الصحافة اليوم 22-10-2021 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 22-10-2021

الصحافة اليوم

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 22-10-2021 في بيروت على الملفات السياسية والأمنية والقضائية التي تزاحمت مع الأزمات المعيشية على قائمة الأولويات وصدارة الاهتمامات الرسمية والشعبية..

الأخبار
جعجع إلى التحقيق: مفوض الحكومة تابع لحزب الله

جريدة الاخبارتناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “سُجِّل، أمس، تطورٌ بارز في ملف التحقيق في أحداث الطيونة مع قرار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على خلفية التحقيقات التي تُجريها مديرية المخابرات. وهذا مؤشرٌ جدّي على أنّ هناك نية لدى مديرية المخابرات للتوسّع في التحقيق ليتعدّى لحظة اندلاع الاشتباكات وما تلاها، والغوص في المعطيات المتوافرة في شأن الليلة التي سبقت الاشتباكات، بعد توفر معلومات تشير إلى وجود نية مبيتة للتحضير للمواجهة أو الإعداد للاستدراج إلى اشتباك.

وكشفت المعلومات أنّه أثناء استجواب عدد من الموقوفين المنتمين إلى القوات اللبنانية في أحداث الطيونة، ورد في إفادات بعضهم ما أكّد معلومات كانت في حوزة الاجهزة الامنية عن مجموعات مسلحة تابعة للقوات اللبنانية، لا تتحرّك عادة إلا بعلم رئيس الحزب سمير جعجع وبأوامر مباشرة منه. وقد سُجّلت تحركات لهذه المجموعات في الليلة السابقة لأحداث الطيونة في كل من عين الرمانة والأشرفية. ورأى المحققون أن إفادات الموقوفين أدت الى الاشتباه بوجود مخطط معدّ مسبقاً، بدأ تنفيذه في الليلة السابقة للكمين. ووضعت مديرية المخابرات والنيابة العامة العسكرية المشرفة على التحقيق إفادات الموقوفين والمعلومات المتوافرة في سياق المقابلة التي اجراها جعجع بعد حادثة الطيونة، اضافة الى تصريحاته السابقة لها، والتي ظهر فيها نوع من التبنّي لما جرى. وبناء على هذه المعطيات، طلب القاضي عقيقي من مديرية المخابرات استدعاء جعجع الى التحقيق للاستماع إلى إفادته لاستيضاحه بشأن المعطيات الواردة في إفادات الموقوفين، والمعلومات المتوفرة لدى الاجهزة الامنية المختلفة عن انتشار قواتي مسلّح عشية الكمين. وأكدت المصادر ان استدعاء جعجع لا يعني الاشتباه فيه، بل ان التحقيق يوجب حسم هذه المعلومات.

وذكرت المصادر أنّ هناك نقاشاً فُتِح عن سبب استدعاء جعجع من دون استدعاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أو الرئيس نبيه بري لكون عناصر من الحزب شاركوا في المواجهات التي جرت بعد الكمين، فكان الجواب بأنّ هناك اعترافات ومعلومات واضحة تتحدث عن مجموعات قواتية مُسلحة تحركت في عين الرمانة والأشرفية. وفي المقابل، كان مسؤولون من حزب الله وحركة أمل يُنسقون مع الجيش واستخباراته للإعداد للتظاهرة، بينما لم يُفهم لماذا قد يعمد حزب القوات اللبنانية إلى نقل مسلحين في تلك الليلة تحديداً. كما تقاطعت هذه الاعترافات مع معلومات وردت في تقارير أمنية عن انتقال مجموعات مسلحة من معراب إلى بيروت في الليلة نفسها، كما بيّنت إفادات شهود عيان ذكروا أنهم فوجئوا صباح الخميس بشبان من القوات اللبنانية يرتدون قمصاناً سوداً عليها صورة صليبٍ مشطوب ينتشرون في الشوارع الداخلية لعين الرمانة.

وفي السياق نفسه، علمت «الأخبار» أنّ استخبارات الجيش أوقفت مجموعة مسلحة تابعة للقوات اللبنانية بين بلدتي ضهور الشوير والدوّار، يوم كمين الطيونة، وعُثر معهم على كمية من الذخائر العائدة لأسلحة حربية. وقد اعترف أفراد المجموعة بأنّ المسؤول عنهم في حزب القوات اللبنانية طلب إليهم التمركز في نقطة محددة، والانتظار ترقّباً في حال تطور الوضع ليُصار إلى إمدادهم بالدعم للتحرّك.

تجدر الإشارة إلى أن جعجع الذي طلب سابقاً الاحتكام للقضاء، اعتبر أمس أنه إذا صحّ أن «مفوّض حزب الله أمام المحكمة العسكرية طلب الاستماع الي تكرم عينو، ولكن شرط الاستماع إلى السيد نصرالله قبلي». وقال: «أيام سيدة النجاة ولّت»، وسأل: «على ضوء ماذا يتم طلب الاستماع لي؟ على أرض الواقع لا شيء يدينني (…) لن يرى أحد سمير جعجع على طريق اليرزة، وأيام زمان راحت، وعندما يتم التحقيق بشكل صحيح نحن جاهزون».

وفي حديث إلى قناة «أم تي في» خُصص للرد على كلمة الأمين العام لحزب الله الإثنين الماضي، قال جعجع إن «حديث السيد نصرالله كان مليئاً بالمغالطات (…) واللبنانيون جميعهم طلع دينهم من حزب الله وممارساته»، مشيراً إلى أن «حركة أمل نختلف معها بطريقة إدارة الدولة وقانون الانتخاب ولكن على الأقل نلتقي معها بالاعتراف بلبنان وطناً نهائياً بخلاف حزب الله». واعتبر أن نصرالله «يمر بمأزق كبير جداً، فهو منذ 4 أشهر يرفض التحقيق العدلي». وأكد: «لا أعرف من أطلق الرصاصة الأولى، ولكن المؤكد أن أول 4 جرحى سقطوا هم من أبناء عين الرمانة (…) حاولوا أن يصنعوا 7 أيار جديداً والضغط بالعنف على الأرض حتى تجتمع الحكومة وتغير قرارها بشأن التحقيق العدلي». وكشف أن «ليس لدينا مقاتلون بل لدينا 30 إلى 35 ألف حزبي»، وسأل: «أين هم الـ100 ألف أمام الخروقات الإسرائيلية اليومية؟».
اللواء
جعجع لن يحضر إلى المحكمة العسكرية إلا إذا حضر نصر الله!
عون يتّجه لردّ تعديلات قانون الانتخاب.. وجلسة نيابية حول البطاقة التمويلية الخميس المقبل

