الصحافة اليوم 30-7-2016: خطاب السيد نصر الله.. ومستقبل المشروع السعودي – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 30-7-2016: خطاب السيد نصر الله.. ومستقبل المشروع السعودي

الصحف المحلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 30-7-2016 العديد من الملفات منها الاستحقاق الرئاسي اللبناني وكلام الامين العام لحزب الله السيد نصر الله عن التطبيع السعودي مع العدو بالاضافة الى الازمة السورية والشأن اللبناني الداخلي.

السفير:

فرنجية لن ينسحب.. والحريري ماض في دعمه
نصر الله: المشروع السعودي سيهزم

جريدة السفيرتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “السفير” اللبنانية “يكفي سماع خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وردّ رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، عليه، للاستنتاج بأن كل ما يتم تداوله في الشأن الرئاسي، عبارة عن محاولة لملء الوقت الضائع بجرعات وهمية من التفاؤل سرعان ما تتبدد، عندما يكتشف اللبنانيون حجم الاشتباك الإقليمي الذي يدور من حولهم.
واذا كان «حزب الله» قد حدّد لنفسه خيارات اقليمية ومحلية واضحة، بمعزل عن صحتها أو عدم صحتها من منظور فريق لبناني معين، فإن «تيار المستقبل» بات أسير ارتباك وضياع، تعبّر عنه المواقف المتضاربة من داخله من جهة وعدم قدرة رئيسه على ايجاد مبررات مقنعة لفريقه تبرر تمسكه بترشــيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من جهة ثانية.
وبينما كانت مواقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الأخيرة، كفيلة بإشاعة مناخ يشي بقرب التوصل الى تسوية للمعضلة الرئاسية، فإن زوار «بيت الوسط» نقلوا عن الحريري، أمس، أنه برغم انزعاجه من حالة الجمود واستمرار الفراغ وارتداداتها السلبية على البلد، فإنه ماض بدعم ترشيح فرنجية.
هذا المناخ، تناغم مع معطيات موازية، كان أهمها ما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائه فرنجية، أمس، بحضور وزير المال علي حسن خليل، بأنه ليس في جو وجود وقائع رئاسية نوعية جديدة ولا علم له به.
وعلم أن فرنجية قال أيضا لرئيس المجلس إن الإيجابيات الرئاسية التي يحكى عنها «مفتعلة أو على الاقل مضخّمة»، وعبّر عن امتعاضه من «التسريبات المغلوطة والمناخات التضليلية التي أوحت بأنه يقترب من الانسحاب من المعركة الرئاسية».
وخرج فرنجية من عند بري ليؤكد انه لن ينسحب من السباق الرئاسي، مشددا على «ان المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري ما زالت قائمة».
وفي موقف هدفه توضيح ما نقل عن لسانه أمام وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت، قبل أسبوعين، قال فرنجية «نحن قلنا انه اذا حصل اتفاق وطني، وخصوصا اذا قال الذين ايدوني ان اجماعا قد حصل على شخص آخر، أكان الجنرال (ميشال) عون ام غيره، فإننا لن نقف امام الاجماع الوطني، ولكن اذا كان هناك نائب واحد من خارج كتلتي يؤيدني، فسأقف على خاطره، ولننزل الى المجلس النيابي وليجر التصويت».
وكان الوزير الفرنسي قد سأل فرنجية خلال اجتماعه به في قصر الصنوبر: «ما هو موقفك اذا حصل اجماع لبناني على انتخاب العماد عون»؟
وكان جواب فرنجية «عندها لن أعطّل وحدي الاستحقاق الرئاسي، بل سأنسحب لمصلحة أي مرشح يحصل على الاجماع الوطني».
وردا على سؤال، قال رئيس «تيار المردة» إن الحريري «ليس من الذين يغيّرون رأيهم من دون استشارة من تفاهم معهم».
وتابع فرنجية: لن يطلب حلفائي مني أن انسحب، وما يقال إن السيد نصر الله سيستدعيني ويطلب مني أن أنسحب غير صحيح.. الرئيس بشار الاسد الذي يعتبرون أنه يمون عليّ لن يطلب مني ذلك أيضا. لم أبلغ دولا أو خصومي أنني سأنسحب، انا باق في المعركة الى آخر دقيقة ما دام هناك من يؤيدني».
هذا الكلام تقاطع مع ما قاله بري لزواره بعد ان بحث مع فرنجية «الاستعدادات لخلوة الحوار في مطلع آب وواقع الملف الرئاسي وما أحاط به في الآونة الأخيرة من تسريبات وأجواء».

بري يستعد لخلوة الحوار

وأشار بري، حسب زواره، الى انه كان مسافرا (في ايطاليا) «ولست في جو وجود وقائع نوعية جديدة في الشأن الرئاسي، ولا علم لي بها»، وأكد أنه يجري بعد عودته من الخارج اتصالات سياسية من اجل تأمين أفضل الظروف الممكنة للخلوة الحوارية التي يجب الاستفادة منها والبناء عليها لمعالجة الأزمة الداخلية.
وعلم أن بري الذي وجد بعد عودته لائحة طويلة من المواعيد، كان حريصا على أن يعطي الأولوية للقاء سليمان فرنجية.

