تصاعد الغضب الشعبي داخل كيان الاحتلال… اقتحام مقر الليكود واستطلاع يكشف تراجع التأييد للحكومة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

تصاعد الغضب الشعبي داخل كيان الاحتلال… اقتحام مقر الليكود واستطلاع يكشف تراجع التأييد للحكومة

تل ابيب

في ظلّ تصاعد الضغوط الشعبية داخل كيان الاحتلال واحتدام الخلافات السياسية بشأن إدارة الحرب على قطاع غزة، شهدت تل أبيب تظاهرات غير مسبوقة بلغت ذروتها باقتحام مقرّ حزب “الليكود”، فيما أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام تراجع التأييد الشعبي للائتلاف الحاكم، لصالح قوى معارضة وبدائل سياسية محتملة، في مؤشّر على تفاقم الأزمة الداخلية التي تواجهها حكومة بنيامين نتنياهو.

وفي تصعيد جديد للاحتجاجات الشعبية داخل الكيان الإسرائيلي، اقتحم عشرات المتظاهرين، مساء الأربعاء، مقرّ حزب “الليكود” في مبنى “متسودات (قلعة) زئيف” وسط تل أبيب، حيث تحصّنوا داخله لأكثر من أربع ساعات، وذلك ضمن تحرّك احتجاجي يطالب بإبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف العدوان على قطاع غزة.

وخلال عملية الإخلاء، أعلنت شرطة كيان الاحتلال اعتقال نحو 60 متظاهرًا، مشيرةً إلى أن عدداً منهم أُخرج بالقوة إثر رفضهم مغادرة المبنى. وقد تمكن بعض المحتجّين من الوصول إلى الطابق الذي يضم مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورفعوا لافتات تطالبه بالتنحي الفوري.

في الأثناء، اندلعت مواجهات عنيفة خارج المبنى في شارع “كينغ جورج”، حيث استخدمت شرطة الاحتلال خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بقطع الطريق. وأسفرت المواجهات عن إصابة أحد المحتجّين، فيما أفادت الشرطة بإصابة أحد عناصرها ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وتأتي هذه التظاهرة في سياق تصاعد الضغوط الشعبية المتنامية على حكومة الاحتلال، في ظل إخفاقها في التوصّل إلى اتفاق لاستعادة الأسرى، ووسط تصاعد الانتقادات من عائلاتهم ومن قوى المعارضة بشأن إدارة الحرب الجارية على غزة، وكذلك التعثّر الواضح في مفاوضات تبادل الأسرى.

وفي السياق نفسه، شهدت تل أبيب احتجاجات متفرقة شارك فيها الآلاف؛ حيث أقدم مئات المتظاهرين على إغلاق مقطع من شارع “بيغين”، قرب مقر وزارة الأمن، خلال مسيرة اتجهت نحو “ساحة الرهائن”. وقد واجهت الشرطة هذا التحرّك بإجراءات عنيفة، إذ أخلت المتظاهرين بالقوة وصادرت معدات التظاهر، بما في ذلك مكبرات الصوت والطبول.

استطلاع رأي: غالبية تؤيد صفقة شاملة مقابل وقف العدوان واستعادة الأسرى

وفي سياق موازٍ، أظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة البثّ العام التابعة للكيان (“كان 11”)، مساء الأربعاء، أن غالبية المشاركين (بنسبة 53%) تؤيد التوصل إلى صفقة شاملة تتضمّن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، مقابل وقف كامل للعدوان وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، بالإضافة إلى الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين.

ويأتي هذا الاستطلاع تزامنًا مع مرور 600 يوم على اندلاع العدوان المستمر على غزة، وهو ما يعكس حجم الإحباط الشعبي المتنامي من غياب إنجازات ملموسة. وقد أظهرت النتائج أيضًا أن 62% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن كيان الاحتلال لا يقترب من تحقيق “نصر حاسم”، في حين يرى 19% فقط أن هناك تقدّمًا نحو ذلك الهدف.

ومن اللافت أن 84% من الذين يعتقدون بعدم اقتراب كيان الاحتلال من النصر ينتمون إلى قاعدة المعارضة، بينما شارك 73% من العلمانيين هذا الرأي، ما يشير إلى فجوة متزايدة بين التوجهات السياسية والاجتماعية بشأن تقييم الأداء العسكري والسياسي للحكومة.

علاوة على ذلك، طُرح على المشاركين سؤال حول مدى لياقة عودة رئيس الحكومة الأسبق نفتالي بينيت إلى المشهد السياسي، وما إذا كان من المناسب ظهوره إعلاميًّا في هذه المرحلة؛ حيث رأى 45% من المستطلعين أن ظهوره غير لائق، بينما اعتبره 28% لائقًا، في حين فضّل 27% الامتناع عن الإجابة.

وأظهرت نتائج استطلاع الرأي تراجعًا في التأييد الشعبي لحزب “الليكود”، الذي حاز على 22 مقعدًا فقط، مسجلًا انخفاضًا بمقعدين مقارنة بالاستطلاع السابق. في المقابل، سجّل حزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة أفيغدور ليبرمان صعودًا ملحوظًا، حيث ارتفعت حصته إلى 17 مقعدًا. كما أظهر الاستطلاع تراجع تمثيل “المعسكر الوطني” إلى 15 مقعدًا، و”الديمقراطيين” إلى 13، فيما حصل حزب “ييش عتيد” على 12 مقعدًا، و”شاس” على 10 مقاعد.

أما حزب “عوتسما يهوديت”، فاستقر عند 8 مقاعد، وهو الرقم ذاته الذي حصل عليه حزب “يهدوت هتوراه”. كذلك، نالت “القائمة الموحدة” 6 مقاعد، وتحالف “الجبهة والعربية للتغيير” 5 مقاعد، بينما تراجع حزب “الصهيونية الدينية” إلى 4 مقاعد فقط.

وعلى صعيد توزيع الكتل، بيّنت نتائج الاستطلاع أن الائتلاف الحكومي الحالي يحصل على 52 مقعدًا، مقابل 68 مقعدًا تتمتع بها كتل المعارضة، ما يعكس تراجعًا إضافيًّا في قوة الحكومة السياسية في ظل الأزمة المستمرة.

وفي سيناريو بديل شمل دخول نفتالي بينيت المعترك الانتخابي على رأس حزب جديد، أظهرت النتائج أن الحزب المفترض لبينيت سيحصل على 25 مقعدًا، متقدمًا بذلك على “الليكود” الذي يبقى عند 22 مقعدًا. وتوزّعت بقية المقاعد في هذا السيناريو على النحو الآتي: “يسرائيل بيتينو” 11 مقعدًا، “الديمقراطيون” 10 مقاعد، “شاس” 10، بينما نال كل من “ييش عتيد”، و”المعسكر الوطني”، و”عوتسما يهوديت” 8 مقاعد لكل منهم. كما حصلت “يهدوت هتوراه” على 8 مقاعد، و”القائمة الموحدة” على 6، وتحالف “الجبهة والعربية للتغيير” على 5، في حين فشل “الصهيونية الدينية” في اجتياز نسبة الحسم.

ووفق هذا السيناريو، ترتفع حصيلة المعارضة – مع انضمام حزب بينيت المفترض – إلى 73 مقعدًا، مقابل تراجع الائتلاف الحاكم إلى 47 مقعدًا، ما يعزز من احتمالات قلب موازين القوى السياسية داخل كيان الاحتلال في حال تكرّست هذه النتائج في الانتخابات المقبلة.

المصدر: عرب 48