تطورات متسارعة في اليوم التاسع عشر من العمليات العسكرية الروسية داخل الأراضي الاوكرانية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

تطورات متسارعة في اليوم التاسع عشر من العمليات العسكرية الروسية داخل الأراضي الاوكرانية

اوكرانيا

على مشارف انتهاء الاسبوع الثالث من عمليتها العسكرية، تواصل القوات الروسية، التقدّم على اكثر من جبهة في محاور القتال المنتشرة على امتداد الاراضي الاوكرانية، يرافقها قصف مركز على المعسكرات الاوكرانية، لاسيما بعد ورود تقارير مؤكدة عن دخول مقاتلين أجانب، ومنظومات الدفاع الصاروخية المحمولة عبر الحدود الاوكرانية مع كل بولندا ورومانيا.

على الجبهة الجنوبية الشرقية، تشهد بعض المدن الرئيسية المحاصرة على بحري آزوف والاسود المزيد من شدّ الخناق عليها من قبل القوات الروسية، التي تتابع تقدّمها من المناطق التي استولت عليها في اقليم دونباس نحو العمق الاوكراني، في الوقت الذي تستمر فيه هذه القوات احكام سيطرتها على العديد من المناطق في الاقليم الذي يضم جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين.

في آخر التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، خصوع مدينتي ميليتوبول وخيرسون لسيطرة قواتها الكاملة، لتسكمل بذلك عزل مدينة ماريبول، آخر المناطق الاستراتيجية والواقعة على بحر آزروف. ويأتي ذلك بعدما كانت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية بدعم ناري من الجيش الروسي، استطاعت تحرير بلدة فولنوفاخا الاستراتيجية، الواقعة جنوب غرب دونيتسك، والتي تتميز بموقعها على مفترق طرق، تصلها بماريوبول من الجهة الجنوبية الشرقية. ويضاف اليها السيطرة على مناطق عدة شرق مدينة ماريبول، ووصول هذه القوات الى محيط مصنع “آزوفستال”.

وتساعد السيطرة على مدينة فولنوفاخا، القوات الروسية المتقدّمة من الجهة الجنوبية عبر مدينة ميكولايف، من إحكام السيطرة على الطرق الموصلة الى مدينة دينبرو التي تتعرّض لقصف عنيف من قبل القوات الروسية في محاولة لضرب الدفاعات الاوكرانية، حيث تسعى هذه القوات للالتقاء بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية عند حدود دينبرو، لتشكل نقطة دعم للوحدات التي تشق طريقها باتجاه المناطق الواقعة وسط البلاد، حتى العاصمة كييف.

وفي اطار استكمال أهدافها بالسيطرة على خطوط الطرق الرئيسية، وكبح عمل الوحدات الخاصة الاوكرانية، التي تتزود بالمنظومات الدفاعية المحمولة، تقدمت القوات الروسية من مدينة ميكولايف باتجاه مدينة سنيهوريفكا، في محاولة للالتقاء بالقوات المتقدمة من ناحية خيرسون جنوباً، في حين اخترقت وحدات أخرى الطرق المؤدية الى مدينة باشتانكا، للالتقاء بالقوات المتقدمة منها، في حين تواصل وحدات أخرى متقدمة من باشتانكا شقّ طريقها الى مدينة كيروفوهراد وسط البلاد، التي تتقدّم اليها القوات القادمة من الجبهة الغربية والتي اخترقت مدينة بافلوغراد، وتستكمل طريقها باتجاه مدينة نيبروبيتروفيسك.

وعلى المحور الثاني من الجبهة، واصلت القوات الروسية المتقدّمة من بشتانكا شمالاً محاولاتها للسيطرة على مفترق الطرق المؤدية الى اوديسا، وبالتالي عزلها من أي محاولة لامدادها بالسلاح، كما يحاول جزء من هذه القوات الالتفاف غربًا باتجاه مدينة أوديسا، لإحكام الطوق على المدينة الساحلية، الواقعة على البحر الأسود، والتي تُشكل السيطرة عليها خطوة استراتيجية باتجاه عزل أوكرانيا بحريًا، في حين تواصل القوات تقدّمها من حدود أوديساً جنوباً على امتداد 300 كيلومتراً باتجاه العاصمة كييف، مروراً بالمناطق التي دخلتها القوات الروسية.

