خطبة الجمعة لسماحة الشيخ علي دعموش 22/10/2021 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خطبة الجمعة لسماحة الشيخ علي دعموش 22/10/2021

بسم الله الرحمن الرحيم

 

شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال خطبة الجمعة : على ان ما جرى في الاسبوع الماضي في الطيونة ليس امرا بسيطا بل هو امر خطير وكبير لانه كان المطلوب استدراجنا وجر البلد الى حرب اهلية حقيقية، ولولا أهل الصبر والبصيرة لكان لبنان اليوم يشتعل بنار الحاقدين.
وقال: لقد سمعنا منذ حادثة الطيونة من مسؤولي حزب القوات اللبنانية ورئيسه المجرم الكثير من الأكاذيب والاتهامات والترهات حول ما جرى .
ساعة ان ما جرى كان دفاعا عن النفس، وساعة انه كان لصد غزوة حزب الله على عين الرمانة، وساعة ان ما حصل كان ميني ٧ ايار ، وساعة ان السلاح الذي استخدم في المجزرة موجود بايدي الناس وفي كل بيت وليس سلاح تنظيم عسكري .. وغير ذلك من الاتهامات والمبررات الواهية والسخيفة.. لكن كل هذه الاكاذيب والترهات التي ساقها هؤلاء لتبرير المجزرة التي ارتكبوها لا تنطلي على احد، ولن تخفي حقيقة ان ما جرى كان مخططا له مسبقا، وانه نفذ عن سابق تصور وتصميم، وان من نفذ المجزرة كان محترفا ومصمما على القتل، وان المسؤول الاول والاخير عما جرى هو القوات اللبنانية فهي من ارتكبت هذه المجزرة، وان القتل بهذه الطريقة وبهذا الحجم كان يراد منه استدراجنا لردود فعل وجر البلد لحرب اهلية وفوضى شاملة، الهدف منها استنزاف المقاومة وانهاكها وتشويه صورتها وايجاد الذرائع لوضع سلاحها على طاولة التفاوض، والتأسيس لواقع سياسي جديد في لبنان. هذا هو الهدف .. لكن حزب الله لم ينجر الى رد فعل من النوع الذي اراده مرتكبو المجزرة، ولملم جراحه واحتكم للدولة لتحقق في الحادثة وتحاسب القتلة والمجرمين، وبالتالي أفشل ما كانت تخطط له القوات ورئيسها ومن ورائهم.
وأكد: ان حزب الله ليس في وارد الانجرار الى حرب داخلية لا من قريب ولا من بعيد ليس لانه عاجز او غير قادر، بل لانه حريص على البلد وامنه واستقراره وسلمه الاهلي وعيشه المشترك، ولان مشروعه هو مواجهة اسرائيل واعتداءاتها واطماعها وحماية لبنان وليس مواجهة احد في الداخل، وحزب الله يعي تماما ان اي حرب داخلية ستشكل بديلا للعدو للنيل من المقاومة بعدما فشلت كل حروبه ومؤامراته على المقاومة.
ولفت الى ان حزب القوات ورئيسه المجرم يحاول جاهدا اقناع المسيحيين في لبنان بان حزب الله عدوهم، وانه يريد ان يغزو مناطقهم ويفرض ارادته عليهم، وهذه اتهامات كشف كذبها وبطلانها سماحة الامين العام لحزب الله بالوقائع والادلة في خطابه الاخير، ونحن على ثقة بان معظم المسيحيين في لبنان يعرفون ما قاله سماحة الامين العام ،ولديهم مخاوف من حزب القوات ولا يرغبون ان تفرض القوات مجددا عليهم تجربتها وتاريخها وتكرر تجربة الحرب الاهلية بل ان الكثير من المسيحيين يدركون ان حزب القوات هو اكبر خطر عليهم.
