الصحافة اليوم 27-7-2021 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 27-7-2021

الصحافة اليوم

ركزت افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 27 تموز 2021، على تكليف نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة اللبنانية، حيث ابدت كل القوى المعنية بالمشاركة في مجلس الوزراء، بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر  إيجابية غير مسبوقة للتعاون، واليوم تبدأ استشارات التأليف في مجلس النواب، لتفتح مسار تشكيل الحكومة التي يضغط الفرنسيون لإنجازها في وقت قياسيّ.

الاخبار

تبادل رسائل إيجابية بين عون وباسيل والرئيس المكلّف | ميقاتي: أولوياتي الدواء والمحروقات والكهرباء

جريدة الاخباربعد 9 أشهر من التعطيل، ذللت الأزمة الحكومية بتكليف نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة. كل القوى المعنية بالمشاركة في مجلس الوزراء، بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، أبدوا إيجابية غير مسبوقة للتعاون، لكن مع حذر من أن يكون ما يُفصّله ميقاتي ليس سوى تعطيل حريري آخر بمباركة فرنسية. واليوم تبدأ استشارات التأليف في مجلس النواب، لتفتح مسار تشكيل الحكومة التي يضغط الفرنسيون لإنجازها في وقت قياسيّ.

لم يخرج مسار تكليف نجيب ميقاتي كرئيس للحكومة عن المسار المرسوم له، فحصد 72 صوتًا من الكتل التي سبق لها أن أعلنت اعتزامها تسميته (حركة أمل، تيار المستقبل، حزب الله، التقدمي الاشتراكي، الحزب السوري القومي الاجتماعي (جناح حردان)، كتلة ميقاتي، تيار المردة، وكل من النواب جهاد الصمد، جان طالوزيان، ميشال ضاهر، إدي دمرجيان، عبد الرحيم مراد، عدنان طرابلسي، إيلي الفرزلي وتمام سلام)، لـ«ينجح» بفارق 7 أصوات إضافية عن الاصوات التي نالها رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري عند تكليفه.

على أن تبدأ استشارات التأليف اليوم في مجلس النواب، فيما التزمت كتلتا التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية قراريهما بعدم تسمية أحد، الى جانب كتلة ضمانة الجبل (غاب النائب طلال أرسلان) والطاشناق وكل من فيصل كرامي، الوليد سكرية، أسامة سعد، شامل روكز، جميل السيد، وحصل السفير نواف سلام على صوت واحد من النائب فؤاد مخزومي. وخلافاً للتصريحات والشعارات الهجومية على ميقاتي على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل نواب ومسؤولين وناشطين عونيين، كانت أجواء بعبدا إيجابية يوم أمس، فقابلها ميقاتي بإيجابية أكبر. وأكدت مصادر بعبدا أن عون توافق مع رئيس الحكومة المُكلّف على الاسراع في تشكيل الحكومة من دون الدخول في تفاصيل توزيع الحقائب أو تفاصيل أخرى. ونفت المصادر وجود «أي خلافات حول حقيبة معينة، فالبحث لم يتطرق الى هذه المسألة، لكن ثمة أجواء متعمدة للإساءة الى عملية التأليف والتسويق لنقاط خلافية بين الرئيسين غير موجودة».

على مقلب التيار العوني الذي لم يصوّت لصالح ميقاتي من منطلق «التجربة السابقة غير المشجّعة»، كما قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إن أي قرار لم يُتّخذ بعد بخصوص إعطاء الثقة أو حجبها. وقالت مصادر مقرّبة من باسيل إن «ثمة إيجابية حقيقية تم لمسها من خلال رغبة ميقاتي في التعاون ونيته التسهيل لا العرقلة، بخلاف ما دأب عليه الحريري».

بناءً عليه، «إذا كان البرنامج وشكل الحكومة جيدين، فسيمنح التيار ثقته لميقاتي». ذلك لا يحجب «الشكوك التي ما زالت ماثلة عند باسيل من وجود مكيدة ما تُحضّر لفريقه من تحت الطاولة، وهو ينتظر ليرى كيف سيتصرف الرئيس الجديد والطريقة التي سيتعامل بها خلال التأليف، عندها يتخذ قرار جدّياً بالتعاون أو المواجهة». وحتى الساعة، كل تصريحات ميقاتي واجتماعاته تقود الى رغبة في التعاون، بدءاً بما عبّر عنه لدى اجتماعه برئيس الجمهورية، حيث أعرب عن استعداده للتعاون والتوافق «لتشكيل الحكومة المطلوبة التي ستنفذ المبادرة الفرنسية لمصلحة لبنان والاقتصاد اللبناني كي ننشل البلد من الانهيار»، مؤكداً أن لديه الضمانات الخارجية المطلوبة للخروج من الأزمة.

هل سيقترح ميقاتي استخدام الأموال الآتية من صندوق النقد للاستثمار في إنتاج الكهرباء؟

