حدث اليوم | أربعٌ وأربعون عاماً على الثورة… ايران هزمت الطاغية مجدداً – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

حدث اليوم | أربعٌ وأربعون عاماً على الثورة… ايران هزمت الطاغية مجدداً

170176333

بعد أربع وأربعين عاماً، قالت ايران كلمتها مجدداً. كأن هتافات “الله أكبر” و”خميني يا إمام” تصدح مجدداً بوجه الطاغوت، فلكل حقبة طاغوتها والمنتفضين عليه. كل ما حدث منذ أيلول/سبتمبر الماضي (وفاة الشابة مهسا أميني)، كان لتغيير إحداثيات هذا المشهد. لكن الصورة أبلغ مصداق على فشل المخطط، فكيف لشعب رافض لنظامه أن ينزل بهذه الكثافة ويعلن مجدداً مبايعته لثورة أسست ورسمت وجه ايران الحالي القوي المقتدر؟ سقطت كل المخططات. بدت كل المسرحيات الإعلامية التضليلية والتي أنفق من أجلها الملايين، مثيرة للضحك، أما من مارسوا الشغب والقتل والارهاب فمجرد امتداد للديكتاتور الذي أسقطه امامٌ وشعبٌ عظيم في مثل هذا اليوم من العام 1979.   

 مسيراتٌ مليونية  جابت كافة المناطق الايرانية، كان لها وقعٌ خاص في نفوس الايرانيين هذا العام بعد ما مروا به من استحقاقات أمنية كبيرة، ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء. وإحياءً للذكرى الـ44 لانتصار الثورة الإسلامية (عشرة الفجر)، شهدت العاصمة طهران وجميع المدن والقرى مسيرات حاشدة نحو الساحات المركزية.

ايران هزمت الطاغية مجدداً
ايران هزمت الطاغية مجدداً

وبعد توقف دام عامين بسبب تفشي فيروس كورونا، انطلقت منذ الصباح مسيرات جماهيرية حاشدة في أكثر من 1400 مدينة في أرجاء البلاد رافعين شعارات “الموت لأميركا” و”الموت لاسرائيل”. مسيرات شعبية جدد المشاركون فيها العهد والميثاق مع الأهداف السامية للإمام الخميني (رض) والثورة الإسلامية.

ففي محافظة سيستان وبلوتشستان، التي شهدت العديد من أعمال الشغب خلال الفترة الأخيرة، وحاول كثيرون تظهيرها بأنها ضد النظام القائم في الجمهورية الإسلامية، رُفع العلم الإيراني ورددت هتافات الدفاع عن الثورة ونظام الجمهورية.

مشهدد تكرر في مدن مشهد وبجنورد وكركان أيضا، حيث انطلقت مسيرات حاشدة رافعة الشعارات المناصرة والداعمة لثورتها والمنددة بالاستكبار والصهيونية.

وشهدت شوارع مدينة أهواز في محافظة خوزستان ومدينة رشت في محافظة غيلان كباقي المدن الإيرانية حضورا جماهيريا غفيرا، يحاكي وحدة الشعب بمختلف أطيافه.

أما في شيراز وإصفهان وخراسان الشمالية وإيلام وغيرها من المدن والمحافظات، أكد المشاركون في المسيرات الحاشدة على الوحدة والتكاتف في مواجهة مؤامرات الأعداء، وسيرهم على خطى الامام السيد علي خامنئي في مواجهة كل القوى التي تضمر السوء بإيران.

أما في محافظة كردستان فلم تمنع الثلوج والبرد القارس الإيرانيين من المشاركة بحماس في مسيرة إحياء ذكرى الثورة، حيث شهدت أكثر من 100 نقطة حشداً كبيراً من المواطنين.

إلى أهالي محافظة کرمان (مسقط رأس الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني)، إذ حضروا بحماس رافعين شعارات الموت لأميركا و الكيان الإسرائيلي، مجددين البيعة مع الثورة الإسلامية.

أما المدن والمحافظات الجنوبية المطلة على الخليج، فلم تتخلف عن الميعاد وخرجت كباقي أبناء الوطن في مسيرات، ففي محافظات بوشهر وبندرعباس رفع المواطنون شعارات “التحية للإمام وللشهداء”، و”دماءنا هدية لقائدنا”، و”كلنا معا”.

