في الرحلة الجوية الاولى بين دمشق وحلب.. مشاهدات ومعالم انتصار – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

في الرحلة الجوية الاولى بين دمشق وحلب.. مشاهدات ومعالم انتصار

حلب
خليل موسى

ليست مجرد كتل اسمنتية تتجمع في أشكال هندسية مختلفة، إنما حياة تنبض بين شوارع المدينة وفي طرقاتها الرئيسية والدولية من مداخلها كافة، تتوزع العديد من المساحات الخضراء، وكلما اقترب المشهد أكثر اتضحت المعالم بشكل اكبر، ليمر الناظر على مناطق أنهكتها الحرب، ولكن يزيّن المشهدَ قلعةٌ صمدت على مدى آلاف السنين في وجه الزمن فكيف لا تصمد ثماني سنوات أخرى، انه باختصار مشهد مدينة حلب من الطائرة التي اقلتنا في الرحلة الاولى بين مطاري دمشق وحلب بعد توقف هذا المطار لسنوات.

ما ان وصلنا إلى أرض المطار ، حتى كان الاستقبال المميز لضيوف المدينة السورية الشمالية واصلين من العاصمة ، رصدنا الكثير من معالم الفرح على وجوه دشّنت أولى الرحلات الجوية المدنية بين المطارين. الطائرة الأولى استقلّها وفد رسمي وإعلامي، قاطعاً المسافة بأربعين دقيقة بين الإقلاع من دمشق والهبوط في حلب، وهي المدينة التي صمدت ونالت شرف الانتصار، وهذا ما لا يستطيع أحد إلا الإشادة به.

إنجاز كبير جاء بعد تأمين المدينة بالكامل، حيث أن المطار تمتّع بجهوزية  فنية كبيرة رغم ما تلقاه سابقاً من قذائف خلال فترة وجود الإرهابيين في المدينة، ليخبرنا مدير عام مؤسسة الطيران المدني في سورية المهندس باسم منصور والذي عمل سابقا مديراً لمطار حلب الدولي من الفترة بين 2012 حتى 2018 أي طيلة فترة حصار المطار، ان عددا من المرات حاول فيها الإرهابيون اقتحام حرم المطار، مؤكداً بالمقابل صمود القوات المسلحة في حماية هذا الصرح الوطني الكبير، وقال منصور إن الجيش السوري سبق القائمين على إصلاح المطار في الإنجاز وحرر حلب كاملة فيما تابعت الورش الفنية عملها لإتمام ما تبقى من تجهيزات لبدء العمل على تبادل الرحلات الجوية بين حلب وباقي المناطق.

حلب ومطارها على وجه الخصوص واحد من بوابات سورية على العالم، فهو مقصد سياحي واقتصادي في آن معاً، سجل قبل الحرب على سورية نقطة تبادل بين 40 نقطة مختلفة من بلدان العالم، ويطمح القائمون على السياسة السورية ان يعود إلى سابق عهده. وهو يتسع للعديد من الرحلات في وقت واحد ويشكل نقطة مميزة في محطات السفر الجوي.

خلال جولة في أرجاء مطار حلب الدولي العائد لعمله بعد حرب، رصدنا   ما يكفي من رسائل الانتصار،  فكان النصيب الأوفر للأمل الكبير في عودة كل شيء على ما يرام، فلا يمكن لمن صمدوا طيلة هذه الفترات ورغم كل الأحداث أن يستسلموا لمصير مجهول، بددوه بسواعد الجيش وحكمة قيادة وعدت فصدقت في تحرير هذه المدينة العريقة من الإرهاب الذي ترك اثره على أرجاء المدينة، بانتظار إعادة إعمارها مجدداً.