نص كلمة الامين العام لحزب الله بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في 25-5-2022 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

نص كلمة الامين العام لحزب الله بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في 25-5-2022

السيد نصرالله

فيما يلي، نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عبر شاشة قناة المنار بمناسبة عيد ‏المقاومة والتحرير في 25-5-2022‏ .

أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على ‏سيدنا ونبينا ‏خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار ‏المنتجبين، وعلى جميع ‏الأنبياء والمرسلين‎.‎ السَّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.‏

في عيد المقاومة والتحرير أولاً أتوجه يالتبريك إليكم جميعاً في هذا اليوم، اليوم السعيد، وحقيقةً إذا ‏عُدنا إلى الماضي القريب خلال عشرات السنين الماضية، يعني بالحد الأدنى منذ العام 1982، أتكلم ‏عن تاريخ هذه المقاومة إلى اليوم وما مرّ علينا في لبنان وفي المنطقة من أحداث، لِنبحث عن يومٍ سعيد ‏سوف نجد أياماً قليلة هي الأيام السعيدة، ولكن لا شك أن يوم الخامس والعشرين من آيار عام 2000 ‏كان يوماً سعيداً جداً، الأكثلر سعادةً، وهذا ما شعر به الناس، الناس الذين اعتزوا بهذا الإنتصار، الذين ‏عادوا إلى قراهم وإلى بلداتهم وإلى عائلاتهم، في ذلك اليوم شاهدنا الفرح وليس البسمة، الفرح والبهجة ‏تعمر وجوه وقلوب اللبنانيين، شاهدنا دموع الفرح الذين يبكون، يذرفون الدموع فرحاً للإنتصار ‏وللتحرير وللأيام المجيدة التي حصلت في ذلك اليوم.‏

طبعاً هذه الفرحة عمّت الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، لا أقول كل اللبنانيين لأنه كان يوجد لبنانيون ‏كانوا يهربون إلى كيان العدو، نحن لا ننفي عنهم الصفة اللبنانية على كل حال، وآخرون أيضاً، على ‏كلٍ الأغلبية الساحقة من اللبنانيين شعروا بالإعتزاز والفرح، ولذلك نحن نَتحدث اليوم عن اليوم السعيد ‏في تاريخنا المعاصر.‏

طبعاً كان أسعد الناس بهذا اليوم هم أهل الشريط الحدودي، كل البلدات والمدن في الشريط الحدودي ‏التي يَسكنها لبنانيون من طوائف مختلفة، كانوا من أسعد الناس بهذا التحرير، وأيضاً أهالي البلدات ‏والمدن المجاورة للشريط الحدودي أو لما كان يُسمى بالحزام الأمني في الجنوب وفي البقاع الغربي ‏وفي راشيا.‏

في هذ اليوم السعيد أولاً يجب أتوجه بالشكر إلى الله سبحانه وتعالى، الذي صدقنا وعده، وهو القائل: ‏‏”إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”، هذا وعد إلهي، والله سبحانه وتعالى لا يُخلف الميعاد، يَفي ‏بوعده ويُنجز وعده، وهذ تَحقق أيضاً في 25 آيار2000، ولذلك في أدبياتنا نقول: أن هذا اليوم هو من ‏أيام الله سبحانه وتعالى، هو من الأيام التي تَحقق فيها وعد الله للمجاهدين في سبيله، للمظلومين الذين لم ‏يسكتوا على الظلم، بل ثاروا وجاهدوا وقاوموا وضحوا، فأعطاهم الله سبحانه وتعالى النصر، وواقعاً ‏أعطاهم من حيث لا يَحتسبون ومن حيث لا يَتوقعون.‏

الحمد الله الذي هدانا لهذا الخيار ولهذا الطريق، طريق المقاومة، ولم ننتظر لا نظاماً عربياً رسمياً ولا ‏أُمماً متحدة ولا مجلس أمن دولي ولا عطفاً من أحد في هذا العالم.‏ الحمد الله الذي أعطانا وأعطى المقاومين جميعاً البصيرة والوعي، وأعطاهم العزم والإرادة للسير في ‏هذا اطريق، ومكنهم عملياً من أن يمشوا في هذا الطريق، وأمام الصعوبات وعظيم التضحيات أعطاهم ‏الصبر وأعطاهم الثبات، وواصلوا بكل ثقة وبكل أمل، وخَتم لهم في نهابية المطاف بالنصر والغلبة ‏والعزة.‏

في هذه المناسبة من كل عام، منذ العام 2000 إلى اليوم، أنا في كل خطاب بالمقدمة لدي مقدمة ثابتة، ‏الشكر لله سبحانه وتعالى، والشكر لعباد الله، للناس، للذين صنعوا هذا الإنجاز، أو بتعبيرٍ أدق، صنع الله ‏على أيديهم هذا الإنجاز.‏ ‏ الشكر لكل من قدم وضحى في هذا الطريق، من كل الفصائل، من كل القوى الإسلامية والوطنية، من ‏كل المدن والقرى، من كل المناطق، من كل الطوائف، من كل التيارات التي أيدت المقاومة وساهمت ‏فيها بشكلٍ أو بآخر.‏ من بين هؤلاء المُضحين، يجب أن نَتوجه أولاً إلى الشهداء، الشكر والتحية للشهداء الذين قَدموا ‏أرواحهم ودماءهم الزكية، ولعوائل الشهداء الذين تحملوا آلام فِراق الأعزة والأحبة، الآباء والأمهات ‏ثُكلوا، الزوجات ترملت، الأبناء والبنات يُتموا، ولكنهم تَحملوا أعباء الثَكل أو الثُكل والتَرمل واليُتم، ‏ولم يَضعفوا ولم يَهنوا، وبَقوا طوال الطريق وطوال الخط من الأوفياء للمقاومة، كما شهدنا أيضاً في ‏الأيام الأخيرة.‏

يجب هنا كما جرت العادة أيضاً أن نَذكر بالإسم شهداء ذلك اليوم، يعني يوجد لدينا شهداء استشهدوا في ‏‏18 و19 و20 و21 و22 و23 و24 كان إنسحاب عملياً، سقط عدد من الشهداء من حزب الله ومن ‏حركة أمل ومن أهلنا الكرام، لكن أنا سأُذكر بشهداء حزب الله، شهداء المقاومة الإسلامية، بالإسم: ‏الشهيد حسين عاطف العيساوي، الشهيد علي إبراهيم الزين، الشهيد نزار علي صالح، الشهيد إيهاب ‏أحمد شاهين، الشهيد خضر علي إبراهيم، الشهيد أكرم حسن حمدون، الشهيد يوسف عبد الحسن خليل، ‏الشهيد محمد مصطفى خليل، الشهيد سلمان عبد الرسول رمال، الشهيد حسن مصباح سلمان، وشهيدنا ‏المُجاهد العزيز والحبيب الشيخ أحمد يحيى، تركت هذا الإسم للأخير من أجل أن لا يقولون أننا دائماً ‏نَذكر المشايخ أولاً، الشبيخ المجاهد الذي هو رمز من رموز هذه المقاومة.‏ هؤلاء الشهداء قَضوا في مثل هذه الأيام والتحقوا بالقافلة، قافلة الشهداء، وكانت دماؤهم الزكية شاهداً ‏على الإنتصارات التي حصلت في مثل هذه الأيام.‏

بعد الشهداء، للجرحى الذين فقدوا أيدي أو أرجل أو عيون أو شلل نصفي أو شلل تام أو سمع أو آذان، ‏إصابات متعددة في أجسادهم، وصبروا وما زالوا، وبعضهم قضى شهيداً بعد ذلك، وعائلاتهم أيضاً ‏الشريفة الصابرة المحتسبة.‏ الشكر للأسرى الذين دخلوا إلى سجون العدو منذ العام 1982، إلى السجون وإلى المعتقلات، ‏والمعتقلات المعروفة، أنصار والخيام وعتليت، وفي السجون الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة ‏وأماكن أخرى من الإعتقالات، وتحملوا سنوات طوال، وبعضهم قضى في السجون سنوات طويلة جداً، ‏وعائلاتهم الشريفة أيضاً التي تحملت ذلك.‏ الشكر للمقاتلين للمقاومين لقادتهم الذين أمضوا شبابهم وحياتهم وزهرة شبابهم في ساحات القتال ‏وميادين المواجهة، وسهروا وتعبوا وخططوا وأبدعوا وجهدوا وجاهدوا وقاتلوا وسهروا الليالي وحملوا ‏الآلام والقلق والعبء.‏