نصر الله: السعودي يطبّع بالمجان

في هذه الأثناء، أطلق السيد نصر الله، أمس، دعوة لافتة للانتباه، في مهرجان تكريم القيادي المقاوم الراحل إسماعيل أحمد زهري (أبو خليل)، في بلدة النبطية الفوقا، تمثلت بالطلب من العلماء والفقهاء والمثقفين والنخب والقوى والشخصيات السياسية إدانة التطبيع المجاني بين السعودية والكيان الإسرائيلي، وقال: «هذا الموضوع ليس من مواضيع المجاملات، ممكن مع الأنظمة والحكومات والمؤسسات الدولية، واحد يُجامل هنا ويصمت هنا و»يطنّش» هنا ويجد أنه ليس من مسؤوليته أو ليس من واجبه أن يعلن موقفاً هنا أو هناك، ولكن في ما يتعلق بفلسطين وشعبها ومقدساتها وإسرائيل والقبول بها والاعتراف بها وإقامة العلاقة معها والتطبيع معها مِن أي كان، هذا ليس موضع مجاملة».
ووفق بعض المراقبين، فإن هذه الدعوة لا تستثني كل المرشحين لرئاسة الجمهورية بأنه صار مطلوبا منهم ان يحددوا موقفهم من التطبيع السعودي، خصوصا ان بعض المرشحين تعرضوا للمساءلة في موضوع علاقتهم سواء بـ «حزب الله» أو ايران أو النظام السوري، والبعض الآخر ينتظر «على أحرّ من الجمر» دعوة رسمية تأتيه من السعودية لتلبيتها بأسرع مما ينتظر الدعاة أنفسهم.
وقد واصل السيد نصر الله، أمس، هجومه على السعودية، واعتبر أن أهمية ما جرى في حلب أخيراً «يرتبط باسقاط المشاريع الاقليمية والاحلام الامبراطورية»، وتوجّه الى السعودية قائلاً «مشروعكم لا مستقبل له وأمامكم فرصة للتفاوض في اليمن والبحرين وسوريا والاّ فسوف تهزمون».
وأكد أنه مع المشهد العربي الهزيل (القمة العربية الأخيرة) «يزداد تمسكنا بالمقاومة وكذلك الأمر في فلسطين».
واعتبر أن أكبر تطور سيئ في الحالة العربية حالياً هو انتقال العلاقة بين السعودية واسرائيل من السر للعلن، مشيراً الى أن زيارة لواء متقاعد من المخابرات السعودية لاسرائيل ليست بداية علاقة وتنسيق، فهذا موجود، بل هو انتقال العلاقة من السر الى العلن.
واذ لفت النظر الى أن السعودية تطبّع مع اسرائيل بالمجّان، قال ان «تواصل الأمير تركي الفيصل مع اسرائيل ليس مخالفاً لسياسة السعودية بل هو بداية لانتقال التواصل مع العدو الى العلن»، وأضاف ان «السعودية تتصل وتطبّع وبعدها تعترف وتنسّق مع إسرائيل والفتاوى تجهّز لذلك»، ونبّه الى أن «أخطر ما في التطبيع السعودي هو التضليل الثقافي والفكري الذي سيرافق هذا المسار، وأكد «اننا سنكون أمام كارثة فقهية وثقافية لأن المطلوب القبول شرعاً والاعتراف» بـ «اسرائيل».
وفيما أشار نصر الله الى أن السعودية مصرّة على مواصلة الحروب في كل الساحات ورفض الحوار في البحرين واليمن وسوريا وهي تبادر فقط باتجاه الاسرائيليين وبلا أثمان، أشار الى أن «هناك اجراماً يحصل بحق أهل اليمن وهناك مجزرة ارتكبها الدواعش بغطاء سعودي في الصراري لأن هذه هي ثقافة السعودية والوهابية».
واذ لفت النظر الى أن «وزير الخارجية السعودي نصّب نفسه ولياً وحاكماً على الشعب السوري»، قال «العرض الذي قدمه (عادل) الجبير لروسيا مهزلة ومثير للضحك»، وشدد على ان السعودية ليست «في موقع من يوزع الحصص، ومن يعقد الصفقات، ومن يقيم المساومات، ومن يفرض الشروط». وبرغم ذلك، اعلن نصرالله ان «حكام السعودية، أمام فرصة ليعودوا، ويتداركوا كل الموقف في المنطقة».
وفي الشأن البحريني، قال نصرالله «المعتصمون في البحرين منعوا السلطة حتى الان من اعتقال الشيخ عيسى قاسم»، وأضاف «نحن نعلن تضامننا ووقوفنا مع الشيخ قاسم».
وحول الوضع اللبناني، طالب الحكومة بالمبادرة واتخاذ موقف مما يجري الان في بلدة الغجر وهي تحت سيادة لبنان، لافتا النظر الى ما يقوم به الاسرائيلي في الجزء اللبناني من بلدة الغجر، مؤكدا انها «أرض لبنانية باعتراف الامم المتحدة».

نصرالله: لا لفرض ضرائب جديدة

كما دعا الحكومة الى التصرف بمسؤولية وطنية في ملف تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون، وأكد أن هذا الملف يخص كل اللبنانيين من دون استثناء، وأضاف «اذا كان المطلوب اغلاق المرامل والمعامل، فيجب أن تغلق للحفاظ على مياه الليطاني»، ودعا «الحكومة والسلطات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة وأي تهاون فيها هو شراكة في القتل»، ولفت النظر الى أن هناك «ملفاً آخر ضاغطاً بقوة وهو ملف المياه فهناك بعض المدن تعاني من العطش وهذه مسؤولية الحكومة».
وحذر نصرالله من تمييع ملف الانترنت ‏غير الشرعي ومحاولة تزييفه، كما حذر من محاولة بعض الجهات في الحكومة رفع الضريبة على القيمة المضافة أو فرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء، معتبرا أن الأولوية لفتح ملفات الفساد، وقال: «نحن لا يمكن أن نوافق على زيادة قرش واحد على ‏الضريبة، مهما كانت المبررات والاعذار والأسباب، واعتبر أنه إذا تم التعامل رسميا بجدية مع بعض الملفات «تستطيع الحكومة ان تسترد مليار دولار للخزينة اللبنانية».

الحريري: ابداع في التزوير السياسي

في المقابل، سارع الرئيس سعد الحريري، الى الرد على نصرالله، عبر «تويتر»، لكن من دون ان يسميه، ليؤكد أن السعودية «تاج مرصّع بالخير والمكرمات»، معتبرا أن «مواصلة التحامل على المملكة من بعض المواقع، علامة سوداء في تاريخ وحاضر الباحثين عن اي وسيلة لتعميم ثقافة الفتنة والحروب في العالم العربي».
أضاف: «من تتلطخ يداه بدماء العرب في سوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت ولبنان لا يحق له ان يعتلي منابر الاساءة للسعودية وقيادتها وشعبها. ومن يسمح لحزبه ومسلحيه ان يكونوا اداة إيرانية لصناعة الفتن في المجتمعات العربية، لن يحصل على براءة ذمة مهما أبدع في التزوير السياسي”.

