الصحافة اليوم 20-08-2016: واشنطن تلعب “الورقة الكردية” ضد دمشق.. والسيد نصر الله: المقاومة ستنتصر – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 20-08-2016: واشنطن تلعب “الورقة الكردية” ضد دمشق.. والسيد نصر الله: المقاومة ستنتصر

الصحف المحلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 20-08-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مواقف سماحة الامين العام لحزب السيد حسن نصر الله في لقاء خاص على شاشة المنار حيث اعتبر ان المقاومة ستنتصر في أي حرب قادمة وانه ليس هناك من مستقبل للمشروع التكفيري في المنطقة كما تناولت  موضوع المعارك الدائرة في الحسكة السورية بين الجيش السوري والأكراد والتورط الأميركي في الموضوع .

السفير :

واشنطن تلعب «الورقة الكردية» ضد دمشق و«معادلة همدان» وأردوغان
تدحرج أميركي نحو سلخ «كردستان سورية»؟

جريدة السفيرمعركة الحسكة دخلت الى قلب الصراع الدولي بقوة، وبدّدت الهدنة «الأخوية» التي حكمت العلاقة بين دمشق والمسلحين الأكراد في أقصى الشمال الشرقي لسوريا، المحاذي لمناطق حزب العمال الكردستاني في الجنوب الشرقي للداخل التركي، ولمعاقلهم في جبال قنديل العراقية اتصالا بالأراضي الإيرانية.

لم يعد الخلاف على مواقع أو حواجز متفرّقة في المدينة التي تتقاسمها قوات الدولة السورية، وفصائل كردية مسلّحة. الأنباء الأخيرة تشير الى هجوم كبير للمسلحين على ما تبقى للجيش السوري من مواقع في المدينة التي تقطنها غالبية عربية عشائرية. الطيران العسكري الأميركي فجأة في سماء الحسكة، بينما المقاتلات السورية تقصف مواقع للمسلحين الأكراد.. وموسكو تسرّب أنباء عن استعدادها لعمليات عسكرية كبرى في سوريا.. فما هي الرسالة؟

مولود جاويش اوغلو كان في طهران امس الاول، في زيارة لم يعلن عنها سوى في اليوم التالي. بيان الجيش السوري وصف مسلحي «الأسايش» في الحسكة بأنهم «الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني». أنقرة سمعت البيان ايضاً. منظمة «بيجاك» الأخرى، بحسب التضخيم الاعلامي لبعض الأطراف الخليجية، تصعّد نشاطها في المناطق الحدودية حيث التجمعات الكردية الايرانية. صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، كان في كردستان العراق للتشاور مع مسعود البرزاني، عراب الانفصال الكردي، وسط انباء عن اجتماعات مفتوحة جمعته مع قائد «التحالف الاميركي» الجنرال الاميركي شون ماكفرلاند.

اشتباك الحسكة الحالي يتجاوز معايير ومعادلات العلاقة بين دمشق وبعض الفصائل الكردية في الحسكة. لم يعد حدثا منعزلا. ايام انقضت على «الصفقة» التي اخرجت «داعش» من مدينة منبج، كيف تمت ومن رعاها وماذا سيتبعها؟ كلها امور لم تظهر بعد، لكن الاكيد ان الوحدات الكردية الشريكة في «قوات سوريا الديموقراطية»، كانت طرفاً اساسياً في «الصفقة». التكهنات الآن تدور حول ممر آمن اخر لـ «داعش» من جرابلس. وقالت مصادر معارضة إن «فيلق الشام» حشد قواته داخل الاراضي التركية قرب المعبر الحدودي الفاصل بين قضاء «قرقميش» التركية ومدينة جرابلس، وذلك تمهيداً لبدء عملية اقتحام المدينة والسيطرة عليها. ويأتي ذلك فيما يحاول «داعش» اعادة فتح جبهة مطار كويرس ضد الجيش السوري.

البنادق التي يفترض انها تقاتلت في منبج وعين العرب «كوباني» وغيرهما، تلتقي الان، ولو في جبهات متفرقة، على خصم واحد: الدولة السورية، او بشكل ادق، على ما تبقى للدولة السورية من سيطرة في الشمال والشرق السوري.
الوجود العسكري الاميركي، سواء لقوة «المارينز» التي اعلن عنها قبل يومين في الحسكة، او في قاعدتي الرميلان وعين العرب، معززا بالوجود العسكري للفرنسيين والانكليز والالمان، وهم يمثلون حكومات سبق لها ان تحركت دعما للنزعات الكردية، في الشمالين السوري والعراقي، يشكل بحسب المراقبين عملية تدحرج للحضور الاميركي و»الاطلسي» في سوريا، بما يحاكي تجربة التدحرج العراقية في مطلع التسعينيات وفرض منطقة الحظر الجوي، الممهدة للانسلاخ الكردي لاحقاً.

واذا كان الغرب وقتها تسلح بقوانين دولية اجازت له منع الطيران العراقي عن شمال البلاد، فإن حادثة الامس في الحسكة، باعلان البنتاغون للمرة الاولى عن تحليق سلاحه الجوي في سماء المدينة باسم حماية جنود «المارينز» الذين يبدو انهم اضطروا الى التراجع نحو الحدود التركية للحماية، يشكل تحولا في ادوات العمل الاميركية ويفتقر الى الغطاء القانوني الدولي، في لحظة الاشتباك الكردي مع الدولة السورية.

لكن رسائل الحسكة تحمل مضامين اخرى لا تقل خطورة. الاشتباك الكردي مع الدولة، يأتي في ذروة المواجهة في الريف الحلبي ضد «جيش الفتح»، بينما اكراد حلب، في حي الشيخ مقصود مثلا، يقاتلون كتفا بكتف مع الجيش السوري، دفاعا عن المدينة التي انتهكت «خاصرتها» الجنوبية الغربية قبل ايام من لقاء القمة التي جمعت رجب طيب اردوغان مع فلاديمير بوتين، والذي كانت احد عناوينه ملف العلاقات الروسية مع الاكراد، واعلان أنقرة مرارا منذ ما بعد سان بطرسبورغ، انها وموسكو وطهران، حريصون على «وحدة وسلامة اراضي الدولة السورية». واشتباكات الحسكة، تأتي في ما بعد الامتعاض التركي الواضح من الموقف الاميركي من انقلاب تموز الفاشل.

وتراقب انقرة بهلع تقدم الاكراد على طول الحدود من محافظة الحسكة مرورا بمدينة عين العرب وربطها بمدينة عفرين غربًا من خلال العبور غربي الفرات بعد السيطرة على منبج، وبالتالي اقامة «حزام كردي» متواصل جغرافياً.

واشنطن قررت الآن لعب «الورقة الكردية». الاقتحام الروسي للمشهد السوري عبر «قاعدة همدان» الايرانية، بالاضافة الى الكلام التركي على حتمية التقارب مع موسكو وطهران، ورفض «اذلال» روسيا، يستحضر ردا اميركيا واضحا. اكراد الشمال السوري، لخلط اوراق العمل الروسي ـ السوري ـ الايراني.

الرسالة البديهية الاولى من تحليق طائرات «البنتاغون»: اوقفوا الغارات على المسلحين الاكراد في الحسكة.