الشكر للناس لأهلنا الصامدين الصادقين الأوفياء، سواءً الذين صمدوا في داخل الشريط الحدودي ‏المحتل ولم يُغادروا بالرغم من الظروف القاسية، أيضاً أهلنا الذين صمدوا في القرى الأمامية، والذين ‏تحملوا أعباء المواجهة خلال سنوات طوال، خصوصاً منذ العام 1985 إلى العام 2000، وعموم أهلنا ‏في كل المناطق اللبنانية وبالأخص في الجنوب والبقاع ، اللذين تحملا العبء الأكبر في ردات الفعل ‏والإعتداءات الصهيونية وأعداد الشهداء.‏

طبعاً هنا عندما نتحدث عن الشهداء، أنا أتحدث كما قُلت وعن المقاتلين وعن الجرحى وعن الأسرى، ‏أتحدث عن كل القوى الإسلامية والوطنية ، حزب الله وحركة أمل، كل القوى الإسلامية والوطنية التي ‏شاركت وساهمت في المقاومة وقدمت شهداء وجرحى وأسرى وقاتلت، ومن كل المناطق، وهذا لا ‏يقتصر على منطقة، من بيروت كانت المواجهات الأولى وسقط شهداء في مدينة بيروت العاصمة، في ‏مناطق الجبل، في الضاحية، في خلدة، في الجامعة اللبنانية في الحدث في ذلك الوقت، في صيدا في ‏مدينة صيدا التي أيضاً كانت توجد عمليات في شوارع المدينة وسقط عشرات الشهداء من أهل تلك ‏المدينة، وهكذا عندما نذهب إلى بقية المناطق اللبنانية، البقاع، الجنوب، إلى الشمال، إلى طرابلس ‏هناك شهداء، أنا أتحدث عن كل هؤلاء الشهداء.‏

أيضاً الشكر للجيش اللبناني خصوصاً في السنوات الأخيرة من عمر المقاومة، يعني في التسعينات، ‏خصوصاً في التسعينات كان هناك إنسجام وتكامل وتعاون بشكل أو بآخر ، وبقرار رسمي سياسي، ‏الأجهزة الأمنية اللبنانية أيضاً، الجيش السوري الذي قاتل وقدّم شهداء وقام بالملحمة الإستثنائية في ‏السلطان يعقوب وصمد، فصائل المقاومة الفلسطينية التي قاتلت أيام الإجتياح، وشاركتنا أيضاً عمليات ‏خصوصاً في التسعينات قبل العام 2000، كل هؤلاء نحن طبعاً نَتوجه إليهم بالشكر.‏

أيضاً هنا في عيد المقاومة والتحريرعام 2000، يجب أن نَتوجه إلى الرؤساء المقاومين في ذلك ‏الوقت، يعني فخامة الرئيس العماد إميل لحود، دولة الرئيس سليم الحص، رئيس الحكومة، اي ‏الجهة التنفيذية أو السلطة التنفيذية، مجلس النواب دولة الرئيس نبيه بري، في الحقيقة الرؤساء في ذلك ‏الوقت لم يكونوا فقط داعمين للمقاومة، بل كانوا مقاومين، وكان أيضاً سقفهم عالياً في مواجهة العدو، وكان حضورهم قوياً في ذلك اليوم، وهذا من تدبير الله سبحانه وتعالى أن ‏يَحصل الإنتصار ويتولي سدة الرئاسات الثلاث في الدولة هذه الشخصيات.‏

أيضاً على المستوى الإقليمي، نحن نتوجه بالشكر إلى من وقف مع المقاومة في كل تلك السنين، فيما ‏بعد نتكلم عن أن هذه المقاومة قاتلت في ظل تخلي عربي وتخاذل عربي رسمي، طبعاً الشعوب ‏العربية محبة ومؤيدة ومساندة ” كتر خيرهم”، لكن النظام العربي عموماً، النظام العربي الرسمي، ‏كان نظاماً مُتخلياً عن، أصلاً غير معني بكل ذلك، إن لم يكن أكثر من ذلك.‏

الذي وقف إلى جانبنا بالفعل، إلى جانب المقاومة كلها بالفعل، سوريا منذ ذلك الحين، التي دعمت ‏وأيدت وساندت وقاتلت وسهلت وحمت ظهر وأمنت الغطاء وقدمت كل ما تستطيع ولم تبخل بشيء، ‏وأيضاً الجمهورية الإسلامية في إيران، منذ الأيام الأولى لإنطلاقة المقاومة، دعماً معنوياً وسياسياً ‏وديبلوماسياً وعسكرياً ومالياً وتسليحياً، هذا لم يَعد خافياً على أحد، وخصوصاً في السنوات الأخيرة قبل ‏التحرير في العام 2000، كان الدور المميز للشهيد القائد الكبير الحاج قاسم سليماني ( رضوان الله ‏تعالى عليه).‏

لكل هؤلاء الشهداء نحن نتوجه بالشكر، طبعًا كل الفصائل قدّمت شهداء قادة، نحن قدّمنا أعزّ قادتنا ‏وفي ‏مقدمهم السيد عباس الموسوي أميننا العام، وشيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب، ‏والشهيد ‏القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، وسلسلة طويلة من الشهداء القادة والشهداء. أختم ‏بمقطع ‏الشكر لكل من دعم ولو بكلمة أو موقف أو بيان أو مقالة أو فيلم أو وثائقي أو نشيد أو شعر أو ‏أدب ‏أو فن في لبنان وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي، وعلى امتداد العالم. أخصّ بالشكر ‏وسائل ‏الاعلام في ذلك الحين على قلتها التي كانت مؤيّدة ومواكبة ومن بينها يجب أن أذكر بالتحديد ‏قناة ‏المنار وإذاعة النور اللتين كان لهما دور مميز وكبير في تغطية ذلك الحدث الكبير، ‏والمهم ‏وتعميقه في وجدان اللبنانيين. هذا المقطع الأول، شكر وتقدير وحمد، وهذا واجبنا دائمًا على ‏كلّ ‏حال.‏

حديثي في بقية الوقت في مقطعين، المقطع الأول سأتحدّث عن الذكرى وبما يؤدي إلى بعض ‏النتائج ‏حاليًا، ولن أتحدّث عن الذكرى كذكرى والمناسبة وما جرى. والمقطع الثاني سأتحدّث عن ‏الوضع ‏الحالي كلمة عن لبنان وكلمة عن فلسطين، وما هي ذاهبة إليه في الأيام القليلة المقبلة.‏

عندما نحيي هذه المناسبة يجب أن نؤكّد على أهمية قراءة التاريخ عمومًا، والتاريخ المعاصر ‏لأنّه ‏عندما نقرأ من الـ 82 للـ 2000 ماذا جرى باعتبار أنّنا نتحدّث عن مناسبة الـ 2000 إلى اليوم ‏ما ‏الذي جرى. هذا يزوّدنا بالمعرفة والعبر والدروس، ونكتسب المزيد من التجربة والفهم لما ‏يجري ‏حاليا في بلدنا ولما نحن مقبلون عليه. ولذلك هذا الأمر يجب أن يدوّن، ويجب أن يكتب ‏ونحن ‏ندعو كل صاحب تجربة، وكلّ صاحب قلم، وكلّ مؤرخ، وكلّ مثقف، وكلّ قادر أن يكتب أو ‏يعبر ‏عن تلك المرحلة أن يفعل ذلك هذا يجب أن يبقى للأجيال الأجيال الحالية والأجيال المقبلة، ‏هذه ‏ثروة هائلة من تاريخ لبنان، من تاريخه الجهادي والنضالي والإيماني والثقافي والسياسي ‏التجربة ‏تاريخ حافل بالتضحيات الجسام. يجب أن نستحضر في المناسبة معاناة اللبنانيين على أثر ‏الاجتياح ‏الإسرائيلي من الـ 82، هؤلاء اللبنانيون ماذا عنهم اليوم؟ هناك أجيال عندنا في لبنان لا ‏تعرف ما ‏الذي حصل أصلًا حتى إذا سمعوا بنهاية المطاف مهما شرحنا لا نستطيع أن نشرح المعاناة. ‏عندما ‏بدأ الاجتياح الإسرائيلي سنة 82 ولن أتحدث عن ما قبل الـ 82 وماذا جرى على القرى ‏والبلدات ‏والمدن وأشهر من الحرب المفروضة على لبنان أشهر من القتال المتواصل والقصف ‏الجوي ‏واحتلال العاصمة واحتلال مناطق واسعة والمجازر التي ارتكبت في الكثير من البلدات ‏والقرى ‏والتهجير والتشريد والآلام والأحزان، هذا كله يجب أن نتذكّره ويجب أن تعرفه أجيالنا ‏الحاضرة ‏والآتية.‏

