كيان العدو | مستوطنات الشمال.. خوف وهجرة ولصوص – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

كيان العدو | مستوطنات الشمال.. خوف وهجرة ولصوص

manar-00380710016989321316
علي علاء الدين

تطرّقت تقارير عبرية عديدة إلى الواقع الحالي للمستوطنات عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلّة، فأشارت إلى أنّها تحوّلت في الأشهر الأخيرة إلى إحدى أكثر المناطق خطورة في الكيان الصهيوني إذ لحق بها ضرر هائل أصاب نحو 427 منزلاً، وبنى تحتية مختلفة. كما لحقت بها أضرار أقسى طالت المصالح الاقتصادية التي تعطّلت بشكل شبه تام، وتوقّفت معها مداخيل عائلات كثيرة، باتت تعيش على المساعدات والتبرعات، ومنهم جنود في الاحتياط، دفعهم الواقع الذي يمرّون به إلى طلب مساعدات وتبرّعات لإكمال مهمّاتهم العسكرية.

احصاء

مستوطنات الشمال.. عسكر ولصوص
كتب تومر ألمغور، في موقع القناة 12، أنّ التهديد على المستوطنين موجود خلف الجدار الحدودي، فالمستوطنات عند الحدود الشمالية تحوّلت في الأشهر الأخيرة إلى إحدى أكثر المناطق خطورة في الكيان الصهيوني، فالمستوطنون تمّ إخلاؤهم، والجنود الذين يتواجدون في المنطقة يركضون خوفاً من بيت لآخر، خوفا من صواريخ المقاومة ومسيراتها، والمنطقة تحوّلت إلى ساحة معركة مركّزة، حيث لحق ضرر هائل بالمستوطنات فيها، إذ وفقاً لوزراة الحرب الصهيونية، تضرّر 427 منزلاً في مستوطنات الشمال جراء نيران حزب الله، من بينها نحو 80 منزلاً منها تعرّضت لإصابات مباشرة، كما تعرّض 130 منزلاً في المطلّة من أصل 650 منزلاً، إلى أضرار متفاوتة، من بينها 8 دُمِّرت تدميراً كاملاً، بحسب رئيس المجلس المحلّي فيها، دافيد أزولاي.

وتحدّثت مديرة أعمال مستوطنة المنارة، أورلي إسحاق، لصحيفة يديعوت أحرونوت، عن الخسائر التي أصابت مستوطنتها، وقالت إنّه من أصل نحو 155 منزلاً تضرّر 103 منازل خلال الحرب، كما تضرّرت أيضاً البنى التحتية والطرقات في جميع أنحاء المستعمرة، كما دُمِّر الصرف الصحي، بما تسبّب بخطر صحّي واسع النطاق، كما أصيبت شبكات الكهرباء والغاز بأضرار، وهذه أضرار اقتصادية هائلة، تُضاف إلى ملايين الشواكل التي خسرها القطاع الزراعي، الفواكه الموسمية وتربية الدواجن.

وإضافة إلى ذلك، أفاد الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، يائير كراوس، أنّ المشكلة الإضافية في المنازل التي تضرّرت، أنّها باتت “مهجورة ومفتوحة”، بحيث أنّ السارقين يأتون إلى المنازل المخلاة، لينهبوها، كما في الحروب السابقة.

b823b1a4-a6ab-4b20-8c71-65c478cbaed2

هجرة دائمة من الشمال
رؤساء بلديات وسلطات محلّية تابعة للاحتلال في الشمال حذّروا من أنّ الواقع الحالي دفع بالعديد من المستوطنين إلى ترك منازلهم، بشكل نهائي، وبدأوا حياةً جديدةً في أمكنة مختلفة، حيث قال رئيس منتدى خط المواجهة ورئيس مجلس “ماطه إيشر”، موشيه دفيدوفيتش، إنّ 80 ألف مستوطن باتوا خارج منازلهم، منذ نحو 4 أشهر، ويعيشون في غرف مكتظّة، من دون أمل، فحاضرهم تعيس، ومستقبلهم غامض. وأضاف دفيدوفيتش، إنّ جزءًا بارزاً من المستوطنين لن يعود إلى الشمال، حتى لو حصل حلّ استثنائي للوضع.

وفي تقرير وصفت القناة 13 العبرية حال المستوطنات، ولفتت إلى أنّه في كريات شمونة، المدينة الكبيرة، الشوارع تظهر خالية تماماً، من دون سيارات أو ناس، والبيوت مهجورة تماماً، ولا يوجد أعمال.