النهار:

صحيفة النهاربدورها، كتبت صحيفة “النهار” اللبنانية “حلب تهدّد بإنهاء التعاون الأميركي – الروسي والأمم المتحدة تقترح الإشراف على الممرات حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس من إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة، فإن ذلك سيعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية، بينما عرضت الامم المتحدة الاشراف على “الممرات الانسانية” التي أقامها النظام السوري الى الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب للسماح لنحو 250 الف مدني بالخروج منها.
وقال كيري إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة، فإن ذلك سيعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
وأعلنت روسيا وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد الخميس “عملية إنسانية” في قطاع من حلب تحاصره قوات المعارضة تشمل فتح “ممرات آمنة” كي يتسنى للمواطنين الفرار من أهم معاقل المعارضة في سوريا.
بيد أن الولايات المتحدة تخوفت من الخطة، وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنها قد تكون محاولة لإفراغ المدينة من سكانها ولحمل المقاتلين على الاستسلام. ووصفت المعارضة الخطة بأنها تشبه التهجير القسري.
وأجاب كيري عن سؤال لأحد الصحافيين في مستهل اجتماع مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان: “إذا كانت حيلة فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماماً”. وأضاف: “من ناحية أخرى إذا تمكنا من حل الأمر اليوم والتوصل إلى تفهم كامل لما يحصل ثم التوصل إلى اتفاق في شأن سبل المضي قدما فإن ذلك يمكن أن يفتح فعلاً بعض الاحتمالات”.
وسئل هل يعتقد أن العملية خدعة، فأجاب: “يساورنا قلق عميق من التعريف وقد تحدثت مع موسكو مرتين خلال الساعات الـ24 الأخيرة”.
ولاحظ أنه “من المحتمل جداً أن تكون تحدياً، ولكن لدينا فريق يجتمع اليوم يعمل على ذلك وسوف نتبين ما إذا كانت حقيقية أم لا. نحن ببساطة لا نعرف … ولن نعرف ذلك تمام المعرفة إلا بعد أن ننتهي من المحادثات اليوم”.
ولم يوضح كيري ما إذا كانت المحادثات جارية، كما لم يحدد مع من تحدث في موسكو. ومحاوره عادة محاوره نظيره الروسي سيرغي لافروف.

الامم المتحدة

في غضون ذلك، صرّح المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف :”نرحب باي مبادرة تهدف الى مساعدة السكان المدنيين في النزاعات … وخصوصا في سوريا… ونؤيد مبدئياً وعملياً الممرات الانسانية في الظروف التي تسمح بحماية المدنيين”. واضاف: “نقترح ان تترك لنا روسيا الممرات التي فتحت بمبادرة منها. الامم المتحدة وشركاؤها الانسانيون يعرفون ما ينبغي القيام به، لديهم الخبرة”.
وكرر طلبا قدمه رئيس العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين الخميس في نيويورك، داعيا الى “هدنات انسانية 48 ساعة لاتاحة العمليات عبر الحدود وعبر خطوط الجبهة” في حلب.
وأفاد دو ميستورا أن روسيا وضعت فقط خطوطاً عريضة لخطة الإغاثة، و”ثمة حاجة ماسة الى إدخال تحسينات… ما أفهمه هو أن الروس مستعدون (لإدخال) تحسينات رئيسية”. وأكد أن الخطة في حاجة الى ان تشمل توقفات منتظمة في القتال تمكن الناس من الخروج والمساعدات من الدخول.
وجاء فتح هذه المعابر بعد اعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء “عملية انسانية واسعة النطاق” في المدينة.
وقال وزير الدفاع الروسي إن رابع هذه الممرات سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو ليسمح “بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن”، مؤكدا أن الامر لا يتعلق إلا “بضمان أمن سكان حلب”.
وفي باريس، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال بأن “الممرات الانسانية” التي أقامها النظام السوري لا تقدم “حلا مجديا” للوضع.

الوضع الميداني

ميدانياً، كشفت منظمة “سايف ذي تشيلدرن” ان دارة للتوليد تدعمها تعرضت للقصف في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا، مشيرة الى وقوع ضحايا واضرار كبيرة، كما كتبت في موقع “تويتر”.
وقالت المنظمة: “مستشفى للتوليد تدعمها سايف ذي تشيلدرن في ادلب تعرضت للقصف” من أسفر عن سقوط “ضحايا” لم تذكر عددهم.
وأعدم “داعش” 24 مدنياً على الاقل اثر اقتحامه الخميس قرية البوير التي كانت خاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” قرب مدينة منبج في محافظة حلب.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن: “اعدم تنظيم الدولة الاسلامية 24 مدنياً على الاقل خلال الساعات الـ24 الاخيرة اثر اقتحامه قرية البوير الخميس وخوضه اشتباكات ضد “قوات سوريا الديموقراطية” التي انسحبت من البلدة” الواقعة على مسافة عشرة كيلومترات شمال غرب مدينة منبج.
وارتفعت حصيلة غارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على بلدة الغندورة الخاضعة لسيطرة الجهاديين في شمال سوريا، الى 41 قتيلاً، بينهم 28 مدنياً، فيما لم يتم التعرف على هويات الاخرين.
واعلن المرصد مقتل عشرة مدنيين على الاقل بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء في ثلاث غارات جوية على مدينة الاتارب الواقعة غرب مدينة حلب بشمال سوريا والتي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة”.

