الباليستي الايراني يدك قواعد اميركا.. دفعة على حساب الرد – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الباليستي الايراني يدك قواعد اميركا.. دفعة على حساب الرد

WhatsApp Image 2020-01-08 at 17.19.35
ذوالفقار ضاهر

 

ردت ايران بشدة على تخطي الولايات المتحدة الاميركية كل الخطوط الحمر باغتيال الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني الى جانب الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، الجريمة الاميركية اعتبرت رسالة عنفية الى كافة قوى محور المقاومة وبالتحديد لايران التي تعتبر قائدة لهذا المحور، فالشهيد سليماني من كبار قادة هذا المحور.

وأثارت هذه الجريمة سلسلة طويلة من المواقف المستنكرة والمنددة في العالمين العربي والاسلامي، ومواقف متباينة من مختلف دول العالم، إلا ان الردود الايرانية المباشرة وتلك الصادرة عن قيادات محور المقاومة أكدت ان الردود لن تكون مجرد عمليات رمزية او اجراءات تكتيكية وإنما ستكون خطوات استراتيجية لها اهدافها المحددة والكبيرة والهامة والتي يجب ان تعادل بعضا من دماء الشهداء الذين ارتقوا.

صواريخ ايران22فجاءت عملية استهداف قاعدة “عين الاسد” الاميركية الاستراتيجية وقواعد اخرى بعشرات الصواريخ الباليستية الضخمة والدقيقة إيرانية الصنع، من دون ان تتمكن المنظومات الدفاعية الاميركية من حماية قواعدها، وأعلن التلفزيون الايراني عن مصرع ما يزيد عن 80 ارهابيا اميركيا واصابة العشرات بجروح، فكانت العملية هي الجواب الاولي على الكثير من التساؤلات التي طرحت عن طبيعة الرد وحجمه، وكانت هذه العملية كما وصفها الامام السيد علي الخامنئي “صفعة على وجه اميركا وهو ليس بحجم الجريمة والرد الأساسي هو خروجهم من المنطقة”، أي ان العملية هي جزء  من الرد او ما يمكن تسميته “دفعة على الحساب”.

الحساب الذي فتحته اميركا بالعدوان على سيادة العراق واستهداف سيد شهداء محور المقاومة ورفيقه ابو مهدي المهندس، وبغض النظر عن حجم الخسائر الاميركية بالارواح او العتاد -ومن الطبيعي ان واشنطن المصدومة والمعروفة بالاكاذيب ستنكر الخسائر الحقيقية- فإن مجرد الرد هو رسالة واضحة من ايران ومحور المقاومة لاميركا والعدو الاسرائيلي ان اي اعتداء لا يمكن القبول به وان اي عدوان سيقابل برد، فيما بدأت الاوساط الاميركية والصهيونية دراسة حجم وشكل الرد وقوة ودقة الصواريخ التي تعتبر عاملا ردعيا للاعداء رغم كونها جزءا بسيطا مما تملكه ايران من قدرات متنوعة.

علي يحيىوحول الاحداث الاخيرة قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون العراقية علي يحيى إن “الأمور تدحرجت بشكل دراماتيكي باغتيال قائد أوركسترا حركات المقاومة في الاقليم قاسم سليماني والقائد الفعلي للحشد الشعبي أبو مهدي المهندس”، وتابع “هذه الجريمة ستحوّل مجرى الأحداث في المنطقة من الزاوية العراقية خاصة كون المستهدف هو العراق وقراره السيادي وأبرز نقاط قوته وهي الحشد الشعبي وقواعده وقائده الفعلي”.

واعتبر يحيى في حديث لموقع “قناة المنار” ان “استهداف قاسم سليماني نفسه كان بدرجة كبيرة (لو أخذنا بالاعتبار المكان واللحظة) كان للبعد العراقي حضور كبير من خلال شخصيته وشبكة علاقاته العراقية وديناميكيته وحتى التقاطع الأمريكي الاسرائيلي المزدوج في الاستهداف”، ولفت الى ان “قائد أركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي أعطى قبل اسبوعين في مؤتمر هرتزيليا الضوء الاخضر لاغتيال سليماني حين تحدث عن الاسباب الموجبة للعملية، حتى ولو حاولت اسرائيل النأي بنفسها عما حصل”.