وفيما لا تزال القوات الروسية تحيّيد مدينة اوديسا المحاصرة عن الهجمات المباشرة، لوحظ أنّ جزء من هذه القوات تحركت باتجاه مدينة فوزنيسينسك، حيث تتجه منها باتجاه مدينة برفومايسك، التي تتميز بموقعها على مفترق طرق، يصلها باتجاه الحدود المالدوفية غربا، والخط الواصل من اوديسا باتجاه العاصمة كييف، حيث أفادت وزارة الدفاع البريطانية أنّ البحرية الروسية فرضت حصاراُ على سواحل البحر الاسود وعزلت اوكرانيا عن ممرات التجارة الدولية، وأنّ صواريخ البحرية الروسية تقصف اهدافا في مختلف انحاء اوكرانيا.

وفي السياق، واصلت القوات الروسية المنطلقة من الجنوب، تقدّمها باتجاه المناطق الواقعة في العمق الاوكراني، على نهر دنيبر، حيث وصلت الى مدينة كروبينيتسكية، في محاولة للالتقاء بالقوات المتقدمة من محور سومي باتجاه النهر، لتشكل قوة دعم أساسية للقوات التي تشق طريقها باتجاه العاصمة كييف، في حين واصلت القوات الروسية تعزيز وحداتها على الطرق الرئيسية المؤدية من مدينة كوتيفا الى مدينة شركاسي، وسط البلاد، حيث تحاول ربط الطرق الموصلة من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية، عبر شبكة تسمح لها بإحكام الطوق على هذه المدن الرئيسية، ومنع دخول أي امدادات عسكرية اليها.

وعلى الجبهة الشمالية الشرقية، أكّد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف أنّ القوات المسلحة تابعت عملياتها الهجومية على خط فوديانوي، وسلادكو، وستيبنو، وترامشوك، ومغلوريوس، حيث تقدمت أحد عشر كيلومترا اضافياً، باتجاه العمق الاوكراني، مشيراً الى انّ هذه القوات أسقطت خلال الليلة الماضية أربع طائرات مسيرة أخرى للقوات الأوكرانية، بما في ذلك طائرة بيرقدار مستوردة من تركيا.

وزارة الدفاع الروسية، أفادت أنّ قواتها سلّمت المعدات العسكرية الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها، إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وتنوعت بين دبابات ومدرعات وناقلات جند، وأنظمة صواريخ مضادة لدبابات “Nlaw” و”Javelin”، مشيرة الى أن هذه المعدات ستستخدم فيما بعد لتحرير أراضي الجمهوريتين الشعبيتين. بالمقابل، أفادت وزراة الدفاع الروسية، عن مقتل عشرين مدنيا وإصابة 28 آخرين، جراء قصف القوات الأوكرانية مركز مدينة دونيتسك بصاروخ من طراز توتشكا، يحتوي على ذخيرة عنقودية، واصفة القصف بـ”جريمة الحرب”.

وفيما لا تزال المعارك مستعرة على مشارف العاصمة كييف التي تسعى القوات الروسية إلى محاصرتها في الاسبوع الثالث من بدء الهجوم على أوكرانيا، استهدفت القوات الجوية الروسية مصنع انتونوف لصناعة الطائرات، كما دمّرت مستودع ذخيرة تابع للقوات المسلحة الاوكرانية بالعاصمة الاوكرانية كييف، وفق ما اعلنت وزارة الدفاع الروسية، التي أشارت الى تدمير ما يقارب أربعة آلاف منشأة عسكرية منذ بداية العمليات في الأراضي الاوكرانية.