لكن المغزى الأبعد لكل المشهد، كما يرى مراقبون، تعكس مؤشرات على محاولة لاجتثاث وجود الدولة السورية في الشرق والشمال السوري من ثلاث بؤر متبقية: دير الزور، الحسكة والقامشلي، بما يهدد مصير العشائر العربية في معركة مصير ديموغرافي واقتلاع، ومواجهة ممارسات عنصرية تمثلت اخيرا في اضرام النيران في وثائق ومستندات الملكية في مدينة منبج بعد دخول المقاتلين الاكراد اليها.
يلاحظ مصدر مطلع ما يلي:

1 – واشنطن تقول لأردوغان إن بوتين اعجز من ان يمنحك ضمانات في الموضوع الكردي
2 – بإمكان اردوغان وهو يتابع ما يجري في الحسكة، ان يدرك ان ما من جهة اكثر حرصا على منع الانسلاخ الكردي ونيرانه الاقليمية الحتمية، اكثر من شرعية الحكم في دمشق.
3 – معادلة «قاعدة همدان»، ان العلاقة بين موسكو وطهران تترسخ استراتيجيا من خلال تحالفات غير مسبوقة الطابع والعناصر.
4 – نحن امام شهرين مزدحمين بذروة المخاطر السورية. لقاء سيرغي لافروف وجون كيري الاسبوع المقبل، سيسبقه لقاء كيري مع نظرائه الخليجيين في جدة.
5 – التهاب خطي التماس: الكاستيلو ـ الراموسة، ومنبج ـ الحسكة. وتركيا حائرة بين الخطين ومصالحها المتعارضة في المعركتين. بيان الجيش السوري حول «الأسايش» يدغدغ في مكان ما القيادة التركية التي اقرت أمس بفشل سياستها السورية حتى الآن. أردوغان هدد أمس الأول صراحة المسلحين الاكراد في الشمال السوري، بضربهم «اذا اقتضت الضرورة».
6 – بيان الجيش السوري، خطاب موجه للخارج ايضا، وللاميركي خصوصا، بأن رسائلكم مفهومة في دمشق.

روسيا
قصفت البحرية الروسية، أمس، مواقع «جبهة النصرة» في دارة عزة في غرب حلب بثلاثة صواريخ مجنّحة من نوع «كاليبر»، انطلقت من سفينتين في شرق البحر المتوسط.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصادر عسكرية روسية أن سفن أسطول بحر قزوين ستشارك في العمليات العسكرية القائمة، فيما أوضحت أن انطلاق الطائرات الاستراتيجية من همدان الايرانية إنما هو «مؤشر إلى عملية كبيرة في سوريا».
واشنطن
ذكر «البنتاغون» أنه ارسل مقاتلات لحماية «المستشارين» الاميركيين الذين يدربون القوات الكردية في المنطقة المحيطة بالحكسة.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» جيف ديفيس إن ارسال المقاتلات يأتي «كإجراء لحماية قوات التحالف»، مضيفاً «سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر، وننظر بجدية بالغة للحوادث التي تعرّض التحالف للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن انفسنا».
وأضاف «هذا امر غير عادي مطلقا، لم نشاهد النظام السوري يقوم بمثل هذا ضد وحدات حماية الشعب الكردي» المدعومة من الولايات المتحدة، موضحاً أنه تم نقل القوات الاميركية الى مكان آمن خارج المنطقة.
وبحسب ديفيس، فإنه «فور بدء الغارات حاولت القوات على الارض الاتصال بالطيارين (السوريين) عبر اللاسلكي للطلب منهم التوقف عن القصف ولكن من دون جدوى، بعدها اتصلنا بروسيا التي أكدت لنا أن الطائرات ليست لها بل تعود لسلاح الجو السوري».
وأشار إلى أنه تم إرسال طائرات التحالف للمنطقة ولكن عندما وصلت كانت الطائرات السورية قد غادرت الأجواء، لافتاً إلى أن طائرات التحالف تقوم بدوريات قتالية جوية اضافية في المنطقة.
واستدرك ديفيس قائلاً: «كما قلنا سابقاً، يستحسن للنظام السوري أن لا يتصادم مع قوات التحالف او مع شركائنا».
ولاحقاً، أكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن «وصول تعزيزات عسكرية مع مروحيات الى قواعد اميركية تبعد ستة كيلومترات شمال مدينة الحسكة»، نافياً وجود عناصر من «القوات الخاصة» الاميركية داخل المدينة.
وكانت قد سرت أنباء في وقت سابق عن إرسال واشنطن 45 عنصراً من سلاح مشاة البحرية «المارينز» إلى قرية المبروكة الواقعة بريف الحسكة الغربي، بحجة العمل على نزع الألغام.

النهار :

تبريد أم تسخين قبل اجتماعات نيويورك؟ حملة مفاجئة للمشنوق على “سرايا الفتنة”

جريدة النهار
جريدة النهار

اذا كانت ملفات الازمة السياسية وضعت في ثلاجة انتظار أيلول ومواعيده التي يؤمل ان تعيد تحريك الحيوية السياسية مع محطتي الحوار في الخامس منه والجلسة الـ44 لانتخاب رئيس للجمهورية في السابع منه فان الاستحقاقات المتصلة بالازمات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لا تهادن الحكومة وتضغط بقوة متزايدة عليها. ووسط عودة الاهتزازات الحكومية التي أثارها فتح ملفات التعيينات العسكرية في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء كشفت مصادر وزارية لـ”النهار” ان تحريكا جديدا لملف الموازنة بدأ يشكل استحقاقاً لا يحتمل مزيداً من التأجيل باعتبار ان وزير المال علي حسن خليل يعد لاحالة مشروع الموازنة لسنة 2017 على مجلس الوزراء خلال ما تبقى من الشهر الجاري، الامر الذي سيحتم على الحكومة مواجهة هذا الاستحقاق من خلال بت مصير الموازنات السابقة العالقة من دون اقرار. وما لم يبت مصير الموازنة، ستجد الحكومة نفسها أمام واقع معقد نظراً الى الحاح الحاجة الى اقرار تشريعات في مجلس النواب الامر الذي يعيد دوامة المأزق الى سابق عهده في موضوع تشريع الضرورة.

اما في ما يتصل بموضوع التعيينات العسكرية، فان قرار التمديد للامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير سيصدر اليوم بعدما اخفق مجلس الوزراء في تعيين خلف له على رغم طرح وزير الدفاع سمير مقبل ثلاثة اسماء لعمداء في الجيش لهذا الغرض. وتصاعد التوتر حول هذا الملف في ظل الحملة الحادة التي شنها وزيرا “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والياس بو صعب على الحكومة وتلويحهما باهتزاز الواقع الحكومي بسبب الاقدام تكرارا على التمديد للقيادات العسكرية وهو ما أثار احتمال تصاعد السخونة في هذا الملف وسط الاستعدادات الجارية للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الشهر المقبل. وعكس الوزير مقبل امس تصاعد المناخ المتوتر في هذا الموضوع اذ رد على وصف وزيري “التيار الوطني الحر” لمجريات الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بانها مسرحية بقوله: “يريدون تعيين أشخاص لمصلحة شخصية أو سياسية أو حزبية وعكس ذلك يعتبرونه مسرحية”.
وعلمت “النهار” ان رئيس الوزراء تمام سلام يفضل ان تنضج الامور سياسياً قبل أن تطرح حكومياً في ما يتعلق بموضوع التعيينات العسكرية المتبقية، مما يعني انه من المستبعد ان يصل هذا البند الى الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس المقبل لئلا يأخذ طابعا فولكلورياً او متشنجاً. وعليه سيؤجل أي طرح بالنسبة الى تعيين رئيس جديد للاركان في الجيش أو بت موضوع قيادة الجيش تعييناً أم تجديداً انطلاقا من قرار الرئيس سلام ان تكون هناك آلية تأخذ في الاعتبار المهل والظروف مما يكون مدخلا لتعزيز المؤسسات الامنية والعسكرية.
لكن مصادر وزارية توقعت ان يسود الاستقرار الوضع الحكومي في الفترة التي تفصل عن أعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة في الثلث الاخير من ايلول. وعزت هذا الاستقرار الى ان “التيار الوطني الحر” الذي يلوّح بتجميد أو تعطيل الوضع الحكومي لاعتبارات داخلية معنيّ بتأجيل هذه الخطوات بسبب مشاركة رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل في أعمال هذه الدورة والتي لن تكون متاحة في حال اعتكاف وزيريّ التيار عن مزاولة العمل الحكومي.