الرئيس الاميركي دونالد ترامبوأشار يحيى الى أن “القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي ترامب باغتيال سليماني جاء خارج سياق سياسياته الانعزالية نحو الداخل الأمريكي”، ورأى ان “قرار ترامب كان مفاجئا لانه كان يفترض به التركيز على الاوضاع الاقتصادية في الداخل والتنافس مع الصين في المرحلة المقبلة، خاصة بعد سلسلة خطوات عبرت عن الانكفاء الاميركي عن الدخول في الرمال المتحركة للمنطقة”.

وهنا تطرح التساؤلات هل ترامب أقدم على هذه الخطوة وأمر بتنفيذ الاغتيال بدون دراسة كافية ونتيجة تهوره المعهود في القيام بالخطوات التي لا ترضي الكثيرين في الداخل الاميركي قبل غيرهم، ويمكن رصد المواقف الاميركية الرافضة لاغتيال الشهيد سليماني(سواء في الكونغرس او في الشارع) نظرا لحساسية هذه الجريمة وما بدات تؤدي اليه من عواقب وخيمة على الولايات المتحدة الاميركية، وهل سيشعر ترامب وفريقه عمله بحجم الخطيئة التي ارتكبوها بعد “عملية عين الاسد” وما سيليها من ضرب للقوات الاميركية المحتلة في المنطقة وبعد الاصرار العراقي الحاسم بضرورة خروج قوات الاحتلال من اراضيه؟

الحشد الشعبيوعن إمكانية ان نرى الرد المستمر على الجريمة الاميركية، قال يحيى إن “فصائل المقاومة العراقية وألوية الحشد الشعبي لن تقف مكتوفة الايدي خاصة ان البرلمان صوت بإلغاء الاتفاقية الامنية وضرورة خروج القوات الاميركية من العراق”، وذكر “بتجربة المقاومة التي انطلقت في العراق بعيد بدء الاحتلال الاميركي وكانت أعداد المقاومة محصورة بالمئات قبل ان تتوسع وتحضنها البيئة العراقية”، ولفت الى ان “الاوضاع تغيرت فهناك تطور كمي ونوعي في العديد والعتاد خاصة ان هذه القوى اكتسبت الكثير من الخبرات سواء نتيجة مواجهتها الاحتلال الاميركية او تنظيم داعش الارهابي”، واضاف أن “الفصائل العراقية والحشد الشعبي سيتولون إخراج القوات الأمريكية من العراق”.

أما عن المحاولات الاعلامية والسياسية الخبيثة التي تحاول التبرير للاميركي ارتكابه الجرائم بحق العراقيين ومحور المقاومة وقياداته، فهنا لا بد من التذكير بدور الاميركيين في الاحتلال والحصار ودعم الارهاب الذي طال كل المنطقة وان الاميركيين لم يأتوا الى العراق من أجل السلام ونشر الديمقراطية وإحلال الرخاء والطمأنينة، إنما هم عملوا على نشر الفوضى والفتن والخراب وسعوا كما صرح ترامب صراحة للاستيلاء على النفط العراقي، وهنا ذكر يحيى ان “الولايات المتحدة مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر ومنذ 1980 حتى اليوم عن 3 مليون و340 الف ضحية، هم ضحايا حرب الخليج الأولى بين 1980-1988، ضحايا الحصار الامريكي للعراق 1990-2001، ضحايا الأنفال 1986-1998، ضحايا الانتفاضة الشعبانية سنة 1991 والتي أحبطت نجاحها، ضحايا الغزو الأمريكي من 2003-2011، ضحايا مرحلة سقوط الموصل 2014-1017 وضحايا الاحداث التشرينية 2019″، وأكد ان “اميركا تهدف من وجودها في العراق للحفاظ على هيمنتها على ما أمكنها من الثروات الطبيعية لدول الجنوب والمضائق الاستراتيجية”.

لذلك فإن إخراج الاحتلال الاميركي من المنطقة، وهو الهدف الذي رفعه محور المقاومة للمرحلة المقبلة، سيكون ضربة قاصمة للادارة الاميركية ويشكل خسارة كبيرة لمشروعهم الذي عملوا له منذ سنين طويلة واخترعوا الحروب والفتن بهدف تثبيته.

المصدر: موقع المنار