انطلاق القمة العربية في بغداد وسط تحديات كبرى في المنطقة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

انطلاق القمة العربية في بغداد وسط تحديات كبرى في المنطقة

القمة العربية في العراق

انطلقت في العاصمة العراقية بغداد الدورة الرابعة والثلاثين للقمة العربية بمشاركة عدد من قادة الدول العربية، في توقيت حسّاس تمر فيه المنطقة بأزمات متشابكة، أبرزها العدوان الصهيوني المستمر في قطاع غزة وسوريا واليمن ولبنان.وتُعقد القمة تحت شعار حوار وتضامن وتنمية وهو ما يعكس تطلّع العراق إلى لعب دور محوري في تعزيز العمل العربي المشترك.

مراسلنا عادل الفياض افاد ان الحكومة العراقية استكملت التحضيرات لاستضافة القمة، وبدأ توافد رؤساء الدول العربية الى مطار بغداد حيث يقوم وزير الخارجية العراقي باستقبالهم.

واضاف مراسلنا ان القمة بدأت عند الساعة 12 من ظهر اليوم ، وسيكون هناك جلستان واحدة علنية والثانية مغلقة، على أن تُختتم أعمال القمة مساء السبت بمؤتمر صحافي مشترك يعقده الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.

ويشارك في القمة رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز كـ”ضيف شرف”، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وسيبحث القادة العرب في بغداد مجموعة من الملفات الجوهرية، أبرزها الأمن القومي العربي، والتحديات السياسية الإقليمية، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والأزمة في السودان، والأوضاع في اليمن وسوريا ولبنان.

كما ستتناول القمة محاور استراتيجية تتعلق بالتنمية المستدامة، والتعاون الاقتصادي، وتعزيز آليات التكامل العربي لمواجهة الأزمات الاقتصادية والغذائية والبيئية المتفاقمة.

السوداني: وقف إبادة غزة أولوية

وفي افتتاح القمة ،أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني،  أن “الشعوب العربية تنتظر منا خطوات عملية وواقعية”، مشددًا على أن العراق يعتمد منهج الشراكة والأخوة مع محيطه العربي، ويدعم الحلول القائمة على التفاهم.

وحذّر السوداني من أن “العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين يغذي الصراع والعنف”، واصفًا ما تشهده غزة بـ”الإبادة الجماعية التي لم يشهد التاريخ مثلها”،

وأضاف: “دعونا ومازلنا إلى عمل عربي جاد ومسؤول لإنقاذ غزة وإعادة تفعيل دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في القطاع وفي الضفة الغربية”

وأعلن عن مبادرات عربية لتعزيز العمل المشترك، منها تقديم العراق 20 مليون دولار لإعمار غزة، ومثلها لإعمار لبنان، وإطلاق 18 مبادرة لتنشيط التعاون العربي، أبرزها تأسيس صندوق عربي لدعم التعافي ما بعد الأزمات.

وشدد على ضرورة “وقف إطلاق النار في جنوب لبنان”، مؤكدًا دعم العراق لـ”سيادة سوريا على كامل أراضيها”، معربًا عن ترحيبه برفع العقوبات الأمريكية عنها، ودعوته لـ”إنهاء الأزمة الإنسانية في السودان بحل مستدام”.

وأكد رئيس الوزراء العراقي دعم بلاده للمفاوضات الأمريكية-الإيرانية.

وختم بالقول: “بغداد، مدينة الحضارة والتاريخ، تفتح أبوابها للأخوة العرب، وتؤكد استعدادها لصناعة مستقبل عربي يليق بتطلعات شعوبنا”.

 أبو الغيط : نواجه تحديات جسيمة وقضية فلسطين هي القضية الأساسية للعرب

من جهته،حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من التحديات الجسيمة التي تواجه العالم العربي، مؤكدا أن الإقليم “كان ولا يزال هدفا للأطماع والتدخلات الأجنبية”،

و أشار أبو الغيط إلى أن بعض الدول العربية تواجه تهديدات وجودية حقيقية.

وقال أبو الغيط إن “استمرارية جامعة الدول العربية على مدى ثمانية عقود هو دليل راسخ على عمق الروابط بين الشعوب العربية، وعلى أهمية الإطار الجماعي في التصدي للأزمات والتحديات”.

وأضاف أن “قضية فلسطين ما تزال هي القضية الأساسية للعرب”، لافتاً “بات قتل الأطفال والمدنيين في فلسطين أمراً طبيعياً أمام العالم”.

وأكد أبو الغيط في تناوله للأوضاع الإقليمية، أن “كيان الدولة في السودان بات عرضة للتهديد بفعل الحرب المدمّرة التي تشهدها البلاد”، معبّراً عن ثقته بقدرة الشعب السوداني على “إعادة بناء ما دمّرته الحرب واستعادة المسار الوطني”.

وحول الأزمة الليبية، اعتبر أبو الغيط أن الانقسام السياسي لا يزال “يهدد وحدة البلاد واستقرارها”، داعياً إلى الدفع باتجاه توافق شامل يُنهي حالة الجمود السياسي.

وعن سوريا، شدد الأمين العام على أن البلاد تمر بـ”مرحلة صعبة وتحدٍ كبير”، مؤكداً دعم الجامعة العربية للشعب السوري في مسيرته نحو بناء “سوريا جديدة تتجاوز آثار الحرب والمعاناة”.