المشنوق
في غضون ذلك، برز أمس كلام عالي النبرة لوزير الداخلية نهاد المشنوق تناول فيه موقف “تيار المستقبل” من الازمات السياسية الراهنة وموضوع “سرايا المقاومة”. وقال: “كنا ولا نزال طلاب تسوية لكننا نرفض ان تكون التسوية اسماً حركياً لامرين هما الاستسلام أو الانتظار، فنحن لسنا تياراً مستسلماً ولا تيار انتظار، نحن تيار قرار والايام القريبة ستبين صحة كلامي”.
ثم رد على ما وصفه بـ”آخر استعراضات القوة ” التي عنى بها معلومات صحافية تحدثت عن انضواء 50 الف شخص في “سرايا المقاومة” قائلاً: “أنا اسميها سرايا الفتنة” وتساءل: “في وجه من يقف هؤلاء؟ الحقيقة ان هذه ليست سرايا فتنة بل سرايا احتلال وهذا الاحتلال لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف”.

السيد نصرالله
وبثت قناة “المنار” مساء مقابلة خاصة مع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تحدث فيها مجدداً عن حرب تموز وأعرب عن يقينه من ان “المقاومة ستنتصر اذا حصلت حرب جديدة على لبنان لان النصر سيكون الهيا وقضيتنا قضية حق”. واعتبر ان “اسرائيل اليوم في أسوأ حال ولم تتمكن من استعادة بعدها المعنوي بعد حرب تموز “. وأكد انه لا يعيش في ملجأ بحسب زعم الاسرائيليين “فهناك مسؤولون استقبلهم باستمرار وانا اتنقل وهناك ترتيبات معينة نقوم بها”.
وفي الموضوع الداخلي قال نصرالله: “لطالما كان تيار المستقبل يهاجمنا ويسيء الينا وعند تشكيل الحكومة يسعى الى التفاهم معنا فمن الطبيعي ان تهتز قاعدته بينما نحن من الاول خطابنا واحد وهو ان لا خيار أمامنا الا بوحدة اللبنانيين والدليل ان لا مشكلة لدينا بان نكون في حكومة واحدة مع تيار المستقبل ومن أجل هذا البلد وشعبه نقدّم دماً ومستعدون للجلوس مع أخصامنا”.

شبعا
الى ذلك، تفاعلت أمس قضية الانتهاكات الاسرائيلية التي طاولت أخيراً مزارع شبعا بشق طريق جنوب البلدة وصولاً الى السياج التقني، وتقدمت مجموعات من اهالي شبعا في طليعتها النائب قاسم هاشم الى مكان القضم الاسرائيلي تحت انظار الجنود الاسرائيليين في المقلب المواجه حيث زرع المواطنون اللبنانيون علماً لبنانياً دلالة على رفض الانتهاك وتحرير المكان الذي تعرض للقضم.
أما على الصعيد الرسمي، فطلب وزير الخارجية من بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن على اسرائيل لخرقها القرار 1701.

 

الأخبار :

الحريري ينكث بوعده مجدداً
معادلة «رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة» انتهت وحوار المستقبل ــ التيار توقّف

جريدة الأخبار
جريدة الأخبار

«معادلة «رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة» انتهت، وتوقف الحوار العوني ـــ الحريري، بعدما تبيّن أن مبادرة الرئيس سعد الحريري الأخيرة كانت من دون تفويض سعودي. نكث رئيس تيار المستقبل مجدداً بوعوده، وذهب في إجازة طويلة فيما البلد مقبل على أسابيع حاسمة

فعلها الرئيس سعد الحريري مجدداً، ونكث بوعوده للعماد ميشال عون مرة أخرى. موجة التفاؤل التي سادت في الأسابيع القليلة الماضية، خصوصاً في الأوساط العونية، بقرب التوصل الى حل للملف الرئاسي تبيّن أنها «فاشوش».

مرجع في فريق 8 آذار أكّد لـ «الأخبار» ان معادلة «عون للجمهورية مقابل الحريري للحكومة» انتهت، وبالتالي «توقف كل شيء. لا رئاسة في المدى المنظور ولا من يرأسون».
مصادر مطلعة كشفت لـ «الأخبار» أن البحث في الملف الرئاسي شهد دفعة في الشهرين الماضيين بعدما أيقن فريق الحريري أن ترشيح النائب سليمان فرنجية وصل الى طريق مسدود. ترافق ذلك مع اشتداد الأزمة المالية التي أطاحت بامبراطورية «سعودي اوجيه»، ومع نتائج الانتخابات البلدية التي قرعت جرس الانذار في بيت تيار المستقبل.

هولاند سيطرح ترئيس عون
على محمد بن سلمان بعدما أيقنت باريس أن التعطيل سعودي
الأوساط المحيطة بالحريري دقّت مجدداً أبواب التيار الوطني الحر، واستؤنف الحوار بين وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري، مستشار رئيس الحكومة السابق وأمين أسراره. سمع العونيون كلاماً مفاده أن هناك توجهاً في السعودية لا يمانع بانتخاب عون رئيساً للجمهورية، وفهموا أن الحريري تجاوز مشكلة رئاسة عون، وأن سؤاله الأساسي هو عمّا يمكن أن يقدمه الطرف المقابل، وعلى رأسه حزب الله، في شأن «سلة متكاملة» تضم انتخاب رئيس للجمهورية، واختيار رئيس للحكومة، والاتفاق على توزيع الوزارات، وقانون جديد للانتخابات، وغيرها.