صحيفة اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “لم يطرأ تطوّر يسمح بالانتقال إلى تحديد موعد لجلسة جديدة لمجلس الوزراء، لا سيما بعد التداول بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي أمس، في ظل تعثر التوصّل إلى إيجاد «مخرج قضائي» في ما خصَّ مطلب «الثنائي الشيعي» بإبعاد المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

لكن الموقف القضائي، ازداد متانة مساء أمس، مع المعلومات عن اتجاه لدى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي للاستماع إلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في ما خصَّ احداث الطيونة- عين الرمانة- الشياح الخميس ما قبل الماضي. لم ينفِ جعجع المعلومات، لكنه ربط حضوره بالذهاب إلى المحكمة العسكرية للإدلاء بإفادته الاستماع إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.

وفي معلومات «اللواء» انه خلال اللقاء بين الرئيس ميشال عون ونجيب ميقاتي، ارتأى الرئيس ميقاتي عدم توجيه دعوة لمجلس الوزراء في الوقت الراهن افساحا في المجال امام المزيد من الاتصالات على أن الصيغة المتصلة بالقاضي البيطار لم تنته كما أن التخريجة القاضية بفصل الملف عن عودة الجلسات الحكومية لم تنجح في شق طريقها. وفهم من مصادر سياسية مطلعة أن  موضوع انعقاد الجلسات الحكومية اضحى شائكا وقد تطول المسألة ما لم يتم الوصول إلى مخرج معين ولذلك على مجلس القضاء الأعلى الإمساك بالملف.

على صعيد آخر يتجه الرئيس عون إلى رد قانون تعديل قانون الانتخاب وفق المعطيات المتوافرة مع العلم أنه لدى وصوله بالأمس انكب رئيس الجمهورية على دراسة النواحي الدستورية والقانونية بشانه.  وفهم من مصادر سياسية مطلعة أن هناك عدة ملاحظات عليه .  وأشارت المصادر  إلى أن هناك مخالفات دستورية تتصل بعدم المساواة بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين فضلا عن تقديم موعد إجراء الانتخابات مع العلم أن وزير الداخلية والبلديات السابق حدد موعدا في الثامن من ايار وبالتالي كسر النص القانوني، كما عدم تعديل السن وحرمان أكثر من ٨٠٠٠ شخص من مختلف المناطق اللبنانية من الاقتراع فضلا عن شوائب أخرى.

ومع ان الرئيس ميقاتي غادر دون الإدلاء بأي تصريح، أكدت مصادر متابعة «ان الاتفاق تمّ على ان دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد ستتم في الوقت المناسب تفادياً لأي إشكال جديد قد يؤثر مجدداً على الحكومة، ولحين معالجة اسباب توقف الجلسات». وبحسب بيان بعبدا، «تناول البحث ضرورة الإسراع في اطلاق البطاقة التمويلية في ضوء ارتفاع أسعار المحروقات وانعكاسها على أسعار السلع والمواد الغذائية. وفي هذا السياق، تم التطرق الى مصير القرض من البنك الدولي بقيمة 246 مليون دولار والمعالجات الجارية في شأنه. كذلك بحث الرئيسان عون وميقاتي في نتائج الزيارات التي يقوم بها عدد من الموفدين الدوليين، ومستجدات التفاوض مع صندوق النقد الدولي، إضافة الى درس عدد من الحلول لمعالجة أوضاع موظفي القطاع العام في ضوء الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها البلاد».

لكن لوحظ ان كتلة الوفاء للمقاومة دعت بعد اجتماعها امس «الوزراء في الحكومة إلى تفعيل الإنتاجية في وزاراتهم ضمن هامش الصلاحيات المتاحة لهم، إذ كثير من المهام والمشاريع المطلوبة وحتى بعض القوانين الصادرة تحتاج من الوزير والإدارات المختصة إلى إجراءات تنفيذية لتحويلها إلى إنجازات بدل التذرع ببعض الصعوبات والعراقيل للتوقف عن بذل الجهود لتجاوزها والتغلب عليها. والبطاقة التمويلية والقانون النافذ لمعالجة أوضاع الأسر الأشد فقرا هما مثالان صارخان في هذا المجال، وتطبيقهما يحتاج إلى جهود وزارية لتنفيذهما، خصوصا مع تفلت اسعار المحروقات وتفشي الغلاء». وفُسّرت بعض الاوساط موقف الكتلة بانه بمثابة دعوة الى تصريف الاعمال لحين البت بمطالب ثنائي امل وحزب الله بالنسبة لتنحية المحقق العدلي طارق البيطار.

وأسفت الكتلة لأن «يشعر اللبنانيون بتمادي التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية، الأمر الذي لا يتناسب مع شعارات الحرص على السيادة الوطنية والاستقلال»، معتبرة أن «تدخل بعض سفارات الدول الأجنبية لا سيما منها الأمريكية في القضاء والإنماء والأمن والمال وغير ذلك يجب أن يخضع لقواعد العلاقات الدولية وقوانين بلدنا»، واضعة «هذا الأمر في عهدة الحكومة ورئيسها من أجل مراعاة هذه القواعد ومن أجل ضبط أداء الإدارة في هذا المجال».

رسالة دعم ماكرون
الى ذلك، استقبل عون سفيرة فرنسا آن غريّو واجرى معها جولة افق تناولت الأوضاع في البلاد والتطورات الأخيرة. وأوضحت السفيرة غريّو انها نقلت الى الرئيس عون رسالة شفهية من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون ضمنها التزامه الدائم لمساعدة لبنان رئيسا وحكومة وشعبا، وهو ما كان أكده لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال استقباله إياه قبل أسابيع. وأكدت ان بلادها «ملتزمة تسهيل تحقيق كل ما يساعد في عملية النهوض الاقتصادي والمالي في البلاد والتخفيف من معاناة اللبنانيين. كذلك تتابع باريس المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي وتبدي كل استعداد للمساعدة في معالجة أوضاع الكهرباء والنواحي الصحية حيث ستقدم 500 الف لقاح «فايزر» للبنانيين، وستواصل دعم القطاع التربوي والقوى العسكرية والأمنية لانها تعتبر ان الاستقرار في البلاد عامل أساسي وضروري في الوقت الذي تشتد فيه معاناة اللبنانيين». وأوضحت ان البحث «تناول أيضا التطورات الأمنية الاخيرة وضرورة معالجة ذيولها، وموضوع الانتخابات النيابية التي التزمت الحكومة اجراءها في الربيع المقبل».

