أزمة وجدال بين العلماء والمسؤولين في أوروبا بسبب لقاحات كورونا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

أزمة وجدال بين العلماء والمسؤولين في أوروبا بسبب لقاحات كورونا

بدأت ألمانيا دراسة ما إذا كانت ستسمح بتأجيل إعطاء جرعة ثانية من لقاح “كوفيد 19” الذي انتجته شركتا “فايزر” و”بيو إن تك” لتحقيق استفادة أوسع بالجرعات النادرة المتوافرة حتى الآن.
في برلين، تسعى وزارة الصحة للحصول على رأي لجنة تطعيم مستقلة بشأن ما إذا كانت ستؤجل الجرعة الثانية لما بعد الحد الأقصى الحالي البالغ 42 يوما، وفقا لوثيقة اطلعت عليها “رويترز”.
جاءت هذه الخطوة وسط انتقادات لوزير الصحة ينس سبان – بما في ذلك من حلفائه السياسيين المحافظين – لأن ألمانيا فشلت في شراء لقاحات كافية وأنها بطيئة للغاية في تكثيف حملتها الوطنية للتطعيم.
أخبر سبان حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في اجتماع مغلق، اليوم، أنه
يأمل في تقديم التطعيمات بحلول هذا الصيف للجميع في ألمانيا، بمجرد أن تحصل اللقاحات على موافقة الجهات التنظيمية، وفقا لمصادر حضرت اللقاء.
رحب بعض خبراء الصحة الألمان بخطوة بريطانيا لتأجيل إعطاء جرعة ثانية من اللقاح، والتي تأتي في الوقت الذي تحاول فيه الحكومات توفير الحماية ضد فيروس كورونا لأكبر عدد ممكن من الناس من خلال إعطائهم جرعة واحدة وتأخير ثانية.
قال ليف إريك ساندر، رئيس فريق أبحاث اللقاحات في مستشفى شاريتيه في برلين: “في ضوء الندرة الحالية للقاحات والأعداد الكبيرة جدا من الإصابات والحالات داخل المستشفيات، فإن الإستراتيجية التي يتم فيها تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أقرب وقت، قد تكون أكثر فعالية”.
ومع ذلك، أشارت شركتا “فايزر” و”بيو إن تك” في بيان مشترك إلى نقص البيانات التجريبية لدعم تأخير الجرعة الثانية، وقالتا: “لا توجد بيانات تثبت أن حماية الجرعة الأولى تستمر بعد 21 يوما”.
وأضافتا: “لم يتم تقييم سلامة وفعالية اللقاح في جداول جرعات مختلفة حيث أن غالبية المشاركين في التجربة تلقوا الجرعة الثانية في الإطار الزمني المحددة في الدراسة”. في إشارة إلى جرعة أولية وأخرى مُعززة تم إعطاؤها للمتطوعين بعد 3 أسابيع.
قالت وكالة الأدوية الأوروبية، اليوم، إنه يجب احترام الفترة الزمنية القصوى البالغة 42 يوما بين الجرعة الأولى والثانية من لقاح “فايزر/ بيو إن تك” للحصول على الحماية الكاملة.
وأضافت أن الدليل على فعالية اللقاح يستند إلى دراسة تم فيها إعطاء الجرعات بفارق 19 إلى 42 يوما، مشيرة إلى أن الحماية الكاملة تأتي بعد سبعة أيام فقط من الجرعة المعززة.
وتابعت:
أي تغيير في هذا الأمر سيتطلب تغييرا في ترخيص التسويق بالإضافة إلى المزيد من البيانات السريرية لدعم مثل هذا التغيير، وإلا فسيتم اعتباره استخداما دون تصريح.
وفقا لآخر تحديث يومي من معهد روبرت كوخ، قامت ألمانيا بتطعيم حوالي 239 ألف شخص منذ بدء حملتها في 27 ديسمبر/ كانون الأول – أقل بكثير من 1.3 مليون جرعة تم تسليمها للبلاد بحلول نهاية عام 2020.
على سبيل المقارنة، قال وزير الصحة البريطانية، مات هانكوك، إن بلاده قامت بإعطاء أكثر من مليون جرعة من لقاح لفيروس “كوفيد –19” للمواطنين حتى الآن، أي أكثر من بقية أوروبا مجتمعة.
على جانب آخر، قال سورين بروستروم، رئيس هيئة الصحة الدنماركية، لوكالة أنباء “ريتزو” الإخبارية المحلية، الاثنين، بعد فحص بيانات اللقاح، إن هيئة الصحة الدنماركية ستسمح بالانتظار لمدة تصل إلى ستة أسابيع قبل إعطاء جرعة ثانية.
لكن بروستروم قال إنه يجب اتباع الإرشادات الأصلية للانتظار ثلاثة إلى أربعة أسابيع فقط كلما أمكن ذلك. وأضاف بروستروم: “إذا مّت أكثر من 6 أسابيع، لا يمكننا رؤية الدليل العلمي على أنك محمي بشكل مؤكد. لذلك لا يمكننا التوصية بذلك”.
في حين لم يتم اختبار الفاصل الزمني الأطول بين الجرعات في التجارب السريرية، قال بعض العلماء إنها خطة معقولة بالنظر إلى الظروف الاستثنائية.
وقالت وثيقة وزارة الصحة الألمانية إن موافقة الاتحاد الأوروبي على لقاح “مودرنا”، المتوقعة هذا الأسبوع، ستضيف 1.5 مليون جرعة أخرى من الإمدادات في الأسابيع المقبلة.

المصدر: سبوتنيك