ألمانيا الطويل الذي بدأ مع هجوم شنّه ثلاثة مسلحين على مركز تجاري في ميونيخ أودى بستة قتلى وعديد من الجرحى، استمرّ بالذعر من نجاح هؤلاء المسلحين بالفرار وبدء حملة ملاحقة واسعة النطاق، أدّت بالشلل في وسائط النقل وحالة الذعر في الأسواق، والأماكن السياحية، وأطلقت دعوات للمواطنين بملازمة بيوتهم، وللرعايا الأميركيين بالنزول إلى الملاجئ.

الحدث الألماني بعد فرنسا وبلجيكا يضع التفاهم الروسي الأميركي حول الحرب على تنظيمي «داعش» و«النصرة» خياراً جامعاً للدول المهدّدة من التنظيمات الإرهابية، وأولوية تتقدّم على الحسابات التي حكمت خلال السنوات الماضية التعامل مع الحرب في سورية بخلفية أولوية دعم الجماعات المسلحة للنصر على الدولة السورية، والسير في هذا السياق وراء الخطة السعودية التركية، التي بدأ الصوت يرتفع عالياً في أوروبا تنديداً بتهاون الحكومات تجاهها واستسهال اتباعها، وهذا ما قاله أمس رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أمام وفد من الأحزاب اليونانية، داعياً إلى فهم مكانة قوة سورية في تحقيق أمن أوروبا بالنظر لأهمية ما تستطيعه سورية القوية في الحرب على الإرهاب، متوجهاً للأوروبيين الحريصين على أمنهم إلى المسارعة برفع العقوبات عن سورية والعودة للعلاقات الطبيعية مع حكومته، حيث يمكن التعاون في حلول إنسانية وواقعية لقضية النازحين خارج نظريات التوطين المشبوهة.

التفاهم الروسي الأميركي سيكون على جدول أعمال اللقاء الذي سيجمع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مع المبعوث الأممي في سورية ستيفان دي ميستورا، حيث أفادت مصادر أممية أنّ دي ميستورا بدأ بإعداد أوراقه نحو معادلة الفصل بين صيغتي الهدنة والعملية السياسية، حيث يتمّ الحوار لتثبيت قواعد هدنة طويلة بين الدولة السورية وحلفائها من جهة، والجماعات المسلحة التابعة لفضائل تشترك في تشكيلات المعارضة، التي ترتضي استبدال أولوية تغيير النظام في سورية ومطالبتها بتنحّي الرئيس السوري، بأولوية الحرب على «داعش» و«النصرة»، وتقوم إما بالمشاركة بهذه الحرب أو على الأقلّ بالفصل بين وجودها وأماكن تمركزها ومناطق سيطرة «داعش» و«النصرة»، وفي المقابل تجميد العملية السياسية حتى نهاية الحرب على الإرهاب أو بلوغها مراحل متقدّمة تسمح باستئناف العلمية السياسية مجدّداً، ومن ضمنها الإعداد لانتخابات تشارك الأمم المتحدة في الحوار مع الأطراف لصياغة آليات إجرائها والرقابة عليها، والضمانات اللازمة، بما فيها فرضية دستور جديد وحكومة جديدة، وتعتقد الأوساط الأممية أنّ هذه الصيغة ربما تكون أسهل على الفصائل المعارضة وداعميها من القبول بحكومة موحدة في ظلّ الدستور السوري والصلاحيات التي يمنحها للرئيس، وارتضاء التواجد في حكومة تعمل في ظلّ الرئاسة التي ارتبط مصير هذه القيادات المعارضة بالعمل لإسقاطها.

لبنانياً يبدو الجمود مسيطراً على كلّ المسارات السياسية بانتظار خلوة آب التي يرى كثير من القيادات صعوبة في إحداثها ايّ اختراق، خصوصاً في ظلّ غياب تفاهمات إقليمية دولية تمنحها قوة الدفع والتغطية اللازمتين، وصعوبة التفاهم على قانون الانتخابات والمقاربات المتعاكسة من زاوية المصالح الانتخابية في التعامل مع المشاريع المتداولة، بينما ترى مصادر مطلعة أنّ فرضية النجاح في إحداث اختراق ما يجب عدم إغفالها مع الموقف المستجدّ للنائب وليد جنبلاط الذي انضمّ علناً إلى الداعين لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وما يمكن التوصل إليه من تشارك مع الداعين لتحقيق النصاب إلى المشاركة في جلسة انتخاب، وتسهيل قيام أغلبية نيابية بتأمين فوزه، مقابل أغلبية مقابلة ومشابهة من قوى أخرى يحسمها موقع جنبلاط ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري ونواب القوات اللبنانية المشترك في الأغلبيتين، لتأمين تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وترك الخلاف على قانون الانتخاب للحكومة الجديدة.