ورأى: ان حزب القوات يريد باكاذيبه ومغامراته واجرامه تقديم نفسه للامريكي وحلفائه كعميل يمكن الرهان عليه في مواجهة حزب الله ليلقى الدعم المناسب منهم، وكحامي وحيد للمسيحيين يدافع عنهم ويحريص على مصالهم وتحصيل حقوقهم والهدف هو رفع نسبة تأييده وشعبيته في الشارع المسيحي وتحسين نتائج انتخاباته ، لكن من كان تاريخه حافل بقتل المسيحيين في لبنان في وقائع مشهورة يعرفها كل اللبنانيين لا يمكن ان يكون حاميا او حريصا على المسيحيين في لبنان بل يحاول باكاذيبه استخدام المسيحيين ليكونوا وقودا ومعبرا لمشروع زعامة يطمح اليها حزب القوات ورئيسه الفاشل.
وختم بالقول: اليوم الخلاصة التي قدمها حزب القوات ورئيسه للبنانيين من خلال تصريحاتهم هو تبنيهم الكامل لما جرى في الطيونة واعترافهم بانهم مليشيا مسلحة، وهذا يستدعي من الدولة والاجهزة الامنية والقضائية استدعائهم والتحقيق معهم ومحاسبتهم باعتبارهم عصابة مسلحة ارتكبت اعمالا اجرامية وتسببت بقتل وجرح الابرياء وترويع المواطنين وعرضت الامن والسلم الاهلي للخطر.

نص الخطبة
نبارك للمسلمين جميعا ولادة رسول الرحمة والانسانية محمد بن عبدالله(ص) وولادة حفيده الامام جعفر الصادق(ع) ونسأل الله ان يرزقنا محبتهم وزيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الاخرة.
لقد ولد النبي (ص) في مجتمع معقد ومشرذم, توافرت فيه كل أنواع الضلال والفساد والانحطاط والبعد عن القيم والأخلاق.
ومن قلب مجتمع مُتردٍ على كل المستويات: الروحية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والأمنية ، خرج رسول الله (ص) ليكون رسول رب العالمين إلى الناس جميعاً , يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وليكون قائد عملية التغيير الشاملة بالوحي الإلهي وبالرعاية الربانية وعلى أساس الهدى والحق والصدق والطهر والعفاف.
وقد استطاع النبي(ص) في فترة وجيزة وفي زمن قياسي أن ينقل هذه الأمة من حضيض الذل والمهانة إلى أوج العظمة والعزة والكرامة، وأن يغرس في الأمة شجرة الإيمان والإسلام التي من شأنها أن تغير فيها كل عاداتها ومفاهيمها الجاهلية وأن تقضي على كل أسباب شقائها وآلامها ومعاناتها.
لقد استطاع الإسلام في فترة لا تتجاوز سنواتها عدد أصابع اليدين أن يحقق أعظم إنجاز في منطقة كان يسود فيها الجهل وينعدم فيها القانون وتسيطر عليها الحروب والقسوة والفاحشة وكل مظاهر التخلف والانحطاط.
لقد استطاع الإسلام أن يحدث انقلاباً مدويا وحقيقياً وجذرياً في عقلية ومبادئ ومواقف وسلوك وأخلاق تلك الأمة المشرذمة وأن ينقلها من العدم إلى الوجود ومن الموت والفناء إلى الحياة.
وقد عبر عن ذلك جعفر بن أبي طالب لملك الحبشة عندما وقف أمامه شارحاً له أوضاع الأمة قبل مبعث النبي(ص) وما آلت اليه الاوضاع بعد بعثته(ص) ، حيث قال: كنا قوماً أهل جاهلية, نعبد الأصنام, ونأكل الميتة, ونأتي الفواحش, ونقطع الأرحام, ونسيء الجوار, ويأكل القوي منا الضعيف, فكنا على ذلك حتى بعث الله فينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه , فدعانا الى الله لنوحده ونعبده, ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان, وأمرنا بصدق الحديث, وأداء الأمانة, وصلة الرحم , وحسن الجوار, ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم..