بالنسبة الى الحزب كل المؤشرات كانت تشكّك في جدية التفويض السعودي الممنوح للحريري ومداه. وفي ظل الاشتباك الحادّ بين الرياض وطهران على كل ملفات المنطقة، ما من إشارات الى تغيير في موقف المملكة من ملف رئاسة الجمهورية. أضف الى ذلك انه ليس مفهوماً كيف يمكن أن «يضحي» السعوديون بالقبول بعون رئيساً للجمهورية كرمى للحريري، في وقت يمتنعون عن حل مشكلته المالية ويعملون على التشهير بشركاته وتصفيتها. رغم ذلك، تجاوز الحزب كل شكوكه في جدية الطرح الحريري، وأعلن بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، في خطاب السبت الماضي، استعداده للتسهيل وفق قاعدة: رئاسة الجمهورية في مقابل رئاسة الحكومة.
مرّ أسبوع على الكلام الايجابي من دون جواب من الحريري الذي غالباً ما يعلق على خطابات نصرالله قبل انتهائها ما أثار شكوكاً عونية. غاب الحريري عن السمع تماماً، وذهب في إجازة طويلة على متن يخته. استؤنفت الاتصالات مع مفاوضيه ليأتي الجواب غير المباشر سلبياً: «الأمور مش زابطة ولن نمشي بعون». ترافق ذلك مع تأكيد أطراف محلية ــــ على رأسها الرئيس نبيه بري ــــ لفرنجية بعدم السماح بانتخاب عون رئيساً. وجاء الرد العملي في جلسة الحكومة أول من أمس بالتمديد للأمين العام للمجلس العسكري اللواء محمد خير تمهيداً للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. ونُقل عن بري أمس قوله أن لا انتخاب لرئيس للجمهورية قريباً وأن الحوار العوني ــــ الحريري «كلام في الهواء».

مصادر عن بري: لا رئيس
قريباً والحوار العوني ـ الحريري «كلام في الهواء»

عملياً، انتهت موجة التفاؤل. «الجو العوني ــــ الحريري تكهرب وكل شيء توقف. والوعد غير المفهوم من الحريري لعون بالرئاسة مقابل ضمانات ورسائل ضمانات انتهى عملياً» بحسب المصادر. وأيقنت أوساط التيار الوطني الحر أنها وقعت، مرة أخرى، ضحية الخداع الحريري، كما في الحوار الأول الذي بدأ نهاية 2014 واستمر تسعة شهور بين روما وباريس وبيت الوسط.
مصادر في 8 آذار تعزو التراجع الحريري «إما الى أن الأخير مستعجل للعودة الى السلطة، وهو مقتنع بأن ذلك لن يكون الا من خلال التفاهم مع حزب الله، وعليه أقدم على المبادرة من دون تفويض سعودي على أن يحاول تسويقها في الرياض لاحقاً، أو أنه سمع كلاماً من أوساط سعودية ما، ولكن ليس من الرجل القوي محمد بن سلمان».

من هنا الى أين؟

أوساط 8 آذار تؤكد أن الأسابيع المقبلة ستكون مفصلية إذا لم يحسم ملف الرئاسة، «ويبدو البلد ذاهباً الى مشكل كبير». إذ من الواضح أن لدى عون وحلفائه نية للتصعيد في ضوء كلام باسيل لـ «الأخبار» أول من أمس عن «الخيارات المفتوحة». وبالتالي، إذا لم تنجح المحاولة الأخيرة التي ينوي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الإقدام عليها بطرح الملف الرئاسي على محمد بن سلمان بعد اقتناع باريس بأن سبب التعطيل سعودي أساساً، قد نكون أمام رئاسة شاغرة وحكومة مشلولة ومجلس نيابي معطل وعدم إجراء انتخابات نيابية. كل ذلك مترافقاً مع ضغوط اقتصادية ومالية قد تضع البلاد أمام المجهول. «إنها أسابيع من القلق»، تنهي المصادر.

 

المستقبل :

 أنقرة تحض طهران وموسكو على دور إيجابي.. وطائرات أميركية لحماية الأكراد
صواريخ روسية من المتوسط على سوريا

صحيفة المستقبلفيما حضت تركيا روسيا وإيران على لعب دور إيجابي في الحرب الدامية في سوريا، صعّدت موسكو أمس من استهدافها لمختلف المناطق المشتعلة، وبعد القصف الصاروخي للطائرات الاستراتيجية الروسية النفاثة التي انطلقت من همدان غرب إيران، صبّت السفن الحربية التابعة لموسكو والمتمركزة شرق البحر المتوسط، حمم صواريخها من نوع «كاليبر» المجنحة على حلب وريفها موقعة المزيد من الدمار.

وإذا كانت معركة النظام وحلفائه في حلب تأخذ جل الاهتمام الميداني والإعلامي مع انتشار الصور المرعبة للضحايا مثل صورة الطفل عمران دقنيش التي احتلت الصحف والشاشات في أنحاء العالم، فإن جزءاً آخر مستجد من فصول هذه الحرب بدأ أول من أمس بين الأكراد والنظام في الحسكة بعد تحالف طويل بينهما، ما يشي بمزيد من تعقيد للمشهد السوري إثر دخول التحالف الدولي مباشرة معلناً غطاء جوياً لحماية الأكراد ومستشاريه من طيران بشار الأسد، فيما لم تؤمّن دول الحلف وخصوصاً الولايات المتحدة، ولا حتى يوماً واحداً غطاء مماثلاً للمناطق التي يسيطر عليها الثوار السوريون خصوصاً في شمال سوريا وريف دمشق، على الرغم من المناشدات القديمة والجديدة المطالبة بمناطق آمنة للمدنيين على الأقل.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن سفناً حربية روسية أطلقت من البحر المتوسط ثلاثة صواريخ كروز مجنحة من نوع «كاليبر» على أهداف في سوريا صباح أمس، مستهدفة مناطق غير مأهولة لـ«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً).

وأضافت وزارة الدفاع في بيان أن «السفن المزودة بمنصات لإطلاق الصواريخ «زيليني دول» و«سيربوخوف« من أسطول البحر الأسود أطلقت (أمس) ثلاث مرات صواريخ «كاليبر» ضد أهداف تابعة لجبهة النصرة الإرهابية (جبهة فتح الشام)». وتابعت «تم تدمير مركز قيادة وقاعدة للإرهابيين في دارة عزة (غرب حلب)، فضلاً عن مصنع للمتفجرات ومستودع كبير للذخائر في منطقة حلب خلال هذه الهجمات».

ويأتي هذا التطور بعد أن قصفت روسيا الثلاثاء للمرة الأولى أهدافاً في سوريا بواسطة قاذفات انطلقت من قاعدة عسكرية في همدان، شمال غرب إيران.

وقالت المعارضة السورية، إن قرى أرحاب وأرناز والهابطة في الريف الغربي لحلب تعرضت لقصف بصواريخ بالستية شديدة التدمير أوقعت أضراراً مادية فقط .

وشن الطيران الروسي غارات على نقاط اشتباك بين فصائل المعارضة والنظام وحلفائه وعلى أحياء سيف الدولة والمشهد وصلاح الدين والسكري بمدينة حلب، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى مدنيين. كما استهدف سيارة تقل مدنيين على طريق خان طومان بالريف الجنوبي، ما أدى لوقوع مجزرة راح ضحيتها 10 قتلى بينهم أطفال وعدد من الجرحى.

وعلى الرغم من غارات الطائرات والصواريخ الروسية العابرة، تصدى الثوار أمس لمحاولة جديدة من قبل قوات الأسد والميليشيات الطائفية للتقدم نحو المناطق المحررة أخيراً جنوب غرب حلب.

وقال ناشطون إن قوات الأسد والميليشيات حاولت التقدم على جبهات الراموسة وتلة المحروقات وقرية العامرية ومشروع 1070 شقة. وأوضح الناشطون أن الثوار تمكنوا من إلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات الأسد والميليشيات، بعد إيقاع الأخيرتين في كمين ناجح على جبهة الكلية الفنية الجوية، فضلاً عن خسائر بشرية في صفوفهما على باقي الجبهات.

