نظّمت لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف وحركة الجهاد الإسلامي اعتصامًا تضامنيًا مع غزة في وجه العدوان الصهيوني، وإحياءً لذكرى يوم الأسير الفلسطيني والعربي في 17 نيسان، وذلك أمام النصب التذكاري للأسير سكاف في المنية.
وقد حضر الاعتصام الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، وعضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح، ومسؤول المؤتمر الشعبي في الشمال عبد الناصر المصري، ورئيس التنظيم القومي الناصري درويش مراد، ورئيس التيار الإسلامي المقاوم الشيخ أبو بكر المشلاوي، ورئيس المنتدى الإسلامي للدعوة الشيخ محمد خضر، إلى جانب ممثلين عن الأحزاب اللبنانية ومسؤولي الفصائل الفلسطينية ورجال دين، وحشد شعبي من المنية والجوار، حيث رُفعت الأعلام اللبنانية والفلسطينية.
بدأ الاعتصام بتقديم من الشاعر شحادة الخطيب، تلاه الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء.
كلمة الجهاد الإسلامي
ألقى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام موعد كلمة أكّد فيها أن ما يتعرض له قطاع غزة من إجرام وحشي على مرأى العالم يشكل فضيحة غير مسبوقة في التاريخ، بالنظر إلى حجم المجازر والجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الذي احتُلت أرضه ومقدساته، ويُعمل على طرده من وطنه لاستكمال تنفيذ المشروع الإجرامي الصهيوني، بدعم من تحالف قوى الشر العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تواصل جرائمها في منطقتنا للسيطرة عليها بشتى الوسائل. ووجه موعد التحية إلى جميع الأسرى في سجون العدو، وفي مقدمتهم الأسير الشهيد خضر عدنان، والأسير يحيى سكاف، والمناضل المعتقل في السجون الفرنسية جورج عبد الله.
كلمة المؤتمر الشعبي
أما كلمة “المؤتمر الشعبي اللبناني” فألقاها المحامي عبد الناصر المصري، الذي عبّر باسم الشعب اللبناني عن أسمى آيات التضامن مع أهل غزة في وجه العدوان الغاشم، داعيًا الشعوب العربية إلى كسر جدار الصمت الرسمي ودعم أبناء غزة وأسرانا الصامدين في السجون الصهيونية المظلمة. واعتبر أن التخلي عن نصرة غزة والأسرى هو خيانة وعار على جبين قادة الدول العربية، الذين يقفون عاجزين أمام المجازر اليومية. وأكد أن الواجب يقتضي دعم من يقاوم العدو بالسلاح، لأن فلسطين لا تُحرر بالكلمات، بل بالقوة والنار.
كلمة حزب الله
من جانبه، اعتبر عضو المجلس السياسي في حزب الله، الحاج محمد صالح، أن وقوف مدينة المنية إلى جانب غزة وقضية الأسرى ليس أمرًا غريبًا، إذ كانت من أوائل المدن التي قدّمت التضحيات في سبيل فلسطين. ولفت إلى أن النصب التذكاري للأسير يحيى سكاف شاهد على تضحيات الشعب اللبناني ومقاومته من أجل فلسطين. وأكّد أن قضية الأسرى وفلسطين هي قضية حق، وأن المقاومة في لبنان قدمت الأغلى في سبيلها، وستبقى تقدم التضحيات، لأن فلسطين حية في وجداننا، ولن نتخلى عنها. وأضاف: “من يريد جرّنا إلى التطبيع نقول له: خسئت، فشعبنا يعتز بموقفه المساند لفلسطين، وشعوب أمتنا الأبية ترفض التطبيع مع من يرتكب الجرائم بحق أطفال غزة.”
كلمة حركة التوحيد الإسلامي
بدوره، قال الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي، الشيخ بلال شعبان، إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إجرام وحشي يشكل وصمة عار على جبين المطبعين والمتخاذلين، الذين لم يحرّكوا ساكنًا منذ أكثر من عام، رغم سقوط عشرات آلاف الشهداء والجرحى، دون أن يتحرك المجتمع الدولي أو الأنظمة العربية لنصرة أهلنا في فلسطين. وأضاف: “يقول الشاعر: إذا الشعبُ يومًا أراد الحياة… فلا بدّ أن يستجيب القدر، ومن هذا المنطلق نؤمن أن المقاومة هي الخيار الوحيد لمواجهة العدو وأعوانه، وكسر جدار السجون التي لا تُكسر إلا بقبضات المقاومين.”
لجنة الأسير سكاف
وتحدث رئيس لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف، جمال سكاف، داعيًا إلى تفعيل التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه النشاطات تشكل دعمًا معنويًا لأهلنا الصامدين في فلسطين، ولآلاف الأسرى الذين يتعرضون لأبشع جرائم العصر. وأضاف أن الوقوف أمام النصب التذكاري لأسيرنا يحيى سكاف هو لتجديد عهدنا مع القضية الفلسطينية في وجه الغطرسة والإرهاب الصهيو-أمريكي، وللتأكيد أن الضغط لن يجعلنا نتخلى عن فلسطين وشعبها، وأن خيار المقاومة بكافة الوسائل هو طريقنا لمواجهة الاحتلال.
وأكد سكاف أن الطريق الذي سلكه يحيى سكاف وخيرة شهداء الأمة – كالشيخ أحمد ياسين، والشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، والشهيد فتحي الشقاقي، ورمز المقاومة السيد حسن نصر الله – هو الخيار الصحيح. أما الانبطاح والتطبيع، فقد أثبتا أنهما يجلبان العار لأوطاننا. وشكر جميع من لبى الدعوة للتضامن مع الأسرى وغزة، مؤكدًا أننا نعيش في زمن يُتهم فيه من يناصر الحق بالإرهاب، بينما الإرهابي الحقيقي هو من يتخلى عن دعم قضية فلسطين وأسرى نساءً وشيوخًا وأطفالاً، معتقلين منذ عقود في سجون مظلمة.
وختم قائلًا: “العار، كل العار، على من يطالب بسحب السلاح من أيدي المقاومين الشرفاء الذين حموا أوطاننا بقبضاتهم، ونرفض أن يسيء أحد إلى هؤلاء الأحرار الذين أفنوا حياتهم دفاعًا عنا.”
وفي ختام الاعتصام، تلا الشيخ عبد الرحمن مطر دعاءً على نية النصر لشعب فلسطين والمقاومة.
المصدر: موقع المنار