يجب أن يعرف اللبنانيون أيضًا الأجيال الجديدة ويتذكر البقية المعاناة طوال السنوات من الـ 82 ‏إلى الـ ‏‏2000 معاناة الدخول إلى الشريط الحدودي من قبل أهل الشريط الحدودي، المعابر ‏والإذلال على ‏المعابر الأذى الشديد الذي كان يلحق بهم، يتذكرون الاعتقالات السجون، المعتقلات ‏التعذيب في ‏المعتقلات التعذيب الوحشي في معتقل الخيام للرجال والنساء المعتقلين. وكذلك ‏القصف على القرى ‏الأمامية وحتى الخلفية مجازر الأطفال في صيدا وفي النبطية أولاد المدارس، ‏كل هذه المعاناة يجب أن ‏تكون حاضرة اليوم وهذا يعني أن نفهم عظمة هذا اليوم وسعادة هذا ‏اليوم، وأهمية هذا اليوم وما تحقق ‏في هذا اليوم. يجب الإضاءة أيضًا على عدوانية العدو ‏الإسرائيلي على وحشيته على إجرامه على ‏مجازره على انتهاكه لأبسط حقوق الانسان على ‏عدوانيته على على على. هذا كلّه يجب أيضًا أن ‏يحضر ليتأكّد اللبنانيون جميعًا وشعوب المنطقة ‏من حقيقة وجوهر هذا العدو العنصري والمتوحش ‏الذي يحاول أن يقدّم نفسه متحضّرًا ومتمدّنًا، ‏وكيانًا قابلًا للتعايش مع شعوب المنطقة كيانًا طبيعيًا يجب ‏أن تستحضر كلّ التضحيات. يجب أن ‏تستحضر كل التضحيات وما جرى من الـ 82 وحتى الـ 2000 ‏التحرير الذي حصل لم يكن ‏نزهة، ولم يكن منّة لا من إسرائيل ولا من أمريكا ولا من الغرب ولا من ‏النظام الرسمي العربي ‏ولا من المجتمع الدولي ولا من أحد. ما كان ليوم 25 أيار 2000 أن يكون لولا ‏هذه الأثمان الغالية ‏ممن شكرناهم قبل قليل، الشهداء وآلام عوائل الشهداء والجرحى وآلام الجرحى ‏وعائلاتهم، ‏والأسرى وآلام عائلات الأسرى.‏
قتال العمليات النوعية العمليات الاستشهادية الحروب التي حصلت بحجم لبنان نقول حروب في الـ ‏‏93 ‏في الـ 96 نتحدّث حتى الـ 2000. لولا هكل هذه التضحيات وآلام التهجير والتشريد وفقدان ‏الأرزاق ‏وهدم المنازل والبيوت والعيش الغير آمن القلق على مدار الليل والنهار. في النهاية هذا ‏الانتصار أيهّا ‏اللبنانيون أيها الشعب اللبناني لم يأتِ بالمجان، ولم يأتِ فقط بالدعاء، الدعاء كان ‏عاملًا مساعدًا إضافيًا، ‏لم يكن منّة من أحد هذا صنعته الدماء والدموع والأيادي والقبضات، ‏والأصابع على الزناد والعقول ‏والقلوب والإرادات.‏

هذا كله يجب أن نستحضره ويجب أن نستحضر أيضًا، وهذا لاحقًا سيرتّب عليه آثار حقيقة. ‏المواقف ‏في لبنان من الاحتلال من الغزو الاسرائيلي 82 من الاحتلال الاسرائيلي للـ 85 من ‏الاحتلال بعد الـ ‏‏85 للـ 2000 بالشريط الحدودي ومن المقاومة. من قاوم، من وقف، من رفض ‏هذه جبهة من تآمر ‏وتعاون وراهن على العدو كان جزء من مشروع العدو ومن وقف على التل ‏ثلاثة أصناف، وما كان ‏معني لا بالعير ولا بالنفير. هذا مهم ليس من أجل فتح الجروح القديمة، لا ‏هذا من أجل قطع الطريق ‏على المزايدات، من هو السيادي، السيادي الذي يقبل بالاحتلال لبلده الذي ‏يقبل بأن يسيطر العدو على ‏أجزاء واسعة من أرضه؟ هل هذا هو السيادي؟ السيادي الذي يسكت ‏على الاحتلال لعشرات السنين، ‏السيادي الذي يقبل باتفاقية 17 أيار أم السيادي الذي وهذا يظهر ‏من الذي يعنيه سيادة لبنان، حرية ‏لبنان، الكرامة الوطنية الذين ينظر إلى الشعب اللبناني كشعب ‏واحد إذا تألم الجنوب، إذا تألم الشمال أو ‏الجبل أو العاصمة أو البقاع يتألم كلّ لبنان. هذه المواقف ‏هي التي تكشف عن جواهر الرجال ‏والشخصيات والقيادات والمرجعيات الدينية والسياسية والقوى ‏السياسية والأحزاب والأشخاص والنخب ‏والناس أيضًا. هذا كله يجب أن يستحضر، هذه النقطة ‏الأولى.‏

النقطة الثانية الإنجاز الذي تحقّق، الانتصار الذي تحقّق في عام 2000 هو أكبر وأعظم إنجاز ‏في ‏التاريخ المعاصر في الحد الأدنى من 22 سنة. أنا أدّعي وأقول منذ 30 سنة أو 40 سنة ‏بتاريخ ‏لبنان، لكن من الـ 2000 لليوم أهمّ إنجاز لا غبار عليه، ولا شبهة عليه، ولا نقاش فيه، وبعد ‏ذلك ‏تلقّاه اللبنانيون عمومًا بالقبول والاعتزاز والافتخار، حتى أولئك الذين وقفوا على التل حتى ‏بعض ‏أولئك الذين كانوا في الجبهة الأخرى قالوا هو إنجاز وانتصار في عام 2000 في 25 أيار. ‏وهذا ‏كان إنجازًا وانتصارًا لبنانيًا وعربيًا، وأيضًا على مستوى العالم الإسلامي، وموضعّا ‏لافتخار ‏واعتزاز الجميع. ‏

هنا يجب أن نذكّر سريعًا وبجمل مختصرة جدًا خصوصًا لأنّه هناك فاصل بيننا وبين الذكرى 22 ‏سنة، ‏فقط تذكير ببعض هذه الإنجازات. تحرير كامل الأرض اللبنانية باستثناء مزارع شبعا وتلال ‏كفرشوبا ‏والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وتحرير كل المعتقلين في الخيام وكل أولئك الذين كانوا ‏موجودين في ‏مراكز العدو الإسرائيلي ومراكز لحد في الشريط الحدودي. وأيضًا إثبات قدرة ‏المقاومة على الانتصار، ‏هذا انجاز ثقافي معنوي نفسي كسر صورة الجيش الذي لا يقهر الذي ‏بناها بعد عشرات السنين والعديد ‏من الحروب، وإعطاء الأمل للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ‏بإمكانية إلحاق الهزيمة بالعدو ‏وتحرير فلسطين، وكسر مشروع إسرائيل الكبرى، بل دقّ المسامير ‏الأخيرة في نعش مشروع إسرائيل ‏الكبرى لأنّ الجيش الاسرائيلي الذي لا يستطيع أن يبقى على ‏أرض لبنانية النقطة الأضعف في العالم ‏العربي هو لا يستطيع أن يقيم دولة من النيل إلى الفرات. ‏وتفكيك مشروع العدو، تذكرون وقتها إيهود ‏باراك كان رئيس وزراء العدو ووعد بالانسحاب من ‏جنوب لبنان كان لديهم فكرة أنّهم يخرجون ‏ويتركون الدبابات والمدافع، ويقدّمون دعم لوجستي ‏ومالي كبير جدًا لجيش لبنان الجنوبي بقيادة أنطوان ‏لحد في ذلك الوقت.‏

الجيش الاسرائيلي ينسحب يكون وفى بوعده، لكن الشريط الحدودي بقي في يد جيش لبنان ‏الجنوبي ‏جيش انطوان لحد ويحصل القتال بين المقاومين وجيش أنطوان لحد، ويتحوّل إلى قتال ‏داخلي ويعطى ‏لاحقًا بعدًا طائفيًا ويتطور المشروع كان العودة إلى الحرب الأهلية في لبنان عام ‏‏2000. المقاومة في ‏عام 2000 من خلال حركتها السريعة والانهيار الكبير الذي حصل لدى ‏العدو لدى جيش انطوان لحد ‏أيضًا أسقط هذه المؤامرة الخطيرة جدًا. ومن انجازات انتصار عام ‏‏2000 تثبيت معادلة الردع ‏والحماية لأنّه هذا تأسّس بتفاهم نيسان 1996 عندما وضعت معادلة ‏اسمها تقصفون المدنيين لدينا ‏نقصف، وعندكم تقصفون قرانا نقصف قراكم ومستعمراتكم هذا ‏جرى في الـ 2006 وثبت عام ‏‏2000. وعمليا رأينا بعد الـ 2000 كيف كان حال الجنوب والقرى ‏الحدودية.‏