واستهدف الثوار بواسطة صاروخ «تاو« تجمعاً لقوات الأسد وميليشيا «حزب الله« في ضاحية الأسد بحلب وألحقوا بها خسائر بين قتيل وجريح، كما تمكنوا أيضاً من تفجير جرافتين عسكريين على جبهة جمعية الزهراء، الأمر الذي تسبب بمقتل وجرح عدد آخر من القوات والميليشيات.

وأكد المكتب الإعلامي لـ»تجمع فاستقم» التابع للجيش السوري الحر والمنضوي في غرفة عمليات «فتح حلب» مقتل مجموعة من ميليشيات إيران في كمين للثوار خلال محاولتهم اقتحام دوار الطيارة في الراموسة.

في الملف الميداني الآخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية (البنتاغون) أمس أن قوات التحالف أرسلت مقاتلات بعد أن استهدفت طائرات النظام القوات الكردية التي تعمل مع مستشارين أميركيين في شمال سوريا، في حادث يُعد تصعيداً جديداً في النزاع.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس، إن إرسال المقاتلات يأتي «كإجراء لحماية قوات التحالف». وأكد «سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر (…) وننظر بجدية بالغة للحوادث التي تُعرض التحالف للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن أنفسنا».

ولكن يبدو أن هذا التحذير لم يلقَ اذاناً صاغية لدى النظام السوري حيث عاودت طائراته قصف مدينة الحسكة أمس لليوم الثاني على التوالي. وفور بدء غارات الخميس، حاولت القوات على الأرض الاتصال بالطيارين عبر اللاسلكي من دون فائدة. وبعدها، اتصلت القوات الأميركية بروسيا التي تقصف مناطق في سوريا دعماً لنظام الأسد، إلا أن الجيش الروسي أكد أن الطائرات سورية.

وقال ديفيس «هذا أمر غير عادي مطلقاً، لم نشاهد النظام السوري يقوم بمثل هذا ضد وحدات حماية الشعب الكردي»، في إشارة الى الميليشيا الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وعند وصول الطائرات الأميركية الى الأجواء فوق الحسكة، كانت الطائرات السورية قد غادرت المنطقة. ولم ترد تقارير عن إصابات.

وقالت قوات الأسد في بيان إن القتال في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا مع مسلحين أكراد جاء نتيجة محاولة قوات الأمن الكردية السيطرة على المدينة، ما دفع الجيش للرد باستهداف الجماعات المسلحة.

وقال البيان إن الرد جاء «مناسباً« وإن أي هجمات أخرى ستواجه بالقوة بعد اليوم الثاني من الاشتباكات والضربات الجوية التي نفذتها طائرات الأسد ضد وحدات حماية الشعب الكردية في الحسكة.

وكانت طائرات سورية من نوع سوخوي-24 أغارت الخميس على مواقع للقوات الكردية التي يقوم مستشارون أميركيون بتدريبها. وهي المرة الأولى منذ بدء النزاع في سوريا التي يقوم فيها سلاح الجو السوري بضرب مواقع للأكراد.

وفي ظل هذه الأجواء، رحبت الهيئة العليا للمفاوضات وهي المظلة الرئيسية للمعارضة السورية أمس بحذر باقتراح هدنة أسبوعية في حلب للسماح بوصول المساعدات للمناطق المحاصرة بشرط أن تخضع الهدنة لإشراف الأمم المتحدة.

وزاد القلق الدولي بشأن مصير قرابة مليوني مدني في المدينة في ظل اشتداد المعارك، وحذر برنامج الأغذية العالمي أمس من أن الوضع «غير إنساني ومروع ومقزز وكابوسي».

وقالت الهيئة في بيان «ترحب الهيئة العليا للمفاوضات بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتسهم في إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة شريطة الالتزام الفعلي بها وفق آلية دولية للمراقبة وضبط الامتثال«.

في نيودلهي، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تريد دوراً إيجابياً لإيران وروسيا في سوريا، وذلك خلال حديث تناول فيه زيارة غير معلنة إلى طهران أول من أمس في طريقه إلى الهند، بحث خلالها الأزمة السورية ومسائل إقليمية.

وقال جاويش أوغلو إن «الأزمة السورية تعمّقت، وأصبحت غير قابلة للحل«، مضيفاً: «لهذا السبب مررت (أول من) أمس إلى طهران خلال ذهابي (إلى الهند). تبادلنا وجهات النظر حول ذلك، وكانت محطة مفيدة للغاية«. وأوضح: «تناولنا هناك قضايا إقليمية مثل سوريا والعراق واليمن، ومنظمات إرهابية مثل «بي كا كا« (حزب العمال الكردستاني)، و«بيجاك« (الذراع الإيراني لـ بي كا كا)». وأضاف: «نحن نقول دائماً إن الدور البناء لإيران وروسيا مهم للغاية لحل المشاكل في سوريا والعراق والمنطقة. إذا استمر الدور السلبي فالصراع سيستمر، لذا نبذل قصارى جهدنا من أجل أن يكون هذا الدور إيجابياً«.

وأوضح جاويش أوغلو، أنه أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيره الأميركي جون كيري، بحثا في الأول (16 آب الحالي) انسحاب تنظيم وحدات الحماية الكردية، من مدينة منبج (شمال شرقي حلب)، ومحاربة تنظيم «داعش«، والوضع في حلب (شمالي سوريا)، إلى جانب مسائل أخرى، وتناولا في الاتصال الثاني الذي جرى الخميس، موضوع انسحاب «وحدات الحماية» إلى شرقي نهر الفرات في سوريا.

ولفت، إلى أن كيري أكد في كلا الاتصالين التزام بلاده بالوعود التي قطعتها، وأنهم سيقومون بما يلزم من أجل تحقيق ذلك (إخراج الأكراد من منبج).

وفي طهران، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن جاويش أوغلو قام أول من أمس بزيارة قصيرة الي طهران من أجل متابعة التفاهمات والمشاورات التي جرت بين البلدين خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى أنقرة خلال الأسبوع الماضي.

وأفادت الدائرة العامة للديبلوماسية الإعلامية بوزارة الخارجية الإيرانية أن قاسمي أضاف أن جاويش أوغلو وخلال زيارته المقتضبة الى طهران أجرى مشاورات مع نظيره الإيراني وبحث معه حول أحدث تطورات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن المحادثات بين وزيري خارجية البلدين استغرقت 5 ساعات.

وأضاف قاسمي أنه خلال الزيارة التي قام بها ظريف الي أنقرة الأسبوع الماضي ولقاءاته مع الرئيس التري رجب طيب اردوغان وبار المسؤولين الأتراك اتفق البلدان علي إجراء محادثات رسمية وحتى غير رسمية بصورة مكثفة ومستمرة بمختلف المستويات بين مسؤولي البلدين.

وقال إنه تقرر في هذا الإطار أن تجرى في القريب العاجل لقاءات متعددة بصورة مكثفة وفي مختلف المستويات بين بار مسؤولي البلدين.