حردان: لضرورة رفع العقوبات عن سورية

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ الإرهاب الذي يعيث قتلاً وتدميراً وإجراماً في سورية، وكذلك في العراق وصولاً إلى لبنان وكلّ المنطقة، هو إرهاب يطال العالم بأسره، ومواجهته تتطلب موقفاً حازماً وصادقاً من كلّ دول العالم، وفي مقدّمها الدول التي لا تزال تدعم الإرهاب بأشكال وعناوين مختلفة.

وقال حردان خلال استقباله وفداً يونانياً مشكلاًً من أحزاب البازوك، الديمقراطي المسيحي، الوطني، والخضر، وأعضاء من كتلها النيابية، إنّ القضاء على الإرهاب برمّته لن يتحقق بضربات تقليدية يوجّهها التحالف الدولي بقيادة أميركا، لأنه من جهة ثانية يدعم الإرهاب بذريعة دعم المجموعات المعتدلة، ونموذج هذه المجموعات التي تسمّيها أميركا وحلفاؤها معتدلة، هي ذاتها التي أقدمت على ذبح الطفل الفلسطيني في مدينة حلب بطريقة وحشية يندى لها جبين الإنسانية.

ووضع حردان الوفد في صورة استثمار العديد من الدول في الإرهاب، وفي معاناة السوريين، لا سيما النازحين من جراء جرائم الإرهاب، وأكد أنّ الحزب القومي أطلق دعوة حول موضوع النازحين في لبنان وفي الأردن، ودعا حكومات هذه الدول الى التنسيق الفوري مع الحكومة السورية والأمم المتحدة من أجل وضع الحلول المناسبة، خصوصاً أنّ الحكومة السورية ومنذ بدء الحرب الكونية ضدّها، تؤكد استعدادها وإمكاناتها لتأمين أماكن ايواء للنازحين داخل الأراضي السورية، وتحمّل مسؤولياتها تجاههم.

وقال حردان إنّ دور الأحزاب اليونانية والأوروبية أساسي في حمل هذه القضية، لإفشال مخطط تهجير السوريين من أرضهم وتوطينهم في أماكن أخرى، لافتاً إلى أنّ الحكومة التركية التي هي طرف في الحرب ضدّ سورية، لا تزال تستثمر في الإرهاب، وهي استثمرت قضية النزوح السوري بحصولها على تمويل أوروبي وغربي من دون ان تقدّم أبسط الخدمات والمعونات الإنسانية للنازحين، واقتصرت إجراءاتها على مواقف لفظية لتسديد فواتير الأموال الطائلة التي حصلت عليها مستغلة معاناة النازحين.

وشدّد حردان على ضرورة رفع العقوبات عن سورية سريعاً، لأنها تشكل حصاراً للسوريين وهو حصار غير مشروع وغير قانوني، وفرض بغير ذي وجه حق.

الإيراني الرقم الصعب

أما الملف الرئاسي في لبنان فلا يزال محلّ تجاذب بين محورين: محور سعودي اميركي ومحور محلي اقليمي. يهدف المحور الأول إلى الاستمرار في التطبيق المشوّه للطائف وإقصاء حزب الله عن الحكم وإيصال رئيس جمهورية على غرار الرئيس ميشال سليمان الذي بات في منتصف عهده فريقاً من أفرقاء 14 آذار في تنفيذ الأجندة السعودية والأميركية. أما المحورالثاني فيتشكل من حزب الله لبنانياً ومن سورية وإيران، ويهدف إلى إقامة التوازن في النظام وتطبيق الطائف بحذافيره من دون تشويه، وانْ تعذر فتعديله بنصوص تمنع الانحراف.

وتشير مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أنّ هذين المحورين متكافئان ويتبادلان الفيتو والفيتو المضادّ ولن يكون للبنان رئيس للجمهورية الا بحلّ من اثنين… إما غلبة فريق على فريق أو تفاهم الفريقين. ولفتت المصادر الى انّ الدور الروسي في الملف الرئاسي ليس ذي ثقل وازن، والمسلك المفتوح امامه يكمن في لعب دور الوسيط بين المحورين لإنتاج تفاهم على الرئيس يكون شريكاً في إيصاله الى قصر بعبدا، او ان يتواجد في محور المقاومة ويكون ظهيراً لها في موقفها. وإذ اعتبرت المصادر أنّ لبنان امام خيارين إما انتخاب العماد ميشال عون خلال فترة الأشهر الثلاثة المقبلة او أنّ الفراغ مستمر الى العام 2017، لا سيما انّ الملف الرئاسي مرتبط بملفات المنطقة عموماً والملف السوري خصوصاً، والايراني هو الرقم الصعب في هذه الملفات.