وكان انتصار عام 2000 من أهم العوامل لانطلاق الانتفاضة في فلسطين بعد أشهر قليلة، وأيضًا ‏من ‏أهم الإنجازات في عام 2000 في انتصار 2000 أنّ الخط البياني لكيان العدو القوة ‏العسكرية ‏المتصاعدة الكيان الاسرائيلي المستكبر المستعلي كان يسير بخط بياني صعودًا حتى الـ ‏‏2000 ‏وفي 2000 بدأ ينزل هبوطًا بدأ يهبط رأينا كيف انسحب من جنوب لبنان بلا قيد ولا ‏شرط، ‏ورأيناه لاحقًا في مواجهة الانتفاضة في فلسطين، ورأيناه أيضًا في تحرير غزة والانسحاب منها ‏بلا ‏قيد وبلا شرط، ورأيناه بعدها في المواجهات انتقلت المعركة إلى داخل فلسطين المحتلة، ‏وصار ‏العدو في مأزق عسكري وأمني وتطور الموقف إلى ما حصل العام الماضي في سيف القدس ‏لأنّ ‏هذه الأيام هي الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس أيضًا، وما يواجهه اليوم وكل هذا ‏الذي ‏نراه من جدران التي تبنّى على الحدود اللبنانية الفلسطينية وعلى حدود غزة وعلى حدود ‏الضفة ‏الغربية، هذا كلّه الخط البياني النزولي الانحداري. وهذا بالحقيقة في عام 2000 ما تنبّأ به ‏وتحدّث ‏عنه نتنياهو المنافس على رئاسة الوزراء مع إيهود باراك، وقال إنّ المسار التاريخي ‏لدولة ‏اسرائيل قد انقلب بدءً بالانسحاب من لبنان عام 2000. هذا الكلام سنة 2007، المسار ‏التاريخي ‏لدولة اسرائيل قد انقلب وبدأ انحدارًا، ولست أنا من أوصف هذا رئيس حكومة العدو الذي ‏أمضى ‏في رئاسة الوزراء أطول مدة بدءًا من الانسحاب من لبنان عام 2000 وصولًا إلى الانسحاب ‏من ‏قطاع غزّة وانتهاء بحرب تموز عام 2006. هذا الانحدار بدأ من يوم خطاب بيت ‏العنكبوت، ‏وحفر بيت العنكبوت عميقًا في الوعي الاسرائيلي في وعي القادة، وفي وعي النخب وفي ‏وعي ‏الجيش، وفي وعي الضباط والجنود وفي وعي الناس العاديين.‏

إذًا هذا الانتصار بالحقيقة أسّس لمسار استراتيجي قومي على مستوى المنطقة بكاملها. ‏واليوم ‏الإسرائيليون وفي النهاية سأتحدّث بكلمتين وهم يعيشون عقدة العقد ‏…الثمانين، انه هل يبقى هذا ‏الكيان ويعبر الثمانين سنة او ينهار ويضمحل ويزول قبل ان يصبح ‏عمره ثمانين عاماً!؟ الان هو ‏عمره 74 عاماً، هنا نحن نذكر بالانجاز السياسي، بالانجاز ‏العسكري، بالانجاز الأمني، بالإنجاز ‏الاستراتيجي، ايضاً اريد ان اذكر بالانجاز الاخلاقي الذي ‏حققته المقاومة وبالتالي عبّرت عن حقيقتها، ‏عن هويّتها، عن ماهيتها، عن جوهرها هي لم تكن ‏تتصنّع ذلك هي مارست ما هو كامن فيها من قيم ‏واخلاق، الانجاز الاخلاقي في تصرف ‏المقاومين مع الشريط الحدودي مع جنود جيش لحد الذين ‏استسلموا مع الاسرى الذين وقعوا في ‏الاسر وحتى مع تجمع الهاربين مع عائلاتهم على الحدود اولئك ‏ارتكبوا مجازر مهولة بحق اهل ‏القرى وكان يمكن اطلاق النار عليهم إما تحت عنوان عملاء فارّين ‏وما شابه ولكن لم يُطلق ‏النار، العدو هو الذي اغلق الابواب عليهم وبعد ذلك وبعد إذلال طويل فتح ‏أمامهم الابواب، في ‏كل الاحوال هذا كان انجاز اخلاقي، وجه اخر للانجاز الاخلاقي – طبعاً هذا يجب ‏ان تضعوه ‏امام مشاهد اخرى حصلت في لبنان في الحرب الاهلية – جانب اخر من الانجاز الاخلاقي، ‏ان ‏هذه المقاومة عندما انتصرت لم تحتكر الانتصار لنفسها بل وجهت الشكر للجميع، وانا كمُعبّر ‏عن ‏احد فصائل هذه المقاومة الاساسية “حزب الله” كما قلت وبدأت خطابي من 22 سنة نقف ‏ونشكر ‏الجميع ونعترف بفضل كل من له فضل في هذه المقاومة ولا نحتكر المقاومة وانجازاتها ‏وعملياتها ‏لانفسنا، كان هناك قوى اساسية قاتلت وقاومت وبذلت جهودا وقدمت شهداء وجرحى ‏وكان منها اسرى ‏وهذا كله نحن نعترف به ونحترمه ونقدره ونفتخر به ان المقاومة كان لها هذا ‏التاريخ وهذه الفصائل ‏وهذا الامتداد في كل الطوائف، شهداء مسلمون ومسيحيون شهداء من ‏اتباع المذاهب الاسلامية ‏المختلفة وهذا طبعاً نحن نقدره ونعترف به ولذلك لم نحتكر الانتصار لانفسنا ونقول حزب الله انتصر ‏او حزب الله او حركة امل انتصروا وان كان بطبيعة الحال ‏لحزب الله وحركة امل الحظّ الاوفر ‏لاسباب لها علاقة بالجغرافيا والديموغرافيا وطبيعة الجبهة ‏واولوية القتال وما شاكل، لكن المقاومة لم ‏تحتكر لا العمليات ولا الانجازات ولا الانتصارات ولا ‏دماء الشهداء، هذا ايضا انجاز اخلاقي يجب ان ‏نذكر به دائماً.‏

النقطة التي بعدها، ان هذه المقاومة عندما انتصرت هذا ايضا له بعد في الموضوع الاخباري ‏والوطني ‏والسياسي، هذه المقاومة عندما انتصرت تتذكرون الخطاب الاول في بنت جبيل، بكل ‏التاريخ على ما ‏يُقال – نحنا ما عاملين استقراء تام – لكن المعروف ان المقاومة كانت تستلم ‏السلطة او تصبح جزءاً ‏اساسياً من السلطة، بالحد الادنى حزب الله كجزء اساسي في المقاومة ‏المنتصرة لم يطالب بالسلطة ولم ‏يحكم، المقاومة الوحيدة التي انتصرت ولم تحكم هي المقاومة ‏في لبنان وبشقها الاساسي حزب الله، ولم ‏نطالب اي لم نأت ونقول رغم ان اصدقائنا كانوا ‏رؤساء مقاومون وسوريا في ظهرهم لم نأت ونقول ‏نحن قاتلنا ونحن انتصرنا ونحن قدمنا ‏شهداء ونريد حصتنا ونريد ان نكون شركاء ونريد الحصة ‏الاوفر والاعظم والاكبر ونريد ان ‏نغير النظام السياسي والتركيبة السياسية في النظام والحصص ‏وتوزيعها كما يتحدث الكثيرون ‏بهذه اللغة لم نفعل ذلك، وهذا ايضاً يجب ان نذكر به اللبنانيين اننا نحن ‏اعتبرنا اولاً اننا لم نقاتل ‏من اجل السلطة، نحن قاتلنا من اجل الدفاع عن بلدنا وتحرير بلدنا الدفاع عن ‏شعبنا من اجل ‏امنه وامانه وكرامته وهناءة عيشه ومن اجل سيادة البلد والوطن ومن اجل الكرامة ‏الوطنية وهذا ‏يعني القتال في سيبل الله عز وجل ونحن قاتلنا في سبيل الله عز وجل لم نطلب سلطة ولم ‏ننظر ‏الى السلطة ولم نطمع بسلطة ولاحقا عندما دخلنا في الحكومة وانا شرحت في الخطابات ‏في ‏المهرجانات الانتخابية اننا عندما دخلنا الى المجلس النيابي دخلنا من اجل الدفاع عن ‏المقاومة ‏ونكون صوت المقاومة، في الـ 2005 اضطررنا للدخول الى الحكومة من أجل حماية ‏ظهر ‏المقاومة لا نريد ان نعود ونكررها تعرفون هذا البحث، وبعدها عندما اصبحنا في الداخل ‏اصبحنا ‏معنيين في النهاية بملفات الناس، أردت أن اذكر بهذه الحقيقة لكل اولئك الذين يقولون ‏بأن حزب الله ‏يريد الهيمنة على البلد والسيطرة على قرار الدولة ويريد الحكم ويريد السلطة ‏ويعشق السلطة، ابداً على ‏الاطلاق، نحن بالنسبة لنا حضورنا اليوم في الحكومة او في المجلس ‏النيابي او في الدولة هدفه حماية ‏ظهر المقاومة والمساهمة في معالجة ملفات الناس والا هذه ‏السلطة بكل ما فيها لا تعني لنا شيئاً على ‏الاطلاق، في الـ 2005 بعض الدول الاوروبية كانت ‏تراهن اننا عندما ندخل حزب الله على السلطة ‏ويذوق عسل السلطة وطعم السلطة هو لوحده ‏سيتخلى عن المقاومة وسيشعر ان سلاح المقاومة بات ‏عبئاً عليه، هؤلاء يفهموننا بشكل خاطئ، ‏نحن بالنسبة لنا السلطة اذا كنا في السلطة فهي وسيلة لخدمة ‏عباد الله ولعبادة الله عزّ وجل ‏والمقاومة هي وسيلة، لا السلطة هدف ولا المقاومة هدف، الهدف هو ‏اعلى من ذلك بكثير، هذه ‏نقطة ايضاً يجب التذكير بها.‏