 

البناء :

موقع تركيا في الحرب السورية يُشعل الحسكة… والبنتاغون يسعى للتنسيق مع سورية!
نصرالله يدعو أنقرة للتموضع… وواثق من النصر… ويمدّ يده لبنانياً
تيار المستقبل ينقسم حول معادلة عون ـ الحريري… والمسترئسون يعرقلون

جريدة البناء
جريدة البناء

تتحدّث المعارك الضارية التي تشهدها منطقة الحسكة شرق سورية عن حجم التحوّلات التي أدخلها مشروع التموضع التركي في الحرب السورية، حيث بدأت الميليشيات الكردية محاولة بناء منطقة سيطرة موثوقة، خشية التحوّلات المقبلة فهاجمت مواقع الجيش السوري في أطراف مدينة الحسكة، مستقوية بدعم التحالف الذي تقوده واشنطن، وبتورّط أميركي بنشر وحدات عسكرية في مناطق سيطرة الميليشيات الكردية، يلزم واشنطن بالتحول إلى طرف في المواجهات، سياسياً ودبلوماسياً لاحتواء تداعياته، لكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، فقد صدر بيان عسكري سوري شديد اللهجة، يؤكد خوض المعركة دفاعاً عن وحدة سورية ومنعاً لعبث ميليشياوي يعرّض حياة الناس واستقرارهم للخطر. وجاءت الطلعات الجوية السورية، لتليها طلعات جوية أميركية قال البنتاغون إنها سعت للتواصل مع الطائرات السورية، لكنها لم تلق الاستجابة.

ليس خافياً وفقاً لمصادر متابعة أن أصل الأمر يكمن في التسابق على الموقع التركي في الحرب السورية، وهو ما تسعى واشنطن لإحباط محاولات التطمين الروسية الإيرانية له بالتوافق على منع نشوء شريط أمني حدودي كردي يشكل نقطة انطلاق نحو الداخل التركي، لتتحرّك الميليشيات الكردية باتجاه إثبات العكس مدعومة باحتضان أميركي علني، ويأتي التصدي السوري ليقول إن ما تبلّغته أنقرة من موسكو وطهران هو موقف سورية ايضاً، وتوقعت المصادر أن يستمرّ هذا التجاذب حتى يحسم نهائياً بموافقة أميركية سقوط وهم الكيان الكردي وحلمه الذي بدأ رئيس إقليم كردستان العراق يبشر به، ككيان جامع لأكراد سورية والعراق. ولم تستبعد المصادر أن يؤدي استمرار المعارك إلى مزيد من التصعيد السوري الأميركي وبروز وساطة روسية لتسوية الخلاف، بينما قالت إن الأهم هو أن هذه المواجهة ستُجبر الأميركيين على سحب قواتهم الخاصة نحو قاعدة أنجرليك، وستدفع بالأتراك لتنسيق أمني عسكري مع سورية كان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف قد اقترحه ضمن إطار خماسي يضمّ روسيا وإيران وتركيا والعراق وسورية. وهو ما يفترض أن وزير الخارجية التركي بحثه في زيارته أمس إلى طهران.

في سائر محاور الحرب سجل الجيش السوري وحلفاؤه مزيداً من التقدم، خصوصاً في محاور ريف دمشق على جبهة داريا، بينما كانت جبهات الشمال السوري من حلب إلى إدلب، على موعد مع صواريخ كاليبر وآراغون الروسية الآتية من المدمرات الروسية في البحر الأسود بينما صارت الهدنة التي أعلن الروس الاستعداد لتطبيقها في حلب لمدة ثمانٍ واربعين ساعة، موضع بحث في شروط روسية تتيح إصدارها بقرار عن مجلس الأمن، وما يجب أن يتضمّنه من شموله دخول مواد إغاثية كافية لبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من جماعات النصرة وحلفائها، وأن ينصّ على ضمّ جيش فتح الشام، الاسم الجديد لجبهة النصرة، إلى لوائح الإرهاب المعتمدة أممياً. هذا إلى انفتاح البحث على ما سبق وقاله وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن بحث جدي مع تركيا بنشر نقاط مراقبة على حدودها مع سوريا لضمان وقف تدفق السلاح والمسلحين لحساب التنظيمات الإرهابية وخصوصاً جبهة النصرة.

في هذا السياق، جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حواره مع قناة المنار، عن دعوة تركيا للخروج من الحرب في سورية والانضمام إلى مساعي الحل السياسي، وجاء تأكيده على الاتجاه الحاكم للحرب نحو النصر، وتجديد دعواته للداخل اللبناني للغة التسويات، خصوصاً في ضوء المبادرة التي أطلقها السيد نصرالله في خطابه الأخير، حول الاستعداد لمناقشة تولي الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة في حال قبول تيار المستقبل بالسير بالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وهو ما قالت مصادر مطلعة إنه جاء جواباً طلبه الحريري على سؤال نقله مستشاره نادر الحريري إلى المعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين خليل، لتظهر داخل تيار المستقبل ردود فعل متباينة على كلام نصرالله، أوحت بانقسامات ظهرت للعلن، فقد انبرى المرشحون لرئاسة الحكومة من داخل التيار بدعم سعودي متفاوت المصادر، للردّ على كلام السيد نصرالله، بدلاً من تلقفه أو التعامل معه بقدر من اللياقات، فكان ما صدر عن وزير الداخلية نهاد المشنوق بلغة تصعيدية وطابع التحدّي لإقفال الأخذ والرد في هذا الشأن، ومثله ردود نيابية تعبر عن موقف الرئيس فؤاد السنيورة، ليظهر كما قالت المصادر نفسها إن مشكلة الحريري في رئاسة الحكومة ليست عند حزب الله، بل في داخل تياره، وربما داخل الرياض أصلاً.

السيد نصر الله: لا مستقبل للمشروع التكفيري في المنطقة

رأى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله «أن المطلوب في حرب تموز كان القضاء على المقاومة في لبنان وسورية وفلسطين وصولاً إلى عزل إيران»، معتبراً أن «ما يحدث في سورية هو انتقام من حرب تموز واستكمال لها». ومضيفاً في مقابلة مع قناة المنار، أن «من أهم ما قاله «الإسرائيلي» إنه اذا أردنا ان نلحق الهزيمة بحزب الله فلن تفيد المواجهة المباشرة ولن تفيد الحرب مع ايران، لذا كان الخيار هو إخراج سورية من محور المقاومة».

وفيما أوضح أن حزب الله «لم يطالب بعد انتصار عام 2006 بالسلطة في لبنان، لأن ذلك كان سيؤدي إلى حرب داخلية». قال «كنا نريد في حرب تموز أن لا تكبر الاحقاد الداخلية ونحافظ على الوحدة الوطنية وعدم فتح باب للكراهية، لكن للأسف فإن الطرف الآخر يعمل العكس منذ عام 2005». وأضاف «خطابنا دائماً أن لا خيار أمامنا إلاّ بوحدة اللبنانيين والدليل على ذلك أنه لا مشكلة لدي بأن أكون في حكومة واحدة مع تيار المستقبل». وفيما أشار الى أن «المشكلة في مواجهة الجيش اللبناني للتكفيريين ليست روحه الوطنية وإرادته وقدراته انما القرار السياسي»، أكد أن «هناك من يرفض إعطاء الجيش اللبناني القرار لحسم المعركة مع التكفيريين في جرود عرسال».