وفي الغرف المغلقة، يؤكد ميقاتي أنه في حال تمكنه من تأليف حكومة، فإن أولوياتها ستكون في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية هي «ضمان حصول اللبنانيين على الدواء والمحروقات والكهرباء». وأشار أعضاء في فريق عمله إلى نيته طرح فكرة استخدام مبلغ الـ900 مليون دولار التي سيحصل عليها لبنان من صندوق النقد الدولي (ضمن ما يُعرف بآلية «حقوق السحب الخاصة») لبناء معملين للكهرباء في دير عمار والزهراني، بما يغطي كامل حاجة لبنان للكهرباء حالياً. وإضافة إلى ذلك، يعوّل ميقاتي على الزخم الدولي الذي وُعِد به، من أجل ضمان تطبيق اتفاقية استيراد الغاز من مصر، ما يؤدي إلى خفض فاتورة الكهرباء وضمان استمرار الانتاج. إلا أن ميقاتي أوضح أنه سيدرس مع صندوق النقد الدولي، ومع خبراء اقتصاديين، السبل الأفضل لاستخدام الاموال المخصصة للبنان، علماً بأنه لا يتحدّث عن إمكان التوصل إلى اتفاق برنامج مع صندوق النقد، بل عن «التفاوض مع الصندوق بهدف تحضير الأرضية لاتفاق معه». وفي المقابل، يحذّر سياسيون من الإفراط في التفاؤل بإمكان حل أزمة الكهرباء في غضون أشهر، رغم أن دولاً كثيرة تمكّنت من ذلك في أقل من عام واحد.
من جانبها، لم تنتظر فرنسا طويلاً قبل إصدار «أمر اليوم» للبنان، فأشارت المتحدثة باسم الخارجية إلى أن «فرنسا أخذت علماً بتكليف ميقاتي لرئاسة الحكومة، يبقى الأمر المُلح تشكيل حكومة ذات كفاءة وقادرة على تنفيذ الاصلاحات التي لا غنى عنها لنهوض البلاد، وهو ما يتوقعه كل اللبنانيين». ولم تجد الخارجية الفرنسية حرجاً في دعوة «جميع القادة اللبنانيين إلى التحرك في هذا الاتجاه في أسرع ما يمكن، وتشارك مسؤولياتهم». كذلك أتى «أمر» آخر من الاتحاد الاوروبي الذي أبلغ لبنان «ضرورة تشكيل حكومة ذات مصداقية وتخضع للمحاسبة من دون تأخير».

اللواء

ميقاتي يلتقط كرة النار.. والتأليف رهن الإلتزام بـ«ضمانات التكليف»!
مفارقات التسمية تكشف المستور..وتلاعب بالدولار للهروب من تخفيض أسعار السلع

صحيفة اللواءالتقط الرئيس نجيب ميقاتي «كرة النار» وخرج من قصر بعبدا بثقة 72 نائباً، ورهان، لا خلاف عليه، حول الحاجة إلى حكومة يتمكن رئيس كتلة الوسط النيابية، وعضو نادي رؤساء الحكومات، من تأليفها على وجه السرعة، لتضطلع بأكبر مهمة في تاريخ لبنان ما بعد الطائف، وما بعد الـ2005: وقف انهيار البلد، وإعادة الثقة به وطناً ودوراً واعادته إلى مكانته على الساحتين العربية والدولية.

تمت الخطوة الأولى، بنجاح (أي التكليف) على الرغم من امتناع حزب العهد، تكتل لبنان القوي عن التسمية، مع ربط نزاع مع الرئيس ميقاتي، واعداً بـ«منح الثقة» في المجلس النيابي في ضوء البيان الوزاري..

فعلى مدى ما لا يقل عن 6 ساعات (من العاشرة والنصف صباحاً إلى الخامسة) أجرى الرئيس ميشال عون الاستشارات النيابية الملزمة والتي أفضت إلى تسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة بأغلبية 72 صوتاً، وحصول السفير نواف سلام على صوت واحد، وامتناع 42 نائباً عن التسمية، وغياب 3 نواب.

وبصرف النظر عن امتناع تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل، وتكتل الجمهورية القوية الذي يمثل «القوات اللبنانية»، فإن المشهد، بات مؤاتياً لالتقاط فرصة التأليف.

وعلى قاعدة «خير الكلام ما قل ودل»، حدّد ميقاتي عناوين مهمته: فهو يلتقط المهمة «للحد من النار» وان التعاون مع الرئيس عون موضع تأكد، وان الحكومة ستشكل «لتنفيذ المبادرة الفرنسية، والتي هي لمصلحة لبنان والاقتصاد اللبناني وانهاضه».

تجاوز الرئيس المكلف مسألة الامتناع عن التسمية، معترفاً بصعوبة المهمة و«قرار الاقدام على وقف تمدد الحريق» بتعاون الجميع، معتبراً ان ثقة النّاس هي الأساس، وهو لا يمتلك على حدّ تعبيره عصا سحرية، معرباً عن اطمئنانه إلى التعاون مع عون فأنا «منذ فترة ادرس الموضوع، ولو لم تكن لدي الضمانات الخارجية المطلوبة لما اقدمت».

فرصة متاحة لتأليف الحكومة التي هناك إجماع حول ضرورتها لوقف الانهيار، وبناء خارطة طريق للخروج من الأزمة القاتلة.

وعليه، وصل الرئيس ميقاتي إلى بعبدا، وعلى الفور انضم إلى اللقاء الذي كان منعقداً بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي نبيه برّي.

في الاجتماع أبلغ ميقاتي ان مرسوم تكليفه رئاسة الحكومة قيد الاعداد، انطلاقاً من حصيلة الاستشارات، وسط نوايا طيبة بالتعاون حول الخطوة التالية وهي تأليف الحكومة..

إذ اعتبر الرئيس برّي لدى مغادرته بعبدا ان «العبرة في التأليف».

وعلمت «اللواء» ان اللقاء الرئاسي الثلاثي بعد استشارات التكليف ساده مناخ يتصل يالاستعجال في تأليف الحكومة. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان هناك سلسلة مؤشرات برزت بشأن هذا المناخ انطلاقا من كلام رئيس الجمهورية حول قدرة الرئيس ميقاتي على تدوير الزوايا وكلام ميقاتي عن الضمانات الخارجية والتعاون مشيرة إلى أنه في حال سار مسار التأليف على ما يرام فإن التأليف لن يستغرق أياما نافية أن يكون هناك مهلة شهر.
وقالت أنه لا بد من التوقف عند موقف كتلة الوفاء للمقاومة.

