دراسة: القراءة للأطفال بصوت عالٍ تجعلهم أكثر ذكاء – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

دراسة: القراءة للأطفال بصوت عالٍ تجعلهم أكثر ذكاء

أشارت العديد من الدراسات الى ان  القراءة امام الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة لها اهمية كبيرة واثر ايجابي سواء على مستوى تنمية المهارات اللغوية والإدراكية أو على المستوى العاطفي والوجداني، لأن القراءة تجعل الطفل يتفاعل مع أحداث القصة بشكل أكبر.

وجاء في  أحدث دراسة لباحثين من جامعة ترينتو University of Trento بإيطاليا إلى احتمالية أن تكون القراءة بصوت عالٍ للأطفال في الفئة العمرية من 6 وحتى 12 عاما من العوامل المهمة التي تساهم في ارتفاع مستوى الذكاء لهم.

أجرى الباحثون الدراسة على 626 من الطلاب في 32 مدرسة حول أرجاء إيطاليا حيث يتلقى الأطفال عادة حوالي 6 ساعات من الدروس في يوم دراسي مدته ثماني ساعات. وقام الباحثون بعمل مجموعة عمل مع التلاميذ بشكل تفاعلي interventional group بحيث يقوم المعلم بقراءة بعض القصص الخيالية المناسبة لكل فئة عمرية من الطلاب على أن تكون القراءة بصوت عالٍ لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم. وكانت هناك مجموعة «ضابطة» control group بمارس أنشطتها بشكل طبيعي بحيث تكون هذه المجموعة هي المحددة للنتائج بشكل محايد.

وكانت النتائج عبارة عن حصيلة جهود استمرت لمدة عقد من الزمان لتأثير القراءة بصوت على كل من البالغين والأطفال وهو الأمر الذي دفع المقاطعة إلى إقرار القراءة لمدة ساعة يومياً في المدارس. و أوضحت أن قراءة الروايات الأدبية يمكن أن يكون لها فوائد أخرى للأطفال مثل تنمية مهاراتهم العاطفية الاجتماعية.

وتميز الأطفال الذين تمت القراءة بقدر أكبر من المفردات أكثر من أقرانهم الآخرين كما كانت أكثر تنوعاً بجانب أنهم أصبحوا أكثر دراية بالكتب والمجهود المبذول في كتابة كتاب معين، وفي المجمل اكتسبوا معرفة أوسع بالعالم من حولهم. وأشار الباحثون إلى أهمية التركيز على (التفاعل) بشكل أساسي أكثر من (القراءة) كفعل مجرد رغم فوائدها الكثيرة. ولكن المثير في التجربة هو ارتفاع الصوت بالحدث موضحين أنه دائما كانت مكتبات المدارس تحتوي على آلاف الكتب ولكن لم يكن لها نفس التأثير التفاعلي خاصةً على الأطفال الذين لا يستطيعون التركيز لفترات طويلة.

ونصحت الدراسة البالغين الذين يقومون بالقراءة للأطفال سواء المعلمين أو الآباء في المنازل بضرورة تغيير نبرة الصوت مع الحدث والتحرك بشكل دائم إذا أمكن ذلك والإشارة إلى الأشياء المختلفة التي تكون ذات صلة بموضوع الرواية فضلاً عن عمل أداء تمثيلي معين لتكون التجربة أكثر فاعلية وتأثيراً على الأطفال. ومن المعروف أن هناك العديد من الورش الفنية التي تؤهل الأشخاص لممارسة (الحكي) بصفته فنا بحد ذاته.

وقال الباحثون بأن العديد من الأطفال الذين يعرفون القراءة ربما يحجمون عن ممارستها لعدم معرفتهم المعاني المختلفة للكلمات سواء المعاني المباشرة التي تفوق معلوماتهم أو المعاني بشكلها المجازي مما يجعل فعل القراءة غير ممتع ولكن المشاركة بالاستماع للقصة وشرح معانيها المختلفة تخلق ارتباطا بين الطفل والحدث وعندما يقرأ هذه الرواية بمفرده بعد ذلك يشعر بمتعة كبيرة نظراً لإحاطته بالأحداث بشكل كامل.

 

المصدر: مواقع