وفي إطار دولي، داعم، أكّد رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل اموس غولشتاين لقناة «الحدث» ان المحادثات «لا تتناول تطبيع العلاقات، وينبغي ان تستكمل خلال فترة قصيرة». اضاف: مكامن الغاز المشتركة لم تكن قط خيارا بالنسبة إلي في محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأكّد ان العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا لا علاقة للبنان لها.

جلسة نيابية
نيابياً، من المتوقع ان يدعو الرئيس نبيه برّي إلى جلسة تشريعية الخميس المقبل (28 الجاري)، لإقرار البطاقة التمويلية، وهو أخطر الرئيس نجيب ميقاتي بنيته هذه، والأخير عرض الموقف، خلال اللقاء في بعبدا مع رئيس الجمهورية.

مقترحات للأزمة المالية
فيما استمرت امس، حركة قطع الطرق احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية، رأس الرئيس ميقاتي الاجتماع الثاني لـ»لجنة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام. وتلا وزير العمل مصطفى بيرم، بعد الاجتماع، المقررات الآتية:
في القسم الأول من الاجتماع، حضر كل من رئيس ديوان المحاسبة رئيس مجلس الإنماء والإعمار، وتم التباحث في ما يتعلق بالتلزيمات القائمة والاتفاق على تقديم معادلة مالية وعقديّة وقانونية تسمح بتأمين خدمة المرافق العامة واستمرار الأعمال أو إنهائها بطريقة متوازنة وعادلة تراعي ما هو مهمّ وعاجل منها.

أما في القسم الثاني من الاجتماع فتم الاتفاق على الآتي:
تكليف وزير العمل في ما يتعلق بلجنة المؤشر ورفع الحد الأدنى للأجور للعاملين في القطاع الخاص البالغ عددهم حوالى 800 ألف عامل.
تقدّم وزير النقل بدراسة مالية للنقل العام رُفعت الى وزارة المالية لتحديد التكاليف اللازمة بأسرع وقت ممكن.
قدّم وزير المالية نتيجة الدراسة التي كلّفته بها اللجنة في لقاء سابق وفيها يعرض تفصيلاً الإجراءات التي من شأنها الإستجابة للأزمة المعيشية الطارئة وتحديداً رفع البدل الحضوري اليومي للنقل، واقرار سلفة شهرية كمساعدة إجتماعية للعاملين في الإدارات والمؤسسات العامة والمستشفيات الحكومية والمدارس، ضمن مشروع متكامل وعلمي بعيداً عن أي تسرّع أو شعبوية، على أن يتم الاعلان عن ذلك وتحديد قيَم هذه المساعدات والبدلات في أول جلسة لمجلس الوزراء».

اضاف: تطرّق المجتمعون الى موضوع البطاقة التمويلية وعرض وزير الشؤون الإجتماعية التعديلات المطلوبة والتي حُوّلت الى رئيس مجلس النواب، الذي أخطر دولة رئيس الحكومة بعقد جلسة نيابية في 28 من الشهر الحالي لإقرار هذه البطاقة ووضعها موضع التنفيذ لمساعدة المواطنين. وردا على سؤال عن موعد عقد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء أجاب: هذا الامر متروك للاتصالات ونأمل خيرا بإذن الله تعالى.

لكن وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة السابق البروفسور رمزي المشرفية كتب عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: أطلقنا قبل ساعات من ولادة الحكومة الحالية البطاقة التمويلية وكان من المفترض أن يبدأ التسجيل على المنصة منذ أكثر من شهر.وقرّر المعنيون تأجيل التسجيل ولم نفهم السبب ثمّ سمعنا كلاماً وحججاً غير صحيحة عن أسباب التأجيل. وختم بالقول: كل يوم تأخير هو إجرام بحق اللبنانيين بعد رفع الدعم.

محيي الدين: زيارة ناجحة
الى ذلك، انهى المدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي محمود محيي الدين ترافقه مستشارته مايا شويري جولاته على المعنيين بالشأن المالي، فزار وزير الخارجيةعبد الله بو حبيب، وقال بعد اللقاء: كانت زيارة موفّقة وكانت لها نتائج جيدة. وانا امثل لبنان لا اتفاوض مع الحكومة اللبنانية او مع مصرف لبنان، لكن دوري هو التعرف على اولويات الدولة وتعكس اللقاءات الاولويات الاربع التي تشكّل أركان التعامل المستقبلي مع صندوق النقد الدولي، وتشكل ايضاً إطاراً للتفاوض الذي ستقوم به الحكومة مع مصرف لبنان في الاسابيع المقبلة. وأؤكد على موعد الاسابيع المقبلة، لأن هناك اهمية لاعتبار الوقت.

أضاف: الملفات الاربعة ترتبط:
– اولاً: بالسياسات المالية العامة وكل ما يتعلق بإعادة هيكلة الدين العام، واعداد موازنة منضبطة وفقاً للمعايير الدولية ويكون فيها مكوّن رئيسي خاص بدعم النشاط الاجتماعي وكل الانشطة الخاصة بالخدمات الاجتماعية الرئيسية.
– ثانياً: الاصلاحات الخاصة بالقطاع المالي، عبر التركيز على الجهاز المصرفي ودور مصرف لبنان وتحديد الخسائر وفقاً لدراسات فنية معتمدة وللمعايير الدولية. وهناك تفاهم جيد في هذا الامر بين أعضاء الحكومة ومصرف لبنان.
– ثالثاً: اهمية توحيد نظام سعر الصرف، وهذا يكون عادة منتجاً من منتجات الاصلاحات الاقتصادية الشاملة الذي تجري المباشرة بها، وايضا التوفيق في النقاش مع صندوق النقد.
وفيها ايضا قانون هام خاص بضبط التحويلات من داخل وخارج البلاد، وهذا ايضا ناقشته مع رئيس مجلس النواب ورئيس لجنة المال البرلمانية.
– رابعاً: الاصلاحات الهيكلية والتأكيد على موضوع الحوكمة والشفافية والامور القطاعية ذات الاولوية التي تحددها الدولة.