وكشفت مصادر مطلعة على موقف بعبدا ان الرئيس عون توافق مع الرئيس ميقاتي على الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، لكنهما لم يدخلا بعد في تفاصيل تركيبة الحكومة او توزيع الحقائب او اية مسائل اخرى مرتبطة بآلية التأليف. واكدت هذه المصادر ان كل ما تردد عن وجود خلافات حول هذه الحقيبة او تلك لا أساس له لاسيما وان البحث في تركيبة الحكومة لم يبدأ بعد بين الرئيسين عون وميقاتي، لافتة الى ان الهدف من بث مثل هذه الشائعات احداث جدل متعمد للاساءة الى عملية التأليف واختلاق نقاط خلافية بين الرئيسين تسيء الى مسار تشكيل الحكومة. وشددت المصادر على ان مقاربة مسألة تشكيل الحكومة سترتكز على ما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي يمر بها الوطن، وان التعاون بين الرئيسين عون وميقاتي كفيل بالوصول الى هذا الهدف ضمن الاصول والقواعد الدستورية المعروفة. ودعت المصادر الى عدم الاسترسال في نشر معلومات مغلوطة حول التأليف لاسيما وان البحث فيها لم يدخل بعد في التفاصيل المتعلقة بها.

وعلمت «اللواء» ان ميقاتي كان إيجابياً في لقائه مع الرئيس عون بعدالتكليف، ووعد بالعمل على تسريع تشكيل الحكومة بالتعاون معه فور انتهاء مشاوراته مع الكتل النيابية، كما كان مع جبران باسيل يوم السبت الماضي، ودعاه الى التعاون لإنقاذ البلد حتى لولم تتم تسميته من قبل نواب التيار. فيما كان موقف باسيل ان منح الحكومة مرتبط بتشكيلتها وبرنامجها. وتمنى عليه التواصل مع كل الاطراف بإستمرار لامقاطعتها والتفرد بالتشكيل حتى يتم تسهيل مهمته.

وفي الإجراءات الروتينية، زار الرئيس ميقاتي رؤساء الحكومات السابقين واستهلها من بيت الوسط، حيث التقى الرئيس سعد الحريري، ثم الرؤساء فؤاد السنيورة، وتمام سلام، وحسان دياب كما أجرى اتصالاً بعائلة الرئيس سليم الحص مطمئناً إلى صحته.

استشارات التأليف

وبدءاً من الساعة 11.30 من قبل ظهر اليوم، في ساحة النجمة، يباشر الرئيس ميقاتي استشارات التأليف بلقاء مع الرئيس برّي، يليه آخر مع الرئيس الحريري، فسلام فنائب رئيس المجلس النيابي، ايلي الفرزلي، ثم الكتل تباعاً: كتلة التنمية والتحرير، فكتلة تيّار المستقبل، ولبنان القوي، والوفاء للمقاومة، واللقاء الديمقراطي، والجمهورية القوية، على ان تنتهي عند الثانية و50 دقيقة بعد الظهر، بلقاء النائب جميل السيّد، من ضمن 9 نواب مستقلين.

وتهدف الاستشارات لاستمزاج رأي الكتل في تشكيل الحكومة وسط أجواء من ان «معركة» التأليف التي بدأت تتردد سلفاً اصداء صعوبتها برغم التطمينات، لا سيما وأن ميقاتي لن يخرج عن ثوابت رؤساء الحكومات السابقين في التأليف، بينما اوحت مواقف التيار الوطني الحر انه لن يكون متساهلاً ما لم يكن للرئيس عون رأي آخر بالتسهيل.

مفارقات التسمية

اذاً، حصل الرئيس ميقاتي على ما كان متوقعا من اصوات من الكتل الرئيسية بينهم اصوات نواب حزب الله، تؤهله لتشكيل حكومة جديدة، بينما لم يُسمه 42 نائباً بينهم للمفارقة نواب حزب الطاشناق الارمني، بينما انقسم نواب اللقاء التشاوري الاربعة بين من سمّى ميقاتي وهما عبد الرحيم مراد وعدنان طرابلسي ومن لم يُسمِّ احداً وهما فيصل كرامي والوليد سكرية المحسوب من كتلة حزب الله لكنه لم يحضر الاستشارات معها. مقابل صوت واحد هو النائب فؤاد مخزومي للسفير نواف سلام. بينما لم تسمِ كتلة التيار الوطني الحر احداً كما كان متوقعاً، وكذلك كتلة القوات اللبنانية. اماباقي الكتل والنواب المستقلين فقد صوتوا كما كان متوقعا بين مؤيد لميقاتي ومعارض. وقاطع الاستشارات ثلاثة نواب.

وذكرت بعض المعلومات ان سبب عدم تسمية كتلة الطاشناق لميقاتي يعود الى خلاف حول تمثيل الكتلة في الحكومة، هل يكون من ضمن الحصة المسيحية لرئيس الجمهورية ام خارجها. لكن لم يتاكد ذلك من مصدر موثوق به.

وبررت معظم الكتل التي سمت ميقاتي تسميته بضرورة تفادي الفراغ في المؤسسات والحاجة الى اي حكومة تنقذ البلد مماهو فيه. والكتل النيابية التي سمّت ميقاتي، هي: «المستقبل»، «الوفاء للمقاومة»، «اللقاء الديمقراطي»، «التنمية والتحرير»، «القومية الإجتماعية»، «الوسط المستقل»، «التكتل الوطني»، وكلاً من النواب: تمام سلام، جهاد الصمد، جان طالوزيان، ميشال ضاهر، إدي دمرجيان، عبدالرحيم مراد، عدنان طرابلسي، وإيلي الفرزلي.

مواقف الكتل

وكان الحريري قد سمّى ميقاتي في الاستشارات، وقال من بعبدا: امام البلد اليوم فرصة والجميع يرى ما تشهده الليرة من تحسن وهذا المهم. سميت الرئيس ميقاتي على أساس ان يتابع المسار الدستوري الذي اتفقنا عليه في بيت الوسط، وان شاء الله يتم تكليفه وتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، ولا يجب ان نتوقف عند الصغائر فالبلد بحاجة لحكومة.