الجمهورية:

التشنّج يسبق الحوار والحريري يلتقي المرّ.. وفرنجية مستمر

صحيفة الجمهوريةمن جهتها، كتبت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية “عشيّة جلسات الحوار المقرّرة مطلع آب، بدا أنّ المناخ السياسي العام في البلاد ذاهب نحو التشنج أكثر فأكثر، فيما لفتت مساء امس زيارة رئيس مؤسسة «الانتربول» نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية السابق الياس المر الى «بيت الوسط» حيث عرض مع الرئيس سعد الحريري للأوضاع العامة والتطورات. وشهد أمس موقفاً لافتاً لرئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أكّد فيه أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي لمصلحة أحد، واضعاً حدّاً لكلّ ما أثير في الفترة الأخيرة عن إمكان انسحابه لمصلحة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.
فقد أكّد فرنجية أنّ الكلام عن أنّه سينسحب، وأنه أبلغ وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت بذلك، هو كلام «عار من الصحة وليس موجوداً أو مطروحاً».

واعتبر، بعد زيارته أمس رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، أنّ المبادرة التي أطلقها الحريري «ما زالت قائمة»، لافتاً الى أنه إذا حصل توافق على أيّ شخص للرئاسة حوله إجماع وطني «فإننا لن نقف أمام الاجماع الوطني».

وأكّد بقاءه في معركة الاستحقاق الرئاسي حتى النهاية طالما هناك من يدعم ترشّحه. وأضاف فرنجية: «لا أحد يمون علينا لننسحب إلّا الاجماع الوطني والتوافق الوطني الكامل، امّا أيّ مناورة من هنا او لعبة من هناك فلا احد يمون عليّ».

«المردة»

وقالت مصادر»المردة» لـ«الجمهورية»: «إنّ مواقف رئيسه جاءت في الوقت المناسب ومن المنصّة المناسبة، بغية وَقف مسلسل الروايات التي تطلق من وقت لآخر من مصادر يتيمة لم نفهم يوماً ماهية مصادرها، وهي حافلة بالأحلام والتمنيات».

الراعي

وفي أول تعليق له على الحوار، أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال استقباله عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت في الديمان أمس، أن «يتوصّل المتحاورون الى إقرار قانون للانتخابات النيابية يرضي جميع اللبنانيين، والى تفاهم ينهي الفراغ الرئاسي ويعيد الحياة الطبيعية الى المؤسسات».

صيّاح

في غضون ذلك، أكّد النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح لـ»الجمهورية» أن «لا شيء ملموساً بالنسبة الى قرب انتخاب الرئيس أقلّه في المدى المنظور»، معتبراً أنّ «كل ما يُحكى كلام ليس له ترجمة عملية على الارض».

وأكد صيّاح انّ «البطريركية تشجّع كل حراك يحصل، فزيارة النائب سليمان فرنجية الى الديمان ولقاؤه البطريرك الراعي طبيعية. كذلك فإننا نرحّب بحركة الدكتور سمير جعجع بالاتفاق مع العماد ميشال عون واتصاله بالقوى السياسية من أجل تسهيل انتخاب رئيس. وقال: في الحركة بركة.

وشدّد صيّاح على أنّ بكركي «ما زالت تدعم التوافق المسيحي الذي حصل في معراب وتؤيّده وتدعو الجميع الى عدم تخطّي القوى المسيحية الأساسية، مؤكداً «انّ موقف بكركي ثابت في هذا المجال ولا شيء تغيّر».

الجميّل

وقال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل لـ»الجمهورية» إنّ جلسات الحوار في 2 و3 و4 آب يمكن أن تخرج بتوصية لكنها غير ملزمة. وأوضح أنّ حزب الكتائب يصرّ على أن يكون أيّ بحث إصلاحي تحت سقف الدستور، أي بعد انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس جديد للنواب.

واستبعد الجميّل انتخاب رئيس للجمهورية على المدى المنظور، مُبدياً شكوكه في حصول انتخابات نيابية أيضاً، «لأنّ «حزب الله»، المُمسِك بالمؤسسات الدستورية، يلائمه الوضع الحالي في لبنان، وقد يكون في حساباته أنّ قيام دولة في لبنان بدءاً بانتخاب رئيس ومجلس نواب يمكن أن يعرقل قرارات وتوجهات سيتخذها وإيران لاحقاً في ضوء ما ستَرسو عليه الأوضاع في سوريا».

وشدّد رئيس الكتائب على أنّ هيئة الحوار الوطني هي مجرّد إطار للتشاور والمناقشة من أجل محاولة التوصّل إلى حلول، والبديل هو التقوقع والتصعيد في المواقف. لكنه ذكّر بأنه هو الذي اقترح عقد خلوات تنتهي بعدها جلسات الحوار في موعد محدّد، فإمّا تخرج بنتائج ايجابية أو لا ضرورة لاستمرارها.

واستبعد الجميّل التوصّل الى اتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية، ما يعني أنّ الانتخابات المقبلة اذا حصلت فستكون وفقاً لقانون 1960، ملاحظاً أنّ مشروع القانون المختلط لا يؤمّن التمثيل الصحيح والمطلوب كما أنه يتطلب آليات معقدة لتطبيقه، لم يعد الوقت المتبقّي قبل الربيع المقبل يسمح باعتمادها.

جعجع

وسط هذا المشهد، توقف المراقبون عند الكلام الذي أطلقه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وأكّد فيه وجود قرار دولي جدي وكبير وغير منظور يقول بإنتخاب رئيس للجمهورية قبل رأس السنة، فيما وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الملف الرئاسي بالصعب والمعقّد، مؤكداً «انّ حزب الله غير جدّي في ترشيح عون الى الرئاسة، فالحزب لا يحتمل خسارة عون و»التيار الوطني الحر» على صعيد التحالف السياسي، ولكن في الوقت نفسه لا يريده رئيساً».

طبّارة

وفي سياق متصل، قال سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبّارة لـ»الجمهورية»: إنّ القرار الدولي الذي أعرفه هو أن تكون فرنسا رأس الحربة في العمل لحلّ مسألة الرئاسة. مندوبون فرنسيون زاروا إيران في الفترة الأخيرة، وعرّجوا أخيراً على السعودية، في محاولة لإيجاد صيغة تدفع إيران الى التخَلّي عن ورقة الرئاسة، ولكنّ هذه المحاولات لم تنجح بعد، كما ظهر خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت إلى لبنان.