وشدد السيد نصرالله على أن «السعودية أتت بالمسلحين من كل العالم للقتال في سورية والذي يقاتل في المعارك الضخمة هم من الشيشان وغيرها ويتزعمهم السعودي»، وقال «إذا اقتنع التركي بأن المشروع في سورية قد انتهى نكون قد أحرزنا تقدماً، لأنه سيتوقف وصول المسلحين من الحدود». واضاف «التركي يجب أن يقبل أن مشروع الحرب في سورية انتهى وأنه لا يمكن الدخول الى المسجد الأموي وعليه أن يمشي في الحل السياسي».

وإذ نوّه الى أن «القتال مع «إسرائيل» هو قتال الأصيل والقتال مع التكفيريين هو قتال الوكيل»، قال «المشروع التكفيري ليس لديه مستقبل في المنطقة». وأضاف «الجماعات التكفيرية بما فيها «داعش» و«النصرة» هي من صناعة واحدة وأميركا التي صنعت «داعش» هي مَن تقتلهم اليوم».

وأكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي ضرورة توحيد الجهود وكلّ الجبهة المقاومة، خصوصاً الأحزاب التي تعمل في مواجهة ومكافحة الإرهاب التكفيري والإرهاب الصهيوني. وهما في الواقع وجهان لعملة واحدة، مثمِّناً خلال زيارته رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو دور الحزب القومي في هذه المواجهة، خصوصاً في سورية. وقال: بصفتي سفيراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية أكدتُ للأستاذ قانصو أننا على أتمّ الاستعداد لتعزيز علاقاتنا مع الحزب السوري القومي الاجتماعي».

ورأى الوزير قانصو، من جهته، أنّ خطر هذا الإرهاب لا يقتصر على سورية وحدها أو على العراق وحده، بل هو يهدّد الاستقرار والسلام في كلّ هذه المنطقة وفي العالم، مشدّداً على أنّ مواجهته أولوية الأولويات.

المشنوق: الحريري يستحقّ رئاسة الحكومة

في غضون ذلك، ينتظر لبنان تبلورعودة الرئيس سعد الحريري من إجازته السياحية في المغرب، ليرسم من خلال تعاطيه مع طرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الموقف السعودي حيال المبادرة التي أطلقها السيد نصر الله. وألمح الرئيس نبيه بري منذ يومين أمام زواره إلى موقف «النبع»، قاصداً بذلك، حقيقة الموقف السعودي من الموافقة على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

وتشير مصادر مطلعة لـ «البناء» إلى «أن الامور لم تتقدّم دعسة واحدة في الملف الرئاسي، مشيرة إلى «أن هذا المناخ الإيجابي السائد بانتخاب رئيس قريباً ليس دقيقاً، ولو الأمور على نار حامية لكان الحريري في لبنان»، ودعت المصادر الى التروي في قراءة الموقف الأميركي، فالموقف الأميركي التقليدي لم يضع يوماً فيتو على العماد عون، والمطلوب التأكد من الأجواء التي تطرح ومدى رسميتها».

وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن التسوية المطلوبة لا تتعلّق بانتخاب رئيس الجمهورية ولا بهيبة رئيس الحكومة، لأنّ الرئيس الحريري يستحقّها بأصوات الناس ودماء الشهداء وليس منّة من أحد، وشنّ وزير الداخلية في حفل تكريم لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، هجوماً جديداً على سرايا المقاومة واصفاً إياها بسرايا الفتنة وسرايا احتلال. وقال: «لم ولن نقبل بها تحت أي ظرف من الظروف». وأكد ضرورة مقاومة هذا الاحتلال بكل الطرق والوسائل السلمية والسياسية».

لماذا زار نادر الحريري مستشار نصرالله؟

وعلّقت مصادر متابعة في حديث لـ «البناء» على كلام الوزير المشنوق، بالقول: «إذا كانت رئاسة الحكومة للرئيس سعد الحريري دون منة من أحد لماذا زار مستشاره نادر الحريري معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، وسأله «هل تقبلون بالحريري رئيساً للحكومة إذا انتخبنا العماد ميشال عون». ولفتت المصادر إلى «أن بيان كتلة المستقبل الأخير جاء خارج السياق الذي يعمل عليه الرئيس الحريري، فقنواته الخاصة تتواصل مع حزب الله في ملف رئاسة الحكومة، وكانت واضحة جداً ونقلت له رسالة رسمية من الرئيس الحريري». ولفتت المصادر إلى أن هذا الكلام للاستهلاك الإعلامي. فالخطاب الذي يستعمل من قبل فريق الرئيس سعد الحريري لمخاطبة الإعلام والجمهور علانية ليس الخطاب نفسه في الغرف المغلقة وعلى مساحات بحث بعيدة عن الضوضاء يبدو أن ما يطرح فيها هو عكس ما يُقال في العلن».

واعتبرت المصادر «أن هجوم المشنوق على سرايا المقاومة، يحاول أن يظهر نفسه أنه من الصقور، في إطار المنافسة مع الرئيس فؤاد السنيورة والوزير أشرف ريفي لا أكثر ولا أقل. فما يدور في أروقة الحوار الثنائي يختلف تماماً عن تصريحات قيادات المستقبل الإعلامية، وكلام المشنوق يأتي في سياق نظرة تيار المستقبل الى هذه الـ «سرايا» على أنها من الطائفة السنية».

حوري لـ «البناء»: ما طرحة نصرالله ليس جديداً

وأكدت مصادر مقرّبة من الرئيس سعد الحريري لـ «البناء» أن التسريبات التي تحدثت عن أن طرحه القائل بانتخاب الجنرال عون حصل على تأييد ثلاثة نواب، محاولة خبيثة لتصويره أنه بات قائداً ضعيفاً لا يمسك بالكتلة، وإظهار الرئيس فؤاد السنيورة بأنه الأقوى والآمر والناهي.

في المقابل، أكد النائب عمار حوري لـ «البناء» أن «ما طرحه السيد حسن نصر الله ليس جدياً، فهو يريد أن يعطينا من «كيسنا»، فالأغلبية النيابية تأتي بالرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة اياً يكن رئيس الجمهورية من دون منة من أحد». مشيراً إلى «أن اتفاق الدوحة لم يسمّ رئيس الحكومة، بل اكتفى بالاشارة الى شكل الحكومة، والرئيس نجيب ميقاتي لم يأتِ باتفاق سياسي فنحن اكبر كتلة نيابية كنا خارج الاتفاق، ولذلك الاغلبية النيابية سيدة القرار، ولو كان لدى حزب الله مبادرة حقيقية لإنهاء الفراغ لدعا الامين العام لحزب الله الأفرقاء الى التفاهم على رئيس، بدلاً من إصراره على دعم ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية والرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس».

ضمانات «داعش» لـ 14 آذار…

إلى ذلك، سارعت أوساط سياسية في 14 آذار الى تبرئة داعش الإرهابي من المعلومات التي تحدثت عن مخطط استهداف مناطق تقطنها غالبية مسيحية، إضافة إلى مناطق يسكنها أبناء الطائفة الدرزية واغتيال سياسيين على رأسهم النائب وليد جنبلاط، ووصفتها بمناورات حزب الله الإعلامية.

ووضعت مصادر مطلعة في 8 آذار في لـ «البناء» كلام فريق 14 آذار في خانة أن «هذا الفريق على تواصل مع المجموعات الإرهابية، التي أبلغته أنه خارج دائرة الاستهداف، ويبدو أن هذا الفريق على علاقة جيدة مع تنظيم داعش ومطلع على مخططاتها من الداخل ومن الذين يديرون تحركاتها». وتساءلت المصادر هل الجميع يعمل ضمن غرفة عمليات واحدة؟ أم أن مَن يعطي الأوامر لداعش أعطاهم ضمانات خارج الاستهداف، وهل هذا التنظيم لديه تكليف شرعي سعودي أن يحمي المسيحيين؟.