ما كان النبي ليتمكن من تحقيق كل تلك الانجازات لولا ثلاثة عوامل اساسية :
الاول مكانة النبي ,وشخصيته العظيمة وسلوكه الاجتماعي والقيادي: فرسول الله منقبيلة قريش اعظم قبائل العرب قوة ونفوذا وهو بالاخص من بني هاشم ومن البيت الهاشمي الذي يمتاز بالنزاهة والسيادة والزعامة والقيادة والشرف الرفيع، وهو ذلك الرجل الذي كان مجتمعه والعرب بكل اطيافهم يعرفون نسبه العريق وصدقه وامانته وعفافه حتى لقب بالصادق الامين. وهو الذي كان معروفا لدى قريش برجاحة عقله وصالة رايه زقوة خكمته وبصيرته وحسن تدبيره حتى بات مرجعا لهم في الازمات وعند المشلات يعودون اليه لحلها ومعالجتها بحنكته وحكمته. وقد امتازت شخصيته بالأخلاق الإنسانية السامية, وحسن معاشرة الناس ومعاملتهم بالرفق واللين والرحمة والعفو والتسامح والتواضع والترفع عن إساءاتهم وتجاوزاتهم .
وقد قال الله عنه: (فبما رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ).
وقال سبحانه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
ثانيا اصرار هذا النبي(ص) على مواصلة مشروعه وتمسكه بقضيته حتى النهاية وصبره وثباته وتحمله لكل الاذى والمشاق والصعاب والالام ورفضه لكل المساومات والتسويات وتقديم التنازلات حتى لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله على ان يترك هذا الامر ما تركه .
لقد استخدموا مع النبي كل اشكال الترهيب والترغيب وواجه كل ذلك بحنكته وحمته وصبره وبصيرته.
ثالثا: صمود اصحابه وثباتهم في مواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وفي الحروب والمواجهات وتحملهم للالام وصبرهم على الاذى والعذاب والاضطهاد والفقر والجوع ثم اندفاعهم للجهاد والتضحية والشهادة بلك قوة وشجاعة وشوق من اجل الدفاع عن عقيدتهم وقضيتهم ومشروعهم ووطنهم وطاعتهم المطلقة لقائدهم لرسول الله وانضباطهم اما المسؤوليات والتكاليف التي كان يحددها لهم كل ذلك ساهم في تمكين النبي من تحقيق كل تلك الانجازات الانتصارات.
وقد قال الله عنهم:  محَّمدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ.
هؤلاء جهادهم وصبرهم وبصيرتهم مكنت النبي من استكمال مسيرته والانتصار وتحقيق كل تلك الانجازات.
البصيرة مطلوبة في مواقع التحدي حتى لا ينجرف الانسان مع غرائزه وعواطفه وينساق مع انفعالاته وغضبه لانه امام الاحداث الخطيرة والحساسة لا مكان للعاطفة والانفعال والغضب والحماسة بل لا بد من تحكيم العقل وحضوره بحيث يكون هو الحاكم على حركة الإنسان، لا عصبيّاته، ولا انفعالاته، ولا شهواته، ولا مصالحه.
وهذه هي البصيرة لان البصير كما يقول علي من تفكر فابصر وفي حديث اخر انما البصير من سمع فتفكر ونظر فابصر وانتفع بالعبر .
ما جرى في الاسبوع الماضي في الطيونة ليس امرا بسيطا بل هو امر خطير وكبير لانه كان المطلوب استدراجنا وجر البلد الى حرب اهلية حقيقية، ولولا أهل الصبر والبصيرة لكان لبنان اليوم يشتعل بنار الحاقدين.
لقد سمعنا منذ حادثة الطيونة من مسؤولي حزب القوات اللبنانية ورئيسه المجرم الكثير من الأكاذيب والاتهامات والترهات حول ما جرى .
ساعة ان ما جرى كان دفاعا عن النفس، وساعة انه كان لصد غزوة حزب الله على عين الرمانة، وساعة ان ما حصل كان ميني ٧ ايار ، وساعة ان السلاح الذي استخدم في المجزرة موجود بايدي الناس وفي كل بيت وليس سلاح تنظيم عسكري .. وغير ذلك من الاتهامات والمبررات الواهية والسخيفة..