في رأيي أنّ ثمن هذه الورقة يجب أن يأتي على الأغلب من أميركا، وقد يكون هذا في إطار سلّة من الأمور العالقة بينها وبين إيران، من العقوبات، إلى كيفية تطبيق الإتفاق النووي، إلى غيرها.

عندما يحصل ذلك يُصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أيام قليلة، كما حصل في حالات مماثلة من قبل. ولكنني شخصياً لا أرى أيّ قرار دولي جديد، جدّي وكبير، وقد يكون ذلك لأنّ هذا القرار، إذا وجد، فهو كما يقول معالي الوزير «غير منظور». على كل حال، آخر السنة يقع بعد أكثر من خمسة أشهر وفي بلادنا يخلق الله، بخمسة أشهر، ما لا تعلمون.

جنبلاط

وكان رئيس «اللقاء الديموقراطي»النائب وليد جنبلاط، العائد من باريس، اعتبر «أن لا مفر من الحوار، وعلى الجميع أن يدرك ذلك»، وعَوّل على حكمة الرئيس نبيه برّي وجهده، وأمل في أن تُثمر جلسات الحوار خيراً. وغرَّد جنبلاط من جهة ثانية على وزير الدفاع سمير مقبل من دون أن يسمّيه عبر «تويتر» بالقول: انّ البدع السخيفة في الجيش، التمديد للبعض على حساب القانون.

«التيار»

وفي وقت يستعدّ «التيار الوطني الحرّ» لإجراء إنتخاباته الداخلية المؤهلة للإنتخابات النيابية في كل أقضية لبنان، قرّرت المحكمة الحزبية في «التيار» فصل القياديّين: نعيم عون، انطوان نصرالله، زياد عبس وبول أبي حيدر، فصلاً نهائياً وقد أبلغوا القرار عبر الهاتف، ولم يتسلّموه حرفياً بعد، علماً أنّ هناك مهلة 15 يوماً للإستئناف، ويدرس القياديون الأربعة إمكان تقدمهم بطلب استئناف”.

البناء:

ارتباك أميركي أممي بتسارع عمليات الشمال… وتصعيد تركي يطال «أنجرليك»
نصرالله: سقطت الإمبراطورية من حلب… ولتتراجع السعودية عن التطبيع
الحريري يغرّد سعودياً… وحردان للأسد: النصر للجيوش العقائدية على الإرهاب

صحيفة البناءأما صحيفة “البناء” اللبنانية “ثنائية التماسك والإمساك بزمام المبادرة لقوى المحور الروسي السوري الإيراني مع المقاومة من جهة، والارتباك والمكابرة لقوى محور واشنطن الرياض أنقرة، ظهرت بقوة مع ما يجري على جبهة شمال سورية من مواصلة الحرب والمبادرات من جانب سورية وحلفائها، حيث التقدّم نحو بلدات الريف الشمالي لحلب شكّل عنوان تطورات الساعات الماضية، بينما مبادرات فتح الممرات الإنسانية بدأ يؤتي ثماره رغم ضغوط وتهديدات المسلحين للمواطنين العابرين نحوها، وقد انقسمت الجماعات المسلحة بين مَن بدأ التفاوض لدخول مسار التسويات ومن يُصرّ على مواصلة القتال، في ظلّ يأس الوافدين من البلاد الأجنبية من النصر ومن النجاة في آن واحد، ما سبّب ارتباكاً لمشغليهم الغائبين عن السمع، بعدما أوكل أمرهم لتركيا المنشغلة بشؤونها الداخلية، والتي يواصل رئيسها رجب أردوغان إجراءات الانتقام التي تنجم عنها يومياً لوائح جديدة لمعتقلين ومصروفين من الخدمة في كلّ القطاعات، والتي تسبّبت بتصعيد غير مسبوق طال العلاقات الأميركية التركية، ووصل إلى إعلان رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم إغلاق قاعدة أنجرليك التي تستخدمها الطائرات الأميركية في الحرب على داعش، والتي يُقال إنها تضمّ أسلحة أميركية استراتيجية من ضمن خطط حلف الأطلسي لنشر أسلحته وتوزيعها، بينما برزت مواقف أميركية وأممية في التعامل مع الممرات الآمنة تعبّر عن الارتباك والمكابرة، من الحديث الأممي الذي عبّر عنه المبعوث ستيفان دي ميستورا مرة باحتجاجه على قيام الدولة السورية بالتعاون مع روسيا بتولي أمرها، وقوله إنها شأن الأمم المتحدة، ومرة بالتراجع لحدود طلب إدخال مواد تموينية للراغبين بالبقاء في الأحياء المحاصرة، بينما وقف الأميركيون بين حدّي التذمّر من نتائج عمليات حلب، والقول إنهم لن يسكتوا إذا تبيّن أنّ الممرات الآمنة هي خدعة.

الصورة الأشدّ وضوحاً لتماسك محور المقاومة وإمساكه بزمام المبادرة، مقابل مكابرة وارتباك المحور المقابل، كانت في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي ركز على محور المواجهة مع السعودية، من بوابة تولّيها إدارة حروب «إسرائيل» بالوكالة، بعدما فشلت «إسرائيل» بإدارتها مباشرة، محدداً موقع المقاومة بخوض مواجهاتها وفق هذه البوصلة، واضعاً التطبيع السعودي «الإسرائيلي» كتعبير عن نقلة نوعية في العلاقات تعبّر عن الهروب السعودي إلى الأمام فيظلّ الارتباك والمكابرة، داعياً إلى التراجع السعودي نحو الواقعية، والتمسك بالحدّ الأدنى من المواقف السابقة، والباب لا يزال مفتوحاً كما قال، خصوصاً أن لا أمل لهم لا في سورية ولا في اليمن ولا في البحرين، فكلّ الجبهات قادرة على الصمود والمواجهة وتحقيق النصر، والعناد والمكابرة لن يجلبا إلا الهزيمة، ليظهر الوجه الثاني لحال المحور المقابل بردّ الرئيس سعد الحريري على كلام السيد نصرالله، بتغريدات تركزت على مديح السعوديـة ووصفها بالتـاج على رأس العـرب.