‏ النقطة التي تليها كون هذا النقاش لا زال قائماً حتى اليوم، انه ‏يخرج اناس اليوم ومن بضعة ايام ‏خرجوا ومن بضعة اسابيع واشهر والسنة الفائتة وما قبلها ‏وصولا الى ما قبل الـ 2000، عندما نتكلم ‏عن المقاومة يخرج ويقول حسناً انتم من كلّفكم –‏تعلمون من هوَ ليس هناك داع لان نسمّيه – واكثر ‏من جهة واكثر من حزب سياسي واكثر من ‏شخصية، من كلفكمَ؟؟ عجيب هذا السؤال! يأتي واحد مثلا ‏ويرى ان نصف البلد واكثر محتل في ‏الـ 82، والجيش الاسرائيلي يريد البقاء ولو لم تحصل مقاومة ‏كان انشأ مستعمرات في جنوب ‏لبنان ولديه اطماع في الوزاني وفي الليطاني والمعتقلات مليئة بآلاف ‏الشباب ومئات الصبايا ‏وإذلال للشعب اللبناني وقتل وقهر وذُل ويأتي ويقول لك انت من الذي كلّفك ‏بقتال العدوّ!؟؟ حسناً، ‏أنت ماذا فعلت والدّولة ماذا فعلت والمجتمع الدولي ماذا فعل؟ عجيب هذا السؤال ‏واقعاً، أنا في ‏رأيي هذا السؤال يعبّر عن تخلف سياسي وانحطاط اخلاقي ان تقول لشعب بلده محتل ‏وجزء ‏كبير من الرجال والنساء في السجون، والعدو يريد ان يبتلع البلد وخيراته وثرواته وإذا ما ‏اراد ‏هؤلاء الناس ان يقاتلوا يقول لهم من كلّفكم؟ بدل من ان تقوم انت وتقاتل وتساندهم ‏وتدعمهم ‏وتؤيدهم وتدافع عنهم تأتي وتضع عليهم إشكالا كأنهم قد ارتكبوا خلاف قانوني أو خلاف ‏ديني او ‏خلاف اخلاقي او خلاف قيم او خلاف وطني، لهؤلاء نقول، كنا نقول، ونبقى نقول، الذي كلفنا ‏هو ‏واجبنا الانساني، ضميرنا، اي انسان حي، اي انسان حرّ، اي انسان يمتلك ضمير لا يمكن ‏ان ‏يسكت لا على الظلم ولا على الاحتلال ولا على الاذلال ولا على القهر ولا على ضياع ‏الاوطان، ‏واجبنا الانساني، واجبنا الاخلاقي، واجبنا الوطني، واجبنا الديني هو الذي دعانا لأن ‏نقاتل نحن وكل ‏من قاتل أن يكون التحرير عام 2000، واليوم نفس المنطق، اليوم انتم من كلفكم ‏ان تحموا؟ المشكلة ‏سأقول لكم أين، لأن هذا له علاقة بالمستقبل، المشكلة ان هناك اناس لا ‏يعتبروا اسرائيل عدو وإن ‏كانوا قد قالوا عدو صهيوني وعدو اسرائيلي هذه مجاملات، في قرارة ‏انفسهم في داخلهم هم لا يعتبرون ‏الاسرائيلي عدوا وحقهم عندما يقولوا من الذي كلفكم وطلب ‏منكم انه لماذا قاتلتم لأن الذين قاتلو قبل الـ ‏‏82 حتى الـ82 اسقطوا المشروع الاسرائيلي الذين اذا ‏راجعتم الشخصيات التي تسألنا من كلفكم هم ‏كانوا جزءا من المشروع الاسرائيلي الذي سقط ‏ولذلك طبيعي ان يعترضوا ويقولوا من كلفكم ومن ‏طالبكم!! هناك من لا يعتبر بأن اسرائيل عدو ‏وبأن اسرائيل تهديد وبأن لدى اسرائيل اطماع لا في مياه ‏لبنان ولا في غاز لبنان ولا في نفط ‏لبنان، وهناك من لا يعتبر ان اسرائيل تهديد للأمن في لبنان ‏ولصيغة العيش في لبنان اساساً، لا ‏يعتبروها تهديدا ولذلك هي ليست عدوا، اذا لماذا انت حامل الراية ‏وتريد ان تحمي البلد، البلد ليس ‏في دائرة التهديد! النقاش يبدأ من هنا، يبدأ بكيف نحمي؟ ما هي ‏الاستراتيجية الدفاعية الوطنية؟ ‏ما هي السبل الافضل والمتاحة لبنان دولةً وشعباً ليحمي نفسه وسيادته ‏وثرواته؟ يبدأ من الاول ‏اننا متفقين ان اسرائيل عدو!؟ متفقين بأن اسرائيل تهديد!؟ متفقين بأن اسرائيل ‏لديها اطماع!؟ ‏متفقين ام غير متفقين!؟ – بصراحة ولا يوم كنا متفقين – الان في المستقبل نتفق او لا ‏نتفق لا ‏اعلم، لا اعلم الغيب ولكن انا اقول لكم ولا يوم كنا متفقين ولا يوم، اذاً اليوم ايضاً نحن ‏نحمي، ‏هذه المقاومة تحمي، تقول لي بتكليف مِن مَن؟ أقول لك واجبنا الانساني والاخلاقي ‏والوطني ‏والديني وهذا لا يحتاج الى إذن من أحد، عندما يكون شعبك وبلدك وسيادة بلدك وثروات ‏بلدك ‏ومستقبل اجيالك مهددة بالخطر وبالعدوان وبالاحتلال وبالنهب وبالسلب من واجبك ان ‏تحمل ‏بندقية وتقاتل وتدافع وتحمي. ‏

