داريا حقل ألغام كبير ومعالمها شاهدة على اجرام التكفيريين – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

داريا حقل ألغام كبير ومعالمها شاهدة على اجرام التكفيريين

كنيسة داريا: عاث المسلحون فيها خراباً
كنيسة داريا: عاث المسلحون فيها خراباً

خليل موسى –داريا

في واحدة من أصعب الجولات الصحفية، وربما كانت الأخطر، كانت الوجهة الى داريا المحررة حديثا من الإرهاب، والتي يتم العمل فيها على إزالة مخلفاته منها، وأي مخلفات هي تلك التي زرعتها المجموعات المسلحة على مدى السنوات الأربع الماضية.

وفي واقع العمل الميداني للصحافة، كثيراً ما يتجول المراسلون خلال تغطية العمليات العسكرية، حيث يرافقهم قائد عسكري، له من الخبرة في طرقات المكان، وخطورته، ما يكفي ليكون بمثابة درع أمان للصحفي، يدله على طريق لا يتعرض فيه لرصاص الاشتباكات، لكن في داريا ورغم أنها أصبحت خالية من الإرهابيين، إلا أنها ما زالت تعج بمخلفاتهم القاتلة، وباتت أخطر مما كانت خلال المعارك.

من هنا مرّ المسلحون
من هنا مرّ المسلحون

وفي جولة خاصة أجراها موقع قناة المنار برفقة العميد ايمن القائد الميداني المسؤول عن منطقة داريا ومسؤول الاستطلاع والمعلومات العسكرية في ذلك القطاع الحربي على مدار السنوات التي مرت فيها الحرب، كانت المعلومات تتدفق بشكل تواتري لتدل على أي فكر إجرامي يملكه المسلحون.

خلال الجولة وأثناء عمل وحدات الهندسة على تنظيف المكان بدا الامر ليس بالسهل أبدا، فطبيعة الألغام التي في غالبها هي ألغام مضادة للأفراد، موزعة بشكل أبدع فيه الإرهابيون بإجرامهم، حيث أنها موضوعة على الأبواب وفي الطرقات والزوايا المختلفة، كما أن العبوات الناسفة التي زرعت لا تقل فتكا عن تلك، بالإضافة إلى تفخيخ مداخل الأبنية، التي يوجد فيها متفجرات. كما لم يترك المسلحون ورائهم أيا من الأشياء القابلة للانفجار، إلا وقاموا بتفخيخها من أجل إحداث تفجيرات في المنطقة.

هنا كان العائق الأكبر أمام الجيش السوري بعد إخراج الإرهاب من داريا، حيث توجّب عليه قبل تسليم المنطقة للسلطات المدنية، إدخال وحدات الهندسة أولا للبدء بعملية التنظيف، ورغم صعوبة العمل وتعقيده، إلا أنه بدى متقناً من قِبل عناصر الهندسة في الجيش، لكن هذا العمل لا يمر من دون تضحيات اذ سقط ستة شهداء من وحدة الهندسة في الجيش نتيجة انفجار الالغام ونصف المساحة لم تنته بعد ، فيما تمكنت الوحدة الهندسية العسكرية من إبطال غالبية المفخخات.

daraya1

يقول العميد ايمن خلال الجولة ان نصف مساحة داريا تم تنظيفها، وبدت أفضل حالا بعد إزالة الموت المزروع فيها. وأفاد بأن عدد المسلحين في تلك البقعة الجغرافية كان يبلغ 700 مسلح، إضافة لحوالي 1500 مدني اتخذهم المسلحون دروعا بشرية طوال السنوات الأربعة ما أعاق عمل الجيش وتقدمه، فيما كان تعداد سكان داريا حوالي 300 ألف نسمة قبل خروجهم عند بدء الأحداث فيها. طبيعة الأبنية في داريا طابقية وأغلبها تحتوي طابقين تحت الأرض وهذا ما كان يجعل للمسلحين أيضا مكانا آمنا لاختباء من ضربات مركزة للمراكز القيادية.

يتابع القائد الميداني أثناء الإشراف العام على العمل هناك ويقول، في بداية الشهر الثالث من عام 2016 تم تقسيم المسلحين إلى قسمين أثناء شن هجومين من محورين متقابلين، الأول من الشمال إلى الجنوب والثاني من الشرق إلى الغرب، فانقسم المسلحون إلى جزئين ولم يعد أي من الجزئين قادر على التواصل مع الآخر، في بداية شهر سبعة كان الهجوم الحاسم وتم التضييق الأخير على مسلحي داريا، لم يكن أحد بإمكانه الدخول إلا المنظمات الإغاثية بالتنسيق مع الجيش والحكومة السوريين، ما أجبر المسلحين أخيرا على طلب التسوية والانسحاب، فوافقت الدولة حرصا على أرواح المدنيين في الداخل، وهذا ما أوقف العمل العسكري وتحويله إلى ما بدا تسوية كانت اليد العسكرية السورية لها الأفضلية في فرضه.

daraya2

تلك المفخخات التي تكاد لا تترك بقعة من البلدة إلا وتملأها موتاً، استطاعت أن تغطي قرابة نصف مساحة المدينة البالغ حوالي 100 كيلومتر مربع، وهي المساحة التي تشكل المدخل الغربي للعاصمة وتطل مباشرة على المناطق الحيوية لدمشق أهمها منطقة المزة. اما ابرز المجموعات المسلحة التي مرت على داريا منذ بداية في عام 2012 فيعددها العميد ايمن على الشكل التالي: “لواء الفجر” “لواء الفتح” “لواء سيف الشام”وآخرها “لواء شهداء الإسلام” .

هناك وفي قلب المدينة بانت الكنيسة التي عاث المسلحون فيها خرابا ولم يبق منها إلا ما يدل عليها وجزء من الهيكل الخارجي، إضافة إلى معالم كانت فيما مضى مقصدا لاهالي المدينة او معلما، باتت اليوم شاهدا على اجرام وحقد الجماعات التكفيرية الارهابية التي مرت من هنا .

المصدر: موقع المنار