بالتزامن مع كلمة السيد نصرالله كانت الاشتباكات تتصاعد على جبهات الجرود في السلسلة الشرقية بين الجيش اللبناني والمقاومة من جهة، ومجموعات داعش والنصرة من جهة مقابلة، بينما أطلق الجيش قنابل مضيئة في سماء المنطقة.

الجيش اللبناني والجيش السوري اللذان يحتفلان بعيدهما الوطني، يحييان احتفالاتهما في ميادين القتال ويجسدان نموذج الجيش الذي يحمي شعبه، وبالمناسبة وجه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان برقية للرئيس السوري بشار الأسد بصفته القائد العام للقوات المسلحة مؤكداً فيها أنّ تجربة الجيش السوري تقول إنّ الزمن هو لانتصارات الجيوش العقائدية على الإرهاب، بينما أكد معادلة الجيش والشعب والمقاومة كثلاثية حققت النصر على الاحتلال والعدوان والإرهاب في برقيته إلى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي.

اشتباكات عنيفة بين حزب الله والنصرة

لم يكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ينهي خطابه حتى اندلعت اشتباكات عنيفة على الحدود السورية اللبنانية بين حزب الله من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى مع تحليق لمروحيات «إسرائيلية» معادية فوق السلسلة الشرقية بالتزامن مع الاشتباكات بين الجيش والمقاومة من جهة والمجموعات الإرهابية من جهة أخرى في رأس بعلبك. وفيما ألقى الجيش اللبناني قنابل مضيئة فوق جرد رأس بعلبك والقاع، قُصفت أماكن تجمّع المسلحين من إحدی ثكنات الجيش العربي السوري القريبة من الحدود مع لبنان، سمع صدى الانفجار في منطقة المصنع.

أما جنوباً، فأقدم زورق حربي تابع للعدو «الإسرائيلي» على خرق المياه الإقليمية اللبنانية قبالة رأس الناقورة لمسافة حوالى 185 متراً ولمدة 4 دقائق. تجري متابعة الخرق بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بحسب ما أفادت قيادة الجيش.

نعي «الوهابية»

شرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السلوك السعودي في وجه عام، وحيال «إسرائيل» بشكل خاص وأكثر دقة. حمّلها مسؤولية الانهيار العربي القائم ومسؤولية تدمير البلدان العربية اليمن، البحرين، العراق، سورية . استخفّ بالسعودية التي توزّع حصصاً وهي لا تعرف إن كان حكمها سيبقى أم لا، حتى كاد أن ينعى مستقبل الحكم الوهابي في الجزيرة العربية.

قدرات السعودية في تصرّف «إسرائيل»

عالج السيد نصرالله ملف العلاقة السعودية «الإسرائيلية» من باب مخاطر الارتقاء في العلاقة من السر إلى العلن، لأن ذلك سيتيح للدول الفقيرة والضعيفة أن تنتهج نهجها، لا سيما أن الرياض في سلوكها الإجرامي تفتح الطريق أمام فقدان فلسطين نهائياً وتثبيت «إسرائيل» وتشريع الأبواب أمامها لاجتياح المنطقة بالسياسة والاقتصاد. السعودية في واقع عدائها لأنظمة التحرر في المنطقة تضع قدراتها في تصرف «إسرائيل» للقيام بمهمة المواجهة.

إفتاء من بوابة أرض الحَرَمين

وأكد السيد أن السعودية المطبّعة مع «إسرائيل» تفتي من بوابة أنها أرض الحرمين، وكأنها تقول لكل من يريد أن يسلك الطريق «الإسرائيلية»، إن الطريق أصبحت معبّدة ببركة بلاد الحَرَمين. وبالتالي قال للسعوديين إنهم يعطون الشرعية لهذه العلاقة في توقيت مريب، فالعالم العربي مقسّم ومفتّت ومخلّع الأبواب.

كان الخطاب استمراراً للهجوم العنيف على السياسة السعودية في المنطقة من بوابة وزير الخارجية عادل الجبير الذي يقدّم السعودية كقوة عظمى تعطي الروس والقوى الكبرى أجزاء وحصصاً في منطقة كأنها السيد فيها. من البوابات البحرينية واليمنية والإيرانية والعراقية والسورية خاطبها قائلاً: إذا استمرت في سياستها الحالية فستُهزم. تحدّث عن ذلك بمستوى يقيني. اما اذا ارتدت الى العقل والرشد ونزلت عن العنجهية وذهبت الى التفاوض فيمكن أن تحصل على حصة في المنطقة، وإلا فستكون الدولة التالية بانهزام مشروعها بعد ما تعرّضت له دول إقليمية كبـرى، بسقوط أحلامهـا الامبراطوريـة في معركة حلب.

حلب وإسقاط إمبراطوريات

قرأ الأمين العام لحزب الله معركة حلب من حدَّين. غمز من الأطماع الإمبراطورية التي سقطت على بوابة هذه المدينة من دون أن يسمّي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالاسم. فهو يعطيه فرصة الانعطاف على ضوء ما هو قائم بوضوح. رأى أن معركة حلب أسقطت أحلام الإمبراطوريات، بإشارته إلى نتائج اقليمية كبرى تترتب. قرن هذه القراءة بوقائع لها علاقة بصمود اليمن، وثبات البحرين، وانتصارات العراق وإنجازات حلب. حاكى السعودية من خلال المعايير الميدانية وما يفرزه الميدان في هذه اللحظة من رسائل.

المنتصر إلى طاولة المفاوضات

أشار إلى المفهوم العثماني الذي كان سداً أمام معركة حلب منذ 4 سنوات بمنطق لم يكن يسمح بتجاوز «الستاتيكو». ربط الساحات الإقليمية من موقع القائد المنخرط في الصراع المدرك أن هذه المعركة ترسم الجغرافيا السياسية المقبلة وإن من يشارك وينتصر يستطيع أن يكون إلى طاولة المفاوضات ومن يُهزَم سيدفع الثمن.