النقطة التالية، اريد ان اذكر ايضا – الان اصبحنا على نهاية نقاط التذكير – بأن هذه المقاومة ‏التي ‏انتصرت في 25 ايار 2000 قاتلت في ظل الانقسام اللبناني ولم يكن هناك اجماع لبناني – ‏وكنت ‏اتكلم منذ قليل بأننا لطالما كنا مختلفين – لم يكن هناك اجماع لبناني حول المقاومة وخيار ‏المقاومة ‏وفعل المقاومة لم يكن هناك اعتراف لبناني اجماعي بالمقاومة انا اذكر بعض وسائل ‏الاعلام وبعض ‏المرجعيات الكبرى في البلد كانت تقول عندما تتكلم عن الجنوب والمقاومة في ‏الجنوب تقول دورة ‏العنف، الى 25 ايار وسائل اعلام في لبنان لا تقول عن شهداء المقاومة ‏شهداء تقول قتلى، كأنه هناك ‏مشكل بين اثنين فيوجد قتيل اسرائيلي وقتيل لبناني من المقاومة ‏مثلاً، حتى كلمة شهيد لم تُعطى ‏لهؤلاء، لم يكن هناك اجماع واليوم انا اتكلم بهذه النقطة لماذا، ‏لأقول ان المقاومة التي صنعت ‏الانتصار عام 2000 لم تكن موضع اجماع والمقاومة التي ‏انتصرت في تموز عام 2006 لم تكن ‏موضع اجماع، نعم كان هناك تأييد من قوى سياسية ‏وتيارات في مختلف الطوائف اي لم يكون هنا ‏الانقسام طائفي كان الانقسام سياسي، نحن نتذكر ‏في حرب تموز كان هناك قوى اساسية وزعامات ‏كبيرة جداً مسلمة ومسيحية كانت تقف وتساند ‏المقاومة، الانقسام السياسي كان موجود دائماً هذا لم يكن ‏انقسام طائفي حول المقاومة، كان ‏انقساما سياسيا حول المقاومة، الان يأتي واحد ويقول المقاومة كانت ‏موضع اجماع وطني قبل ان ‏تذهب الى سوريا ففقدت الاجماع او قبل ان تتدخل في مسائل المنطقة ‏ففقدت الاجماع، فلتعد ‏المقاومة من سوريا ولا تتدخل في شؤون المنطقة كي يحصل اجماع حولها – ‏هنا يوجد مغالطة ‏‏– لم يكن هناك اجماع على المقاومة قبل الذهاب الى سوريا وقبل التدخل في شؤون ‏المنطقة ‏وبالتالي حتى لو عدنا لن يكون هناك اجماع واذا اردتم نستطيع ان نجرب، قدّموا لنا ‏ضمانات ‏انه نعم يصبح هناك اجماع حول المقاومة وعلى كل حال المعركة في المنطقة انتهت لم ‏تعد ‏بحاجة الينا، الموضوع قابل للدرس وللنقاش لكن على كل حال هذا على سبيل الجدال، لا هناك ‏من ‏هم موقفهم واضح وخاضوا الحملة الانتخابية كلها على هذا العنوان والذي يسمى ‏‏”المقاومة وسلاح ‏المقاومة ونزع سلاح المقاومة”، ‏والمقاومة اليوم تمارس كما مارست وظيفة التحرير في ‏ظل الانقسام ‏وانتصرت وقاتلت في حرب تموز في ظل ‏الانقسام وإنتصرت، هي اليوم تحمي لبنان في ظل ‏الانقسام ‏وتحقق إنجاز الحماية، هل يستطيع أحد أن ‏يناقش بأن لبنان ليس محمياً؟ واقعا لبنان محمي، ‏هذا ‏الاسرائيلي ومناوراته، رئيس وزراء العدو يخرج ‏ليقول بأن لديه مناورات كبيرة وضخمة ولكننا ‏لا نريد ‏أن نفتح مشكلا مع أي أحد، هنا البركة بماذا؟ الاغاني! ‏ثقافة الفن؟ مع إحترامي لثقافة الفن، ‏وأن هذه مقاومتنا ‏مقابل مقاومتكم، ماذا؟ المقاومة الجادة القوية القادرة ‏التي لديها سلاح وإستشهاديين ‏ولديها صواريخ دقيقة ‏ولديها دفاع جوي ومقاتلين ذو بأس شديد، هذه المقاومة ‏هي التي تجعل العدو ‏يقف على رجل ونصف، وهو ‏يرسل رسائل التطمين، وهو الذي يكون حذر ومنتبه ‏وأن لا يذهب الى ‏المخاطرة، اذا اليوم المقاومة تؤمن ‏حماية لبنان، ضمن المعادلة الذهبية وفي ظل الانقسام، ‏الحماية ‏منجزة وستبقى منجزة، وهل تريدون أن ‏نناقش، نحن جاهزون للنقاش، نحن لا نتهرب من ‏النقاش على ‏الإطلاق، على كل، وهذا الحماية المنجزة ‏اليوم وعلى مدى 22 عاماً، أسس لها الإنتصار في 25 ‏أيار ‏‏2000، يعني هذه من بركات هذا الامر، يوجد ‏شيء أخر له علاقة بالمناسبة لكن اكتفي بهذا ‏المقدار ‏لنتكلم بأمور أخرى، حاليا هذا النقاش الموجود في لبنان ‏والإختلاف والسجال حول مسألة ‏المقاومة هو قديم ‏حتى نكون واقعيين، هو قائم وسيستمر، كل واحد ‏إستخدم كل وسائل الإقناع التي لديه ‏وكل الإستدلالات ‏التي لديه، وكل الحجج التي لديه، من مع ومن ضد، ‏ومن إقتنع إقتنع ومن لا يريد أن ‏يقتنع لم يقتنع، بطبيعة ‏الحال خيار المقاومة هناك من يؤيده وهناك من ‏يعارضه وهناك من يقف على ‏التل، وكل فريق يسعى ‏من المؤيدين ومن المعارضين أن يحاول أن يحشد رأي ‏عام أكبر، تأييد ‏جماهيري ورأي شعبي أكبر لخياره ‏ولفكرته، بكل الاحوال هذا هو الواقع الموجود حاليا ‏حول هذه ‏المسألة، لكن في اللحظة الحالية الذي نريد أن ‏نتكلم به أنه المقاومة بعد أن تعرضت ‏للإستهدافات ‏الامنية بقتل قادتها، يعني الحاج عماد والسيد ذوالفقار ‏والحاج حسان اللقيس الخ، وقبل ذلك ‏الشهيد السيد ‏عباس والشهيد الشيخ راغب وبعد أن تعرضت لحروب ‏في تموز الـ1993، نيسان ‏‏1996، تموز 2006، كل ‏هذا فشل، كانت المعركة الأخيرة وكل التشويه ‏والاكاذيب لا أريد أن أخذ ‏وقتا في هذا الموضوع، ‏كانت المعركة الاخيرة الضغط على بيئة المقاومة ‏المباشرة وعلى البيئة التي ‏تؤيد المقاومة وحلفاء ‏المقاومة ورأينا النتائج، واليوم المقاومة تشعر أكثر من ‏أي وقت مضى انها قوية ‏وأنها محتضنة من شعبها ‏وبيئتها ومن ناسها ومن الذين تحملوا التبعات معها ‏خلال أربعين عاما، ‏حسنا، أنا أريد أن أقول اليوم ‏إضافة لما قلناه في كل الأيام الماضية أنه من الممكن ‏أن تستمروا في ‏السجال ومن الممكن أن نبقى مختلفين، ‏وكل واحد فينا يبقى حجته وأدلته، لكن هذا لن يؤدي ‏إلى نتيجة، ‏وهنا في الواقع الحالي في الايام الأخيرة ‏بعض القوى السياسية يحصل لها إلتباس، وهذا طبعا ‏نتيجة ‏خلل في الفهم وحتى خلل في النية، أي خلل في ‏النوايا، يعني مثلا عندما يتكلم مسؤولو حزب الله ‏يتكلمون ‏بصوت عالي، يقولون حزب الله يهددنا، وعندما يتكلم ‏حزب الله بصوت هادىء، يقولون حزب ‏الله يشعر بالضعف ‏وبالإرباك ومحشور، القراءة الاولى خطأ، والقراءة ‏الثانية خطأ، إذا خرج أحدهم ‏وقال أنه من يفكر بنزع ‏سلاح المقاومة بالقوة يدفع البلد إلى حرب أهلية، هذا ‏صحيح، يقولون: حزب ‏الله يهدد بحرب أهلية، وإذا ‏خرج أحد مثلي مثلا وقال: يا جماعة نحن جاهزون ‏للحوار وأنا أقترح إذا ‏الموضوع لن نصل إلى نتيجة ‏فيه حاليا فلنأجله سنة أو سنتين، حزب الله ضعيف ‏ومحشور ولا يعرف ‏ماذا يتكلم، هذا خطأ بالفهم وخلل ‏بالفهم وخلل بالنوايا، أنا أحب أن أقول لهم في عيد ‏المقاومة والتحرير ‏في اللحظة الحالية التي أنا أتكلم ‏معكم فيها في الساعة التي هي أمامي وهي على الدقائق ‏التي هي ‏أمامي وأمامكم، في هذه اللحظة منذ العام ‏‏1982 إلى اليوم لم يكن حزب الله والمقاومة في لبنان ‏أقوى ‏مما كانت عليه اليوم، عسكريا وأمنيا وسياسيا ‏وشعبيا وماديا ومعنويا في لبنان وفي المنطقة، ولم ‏تكن ‏ظروفها الداخلية والإقليمية أفضل مما هي عليه اليوم، ‏من أجل ان تكونوا مطمئنين وأن لا ‏تشتبهوا في التقدير ‏وفي الفهم وتخطؤون في إتخاذ القرار، هذه المقاومة ‏اقوى مما تتوقعون، وأقوى مما ‏تتصورون، ومعنوياتها ‏عالية، يعني لا يكفي للشخص أن يكون قويا أو يشعر ‏أنه قويا، المطلوب ‏الاثنين، لأنه من الممكن أن يشعر ‏أنه قويا وهو ضعيف أصلا، في الواقع المقاومة قوية ‏وفي الواقع ‏نحن نشعر أننا أقوى من أي زمن مضى، ‏كي لا يخطأ احد في حساباته في هذا الموضوع، نحن ‏عندما ‏عرضنا أن نؤجل البحث سنة أو سنتين، لأنه ‏نحن همنا اولويات الناس، كم الدولار اليوم؟ قفز ‏فوق ‏الـ34 ألف، نعيد ونكرر، الكهرباء ودواء السرطان ‏والطحين والمخابز والأفران، ولا زال هناك ‏من يتكلم ‏بعالم آخر، يتكلمون بجنس الملائكة، هذا يعبر عن ‏فقدان روح المسؤولية، أولا عندما يبقى ‏هناك دولة وبلد ‏لكي تأتي لتطالبنا بأن نسلم سلاحنا للدولة، فلنأتي في ‏البدء نحن وإياكم لندع هناك دولة، ‏هذه الدولة في ‏المسار الذي تفكرون به وتمشون به ذاهبة إلى الإنهيار، ‏مؤسسات الدولة ذاهبة إلى ‏الإنهيار، أصلا الجيش ‏اللبناني والقوى الامنية اليوم من ماذا تعاني؟ هذه ‏الرواتب التي يتقاضونها، هل ‏هي رواتب؟! قيادة ‏الجيش وقيادة الاجهزة الامنية دائما تشكي وتنعي، في ‏البداية فلتجدوا حلا لمسألة ‏الليرة والدولار والراتب ‏والحقوق وإمكانية الحد الأدنى من الحياة في هذا البلد ‏ليبقى جيش وتبقى دولة ‏وبعد ذلك نناقش إذا نسلم ‏سلاحنا للدولة او نسلم سلاحنا للجيش، لذلك في هذا ‏الموضوع، لا تفهموا ‏بشكل خاطىء ولا تقرأوا بشكل ‏خاطىء، وأنا أجدد الدعوة على كل حال وأقول لكم ‏أجدد الدعوة من ‏موقع القوة ومن موقع الإقتدار الذي لم ‏يسبق له مثيل للمقاومة منذ أربعين عاما، هل تريدون ‏منا أن ‏نتكلم بهذه الطريقة؟ من هذا الموقع أنا أجدد ‏الدعوة إلى الشراكة وإلى التعاون، وهذه هي الملفات، ‏يوجد ‏من يقول أنه صحيح حزب الله يدعو إلى ‏الشراكة وإلى التعاون لكنه يريد أن يحتكر قرار ‏الحرب ‏والسلم، قلنا لكم هذا الموضوع موضوع الاستراتيجية ‏الدفاعية نحن جاهزون لنناقش بها، وإن ‏كنتم تريدون ‏أن نناقش كل شيء بعرض بعضه البعض نحن ‏جاهزون لذلك، ليس لدينا مشكلة في ذلك، ‏ما نصل به ‏لنتيجة نذهب ونعمل عليه، والأصل في هذا الموضوع ‏أن نتفق مثل ما قلت في المقطع ‏السابق على أن ‏إسرائيل عدو، إسرائيل تهديد، إسرائيل لديها أطماع، ‏يجب ان يكون لدينا قراراً ‏لمواجهة إسرائيل، نذهب ‏بالإستراتيجية الدفاعية ونناقش كيف نواجه إسرائيل، ‏نحن أيها اللبنانيون في ‏عيد المقاومة والتحرير، أخر ‏كلمة في المقطع اللبناني، وأختم في المقطع الفلسطيني ‏بكلمتين، في ‏الحقيقة نحن في خلافنا السياسي في البلد ‏نضع الناس في الحد الأدنى، نحن أمام خيارين، يوجد ‏خيار ‏لبنان القوي والغني، ويجد خيار آخر، لبنان ‏الضعيف والمتسول، ما هي ترجمت هذين الخيارين؟ ‏لبنان ‏القوي هو القوي بالمعادلة الذهبية، المعادلة ‏الذهبية التي أثبتت قدرة لبنان على التحرير عام ‏‏2000، ‏وعلى الصمود في عام 2006، وعلى الحماية ‏منذ 2000 و2006 إلى اليوم، هذا إنجازه، ما ‏هي ‏المعادلة الثانية، قوة لبنان في ضعفهَ! المعادلة الثانية ‏هي في أن الدولة تستطيع أن تحمي لوحدها؟ ‏هذا لبنان ‏الضعيف في رأينا، إن كنتم تريدون أن نناقش نحن ‏جاهزون بالمنطق، نحن لا نتكلم لا ‏بالشعارات ولا ‏وبالخطابات الحماسية، هذا لبنان القوي بالمعادلة ‏الذهبية، والذي يستطيع أن يحصل ‏حقوقه وثرواته من ‏النفط والغاز والمياه، ولبنان الغني الذي يذهب مثلما ‏تكلمت بكل الخطابات وسأظل ‏أتكلم بكل خطاب إن شاء ‏الله، سأظل أطالب المسؤولين بالدولة اللبنانية والشعب ‏اللبناني أن يطالب أن ‏هذا الكنز الموجود في البحر، أنا ‏قلت أن أحد المسؤولين قال لي أنه نحن لبنان لديه نفط ‏وغاز بما يقدر ‏ب 200 مليار دولار، أنا لا أدعي أن ‏لدي خبرة، ولكن منذ مدة هناك دراسة متخصصة تقول ‏أن الثروة ‏النفطية والغازية الموجودة في المياه الأقليمية ‏والمنطقة الإقتصادية الخاصة للبنان تصل إلى ‏‏500 ‏مليار دولارا أميركيا، حسنا، اليوم قرأنا في وسائل ‏إعلام العدو الاسر ائيلي أن ‏الاوروبيين ‏يفتشون عن بديل للغاز وللنفط من روسيا، بدأوا بعقود ‏مع العدو، من أجل أن يصدروا لهم ‏الغاز، وإذا أخرج ‏النفط، من هنا من جانبنا، نحن اللبنانيين نشاهد، لا ‏نستطيع لا أن نقوم بأي شيء، ‏يوجد لدينا ثروة هائلة ‏‏200 مليار أو 300 مليار أو 500 مليار، وهذه ‏الثورات نسد فيها دين لبنان، ‏ونعمر فيها لبنان، ونخلق ‏من خلالها فرص عمل، وتتحسن فيها سعر الليرة، ‏تصوروا أن لبنان يستطيع ‏بيع النفط، انه اخرج ‏النفط والغاز وبدأ بالبيع، وعلى خط عشرات مليارات ‏الدولارات هذا لوحده ‏سيحسن سعر العملة اللبنانية، ما ‏هو مدى بركات هذا الموضوع على لبنان؟ نستطيع بهم ‏أن نعمر ‏أنفاقا وجسورا ومستشفيات وجامعات، ونصبح ‏بذلك دولة غنية بكل ما للكلمة من معنى، نحن ‏ندعو ‏إلى الدولة الغنية، لبنان يستطيع ان يكون دولة غنية ‏بالنفط والغاز وأيضا بالزراعة والصناعة ‏اللتين دمرتا ‏ضمن السياسات الإقتصادية السابقة، لأنه كلها بنيت ‏على مشروع التسوية الذي طار، هذا ‏لبنان القوي ‏والغني، في المقابل لبنان الضعيف المستول على أبواب ‏صندوق النقد الدولي، على أبواب ‏سفارات الدول، على ‏أبواب سفارات بعض دول الخليج، ماذا سيقدمون لك؟ ‏حتى المساعدات التي ‏ستأتي من دول الخليج أو من ‏مكان أخر، حتى لو أتت بلا قيد ولا شرط وبلا منة، كم ‏سيعطوك؟ مليارا ‏أو أثنان أو ثلاثة أو أربعة أو 6 ‏مليارات دولارات أو سبعة مليارات أو كم؟ هل يحل ‏هذا مشكلة لبنان؟ ‏هذا لا يحل مشكلة لبنان، الذي يحل ‏مشكلة لبنان فقط هذا الخيار، وهو فقط بحاجة إلى ‏شجاعة، هل ‏تريدون أن تجربوا الإجماع الوطني فلنبدأ ‏من هنا، هل تريدون إستراتيجية دفاعية فلنأتي ‏ونناقشها، ‏يوجد موضوع إسمه الغاز والنفط اللبناني في ‏المياه الإقليمية وفي المنطقة الإقتصادية، تفضلوا ‏لكي ‏نرى ونشكل إجماعا وطنيا كيف نحمي هذه الثروة ‏وكيف نستخرجها، لا يكفي أن نحميها وأن ‏تبقى في ‏المياه، كيف نستخرجها ونبيعها من أجل تحسين كل ‏أوضاع اللبنانيين، وهذا خيار موجود ‏ومتاح وممكن، ‏ممكن جدا جدا جدا، أنا لا أتكلم بخيالات، لكن يحتاج إلى القليل من الجرأة، لا يحتاج ‏إلى شجاعة عظيمة، يحتاج إلى القليل من الجرأة، يحتاج فقط هذه عتبة الخوف والحسابات الضيقة ‏والشخصية والأميركي والاسرائيلي وماذا يفعل، هذه العتبة فقط أن نفشخ عنها خطوة واحدة عندها نحن ‏يمكن كلبنان أن نحصل على ثروة بقيمة مئات مليارات الدولارات، اللبنانيين أحرار أن يختاروا ما ‏يريدون. ‏