وختم: اذا توفّقنا في وضع اطار جيد لعرضه على الصندوق في الاسابيع المقبلة، يمكن بعد ذلك عرضه على مجلس ادارة الصندوق، ويتحدد شكل البرنامج واطار التمويل المرتبط به، بما يكسب الثقة بالاقتصاد اللبناني ويُعيد التدفقات المالية الى سابق عهدها، والى ما هو أفضل ايضا. علماً اننا في هذه الزيارة، مقارنة بالزيارات السابقة، وجدت توافقاً أفضل حول الاولويات ولغة واحدة بين الاطراف حول الامر الاقتصادي وآثاره الاجتماعية».

كذلك التقى محيي الدين رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في مجلس النواب، ووصف كنعان الاجتماع «بالمثمر وقال: عرضنا فيه للتعاون بين المجلس النيابي والحكومة مع صندوق النقد الدولي وضرورة توحيد الجهود والرؤى المستقبلية الاصلاحية في المرحلة المقبلة، بهدف الوصول الى اتفاق لاعادة هيكلة الدين العام كما المصارف وتنفيذ الاصلاحات البنيوية في المالية العامة وتحديداً في موازنة ٢٠٢٢، وانجاز تدقيق الحسابات المالية والتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. أضاف: تطرّق البحث بشكل خاص الى اموال المودعين والاقتطاع الذي طالهم وتوحيد سعر الصرف وقانون الكابيتال كونترول وملاحظات الصندوق عليه التي كنا قد ناقشناها وتبنّينا معظمها في لجنة المال والموازنة.

وعقد محيي الدين اجتماعاً في مكتب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في حضور نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي، وزير المال يوسف الخليل، وزير الاقتصاد أمين سلام. وبحسب بيان صادر عن الاجتماع، «كان اللقاء إيجابياً حيث تم البحث في أولويات الحكومة لا سيما بالنسبة إلى المشروع الاقتصادي الشامل».

وذكرت مصادر وزارية التقت محيي الدين لـ«اللواء» انه استمع من المسؤولين الى ما لدى لبنان من مطالب وعروض وامكانات اصلاحية ليضغط في اجتماعات صندوق النقد من اجل تنفيذها وتسهيل مهمة التفاوض. موضحة ان العمل جارٍ الان من اجل جمع المعلومات والمعطيات وعندما تنهي تبدأ المفاوضات بين لبنان والبنك الدولي بعد اسبوعين من انتهاء جمعها.

نفى حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس أن يكون لدى حزبه قوات مسلحة. ونفى في مقابلة مع قناة (إم.تي.في) ما وصفه مزاعم التي أثارها ضده أمين عام حزب الله حسن نصر الله خطاب تلفزيوني الاثنين، قائلا «ما عندنا مقاتلين». وأضاف «بكل صراحة حزب الله عنده هدف واحد الان هو إن يوقف تحقيق المرفأ.. حزب الله بأعماله من 2005 أكبر تهديد لكل اللبنانيين». ورداً على سؤال قال: «لا يعلم بأي طلب لسماع شهادته بشأن عنف بيروت».

وتعد هذه أول تصريحات لجعجع بعد أن شن السيد نصر الله هجوما لفظيا لاذعا عليه وعلى حزبه في كلمة تلفزيونية المتلفزة. واتهم حزب الله حزب القوات اللبنانية بالمسؤولية عن العنف، وهو اتهام نفاه جعجع. وقال جعجع عن كلمة نصر الله إنها «كانت هدية مسمومة ومليئة بالمغالطات والإشاعات التي لا ترتكز على أي أساس من الصحة».

إذا كان صحيحاً، ان مفوض حزب الله بالمحكمة العسكرية قرّر الاستماع إلى «حزب القوات» ورئيسه فهو خاصة، شرط الاستماع إلى السيّد حسن نصر الله اولا، مع العلم ان حزب القوات مرخص، اما حزب الله فلا رخصة له، مشيرا إلى انه لا يضع شروطا تعجيزية على القضاء، نافيا ان يكون لحزبه حضور في احداث الطيونة، كاشفا انه لم يتبلغ بأي أمر، وقال: أيام زمان ولت، وأيام كنيسة سيّدة النجاة ولت، مؤكدا انه لا يسمح بتكرار ما حدث في المجلس العدلي سابقا.

وقال: على أرض الواقع لا شيء يدين جعجع، ولا القوات اللبنانية. وأكّد ان كل اللبنانيين طلع دينين من حزب الله، وليس ما حدث في عين الرمانة، مشيرا إلى اننا نلتقي مع حركة «امل» على ان لبنان وطن نهائي. ورد على السيّد حسن نصر الله بالقول: السيّد واقع بمأزق كبير، فالحزب لم يوافق على تحقيق دولي في قضية المرفأ. وقال: حاول حزب الله ان يحدث 7 أيام في عين الرمانة، دموي من أجل اجتماع الحكومة واضاف: 4 جرحى سقطوا في عين الرمانة.

وردا على سؤال حول أسباب شيطنة سمير جعجع والقوات اللبنانية، قال : السيّد حسن اخفق فاخترع عدوا، وذلك للدفاع عن نفسه. وقال جعجع: لا مقاتلين لدينا، ولدينا 35 ألف محازب قواتي، وحول ما أعلنه السيّد حسن نصر الله عن 100 ألف مقاتل، يكلفوا 50 مليون دولار شهريا، و600 مليون دولار بالسنة، ولماذا اخصص 100 ألف مقاتل لإلنا. ونحن معنا 120 ألف عسكري وأمن، و4 ملايين لبناني. وأشار إلى انه لولا تفاهم مار مخايل هو الذي أدى إلى احداث الطيونة.