حدّة شديدة في الملفات الداخلية.. لا مساومات

تناول الملفات الداخلية المحلية التي تهم المواطن و«الدولة» بحدة شديدة وبنبرة عالية ومنطق يقطع الطريق على مساومات بين أركان الحكم ولن يراعي أحداً في هذا المجال.

لفت إلى «أن الفراغ في الرئاسة لا يبرّر التخلي عن المسؤوليات»، وهذا رد غير مباشر على وزير الداخلية نهاد المشنوق، لا تجوز الاستقالة من المسؤوليات اذا كان هناك فراغ رئاسي.

تعرّض لملفين خطيرين هما: الملف الأول هو الملف المالي. فقد كان واضحاً بشدة تحذيره للعب بالضرائب وهدر الأموال، رافضاً كل المحاولات وقاطعاً الطريق على الرئيس فؤاد السنيورة تسوية 11 ملياراً ورفع الضريبة على القيمة المضافة.

والملف الثاني ملف الغجر، قرّع الأمين العام لحزب الله الدولة والمسؤولين الصامتين. ذكّر «أدعياء السيادة» في اشارة ضمنية إلى الرئيس السنيورة الذي سارع خلال ترؤسه حكومة 2006 و2007 الى التنظير مع فريق 14 آذار وبكثير من الفخر أن الدبلوماسية الدولية ومجلس الأمن والمجتمع الدولي الوسيلة الأنجع لتحرير أرض لبنانية محتلة، إذ بنا الآن نشهد أن الجزء اللبناني من الغجر يُبلع بصمت وهدوء من دون أن يحرك رئيس كتلة المستقبل ساكناً، فيما تتقدم المقاومة لتأخذ دورها في موضوع التحذير من السكوت عن ابتلاع الجزء اللبناني من الغجر.

وعليه، أكد الأمين العام لحزب الله أن «السعودية تتصل بـ «إسرائيل» وتطبّع معها بالمجان وبعدها تعترف وتنسّق والفتاوى تجهّز لذلك»، ونبّه بأن «أخطر ما في التطبيع السعودي مع «إسرائيل» هو التضليل الثقافي والفكري الذي سيرافق هذا المسار». ولفت الى أن «هناك إجراماً يحصل بحق أهل اليمن بغطاء سعودي لأن هذه ثقافة السعودية والوهابية و«داعش» و«جبهة النصرة» حتى لو تم تغيير اسمها».

وأكد السيد نصر الله في إطلالته في احتفال تكريمي للقائد الحاج اسماعيل زهري، أن أسوأ ما في الوضع العربي هو التطور في الموقف السعودي الذي بدأ ينتقل من العلاقة خلف الستار والتواصل مع «الإسرائيليين» في السر الى العلن، مشيراً إلى أن هناك تطبيعاً سعودياً مع «إسرائيل» يقدم اليوم بالمجان بلا أثمان وبلا مكاسب للفلسطينيين او العرب، معتبراً ان المطلوب هو التمهيد للاعتراف بـ «إسرائيل». وهذا اخطر ما ستقوم به السعودية. واعتبر أن «أكبر تطور سيئ في الحالة العربية حالياً هو انتقال العلاقة بين السعودية و«إسرائيل» من السر الى العلن»، مشيراً الى أن «زيارة الجنرال السعودي الى «إسرائيل» ليست بداية علاقة وتنسيق، فهذا موجود بل هو انتقال العلاقة من السر الى العلن».

وأشار إلى «أن أهمية ما جرى في حلب أخيراً يرتبط بإسقاط المشاريع الاقليمية والاحلام الامبراطورية»، اذ لفت سماحته الى أن «وزير الخارجية السعودي نصّب نفسه ولياً وحاكماً على الشعب السوري»، قال «العرض الذي قدّمه الجبير لروسيا مهزلة ومثير للضحك». وسأل «هل يظن الوزير السعودي وحكامه أنهم قادرون على الضحك على شعوب العالم؟». وأضاف «ان أهمية ما جرى في حلب أخيراً يرتبط بإسقاط المشاريع الاقليمية والاحلام الامبراطورية»، وتوجّه للسعودية قائلاً «مشروعكم لا مستقبل له وأمامكم فرصة للتفاوض في اليمن والبحرين وسورية وإلاّ فسوف تهزَمون».

وحول الوضع اللبناني، دعا الحكومة للتصرف بمسؤولية وطنية في ملف تلوّث نهر الليطاني وبحيرة القرعون، وأكد أن هذا الملف يخص كل اللبنانيين دون استثناء، وأضاف «إذا كان المطلوب إغلاق المرامل والمعامل فيجب أن تغلق للحفاظ على مياه الليطاني»، ودعا «الحكومة والسلطات المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة، وأي تهاون فيها هو شراكة في القتل». ولفت الى أن «هناك بعض المدن تعاني من العطش وهذه مسؤولية الحكومة». ودعا السيد نصر الله أيضاً «الحكومة الى تصحيح مواقفها مما حصل في موريتانيا وتصحيح الإساءة التي حصلت لأن الشعب الموريتاني شعب عزيز».

وأشار إلى أن «هناك بعض الجهات السياسية تحضّر من الآن وتفكر كيف ترفع الضريبة على القيمة المضافة وتزيد الرسوم»، وأكد أنه «لا يمكن أن نوافق بزيادة قرش على ضريبة قبل أن تُفتح ملفات الفساد ويستعاد المال العام المنهوب».

وحول ما يقوم به «الإسرائيلي» في الجزء اللبناني من بلدة الغجر، أكد السيد نصرالله أنه «يجب أن يكون تحت أنظار الحكومة والشعب اللبناني، وهي أرض لبنانية باعتراف الأمم المتحدة»، وطالب «الحكومة اللبنانية بأن تبادر وتتخذ موقفاً مما يجري الآن في بلدة الغجر، وهي تحت سيادة لبنان».

