أظهر استطلاعٌ جديد للرأي العام في كيان الاحتلال أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى صفقة تبادل شاملة تُفضي إلى إنهاء الحرب على غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين دفعة واحدة، حتى وإن شملت الإفراج عن أسرى فلسطينيين وُصفوا بـ”الخطيرين”، بحسب التعبير الإسرائيلي.
وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي أجرته إذاعة “كان” العبرية الرسمية بالتعاون مع معهد “كنتار” المتخصص في قياس الرأي العام، فإن 56% من المشاركين أيدوا هذه الخطوة، مقابل 22% عارضوها، فيما قالت نسبة مماثلة (22%) إنها لا تمتلك موقفاً واضحاً من القضية.
وذكرت الإذاعة أن نتائج الاستطلاع تعكس تحولاً تدريجياً في المزاج الشعبي الإسرائيلي، على وقع استمرار الحرب وتفاقم المخاوف على مصير الأسرى، إلى جانب تزايد الضغوط الدولية للدفع نحو تسوية شاملة تُنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة مؤقتة استمرت شهرين دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، غير أن الاحتلال واصل خرق بنود الاتفاق خلال فترة التهدئة.
وبالتزامن، رفض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، المطالب المتزايدة في الكيان الإسرائيلي بالتوصّل إلى اتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس ووقف الحرب على غزة، معتبرًا أن القضاء على حماس هو الهدف الأهم، وأن إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة ليس أولوية قصوى.
وقال سموتريتش، في مقابلة مع إذاعة “غالي يسرائيل” اليمينية اليوم الإثنين: “دعونا نتّخذ قرارًا بالانتهاء من غزة مرّة واحدة وإلى الأبد، ولنصنع ثقة مع الشعب ونثبت أننا نحقق الهدف المتمثل في إبادة حماس”.
وأضاف، وهو عضو في الكابينيت السياسي–الأمني: “ينبغي قول الحقيقة، وهي أن إعادة المخطوفين ليست الهدف الأهم. نعم، هذا هدف مهم جدًا جدًا، لكن من يريد إبادة حماس وتحييد إمكانية تكرار ما حدث في 7 أكتوبر، عليه أن يدرك أنه لا يمكن أن تبقى حماس حاضرة وموجودة في غزة”.
وتابع قائلًا: “انتهت الذرائع، لا بايدن، ولا بلينكن، ولا غالانت، ولا حتى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي منع بجسده وقف المساعدات الإنسانية. لا توجد ذرائع، وأقول لرئيس الحكومة: لا يوجد وقت لهذا الأمر (تبادل الأسرى). والبديل عن الاستسلام هو السيطرة على منطقة في القطاع وإبادة حماس”.
وردّ مقرّ عائلات الأسرى الإسرائيليين على تصريحات سموتريتش بالقول: “لا توجد لدى العائلات هذا الصباح سوى كلمة واحدة: عار. لقد كشف وزير واحد على الأقل الحقيقة القاسية أمام الجمهور، وهي أن الحكومة قرّرت التنازل عمدًا عن المخطوفين. والتاريخ سيسجّل أن سموتريتش أغلق قلبه تجاه إخوته وأخواته في الأسر، واختار ألا ينقذهم، ليواجهوا الموت والاختفاء”.
من جهته، عقّب رئيس حزب “ديغل هتوراه” ضمن كتلة “يهدوت هتوراه”، عضو الكنيست موشيه غفني، قائلًا إن “إعادة المخطوفين هي الهدف الأكثر أهمية”.
وتأتي تصريحات سموتريتش في ظل تصاعد المطالب في التظاهرات وعرائض الاحتجاج، التي وقّع عليها آلاف الجنود والضباط في الاحتياط، بالدعوة إلى إعادة الأسرى باتفاق مع حماس ووقف الحرب.
ولا تزال المفاوضات بين تل أبيب وحماس، بوساطة كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر، مستمرة حتى الآن من دون التوصّل إلى اتفاق، في ظل مقترح إسرائيلي وُصف بأنه “تعجيزي”، لعدم تضمّنه وقف الحرب على غزة.
المصدر: عرب 48