واتهم حزب الله بأنه بورطة، واتهام «القوات» للخروج من ورطته، واصفا الكلام عن دعمه لداعش بأنه «هراء وكذب». واتهم حزب الله وحلفاءه بالسعي إلى تطيير الانتخابات النيابية، واصفا الانتخابات بأنها مفصلية أكثر من أي وقت. نافيا ان يكون يعمل لإنشاء كانتون مسيحي. وأعلن جعجع التمسك بالتحقيق في المرفأ، والضغط لتبيان الحقيقة، معتبرا ان حزب الله يتخذ الحكومة رهينة. ولم يعرف ما إذا كان السيّد نصر الله سيتطرق في كلمته اليوم، في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

يذكر ان مراسلة «الجديد» ذكرت ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، أعطى إشارة بالاستماع إلى افادة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في ملف الطيونة، على ان تكون الإفادة في المحكمة العسكرية. وفي الإطار القضائي أيضاً، لم يكشف النقاب عمّا دار في اجتماع مجلس القضاء الأعلى الذي انعقد عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر أمس، واستمر الاجتماع حتى السابعة مساء، وأبقى المجلس مداولاته سرية.

تحرك السائقين
ولليوم الثاني على التوالي، استمرت التحركات في الشارع، فقطع محتجون مفرق عرمون بالاطارات المطاطية المشتعلة، كما قطع السير على اوتوستراد شكا بالاتجاهين. وكان الأبرز تحرك سائقي السيّارات العمومية اما وزارة الطاقة، وقطع الطرقات في الشوارع المؤدية إليها، فضلا عن التوسع إلى طرابلس وسائر المناطق. وقال السائقون العموميون من امام وزارة الطاقة: «سيكون هناك قطع للطرقات وتحركات في جميع المناطق في حال لم يتم دعمنا». هذا

وطلب وزير الطاقة والمياه وليد فياض من أصحاب السيارات العموميّة إرسال موفدين من قبلهم للتباحث معهم بعد رفع سعر صفيحة البنزين. وعمد عدد من أصحاب السيارات العموميّة المعتصمين أمام وزارة الطاقة إلى إنزال ركّاب من الباصات ما أدى إلى تلاسن بينهم. كما قطع أصحاب سيارات عمومية الطريق على تقاطع بشارة الخوري إحتجاجاً على ارتفاع سعر البنزين.

وشمالا، نفذ سائقو الباصات او ما يعرف بـ«الروزا» اعتصاما عند مدخل مدينة طرابلس الجنوبي بمشاركة النقيب شادي السيد ممثلا اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال واتحادات النقل البري. وعمد السائقون الى اشغال جانبي الطريق في خطوة تحذيرية احتجاجا على ارتفاع اسعار المحروقات وتردي الأوضاع المعيشية، مطالبين بالدعم. وقال النقيب السيد: «نحن هنا نتوجه الى رئيس الحكومة المعروف بتحسسه بالفقير، ونطالب بتفهم مطالب السائقين»، مضيفاً: «نحن سنذهب الى اجتماع اتحادات النقل البري اليوم في العاصمة ورأينا واضح مسبقا وهو دعم حاجة السائقين وكل من يستخدم وسائل النقل».

وفي السياق، «قرر المتقاعدون العسكريون البدء بالاعتصامات المفتوحة في المحافظات بدءا من يوم الاثنين المقبل، من الحادية عشرة قبل الظهر أمام فرعي مصرف لبنان في صيدا وطرابلس وسرايا النبطية، كما قرروا التجمع المركزي الواسع أمام نصب الجندي المجهول في محلة المتحف في بيروت واقامة خيمة دائمة للاعتصام المفتوح حتى تحقيق المطالب التي تتلخص بزيادة الرواتب مع دراسة وتقويم وعدالة، والتغطية الطبية الشاملة للعسكريين في الخدمة والتقاعد وعائلاتهم».

636147 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة، في تقريرها اليومي، «اصابة 700 حالة جديدة بفايروس «كورونا «المستجد (كوفيد 19) عن يوم الاربعاء ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط 2020، إلى 636147» وأوضحت أنّه «تمّ تسجيل 683 إصابة بين المقيمين و17 حالة بين الوافدين»، مشيرةً إلى أنّه «تمّ تسجيل 3 وفيّات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيّات إلى 8441».
البناء
القضاء يطلب الاستماع إلى جعجع استناداً إلى إفادات الموقوفين وليس بسبب اتهام سياسي
رئيس القوات يرفض دعوة القضاء ويتهمه بعدم النزاهة ويفشل في تفسير تناقضات مواقفه
مساع لعودة الحكومة الأسبوع المقبل… ونصرالله يتحدث اليوم أمام حشد شعبي كبير

جريدة البناءصحيفة البناء كتبت تقول “فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللبنانيين بالدخول على خط التحقيق في انفجار مرفأ بيروت من بوابتين، الأولى إعلان الاستعداد لتقديم صور الأقمار الاصطناعية الروسية لانفجار المرفأ، والثاني إشارة ذات معنى حول مكانة حزب الله كقوة إقليمية صديقة لروسيا، ما فتح الباب لتكهنات حول وجود معلومات روسية بمحاولة أميركية للتلاعب بالتحقيق والسعي لاتهام حزب الله وما يمكن لصور الأقمار الاصطناعية الروسية من تقديمه على هذا الصعيد.

في المشهد القضائي لقضية المرفأ تطور هام تمثل بتوجه قسم كبير من أهالي شهداء وضحايا المرفأ نحو كل من وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى للمطالبة بتنحي المحقق العدلي طارق بيطار، وهي مطالبة يكفي أن يتقدم بها جزء من أولياء الدم لتلقى أذناً صاغية وتمثل تحولاً في المسار القضائي نحو القاضي بيطار، بينما سجل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فادي عقيقي أول تقدم في مسار التحقيق في قضية مجزرة الطيونة بإعطاء التوجيه للاستماع إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بناء على الإفادات التي أدلى بها الموقوفون، ما يعني تواجد قرائن تشير إلى تورط جعجع، بإعطاء أوامر بتواجد عناصر من خارج المنطقة لعمل أمني يستدعي أخذ إفادته بعيداً من أخذ الاتهامات التي وجهت إليه سياسياً كأساس لسماعه.

جعجع الذي قال إنه لم يتبلغ الطلب، سارع إلى رفضه، متجاهلاً أن السبب هو إفادات الموقوفين، مصوراً الأمر سياسياً مرة باتهام القاضي عقيقي بوصفه مفوض حزب الله القضائي، والطعن بنزاهته والانطلاق من اعتبارات تتصل بالقضية المطروحة أمامه، ومرة ثانية بتصوير الطلب نتيجة تمثيله طرف سياسي يقف مقابل حزب الله، داعياً للسماع إلى السيد حسن نصرالله كشرط لقبوله المثول لسماع إفادته.