المقطع الأخير بالموضوع الفلسطيني، أنا أريد أن أنبه اليوم، أريد أن أنبه لبنان لأنه أكثر بلد معني بما ‏سيجري، دول المنطقة، حكومات المنطقة، شعوب المنطقة، وأيضاً القوى العالمية التي تعتبر نفسها ‏معنية بشكل أو بآخر بما يجري في منطقتنا. خلال الأيام القليلة المقبلة هناك أحداث قد تحصل في ‏فلسطين، في القدس، قد تؤدي إلى انفجار كبير، وهذه حقيقة، يمكن هناك كثر لا يواكبون لأنهم ‏مشغولون بأشياء أخرى وتفاصيل أخرى ولكن هذه الحقيقة، بعد عدة أيام هناك شيء اسمه عند ‏الاسرائيليين مسيرة الأعلام، يأتون هؤلاء المستوطنين وخصوصاً الجماعات الدينية المتطرفة منهم ‏ويحملون الأعلام الاسرائيلية ويجتمعون ويدخلون إلى أحياء القدس القديمة بما فيها الأحياء الاسلامية. ‏عادة هذا يؤدي إلى استفزاز كبير ويؤدي إلى تصادم مع سكان هذه الأحياء والخطر الكبير هو أن يقوم ‏هؤلاء بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى والاعتداء على هذه الباحات أو الاعتداء على المسجد – ‏المسجد المعروف – وبعضهم بدأ، بعض المنظمات الارهابية، هم كلهم إرهابيين، بعض المنظمات ‏تعلن بأنه يجب العمل أو التخطيط لتدمير قبة الصخرة، هذه القبة الذهبية التي تشاهدونها على التلفاز.