اما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعدفقال بعد الاستشارات: على مدى عام مضى، وبالتحديد منذ استقالة حكومة دولة الرئيس حسان دياب بتاريخ 10 أب 2020، وكتلة الوفاء للمقاومة ترى وجوب تشكيل حكومة في البلاد، لأنها المعبر الالزامي والمدخل الضروري لمعالجة الازمات.

واليوم، مع ظهور مؤشرات تلمح الى إمكانية تشكيل حكومة، «ما منعرف، بتظبط او ما بتظبط»، فإن من الطبيعي جدا ان تؤيد الكتلة وتشجع وتعزز هذه الامكانية. ومن هنا جاءت اليوم تسميتنا الرئيس نجيب ميقاتي كرئيس مكلف لتعكس جدية التزامنا بأولوية تشكيل حكومة، ولنتقصد أيضا إعطاء جرعة إضافية لتسهيل مهمة التأليف.

اما كتلة اللقاء التشاوري فقد اعلن بأسمها النائب سكرية «مرشحنا المبدئي هو فيصل كرامي، ولكن امام حاجة البلد الى حكومة نأمل ان تكون انقاذية لأنقاذ البلد وانتشاله من الوضع السيّئ الذي يمر به، قررنا ان نمد اليد ونظهر حسن النوايا للتعاون لمحاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه.

رئيس كتلة الارمن هاغوب بقرادونيان عن سبب عدم تسمية ميقاتي قال: نحن نتمنى للرئيس ميقاتي كل التوفيق وندعو الى تشكيل حكومة بعيداً عن طروحات كبيرة او تسميات قد تعرقل تشكيلها مع مرور الزمن. نحن بحاجة لحكومة انقاذ بكل معنى الكلمة وليس فقط حكومة انتخابات، لا بل وبالأخص، حكومة إصلاحات وضرب الفساد وإعادة الأموال المنهوبة والتحقيق الجنائي والمضي قدماً لتحقيق العدالة بموضوع انفجار المرفأ.

وقيل له: ان موقف الكتلة يضعف الغطاء المسيحي للرئيس ميقاتي، فأجاب: في المرة السابقة قمنا بتقوية الغطاء المسيحي.

وقال النائب جبران باسيل رئيس تكتل لبنان القوي: في ظل عدم ترشح فيصل كرامي، وعدم الاستمرار بتسمية السفير السابق نواف سلام الذي كان لنا توجه حقيقي للسير فيه، وبظل بقاء مرشح جدي وحيد هو ميقاتي، قررنا ان لا نسمي احدا بسبب تجربة سابقة غير مشجعة.

وأضاف: نتمنى التوفيق لرئيس الحكومة الذي سيكلف وان يتم تصحيح رأينا بالممارسة ونتمنى التأليف السريع وسنكون داعمين ومساعدين.

النائب جورج عدوان تحدث بأسم كتلة القوات فقال: سأعيد امامكم الكلام الحرفي الذي قلته لفخامة الرئيس. نحن كتكتل الجمهورية القوية لن نسمّي أحدا ليتكلّف بتأليف الحكومة، لأننا نعتبر انه يجب ان نكون صادقين مع الناس ومع انفسنا.

دريان يبارك

وبارك مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة، مؤكدا أن «دار الفتوى تدعم وتؤيد كل ما ينقذ لبنان من أزمته السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتنعكس إيجابا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف عذاباتهم، والرئيس ميقاتي العضو الطبيعي في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى هو من الرجال الذين يؤمل منهم الكثير في وضع حد للإنهيار الذي يعاني منه لبنان واللبنانيون وهو رجل دولة ومؤسسات بامتياز».

ودعا دريان في بيان، القوى السياسية الى»التعاون مع ميقاتي ومساعدته وتسهيل مهمته لتشكيل حكومة تلتزم بوثيقة الوفاق الوطني التي أجمع عليها اللبنانيون وتعزيز دور الدولة ومؤسساتها».

دولياً، دعت فرنسا التي أخذت علماً بتكليف ميقاتي بلسان المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إلى تشكيل حكومة كفوءة قادرة على تنفيذ الإصلاحات لا غنى عنها للنهوض بالبلاد.

بالتزامن يزور وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة كريستين لافارد لبنان، وقد التقى الرئيسين عون والحريري والنائب السابق وليد جنبلاط.

وافيد أن زيارة الوفد الفرنسي إلى بيروت تأتي في إطار استطلاع الأوضاع وهي كانت مقررة سابقا ولفتت مصادر مطلعة الى انه في خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية استفسر الوفد عن موضوع الحكومة وابدى الاستعداد للوقوف إلى جانب لبنان وتقديم أي مساعدة.

وطالب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي الساسة اللبنانيين للاضطلاع بمسؤولياتهم معلناً عن استعداده لمساعدة اللبنانيين.

الأزمات

وعلى الرغم من التكليف، والأجواء التي رافقت هذه الخطوة، والسعي الحثيث والسريع نحو التأليف، بقيت الأزمات اللبنانية ضاغطة، ففيما اقدم مواطن طرابلسي على محاولة إحراق نفسه، بقيت طوابير البنزين تشاهد في بيروت والمناطق، على الرغم من التبشير بحلحلة بدءاً من اليوم.

ولم تتراجع حدة انقطاع الكهرباء، والتي زادها الطين بلة، فقدان مادة المازوت من محطات التوزيع، ورواج تجارتها في السوق السوداء بكميات كبيرة، الأمر الذي زاد من أعباء المواطنين، مع طلبات أصحاب المولدات بزيادة التعرفة والاشتراك.