الحريري يدافع عن التطبيع!

أما الرئيس سعد الحريري فانبرى مسارعاً إلى الدفاع عن تطبيع المملكة العربية السعودية مع «إسرائيل». وأكد أن «السعودية تاج مرصّع بالخير والمكرمات في التاريخ العربي، وعنوان لن ينكسر للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين».

ولدوافع مالية وسياسية، غضّ الحريري النظر عن زيارة ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي الى تل أبيب، التي تحظى بتأييد من الاسرة الحاكمة، وقال في سلسلة تغريدات له عبر «تويتر»: «هناك أشخاص يتقنون قلب الحقائق ويرمون سواهم بما يغرقون فيه من ممارسات وحروب ونزاعات أهلية ومذهبية».

حردان يبرق إلى الأسد وقهوجي

يصطدم العيد الحادي والسبعون للجيش في لبنان في الأول من آب، بغياب رئيس الجمهورية للسنة الثالثة على التوالي. لا احتفال مركزي في اليرزة جرياً على عادة ما قبل آب 2013. ويأتي ذلك فيما يستمر الجيش اللبناني بمواجهة خطر الإرهاب على الحدود الشرقية بالتكامل مع المقاومة كقوة فاعلة في لبنان وداخل الأراضي السورية، بتنسيقها مع الجيش السوري الذي صمد رغم الحرب الكونية التي تشن على سورية.

وأبرق رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان إلى رئيس الجهورية العربية السورية القائد العام للجيش والقوات المسلحة الدكتور بشار الأسد مهنئاً بمناسبة عيد الجيش.

وفي برقيته إلى الرئيس الأسد، أشاد حردان بمواقف الرئيس الأسد وقيادته الحكيمة والشجاعة في مواجهة الإرهاب، منوّهاً بالإنجازات والانتصارات التي يحقهها الجيش السوري وصمود هذا الجيش وثباته وشجاعته، وموجّهاً التحية إلى شهدائه.

واعتبر حردان أنّ مناسبة عيد الجيش، تكتسب هذا العام أهمية مضافة نظراً للانتصارات والإنجازات في مواجهة الحرب الكونية، لافتاً إلى أن ما حققه الجيش من انتصارات في مدينة حلب، تشكّل فاتحة حقيقية للانتصار الكبير على الإرهاب وداعميه.

واعتبر حردان الجيش السوري جيشاً قوياً وقادراً، ثابتاً على مواقفه، في حين أنً «جيوش» الإرهاب المتعددة الجنسيات والمدعومة من «إسرائيل» والغرب وتركيا وبعض العرب، تلجأ إلى تبديل أسمائها كما الأفاعي تبدّل جلدها، لتبث سموم الشرّ والجريمة. مضيفاً أنّ هذا العصر هو عصر انتصار الجيوش التي لها عقيدة وتدافع عن أرضها وشعبها، وعصر هزيمة الإرهاب المتشكل من مجموعات تمارس أبشع جرائم الإرهاب بحق شعبنا.

وفي برقيته الى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي قال حردان: إن التحديات الإرهابية التي تعصف بكل المنطقة، تضع لبنان أيضاً هدفاً مباشراً للأعمال الإرهابية، لكن بلدنا في عين العاصفة، منذ عشية عدوان تموز «الإسرائيلي» في العام 2006، وأحد أبرز أهداف العدوان «الإسرائيلي» تدمير لبنان وضرب وحدته وإسقاط مكامن قوته، وفرض الشروط «الإسرائيلية» عليه. معتبراً أنّ تصدي الجيش اللبناني ومعه الشعب والمقاومة للعدوان «الإسرائيلي» في العام 2006، وتشكل المعادلة الثلاثية الذهبية، حمى لبنان واللبنانيين من وباء الإرهاب «الإسرائيلي» المنظم.

وأشاد حردان بقيادة العماد قهوجي وما حققه الجيش اللبناني من إنجازات استثنائية، بإمكانيات متواضعة، تمثلت بكشف وتفكيك واعتقال عشرات الشبكات والخلايا الإرهابية، قبل أن تتمكن هذه الخلايا من تنفيذ جرائمها الإرهابية.

وإذ أشار حردان في برقيته إلى أن الجيش صان وحدة لبنان، أكد الوقوف الى جانبه ورفع الصوت عالياً، من أجل تسليحه الجيش بأحدث الأسلحة، وتوفير كل الإمكانيات له، لتمكينه من مضاعفة جهوده في الدفاع عن لبنان ومواجهة الأخطار والتحديات.

بري وفرنجية رؤية واحدة في الاستحقاق الرئاسي

وعشية الخلوة الحوارية مطلع الاسبوع المقبل. وفيما لم يأت الامين العام لحزب الله على مقاربة الملف الرئاسي. دحض رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية كل التفاؤل العوني عن تغيرات إيجابية في هذا الملف. وأكد فرنجية من عين التينة بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري العائد من «إجازة اوروبية»، أن موضوع مبادرة الرئيس سعد الحريري بالنسبة للرئاسة لا تزال قائمة، لافتاً الى ان كل ما يُحكى عن سحب ترشيحه غير صحيح. وقال: كانت وجهات النظر متطابقة مع دولته، ولدينا استراتيجية واحدة ورؤية واحدة في موضوع الاستحقاق الرئاسي، ونتفق على الأمور مئة في المئة». وأضاف فرنجية: «لن نقف أمام أي شخص يحظى بإجماع وطني وحلفائي لن يطلبوا مني الانسحاب وأنا مستمر في المعركة».

في إطار حربه المفتوحة على قائد الجيش العماد جان قهوجي أكد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، في تغريدة له على حسابه عبر موقع «تويتر»، أن «البدع السخيفة في الجيش، التمديد للبعض على حساب القانون»، في رد على كلام وزير الدفاع الوطني سمير مقبل أول أمس «من المعقول أن يمدد لقائد الجيش سنة كاملة، أما بالنسبة الى رئيس الأركان فلا مجال للتمديد بتاتا”.

المصدر: الصحف اللبنانية