ومن “مدينة أهواز” التي قدمت الكثير من الشهداء من أجل الحفاظ علی حدود البلاد، شاركت  حشود غفيرة في احتفالات ذكری انتصار الثورة. وشهدت هذه المسيرات حضور العديد من القوميات المختلفة من العرب والبختياريين والأتراك والأكراد وغيرهم.

حضور ملحمي  للشعب الإيراني شكّل رسالة واضحة للعالم: الشعب الايراني سيبقى دائماً مناصراً وداعماً لثورته ومحافظاً عليها.

الرئيس الايراني: إنتصرنا من جديد 

 الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي أكد أن “الشعب الإيراني قد انتصر من جديد على مخططات العدو، وذلك من خلال مشاركته في مسيرات إحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية”.

وخلال كلمته صباح اليوم السبت بساحة الحرية في طهران، أمام الحشود المليونية لابناء الشعب الايراني، وصف الرئيس الايراني يوم انتصار الثورة الإسلامية بأنه “يوم بداية الاستقلال ونهاية الاستبداد وتحقق إرادة الشعب الإيراني العظيم”، مضيفاً  “اليوم حضر الشعب إلى الساحات والميادين ليجدد البيعة للإمام والقائد والشهداء ولثوابت الثورة ومبادئها”.

اية الله رئيسي في مسيرات "22 بهمن"
اية الله رئيسي في مسيرات “22 بهمن”

وقال السيد “نحن لم نجتمع اليوم لنخلد ذكرى الثورة فحسب بل جئنا في 11 شباط/ فبراير هذا العام لنقول إننا انتصرنا من جديد على مخطط العدو”، مؤكداً أن “الشعب الإيراني سجل اليوم ملحمة كبيرة وأفشل مخططات الأعداء”.

هذا ولفت الرئيس الايراني إلى  أن شعبه “سيواصل طريق التقدم والازدهار رغم مؤامرات الأعداء وفرضهم حروباً، عليه وقد خرج منها منتصراً”. كما أشار الرئيس رئيسي إلى أن “الغريب إزالة الكونغرس الأميركي كيانات إرهابية عن لائحته السوداء، وهذا الأمر وصمة عار على الولايات المتحدة”.

وأكد أن “صمود الشعب الإيراني هزم ضغوط الأعداء القصوى وقد اعترف الغرب بذلك”، متابعاً أن “بلادنا ورغم الحظر الجائر عليها تتمتع باستثمارات كبيرة وثابتة، وتعاظمت قدراتنا في كل المجالات”، مضيفا أن الغرب “أراد من خلال مشروع الاحتجاجات إثارة الفتنة في بلادنا، وشنّوا حرباً هجينة عليها على مختلف الصعد”.

وأشار إلى أن الغرب “خطط لمشروع الاحتجاجات بعد فشل كل ضغوطه وعقوباته على شعبنا”، مشيراً إلى أن “صوت الملايين من شعبنا اليوم هو أبلغ رد على مؤامرات الأعداء”.

وقال الرئيس الإيراني إن “مكانة المرأة لدينا هي في أعلى المقامات بينما مكانتها لدى الأعداء هي في الدرك الأسفل”، وذلك رداً على كل الاتهامات والشائعات والحملات التي طالت ايران في الفترة الأخيرة في ما يتعلق “بقمع المرأة وفرض الحجاب عليها ومنعها من ممارسة دور فعال ومؤثر في المجتمع”.

وأوضح رئيسي، قائلاً “نساؤنا حرائر ويتمتعن بالحرية ويحضرن في كل المجالات بفضل الثورة”.

وفي جانب آخر من خطابه، أكد السيد رئيسي أن “الغرب هو من أنشأ داعش ومولها وسلحها لقتل الأبرياء، لكن شهداءنا وفي مقدمهم الحاج قاسم سليماني قضوا على هذا التنظيم الإرهابي”، مضيفاً “نفخر بأننا نراعي حقوق الإنسان بينما الغرب شوهها، ومثال على ذلك الانتهاكات بحق شعوب فلسطين واليمن وأفغانستان”.

وأكد أن “الغرب هو الذي ينتهك حقوق الإنسان ويرتكب الجرائم الشنعاء”. وأعلن رئيسي أمام جماهير شعبه أن “اليوم نشهد حرب الارادات، إرادة شعبنا وقيادته الحكيمة والقوات المسلحة ونسائنا ورجالنا ومتمسكون باستقلالنا وإنجازاتنا”، مؤكداً أن “رايتنا نريدها دائماً مرفوعة عالياً ويجب أن تزداد قوة وشموخاً، ومتمسكون بإحقاق الحق وبإيران واحدة لا شرقية ولا غربية”.