وفي الإطار أعلن مدير عام هيئة أوجيرو عماد كريدية عن اتجاه جدي لرفع تعرفة الخدمات على أساس دولار 3900 ليرة، وليس 1507 ليرات.

وربط خبراء اقتصاديون بين عودة الدولار للارتفاع والمطالبة بتخفيض أسعار السلع المرتبطة بالدولار، كمحاولة من أصحاب السوبرماركات ومستوردي المواد الغذائية التنصل من المطالبة بالعودة إلى أصل التسعيرة بالدولار، وتخفيض أسعار السلع بالنسبة نفسها.

555643 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 341 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالتي وفاة خلال الـ48 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 555643 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

البناء

ميقاتي بـ 72 صوتاً رئيساً مكلَّفاً والأسبوع الأول سيتكفل بتظهير فرص التأليف

الاستشارات مع الكتل النيابية اليوم… وحردان: الأولوية لوجود حكومة تتحمل المسؤولية

مصادر فرنسيّة تؤكد الدعم السعوديّ والفرص العالية لتشكيل حكومة تتجاوز العقد

كتب المحرّر السياسيّ

جريدة البناءلم يكن متوقعاً أن ينال الرئيس نجيب ميقاتي تسمية الذين لم يسمّوه، خصوصاً أنهم لم يقوموا بتسمية سواه، في إشارة سبق لرئيس التيار الوطني الحر ان اعتبر مثيلتها في حالة استشارات تسمية الرئيس سعد الحريري رسالة إيجابية لجهة عدم الطعن بميثاقيّة التكليف، فالتكتلان المسيحيان الكبيران، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، باتا أسيري مواقف وسقوف تجعل مشاركة أي منهما في تسمية ميقاتي خسارة لا يستطيع تحمل نتائجها، ووفقاً لمصدر تابع الاستشارات النيابية والمشاورات التي سبقتها، فإن التيار محكوم بتاريخ من التجاذبات مع الرئيس ميقاتي، كان آخرها الاتهامات المتبادلة حول صفقة بواخر الكهرباء، وتسمية ميقاتي من بين رؤساء الحكومات السابقين ووفقاً لثوابتهم تشكل سبباً كافياً لتعقيد التسمية، هذا عدا عن أن التيار وضع سقفاً للتسمية يخاطب به شارعه، بحيث لا يمكن لميقاتي أن ينسجم مع المواصفات التي التزم بها التيار منذ مدة، بينما القوات أسيرة دعوتها للإنتخابات المبكرة، بصورة جعلتها هامشية في الحياة النيابية حتى موعد الانتخابات النيابية، وباستثناء هاتين الكتلتين وما تمثلانه من حجم نيابي يضم 35 نائباً، يشكل ما ناله ميقاتي في التسمية رقماً عالياً، خصوصاً أن كتلة الوفاء للمقاومة تدخل للمرة الأولى نادي التسمية لمرشح من نادي رؤساء الحكومات السابقين، وهو ما لم ينله الرئيس الحريري رغم تبني حزب الله لترشيحه وتسهيله مهمة التأليف، بينما كان موقف الكتلة القومية التي سمّت ميقاتي أيضاً، كما عبّرعنه رئيسها النائب أسعد حردان قائماً على اعتبار أن الأولوية هي لوجود حكومة تتحمل المسؤولية، في وضع يهدد بالانهيار الشامل.

رغم الحذر الذي تبديه المصادر المواكبة للمسار الحكومي في إبداء التفاؤل، إلا أنها تلفت لاعتبار الأسبوع الأول كافياً لمعرفة اتجاه الرياح، وهو اتجاه يبدو مشجعاً مما تجمع من معطيات لدى المصادر حول مواقف رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وسعيهما للتعاون، وشعورهما بخطورة الفشل، سواء بانعكاسه على البلد وأوضاع الناس وصولاً لحد الانهيار الشامل، أو بما سيترتب عليه سياسياً من تبعات تطال من سيتحمل مسؤولية التعطيل، وهو ما كان مفهوماً في حالة الرئيس الحريري في ظل معرفة الجميع في الداخل والخارج ان العقدة الرئيسية تتأتى من رفض السعودية وولي عهدها التعاون معه، وإبلاغها للمعنيين بان التمسك ببقائه وتسهيل مهمته سيشكل نوعاً من التحدي للسعودية، وهذا غير وارد في حالة ميقاتي، الذي تؤكد مصادر فرنسية ان باريس أكملت عدة التجهيز اللازمة لإقلاع مركبه الحكومي، بالتنسيق مع واشنطن والرياض، وانها وفرت ما مجموعه ثلاثة مليارت دولار سيتمّ ضخها على مراحل حتى موعد الانتخابات النيابية، موزعة على ثلاثة أثلاث، ثلث من قروض مدورة من البنك الدولي وثلث مساعدات عاجلة لمنع الانهيار من صندوق النقد الدولي، وثلث من مساهمات الدول المانحة التي سيجمعها الرئيس الفرنسي بعد تشكيل الحكومة طلباً لمليار دولار.

الرئيس المكلف الذي يبدأ اليوم الاستشارات مع الكتل النيابية، ويتوجه إلى بعبدا بعد نهايتها لجوجلة النتائج مع رئيس الجمهورية ومناقشة المخطط التوجيهي لتشكيل الحكومة انطلاقاً من مسودة الـ 24 وزيراً، يفضل وفقاً للمصادر المتابعة عدم التقيد بتلك المسودة مع موافقته على رقم الـ 24، منعاً لحدوث مطابقة بالتفاصيل مع ما قبله وما رفضه الرئيس الحريري وتقييد حركته بضوابط يفضل التحرر منها دون التفريط بصلاحيات رئيس الحكومة، ولكن لتسهيل الحركة والمناورة عليه وعلى رئيس الجمهورية لتقديم تنازلات متبادلة تتيح تسريع تشكيل الحكومة.

