الكيان الصهيوني: احتمال الهجوم على ايران بدون واشنطن يساوي صفر – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الكيان الصهيوني: احتمال الهجوم على ايران بدون واشنطن يساوي صفر

نتنياهو-بايدن
علي علاء الدين

 

حضر الملف الإيراني، خلال الأيام الماضية، بقوّة في دائرة المتابعة في الكيان الصهيوني ، مع الإعلان عن تعرّض ناقلة نفط بملكية صهيونية إلى هجوم بطائرة مسيّرة في الخليج الفارسي؛ والحديث عن حصول تخصيب لليورانيوم في إيران بنسب مرتفعة (84%)، حيث حظي الموضوعان باهتمام كبير من قبل المستويات كافّة، سياسية، عسكرية– أمنية، وإعلامية.

 

جلسة حكومة نتنياهو
جلسة حكومة نتنياهو

تهديد سياسي

في موقف علني ضدّ إيران، قال رئيس الحكومة الصهيونية ، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، الأحد، إنّ الكيان يخوض صراعاً على الجبهة الإيرانية بسبب استمرار تصرّفات إيران “العدوانية”، حيث “شنّت هجوماً جديدا على ناقلة نفط في الخليج العربي”، وشوّشت على حرّية الملاحة الدولية؛ كما شنّت هجوماً على قاعدة أمريكية في سوريا. وأضاف نتنياهو أنّ إيران “تحاول الاعتداء على إسرائيل ومواطنيها بدون هوادة في أماكن مختلفة حول العالم”. وشدّد نتنياهو على أنّ إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، أو بالتمركز في محاذاة حدودها الشمالية مؤكدا انه سيتمّ الردّ بقوّة على الهجمات الموجّهة ضدّ الكيان المؤقت .

 

يوآف غالانت في مؤتمر ميونيخ
يوآف غالانت في مؤتمر ميونيخ

 

وكان وزير الأمن يوآف غالانت، هاجم إيران ، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن، وقال إنّ إيران “تحت السطح وفوقه”، تسعى دون توقّف إلى تدمير الكيان الصهيوني، بشكل مباشر، وعبر مبعوثيها، كما أنّها لا تهدّد الكيان فقط، بل أيضاً أمن واستقرار أوروبا والعالم بأسره. ودعا غالانت المجتمع الدولي للعمل ضدّ النظام الإيراني، وإنتاج آلية ردع ومعاقبة فعّالة ضدّه، وطالبهم بـ”اتخاذ كافّة الإجراءات الممكنة من أجل منع إيران من الوصول إلى قدرة نووية”.

 

استهداف ناقلة نفط صهيونية

 

حرب بوتيرة منخفضة

قدّم عددٌ من الخبراء الصهاينة تقديرات حيال الموضوع الإيراني، فرأوا أنّ الهجوم على ناقلة النفط جاء كردّ على مهاجمة الكيان لمصنع إيراني في أصفهان، نهاية الشهر الماضي ودعا خبراء دول العالم لأن تردّ بصرامة على مهاجمة ناقلة النفط، لردع إيران حيث اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” سابقاً، اللواء احتياط عاموس يدلين، أن “المعركة بين إسرائيل وإيران مستمرة بوتيرة منخفضة طوال الوقت، في البحر والجو والسايبر والإرهاب”. وقال يدلين، إن من يستطيع التخصيب لـ 20 في المائة ليس لديه أي مشكلة في التخصيب لـ 90 في المائة، والخط الأحمر الذي حدّده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ سنوات طويلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة هو 20 في المائة، وقد تخطّينا هذا الخط وارتفع إلى 60 في المائة ولم يحدث شيء وإيران تتقدم. وأضاف يدلين: “لديهم (أي الإيرانيين) مواد تكفي لـ 5 قنابل (نووية) في حال تخصيبها إلى 90 في المائة. هم هناك، لذلك إسرائيل عليها أن تركز على موضوع مجموعة السلاح وتحوّل الأمر إلى عملاني وحالياً لسنا هناك”

 

السيد رئيسي مع رئيس الحكومة الصيني

 

وفي شأن آخر، إتهم خبراء صهاينة إيران بأنّها لا تتدخّل فقط في الحرب في أوكرانيا، بل تحتلّ موقعاً مهمّاً في عملية إعادة بلورة محور الدول المعارضة للولايات المتحدة الأميركية والغرب، وأنّها إلى جانب تجنّدها إلى جانب موسكو في الحرب، تُوثّق علاقاتها مع الصين، التي أعرب رئيسها مؤخراً عن “دعم طموحات إيران في المسألة النووية”. ولفت خبراء إلى أنّ الإيرانيين يُشخّصون ضعف الغرب ويستغلّون ذلك حتى النهاية.