كما أشار إلى أن لبنان يواجه “تحديا حقيقيا في مسار التعافي الاقتصادي والمؤسساتي”، في ظل “العدوان الصهيوني المتواصل” على أراضيه، داعياً إلى ضرورة توفير الدعم العربي للبنان لتجاوز أزماته المتعددة.

وفي ختام كلمته، وجه أبو الغيط الشكر للجهود التي تبذلها مصر وقطر للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

سانشيز : لوقف الإبادة الجماعية في غزة

رئيس الوزراء الإسباني، بدرو سانشيز، دعا إلى “وقف الإبادة الجماعية في غزة”، محذرًا من أن “التاريخ لم يشهد مثل هذه الفظائع”، مشدداً “وسنستخدم كل رصيدنا السياسي لدعم جهود وقف العنف ضد الفلسطينيين”.

وفي كلمته لفت سانشير خلال إلى أن الأزمة الانسانية الخطيرة التي تعاني منها غزة منذ أكتوبر 2023 قد خلفت حتى الآن أكثر من 50 ألف قتيلا وأكثر من 100 ألف مصاب و مليوني نازح”.

وأكد سانشيز أن هذه الأرقام “هي أرقام مهولة وغير مقبولةتنتهك القانون الدولي والإنساني”، داعيًا إلى “تحرك عاجل لوقف دوامة العنف”.

وأعلن سانشيز أن إسبانيا وفلسطين ستقدمان مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب “بإنهاء الحصار الإنساني على غزة وضمان وصول المساعدات دون عوائق”، معتبرًا أن “وقف المجازر أولوية”.

كما كشف عن نية بلاده تقديم اقتراح لمحكمة دولية لمراقبة امتثال إسرائيل للقانون الدولي، واستكشاف تفعيل “الولاية القضائية العالمية” لمحاسبة مرتكبي الجرائم.

وشدّد على ضرورة “حل الدولتين”، مؤيدًا مؤتمر السلام الذي ترعاه السعودية وفرنسا، داعيًا إلى “تعزيز الحوار العربي-الأوروبي-الإسلامي” لتحقيق السلام.

واختتم بالقول: “إسبانيا ستظل حليفًا للسلام.. ويمكنكم الاعتماد على التزامنا”.

غوتيرش: لا مبرر للعقاب الجماعي في غزة

بدوره، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن “لا شيء يبرر “هجمات حماس”، كما لا شيء يبرر العقاب الجماعي لشعب غزة”، داعياً إلى “وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى دون شروط”.

و شدد غوتيريش على رفض المنظمة الدولية “لأي عمليات تهجير داخل أو خارج قطاع غزة”، محذراً من التوسع العسكري الإسرائيلي الذي “لا يتوافق مع القانون الدولي”.

وأعلن غوتيريش دعمه الكامل “لحل الدولتين بقدس عاصمة مشتركة”، معتبراً أن مؤتمر يونيوز يمثل “فرصة تاريخية” لتحقيق هذا الهدف.

كما تناول غوتيريش الأزمات الإقليمية، داعياً إلى “سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل أراضيها”، و”عملية سياسية شاملة في سوريا”.

كما دعا إلى إلى حوار يمني – يمني لضمان الاستقرار، معتبراً أن ” هجمات البحر الأحمر تضر بالاقتصاد العالمي” على حد وصفه.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالتقدم العراقي منذ 2014، معرباً عن ثقته بأن “الحوار سيحل القضايا العالقة”.

واختتم بالتأكيد على أن “الأمم المتحدة ستواصل دعمها للعراق وشعبه في مسيرة الاستقرار والازدهار”.

السيسي : عازمون على تنظيم مؤتمر لإعمار غزة

من جهته، أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عزم بلاده تنظيم مؤتمر دولي لإعمار قطاع غزة الفلسطيني فور وقف إطلاق النار.

وقال السيسي إن القمة تنعقد في ظرف تاريخي حرج تواجه فيه المنطقة تحديات متعددة تتطلب وقفة موحدة وإرادة لا تلين.

وأشار السيسي إلى أن القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني في غزة إلى إبادة تهدف الى انهاء وجوده.

وأضاف أن “آلة الحرب دمرت كل شيء وتسببت بنزوح نحو مليوني مواطن، لكن الشعب الفلسطيني بقي صامدا غير قابل للانكسار”، لافتاً إلى أن “إسرائيل تعمدت تدمير قطاع غزة لتهجير أهله”.

وطالب السيسي الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالتدخل الفوري لوقف اطلاق النار في غزة، مؤكدا ان اتفاقات وقف اطلاق النار لم تصمد امام العدوان الاسرائيلي.

وفي الشأن العربي، حذّر السيسي من التحديات المصيرية التي “تواجه الأمة”، مؤكداً أن السودان يمر بمنحدر خطير يهدد وحدته، وداعيا الى استثمار رفع العقوبات عن سوريا، والحفاظ على وحدة اراضيها وتجنب عودة الارهاب اليها.

كما شدّد على ضرورة انسحاب الاحتلال من الاراضي اللبنانية لضمان الاستقرار، واهمية التوصل الى مسار سياسي في ليبيا يؤدي الى خروج القوات الاجنبية، مؤكدا ان الوقت قد حان لاعادة الاستقرار والوحدة الى اليمن.

وفي ما يتعلق بالصومال، جدد السيسي رفض مصر القاطع لأي محاولات لتخريب وحدته، داعيا الى العمل المشترك لمواجهة التحديات في المنطقة، وتعزيز التعاون العربي بما يجعل من القمة خطوة نحو مستقبل اكثر اشراقا.

 

 

المصدر: قناة المنار