إطلالة جعجع التي خصصت لمواصلة محاولة تلميع صورته منذ مجزرة الطيونة جاءت بخلاف ما رسم لها فأوقع جعجع نفسه في مطبات عدة مثل الجمع بين الحديث عن سيطرة حزب الله على الدولة من جهة، وعجزه عن نيل أي فرصة الأخذ برأيه في المؤسسات القضائية والحكومة التي يصفها جعجع بحكومة حزب الله، وصولاً للحديث عن مواجهة حزب الله طريقاً مسدوداً في دولة يفترض أنه يسيطر عليها، من جهة موازية، وبالمثل جمع جعجع الحديث عن رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر كأتباع لحزب الله يتولون تسليمه الدولة من جهة، وعن عدم تسهيلهم ما يريده حزب الله سواء في تحقيق المرفأ وتنحية القاضي بيطار من جهة مقابلة.

الفشل الذي شكل نقطة إجماع للذين تابعوا حوار جعجع التلفزيوني، ستتفاقم نتائجه مع تبلغ جعجع دعوته للمثول أمام القضاء ورفضه الاستجابة مع الطلب القضائي، وهو ما يتوقع أن يفتح مساراً جديداً في قضية مجزرة الطيونة كما تتوقع مصادر حقوقية.

سياسياً تقدمت المساعي الهادفة للم الشمل الحكومي، حيث يجري الحديث عن التوافق على مخارج لقضية التحقيق تتيح انعقاد الحكومة الأسبوع المقبل، بينما ينتظر اللبنانيون وكثير من اللاعبين الإقليميين والدوليين إطلالة الأمين العام لحزب الله مساء اليوم في حفل شعبي حاشد بمناسبة المولد النبوي الشريف.

وفيما تزاحمت الملفات السياسية والأمنية والقضائية مع الأزمات المعيشية على قائمة الأولويات وصدارة الاهتمامات الرسمية والشعبية، تقدم ملف التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت وفي قلبه أحداث الطيونة والكمين الدموي الذي ارتكبه قائد حزب القوات سمير جعجع، بعدما أظهرت التحقيقات حتى الساعة بحسب اعترافات الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية مسؤولية مباشرة للقوات ورئيسها جعجع بالتحريض والتدبير والتخطيط والتنفيذ لهذا الكمين من ثم الاعتراف به على شاشات الإعلام، وذلك لفرض مشروع فتنة أهلية خدمة لأهداف داخلية – خارجية تهدد السلم الأهلي والاستقرار العام في البلد.

وبناء عليه أعطى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي أمس إشارة استدعاء رئيس القوات، للاستماع إلى إفادته في ملف أحداث الطيونة، وذلك على خلفية اعترافات الموقوفين. وأفادت مصادر المعلومات بأن «النقاشات التي أدت إلى صدور هذا القرار كانت متقدمة، وكان هناك كلام عن استدعاء قيادات أخرى، قد تكون بأهمية سمير جعجع سياسياً»، واعتبرت أن «الاستدعاء هو فقط للاستماع إلى إفادته، ويستطيع أن يتخلف عن الحضور، طالما أنه لم يصدر تدبير قضائي يلزمه بذلك، وحتى الساعة يستطيع أن يقدم عذر، وإن رأى القاضي أن العذر مقبولاً يستطيع عدم الذهاب إلى الاستماع».

ورجحت مصادر سياسية لـ»البناء» أن لا يحضر جعجع ويتذرع بإحضار مسؤولين آخرين في حزب الله وحركة أما إضافة إلى مثول الوزراء المدعى عليهم في ملف المرفأ أمام المحقق العدلي طارق البيطار، كما سيتذرع جعجع بظروفه الأمنية الخاصة به علماً أنه يتنقل في مناسبات عدة.

وسُرِب قرار استدعاء جعجع إلى الاعلام قبل ظهور الأخير في إطلالته الإعلامية بأقل من ساعة، ما انعكس حالة من الإرباك والضياع على حديثه وعلى أداء وتعابير محاوره. إذ صب رئيس القوات جام غضبه على القضاء العسكري في حين يكيل المديح يومياً للقضاء العدلي والمحقق العدلي طارق البيطار! وما وصفه لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بـ «مفوض حزب الله أمام المحكمة العسكرية»، إلا دليلاً إضافياً على ازدواجية المعايير التي يتعاطى بها جعجع مع القضاء، فيقف مع القضاء العدلي والمحقق طارق البيطار لأن مسار التحقيقات تخدم أهدافه وتتوافق ومشروعه السياسي وامتداداته الخارجية، ويذُمّ بالقضاء العسكري لأنه استدعاه لأخذ إفادته! علماً أن جعجع لطالما اتهم الوزراء المدعى عليهم في تفجير المرفأ بالتخلف والتهرب من المثول أمام القضاء، فيما هو يرفض ذلك الآن!

ورد جعجع أمس على طلب الاستماع إليه بالقول: «تكرم عينو» ولكن بشرط الاستماع إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبلي، لسبب صغير وهو أن القوات ومنذ انتهاء الحرب الأهلية لا مخالفة عليها وهي حزب مسجل، في وقت حزب الله غير مسجل في وزارة الداخلية وعليه جملة شوائب وعناصر متهمة بأمور عدة». ولفت جعجع إلى أنه «لم أتبلغ حتى الآن بأي أمر وإن تبلغت نحضر الرد القانوني اللازم ولكن قبل الرد القانوني هناك رد سياسي، أيام سيدة النجاة ولت ولا يظنن أحد أن القوي بقوته والمواطن العادي أمر آخر».