 

احتمال هجوم منفرد على ايران يساوي صفر

وفي سياق ذي صلة، أفادت تقارير صهيونية أنّه “في تقييمات الوضع الأخيرة، حدّد وزير الأمن، يوآف غالانت، أنّ هذا (الملف النووي الإيراني) هو التهديد أو الهدف رقم واحد للمؤسّسة الأمنية والعسكرية الاسرائيلية ، لذلك هناك محاولة توثيق هام للعلاقة مع الولايات المتحدة وأوروبا من أجل الإستعداد لعملية… وبناء قدرة هامّة وموثوقة لهجوم من ناحية إسرائيل، إذ فقط في السنة الأخيرة خصّص لذلك ميزانيات بقيمة 5 مليارات شيكل (الدولار يساوي 3,4 شيكل تقريباً) من أجل بناء تهديد حقيقي قائم”. وإضافة إلى ذلك، أشارت تقارير أنّه في العام المنصرم، زادت مطالب الحكومة الصهيونية من المؤسّسة الأمنية للحثّ كثيراً على (بناء) قدرة هجوم فعلي على المنشآت النووية في إيران.

 

الجيش الصهيوني

 

التقارير أفادت أيضاً أنّ الجيش وكلّ المؤسّسة الأمنية في الكيان يتدرّبون ويستعدّون للّحظة التي يَطلُب فيها المستوى السياسي منهم مهاجمة إيران و أنّ الحديث يطال ما لا يقلّ عن 9 أهدافٍ نووية مختلفة، إضافة إلى أهداف إستراتيجية معقّدة.
وقدّر “مُطّلعون” (بحسب توصيفات صهيونية ) أنّ هجوماً على مواقع النووي مع القدرة الحالية للجيش والمؤسّسة الأمنية في الكيان ، يمكن أن يلحق الضّرر بأكثر بقليل من نصف القدرة النووية الحالية لإيران مشيرين إلى أنّه بنتيجة الهجوم على إيران، سيحصل قتال طويل ودموي في القطاع القريب من الكيان الصهيوني، الأمر الذي سيفرض على الجيش القيام بمناورة برّية.

وأمام هذا الواقع، أفادت تقارير صهيونية أنّ “احتمال أن تنبري إسرائيل لوحدها لمهاجمة إيران هو حالياً صفر… فنافذة الفرص لهجومٍ ناجح إنقضت قبل عقد، والآن من دون الولايات المتحدة، سيضطرّ الكيان للتعايش مع إيران نووية رغم كلّ الشعارات والمقولات القاصفة، لأنّ هذا أفضل من الحرب الشاملة التي ستتطوّر في أعقاب مهاجمة المواقع، التي ستؤدّي إلى خسائر كبيرة وأقسى من أن تُحتَمَل، بل من الممكن أن تكون أشدّ من ضربة نووية”.

قاعدة عسكرية ايرانية تحت الارض
قاعدة عسكرية ايرانية تحت الارض

 

في الخلاصة فان الكيان الصهيوني يعتبر ان ايران استطاعت ان تحافظ على معادلة الردع وانها تقول لهم “أنتم تؤذوننا، نحن نؤذيكم”. وحول الموضوع النووي،فان رفع نسبة التخصيب إلى 84%، هو “خطوة تُشكّل تحدّي”، مباشر للكيان الذي لطالما هدد وتوعد بايقاف التطور النووي الايراني، فيما ساد اتفاق لدى كافة المستويات في الكيان على أنّه لا خيار عسكري صهيوني ضدّ إيران من دون مساعدة واشنطن وهو ما يبدو غير قابل للتحقق في المرحلة الراهنة .

المصدر: اعلام العدو