تقول المصادر إن ميقاتي سيعرض على رئيس الجمهورية سلة توزيع للحقائب على الطوائف والمرجعيات السياسية ضمنها، تتضمن فرص تبادل متعددة للحقائب التي يهتم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بتسميتها، ومن ضمنها فرص تبادل في طوائف الوزراء المحسوبين على الرئيسين، بحيث يسمّي كل من الرئيسين وزيراً أو أكثر من طائفة الرئيس الآخر، وأنه سيعتمد جداول وخانات تشبه تلك التي يعتمدها الرئيس ميشال عون لأن هذه هي طريقته أصلاً باعتماد التفاصيل المكتوبة في كل أعماله السياسية وغير السياسية، ما سيسهل فرص التعاون والتوصل للتسويات، التي سيكون الفرنسيّون على اطلاع كامل على تفاصيلها مع جهوزية للتدخل لحلحلة العقد والمساعدة على تذليلها.

وانتهى يوم الاستشارات الطويل إلى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة بـ 72 صوتاً مقابل صوت واحد للسفير نواف سلام و42 لا تسمية ومقاطعة ثلاثة نواب هم طلال أرسلان ونهاد المشنوق ومصطفى الحسيني.

وبرز موقف الرئيس سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي رسم سقفاً سياسياً لميقاتي في عملية التأليف، وبالتالي ألزم ميقاتي بعدم التنازل عما رفض التنازل عنه خلال مفاوضات التأليف مع عون. فيما لفت موقف كتلة الوفاء للمقاومة التي منحت أصواتها لميقاتي مصحوبة برسالة سياسية إلى الحليف بضرورة الالتفات إلى المصلحة العامة دون المصالح الخاصة، في حين امتنع تكتل لبنان القوي عن التسمية من دون أن يسمّي مرشحاً آخر متراجعاً عن توجّهه بتسمية سلام لتجنب استفزاز حزب الله.

وبدأ استحقاق الاستشارات بلقاء بين عون وميقاتي ثم التقى الحريري الذي قال من بعبدا بعد اللقاء: «أبلغت فخامة الرئيس تسميتي للرئيس نجيب ميقاتي. امام البلد اليوم فرصة والجميع يرى ما تشهده الليرة من تحسن وهذا المهم. سمّيت الرئيس ميقاتي على أساس ان يتابع المسار الدستوري الذي اتفقنا عليه في بيت الوسط وإن شاء الله يتم تكليفه وتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، ولا يجب ان نتوقف عند الصغائر فالبلد بحاجة لحكومة».

أما كتلة الوفاء للمقاومة فسمّت ميقاتي. وقال رئيسها النائب محمد رعد: «منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 آب 2020 والكتلة ترى ضرورة تشكيل حكومة لتيسير الأوضاع العامة ولطالما سعينا لإنجاز خطوة تشكيل الحكومة وتعاطينا بإيجابية مع كافة الجهود التي بذلت في هذا السياق». واضاف: «اليوم مع وجود بوادر إيجابية لتكليف ميقاتي نُسمّيه لرئاسة الحكومة القادمة وسنتعاطى بايجابية معه». وتابع: سمينا الرئيس ميقاتي ما يعكس جديتنا بأولوية تشكيل الحكومة ولنتقصّد إعطاء جرعة دعم لتسهيل التأليف.»

وكشفت مصادر قناة «أو تي في» أن «حزب الله لم يكن يستسيغ فكرة تكليف ميقاتي بدلًا من الحريري عند اعتذار الأخير، لكن عند طرح اسمه بشكل جدّي كان هناك طلب من ميقاتي للحصول على تأييد علني له من قبل حزب الله». وأشارت المصادر الى أن «تسمية ميقاتي كانت بقصد إعطاء جرعة إضافية لتسهيل التشكيل وتأكيد جدية حزب الله خاصة أنه يطالب دائمًا بضرورة إنجاز التشكيل».

بدوره أشار النائب الوليد سكرية باسم كتلة اللقاء التشاوري: «مرشحنا المبدئي هو فيصل كرامي ولكن أمام حاجة البلد لحكومة نأمل ان تكون انقاذية لانتشاله من الوضع السيئ قررنا إظهار حسن النوايا وقرر كل من النائبين عبد الرحيم مراد وعدنان طرابلسي تسمية ميقاتي أما فيصل كرامي وأنا فلم نسمِّ». وقد انقسم موقف اللقاء بين رأيين حسم الأمر بعد مشاورات امتدت لساعات.

كما سمّى النائب فؤاد مخزومي السفير نواف سلام.

واستهلت الجولة الثانية بلقاء الرئيس عون مع كتلة القوات اللبنانيّة، التي تحدث باسمها النائب جورج عدوان قائلا: «لم نسمّ أحدا لاننا صادقون مع الناس ومع انفسنا وبوجود هذه الأكثرية لا يمكن فعل شيء». وقد ثبت حضور النائب جان طالوزيان بمفرده الى بعبدا خروجه من كتلة القوات لا سيما وأنه عاكس القوات وسمّى ميقاتي، كما لوحظ تجنب حضور النائب سيزار المعلوف مع كتلة القوات بداعي السفر رغم تفويضه الكتلة التسمية عنه.

كما سمّى النواب ميشال ضاهر وجان طالوزيان وجهاد عبد الصمد ميقاتي، قال النائب اسامة سعد: «لا ثقة بهم وإن حكموا وعهدي مع الناس ألا أسمي أحدًا منهم فعدم جهوزية البدائل لا يعني القبول بواقعهم التعيس».