المخطط «الإسرائيلي» مستمر

من ناحية أخرى، يبدو أن «إسرائيل» تريد أن توثق احتلالها لمزارع شبعا بقضم أراضٍ جديدة ومن أجل ذلك، تتخطّى الخط الأزرق القائم الذي يتحفّظ لبنان عليه أصلاً، وتريد أن تنقله الى داخل الأراضي اللبنانية بمسافة تتراوح بين 250 و350 متراً من أجل أن يضم مرتفعات جديدة تعطي إسرائيل مزايا دفاعية عسكرية لمراقبة المحيط. وأنجزت حتى الآن شق طرق في محيط جبل السدانة بطول 350 متراً. ويبدو أن المخطط «الإسرائيلي» سيستمر على طول الخط الأزرق، تستفيد «إسرائيل» من حالة الشلل الداخلي اللبناني ووضع لبنان امام أمر واقع جديد، تنسيه مزارع شبعا المحتلة ويكتفي بالمطالبة بالامتناع عن توسيع الاحتلال. ولفتت مصادر عسكرية لـ «البناء» إلى أن ما يجري ليس دخولاً «إسرائيلياً» الى الأرض المحتلة فحسب، انما توسيع احتلال قائم». ورأت المصادر أن ما يجري يتطلّب من الدولة اللبنانية التحرك على كل الصعد الرسمية والسياسية والديبلوماسية ومراجعة مجلس الأمن بالانتهاكات، والتوقف عن المشاركة العسكرية الثلاثية التي تتخذها «إسرائيل» غطاء لعدوانها، علماً أن لا مسوّغ شرعي او قانوني لهذه اللجنة».

وفي سياق متصل، تحدّى الشعب اللبناني مرة جديدة الانتهاكات والخروق «الإسرائيلية»، واجتاز أهالي بلدة شبعا وقرى العرقوب الخط الحدودي وصولاً الى الطريق العسكرية التي يعمل جيش العدو «الإسرائيلي» على شقها أخيراً، ورفعوا العلم اللبناني على السياج الشائك وذلك رفضاً لأعمال الجرف «الإسرائيلية».

وأرسل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كتاباً الى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن الاعتداءات «الإسرائيلية» التي طالت أخيراً بلدة الغجر ومزارع شبعا المحتلتين، «الأمر الذي يشكل خرقاً فاضحاً للقرار 1701، وانتهاكاً لحقوق السكان والسيادة اللبنانية»، مطالباً برفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن.

النفايات إلى الشارع مجدداً؟

على صعيد آخر، وفي ظل العجز السياسي، يبدو أن الحكومة ستواجه أزمة عودة النفايات الى الشوارع وسط اعتراضات شعبية وسياسية على طريقة الطمر في مكب برج حمود وعلى رأسها حزب الكتائب. وفي إطار ذلك، قالت مصادر مطلعة على الملف لـ «البناء» إن «عودة النفايات الى الشوارع قرار سياسي وسيصبح بعد وقت قصير نتيجة أسباب تقنية، موضحة أن «هناك تخزيناً مؤقتاً للنفايات، والفرز ليس الأهم بل المعالجة هي الأهم، والآن لا توجد معالجة ضمن الخطة التي وضعتها الحكومة لمعالجة النفايات، ولا جدوى للفرز من دون معالجة». ولفتت الى أنه «عندما اتخذ القرار في مجلس الوزراء لمعالجة النفايات كان من المفترض أن يبنى معامل معالجة ولم يتم ذلك. وهذا هو سبب المشكلة في مكب برج حمود وباقي المطامر».

وأوضحت المصادر أن «85 في المئة من النفايات تذهب للطمر بمعزل عما إذا كانت مفروزة أم لا، الفرز مقدمة للمعالجة»، متسائلة: «النفايات التي تفرز هل تتم معالجتها بعد الفرز؟». مضيفة: «تتم معالجة نسبة صغيرة منها والباقي الى الطمر»، ولفتت الى أن «مصير أزمة النفايات تنتظر مجلس الوزراء إذا كان سيطرح مناقصة لإنشاء معامل معالجة أم سيكمل خلال السنوات الأربع على هذه الطريقة، أي طمر 85 في المئة من النفايات دون معالجة»، واعتبرت أن «التوجه الحكومي كان الاستمرار بالطمر المؤقت خلال السنوات الأربع المقبلة، لكن الآن هناك معارضة لذلك، وخصوصاً غياب مواقع الطمر ما يشكل أزمة لدى الحكومة بمعزل عن أزمة برج حمود، وبالتالي إذا لم يتم إنشاء مواقع معالجة للفرز والطمر واستحداث الدولة مطمراً ثالثاً ستكون أمام مشكلة».

وأضافت المصادر: «أنه حتى نسبة الطمر الحالية إذا اكتفت الدولة بالمطمرين الحاليين وبطمر 85 في المئة من النفايات فلا تستطيع الاستمرار حتى أربع سنوات مقبلة، بل ستمتلئ المطامر خلال سنة الى سنة ونصف بالنفايات، وأوضحت أن «الاساس في الموضوع هو نسبة الطمر والفرز، لأن الفرز يجب أن يعقبه تدوير ومعالجة للنفايات العضوية». وأوضحت أن «المشكلة في العقود الموقعة مع شركتي سوكلين وسوكومي هي أنها لم تلحظ نسبة الطمر ولا نسبة المعالجة، بل لحظت نسبة الفرز وهذه هي الكذبة التاريخية». وقالت المصادر إن «الكتائب يريد معالجة قبل الطمر ورفع السقف لرفض الطمر بشكلٍ كامل. وهو يصوب على الطمر لتحسين المعالجة ليقول إنه حققنا مكسباً سياسياً وشعبياً».

وتوقعت المصادر أن «تذهب الأمور الى تسوية في برج حمود لأن الكتائب وافق في العام 2015 على مطمر برج حمود عندما طرحت خطة أيلول ووافق أيضاً في 2016 على خطة آذار ولو كان لدى الحكومة بدائل للموقعين في برج حمود والناعمة لطرحتها». ووضعت المصادر سجال الكتائب ووزير الزراعة أكرم شهيب في إطار المزايدات السياسة، محذرة من أنه «إذا استمر التخزين المؤقت ولم ينشأ مطمر بأسرع وقت ممكن ستعود النفايات الى الشارع وحينها لو كانت هناك رغبة سياسية لدى الأطراف بالمعالجة أم لا ستعود الأزمة من الناحية التقنية لانه لا مكان لوضع النفايات ولا خيار أمام الجميع».

وحضر ملف النفايات وتحديداً مطمر برج حمود في الرابية في لقاء العماد ميشال عون ووزير الزراعة أكرم شهيب، الذي أكد أن المشكلة واضحة في ملف النفايات، قائلاً «فإما أن تعود النفايات الى الشوارع وإما نستمر في الحل المؤقت لأربع سنوات». وشدّد على أنه لن يدخل بأي نقاش في هذا الموضوع في السياسة، مشدداً على أن ليس بينهم وبين حزب «الكتائب» أي مشكلة.

المصدر: صحف