وسأل جعجع: «ألا يفترض أن ينتظر المفوض الحكومي لدى المحكمة العسكرية التحقيقات حتى يتحرك، على ضوء ماذا يتم طلب الاستماع لي إذا صح؟ وعلى أرض الواقع لا شيء يدين سمير جعجع». إلا أن مصادر سياسية علقت عبر «البناء» على كلام جعجع بالقول: لماذا إذاً يؤيد جعجع استدعاءات البيطار لرئيس الحكومة السابق حسان دياب وللوزراء علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق ويوسف فنيانوس ومن ثم مذكرات الإحضار والتوقيف بحق بعضهم علماً أنه لم يستمع لأغلبهم وليس هناك أي اعترافات لموقوفين على مسؤولية هؤلاء الأشخاص في تفجير المرفأ، فيما ينتقد جعجع استدعاء مفوض الحكومة له على رغم وجود موقوفين اعترفوا بعلاقة القوات بكمين الطيونة؟

وأدانت كتلة الوفاء للمقاومة اعتداء الطيونة، معتبرة أن «ما عَرَضَهُ الأمين العام لحزب الله من وقائع ومعطيات ضمن سياق تاريخي أراد أن يذكّر به اللبنانيين، فإنّه يكشف الخلفيّة والدافع لقيام حزب القوات بارتكاب هذا الاعتداء»، داعية إلى التنبّه والحذر من مخاطر المشروع التقسيمي الذي طالما التزمته وجاهرت به القوات على رغم كونه يمثّل تهديداً دائماً لوحدة البلاد وللسلم الأهلي فيها.

وفي بيان دعت الكتلة إلى «الإسراع في إنهاء التحقيقات الأمنية والعسكرية لإحالة المسؤولين والمرتكبين إلى المحاسبة والعقاب»، مطالبة «الوزراء في الحكومة بتفعيل الإنتاجيّة في الوزارات ضمن هامش الصلاحيات المتاحة لهم». ويطل السيد نصرالله مساء اليوم في كلمة له بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.

وواصل القاضي طارق بيطار عمله وإجراءات كالمعتاد في قصر العدل على رغم بدء دورة الانعقاد العادي لمجلس النواب، إذ راسل مجدداً النيابة العامة التمييزية بحسب المعلومات للبت في الخلاف مع وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي في ملف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم كما راسل المجلس الأعلى للدفاع لإعطائه الإذن بملاحقة المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا. وللمرة الثانية على التوالي لم يستدعِ مجلس القضاء الأعلى في اجتماعه أمس القاضي بيطار للاستماع إلى موقفه ورأيه في الاعتراضات الشعبية والسياسية والقانونية على أدائه.

وفيما أشار خبراء قانونيون لـ»البناء» إلى أن «استمرار البيطار بملاحقة الوزراء النواب على رغم انعقاد المجلس النيابي مخالفة جديدة للأصول القانونية وتجاوز لصلاحية مجلس النواب»، في المقابل أشار أستاذ القانون الدستوري د. عادل يمين لـ»البناء» إلى أن «المادة 97 من النظام الداخلي للمجلس النيابي تنص صراحة على أنه إذا لوحق النائب بالجرم المشهود أو خارج دورة الانعقاد أو قبل انتخابه نائباً تستمر الملاحقة في دورات الانعقاد اللاحقة من دون حاجة إلى طلب إذن المجلس، ولكن على وزير العدل أن يحيط المجلس النيابي علماً بالأمر في أول جلسة يعقدها وللمجلس الحق بأن يقرر عند الاقتضاء بناء على تقرير الهيئة المشتركة المكونة من هيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل وقف الملاحقة بحق النائب وإخلاء سبيله موقتاً في أثناء الدورة إذا كان موقوفاً، وذلك إلى ما بعد دورة الانعقاد».

وبرز موقف بالغ الأهمية في ملف المرفأ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اعتبر أن “كارثة مرفأ بيروت كانت مرتبطة برغبة البعض بتحقيق مكاسب مالية من خلال بيع الأسمدة بأسعار أفضل”. وكشف في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية للاجتماع السنوي الـ 18 لمنتدى فالداي الدولي، في مدينة سوتشي، أن “روسيا تمتلك صور الأقمار الاصطناعية المتعلقة بانفجار المرفأ”، وقال إنه “لا يعرف كيف ستقدّم هذه الصور المساعدة في ملف التحقيقات”. وشدد على أن بلاده تدرس إمكانية المساعدة في التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، وستقدم صور الأقمار الاصطناعية أن توافرت. وأكد بوتين، أن “حزب الله يعتبر قوة سياسية هامة في لبنان، روسيا دائماً تقف مع حل أي أزمات عبر الحوار، وبلاده تعمل مع جميع القوى السياسية اللبنانية، للحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام في لبنان”. ولفتت مصادر “البناء” إلى أن دخول بوتين على الملف اللبناني من بوابة تفجير المرفأ وفي هذا التوقيت يحمل أبعاداً سياسية هامة، أما إبداء استعداده للمساعدة بكشف صور الاقمار الاصطناعية الروسية تخفي خشية روسية من مشروع أميركي – غربي ما يخطط لاتهام حزب الله بالتفجير لتهديد الاستقرار الداخلي، ولذلك أشار بوتين إلى قوة الحزب في لبنان والمنطقة، مشيرة إلى أن “في حال كشفت روسيا عن صور الاقمار الاصطناعية قد تغير مسار التحقيقات وتسهل كشف حقيقة ما جرى في 4 آب 2020”.

وتواصلت المساعي السياسية لإيجاد المخرج الدستوري لأزمة تنحية القاضي بيطار وإعادة تفعيل الحكومة في ظل إصرار الثلاثي الوطني أمل وحزب الله وتيار المردة على تنحية البيطار قبل عقد جلسة للحكومة، وأشارت مصادر “البناء” إلى أن المشاورات مستمرة بمشاركة أكثر من وسيط لا سيما رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط الذي زار عين التينة والسراي الحكومي على أن يزور رئيس الجمهورية ميشال عون قريباً، بموازاة مساعي يبذلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع كل من عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد لقاء بينهما، إلا أن المخارج مسدودة حتى الساعة وبرزت دعوة كتلة الوفاء للمقاومة لوزراء إلى تفعيل العمل في وزاراتهم كإشارة على أن الأزمة قد تطول ولا يمكن شل عمل الوزارات إذا ما تأخر اجتماع الحكومة. وهذا ما حصل إذ سارع ميقاتي إلى عقد اجتماعات منفردة في عدد من الملفات الحياتية والمالية، فيما يستغل مصرف لبنان وبعض أطراف الحكومة الأزمة لتمرير قرارات عشوائية ظالمة بحق المواطنين، لا سيما رفع الدعم الكامل عن المحروقات الذي سيرتب تداعيات كارثية على المواطنين ستظهر تدريجاً.

