من حيثُ احتسَبنا أُصبنا، وذَهبنا مكرهينَ الى الاقفالِ التدريجيِّ بعدَ اَن تثاقلنا بالمضيِّ بالاقفالِ الاحتياطي، فعادت كورونا لتتصدرَ ازماتِ البلدِ المصابِ بكلِّ انواعِ الازمات.
اعلنَ وزيرُ الداخليةِ اقفالَ مئةٍ واحدى عَشْرةَ قريةً وبلدةً على امتدادِ الوطنِ تفشى فيها الوباء، فيما واقعُ الحالِ المحزنُ يُظهرُ كانهُ لا قرارٌ اتُخذَ ولا مَن يَلْتَزِمُونَ ولا من يُلْزِمُون.
مرحلةٌ صعبةٌ دخلَها لبنان، وهو جزءٌ من هذا العالمِ الذي عادَ ليشهدَ بدايةَ موجةٍ جديدة، قالت منظمةُ الصحةِ العالميةُ اِنها في غايةِ الخطورة.
أميركياً، ومن حيثُ لم يَحتسب دولاند ترامب، او من حيثُ حَسَبَ مديرو حملتِه الانتخابية ، اصيبَ الرئيسُ المنكِرُ لهذا الوباءِ في بدايةِ انتشارِه والمستخفُ بهِ في ذِروةِ فتكِه، اصيبَ وزوجتَه وحملتَه الانتخابيةَ والحالةَ السياسيةَ الاميركيةَ ومعهم العديد من البورصاتِ العالميةِ واسواق النفط.
خبرٌ اربكَ حلفاءَ ترامب وخصومَه الانتخابِيِّين في آن، فتمايلت التعليقاتُ بينَ التشكيكِ باصلِ الاصابةِ التي أُعْلِنَ عنها لغاياتٍ انتخابيةٍ عبرَ استثارةِ العواطفِ والغاءِ المناظراتِ كما قالوا، وبينَ من راى انها ضربةٌ قاسيةٌ لمن استخفّ بهذا الوباء – اي دونالد ترامب وفريقِه – الذي سيصابُ سياسياً من هذه الاصابةِ الوبائية.
بالعودةِ الى الاوبئةِ اللبنانيةِ فانَ الدولارَ عادَ الى الارتفاع ِ برعايةِ مَن يُشيعُ قراراتِ رفعِ الدعمِ عن الادويةِ والسلعِ الاساسية. اما اسسُ ترسيمِ الحدودِ معَ فلسطينَ المحتلةِ والتي اعلنَ الرئيسُ نبيه بري اتفاقَ الاطارِ حولَها، فقد أَطَّرَها بعضُ المتربصينَ بعنوانِ التفاوضِ مع العدو، ولهؤلاءِ الحاقدين والمتذاكين الذين يريدونَ الاستثمارَ بكلِّ شيءٍ للتصويبِ على المقاومةِ واهلِها:
اِنَ ما جرى ما كانَ ليكونَ لولا قوةُ لبنانَ المتمثلةُ بمقاومتِه وجيشِه وشعبِه الذين فَرضوا على المحتلِّ الرضوخَ للشروطِ اللبنانيةِ رغمَ كلِّ محاولاتِ الضغطِ والتهديدِ والوعيدِ الاميركية، واِنَ هذا العدوَ المختبئَ خلفَ الحدودِ لن يرى من اللبنانيين الا كلَ العداءِ والعملَ على انتزاعِ الحقوقِ في البرِّ والبحرِ حتى آخرِ حبةِ ترابٍ او قطرةِ ماء او نفط.
ولهؤلاءِ المتربصين، اِنَ مقاومةً اسَّسَها الامامُ السيد موسى الصدر لا تذهبُ بارجلِها لتفاوضَ العدو، انما تذهبُ بسواعدِ مجاهديها لانتزاعِ الحقوقِ وصونِ الحدود، وستدخلُ فلسطينَ لملاقاةِ اهلِها عندَ اسوارِ القدس. يرونَه بعيداً ونراهُ قريبا.
المصدر: قناة المنار