احياء ذكرى انتصار الثورة

وقال “شعبنا ما زال متمسكاً بشعارات الثورة.. وأعداؤها يريدون بث اليأس لكنهم تلقوا رسالة جديدة اليوم”، لافتاً إلى أن “على المخدوعين أن يعلموا أن حضن الشعب مفتوح لهم، ونحن متمسكون بالنظرة الأبوية التي أرساها القائد تجاههم”.

وأكد رئيسي أنه “ندرك أن الغرب أراد فقط زرع الفتنة وأسر إيران ولم يكن ابداً يريد إرساء حقوق شعبنا”، مشيراً إلى “مواصلة مسيرنا، وحكومتنا بدأت بمواجهة القضايا الطارئة كما حصل في أزمة كورونا حيث وصلت أعداد الوفيات إلى الصفر”. وقال الرئيس رئيسي في هذا السياق إن “حكومتنا تمكنت من تجاوز العجز الذي بلغ المليارات، وكذلك مشاكل الاستثمارات، وقد تمكنا من حل الكثير من المشاكل.. وقادرون على تجاوز كل المشاكل الاقتصادية التي يعانيها شعبنا”.

وفي جانب آخر من كلمته، تقدم الرئيس الإيراني بـ “أخلص التعازي للشعبين التركي والسوري في البلدين الصديقين والشقيقين لنا”، قائلاً إن “شعبنا أثبت أنه الصدّيق الوفي لحلفائه”.

إيران تستعرض قدراتها العسكرية

هذا وعرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، صواريخ بالستية، وطائرات مسيرة، وصاروخ کروز البحري، بالإضافة إلى ناقلات جنود وغيرها من المعدات الدفاعية، على طريق مسيرة إحياء الذكرى الرابعة والأربعين لانتصار الثورة في طهران.

إيران تستعرض قدراتها العسكرية
إيران تستعرض بعضاً من قدراتها العسكرية

ومن بين الأسلحة التي استعرضتها إيران صاروخ “عماد” البالستي، والمسيّرة شاهد 136 وصاروخ كروز المضاد للسفن وحاملة الجنود التكتيكية “طوفان” والمركبة التكتيكية “رعد” ومسيّرة “مهاجر 6”.

احتفالات “عشرة الفجر” في نيجيريا والهند

الاحتفالت بذكرى انتصار الثورة الإسلامية لم تقتصر على ايران فقط، فقد شارك مسلمو نيجيريا في مسيرات إحياء الذكرى السنوية الـ44 لـ “عشرة الفجر”.

وشارك الآلاف من مسلمي نيجيريا عصر الجمعة في مسيرات أقيمت في العاصمة النيجيرية أبوجا وولاية كانو شمال البلاد، وحمل المشاركون في هذه المسيرات الحاشدة صور الامام الخامنئي والقائد الشهيد الحاج قاسم سليماني وأعلام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما حملوا لافتات كُتب عليها شعارات ‘‘الموت لإسرائيل’’ و‘‘الموت لأمريكا’’.

وعن تأثير الثورة الإسلامية على الشعب النيجيري، قال أحد مسؤولي الحركة الإسلامية في نيجيريا، الشيخ عبد الميد بلو، في حديث لوكالة “إيران برس” بمدينة زارايا، إن “مسلمي نيجيريا الذين كانوا يتوقون للتغيير، تحفزوا بسماع صوت انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وهذه الثورة أثرت على نيجيريا”.

وفي الهند ايضاًَ، نظّم المسلون في منطقة كشمير كما السنوات السابقة احتفالات بمناسبة الذكرى الـ44 لانتصار الثورة الإسلامية.

وقال عدد من سكان مدينة كارجيل بمنطقة كشمير إن “التأثير الذي تركته الثورة الإسلامية الإيرانية لم يقتصر على إيران فقط بل تركت آثارها على مختلف أنحاء العالم بما فيها الهند أيضًا”، موضحين أنها “منحت الشعوب المضطهدة بالعالم الشجاعة بأن يقفوا أمام الظلمة ويدافعوا عن المظلومين”.

المصدر: موقع المنار