وفي سياق ذلك، عرض الرئيس عون مع ميقاتي خلال استقباله له في بعبدا الأوضاع العامة في البلاد، في ضوء التطورات على مختلف الصعد. وغادر ميقاتي من دون الإدلاء بأي تصريح في وقت أفادت مصادر مطلعة بأن الأخير لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء. وأكدت مصادر بعبدا أن الاتفاق تمّ مع ميقاتي على أن مجلس الوزراء سينعقد في الوقت الملائم تفادياً لأي تشنج أو خضة جديدة في حكومة سريعة العطب ولديها مسؤوليات كبيرة. وبحسب بيان بعبدا، تناول البحث ضرورة الإسراع في إطلاق البطاقة التمويلية في ضوء ارتفاع أسعار المحروقات وانعكاسها على أسعار السلع والمواد الغذائية. وفي هذا السياق تم التطرق إلى مصير القرض من البنك الدولي بقيمة 246 مليون دولار والمعالجات الجارية في شأنه. كذلك بحث الرئيسان عون وميقاتي في نتائج الزيارات التي يقوم بها عدد من الموفدين الدوليين، ومستجدات التفاوض مع صندوق النقد الدولي، إضافة إلى درس عدد من الحلول لمعالجة أوضاع موظفي القطاع العام في ضوء الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها البلاد.

واستقبل عون سفيرة فرنسا أن غريّو وأجرى معها جولة أفق تناولت الأوضاع في البلاد والتطورات الأخيرة. وأوضحت السفيرة غريّو أنها نقلت إلى عون رسالة شفهية من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ضمنها التزامه الدائم لمساعدة لبنان رئيساً وحكومة وشعباً، وأوضحت أن البحث “تناول أيضاً التطورات الأمنية الأخيرة وضرورة معالجة ذيولها، وموضوع الانتخابات النيابية التي التزمت الحكومة إجراءها في الربيع المقبل”.

وفي هذا السياق توقعت أوساط مطلعة لـ”البناء” أن يرد رئيس الجمهورية القانون المعدل الذي أصدره مجلس النواب في جلسته الاخيرة ويعيده إلى مجلس النواب لإعادة النظر ببعض بنوده، لتصحيحها لكي لا تتعرض للطعن من بعض الجهات أمام المجلس الدستوري.

وقال خبراء دستوريون لـ”البناء”: “في حال رد القانون يصبح البرلمان بحاجة للغالبية المطلقة من عدد الأعضاء الذين يؤلفونه من أجل الإصرار على القانون، بالتالي جعله واجب النشر، وعندها يكون بالإمكان الطعن به لدى المجلس الدستوري خلال خمسة عشر يوماً من النشر من رئيس الجمهورية أو من رئيس مجلس النواب أو من رئيس الحكومة أو من عشرة نواب، وعندها يستطيع المجلس الدستوري فور ورود الطعن وقف تنفيذه لحين البت بالطعن وخلال مهلة تقارب الشهر يفصل بالطعن من حيث مدى دستورية القانون”.

ورأس ميقاتي الاجتماع الثاني لـ”لجنة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام. وتلا وزير العمل مصطفى بيرم، بعد الاجتماع، المقررات الآتية: تكليف وزير العمل في ما يتعلق بلجنة المؤشر ورفع الحد الأدنى للأجور للعاملين في القطاع الخاص البالغ عددهم حوالى 800 ألف عامل. تقدّم وزير النقل بدراسة مالية للنقل العام رُفعت إلى وزارة المالية لتحديد التكاليف اللازمة بأسرع وقت ممكن. قدّم وزير المالية نتيجة الدراسة التي كلّفته بها اللجنة في لقاء سابق وفيها يعرض تفصيلاً الإجراءات التي من شأنها الاستجابة للأزمة المعيشية الطارئة وتحديداً رفع البدل الحضوري اليومي للنقل، وإقرار سلفة شهرية كمساعدة اجتماعية للعاملين في الإدارات والمؤسسات العامة والمستشفيات الحكومية والمدارس، ضمن مشروع متكامل وعلمي بعيداً من أي تسرّع أو شعبوية، على أن يتم الإعلان عن ذلك وتحديد قيَم هذه المساعدات والبدلات في أول جلسة لمجلس الوزراء، ثم تطرّق المجتمعون إلى موضوع البطاقة التمويلية، وعرض وزير الشؤون الاجتماعية التعديلات المطلوبة والتي حُوّلت إلى رئيس مجلس النواب الذي أخطر رئيس الحكومة بعقد جلسة نيابية في 28 من الشهر الجاري لإقرار هذه البطاقة ووضعها موضع التنفيذ لمساعدة المواطنين. وأفاد مصدر وزاري بأن وضع البطاقة التمويلية حيّز التنفيذ بات قريباً جدّاً.

على صعيد ملف ترسيم الحدود، كشف رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود بين لبنان والكيان الإسرائيلي آموس هوكشتاين، أن “محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، لا تتناول تطبيع العلاقات، وينبغي أن تُستكمل خلال فترة قصيرة”. وأشار في حديث تلفزيوني، إلى أن “مكامن الغاز المشتركة لم تكن قط خياراً بالنسبة له، في محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأكد هوكشتاين، أن العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا لا علاقة للبنان بها.

وأشار مصدر مطلع على الملف لـ”البناء” إلى أن “الوسيط الأميركي لم يطرح أي شيء جديد بل أن دوره استطلاعي ويقتصر على نقل الرسائل بين لبنان والكيان الصهيوني في محاولة للتوصل إلى شبه صيغة توافقية وأساس للعودة إلى طاولة المفاوضات”، وتساءل المصدر عما سمعه الوسيط من المسؤولين اللبنانيين وماذا إذا كان موقف موحد أم عدة مواقف مختلفة في ظل الخلاف حول مرسوم تعديل مرسوم الحدود 6433 وعلى إضافة تغييرات على الوفد المفاوض”، وأشار إلى أن بعض الجهات الرسمية الداخلية تراعي الموقف الأميركي والتهديد بالعقوبات.

واستبعد المصدر تغيير رئيس الوفد المفاوض العميد بسام ياسين، لا سيما بعد إرجاء إحالته إلى التقاعد ليبقى في موقعه كرئيس للوفد. وقد يصار إلى إجراء بعض التعديلات على الوفد، وهذا الأمر مرتبط بتطور المفاوضات والعروض الأميركية الجديدة ومدى استجابة الكيان الإسرائيلي لها.

المصدر: صحف