‏حسناً، هذا الموقف الاسرائيلي، حكومة العدو سمحت لمسيرة الأعلام أن تعبر في أحياء القدس القديمة، ‏المقاومة الفلسطينية بإجماع فصائلها أعلنت موقف حاسم وواضح بأن هذا إذا حصل لن يبقى بدون رد ‏قوي وكبير، معنى ذلك إذا حصل، المقاومة الفلسطينية وعدت وتوعدت بالرد قد تذهب الأمور إلى ‏انفجار كبير داخل فلسطين، وأنا هنا أريد أن أقول لحكومة العدو ولمن يمون على حكومة العدو ولمن ‏يعنيه الوضع في المنطقة بأن أي مس بالمسجد الأقصى وبقبة الصخرة سيفجر المنطقة، هذا الأمر ‏سوف يستفز كل الشعوب العربية والاسلامية وكل إنسان حر وكل إنسان شريف وكل إنسان مقاوم ‏وكل إنسان مجاهد، وبالتالي عليهم أن يعرفوا أن التمادي في العدوان على المسجد الأقصى وعلى ‏المقدسات في مدينة القدس الاسلامية والمسيحية سيؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة وسيؤدي إلى ما لا ‏تحمد عقباه، والصهاينة يعرفون بأنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالذهاب إلى هذا المدى، هم عندهم ‏أزماتهم وعندهم مشكلاتهم، عندهم مثل ما تحدثنا في بداية الخطبة عقدة العقد الثامن. اليوم الإخوان ‏أرسلوا لي نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيلية، رئيس حكومة العدو بينت قام بزيارة لأحد الأماكن إلتقى ‏مع مجموعة من الناس وخطب بهم، ماذا قال لهم؟ الأمر الأول الذي يقض مضجعي هو الانقسامات ‏والكراهية الداخلية في شعب إسرائيل أكثر من إيران ومن حماس – يعني هذه إسرائيل اليوم، إسرائيل ‏المأزومة المنقسمة المنخورة الفاسدة من داخلها – أقول هذا بمسؤولية لأن الانقسام الداخلي في الحقيقة ‏ينتزع منا القدرة على مواجهة التحديات، إنه يشلنا مثل أن تتلقى حقنة تشلك أمام العدو، لا يمكنك ‏التعامل والقتال مع أي شيء ليس فقط مع العدو، هناك دول في العالم مشلولة من شدة الاستقطاب ولا ‏تنجح في دفع مجريات.

هذا واقع العدو وهذا واقع جيشه وهذه المناورات التي يقومون بها واليوم على ‏تلفزيون المنار شاهدنا الجنود كيف يصعدون إلى التلة والجبل وقبل عدة أيام شاهدنا المسيرة في الشمال ‏وهذا بقمة الاستنفار والتنسيق الدقيق بين الأذرع والجهوزية العالية والقبة الحديدية وأخطأوا بالمسيرة ‏فاعتبروها لحزب الله وتبينت أنها لهم، هذا هو واقع العدو، العدو الذي هذا واقعه، الذي لم يمر زمان – ‏أنا لا أقول هو ضعيف ولا يستطيع أن يفعل شيء – لكن نسبة لأي زمان مضى من 1948 هو لم يكن ‏بهذا الضعف أو الوهن وخصوصاً الوهن الداخلي، لذلك حكومة العدو يجب أن لا تقدم على خطوة قد ‏تكون نتائجها كارثية على كل الكيان وعلى وجود هذا الكيان المؤقت، على كلٍ هذا الواقع الحالي الذي ‏عندهم الله سبحانه وتعالى حدثنا عنه في كتابه المقدس، الله سبحانه وتعالى يتحدث عنهم يقول ” وألقينا ‏بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً ‏والله لا يحب المفسدين”، هذه حقيقتهم، هذا جوهرهم. ‏

إذاً شعوب المنطقة، حكومات المنطقة، دول المنطقة، صحيح كلٌ في بلده ومشغول بمصائبه وبمشاكله ‏وبأولوياته ولكن أنا أدعو الجميع إلى الترقب وإلى الانتباه وإلى الاستعداد وإلى التنبه لما قد يجري من ‏حولنا وقد تكون له تداعياته الكبيرة والخطيرة على المنطقة وهذا كله يتوقف على مدى حماقة العدو، ‏على إقدامه على الحماقة أو تراجعه عن هذه الحماقة. ‏

في كل الأحوال يجب في آخر الكلمة أيضاً أن ألفت إلى أن المناورة الاسرائيلية الكبرى التي ” طوشونا ‏فيها” تقريباً غداً ينتهي ثلاثة أسابيع منها ويبقى أسبوعا، نحن ما زلنا على جهوزيتنا، على استنفارنا، ‏من هنا أتوجه إلى أحبائي وإخواني وأعزائي وتاج الرأس من مجاهدي المقاومة الاسلامية المرابطين ‏على كل الثغور وفي كل المواقع والذين هم أصحاب العيد وأهل العيد، عيد المقاومة والتحرير، أوجه ‏لهم التحية وأعايدهم، كل عام وأنتم بخير، وأشكرهم على سهرهم ويقظتهم وجهادهم وصبرهم وتعبهم ‏وإن شاء الله هذا كله بركة في الدنيا وفي الآخرة وأجر ثواب وعزة وكرامة وحماية وشرف وتنتهي ‏المناورة ونعود إلى وضعنا الطبيعي إذا ذهبت المنطقة إلى الوضع الطبيعي وأسأل الله سبحانه وتعالى ‏أن يدفع المكاره والمكروه عن الجميع، عن الشعب الفلسطيني، عن لبنان، عن المنطقة، عن المقدسات. ‏
كل عام وأنتم بخير، أعطاكم الله العافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

للإطلاع على أبرز ما جاء في كلمة السيد نصرالله، اضغط هنا.

المصدر: العلاقات الإعلامية

البث المباشر