لكن كل هذه الاكاذيب والترهات التي ساقها هؤلاء لتبرير المجزرة التي ارتكبوها لا تنطلي على احد، ولن تخفي حقيقة ان ما جرى كان مخططا له مسبقا، وانه نفذ عن سابق تصور وتصميم، وان من نفذ المجزرة كان محترفا ومصمما على القتل، وان المسؤول الاول والاخير عما جرى هو القوات اللبنانية فهي من ارتكبت هذه المجزرة، وان القتل بهذه الطريقة وبهذا الحجم كان يراد منه استدراجنا لردود فعل وجر البلد لحرب اهلية وفوضى شاملة، الهدف منها استنزاف المقاومة وانهاكها وتشويه صورتها وايجاد الذرائع لوضع سلاحها على طاولة التفاوض، والتأسيس لواقع سياسي جديد في لبنان. هذا هو الهدف .. لكن حزب الله لم ينجر الى رد فعل من النوع الذي اراده مرتكبو المجزرة، ولملم جراحه واحتكم للدولة لتحقق في الحادثة وتحاسب القتلة والمجرمين، وبالتالي أفشل ما كانت تخطط له القوات ورئيسها ومن ورائهم.
حزب الله ليس في وارد الانجرار الى حرب داخلية لا من قريب ولا من بعيد ليس لانه عاجز او غير قادر، بل لانه حريص على البلد وامنه واستقراره وسلمه الاهلي وعيشه المشترك، ولان مشروعه هو مواجهة اسرائيل واعتداءاتها واطماعها وحماية لبنان وليس مواجهة احد في الداخل، وحزب الله يعي تماما ان اي حرب داخلية ستشكل بديلا للعدو للنيل من المقاومة بعدما فشلت كل حروبه ومؤامراته على المقاومة.
حزب القوات ورئيسه المجرم يحاول جاهدا اقناع المسيحيين في لبنان بان حزب الله عدوهم، وانه يريد ان يغزو مناطقهم ويفرض ارادته عليهم، وهذه اتهامات كشف كذبها وبطلانها سماحة الامين العام لحزب الله بالوقائع والادلة في خطابه الاخير، ونحن على ثقة بان معظم المسيحيين في لبنان يعرفون ما قاله سماحة الامين العام ،ولديهم مخاوف من حزب القوات ولا يرغبون ان تفرض القوات مجددا عليهم تجربتها وتاريخها وتكرر تجربة الحرب الاهلية بل ان الكثير من المسيحيين يدركون ان حزب القوات هو اكبر خطر عليهم.
حزب القوات يريد باكاذيبه ومغامراته واجرامه تقديم نفسه للامريكي وحلفائه كعميل يمكن الرهان عليه في مواجهة حزب الله ليلقى الدعم المناسب منهم، وكحامي وحيد للمسيحيين يدافع عنهم ويحريص على مصالهم وتحصيل حقوقهم والهدف هو رفع نسبة تأييده وشعبيته في الشارع المسيحي وتحسين نتائج انتخاباته ، لكن من كان تاريخه حافل بقتل المسيحيين في لبنان في وقائع مشهورة يعرفها كل اللبنانيين لا يمكن ان يكون حاميا او حريصا على المسيحيين في لبنان بل يحاول باكاذيبه استخدام المسيحيين ليكونوا وقودا ومعبرا لمشروع زعامة يطمح اليها حزب القوات ورئيسه الفاشل.
اليوم الخلاصة التي قدمها حزب القوات ورئيسه للبنانيين من خلال تصريحاتهم هو تبنيهم الكامل لما جرى في الطيونة واعترافهم بانهم مليشيا مسلحة، وهذا يستدعي من الدولة والاجهزة الامنية والقضائية استدعائهم والتحقيق معهم ومحاسبتهم باعتبارهم عصابة مسلحة ارتكبت اعمالا اجرامية وتسببت بقتل وجرح الابرياء وترويع المواطنين وعرضت الامن والسلم الاهلي للخطر.

المصدر: موقع المنار