وتقول مصادر بالغة الاطلاع على الموقف الروسي لـ«البناء» إنّ كلّ كلام آخر عن الموقف الروسي ليس إلا من باب المزايدات، لا سيما أنّ موقف نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف معروف حيال الانتخابات الرئاسية اللبنانية ولا يعوّل عليه، وما نسب إلى دعم روسيا لهذا المرشح أو ذاك لا يمثل الحقيقة لا من قريب ولا من بعيد».

حضور عون الحوار وارد

وتبقى الأنظار مسلطة على الخلوة المرتقبة في 2 و3 و4 آب المقبل لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود حيال القضايا العالقة. وأكدت مصادر قيادية بارزة في التيار الوطني الحر لـ«البناء» انّ حضور رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون شخصياً جلسات الحوار في شهر آب المقبل وارد، ومرهون بالتطورات التي قد تستجدّ قبل مطلع الشهر المقبل. ورفضت المصادر اعتبار غياب العماد عون عن الجلسات السابقة بالمقاطعة للرئيس نبيه بري، فالعلاقة بينهما جيدة تحكمها ملفات استراتيجية ووطنية، مشدّدة على أنّ العماد عون كان ممثلاً في الجلسات السابقة برئيس التيار الوطني الحر الوطني الحر الوزير جبران باسيل.

وتوقع مصدر نيابي لـ«البناء» على عكس الكثير من الأفرقاء أن تحمل خلوة آب جديداً على الصعيد الرئاسي، مشيراً الى الموقف المتقدّم للنائب وليد جنبلاط في هذا الشأن. ودعا إلى «عدم استباق الأمور، فنحن قادمون على مرحلة من الحوار ستتطرّق الى مجمل الاستحقاقات العالقة»، مشيراً إلى «حسّ عند الأفرقاء السياسيين أننا أصبحنا مأزومين على الصعيدين السياسي والاقتصادي لبنان لا يحتمل المزيد من التأزم».

التوفيق بين اقتراحي المختلط ملتبس وصعب

الى ذلك، لن يكون مصير قانون الانتخاب أفضل حالاً من عتمة الكهرباء التي يغرق فيها لبنان من دون أن تحرك الحكومة ساكناً، فاللجان المستركة تجتمع الاربعاء المقبل في جلسة وصفها أكثر من مصدر نيابي بالمضيعة للوقت، مع التشكيك وسط هذا السواد الأعظم بوجود بقعة ضوء في إقرار قانون انتخابي جديد في هذه الجلسة أو سواها، فقانون الانتخاب جزء من الحوار حول السلة المتكاملة ولن يكون التوافق عليه بمنأى عن الاستحقاقات الأخرى المرتبطة بالرئاسة والموازنة.

وأكد النائب علي فياض لـ«البناء» أنّ جلسة السابع والعشرين من الجاري هي بديل عن الجلسة التي لم يكتمل نصابها في 13 تموز الحالي، ولا يُتوقع أن ينبثق عنها جديد ذو معنى. وقال: «من الصعوبة إحداث تقدّم في قانون الانتخاب إذا لم يكن هناك اتفاق على القضايا السياسية العالقة، فقانون الانتخاب له علاقة بمجمل تطورات المواقف تجاه الملفات المختلفة. وإذ أبدى اعتقاده بأنّ نصاب جلسة الاربعاء المقبل سيكتمل، رأى أنّ النواب سيكونون حائرين ماذا يناقشون، ومن أين يبدأون وعلى ماذا يتفقون»!

وأشار إلى «أنّ النقاش كله منصبّ على اقتراح القانون المختلط ومحاولة التوفيق بين الاقتراح المقدّم من الرئيس نبيه بري، والصيغة المقدّمة من «القوات» و«الاشتراكي» و«المستقبل»، علماً أنّ هذه العملية ملتبسة وصعبة»، مشدّداً في الوقت نفسه على «أنّ حزب الله متمسك بمشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا يزال جزءاً من الاحتمالات المطروحة».

 

المصدر: صحف لبنانية