1e0368c8-e930-4d3a-990d-ff6d38e74e01

حيفا مدينة على فوهة أمونيا
من جهة أخرى، سلّطت قناة كان العبرية الضوء على خطر إضافي يحدق بالمستوطنين في شمال “إسرائيل”، هو المواد الخطرة الموجودة في منشآت بمدينة حيفا، التي سبق وأن كانت موضع سجالات كثيرة. ولهذه الغاية أجرت القناة مقابلة مع رئيسة بلدية حيفا، عينات روتم، التي قالت إنّها “توجَّهت إلى وزير الأمن، يوآف غالانت، وطلبت منه إخراج المواد الخطيرة من المدينة، فأجابها أنّه سيدرس الموضوع، لأنّه غير مطّلع عليه”. وأضافت أنّها خرجت من الاجتماع معه “قلقة”، لاسيّما أنّها، بحسبها، منذ بداية الحرب، أي منذ 4 أشهر، وهي تحاور بشكل قاسٍ قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال حول الموضوع، (من دون جدوى).

وأكّدت روتم أنّ مدينة حيفا يجب أن تكون إمّا مدينة للمواد الخطرة والبتروكيميائيات أو مدينة للبشر، و”على إسرائيل أن تقرِّر. ولفتت روتم إلى أنّها حين سمعت غالانت يتحدّث عن بيروت وحيفا، هذا لم يجعلها مطمئنّة أبداً، بل على العكس، زاد قلقها. وأضافت أنّها قالت لغالانت مباشرةً إنّ “هذه الحرب بدأت مع فشل خطير، ولا أريد التفكير أنّها ستنتهي مع فشل أكبر”.

olLvi

التسول عنوان الجنود الصهاينة للاستمرار
“نحن بحاجة إليكم للتبرعات من أجل شراء عتاد قتال نوعي، بزات للشتاء وأدوات أخرى للإستخدام أثناء الإستراحة بتكلفة نحو 60 ألف شيكل (نحو 16 ألفا و400 دولار أميركي)، وشكراً للجميع، جنود وقادة السريّة”، هذا هو نص الدعوة التي نشرها جنود “السرية في الكتيبة 8207 التابعة للواء الناحال الشمالي”، كما نشر مراسل الشؤون السياسية في القناة 12، عميت سيغل، معطيات بارزة عن الوضع “السيّء” الذي يعيشه جنود وضبّاط الاحتياط في الجيش الصهيوني. ونقل عميت الانتقادات التي يوجِّهها رؤساء سلطات محلّية ومستوطنون للجيش الإسرائيلي وأدائه، حيث قال رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى، غيورا زالتس، لإذاعة الجيش الصهيوني، بأنّ “وجود الجنود داخل المستوطنات يمنح حزب الله شرعية إطلاق النار عليهم”. وأضاف إنّه منذ الأسبوع الأوّل، يعتني المستوطنون بالجنود ويقدّمون لهم الطعام، لكن الآن “يجب على الجيش تنظيم نفسه وأن يجد الحلول المناسبة”.

بدوره، انتقد رئيس المجلس المحلّي في المطلّة، دافيد أزولاي، عدم دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي فواتير الكهرباء عن المنازل التي يستخدمها جنوده منذ بداية القتال، وقال إنّه منذ 4 أشهر يناضل بين شركة الكهرباء ووزارة الحرب، اللّتين يوجد بينهما الآن حرب في الشمال حول الفواتير.

ووجّه رئيس مجلس “موشاف مرغليوت” في الجليل الأعلى، إيتان دافيدي، انتقادات قاسية للجيش. وقال إنّ “مهمّة الجيش الإسرائيلي تقتضي التواجد على الجبهة الأمامية، في حين يتواجد السكّان في الجبهة الداخلية. ولا يمكن أبداً أن يتواجد الجيش الإسرائيلي في الجبهة الداخلية، والسكّان في الجبهة الأمامية”. وأضاف دافيدي إنّ قرار اخلاء المستوطنات من الجنود هو “دليل عجز الإدارة هنا في الشمال. ففي المرحلة الأولى خفنا من حزب الله، وأخلينا المستوطنات من ساكنيها، والآن نخاف من حزب الله، فنخلي المستوطنات من الجنود”.

بدوره أعرب رئيس مجلس “ماروم هجليل”، عميت سوفر، عن استيائه من الأمر. وقال “نحن نشعر بفجوة آخذة بالاتساع من الشعور بفقدان الأمن الذي ينبغي أن توفِّره الحكومة لكلّ مستوطنات الشمال”.

وتحدّثت صحيفة معاريف عن مشكلة الوضع الاقتصادي في الشمال، فنقلت شهادة من أحد مستوطني كريات شمونة، الذي قال إنّه يدير مشروعا عائليا (كان ناجحاً) تأسّس قبل أكثر من 30 سنة، لكن الآن يعيش على المعونات (غير الكافية). وأضاف “أنا في الحقيقة لا أعلم ماذا سأفعل، ومن أين سأعيش؟.. وصلت إلى حالة أقول لنفسي فيها إنّه من المستحسن أن يصيب صاروخ لحزب الله مكان عملي، فعندها فقط سأستحق التعويضات”.

المصدر: موقع المنار