أما النائب جميل السيد فلم يسمِ أحداً وقال بعد لقائه عون: «ذاهبون نحو فشل مع ميقاتي لأن التركيبة نفسها باقية حتى الانتخابات والحكومة ستكون انتقالية للحفاظ على الوضع على حاله من انهيار حتى الانتخابات». وأضاف «اتمنى لميقاتي التوفيق لكن لم أسمّه وهو آت بشروط الحريري ذاتها».

وسمت كتلة التنمية والتحرير ايضاً الرئيس ميقاتي وقال النائب انور الخليل باسم الكتلة: «سمينا الرئيس نجيب ميقاتي ليكون الرئيس المكلف، وتمنينا على فخامة الرئيس ان يكون عوناً للرئيس المكلف». وأضاف: «الكتلة تدعم الوصول إلى حكومة مهمة اختصاصيين غير سياسيين».

وبحسب ما علمت «البناء» فقد توجّه الرئيس بري الى عون بالقول: «نتمنى تعاونك أنت والرئيس المكلف لكي نصل بسرعة لحكومة واستبشرنا خيراً من خلال مقابلتك الصحافية الأخيرة وموقفك من ميقاتي».

وقال النائب جبران باسيل باسم تكتل «لبنان القوي» من بعبدا: «نظراً لعدم ترشح النائب فيصل كرامي وعدم الاستمرار بتسمية السفير السابق نواف سلام وبقاء مرشح جدّي وحيد هو ميقاتي، قررنا عدم تسمية أحد لأن لدينا تجربة سابقة غير مشجّعة وتطلعاتنا الإصلاحية معه غير مناسبة». وفيما لم تسم كتلة الأرمن أحداً، كان لافتاً المخرج الذي أعده أرسلان الذي تغيب عن الاستشارات لكي لا يظهر أنه عارض موقف حزب الله ومن دون تفويض كتلته ضمانة الجبل التي لم تسم أحداً.

وبعد نهاية الاستشارات أعلنت رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عون استدعى ميقاتي لتكليفه برئاسة الحكومة بعد نيله 72 صوتاً مقابل صوت واحد لنواف سلام و42 صوتاً لم يسموا احداً، وغياب 3 نواب. ثم حضر ميقاتي وعقد اجتماع ثلاثي ضمّه الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي: «أبلغني فخامة الرئيس تكليفي بتشكيل حكومة جديدة وأشكر كل من سمّاني من النواب ومن لم يسمّني أتمنى التعاون لإيجاد الحلول المطلوبة». وأضاف: «أريد ثقة الناس ووحدي لا أملك عصا سحرية وأن المهمة صعبة، خطوت هذه الخطوة ونحن على شفير الانهيار». وأكد ميقاتي أنه لم يكن ليقبل التكليف لولا وجود ارادة دولية واسعة لدعم الحكومة المقبلة لمنع الانهيار.

وأردف: «بالتعاون مع رئيس الجمهورية سنصل الى تشكيل حكومة حسب مندرجات المبادرة الفرنسية».

وختم قائلاً: «إخماد الحريق لا يتم إلا بتعاون جميع اللبنانيين وأنا مطمئن ولو لم تكن لدي الضمانات الخارجية ولم لم أكن على معرفة أنّ هناك من يريد إخماد النار ما كنت لأقدم على هذه الخطوة».

وأشارت مصادر دبلوماسية لـ«البناء» الى أن «المناخ الدولي مؤاتٍ ومساعد لتأليف حكومة في لبنان للجم الانهيار الحاصل على كافة الصعد المالية والاقتصادية والنقدية وتجنباً للفوضى الاجتماعية والأمنيّة»، مذكرة بالاجتماع الثلاثي الأميركي الفرنسي السعودي منذ حوالي شهر الذي أكد على ضرورة تأليف حكومة ومنع الانهيار في المؤسسات اللبنانية».

من جهتها، لفتت مطلعة على مسار الاستشارات والمشاورات الحكومية الى أن «مسار تأليف الحكومة الجديدة سينطلق بعد الاستشارات النيابية غير الملزمة باجتماع مرتقب مساء اليوم بين عون وميقاتي أو على الأقل باتصال يجريه ميقاتي بعون للتداول في هذا الأمر». كما اشارت الى أن «ميقاتي متمسك بحقيبة الداخلية دون اشتراطه أن يتولاها سنّي، فربما تكون لمسيحي لكن من حصة ميقاتي». وأشارت المصادر الى أنه «قد تكون هناك مرونة أكبر من ميقاتي في التعامل مع شكل الحكومة».

واشارت مصادر عين التينة لـ«البناء» الى أن «الوضع لم يعد يحتمل مماطلة وتسويفاً وتعطيلاً من اي طرف من الاطراف»، معربة عن تفاؤل الرئيس بري بإمكانية تأليف حكومة خلال مدة شهر كحد اقصى وفي حال لم يتم ذلك فالأمور ستذهب الى تصعيد كبير جداً».

وأفادت مصادر ميقاتي لـ «البناء» الى أن أجواء اللقاء مع عون كانت إيجابية جداً وهناك اتفاق بينهما على سرعة تأليف الحكومة بشكل لا نصل الى النتيجة التي وصل اليها الرئيس المكلف سعد الحريري، كما لفتت الى ان ميقاتي وضع مهلة للتأليف وسيواظب على زيارة بعبدا لتذليل العقبات وقال ميقاتي لعون بحسب المعلومات «أنا رح شوفك بأقرب فرصة وسأستمزج آراء النواب وسأعود إليك قريباً بعد التشاور مع الكتل».

وأعرب رئيس الجمهورية خلال استقباله وفد «مجموعة الصداقة اللبنانية – الفرنسية» في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة كريستين لافارد، وفي حضور سفيرة فرنسا آنّ غريّو. عن أمله «ان يتم تشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن لتباشر إجراء الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الوضع الاقتصادي في البلاد»، مجدداً تأييده للمبادرة الفرنسية، شاكراً لنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون «الدعم الذي يقدمه للبنان لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، والمؤتمرات التي دعا اليها لدعم الشعب اللبناني، ومنها المؤتمر الذي سيُعقد في 4 آب المقبل». وأعربت لافارد عن «اهتمام فرنسا بلبنان وشعبه انطلاقاً من العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين»، لافتة الى أن بلادها «تدعم الإصلاحات التي ينوي لبنان اتخاذها بعد تشكيل الحكومة».