وفي آخر التطورات على الجبهة الشمالية الشرقية، تواصل القوات الروسية محاولاتها للالتفاف من مدينة بروفاري، التي تبعد عن العاصمة عشرين كيلو متراً، الى المدن والبلدات الواقعة جنوب شرق كييف، بما يساعدها على إحكام الطوق على العاصمة التي تشهد معارك على تخومها الشمالية والغربية. كما عزّزت القوات الروسية تواجدها على الطرق الرئيسية في مدينة كونوتوب باتجاه مدينة نيزهن، وتحاول هذه القوات الالتقاء بالقوات المتقدمة من مدينة تشيرنيهيف الواقعة شمال العاصمة كييف، المحاذية لنهر ديسنا، والتي تشهد تجمعات كبيرة للقوات الروسية، مقابل دفاعات متقدمة للقوات الاوكرانية المدافعة عن كييف.

امّا على الجبهة الشمالية الغربية التي تتعرّض فيها القوات الاوكرانية، لقصف روسي مركّز، فقد افيد عن مقتل واصابة العشرات في هجوم روسي على قاعدة أوكرانية كبيرة في يافوريف بالقرب من الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي، وقال الحاكم المحلي، مكسيم كوزيتسكاي، إن طائرات روسية أطلقت 30 صاروخاً على مركز يافوريف الدولي لحفظ السلام والأمن بالقرب من لفيف. في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها هاجمت معسكراً غرب أوكرانيا يعمل فيه مدربون أجانب، وأن الضربة قتلت ما يصل إلى 180 من الأجانب ودمرت كمية كبيرة من الأسلحة المقدمة من دول خارجية. وهددت الوزارة بانزال ضربات دقيقة باماكن من سمّتهم بالـ”المرتزقة الأجانب في اوكرانيا”.

وكانت تقارير عدّة أفادت عن وصول آلاف المتطوعين الأجانب الى اوكرانيا للقتال الى جانب الجيش الاوكراني، كما كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ الغرب يقوم بعملية امداد أسلحة ضخمة لاوكرانيا، واصفة اياها بأنها “الأكبر والأسرع في التاريخ”، وأشار التقرير الى أنّ جمهورية التشيك سلّمت السلطات الاوكرانية، أكثر من عشرة آلاف صاروخ محمول على الكتف للدفاع عن البلاد، بينما يشهد “مطار رزيسزو” في بولندا ازدحاماً كبيراً لطائرات النقل العسكرية، في حين ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ الولايات المتحدة قامت بمساعدة الناتو بنقل أكثر من سبعة عشر الف صاروخ مضاد للدبابات عبر الحدود الاوكرانية مع بولندا ورومانيا.

ويُلاحظ أنّ القوات الروسية غيّرت من استراتيجيتها العسكرية عبر أسلوبين مغايرين، الأوّل يتمثّل بالتحوّل من محاولة التقدّم داخل المدن الاوكرانية الى محاولة إحكام الطوق عليها، وتجنب الدخول في حرب مدن مع القوات الاوكرانية التي أعادت تنظيم دفاعتها داخل المدن. والثاني يتمثّل بالتحوّل من التقدّم من عدّة محاور متباعدة بهدف السيطرة على أكبر عدد من المدن، الى الاعتماد على اسلوب تكثيف نشاطاتها على كل الطرق الرئيسية، ومحاولة الربط بين هذه الطرق عبر إدخال فرق إضافية من المناطق الحدودية، والعمل على إلتقاء هذه القوات بالقوات المتقدمة من باقي الجبهات، لتشكل شبكة مترابطة، تشتت من خلالها عمل القوات الخاصة الاوكرانية، وتحدّ من فعاليتها، لاسيّما أنّ هذه القوات استطاعت تدمير أكثر من قافلة عسكرية روسية في بداية الحرب، مستفيدة من المنظمومات الصاروخية المضادة للدبابات المقدمة من الدول الغربية، ومعتمدة على تكتيكات عالية الدقّة، في تحقيق أنشطتها.

المصدر: يونيوز