وفي أول موقف دولي من تكليف ميقاتي وزعت السفارة الفرنسية بياناً للناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية جاء فيه: «أحيطت فرنسا علماً بتسمية مجلس النواب اللبناني السيد نجيب ميقاتي رئيساً للوزراء. الحاجة الملحّة الآن هي تشكيل حكومة كفوءة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية لنهوض البلد، وهو ما يتوقعه كل اللبنانيين. وتدعو فرنسا جميع القادة اللبنانيين إلى التحرّك في هذا الاتجاه في أسرع ما يمكن. وتشارك مسؤوليتهم. وفرنسا من جهتها ستبقى إلى جانب اللبنانيين كما كانت دائماً».

ومساء أمس، قام الرئيس المكلف بالزيارات التقليدية الى رؤساء الحكومات السابقين، واستهلها بزيارة الحريري في «بيت الوسط» وعرضا آخر المستجدات وملف تشكيل الحكومة الجديدة. ثم زار الرئيس فؤاد السنيورة، فالرئيس تمام سلام. كما زار رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. وأجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بعائلة الرئيس سليم الحص واطمأن الى صحته.

وللدلالة على سرعة في التأليف أعلنت الأمانة العامة لمجلس النواب، أنّ «استشارات التأليف ستجرى في مجلس النواب – ساحة النجمة بدءاً من صباح اليوم».

وانعكست أجواء الاستشارات الإيجابية على الاسواق وعلى سعر الصرف حيث انخفض سعر صرف الدولار الى 16500 ليرة للدولار الواحد اي اكثر من 5 آلاف ليرة خلال يومين، وما لبث ان ارتفع إلى 18000 ل ل أمس، لكن الاسعار بقيت على ارتفاعها. في السياق نفسه، طلب وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه «من المستوردين وأصحاب المؤسسات التجارية، خفض الأسعار بأقصى سرعة وبشكل ملحوظ قبل صباح الغد كحدّ أقصى، وذلك مع الانخفاض الكبير بسعر الصرف وتحسساً مع المواطنين»، مؤكداً أن «استمرارهم في التلاعب بالأسعار أو الغش سيعرّضهم الى أقصى العقوبات وصولاً الى الطلب من القضاء بإقفالهم». كذلك أكد في بيان أن «فِرَق مديرية حماية المستهلك ستواصل جولاتها الرقابية استناداً الى القوانين المرعية الإجراء لحماية المستهلك، والوزارة التي تتفهّم الارتفاع بأسعار بعض السلع في حال ارتفاع سعر الصرف، إلا أنها تحذّر من تمادي بعض أصحاب المؤسسات التجارية في عدم خفض الأسعار مع انخفاض سعر الصرف، وهو أمر غير مقبول لا أخلاقياً ولا مهنياً في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون». وليس بعيداً، داهم مراقبو وزارة الاقتصاد عدداً من مستودعات مستوردي المواد الغذائية، مطالبين بإعادة النظر في الأسعار بعد تراجع سعر صرف الدولار.

وشهدت سوق المحروقات بعض الانفراج مع تزويد محطات المحروقات بالبنزين، فيما أزمة المازوت لا تزال على حالها، وقال ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إن «من المرجّح ان تكون الطوابير قد شارفت على الانتهاء بين الاثنين والثلاثاء. وتوقع أن يشهد السوق ارتياحاً ابتداء من اليوم نتيجة كميات البنزين التي توزّع بعد تفريغ حمولة البواخر. وأشار الى وجود صعوبة في حلحلة أزمة المازوت حتى نهاية الأسبوع الحالي.

أما المستشفيات فرفعت الصوت محذّرة من الكارثة مع اقتراب مخزونها بالمازوت من النضوب.

وفي سياق ذلك ورغم توقيع الحكومتين اللبنانيّة والعراقيّة اتفاقاً لحصول لبنان على مليون طن من النفط العراقي الخام، إلا أن عقبات عدة تحول دون تنفيذ الاتفاق. فقد كشف مصدر مطلع على الملف لـ«البناء» أن «النفط العراقي سيصل إلى لبنان قريباً واتخذ القرار بهذا الشأن على أعلى المستويات ولا عوائق سياسية مطلقاً لكن هناك عقبات تقنية وادارية، علماً أن المفاوضات اللبنانية – العراقية لتوقيع هذه الاتفاقية بدأت منذ 5 شهور ووزارة الطاقة لم تكلف نفسها تجهيز مصفاة لتكرير النفط لا في لبنان ولا في الخارج». ولفت المصدر إلى أن «وزارة الطاقة حتى الساعة لم تحدّد الدولة التي سينقل إليها النفط الخام لمبادلته لكي يصبح صالحاً للاستخدام في لبنان، وهناك دول عدة مستعدّة وتستطيع ذلك كالجزائر والمغرب والإمارات». لكن المصدر شدّد على أن حل هاتين العقدتين سيفرج عن مليون طن من النفط الخام الذي ينتج الفيول لتشغيل محطات الكهرباء على أن تصل البواخر المحملة بالفيول إلى المصافي اللبنانية خلال أسبوعين على أبعد تقدير ما يسدّ ثلث حاجة لبنان من الفيول وبالتالي رفع ساعات التغذية عدة ساعات يومياً بالإضافة إلى حل أزمة المازوت المرتبطة بعدة قطاعات حيوية وخدمية وحياتية».

المصدر: صحف